اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)0%

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام
الصفحات: 253

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الصفحات: 253
المشاهدات: 126560
تحميل: 7232

توضيحات:

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 253 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 126560 / تحميل: 7232
الحجم الحجم الحجم
اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)

اعلام الهداية - الإمام علي بن موسى الرضا (ع)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عليّ فإنه خليفته والقيّم بأمره(1) .

وفي طريقهعليه‌السلام إلى سجن البصرة أرسل على عبد الله بن مرحوم فدفع اليه كتباً وأمره ان يوصلها إلى ابنه عليّ وقال له: فإنّه وصيي والقيّم بأمري وخير بنيّ(2) .

ومن داخل سجن البصرة أرسل كتباً إلى أصحابه يوصي بها إلى ابنه الإمام الرضاعليه‌السلام :

فعن الحسين بن مختار قال: خرجت إلينا ألواح من أبي الحسنعليه‌السلام - وهو في الحبس - عهدي إلى أكبر ولدي(3) .

في سنة (180 هـ ) - بناءً على رواية بقاء الإمام سنة في البصرة - وصل الإمام الكاظمعليه‌السلام إلى بغداد، فدخل عليه علي بن يقطين فوجد عنده عليّ الرضاعليه‌السلام فقال له: (يا علي بن يقطين هذا عليّ سيّد ولدي، أما إني قد نحلته كنيتي).

وحينما حدّث هشام بن الحكم بذلك قال له هشام: أخبَرك أنّ الأمر فيه من بعده(4) .

وفي الفترة بين سنة (181 هـ ) وسنة ( 183 هـ ) كتب من الحبس إلى عليّ ابن يقطين: (ان ابني سيد ولدي وقد نحلته كنيتي)(5) .

____________________

(1) عيون أخبار الرضا 1 / 39.

(2) عيون أخبار الرضا: 1 / 27.

(3) الكافي: 1 / 312، وعيون أخبار الرضا: 1/300، والإرشاد: 2/250 عن الكليني وعنه في الغيبة للطوسي: 36/12 وإعلام الورى: 2/46 وعن الإرشاد في كشف الغمة: 3/61 وعن الإرشاد والإعلام والغيبة في بحار الأنوار: 49/24.

(4) الكافي: 1 / 311 وعنه في الإرشاد: 2/249 وعيون أخبار الرضا: 1/21، والغيبة للطوسي: 35.

(5) الكافي: 1 / 313، يبدو أن الإبهام من الراوي في ظرف نقل الخبر باعتبار حراجة الظرف والمقصود به الإمام الرضاعليه‌السلام فالنص هكذا: إنّ علياً ابني سيّد ولدي.

٦١

إمامة الرضاعليه‌السلام وزمن الإعلان عنها

إنّ الظروف التي عاشها الإمام الكاظمعليه‌السلام كانت تستدعي الكتمان والسرية في القرار والموقف السياسي وخصوصاً فيما يتعلق بالامام من بعده لذا نرى أنه كان يتكتم في إعلان ذلك، ولكنه كان قد عيّن زمناً خاصاً للامام الرضاعليه‌السلام لإعلان إمامتهعليه‌السلام .

فعن يزيد بن سليط الزيدي قال: (لقينا أبا عبد اللهعليه‌السلام في طريق مكة ونحن جماعة، فقلت له: بأبي أنت واُمّي أنتم الأئمة المطهرون والموت لا يعرى أحد منه، فأحدِث اليّ شيئاً ألقيه إلى من يخلفني، فقال لي: نعم هؤلاء ولدي وهذا سيّدهم - واشار إلى ابنه موسىعليه‌السلام - ثم لقيت أبا الحسن بعد، فقلت له: بأبي أنت واُمّي أريد أن تخبرني بمثل ما أخبرني به أبوك، قال: كان أبي في زمن ليس هذا مثله،... اني خرجت من منزلي فأوصيت في الظاهر إلى بنيّ فاشركتهم مع ابني علي وأفردته بوصيتي في الباطن... يا يزيد انّها وديعة عندك، فلا تخبر بها إلاّ عاقلاً أو عبداً امتحن الله قلبه للإيمان أو صادقاً... وليس له ان يتكلم الاّ بعد هارون بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين فاسأله عمّا شئت يجيبك إن شاء الله تعالى)(1) .

____________________

(1) عيون أخبار الرضا: 1 / 24 - 26.

٦٢

الباب الثالث:

فيه فصول:

الفصل الأول: الإمام الرضاعليه‌السلام ومحنة أبيه الكاظمعليه‌السلام .

الفصل الثاني: مظاهر الانحراف في عصر الإمام الرضاعليه‌السلام .

