اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)15%

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الصفحات: 253

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)
  • البداية
  • السابق
  • 253 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132720 / تحميل: 7936
الحجم الحجم الحجم
اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

وبما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم وإنّ الله تبارك وتعالى بعث عيسىعليه‌السلام في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله عَزَّ وجَلَّ بما لم يكن عندهم مثله وبما أحيا لهم الموتى وأبرأ لهم الأكمه والأبرص بإذن الله وأثبت به الحجة عليهم.

وإنّ الله بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) في وقت كان الأغلب على أهل عصره الخطب والكلام [وأظنه قال: ] والشعر، فأتاهم من كتاب الله عَزَّ وجَلَّ ومواعظه وأحكامه ما أبطل به قولهم وأثبت به الحجة عليهم)، فقال ابن السكيت: تالله ما رأيت مثلك اليوم قطّ، فما الحجة على الخلق اليوم؟ فقالعليه‌السلام : (العقل يعرف به الصادق على الله فيصدّقه والكاذب على الله فيكذِّبه)، فقال ابن السكيت هذا والله الجواب(١) .

٢ - وعن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام : (إنما سمي أولوا العزم: أولي العزم؛ لأنهم كانوا أصحاب الشرايع والعزايم وذلك أنّ كل نبي بعد نوحعليه‌السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى زمن إبراهيم الخليلعليه‌السلام .

وكل نبي كان في أيام إبراهيم وبعده كان على شريعته ومنهاجه، وتابعاً لكتابه إلى زمن موسىعليه‌السلام وكل نبي كان في زمن موسى وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعاً لكتابه إلى أيام عيسىعليه‌السلام وكل نبي كان في أيام عيسىعليه‌السلام وبعده كان على منهاج عيسى وشريعته وتابعاً لكتابه إلى زمن نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فهؤلاء الخمسة أولوا العزم فهم أفضل الأنبياء والرسل. وشريعة محمد (صلى الله عليه وآله) لا تنسخ إلى يوم القيامة ولا نبي بعده إلى يوم القيامة، فمن ادّعى بعده النبوّة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح لكلِّ من سمع ذلك منه)(٢) .

____________________

(١) علل الشرايع: ١ / ١١٥، والعيون: ٢ / ٧٩.

(٢) عيون الأخبار: ٢ / ٨٠.

٢٤١

في رحاب الإمامة والأئمّة

١ - عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنّا مع الرضاعليه‌السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيّديعليه‌السلام فأعلمته خوض الناس فيه، فتبسمعليه‌السلام ثمّ قال: (يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم، إن الله عَزَّ وجَلَّ لم يقبض نبيه (صلى الله عليه وآله) حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء، بيّن فيه الحلال والحرام، والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه الناس كملاً، فقال عَزَّ وجَلَّ:( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ) (٢) ، وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره (صلى الله عليه وآله): ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ) (١) وأمر الإمامة من تمام الدين، ولم يمض (صلى الله عليه وآله) حتى بيّن لاُمتّه معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق وأقام لهم علياًعليه‌السلام علماً وإماماً، وما ترك [لهم] شيئاً يحتاج إليه الأمة إلاّ بيّنه، فمن زعم أن الله عَزَّ وجَلَّ لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله، ومن رد كتاب الله فهو كافرٌ به.

هل يعرفون قدر الإمامة ومحلّها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم، إنَّ الإمامة أجلُّ قدراً وأعظم شأناً وأعلى مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماماً باختيارهم، إنّ الإمامة خص الله عَزَّ وجَلَّ بها إبراهيم الخليلعليه‌السلام بعد النبوة والخلّة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرّفه بها و أشاد بها ذكره، فقال: ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ) (٣) فقال الخليلعليه‌السلام سروراً بها:( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قال الله تبارك وتعالى: ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) فأبطلت هذه الآية إمامة كلّ ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة، ثم أكرمها الله تعالى بأن جعلها في ذريّته أهل صفوة والطهارة فقال:

____________________

(١) الأنعام (٦): ٣٨.

(٢) المائدة (٥): ٣.

(٣) البقرة (٢): ١٢٤.

٢٤٢

( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (١) .

فلم تزل في ذرّيته يرثها بعضٌ عن بعض قرناً فقرناً حتى ورّثها الله تعالى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال جلّ وتعالى:( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢) فكانت له خاصّة فقلّدها (صلى الله عليه وآله) عليّاًعليه‌السلام بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله، فصارت في ذرّيته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله تعالى: ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ) (٣) فهي في ولد عليّعليه‌السلام خاصّة إلى يوم القيامة؛ إذ لا نبي بعد محمد (صلى الله عليه وآله) فمن أين يختار هؤلاء الجهّال.

إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء. إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول (صلى الله عليه وآله) ومقام أمير المؤمنينعليه‌السلام وميراث الحسن والحسينعليهما‌السلام . إن الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين. إن الإمامة أس الإسلام النامي، وفرعه السامي، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام ومنع الثغور والأطراف.

الإمام يحلّ حلال الله، ويحرّم حرام الله ويقيم حدود الله ويذبّ عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجة البالغة، الإمام كالشمس الطالعة المجلّلة بنورها للعالم وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار، الإمام البدر المنير، والسّراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار، ولجج البحار، الإمام الماء العذب على الظماء، والدالّ على الهدى والمنجي من الردى، الإمام النار على اليفاع، الحارّ لمن اصطلى به والدليل في المهالك من فارقه فهالك،

____________________

(١) الأنبياء (٢١): ٧٢ - ٧٣.

(٢) آل عمران (٣): ٦٨.

(٣) الروم (٣٠): ٥٦.

٢٤٣

الإمام السحاب الماطر، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة، والسماء الظليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة.

الإمام الأنيس الرفيق، والوالد الشفيق، والأخ الشقيق، والأم البرَّة بالولد الصغير، مفزع العباد في الداهية، الإمام أمين الله في خلقه وحجته على عباده وخليفته في بلاده، والداعي إلى الله، والذاب عن حرم الله.

الإمام المطهّر من الذنوب، والمبرأ من العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم، بالحلم، نظام الدين، وعزّ المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين(١) .

٢ - عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال علياً بعدي، وليعاد عدوَّه وليأتمَّ بالأئمة الهداة من ولده فإنهم خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي وحزبي حزب الله، وحزب أعدائهم حزب الشيطان(٢) .

٣ - عنه (رحمه الله) - بهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي أنت أخي ووزيري، وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي، من أحبّك أحبّني ومن أبغضك أبغضني(٣) .

في رحاب الغدير:

روي عن أبي الحسن الرضا في يوم الغدير أنه قال: (وهو يوم التهنئة يهنّئ بعضكم بعضاً فإذا لقي المؤمن أخاه يقول: الحمد لله الذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير

____________________

(١) راجع تمام الحديث في: من لا يحضره الفقيه: ٤/٣٠٠، والخصال: ٥٢٧، وعيون أخبار الرضا: ١/٢١٢.

(٢) أمالي الصدوق: ١٣.

(٣) أمالي الصدوق: ٣٧.

٢٤٤

المؤمنين والأئمةعليهم‌السلام ، وهو يوم التبسّم في وجوه الناس من أهل الإيمان فمن تبسّم في وجه أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيمة بالرحمة، وقضى له ألف حاجة، وبنى له قصراً في الجنة من درّة بيضاء ونضر وجهه.

وهو يوم الزينة فمن تزيّن ليوم الغدير غفر الله له كلَّ خطيئة عملها، صغيرة وكبيرة وبعث الله إليه ملائكة يكتبون له الحسنات، ويرفعون له الدرجات إلى قابل مثل ذلك اليوم، فإن مات مات شهيداً، وإن عاش عاش سعيداً، ومن أطعم مؤمناً كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصدّيقين ومن زار فيه مؤمناً أدخل الله قبره سبعين نوراً ووسع في قبره ويزور قبره كلّ يوم سبعون ألف ملك ويبشّرونه بالجنة.

وفي يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السموات السّبع، فسبق إليها أهل السماء السابعة فزيّن بها العرش، ثمَّ سبق إليها أهل السّماء الرابعة، فزيّنها بالبيت المعمور، ثمَّ سبق إليها أهل السماء الدنيا فزيّنها بالكواكب ثمَّ عرضها على الأرضين فسبقت مكة فزيّنها بالكعبة ثمَّ سبق إليها المدينة فزيّنها بالمصطفى محمد (صلى الله عليه وآله)، ثم سبقت إليها الكوفة فزيّنها بأمير المؤمنينعليه‌السلام وعرضها على الجبال فأوَّل جبل أقرّ بذلك ثلاثة أجبل: العقيق وجبل الفيروزج وجبل الياقوت فصارت هذه الجبال جبالهن وأفضل الجواهر.

