الخصائص الحسينية خصائص الحسين (ع) ومزايا المظلوم

الخصائص الحسينية خصائص الحسين (ع) ومزايا المظلوم0%

الخصائص الحسينية خصائص الحسين (ع) ومزايا المظلوم مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 289

الخصائص الحسينية خصائص الحسين (ع) ومزايا المظلوم

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: آية الله الشيخ جعفر التستري
تصنيف: الصفحات: 289
المشاهدات: 39314
تحميل: 7822

توضيحات:

الخصائص الحسينية خصائص الحسين (ع) ومزايا المظلوم
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 289 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 39314 / تحميل: 7822
الحجم الحجم الحجم
الخصائص الحسينية خصائص الحسين (ع) ومزايا المظلوم

الخصائص الحسينية خصائص الحسين (ع) ومزايا المظلوم

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

العيون ؛ كرامة وإعجازاً، فالحسينعليه‌السلام قد أثّرت مصيبته في انفجار الدماء من الصخور كما أثّرت في حصى بيت المقدس.

وفي الرواية أنّ كلّ حجر ومدر كان يُرفع في عشية قتله كان يوجد تحته دم عبيط حتّى طلع الفجر.

والحسينعليه‌السلام انفجر له الماء أيضاً بالخصوص، وانفجاره من عيون الخلائق لمصيبته ممّا يرى وممّا لا يرى، بل ولذكر اسمه كما في الرواية عنهعليه‌السلام ، وهذا ثابت لاسمه بالخصوص، وإن لم يكن ذكر للمصيبة واطّلاع عليها.

وقد تحقّق البكاء من يوم خلق الأسماء، وقد تحقّق هذا الأثر حين علم آدمعليه‌السلام الأسماء كما في الرواية في تفسير قوله:( فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ ) .

موسىعليه‌السلام نزل له المَنّ والسلوى من السماء، والحسينعليه‌السلام نزلت له من السماء ثمرات كثيرة ؛ فمرّة طبق من رطب، ومرّة طعام مطبوخ لأجله، وتارة رمانة وسفرجلة وتفاحة، وفقدت الرمان لمّا استشهدت الزهراء فاطمة (سلام الله عليها)، والسفرجلة لمّا استشهد علي (سلام الله عليه).

وقد كانت التفاحة عنده في يوم عاشوراء يشمّها ويستريح برائحتها من العطش، قال علي بن الحسين (صلوات الله عليهما): (( ولمّا اشتدّ العطش عليه أنزل أسنانه فيها، ولمّا استشهد لم يوجد منها أثر، ولمّا زرت قبره بعد ذلك وجدت رائحتها من قبره، ومَنْ يزوره من شيعتنا المخلصين وقت السحر يجد رائحة ذلك )).

موسىعليه‌السلام كان بسببه تشريف طور سيناء، حتّى إنّه حلف الله به بالخصوص، والحسينعليه‌السلام له بالنسبة إلى أرض كربلاء مثل ذلك، بل في الروايات أنّه طور سيناء.

موسىعليه‌السلام صاحب العصا التي ظهرت فيها آيات له، والحسينعليه‌السلام صاحب السيف الذي به ظهرت الشجاعة النبويّة التي ورثها إيّاه، واشتهرت بالشجاعة الحسينيّة.

موسىعليه‌السلام قال:( وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي ) ، والحسينعليه‌السلام جعل الله تعالى له وزيراً من أهله العباس أخاه، أشركه في أمره، وشدّ به أزره، وكان ناصره ؛ ولذا قال عند قتله: (( الآن انكسر ظهري )).

