اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)0%

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
ISBN: 964- 5688-25-6
الصفحات: 202

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: ISBN: 964- 5688-25-6
الصفحات: 202
المشاهدات: 60576
تحميل: 7121

توضيحات:

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 202 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 60576 / تحميل: 7121
الحجم الحجم الحجم
اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

اعلام الهداية - الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
ISBN: 964- 5688-25-6
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ويورّث الأخ أخاه في الأظلة) (١) .

٤ ـ عن العباس بن عامر القصباني، قال: سمعت أبا الحسن موسى ابن جعفرعليهما‌السلام يقول:(صاحب هذا الأمر، من يقول الناس لم يولد بعد) (٢) .

٥ ـ عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال: قلت: ما تأويل قول الله عَزَّ وجَلَّ :( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ) فقال:(إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون) (٣) .

٦ ـ عن داود بن كثير الرقي قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام عن صاحب هذا الأمر قال:(هو الطريد الوحيد الغريب الغائب عن أهله، الموتور بأبيه) عليه‌السلام (٤) .

٧ ـ عن يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت على موسى بن جعفرعليهما‌السلام فقلت له: يا ابن رسول الله أنت القائم بالحق؟ فقال:(أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله عَزَّ وجَلَّ ويملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها خوفاً على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون) . ثم قالعليه‌السلام :(طوبى لشيعتنا، المتمسكين بحبلنا في غيبة قائمنا، الثابتين على مولاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منّا ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة، ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم، ثم طوبى لهم، وهم والله معنا في درجاتنا يوم القيامة) (٥) .

٨ ـ عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي، قال: سألت سيدي موسى

ــــــــــــ

(١) الخصال: ١٦٩.

(٢) كمال الدين: ٣٦٠.

(٣) كمال الدين: ٣٦٠.

(٤) كمال الدين: ٣٦١.

(٥) كمال الدين: ٣٦١.

١٨١

ابن جعفرعليهما‌السلام عن قول الله عَزَّ وجَلَّ: ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ) فقالعليه‌السلام :(النعمة الظاهرة الإمام الظاهر، الباطنة الإمام الغائب) ، فقلت له: ويكون في الأئمة من يغيب ؟ قال:(نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره، وهو الثاني عشر منّا، يسهّل الله له كلّ عسير، ويذلل له كلّ صعب، ويظهر له كنوز الأرض، ويقرّب له كلّ بعيد، ويبير به كل جبّار عنيد ويهلك على يده كل شيطان مريد، ذلك ابن سيدة الإماء الذي تخفى على الناس ولادته، ولا يحلّ لهم تسميته حتى يظهره الله عَزَّ وجَلَّ فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً) (١) .

صحابة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمةعليهم‌السلام

عن أسباط بن سالم، قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام :(إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر.

ثم ينادي مناد: أين حواري علي بن أبي طالبعليه‌السلام وصي محمد بن عبد الله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي ومحمد بن أبي بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بني أسد وأويس القرني.

قال: ثم ينادي المنادي: أين حواري الحسن بن عليعليه‌السلام ابن فاطمة بنت محمد بن عبد الله رسول الله؟ فيقوم سفيان بن أبي ليلي الهمداني وحذيفة بن أسيد الغفاري. قال: ثم ينادي المنادي أين حواري الحسين بن عليعليهما‌السلام ؟ فيقوم كل من استشهد معه ولم يتخلف عنه.

قال: ثم ينادي المنادي أين حواري علي بن الحسينعليهما‌السلام ؟ فيقوم جبير بن مطعم ويحيى ابن أم الطويل وأبو خالد الكابلي وسعيد بن المسيب.

ــــــــــــ

(١) كمال الدين: ٣٦٨.

١٨٢

ثم ينادي المنادي أين حواري محمد بن علي وحواري جعفر بن محمد ؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري وزرارة بن أعين وبريد ابن معاوية العجلي ومحمد بن مسلم وأبو بصير ليث بن البختري المرادي وعبد الله بن أبي يعفور وعامر بن عبد الله بن جذاعة وحجر بن زائدة وحمران بن أعين.