الفصل الثالث: دور الإمام الرضاعليه‌السلام قبل ولاية العهد.

٦٣

٦٤

الفصل الأول: الإمام الرضاعليه‌السلام ومحنة أبيه الكاظمعليه‌السلام

أدرك هارون الرشيد عمق الارتباط بين الإمام الكاظمعليه‌السلام والمسلمين، ووجد أنّ القاعدة الشعبية للامامعليه‌السلام تتوسّع بمرور الزمن، فما دام الإمام حيّاً فإنّ المسلمين يقارنون بين منهجين: منهج الإمام الكاظمعليه‌السلام ومنهج هارون، وبالمقارنة يشخّصون النهج السليم المستقيم عن النهج المنحرف.

ومن هنا أدرك خطورة بقاء الإمامعليه‌السلام حرّاً نشيطاً، فأخذ يخطط لسجنه، وتجميد نشاطه والمنع من تأثيره في المسلمين.

إضافة إلى ذلك فإنّ مواجهة الإمامعليه‌السلام له في أكثر من موقف واعتراضه عليه أمر لا يمكن لشخصية مثل هارون أن تسكت عنه، كما لم يسكت الإمام على تصرفات هارون العدوانية على الأمة الاسلامية وشريعة سيد المرسلين، وتجلت المعارضة والمواجهة في مواقف وممارسات لم يستطع هارون استيعابها، فحينما قال له: يا أبا الحسن حُدَّ فدك حتى أردّها عليك، فأجابه: «لا آخذها الاّ بحدوده (، وقد حدّدها له بـ (عدن، وسمرقند، وافريقية، وسيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية)، وقد وضّح الإمامعليه‌السلام بأنّ فدكاً هي الخلافة

٦٥

المغتصبة، وعند ذلك عزم على قتله(1) .

وسلّم هارون على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند قبره قائلاً: السلام عليك يا رسول الله يا ابن العم، فقال الإمام الكاظمعليه‌السلام : (السلام عليك يا ابه)، فقال هارون: هذا هو الفخر. ثم لم يزل ذلك في نفسه حتى استدعاه في سنة ( 169 هـ ) وسجنه فأطال سجنه(2) ثم أفرج عنه بعد ذلك.

واُدخل الإمام الكاظمعليه‌السلام على هارون مرّة، فقال له ما هذه الدار؟ فقالعليه‌السلام : (هذه دار الفاسقين)(3) .

وكثرت الوشايات ضد الإمامعليه‌السلام عند هارون تحرضه عليه وكانت منها وشاية يحيى البرمكي حيث قال له: إنّ الاموال تحمل إليه من المشرق والمغرب، وانّ له بيوت أموال(4) .

فقام هارون باعتقال الإمامعليه‌السلام سنة ( 179 هـ ) وبقي في سجن البصرة سنة كاملة كما تقدم.

وفي سنة ( 180 هـ ) سجن ببغداد، ونقل من سجن إلى آخر حتى اغتاله أحد عملائه وهو في السجن.

وكان الإمام الرضاعليه‌السلام يزوره في السنين الاولى من سجنه كما هو المستفاد من رواية علي بن يقطين حول الوصية له(5) .

وأمر الإمام الكاظمعليه‌السلام الإمام الرضاعليه‌السلام أن: «ينام على بابه في كل ليلة ما كان حيّاً إلى أن يأتيه خبره، فمكث على هذه الحالة أربع سنين، فلما

____________________

(1) ربيع الأبرار: 1 / 316 وعنه في تذكرة الخواص: 314.

(2) البداية والنهاية: 10 / 183.

(3) الاختصاص: 262 وعنه في بحار الانوار: 48 / 156.

(4) مقاتل الطالبيين: 415.

(5) الكافي: 1 / 311.

٦٦

كان ليلة من الليالي أبطأ عن فراشه ولم يأت فاستوحش العيال، فلما كان من الغد أتى الدار ودخل إلى العيال وقصد إلى أم أحمد زوجة أبيه، فقال لها: هات التي أودعك أبي، فصرخت وقالت: مات والله سيدي، فكفّها وقال لها: لا تكلمي بشيء ولا تظهريه، حتى يجيئ الخبر إلى الوالي(1) .

وقد أوصل محمد بن الفضل الهاشمي خبر استشهاد الإمام الكاظمعليه‌السلام إلى الإمام الرضاعليه‌السلام بأمر منه ودفع اليه بعض الودائع لإرسالها اليه.