موسىعليه‌السلام انفلق له

٢٨١

بحر واحد حتّى دخل فيه بنو إسرائيل، والحسينعليه‌السلام تغطمطت، أي اضطرب وعلت أمواج البحار كلّها له حتّى خرجت منها الأسماك وناحت ؛ وذلك لأنّ ملكاً من ملائكة الفردوس نزل على البحار ونشر أجنحته عليها، وقال: يا أهل البحار البسوا أثواب الحزن ؛ فإنّ فرخ الرسول المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله مذبوح، وفي رواية أُخرى أنّه تكاد أن تنشقّ البحار ويدخل بعضها في بعض فيوكّل بكلّ بحر ملك، وذلك حين تبكي فاطمة الزهراءعليها‌السلام على الإمام الحسينعليه‌السلام وتشهق.

ويظهر من بعض الروايات أنّ ذلك يقع منها كثيراً ؛ ولذا قالعليه‌السلام بعد أن ذكر هذا: (( أما تحبّ أن تكون فيمن يسعد فاطمةعليها‌السلام ؟ )).

موسىعليه‌السلام حفر قبراً لنفسه بيده الشريفة، وذلك لمّا مرّ برجل يحفر قبراً فقال: لِمَنْ هذا القبر ؟ قال: لعبد من عباد الله تعالى الصالحين قال: أُعينك عليه فأعانه على الحفر وتمّم اللحد.

فقال له: فنم فيه نرى سعته فنام موسىعليه‌السلام في اللحد فاُري مقامه، فطلب قبض روحه، فقبضت في قبره.

والحسينعليه‌السلام حيث إنّه لم يُدفن ثلاثة أيام جعل الله تعالى حافر قبره، بل وقبور أصحابه رسول الله محمّداً المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فإنّه رأته أُمّ سلمة في المنام يوم عاشوراء مغبراً، على رأسه أثر التراب، فقال: (( وثب الناس على ابني فقتلوه، وقد شهدته قتيلاً، وما زلت أحفر القبور للحسين وأصحابه (عليه وعليهم‌السلام ) )).

موسىعليه‌السلام لمّا التقطه آل فرعون جاءت أُخته فترقّبت حاله،( فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) ، فرأت كبار مصر يحتضنونه وينقلوه من يد إلى يد، وحضن إلى حضن، وقد اجتمعن النساء لإرضاعه فلم يقبل، فقالت أُخته:( هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ ) إلى آخر القصة المباركة.

والحسينعليه‌السلام لمّا وقع عن فرسه التقطه آل سفيان، ولمّا أبطأ عن أهله خرجت أُخته تتفقّده، فبصرت به عن جنب وهو درَته لحمة ثدي الرماح، وتقبيل السيوف، فنادت وصاحت واستغاثت بفرعون العسكر، وقالت: يابن سعد، أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه ؟!

موسىعليه‌السلام لمّا سار

٢٨٢

بأهله ووصل إلى وادي سيناء، وقد أصابهم البرد والمطر في ليلة شاتية، ولم يتمكنوا من قدح النار( آَنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ ) ، والحسينعليه‌السلام ابن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال لأهله: إنّي آنست في الوادي المقدّس في البقعة المباركة ناراً فسرنَ، يعني فإنّ الله تعالى شاء أن يراكنّ أُسارى.

موسىعليه‌السلام كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه من الجوع، والحسينعليه‌السلام كانت الحمرة من الدم تُرى من أجزاء بدنه ورأسه وشعره وبشرته، والزرقة في شفتيه من العطش.

باب النبي إسماعيل الذبيحعليه‌السلام

إسماعيلعليه‌السلام سلّم نفسه ليذبحه والده قرباناً لله برفق وإحسان ؛ فوصفه الله تعالى بالحليم، والحسينعليه‌السلام حليم، سلّم نفسه ليقتله أعداؤه قتلة لم تقع مثلها ولا تقع أبداً، وإذا لاحظت جميع الجهات والكيفيات في مصيبته علمت أنّها ما وقعت ولا تقع بعد ذلك.