ثم ينادي: أين سائر الشيعة مع سائر الأئمة عليهم‌السلام يوم القيامة فهؤلاء المتحورة أول السابقين وأول المقربين وأول المتحورين من التابعين) (١) .

الإيمان والكفر والشّكّ

١ ـ عن حماد بن عمرو النصيبي، قال: سأل رجل العالمعليه‌السلام فقال: أيها العالم أخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال:(ما لا يقبل عمل إلاّ به) ، فقال: وما ذلك؟ قال:(الإيمان بالله، الذي هو أعلى الأعمال درجة وأسناها حظاً وأشرفها منزلة) ، قلت: أخبرني عن الإيمان أقولٌ وعمل أَمْ قولٌ بلا عمل؟ قال:(الإيمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بيّنة في كتابه، واضح نوره، ثابتة حجته، يشهد به الكتاب ويدعو إليه) ، قلت: صف لي ذلك حتى أفهمه.

فقال:(إنّ الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل فمنه التام المنتهي تمامه ومنه الناقص المنتهي نقصانه ومنه الزائد الراجح زيادته) ، قلت: وإن الإيمان ليتم ويزيد وينقص؟ قال:(نعم) ، قلت: وكيف ذلك؟ قال:(إنّ الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح بني آدم وقسّمه عليها وفرّقه عليها فليس من جوارحهم جارحة إلاّ وهي موكّلة من الإيمان بغير ما وكّلت به أختها.

فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذي لا تورد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره، ومنها يداه اللتان يبطش بهما ورجلاه اللتان يمشي بهما وفرجه الذي الباه من قبله ولسانه الذي ينطق به الكتاب ويشهد به عليها; وعيناه اللتان يبصر بهما; وأذناه اللتان يسمع بهما وفرض على القلب غير ما فرض على اللسان وفرض على اللسان غير ما فرض على العينين وفرض على العينين غير ما فرض على السمع.

ــــــــــــ

(١) رجال الكشي: ١٥.

١٨٣

وفرض على السمع غير ما فرض على اليدين وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين وفرض على الرجلين غير ما فرض على الفرج وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه، فأمّا ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والتصديق والتسليم والعقد والرضا بأن لا اله إلاّ الله وحده لا شريك له، أحداً، صمداً، لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً وأن محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبده ورسوله (١) .

٢ ـ عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال:(قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (ما من شيء أحب إلى الله تعالى من الإيمان به، والعمل الصالح، وترك ما أمر به أن يتركه) (٢) .

٣ ـ عن الفضيل، قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : أي شيء أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله فيما افترض عليهم؟ فقال:(أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله طاعة الله وطاعة رسوله، وحب الله وحب رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأولي الأمر، وكان أبو جعفر عليه‌السلام يقول: حبّنا إيمان وبغضنا كفر) (٣) .

٤ ـ إبراهيم بن أبي بكر قال: سمعت أبا الحسن موسىعليه‌السلام يقول:(إنّ

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ٢ / ٣٨.

(٢) بحار الأنوار: ٧١ / ٢٠٨.

(٣) المحاسن: ١٥٠.

١٨٤

علياً عليه‌السلام بابٌ من أبواب الهدى، فمن دخل من باب علي كان مؤمناً ومن خرج منه كان كافراً ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين لله فيهم المشيئة) (١) .

٥ ـ عن بكر بن موسى الواسطي، قال: سألت أبا الحسن موسىعليه‌السلام عن الكفر والشرك أيهما أقدم؟ فقال:(ما عهدي بك تخاصم الناس) ، قلت: أمرني هشام بن الحكم أن أسألك عن ذلك فقال لي:(الكفر أقدم وهو الجحود قال لإبليس: ( أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ) (٢) .

٦ ـ عن الحسين بن الحكم، قال: (كتبت إلى العبد الصالحعليه‌السلام أخبره أني شاك وقد قال إبراهيمعليه‌السلام :( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى ) وإني أحب أن تريني شيئاً، فكتبعليه‌السلام :(إن إبراهيم كان مؤمناً وأحب أن يزداد إيماناً وأنت شاك والشاك لا خير فيه) ، وكتب:(إنما الشك ما لم يأت اليقين فإذا جاء اليقين لم يجز الشك) ، وكتب:(إن الله عَزَّ وجَلَّ يقول: ( وَمَا وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ) ) ، قال:(نزلت في الشاك) (٣) .

