علوم القرآن

علوم القرآن0%

علوم القرآن مؤلف:
الناشر: مجمع الفكر الإسلامي
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 531

علوم القرآن

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد باقر الحكيم
الناشر: مجمع الفكر الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 531
المشاهدات: 206997
تحميل: 18720

توضيحات:

علوم القرآن
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 531 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 206997 / تحميل: 18720
الحجم الحجم الحجم
علوم القرآن

علوم القرآن

مؤلف:
الناشر: مجمع الفكر الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يُفهم من الآية، وأشار إليه الشيخ محمد عبده، مع أنّ هذا التفسير لا ينسجم مع النقطة التي ذكرها الشيخ عبدة؛ لأنّه افترض في أصل إثارة السؤال وجود العلم الناقص إلى جانب الإدارة؛ فكيف يكون هذا العلم - بالشكل الذي ذكره الشيخ محمد عبده، وهو علم ناقص على أيِّ حال - جواباً لهذا السؤال؟

نعم لو افترضنا أنّ العلم الذي علّمه الله تعالى لآدم هو الرسالات الإلهيّة الهادية للصلاح والرشاد والحق والكمال - كما أشار الشيخ محمد عبده إلى ذلك في النقطة الثالثة - فقد يكون جواباً لسؤال الملائكة؛ لأنّ مثل هذا العلم يمكن أن يصلح شأن الإرادة والاختيار الذي أثار المخاوف، ولكن هذا خلاف الظاهر، حيث يُفهم من ذيل هذا المقطع الشريف:

( ... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدىً فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (1) أنّ هذا الهدى الذي هو الرسالات الإلهيّة الهادية جاء بعد هذا التعليم لآدم.

وأمّا لو افترضنا أنّ الذي أثار السؤال لدى الملائكة هو الإرادة والاختيار فقط - كما اختاره أُستاذنا الشهيد الصدر (قُدِّس سرّه) - أصبح بيان الامتياز بالعلم والمعرفة جواباً للسؤال وتهدئةً للمخاوف التي انثارت لدى الملائكة؛ لأنّ هذا العلم يهدي إلى الله تعالى ويتمكّن هذا الإنسان بفطرته من أن يسير في طريق التكامل.

وأمّا العلاّمة الطباطبائي فقد اعتبر الانتماء إلى الأرض والتزاحم بين المصالح فيها هو الذي يؤدّي إلى الفساد، ويكون العلم بالأسماء طريقاً وعلاجاً لتجنّب هذه الأخطار؛ لأنّ الأسماء بنظره موجودات عاقلة حيّة.

وفي النقطة الثالثة يفترض الشيخ محمد عبده أنّ العلم هو الذي جعل الإنسان مستحقّاً للخلافة، وهذا العلم ذو بُعدين:

أحدهما: العلوم الطبيعية التي يمكن للإنسان أن يحصل عليها من خلال

________________________

(1) البقرة: 38.

٤٦١

التجارب والبحث، والتي يتمكّن الإنسان بواسطتها من الهيمنة على العالم المادّي الذي يعيش فيه، كما نشاهد ذلك في التاريخ وفي عصرنا الحاضر بشكلٍ خاص.

والآخر: العلم الإلهي المنزل من خلال الشريعة، والذي يمكن للإنسان من خلاله أن يعرف طريقه إلى الكمالات الإلهيّة ويُشخّص المصالح والمفاسد والخير والشر.

وهذا التصور ينسجم مع إطلاق كلمة العلم في الآية الكريمة، ومع فرضيّة أنّ الجواب الإلهي للملائكة إنّما هو تفسير لجعل الإنسان خليفة؛ لأنّ الجواب ذكر خصوصيّة (العلم) كامتيازٍ لآدم على الملائكة.

كما ينسجم هذا التصوّر مع ما أكّده القرآن الكريم في مواضع متعدّدة من دور العقل ومدركاته في حياة الإنسان ومسيرته وتسخير الطبيعة له، وكذلك دور الشريعة في تكامل الإنسان ووصوله إلى أهدافه.

ولكنّ هذا التصوّر نلاحظ عليه - ما ذكرنا - من أنّ الشريعة قد افترض نزولها في هذا المقطع الشريف بعد هذا الحوار:

( ... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) .

كما أنّ الظاهر أنّ الإرادة والاختيار يمثّلان ميزةً أُخرى لآدم والإنسان بشكلٍ عام على الملائكة، وأنّ هذه الخصوصية هي التي أثارت مخاوف الملائكة وسؤالهم، كما نبّهنا عليه وأشار إليه الشيخ محمد عبده.