باب النبي إسماعيل صادق الوعدعليه‌السلام

الذي ذكره الله تعالى في القران الكريم بقوله( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ) ، وهو غير إسماعيل بن إبراهيمعليهما‌السلام ، وكان رسولاً إلى قوم فأخذوه وسلخوا فروة وجهه، فأرسل الله تعالى إليه سطاطائيل ملك العذاب ؛ لينتقم له، فقال إسماعيل: لي أُسوة بالحسين بن عليعليه‌السلام فهو المتأسي بالحسين بن عليعليه‌السلام في سلخ فروة الوجه فقط بالجملة.

بأبي المستضعف الغريب الذي سُلخ كلّ جلد بدنه بالسهام والسيوف والرماح ...، وزاد على ذلك تقطّع

٢٨٣

الأوصال كما رواه بنفسه، فقال: (( كأنّي بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات )).

باب النبي داودعليه‌السلام

قال الله تعالى:( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) ، يعني كثير النوح والإنابة إلى الله تعالى، وكان ينوح على خطيئته وهو على المنبر، ويجتمع إليه الناس يبكون معه، وينوحون حتّى يموت جمع كثير منهم من شدّة النوح على الذنوب ومن رقّة صوته، والحسينعليه‌السلام قد علا صوت استغاثته، فبُذلت نفوس عند ذلك لنصرته، وناحت عليه الطير والوحش، وقام النوح عليه إلى يوم القيامة.

باب النبي سليمانعليه‌السلام

قد اُوتي ملكاً عظيماً، بأن سُخّرت له الجنّ والإنس، والوحش والطير والريح، بحيث لو أمرهم بأمر لأطاعوه، ولكنّ سليمان كربلاء قد سُخّرت له السماوات والأرضون، والوحش والطير، والرياح والبحار، وجميع ما خلق الله تعالى حتّى الجنّة والنار، وما لا يُرى، فصاحت كلّها صيحة واحدة، وضجّت ضجّة واحدة بمجرّد قطع الرأس الشريف، كما ذُكر تفصيله في محلّه.

سليمانعليه‌السلام كان من ابتلائه أنّه اُلقي على كرسيه جسداً، يُقال: إنّه جسد ولده، اُلقي على كرسيه ميتاً فأناب، والحسينعليه‌السلام اُلقي قدّامه جسد ولده مقطّعاً على التراب.

سليمانعليه‌السلام ابتُلي بأخذ خاتمه، والحسينعليه‌السلام اُخذ خاتمه وقُطع إصبعه.

باب عيسىعليه‌السلام

عيسى بن مريم العذراءعليهما‌السلام ، والحسين بن فاطمة الزهراءعليهما‌السلام .

عيسى بن مريمعليهما‌السلام التي نادتها الملائكة:( يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ) ، والحسينعليه‌السلام ابن مَنْ نادته الملائكة.

عيسىعليه‌السلام روح الله تعالى وكلمته، والحسينعليه‌السلام نور الله تعالى، وباب رحمته الواسعة.

عيسىعليه‌السلام ابن سيدة نساء عالمها، والحسينعليه‌السلام ابن سيدة نساء العامين كلّهم.

عيسى بن مريمعليه‌السلام كان يتوسّد الحجر، والحسينعليه‌السلام لم يكن له رأس ليتوسّد تراباً أو حجراً، بل جثة بلا رأس ثلاثة أيام في كربلاء.

عيسىعليه‌السلام يلبس الخشن، والحسينعليه‌السلام لا لباس له.

عيسىعليه‌السلام يأكل الجشب، أي الغليظ الخشن، والحسينعليه‌السلام لم يأكل ولم يشرب شيئاً لثلاثة أيام حتّى نُحر مظلوماً غريباً.

٢٨٤

عيسىعليه‌السلام لم يكن له مال ليتلف، وعيسى صاحب الخيام المنهوبة، والثياب المسلوبة، والنساء والأطفال المسبيّة ...، والخيام المحروقة.

