بل تقدّم أنّ أهل السنّة يزعمون:
«أنّ الاكتحال في هذا اليوم مانع من الرمد في تلك السنة» ..
أمّا ابن الحاج فذكر عن يوم عاشوراء:
«أنه يستحب التوسعة فيه على الأهل والأقارب، واليتامى والمساكين، وزيادة النفقة والصدقة مندوب إليها، بحيث لا يجهل ذلك»
.
وبعد أن ذكر أشياء تُفعل في هذا اليوم لم تُعرف عن السلف، كذبح الدجاج، وطبخ الحبوب، وزيارة القبور، ودخول النساء الجامع العتيق بمصر وهنّ في حال الزينة الحسنة، والتحلّي، والتبرّج للرجال، وكشف بعض أبدانهنّ، ويقمن فيه من أول النهار إلى الزوال، بعد أن ذكر ذلك قال:
ومن البدع أيضاً محرهن فيه الكتان، وتسريحه، وغزله، وتبييضه في ذلك اليوم بعينه، ويشلنه ليخطن به الكفن، ويزعمن أنّ منكراً ونكيراً لا يأتيان من كفنها مخيط بذلك الغزل.
إلى أن قال:
وممّا أحدثوه فيه من البدع: البخورُ، فمن لم يشتره منهم في ذلك اليوم ويتبخّر به فكأنه ارتكب أمراً عظيماً. وكونه سنّة عندهن لا بدّ من فعلها، وادخارهن له طول السنة يتبركن به، ويتبخّرن إلى أن يأتي مثله يوم عاشوراء الثاني.
ويزعمون أنه إذا بخّر به المسجون خرج من سجنه، وأنه يبرئ من
____________________
(1) المدخل - لابن الحاج 1 / 289.