وبذلك يكون استحقاق آدم للخلافة وجود هاتين الخصوصيتين فيه.

وأما العلاّمة الطباطبائي فهو افترض أنّ هذا الاستحقاق إنّما كان باعتبار العلم بالأسماء، ولكنّه فسّر الأسماء بأنّها موجودات عاقلة لها مراتب من الوجود، حيث يمكن من خلال العلم بها أن يسير الإنسان في طريق التكامل.

ولكن هذا التفسير فيه شيءٌ من الغموض ولعلّه يعتمد على بعض المذاهب

٤٦٢

الفلسفية التي تؤمن بوجود العقول التي هي واسطة في العلم والخلق والتكامل بين الله تعالى والوجود، ومنه الإنسان.

نعم هناك فرضيّة تُشير إليها بعض الروايات المرويّة عن أهل البيت (عليهم السلام) وهي أنّ الأسماء عبارة عن أسماء العناصر والذوات الإنسانية الموجودة في سلسلة امتداد الجنس البشري من الأنبياء والربّانيّين والأحبار الذين جعلهم الله تعالى شهوداً على البشريّة والإنسانية، واستحفظهم الله تعالى على كتبه ورسالاته (1) .

ويكون وجود هذا الخط الإنساني الإلهي الكامل هو الضمان الذي أعدّه الله تعالى لهداية البشرية والسيطرة على الهوى، وتوجيه الإرادة نحو الخير والصلاح والكمال.

ويكون العلم بهذه الأسماء معناه تحقّق وجودها في الخارج باعتبار مطابقة العلم للمعوم، وتعليم آدم الأسماء إنّما هو إخباره بوجودها.

أو يكون العلم بالأسماء معناه معرفة هذه الكمالات التي يتّصف بها هؤلاء المخلوقون، وهي صفات وكمالات تمثّل نفحةً من الصفات والكمالات الإلهيّة، خصوصاً إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ كلمة الأسماء في القرآن تُطلق على الصفات الإلهيّة بنحو من الإطلاق.

والظاهر أنّ هذه الفرضيّة هي التي ذهب إليها أُستاذنا الشهيد الصدر (قُدِّس سرّه).

الفصل الثاني: مسيرة الاستخلاف:

وهي مسيرة تحقّق الخلافة في الأرض، فيقع الكلام فيه - أيضاً - في جانبين:

الأوّل:

تشخيص مجموعة من المفاهيم والتصوّرات التي وردت في القرآن

________________________

(1) ( إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدىً وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء... ) المائدة: 44.

٤٦٣

الكريم حول هذه المسيرة.

الثاني:

بيان الصورة النظريّة الكاملة حول هذه المسيرة.

الجانب الأوّل: المفاهيم والتصوّرات:

السجود لآدم:

في البداية يواجهنا السؤال عن الأمر الإلهي للملائكة في السجود لآدم، حيث إنّه في الشريعة المقدّسة يحرم السجود لغير الله تعالى، فكيف صحّ أن يطلب من الملائكة السجود لآدم؟ وما هو المقصود من هذا السجود؟

وهذا السؤال ينطلق من فكرة وهي أنّ السجود بحدّ ذاته عبادة، والعبادة لغير الله شرك وحرام؛ حيث تُقسم الأفعال العباديّة إلى قسمين:

أحدهما: الأفعال التي تتقوّم عبادتها بالنيّة وقصد القربة كالإنفاق (الزكاة والخمس) أو الطواف بالبيت الحرام أو القتال، أو غير ذلك، فإنّ هذه الأفعال إذا توفرّت فيها نية القربة وقصد رضا الله تعالى تكون عبادة لله تعالى، وبدون ذلك لا تكون عبادة، ومن ثمَّ فهي تتبع نيّتها في تشخيص طبيعتها.

والآخر: الأفعال التي تكون بذاتها عبادة ويُذكر (السجود) منها، حيث إنّه عبادة بذاته، ولذا يحرم السجود لغير الله؛ لأنّه يكون بذاته عبادة لغير الله.

ولكن هذا التصوّر غير صحيح، فإنّ السجود شأنه شأن الأفعال الأُخرى التي تتقوّم عباديّتها بالقصد والنيّة، ولذا فقد يكون السجود سخريةً واستهزاءً، وقد يكون لمجرّد التعظيم، وقد يكون عبادةً إذا كان بنيّتها.