عيسىعليه‌السلام لم يكن له ولد ليحزن عليه، وعيسى كربلاءعليه‌السلام له ولد مصابه هدّت قواه، وأظلمت عينه مصيبته حتّى رآه ممزّقاً مقطّعاً بالسيوف والرماح، لكن صبر في ذات الله تعالى.

عيسىعليه‌السلام ظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها، وعيسى كربلاءعليه‌السلام ظلّ جسده مطروحاً في الشمس ثلاثة أيام تنوح عليه سكّان السماوات والأرضون.

عيسىعليه‌السلام دابته رجلاه، وخادمه يداه، وعيسى كربلاءعليه‌السلام لم يَدَعوه ليقف راجلاً، وقُطع كفنه، ثمّ قُطعت يداه بعد موته، وقُطع إصبعه لسلب خاتمه.

المقصد الرابع: فيما أُعطي الأنبياء من الحسينعليهم‌السلام

اعلم أنّه قد أُعطي جميع الأنبياء من الحسينعليه‌السلام شيئين :

الأوّل: إنّه أُسوة لهم، فكان كلّ واحد منهم إذا أصابته مصيبة صبر عليها تأسيّاً بالحسينعليه‌السلام ؛ ولذا قال الإمامعليه‌السلام يوماً للحسينعليه‌السلام : (( يا أبا عبد الله، أُسوة أنت قدماً )).

الثاني: إنّهم كلّما وقعوا في شدّة حصل لهم الفرج عند التلفّظ باسم الحسينعليه‌السلام ، وفي ذلك روايات :

الأولى: في قبول توبة النبي آدمعليه‌السلام حين علّمه الأسماء الخمسة، فكانت الاستجابة عند قوله: بحق الحسينعليه‌السلام .

الثانية: في سكون سفينة نبي الله نوحعليه‌السلام حين اُوحي إليه بأن يتوسّل بالخمسة، فكان الاستواء على الجودي عند قوله: وبحق الحسينعليه‌السلام .

الثالثة: في استجابة دعاء زكرياعليه‌السلام حين قال( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ) ، فعلّمه الأسماء الخمسة، فحصلت البشارة له بـ ( يحيى ) عند قوله: بحق الحسينعليه‌السلام .

الرابعة: في نجاة يونسعليه‌السلام من بطن الحوت ؛ فإنّه دعا بحق الخمسة الأطهار، وحصل نبذه بالعراء حين قوله: بحق الحسينعليه‌السلام .

الخامسة: في كشف الضرّ عن أيوبعليه‌السلام ؛ فإنّه حصل عند دعائه متوسّلاً بالخمسة، ونودي بقوله:( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ) ، عند قوله: بحق الحسينعليه‌السلام .

٢٨٥

السادسة: حصول الفداء لإسماعيلعليه‌السلام ؛ فإنّه قد ورد أنّ المراد بالذبح العظيم، هو الإمام الحسينعليه‌السلام ، ولا يلزم منه كون إسماعيلعليه‌السلام أعلى رتبة.

السابعة: في خروج يوسفعليه‌السلام من غيابة الجبّ ؛ فإنّه حصل بالتوسّل بالخمسة الأطهار، عند قوله وبحق الحسينعليه‌السلام فـ( وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ ) .

الثامنة: في خروج يوسف من السجنعليه‌السلام ؛ فإنّه لمّا توسّل بالخمسة بعد بضع وسنين قال: وبحق الحسينعليه‌السلام جاء صاحب السجن، وقال:( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا ) إلى آخر قصّته المباركة.

التاسعة: في تفريج الغمّ ليعقوبعليه‌السلام ؛ فإنّه لمّا ضاق عليه الأمر، قال: ربّ أما ترحمني ؟ لقد ذهبت عيناي، وذهب نور عيني فأوحى الله تعالى إليه قل: (( اللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين أن تردّ عليّ عيني )) فبمجرّد التلفّظ بالحسينعليه‌السلام جاء البشير فارتدّ بصيراً.