في رحاب فقه الإمام الرضاعليه‌السلام

إن التراث الفقهي للإمام الرضاعليه‌السلام يتمثل في النصوص الفقهية التي وصلتنا بشكل مسند. فالعبادات المتمثلة في الطهارة والصلاة والصوم والزكاة والحج والزيارة تبلغ عدد النصوص الواصلة عنه (٤٣٧) نصاً. ونصوص النكاح والطلاق تبلغ (١٦٢) نصاً ونصوص المعيشة والعيد والأطعمة والأشربة تبلغ (٢٥٥) نصاً ونصوص التجمل (٨٢) نصاً والجهاد (١٢) نصاً والحدود والديات والقضاء والشهادة تبلغ (٣٩) نصاً والأيمان والنذور والوصايا والجنائز والمواريث تبلغ (٦٢) نصاً ويبلغ مجموع هذه النصوص

٢٤٥

الفقهية حوالي (١٠٤٩) نصاً وهذا الحجم يشكل أكثر من نصف النصوص التي وصلتنا عنهعليه‌السلام حيث أحصيناها وبلغت حوالي (٢٠٣٣) نصاً.

وفي هذا دلالة واضحة على مدى الاهتمام الذي بذله الإمامعليه‌السلام لإحكام قواعد وأصول مدرسة أهل البيت الفقهية(١) .

في رحاب مواعظه وقصار كلماته

١ - قال الرضاعليه‌السلام : (لا يكون المؤمن مؤمناً حتى تكون فيه ثلاث خصال: سنّة من ربّه وسنّة من نبيِّه (صلى الله عليه وآله) وسنّة من وليِّهعليه‌السلام . فأما السنّة من ربِّه فكتمان السرِّ. أمَّا السنّة من نبيِّه (صلى الله عليه وآله) فمداراة الناس. وأمّا السنّة من وليِّهعليه‌السلام فالصبر في البأساء والضراء).

٢ - وقالعليه‌السلام : (صاحب النعمة يجب أن يوسّع على عياله).

٣ - وقالعليه‌السلام : (من أخلاق الأنبياء التَّنظّف).

٤ - وقالعليه‌السلام : (لم يخنك الأمين، ولكن ائتمنت الخائن).

٥ - وقالعليه‌السلام : (إذا أراد الله أمراً سلب العباد عقولهم، فأنفذ أمره وتمّت إرادته. فإذا أنفذ أمره ردَّ إلى كل ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا ومن أين ذا).

٦ - وقالعليه‌السلام : (الصمت باب من أبواب الحكمة، إنَّ الصمت يكسب المحبَّة، إنَّه دليلٌ على كل خير).

٧ - وقالعليه‌السلام : (التودُّدُ إلى الناس نصف العقل).

٨ - وقالعليه‌السلام : (إنَّ الله يبغض القيل والقال وإضاعة المال وكثرة السؤال).

٩ - وسُئِل عن خيار العباد؟ فقالعليه‌السلام : (الذين إذا أحسنوا استبشروا. وإذا

____________________

(١) راجع في ذلك مسند الإمام الرضا: ٢/١٥٥.

٢٤٦

أساؤا استغفروا، وإذا أعطوا شكروا، وإذا ابتُلوا صبروا، وإذا غضبوا عفوا).

١٠ - وسُئلعليه‌السلام عن حد التوكُّل؟ فقالعليه‌السلام : (أن لا تخاف أحداً إلاّ الله).

١١ - وقالعليه‌السلام : (من السُنَّة إطعام الطعام عند التزويج).

١٢ - وقالعليه‌السلام : (الإيمان أربعة أركان: التوكل على الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والتفويض إلى الله، قال العبد الصالح:( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ...* فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) )(١) .

١٣ - وقالعليه‌السلام : (صل رحمك ولو بشربة من ماء. وأفضل ما تُوصل به الرحم كفُّ الأذى عنها وقال في كتاب الله:( ولا تُبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى ) )(٢) .

١٤ - وقالعليه‌السلام : (إنَّ من علامات الفقه: الحلم والعلم، والصمت بابٌ من أبواب الحكمة إنَّ الصمتَ يكسب المحبّة، إنّه دليلٌ على كل خير).

١٥ - وقالعليه‌السلام : (إنَّ الذي يطلُبُ من فضل يكُفُّ به عياله أعظم أجراً من المجاهد في سبيل الله).

١٦ - وقيل له: كيف أصبحت؟ فقالعليه‌السلام : (أصبحت بأجل منقوص، وعمل محفوظ، والموتُ في رقابنا، والنارُ من ورائنا، ولا ندري ما يفعل بنا).

ونكتفي بهذه الجولة السريعة في رحاب تراثه الثرّ الذي لازال ينبوعاً فيّاضاً بالعلوم والمعارف الربّانية التي تأخذ المتفقّه فيها إلى منازل السعداء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

____________________

(١) أرادعليه‌السلام بالعبد الصالح مؤمن آل فرعون والآية في سورة غافر (٤٠): ٤٤ - ٤٥.