ولذا نجد في القرآن الكريم في بعض الموارد الصحيحة يستخدم السجود تعبيراً عن التعظيم، كما في قصّة أُخوة يوسف؛ قال تعالى:

( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً... ) (1) .

________________________

(1) يوسف: 100.

٤٦٤

وإنّما كان السجود لغير الله حراماً؛ لأنّه يستخدم عادة في العبادة، فأُريد للإنسان المسلم أن يتنزه عمّا يوهم العبادة لغير الله تعالى.

وأمّا إذا كان السجود للتعظيم وبأمرٍ من الله تعالى، فلا يكون حراماً، بل يكون واجباً.

ولكن يبقى السؤال: أنّ هذا السجود ماذا كان يعني؟

فقد ذكر بعض المفسِّرين - انطلاقاً من فكرة أنّ هذا الحديث لا يُراد منه إلاّ التربية والتمثيل وليس المصاديق المادّيّة لمفرداته ومعانيه - أنّ السجود المطلوب إنّما هو خضوع هذه القوى المتمثّلة بالملائكة للإنسان، بحيث إنّ الله تعالى أودع في شخصية هذا الإنسان وطبيعته من المواهب ما تخضع له هذه القوى الغيبيّة وتتأثر بفعله وإرادته:

( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا... ) (1) .

كما أنّه يمكن أن يكون هذا السجود سجوداً حقيقيّاً بالشكل الذي تناسب مع الملائكة، ويكون طلب السجود منهم لآدم من أجل أن يعبِّروا بهذا السجود عن خضوعهم أو تقديسهم لهذا المخلوق الإلهي المتميّز، بما أودع الله فيه من روحه ووهبه العلم والإرادة والقدرة على التكامل والصعود إلى الدرجات الكماليّة العالية.

ولعلّ هذا المعنى الثاني هو الظاهر من مجموعة الصور والآيات القرآنية التي تحدّثت عن هذا الموضوع، حيث نلاحظ أنّ امتناع إبليس عن السجود إنّما كان بسبب الاستكبار لتفضيل هذا المخلوق، حيث كان يطرح في تفسير عدم السجود أنّه أفضل من آدم: ( ... قَالَ أَنَاْ خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ) (2) ، كما أنّ

________________________

(1) فصلت: 30.

(2) الأعراف: 12.

٤٦٥

القرآن الكريم يُشير إلى أنّ الإنسان الصالح المخلص يكون خارجاً عن قدرة إبليس ومكره، ومن ثمَّ فهو مهيمن على هذه القوّة الشيطانية:

( قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ* إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) (1) .

إبليس من الملائكة أم لا:

وهناك سؤالٌ آخر عن حقيقة إبليس وأنّه من الملائكة أو الجن، حيث ورد في القرآن الكريم وصفه بكلا هذين العنوانين:

فإذا كان من الملائكة فكيف يعصي الله تعالى، وقد وصف الله تعالى الملائكة بأنّهم ( ... عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ) (2) لا يخالفون و ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ ) (3) ، وهم بأمره يعلمون.

وإذا كان من الجن فلماذا وُضع إلى جانب الملائكة في هذه القصّة؟

وتُذكر عادةً للاستدلال على أنّ إبليس من الجن وليس من الملائكة ويختلف عن طبيعة الملائكة عدة شواهد، إضافةً إلى وصف القرآن الكريم له بذلك، ومن هذه الشواهد أنّ أوصاف الملائكة لا تنطبق على إبليس، حيث إنّهم وُصفوا بالطاعة وقد تمرّد إبليس، ووُصفوا بأنّهم رُسُل:

( ... جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ... ) (4) ، ومن هذه الشواهد أنّ الملائكة لا ذرّيّة لهم، إذ لا يتناسلون ولا شهوة لهم، وأمّا إبليس فله ذرّيّة كما أشار القرآن الكريم إلى ذلك:

( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي... ) (5) .

________________________

(1) ص: 82 - 83.

(2) الأنبياء: 26.

(3) التحريم: 6.

(4) فاطر: 1.

(5) الكهف: 50.

٤٦٦

ولكنّ هذه الشواهد لا تكفي في عدّ إبليس من الجن في مقابل الملائكة؛ وذلك لأنّ وصف القرآن لإبليس بأنّه من الجن يمكن أن يكون من ناحية أنّ بعض الملائكة يوصف بأنّه جن، إن لم يكن هذا الوصف عامّاً لهم؛ لأنّ الجن مأخوذ من الخفاء والستر، والملائكة مستورون عن عوالمنا ومشاهدنا.