العاشرة: ما ورد من تفريج كروب الأنبياءعليه‌السلام ، وكشف البلاء عنهم مقارناً لذكر الحسينعليه‌السلام ، وقد قارن ذلك أيضاً غلبة البكاء عليهم من دون علم بالسبب، والتسعة السابقة فروع للعاشرة.

أقول: ونحن أيضاً مكروبون بكربة الذنوب العظام، وقد عظم بلاؤنا من الخطايا التي أهلكتنا، فنسأل الله تعالى بحقّ محمّد المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، والحسن المجتبى المظلوم، والحسيــن الشهيد الغريب الذي عند ذكر اسمه تنكسر قلوبنا، ويجري الدمع من عيننا لعلمنا بما وقع عليه، أن يجعل كشف البلاء عنّا ببركة نور اسمه وتأثيره.

انتهى العنوان العاشر

٢٨٦

العنوان الحادي عشر

في خصوصياته المتعلّقة بأفضل الأنبياءصلى‌الله‌عليه‌وآله

زيادة على ما ذكرنا سابقاً بعنوان ما أعطاه الله تعالى من أفضل المخلوقات، والمراد هنا بيان ثبوت جميع فضائل خاتم الأنبياء (صلوات الله عليه وآله) وابتلاءاته له، فنقول :

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل المخلوقين، وهو أفضل من الحسينعليه‌السلام ، والحسينعليه‌السلام من أفضل المخلوقين، وأفضل المخلوقين منهعليه‌السلام .

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله سيد الأنبياء، والحسينعليه‌السلام سيد الشهداء.

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله خاتم الأنبياء والمرسلين، والحسينعليه‌السلام خاتم الشهداء والصدّيقين.

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة للعالمين ؛ لعموم الفيض منه من جهات عديدة، والحسينعليه‌السلام رحمة للعالمين كذلك.

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد ومبشّر، والحسينعليه‌السلام يشهد يوم القيامة لِمَنْ زاره، أو بكى عليه شهادة تصلح له أمره، وهو المبشّر له الآن، وهو عن يمين العرش يناديه: (( أيّها الباكي، لو علمت ما أُعدّ لك لفرحت أكثر ممّا جزعت )).

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله قد خصّه الله تعالى بقوله:( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) ، والحسينعليه‌السلام قد أعطاه الله تعالى الكوثر من فيوضه، إنّه يفرح إذا شرب منه الباكي عليه، كما في رواية مسمع بن عبد الملك في كامل الزيارات ١٠٢.

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أعطاه الله تعالى الوسيلة، وهي إحدى مقامات الشفاعة، والحسينعليه‌السلام قد جعله الله تعالى وسيلة، وقد ورد أنّ باب الحسين أوسع، وأنّ سفينته أسرع، وكما جاء أيضاً: (( لا يوم كيومك يا أبا عبد الله )).

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله قال الله تعالى له:( عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً ) ، وهو أعظم مقام من مقامات الشفاعة، والحسينعليه‌السلام من أعظم أسباب شفاعة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فقد ورد أنّه لمّا أُخبر بشهادته كان ممّا قال له جبرئيلعليه‌السلام : إن شئت أن تكون شهادة ولديك ذخيرة لك لشفاعة العصاة فارض بذلك، وإن شئت دعوت الله تعالى أن يسلّمهما من السمّ والقتل.

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله قد جعل لكلّ عضو من أعضاء بدنه كرامة ظاهرة، قد ذكرنا تفصيلها في أبواب حالاته، والحسينعليه‌السلام مظهر لكرامات أعضائه الشريفة ؛ فإنّ نحره وجبينه كانا يُضيئان لكثرة ما يُقبّلهما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان يُقبّل فوق سرته ولم يعلم السبب في ذلك حتّى

٢٨٧

أُصيب بسهم ذي ثلاث شعب على قلبه السليم المبارك المصاب بالسهم، وكان قاتله حقيقة، فعلم أنّ التقبيل كان لذلك، وهذا من معجزاته (صلوات الله عليه).