وفي اليوم نفسه ذهب محمّد إلى البصرة ليبلّغ خبر استشهاد الإمامعليه‌السلام ثم تبعه الإمام الرضاعليه‌السلام بعد ثلاثة أيام من وصوله، فأقرّ له بعض أهل البصرة بالإمامة فرجع في نفس اليوم إلى المدينة. ثم اتّجه الإمام الرضاعليه‌السلام إلى الكوفة والتقى بأتباع أبيه ثم عاد إلى المدينة(2) .

ولمّا شاع خبر رحيل الإمام الكاظمعليه‌السلام في المدينة اجتمع أتباع أهل البيتعليهم‌السلام على باب أم أحمد، واجتمعوا مع أحمد ابن الإمام الكاظمعليه‌السلام فذهب بهم إلى أخيه الإمام الرضاعليه‌السلام فبايعوه على الإمامة(3) .

ولم يتصدّ الإمامعليه‌السلام علناً لإمامة المسلمين، وإنّما كان الأمر سرّياً ولم يعلن عنه الاّ بعد أربع سنين طبقاً لوصية أبيه.

وقد عاش الإمام الرضاعليه‌السلام محنة أبيه وانتقالاته من سجن إلى سجن حتّى استشهاده ولم تكن الظروف ملائمة، ولم توجد مصلحة في إعلان المعارضة، فبقي الإمامعليه‌السلام يتجرّع الألم ومرارة المحنة كاتماً أنفاسه مراعياً للظروف العصيبة التي تمر بالمسلمين عموماً وبأتباع أهل البيتعليهم‌السلام خصوصاً.

____________________

(1) الكافي: 1 / 381 - 382.

(2) الخرائج والجرائح: 1/341 ح 1 وعنه في بحار الانوار: 49 / 73.

(3) المختار من تحفة العالم للسيد جعفر بحر العلوم، الملحق ببحار الأنوار: 48 / 307 - 308.

٦٧

الانفراج النسبي في عهد هارون

لقد استشهد الإمام الكاظم مسموماً سنة (183 هـ )(1) وبايعاز من هارون الرشيد، وكان هارون يخشى تسرّب خبر السم والاغتيال إلى المجتمع الاسلامي. من هنا خطط لتفادي ذلك، وذلك حين جمع القوّاد والكتّاب والقضاة وبني هاشم، ثم كشف عن وجه الإمامعليه‌السلام وقال: أترون أنّ به أثراً ما يدلّ على اغتيال؟ قالوا: لا(2) .

وأدخل السندي بن شاهك الفقهاء ووجوه أهل بغداد، ليتفحصوا في جثمانه، فنظروا إليه ولا أثر به من جراح أو خنق، وأشهدهم على أنه مات حتف أنفه، فشهدوا على ذلك، وأخرج الجثمان الطاهر ووضعه على الجسر ببغداد ونودي: هذا موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه(3) .

وبقيت الهواجس محيطة بهارون، حيث كان يحتمل أن تنفجر الأوضاع متمثلة في حركة شعبية واسعة تهدّد سلطانه، لذا اتّخذ اُسلوب التخفيف من محاصرة الإمام الرضاعليه‌السلام وأهل بيته لامتصاص النقمة الشعبية وتقليل ردود الأفعال، ولم يتخذ أيّ إجراء متشدّد مع الإمامعليه‌السلام ، ورفض الاستجابة لمن أراد منه قتله، كما نلاحظ في موقفه من عيسى بن جعفر حيث قال لهارون: اُذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبي طالب، فإنّك حلفت إنْ ادّعى أحد بعد موسى الإمامة ضربتَ عنقه صبراً، وهذا عليّ ابنه يدّعي هذا الأمر، ويُقال فيه ما يقال في أبيه، فنظر اليه مغضباً فقال: وما ترى؟! تريد أن

____________________

(1) مروج الذهب: 3 / 355.

(2) تاريخ اليعقوبي: 2 / 414.

(3) الارشاد: 2/242 وعنه في اعلام الورى: 2/34 وفي كشف الغمة: 3/24.

٦٨

أقتلهم كلهم؟!(1) .

وحينما حرّضه خالد بن يحيى البرمكي على قتل الإمام الرضاعليه‌السلام قال هارون: يكفينا ما صنعنا بأبيه، تريد أن نقتلهم جميعاً؟!(2) .

إن موقف هارون هذا كان ناجماً عن رغبته في امتصاص النقمة الشعبية أوّلاً، ولم يلاحظ أيّ نشاط معارض لسلطانه من الإمام الرضاعليه‌السلام على الرغم من كثرة الجواسيس والوشايات وشدّة المراقبة له.

التصدّي للإمامة

وفي الفترة الواقعة بين سنة ( 183 هـ ) إلى سنة ( 187 هـ ) لم يعلن الإمام الرضاعليه‌السلام عن إمامته، ولم يظهر له أيّ تحرّك علني في المدينة من خطب أو لقاءات عامّة، ولم يسجّل عليه أي حضور في المحافل العامة.