كما نُلاحظ هذا الوصف في نسبة الملائكة إلى الله تعالى عند المشركين، حيث افترضوا أنّ الملائكة هم بنات الله - على ما ورد في القرآن الكريم - وفي نفس الوقت يصف القرآن الكريم هؤلاء الملائكة بأنّهم جِنّة:

( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً... ) (1) .

كما أنّ الطاعة ليست صفةً لازمةً لعنوان الملائكة، بل نلاحظ في القرآن الكريم حصول التمرّد لدى بعض الملائكة كما في المَلَكين هاروت وماروت (2) .

وكذلك موضوع (الذرّيّة) فإنّها يمكن أن تكون من الخصوصيّات التي أُختصّ بها إبليس ليقوم بهذا الدور الخاص له في حياة الإنسان.

نعم يوجد في بعض الروايات ما يُشير إلى أنّ إبليس كان من الجن وليس من الملائكة، وإنّما كان يعاشرهم وأنّهم كانوا يظنون أنّه منهم، ولكن لا يمكن الاعتماد على مثل هذه الروايات.

هل خُلِق آدم للجَنَّة أم للأرض؟

وهناك سؤال آخر وهو آدم هل خُلِق للأرض كما يبدو ذلك في أوّل المقطع الشريف:

( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً... ) (3) ، أو أنّه مخلوق للجنّة وبعد العصيان طُرد للأرض، كما يُفهم ذلك من القِسم الثاني من هذا

________________________

(1) الصافات: 158.

(2) البقرة: 102.

(3) البقرة: 30.

٤٦٧

المقطع الشريف:

( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ ) .

وقد حاول بعض الملحدين أن يُثير الشبهات حول هذا الموضوع بدعوى أنّ هذا المقطع القرآني يبدو وكأنّ إدخال آدم للجنّة والتوبة عن فعله إنّما هما عمليّة شكليّة وصوريّة لطرده منها وإنزاله إلى الأرض.

ولكنّ الجواب عن هذا السؤال واضح وهو:

أنّ آدم إنّما خُلق للأرض وخلافة الله فيها، وكان وجوده في الجنّة هو مرحلة متقدّمة (تأهيليّة) تؤهّله للقيام بدور الخلافة، حيث لم يكن من الممكن لآدم أن يقوم بهذا الدور بدون التأهيل والتجربة التي خاضها في الجنّة، على ما سوف نوضح هذا الأمر في بيان الجانب الآخر.

على أنّ هذه الجنّة يمكن أن تكون جنّةً أرضية وليست جنة (الخُلْد)، إذ لا يوجد دليل على أنّها جنّة الخُلْد، وكان هبوطه وإخراجه منها يعني بداية دور تحمّل المسؤولية والتعب والجهد من أجل الحياة واستمرارها؛ فهو منذ البداية كان على الأرض ولكن في مكان منها لا تعب ولا عناء فيه، وقد تهيّأت له جميع أسباب العيش والراحة والاستقرار، وبعد المعصية بدأت حياةٌ جديدة تختلف عن الحياة السابقة في خصوصيّاتها ومواصفاتها وإن كانت على الأرض أيضاً.

وبذلك يمكن أن نجيب على سؤال آخر هو أنّه كيف تسنّى لإبليس أن يغوي آدم في الجنّة مع أنّ دخولها محرّم على إبليس؟

حيث يمكن أن تكون هذه الجنّة أرضيّةً ولم يُمنع من دخولها، ولعلّ ضمير الجمع في قوله تعالى:

( ... وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ... ) (1) يشير إلى ذلك.

على أنّ عملية الإغواء يمكن أن تكون من خلال وجوده في خارج الجنّة، لأنّ

________________________

(1) البقرة: 36.

٤٦٨

الخطاب بين أهل الجنّة وغيرهم ممّن هو في خارج الجنّة ميسور، كما دلّ على ذلك القرآن الكريم في خطاب أهل الجنّة وأهل النار:

( وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ) (1) .

وفي خطاب أصحاب الجنّة لأصحاب النار:

( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ) (2) .

خطيئة آدم:

والسؤال الآخر هو عن خطيئة آدم وغوايته وعصيانه: ( ... وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى ) (3) .