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله له معراج بكيفيات خاصة، بل قال العلماء أنّه له أكثر من معراج، والحسينعليه‌السلام له معراج بكيفيات خاصة، فله معراج جسماني وروحاني يوم قتله.

محمّد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله قد صدع بما اُمر بعد خطابه تعالى بقوله:( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ ) ، فوقف وحيداً غريباً في مجتمع الجاهلية ونادى وحيداً، وتحمّل واحتمل مشاقّ الحروب في بدر وأُحد وحنين والأحزاب وغيرها، وتحمّل استهزاء الكفّار والمنافقين جميعاً، وعانى ما عانى من دون باقي الأنبياء والمرسلين، والحسينعليه‌السلام قد صدع بما اُمر على طبق ذلك من وقوفه وحيداً غريباً في أُمّة جدّه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان نداءه وحيداً، واجتماع جميع مشاقّ تلك الغزوات في جهاده يوم عاشوراء ولكلّ تفصيل على حدة.

هذا، ولكن إلى متى أقول محمداً وحسيناً! وقد قال محمّد حبيب الله: (( حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله مَنْ أحبّ حسيناً )) وهذا أيضاً حديث عجيب في معناه وبيانه وتنسيقه ؛ حيث ابتدئ باسم الحسين، وانتصف بالحسين، وانتهى بالحسين، وكفانا أنّ الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء، اللّهمّ صلِّ على حبيبك محمد وآله الأطهار.

فلنكتف بقولنا: محمّد من الحسين والحسين من محمّد عن ملاحظة تطبيقات الفضائل وابتلاءات المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ فجميع ابتلاءاته قد وردت على الحسينعليه‌السلام .

وصلّى الله على محمّد المصطفى وآله المعصومين والحمد لله.

انتهى الكتاب بحمد الله تعالى وتعظيمه

اللّهمّ صلِّ على محمّد المصطفى وآله المعصومين وعجّل في فرجهم يا كريم

٢٨٨

الفهرس

تنويه : ٢

الخصائص الحسينيّة خصائص الحسين عليه‌السلام ومزايا المظلوم تأليف : آية الله الشيخ جعفر التستري ٣

العنوان الأوّل : في محال وجوده من بدء خلق نوره عليه‌السلام إلى بعد يوم الجزاء ١٤

العنوان الثاني : في صفاته وأخلاقه وعباداته العامّة المطلقة ٢١

انتهى العنوان الثاني العنوان الثالث : في خصائص صفاته وأخلاقه وعباداته يوم عاشوراء ٢٦

كتاب العبادات البدنية الواجبة ٢٨

كتاب العبادات المستحبة ٣٣

كتاب العبادات القلبية والصّفات الحميدة ٣٥

انتهى العنوان الثالث العنوان الرابع في خصائصه من حيث الألطاف الإلهية به، والاحترامات الربانية له ٤٦

انتهـى العنوان الرابـع العنوان الخامس في بيان اللطف الرباني الخاص بالإمام الحسين عليه‌السلام ٧٢

انتهى العنوان الخامس العنوان السادس في خصوصياته عليه‌السلام المتعلّقة بالخشوع ؛ لتذكّره، والرقّة، والبكاء عليه، وإقامة مجالس المآتم والرثاء ٨٥

العنوان السابع في خصوصيات زيارته التي هي أعظم الوسائل الحسينيّة ١٤٨

العنوان الثامن في خصائصه المتعلقة بالقرآن المجيد والكلام العزيز ٢٠١

العنوان التاسع في خصوصياته المتعلّقة ببيت الله الحرام ٢٢٢

العنوان العاشر في خصائصه ممّا يتعلّق بأنبياء الله تعالى العظام ٢٦٦

العنوان الحادي عشر في خصوصياته المتعلّقة بأفضل الأنبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله ٢٨٧

الفهرس ٢٨٩

٢٨٩