(٢) البقرة (٢): ٢٦٦.

٢٤٧

الفهرس

المقدمة ٧

الباب الأول. ١٥

الفصل الأول: الإمام الرضا عليه‌السلام في سطور ١٧

الفصل الثاني: انطباعات عن شخصيّة الإمام الرضا عليه‌السلام.... ١٩

الفصل الثالث: مظاهر من شخصيّة الإمام الرضا عليه‌السلام.... ٢٥

زهده: ٢٧

سخاؤه: ٢٨

تكريمه للضيوف: ٣٠

عتقه للعبيد: ٣١

إحسانه إلى العبيد: ٣١

علمه: ٣١

معرفته بجميع اللغات: ٣٣

الإمام عليه‌السلام والملاحم: ٣٤

عبادته وتقواه: ٣٨

تسلّحه بالدعاء: ٤١

الباب الثاني: ٤٣

الفصل الأوّل: نشأة الإمام الرضا عليه‌السلام.... ٤٥

الفصل الثاني: مراحل حياة الإمام الرضا عليه‌السلام.... ٤٩

الفصل الثالث: الإمام الرضا في ظلّ أبيه الكاظم عليهما‌السلام..... ٥١

١ - الانحراف الفكري والديني: ٥١

٢ - الفساد الأخلاقي والمالي: ٥١

٣ - الفساد السياسي: ٥٢

٤ - تعاطف المسلمين مع أهل البيت عليهم‌السلام: ٥٢

٥ - الحركات المسلّحة: ٥٣

٢٤٨

الإمام الكاظم والتمهيد لإمامة الرضا عليهما‌السلام..... ٥٣

الوصيّة بالإمامة ٥٥

الوصية في المراحل الأُولى ( ١٥٠ - ١٧٨ هـ) ٥٧

الوصية في مرحلة الاعتقال. ٦٠

إمامة الرضا عليه‌السلام وزمن الإعلان عنها ٦٢

الباب الثالث: ٦٣

الفصل الأول: الإمام الرضا عليه‌السلام ومحنة أبيه الكاظم عليه‌السلام.... ٦٥

الانفراج النسبي في عهد هارون. ٦٨

التصدّي للإمامة ٦٩

الفصل الثاني: مظاهر الانحراف في عصر الإمام الرضا عليه‌السلام.... ٧١

الانحراف الفكري. ٧١

التلاعب بأموال المسلمين. ٧٥

الانحراف الأخلاقي. ٧٧

الانحراف السياسي. ٨١

١ - الأوضاع السياسية في عهد هارون. ٨١

أولاً: الإرهاب.. ٨٢

ثانياً: الاستبداد ٨٤

ثالثاً: الأخطار الخارجية ٨٤

رابعاً: اختلال الجبهة الداخلية ٨٥

٢ - الأوضاع السياسية في عهد محمد ( الأمين ) ٨٧

الفصل الثالث: دور الإمام الرضا عليه‌السلام قبل ولاية العهد. ٨٩

الإصلاح الفكري والديني. ٨٩

أوّلاً: الرد على الانحرافات الفكرية ٩٠

ثانياً: نشر الأفكار السليمة ٩٣

ثالثاً: إرجاع الأمة إلى العلماء ٩٤

٢٤٩

الاصلاح الاقتصادي. ٩٥

الإصلاح الأخلاقي. ٩٧

أولاً: إحياء روح الاقتداء برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم..... ٩٧