حيث دلّت بعض الروايات على أنّ آدم كان نبيّاً، وإن لم يُذكر ذلك في القرآن الكريم، والأنبياء معصومون من الذنب والزلل والغواية منذ بداية حياتهم.

ومع غض النظر عن الشك والمناقشة في صحّة هذه الفرضيات (فرضيّة أن يكون آدم نبيّاً) و(فرضيّة أن يكون الأنبياء معصومين من الذنب منذ بداية حياتهم)، يمكن أن نفسِّر جدّيّة هذه المخالفة والعصيان على أساس اتجاهين:

الاتجاه الأوّل:

أن يكون النهي الإلهي هنا هو نهي (إرشادي) (4) أُريد منه

________________________

(1)الأعراف: 50.

(2) الأعراف: 44.

(3) طه: 121.

(4) تُقسم الأوامر والنواهي في الشريعة إلى قسمين: مولوي وإرشادي؛ والمراد من (المولوي) ما يصدر من المولى، باعتباره مولىً له حق الطاعة، ويكون فيه إرادة جدّيّة للطلب والتحرّك نحو المطلوب أو الزجر عن المنهي عنه، كما في أوامر الصلاة والزكاة والجهاد والحج والنهي

٤٦٩

الإرشاد إلى المفاسد الموجودة في أكل الشجرة وليس نهياً (مولويّاً) يُراد منه التحريك والطلب الجدّي.

والمعصية المستحيلة على الأنبياء والتي تُوجب العقاب هي في الأوامر المولويّة وليست الإرشادية.

الاتجاه الثاني:

أن يكون النهي الإلهي هنا نهياً مولويّاً كما - هو الظاهر - وحينئذٍ فيُفترض بأنّ الأنبياء معصومون من الذنوب المتعلّقة بالأوامر والنواهي التي يشتركون فيها مع الناس، وأمّا الأوامر والنواهي الخاصّة بهم فلا يمتنع عليهم صدور الذنب بعصيانها وليسوا معصومين تجاهها، وهذا النهي الذي صدر لآدم إنّما هو خاصٌّ به، ولذا لم يحرم على ذرّيّته من بعده أكل الشجرة.

ومن هنا نجد القرآن الكريم ينسب الظلم والذنب أحياناً لبعض الأنبياء، باعتبار هذه الأوامر الخاصّة، كما حصل لموسى (عليه السلام):

( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (1) .

مع أنّ قتل الفرعوني الظالم الكافر ليس ذنباً وحراماً على الناس بشكلٍ عام، وإنّما كان حراماً على موسى لخصوصيّةٍ في وضعه.

ومن هنا ورد أنّ حسنات الأبرار سيئات المقرّبين باعتبار أنّ لهم تكاليف خاصّة بهم تتناسب مع مستوى الكمالات التي يتّصفون بها.

وهذا التفسير للعصمة أمر عرفي قائم في فهم العقلاء لمراتب الناس، فبعض

________________________

عن شرب الخمر والزنا والسرقة؛ و(الإرشادي) هو الذي يكون للإرشاد إلى المصلحة أو المفسدة، كما في الأوامر والنواهي في موارد المعاملات غالباً، حيث يكون إرشاداً لبطلان المعاملة أو صحّتها، أو كما في أوامر الأطباء والمهندسين والعلماء التجربيين فإنّهم لا يستحقون الطاعة بما هم سادة، وأُولوا الأمر والولاية؛ بل لأنّ متعلّقات أوامرهم ونواهيهم فيها مصالح ومفاسد، فعندما يُأمر بشرب الدواء فهذا يعني أنّ شرب الدواء فيه مصلحة، وكذا عندما يُنهى عن أكل شيءٍ فإنّه يعني أنّ أكله فيه ضرر ومفسدة.

(1) القصص: 16.

٤٧٠

الأُمور هي من العلماء والفضلاء ذنب يُؤاخذون عليه، ولكنّه ليس كذلك بالنسبة إلى العامّة من الناس، وبعض الإنفاقات القليلة ذنب من الأغنياء يُؤاخذون عليها وليست كذلك بالنسبة إلى الفقراء.