وقد أدرك هارون من خلال أخبار عيونه أنه كان بعيداً عن الأحداث، وهذا ظاهر من الرواية التالية التي تقول:

(دخل أبو الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام السوق، فاشترى كلباً وكبشاً وديكاً، فلما كتب صاحب الخبر إلى هارون بذلك، قال: قد أمنّا جانبه)(3) .

ولم يصدّق هارون الأخبار الواردة عن غير طريق عيونه السرّيّة، كالخبر الذي أورده أحد أحفاد الزبير بن العوّام على هارون من أنّه: قد فتح بابه ودعا إلى نفسه، فقال هارون عند وصول الخبر: واعجباً من هذا! يكتب أنّ

____________________

(1) عيون أخبار الرضا: 2 / 226.

(2) الفصول المهمة: 245.

(3) عيون أخبار الرضا: 2 / 205.

٦٩

علي بن موسىعليه‌السلام قد اشترى كلباً وكبشاً وديكاً، ويكتب فيه ما يكتب(1) .

فلم يلتفت إلى قول الزبيري، وترك الإمام الرضاعليه‌السلام وشأنه، إلى أن مضت أربع سنين من استشهاد الإمام الكاظمعليه‌السلام فقام الإمام الرضاعليه‌السلام بالأمر علناً عملاً بوصية من أبيه - كما تقدم - وكان ذلك في سنة (187 هـ ) وهي السنة التي قام فيها هارون بقتل البرامكة، وكان لقتلهم دور كبير في خلخلة الأوضاع السياسة لأنّهم كانوا أركان الحكومة ومشيّدي صرحها، وبقتلهم انتهت أو خفّت الوشايات على الإمام الرضاعليه‌السلام لأنهم كانوا من أشدّ المحرِّضين على قتل أهل البيتعليهم‌السلام ، وهذه الظروف ساعدت الإمامعليه‌السلام على التصدّي للإمامة، فقام بالأمر وهو مطمئن إلى عدم قدرة هارون على سجنه أو قتله، وقد حذّره بعض أنصاره من التصدّي للإمامة وقالوا: إنّك أظهرت أمراً عظيماً وإنّا نخاف عليك من هذا الطاغية فقالعليه‌السلام : (ليجهدنّ جهده فلا سبيل له علي)(2) .

وأجابهم في موقف آخر قائلاً: (إنْ خُدشت خدشاً من قبل هارون فأنا كذّاب)(3) .

وتصدّي الإمام الرضاعليه‌السلام لا يعني المعارضة السياسية، فقد تصدّى الإمامعليه‌السلام لمحاربة الأفكار والعقائد الهدّامة واهتم بنشر الفكر الاسلامي السليم في مجالي العقيدة والشريعة، وهذا الأمر لا يهمّ هارون مادام الإمامعليه‌السلام لا يعارض سلطانه.

ومما ساعد على هذا الانفراج النسبي هو انتقال هارون إلى الرّي سنة (189 هـ)، ثم إلى خراسان سنة (192 هـ)، ثم وفاته سنة (193 هـ).

____________________

(1) عيون أخبار الرضا: 2/226.

(2) إعلام الورى: 2/60 وفي الفصول المهمة: 245.

(3) عيون أخبار الرضا: 2 / 213.

٧٠

الفصل الثاني: مظاهر الانحراف في عصر الإمام الرضاعليه‌السلام

نستعرض في هذا الفصل مظاهر الانحراف المختلفة في العهد العباسي وفي فترة حكومة هارون وابنه محمد حتى قتله من قبل جيش أخيه المأمون سنة (198 هـ) وهي الفترة الواقعة بين سنة (183 هـ) و (198 هـ)، ثم نتبعه في فصل آخر ببيان دور الإمام الرضاعليه‌السلام لمعالجة أنواع الانحراف في هذه الفترة.

الانحراف الفكري

لقد راجت التيارات الفكرية المنحرفة في عهد العباسيين، ووجدت لها أتباعاً وأنصاراً، وكثر الجدل والمراء وانشغلت الأمة بذلك، وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدل على منهج الحكّام العباسيين في الترويج لها وتشجيع القائمين عليها؛ لإشغال الأمة عن الأحداث والمواقف التي يتخذونها في السياسة والاقتصاد والحياة العامة، و إبعادهم عن ما يثيرهم اتخاذ الموقف المعارض للسياسات القائمة.