ثانياً: القيام بدور القدوة ٩٩

ثالثاً: الدعوة إلى مكارم الأخلاق. ١٠٠

رابعاً: بناء الجماعة الصالحة ١٠٢

الإصلاح السياسي. ١٠٤

١ - الإمام الرضا عليه‌السلام وقيادة الحركة الرسالية ١٠٤

٢ - الدور السياسي للإمام عليه‌السلام في عهد هارون ومحمد. ١١١

الباب الرابع: ١١٥

الفصل الأول: الإمام الرضا عليه‌السلام وظاهرة ولاية العهد. ١١٧

وقائع وأحداث سياسية قبل ولاية العهد. ١١٧

الموقف السياسي للإمام الرضا عليه‌السلام.... ١٢٠

دوافع المأمون لفرض ولاية العهد على الإمام عليه‌السلام.... ١٢٢

أولاً: تهدئة الأوضاع المضطربة ١٢٣

ثانياً: إضفاء الشرعية على حكمه ١٢٤

ثالثاً: منع الإمام من الدعوة لنفسه ١٢٥

رابعاً: إبعاد الإمام عن قواعده ١٢٥

خامساً: إيقاف خطر الإمام على الحكم القائم. ١٢٥

سادساً: تشويه سمعة الإمام عليه‌السلام.... ١٢٦

سابعاً: تفتيت جبهة المعارضة ١٢٦

أسباب قبول الإمام عليه‌السلام بولاية العهد. ١٢٧

استثمار الإمام عليه‌السلام للظروف.. ١٢٩

٢٥٠

أولاً: استثمار الظروف لإقامة الدين وإحياء السنّة ١٢٩

ثانياً: تعبئة الطاقات.. ١٣٠

ثالثاً: إفشال مخططات المأمون. ١٣٠

رابعاً: تصحيح الأفكار السياسية الخاطئة ١٣١

كيف تحقّقت البيعة بولاية العهد؟ ١٣٢

فقرات من كتاب العهد بخط المأمون. ١٣٣

فقرات مكتوبة بظهر كتاب العهد بخط الإمام عليه‌السلام.... ١٣٣

أوامر المأمون بعد البيعة ١٣٤

أحداث ما بعد البيعة ١٣٥

مكتسبات القبول بولاية العهد. ١٣٧

أوّلاً: اعتراف المأمون بأحقيّة أهل البيت عليهم‌السلام.... ١٣٧

ثانياً: توظيف وسائل الإعلام لصالح الإمام عليه‌السلام.... ١٣٨

ثالثاً: حرية الإمام عليه‌السلام في مناظرة أهل الأديان والمذاهب.. ١٤٠

رابعاً: نشر مفاهيم أهل البيت عليهم‌السلام وفضائلهم. ١٤٢

خامساً: حقن دماء أهل البيت عليهم‌السلام.... ١٤٤

الفصل الثاني: نشاطات الإمام الرضا عليه‌السلام بعد البيعة بولاية العهد. ١٤٥

إفشال خطط المأمون. ١٤٥

إصلاح القضاء ١٤٦

إصلاح الأعمال الإدارية ١٤٨

نشر الآراء السديدة في داخل البلاط. ١٤٩

نصائح الإمام الرضا عليه‌السلام للمأمون. ١٥٠

الحفاظ على الوجود الإسلامي. ١٥١

إظهار الكرامات واستثمارها في الإصلاح. ١٥٣

تشجيع الشعراء الرساليين. ١٥٥

النشاطات العلميّة للإمام الرضا عليه‌السلام.... ١٥٦

الإمام عليه‌السلام والمستقبل. ١٥٨

٢٥١

النصّ على إمامة محمّد الجواد عليه‌السلام.... ١٥٩

الإعداد لدولة المهديّ المنتظر (عجّل الله تعالى فرجه) ١٦٢

اغتيال الإمام الرضا عليه‌السلام.... ١٦٦

الأدلة على شهادته مسموماً ١٦٨

أسباب إقدام المأمون على سمّ الإمام عليه‌السلام واغتياله ١٦٩

كرامة زيارته ١٧٢

الفصل الثالث: مدرسة الإمام الرضا عليه‌السلام احتجاجاته وتراثه ١٧٣

البحث الأول: مدرسة الإمام الرضا عليه‌السلام.... ١٧٥

البحث الثاني: احتجاجات الإمام الرضا عليه‌السلام.... ١٧٨

١ - حواره مع الثنوية ١٨٠

٢ - حواره مع أصحاب الأديان. ١٨١

٣ - حواره مع علي بن الجهم. ٢٠٤

٤ - حواره مع صاحب الجاثليق. ٢٠٦

٥ - حواره مع أرباب المذاهب الإسلامية ٢٠٧

٦ - حواره مع المأمون. ٢١٧

٧ - حواره مع متكلمي الفرق الإسلامية ٢١٨

٨ - حواره مع يحيى بن الضّحاك السمرقندي. ٢٢١

٩ - حواره مع سليمان المروزي. ٢٢٢

١٠ - حواره مع فقهاء المذاهب الإسلامية ٢٣٥

البحث الثالث: تراث الإمام الرضا عليه‌السلام.... ٢٣٦

في رحاب العقل والعلم والمعرفة ٢٣٨

في رحاب القرآن الكريم. ٢٣٩

في رحاب التوحيد. ٢٣٩

في رحاب النبوة والأنبياء ٢٤٠

في رحاب الإمامة والأئمّة ٢٤٢

٢٥٢

في رحاب الغدير: ٢٤٤

في رحاب فقه الإمام الرضا عليه‌السلام.... ٢٤٥

في رحاب مواعظه وقصار كلماته ٢٤٦

٢٥٣