الجانب الثاني: التصوّر العام لمسيرة الخلافة:

وهنا نشير إلى تصورين:

التصوّر الأوّل:

ما ذكره العلاّمة الطباطبائي (قُدّس سرّه) في الميزان، حيث يُفترض أنّ هذه المسيرة بدأت من وضع آدم وزوجه في الجنّة من أجل أن ينتقل إلى الأرض بعد ذلك، وكان لا بُدّ له من التعرّض إلى المعصية من أجل أن يتحقّق هذا النزول إلى الأرض، إذ لا يمكن أن يحصل على التكامل الإنساني الذي يؤهّله لهذه الخلافة ما لم يتعرّض إلى المعصية والنزول إلى الأرض بعد ذلك.

وذلك لأنّ تكامل الإنسان إنّما يحصل من خلال توفّر عنصرين وعاملين أساسيّين:

أحدهما: شعور الإنسان بالفقر والحاجة والمسكنة والذلّة، أو بتعبيرٍ آخر: شعور الإنسان بالعبوديّة لله تعالى الذي يدفعه للحركة والتوجّه إلى الله تعالى والمصير إليه.

والآخر: هو عفو الله تعالى ورضوانه ورحمته وتوفيقه لهذا الإنسان، وإمداده بالعطاء والفضل الإلهي.

فشعور الإنسان بالحاجة يجعله يتحرّك لسدّ هذه الحاجة، والفضل والعطاء الإلهي هو الذي يحقّق الغنى النسبي للإنسان ويسد النقص والحاجات لدى هذا الإنسان فيتكامل.

وإذا لم يشعر الإنسان بالحاجة فلا يسعى إلى الكمال حتّى لو كان محتاجاً في واقع الحال، وإذا لم يتفضّل الله على هذا الإنسان بالعفو والرحمة والعطاء يبقى هذا

٤٧١

الإنسان ناقصاً ومتخلّفاً في حركته.

وما ذُكر في قصّة آدم إنّما يمثّل هذين الأمرين معاً.

فلو لم ينزل الإنسان إلى الأرض لا يشعر بالحاجة، حيث كان يعيش في الجنّة يأكل ويشرب وبدون تعب أو عناء، فطبيعة هذه الجنة:

( إِنَّ لَكَ ألاّ تَجُوعَ فِيهَا وَلا تَعْرَى* وَأَنَّكَ لا تَظْمَأُ فِيهَا وَلا تَضْحَى ) (1) .

ولو لم تصدر من آدم المعصية فلا يمكن أن يحصل على تلك الدرجات العالية من الرحمة والمغفرة التي حصل عليها الإنسان في حالات الرجوع والتوبة، حيث يفترض العلاّمة الطباطبائي وجود درجات من الرحمة والمغفرة مرهونة بالتوبة والإنابة؛ قال:

(فللّه تعالى صفات من عفو ومغفرة وتوبة وستر وفضل ورأفة ورحمة لا ينالها إلاّ المذنبون... فهذه التوبة هي التي استدعت تشريع الطريق الذي يتوقع سلوكه وتنظيف المنزل الذي يرجى سكونه، فوراءها تشريع الدين وتقويم الملّة) (2) .

فالقصّة وراءها قضاءان قضاهما الله تعالى في آدم:

القضاء الأوّل:

الهبوط والخروج من الجنّة والاستقرار على الأرض وحياة الشقاء فيها، وهذا القضاء لازم حتّى لأكل الشجرة، حيث بدت سوآتهما، وظهور السوءة لا يناسب حياة الجنة، بل الحياة الأرضيّة، ومن هنا كان إخراجهما من الجنّة بعد العفو عنهما، ولولا ذلك لكان مقتضى العفو هو بقاؤهما في الجنّة.

القضاء الثاني:

إكرام آدم بالتوبة حيث طيّب الله تعالى بها الحياة الأرضية التي هي شقاء وعناء، وبها ترتّبت الهداية إلى العبودية الحقيقية، فتآلفت الحياة من

________________________

(1) طه: 118 - 119.

(2) تفسير الميزان 1: 134، طبعة جماعة المدرّسين - قم.

٤٧٢

حياةٍ أرضيّة وحياةٍ سماويّة (1) .

فنزول آدم إلى الأرض وإن كان فيه ظلمٌ للنفس وشقاء، إلاّ أنّه هيّأ لنفسه بنزوله درجةً من السعادة، ومنزلةً من الكمال ما كان ينالها لو لم ينزل، وكذلك ما كان ينالها لو نزل من غير خطيئة.