فعلى مستوى أصحاب الديانات نجد اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة وهكذا الملحدين والدهرية وباقي أصناف الزنادقة كان لهم مطلق الحرية في التعبير عن أفكارهم وعقائدهم.

وتعددت المذاهب الإسلامية بتعدد أربابها، وانتشرت الأفكار العقلية

٧١

الصرفة والفلسفية المثالية، وكثر الجدل في الجبر والتفويض والإرجاء والتجسيم والتشبيه، وتحوّلت المذاهب السياسية إلى مذاهب عقائدية. فالزيدية والإسماعيلية كانتا من الحركات والمذاهب السياسية التي تتبنى الجهاد المسلّح فتحوّلت إلى مذاهب عقائدية وفكرية، وانتشرت الادّعاءات الباطلة والمُزيّفة،كادّعاء النبوة، وكادّعاء أحد الأفراد انه إبراهيم الخليل. ولولا تشجيع الحكّام ومنح الحرية للتيارات والمذاهب المنحرفة لما انتشرت ولما استشرت هذه المذاهب في أوساط المسلمين.

وكان الحكّام يفتعلون الآراء والنظريات أو يتبنونها لإشغال المسلمين بالجدال والنقاش وكثرة القيل والقال، وكانوا يعاقبون المخالفين لآرائهم المتبنّاة بالسجن والقتل على الرغم من عدم وجود تأثير واقعي لتلك الآراء، فقد شجّع هارون على القول بانّ القرآن قديم، وقام بقتل من يخالف رأيه. فحينما سُئِل عن رجل مقتول بين يديه أجاب: قتلته لأنه قال القرآن مخلوق(1) .

وتغيَّرَ الرأي في عهد ابنه المأمون وناقض قرار والده والتزم بالقول بخلق القرآن وأنه ليس قديماً، وكان يمتحن العلماء في ذلك(2) .

وكان هارون يشجّع على الروايات والأحاديث الكاذبة المنسوبة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخصوصاً روايات وأحاديث الخرافة ويعاقب كل من يعارض الترويج لهذه الروايات، ومن الأمثلة على ذلك: أنه دخل أبو معاوية الضرير على هارون وعنده رجل من وجوه قريش، فجرى الحديث إلى أن ذكر أبو معاوية حديث أبي هريرة المنسوب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(إن موسى

____________________

(1) البداية والنهاية: 10 / 215.

(2) تاريخ الخميس: 2 / 334.

٧٢

لقيَ آدم فقال :أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة) ، فقال القرشي: أين لقيَ آدم موسى؟! فغضب هارون، وقال: النطع والسيف، زنديق والله! يطعن في حديث رسول الله)، فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول: كانت منه بادرة، ولم يفهم يا أمير المؤمنين حتى سكّنه(1) .

وكان هارون يشجّع ويكرّم العلماء الذين ينسجمون مع آرائه وأهوائه، في الوقت الذي كان يسجن العلماء العظام، والأئمة من أهل البيتعليهم‌السلام ويحاصرهم. ومن تشجيعه في هذا المجال أنه صبّ الماء على يد أبي معاوية، وقال له: أتدري من يصبّ على يديك؟ قال: لا، قال: أنا، قال أبو معاوية: أنت يا أمير المؤمنين، قال: نعم إجلالاً للعلم(2) .

وكان هارون يشجّع الأفكار والآراء والأقوال التي تلبس حكمه لباساً مقدساً، فقد أنشده أحد الشعراء أربعة أبيات لقّب فيها هارون بأمين الله، فأمر له لكل بيت بألف دينار، وقال: لو زدتنا لزدناك(3) ، فانساق الشعراء وراء الأموال وأخذوا يروّجون لقدسية الحكّام حتى قال أحدهم مادحاً هارون:

حب الخليفة حبّ لا يدين له

عاصي الإله وشار يلقح الفتنا(4)

وقال سَلْم الخاسر يمدح الأمين وهارون:

قد بايع الثقلان مهديَّ الهدى

لمحمد بن زُبيدة ابنة جعفر

قد وفق الله الخليفة إذ بنى

بيت الخلافة للهجان الأزهر

فأعطته زبيدة جوهراً باعه بعشرين ألف دينار(5) .

____________________

(1) تاريخ بغداد: 14/8.

(2) تاريخ بغداد: 14 / 8.

(3) مروج الذهب: 3 / 365.

(4) تاريخ الخلفاء: 233.

(5) تاريخ الخلفاء: 233.