التصوّر الثاني:

ما ذكره أُستاذنا الشهيد الصدر (قُدّس سرّه):

أنّ الله سبحانه قدّر لآدم الذي يمثّل أصل الجنس البشري أن يمرّ بدور الحضانة التي يمرّ بها كلُّ طفلٍ ليتعلّم الحياة وتجاربها، فكانت هذه الجنّة الأرضية التي وُجدت من أجل تربية الإحساس الخلقي لدى الإنسان والشعور بالمسؤولية وتعميقه من خلال امتحانه بما يوحيه إليه من تكاليف وأوامر.

وقد كان النهي عن تناول الشجرة هو أوّل تكليف يوجّه إلى هذا الخليفة ليتحكم في نزواته وشهواته، فيتكامل بذلك ولا ينساق مع غريزة الحرص وشهوة حب الدنيا التي كانت الأساس لكل ما يشهده مسرح التاريخ الإنساني من ألوان الاستغلال والصراع.

وقد كانت المعصية التي ارتكبها آدم هي العامل الذي يولّد في نفسه الإحساس بالمسؤوليّة من خلال مشاعر الندم فتكامل وعيه بهذا الإحساس، في الوقت الذي كانت قد نضجت لديه خبرات الحياة من خلال وجوده في الجنّة.

وكان الهدى الإلهي يتمثّل بخط الشهادة وهو الوحي الإلهي الذي يتحمّل مسؤوليّته الأنبياء لهداية البشرية.

وبذلك تتكامل المسيرة البشرية ويتطوّر الإنسان ويسمو على المخلوقات؛ من خلال التعليم الرباني والهدى الإلهي الذي يجسّده شهيدٌ ربّانيٌّ معصوم من الذنب يحمله إلى الناس من أجل تحصينهم من الضلال:

( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدىً فَمَن تَبِعَ

________________________

(1) المصدر نفسه.

٤٧٣

هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ ) (1) .

ويمكن أن نُشير في نهاية هذا العرض لهذين التصوّرين إلى عدّة ملاحظات:

الملاحظة الأولى:

إنه يمكن تكميل الصورة : بأنّ الإسكان في الجنّة في الوقت الذي يمثّل مرحلة الإعداد والتهيّؤ يُعبّر في نفس الوقت عن هدفٍ إلهيٍّ وهو: أنّ مقتضى الرحمة الإلهيّة بالإنسان هو أن يعيش حياة الاستقرار والسعادة بعيداً عن الشقاء، وأنّ مسيرة الشقاء إنّما هي اختيار الإنسان؛ ولذا بدأ الله تعالى حياة الإنسان بالجنّة وشمله برحمته الواسعة من خلال التوبة والسداد الإلهي بالهدى الذي أنزله على الأنبياء.

كما أنّ الخطيئة هي التي فجّرت في الإنسان - إضافةّ إلى إحساسه بالمسؤولية - إدراكه للحسن والقبح والخير والشر، ولعلّ هذا هو الذي أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى:

( ... فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ... ) .

وكان هذا الإدراك ضروريّاً للإنسان من أجل أن يكون قادراً على مواجهة مشكلات الحياة وألوان الصراع فيها، وتمييز الحق من الباطل، والخير من الشر، والمصلحة من المضرّة، ويخلق فيه حالة التوازن الروحي والنفسي في مقابل ضغوط الشهوات والغرائز.

وقد كان من الممكن أن يحصل هذا الإدراك من خلال الحضانة الطويلة والتجربة الذاتية في حياته في الجنّة، ولعلّ هذا هو الهدف من وضعه في الجنّة ليمرّ بهذه الحضانة الطويلة، كما يحصل للإنسان في تجاربه في الطفولة، حيث تنمو فيه هذه المعرفة تدريجاً، ولكن كان هناك طريق أقصر محفوف بالمخاطر وبالخطيئة والذنب.

________________________

(1) البقرة: 38.

٤٧٤

ولم يكن الله سبحانه وتعالى ليختار للإنسان طريق الخطيئة بالرغم من قِصَره؛ لأنّه طريقٌ خطير، ولكن عندما اختار الإنسان ذلك وأصبح يدرك هذه الحقائق صار مؤهّلاً للبدء في الحياة الدنيا.

وقد فتح الله سبحانه وتعالى أمامه باب التوبة والرجوع إليه؛ ليتمكن الإنسان من مواصلة طريقه عندما يضعف ويقع في الخطيئة؛ وبذلك يتكامل عندما يكون قادراً على التغلّب على شهواته والسيطرة على رغباته.

الملاحظة الثانية:

إنّ العلاّمة الطباطبائي لم يوضّح دور الخطيئة في معرفة السوءات، كما لم يوضّح عدم انسجام السوءات مع حياة الجنّة، ولعلّه يريد من دور الخطيئة في معرفة السوءات ما أشرنا إليه من دورها في الإحساس الخلقي للإنسان في إدراكه للحسن والقبح؛ وكذلك لأنّ حياة الجنّة يراها حياةً طاهرةً ونظيفة لا تنسجم مع السوءات، وهو معنىً عرفاني حيث لم يُشر القرآن الكريم إلى أنّ آدم (عليه السلام) لم تكن لديه سوءة قبل الخطيئة، أو أنّها وُجدت بعد الخطيئة، وإنّما أشار إلى أنّ إدراكه للسوءة إنّما كان بعد الخطيئة والذنب.

الملاحظة الثالثة:

إنّ الشهد الصدر (قُدّس سرّه) لم يذكر في تكوّن مسار الخلافة على الأرض دور التوبة في هذا المسار، مع أنّ التوبة لها دور أساس يمكن من خلاله أن يستأنف الإنسان عمله وتجربته في هذه الحياة، ويصعد بسببها في مدارج الكمال.

الملاحظة الرابعة:

إنّ الكمالات الإنسانية يمكن أن نتصوّرها بدون خطيئة ويتكامل فيها الإنسان من خلال الطاعة والإحساس بالعبودية لله سبحانه وتعالى، إلاّ إذا كان مقصوده من الخطيئة ليس مجرّد المخالفة، وإنّما إحساس الإنسان بالحاجة والتقصير في حق الله تعالى وشكره لنعمه، الأمر الذي يدفعه إلى الاستزادة من الأعمال الصالحة والرجوع إلى الله تعالى والإنابة إليه.

٤٧٥

الملاحظة الخامسة:

إنّ العلاّمة الطباطبائي (قُدّس سرّه) تصوّر أنّ الجنّة سماويّة، والشهيد الصدر (قُدّس سرّه) تصوّرها أرضيّة، وهذا التصوّر الثاني في الوقت الذي ينسجم مع بعض الروايات، يتوافق - أيضاً - مع فرضيّة خلق الإنسان للأرض، والله سبحانه أعلم (1) .

________________________

(1) الإسلام يقود الحياة: 152 - 153.

٤٧٦

الفهارس الفنّيّة

٤٧٧

دليل الفهارس

1 - فهرس الآيات                                                                       485

2 - فهرس الأحاديث                                                                    509

3 - فهرس أسماء المعصومين (عليهم السلام)                                            517

4 - فهرس الأعلام                                                                       521

5 - فهرس المذاهب والفِرَق                                                              527

6 - فهرس الأُمم والقوميّات والجماعات                                                  529

7 - فهرس البلدان والأماكن                                                             533

8 - فهرس الموضوعات                                                                   535

٤٧٨

فهرس الآيات الكريمة

الفاتحة (1)

رقم الآية                                                                          رقم الصفحة

6، 7 ( اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ )               54

البقرة (2)

2 ( ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ )                                             239، 17

6-18 ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ... لاَ يَرْجِعُونَ )                                   84

23-25 ( وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى... خَالِدُونَ )                                       34، 5

24 ( فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ... )                                                  82

30 ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً... )                                  471

30 - 31 ( إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ* وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء )                                        451

30 - 39 ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ... تَكْتُمُونَ )                                    449

34 ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ... )                                  299

36 ( ... وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ... )                                               472

38 ( ... فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ... )                               477، 465

40 ( يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ... )                                381

٤٧٩

رقم الآية                                                                          رقم الصفحة

49 - 51 ( وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ... ظَالِمُونَ )                               380

61 ( ... وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ... )                            84

74 ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ... )                               380

75 ( ... وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ... )                               234

75 - 122 ( أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ... الْعَالَمِينَ )                                 381

90 ( بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ أَن يَكْفُرُواْ... )                                                  85

98 ( مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ... )                                          295

106 ( مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا... )                                258، 193

109 ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم... )                                             207

127 - 129 ( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ... الحَكِيمُ )                                375

135 ( وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ... )                                    375

144 ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً... )                                  163

151 ( كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ... )                                       253

158 ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ... )                                39

159 ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى... )                                      85

170 ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ... )                                                     68

185 ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ... هُدًى لِّلنَّاسِ... )                              220، 27

187 ( ... وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ... )                                  250

189 ( ... وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا... )                               271، 175

190 ( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ... )                               208

191 ( ... وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ... )                                                        208

٤٨٠