٧٣

ومن أجل إبعاد المسلمين عن نهج أهل البيتعليهم‌السلام قام العباسيون بمحاصرة الفقهاء المؤيّدين لهم، وشجّعوا على نشوء التيارات الهدّامة، وهذا واضح من خلال عدم ملاحقتهم لأتباعها وأنصارها. فقد نشأ تيار الواقفة وتيار الغلاة، ولم يبادر العباسيون إلى تطويقهما في بداية نشوئهما، سعياً منهم لتشويه منهج أهل البيتعليهم‌السلام وتفتيت كيانهم.

وقام المأمون بترجمة كتب الفلسفة من اليونانية إلى العربية(1) وبطبيعة الحال تؤدّي الترجمة إلى انتشار الأفكار والمصطلحات المنطقية والفروض الذهنية البعيدة عن الواقع.

وفي عهدهم كثر الإفتاء بالرأي، وتفسير القرآن بالرأي، وراج القياس الباطل القائم على أساس قياس حكم فرعي بحكم فرعي آخر، وأصبحت الفتاوى تابعة لأهواء الحكّام وشهواتهم، فعن ابن المبارك انّه قال: لما أفضت الخلافة إلى الرشيد وقعت في نفسه جارية من جواري المهدي، فراودها عن نفسها، فقالت: لا أصلح لك، إنّ أباك قد طاف بي، فشغف بها، فأرسل إلى أبي يوسف، فسأله: أعندك في هذا شيء؟ فقال: يا أمير المؤمنين أو كلّما ادّعت أَمة شيئاً ينبغي أن تصدَّق؟ لا تصدّقها فإنّها ليست بمأمونة، قال ابن المبارك: فلم أدر ممن أعجب: من هذا الذي قد وضع يده في دماء المسلمين وأموالهم يتحرج عن حرمة أبيه؟! أو من هذه الأَمة التي رغبت بنفسها عن أمير المؤمنين؟! أو من هذا فقيه الأرض وقاضيها؟! قال: أهتك حرمة أبيك، واقض شهوتك، وصيره في رقبتي(2) .

وعن عبد الله بن يوسف قال: قال الرشيد لأبي يوسف: إني اشتريت جارية وأريد أن أطأها قبل الاستبراء، فهل عندك حيلة؟ قال: نعم، تهبها

____________________

(1) مآثر الإنافة في معالم الخلافة: 1 / 209.

(2) تاريخ الخلفاء: 233.

٧٤

لبعض ولدك، ثم تتزوّجها(1) .

وهكذا أصبح الفقهاء تبعاً للحكّام يفتون بما ينسجم مع أهوائهم ورغباتهم باستثناء الفقهاء من أتباع أهل البيتعليهم‌السلام ممن كانت لديهم شجاعة لمقارعة الظالمين فإنهم كانوا مطاردين وملاحقين من قبل الحكّام وأعوانهم.

ونشر فقهاء البلاط مفاهيم خاطئة عن الزهد ومفاهيم التصوّف المنحرف لإبعاد المسلمين عن التدخل في السياسة أو الاعتراض على مواقف الحكّام، فانتشر التصوّف وانزوى الكثير واعتزلوا الحياة، ولم يقوموا بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

التلاعب بأموال المسلمين

خالف العباسيون أسس النظام الاقتصادي الإسلامي التي تنصّ على أنّ الأموال هي وديعة عند الحاكم وليست ملكاً خاصاً له، وانّ إنفاقها يجب أن يكون مقيداً بقيود شرعية، فكانوا يتصرّفون بالأموال حسب رغباتهم وشهواتهم، فكانوا ينفقونه لشراء الذمم من أجل تثبيت سلطانهم، وكانوا يعيشون أعلى درجات البذخ والترف، وكان للجواري والمغنيين والمتملّقين نصيبٌ كبيرٌ في بيت المال، وقد جيء إلى هارون بخراج عظيم وأموال طائلة من الموصل، فأمر بصرف المال إلى بعض جواريه، فاستعظم الناس ذلك وتحدّثوا به، فقال أبو العتاهية: أيدفع هذا المال الجليل إلى امرأة، ولا تتعلق كفّي بشيء منه، ثم دخل على هارون فانشده ثلاثة أبيات، فأعطاه عشرين ألف درهم، وزاده الفضل بن الربيع خمسة الآف(2) .

____________________

(1) تاريخ الخلفاء: 233.

(2) الأغاني: 4 / 67

٧٥

وأسمعه إبراهيم بن المهدي أغنية فأمر له بألف ألف درهم(1) .

واشترى هارون جارية بسبعين ألف درهم، واشترى لها جوهراً باثني عشر ألف دينار، ثم حلف ألا تسأله يومه ذلك شيئاً إلاَّ أعطاها(2) .

وفي مقابل ذلك نجد أن كثيراً من المسلمين كانوا يعيشون الفقر والحرمان، كما هو ظاهر من حوار رجلين من قريش مع هارون إذ قالا له: نهكتنا النوائب، وأجحفت بأموالنا المصائب(3) .

وكان الترف والبذخ من نصيب الحكّام والمقربين لهم، من وزراء وولاة حتى بلغت أموال والي هارون على خراسان ثمانين ألف ألف(4) .

وقد وصلت ملكية هارون حداً غير متصور فقد خلّف مائة ألف ألف دينار، ومن الأثاث والجوهر والورق والدواب ما قيمته مائة ألف ألف دينار، وخمسة وعشرون ألف دينار(5) .

وسار أولاده على نهجه في البذخ والترف والتلاعب بأموال المسلمين، فقد بنى محمد الأمين قبة اتخذ لها فراشاً مبطناً بأنواع الحرير والديباج المنسوج بالذهب الأحمر وغير ذلك من أنواع الإبريسم...(6) .

وفي الوقت الذي يعيش فيه المسلمون أجواء الفقر والحرمان نجد الأمين يتلاعب بالأموال دون قيود، فقد صيدت له سمكة وهي صغيرة

____________________

(1) الأغاني: 10 / 99.

(2) الأغاني: 16 / 342 - 343.

(3) الأغاني: 16 / 261.

(4) تاريخ الطبري: 8 / 324.

(5) تاريخ الخلفاء: 237.

(6) مروج الذهب: 3 / 392.

٧٦

فقرّطها حلقتين من ذهب فيهما حبتا درّ، وقيل ياقوت(1) ، وكان ينفق الأموال على لهوه وعلى جلسائه والخصيان(2) .

وانفق المأمون في زواجه أموالاً طائلة لا حصر لها، وأمر بإعطاء خراج فارس والأهواز إلى والد زوجته يجبى إليه لمدة سنة(3) ، وكان بطانة والي بغداد في عهده ينهبون أموال الناس وممتلكاتهم ولا أحد يمنعهم من ذلك(4) .

الانحراف الأخلاقي

لعبت أجواء الترف والرفاهية دوراً كبيراً في انتشار وتفشي الانحراف الأخلاقي، عند الحاكم ومؤسساته الحكومية وعند الأمة، فكان الحاكم يعيش مظاهر اللهو واللعب والانسياق وراء الشهوات، فهارون أول خليفة لعب بالصوالجة والكرة ورمي النشاب في البرجاس، وأول خليفة لعب الشطرنج من بني العباس(5) .

وكان يجري سباق الخيل فجاء في أحد الأيام فرسه سابقاً فأمر الشعراء ان يقولوا فيه شعراً فسبقهم أبو العتاهية، فأجزل صلته(6) .

وبعض هذه الأمور وان كانت مباحة إلاّ أنها لا تليق بالحاكم الذي يحكم دولة إسلامية مترامية الأطراف، ومعرضة لمخاطر ومؤامرات من قبل أعداء الإسلام.

____________________

(1) مروج الذهب: 3 / 394.

(2) الكامل في التاريخ: 6 / 294.

(3) مروج الذهب: 3 / 443.

(4) تاريخ الطبري: 8 / 551.

(5) تاريخ الخلفاء: 237.

(6) الأغاني: 4 / 43.

٧٧

وكان مولعاً بالغناء، ومن اهتمامه وتشجيعه للغناء أن جعل للمغنين مراتب وطبقات(1) .

وكان ينفق الأموال والهدايا على المغنين - كما تقدّم - وكان مولعاً بحب ثلاث من الجواري المغنيات حتى انشد شعراً في ذلك قال فيه:

ملك الثلاث الآنسات عناني

وحللن من قلبي بكلِّ مكانِ

مالي تطاوعني البرية كلها

وأطيعهنَّ وهنَّ في عصياني

ما ذاك إلاَّ أن سلطان الهوى

وبه غُلبت غرزن من سلطاني(2)

وفي الوقت الذي يذهب الآف الجنود ضحايا في الغزوات تجده لا يكترث من كثرة القتلى والمعوّقين وإنّما يؤلمه موت جارية من جواريه تسمى هيلانة، فيرثيها بأبيات شعر:

فلها تبكي البواكي

ولها تشجي المراثي

خلقت سقماً طويلاً

جعلت ذاك تراثي(3)

وكان مدمناً على شرب الخمر وربما كان يتولّى بنفسه سقاية ندمائه(4) .

وكان من حبّه للضحك والفكاهة أن اختص بابن أبي مريم المدني، وكان لا يصبر عن فراقه ولا يملّ من محادثته، وبلغ من خاصته به أن بوّأه منزلاً في قصره، وخلطه بحريمه وبطانته ومواليه وغلمانه(5) .

وكان لا يتحرّج من سماع ألفاظ الفحش والبذاء في مجلسه، فحينما أهدى له العباس بن محمد إناءً من خزف فيه مسك وعنبر وهبه هارون إلى

____________________

(1) تاريخ الخلفاء: 237.

(2) الأغاني: 16 / 345، فوات الوفيات: 4 / 226

(3) فوات الوفيات: 4 / 226.

(4) حياة الإمام علي بن موسى الرضا: 2 / 224.

(5) تاريخ الطبري: 8 / 349.

٧٨

ابن أبي مريم، فتألم العباس وقال لابن أبي مريم: أمه فاعلة إن دهن به إلاَّ إسته، فضحك هارون، ثم وثب ابن أبي مريم، وأدخل يده في الإناء ثم دهن بها عورته وجميع جوارحه ثم أمر غلامه أن يذهب بما تبقى إلى زوجته وأن يقول لها: ادهني بها حرك إلى أن انصرف فأ... وهارون يضحك وهو يسمع ألفاظ الفحش، ولم يكتف بذلك وإنّما وهب لابن أبي مريم مائة ألف درهم(1) .

ولما وصل الأمين إلى منصبه في رئاسة الحكومة طلب الخصيان وابتاعهم وغالى فيهم، فصيّرهم لخلوته ليله ونهاره... وفرض لهم فرضاً، ثم وجّه إلى جميع البلدان في طلب الملهّين، وضمّهم إليه، وأجرى عليهم الأرزاق، واحتجب عن أخويه وأهل بيته، واستخف بهم وبقوّاده، وقسم ما في بيوت الأموال وما بحضرته من الجواهر في خصيانه، وجلسائه، ومحدثيه، وأمر ببناء مجالس لمتنزهاته، ومواضع خلواته ولهوه ولعبه، وعمل خمس حرّاقات في دجلة على صورة الأسد والفيل والعقاب والحية والفرس، وأنفق في عملها مالاً عظيماً(2) .

وأمر أن يفرش له على دكان في ساحة مفتوحة، ففرش عليها أفخر الفراش، وهُيّئ من آنية الذهب والفضة والجواهر أمر عظيم، وأمر قيّمة جواريه أن تهيّئ له مائة جارية صانعة فتصعد إليه عشراً عشراً بأيديهن العيدان، يغنّين بصوت واحد...(3) .

وذكر الأمين عند الفضل بن سهل بخراسان فقال: كيف لا يستحل قتل محمد وشاعره يقول في مجلسه:

____________________

(1) تاريخ الطبري 8 / 349 - 350.

(2) الكامل في التاريخ: 6 / 293 - 294.

(3) الكامل في التاريخ: 6 / 295.

٧٩

ألا فاسقني خمراً

وقل لي هي الخمر

ولا تسقني سرّاً

إذا أمكن الجهر(1)

وقال ابن الأثير واصفاً له: ولم نجد في سيرته ما يستحسن ذكره من حلم، أو معدلة، أو تجربة، حتى نذكرها(2) .

وتابع المأمون أباه وأخاه في اللهو واللعب وحب الغناء والطرب، قال إسحاق بن إبراهيم بن ميمون: وكان المأمون من أشغف خلق الله بالنساء، وأشدّهم ميلاً اليهنَّ واستهتاراً بهنَّ(3) .

وكان يشرب الشراب مع ندمائه فيأخذ الشراب منهم مأخذاً(4) .

وأخرج من طرق عدة أن المأمون كان يشرب النبيذ(5) .

وكان يسهر الليالي مع الجواري والمغنيين في شراب وغناء حتى الصباح، ففي ليلة من الليالي كان محمد بن حامد واقفاً على رأس المأمون وهو يشرب، فاندفعت عريب فغنّت... فأنكر المأمون أن لا تكون ابتدأت بشيء... فقال محمد بن حامد: أنا يا سيدي أومأت إليها بقبلة... فقال المأمون:... لقد زوجت محمد بن حامد عريب مولاتي، ومهرتها عنه أربعمائة درهم... فلم تزل تغنّيه إلى السحر وابن حامد على الباب(6) .

ومن مصاديق الانحراف الأخلاقي أن أحد قضاة الأمين ثم المأمون كان يمارس اللواط حتى اشتهر به، فاشتكى المسلمون إلى المأمون منه فأجابهم:

____________________

(1) الكامل في التاريخ: 6 / 295.

(2) الكامل في التاريخ: 6 / 295.

(3) العقد الفريد: 8 / 156.

(4) الكامل في التاريخ: 6 / 437.

(5) تاريخ الخلفاء: 260.

(6) تاريخ الخلفاء: 260.

٨٠