٧ ـ عن محمد بن سنان، عن أبي خديجة، قال: دخلت على أبي الحسنعليه‌السلام فقال لي:(إنّ الله تبارك وتعالى أيّد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يُحسن فيه ويتقي، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي. فهي معه تهتز سروراً عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقيناً وتربحوا نفيساً ثميناً، رحم الله امرئً همّ بخير فعمله أو همّ بشر فارتدع عنه) ، ثمّ قال:(نحن نؤيّد الروح بالطاعة لله والعمل له) (٤) .

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ٢ / ٣٨٨.

(٢) تفسير العياشي: ١ / ٣٤.

(٣) أصول الكافي: ٢ / ٣٩٩.

(٤) أصول الكافي: ٢ / ٢٦٨.

١٨٥

الذنوب

١ ـ عن أبي الحسنعليه‌السلام قال:(حق على الله أن لا يعصى في دار إلاّ أضحاها للشمس حتى تطهرها) (١) .

٢ ـ عن ابن عرفة عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال:(إنّ لله عَزَّ وجَلَّ في كل يوم وليلة منادياً ينادي مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله، فلولا بهائم رتع ، وصبيةٌ رضع، وشيوخ ركّع، لصبّ عليكم العذاب صباً، ترضّون به رضّاً) (٢) .

٣ ـ عن ابن محبوب، قال: كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسنعليه‌السلام يسأله عن الكبائر كم هي وما هي؟ فكتب:(من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفّر عنه سيئاته إذا كان مؤمناً والسبع الموجبات قتل النفس الحرام وعقوق الوالدين وأكل الربا، والتعرب بعد الهجرة ، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف) (٣) .

٤ ـ عن محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : الكبائر تخرج من الإيمان؟ فقال:(نعم وما دون الكبائر) ، قال:(قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن) (٤) .

٥ ـ عن سماعة، قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول:(لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا قليل الذنوب، فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً وخافوا الله في السر حتى تعطوا من أنفسكم النصف) (٥) .

٦ ـ عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال:

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ٢ /٢٧٢.

(٢) أصول الكافي: ٢/ ٢٧٦.

(٣) أصول الكافي: ٢/ ٢٧٦.

(٤) بحار الأنوار: ٧٤ / ٢٣٣.

(٥) أصول الكافي: ٧٤ / ٢٣٥.

١٨٦

(حرّمت الجنة على ثلاثة النمام، ومدمن الخمر، والديوث وهو الفاجر) (١) .

حفظ اللسان

١ ـ عن عثمان بن عيسى، عن أبي الحسن صلوات الله عليه، قال:(إن كان في يدك هذه شيء فإن استطعت أن لا تعلم هذه فافعل) ; قال:(وكان عنده إنسان فتذاكروا الإذاعة) ، فقال:(احفظ لسانك تعزّ، ولا تمكّن الناس من قياد رقبتك فتذّل) (٢) .

وقال: حضرتُ أبا الحسن صلوات الله عليه وقال له رجل: أوصني فقال له:(احفظ لسانك تعزّ ولا تمكّن الناس من قيادك فتذلّ رقبتك) (٣) .

٢ ـ عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(رحم الله عبداً قال خيراً فغنم، أو سكت عن سوء فسلم) (٤) .

٣ ـ وعنه: بهذا الإسناد قال:(قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الرجل الصالح يجيء بخبر صالح، والرجل السوء يجيء بخبر سوء) (٥) .

٤ ـ عن أبان، عن يحيى الأزرق، قال: قال لي أبو الحسن صلوات الله عليه:(من ذكر رجلاً من خلفه بما هو فيه ممّا عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته) (٦) .

٥ ـ قال عبد المؤمن الأنصاري: دخلت على موسى بن جعفرعليهما‌السلام وعنده محمد بن عبد الله الجعفري، فتبسّمت إليه فقال:(أتحبه؟) فقلت: نعم، وما أحببته إلا لكم، فقالعليه‌السلام :(هو أخوك والمؤمن أخو المؤمن لأُمّه ولأبيه، وإن لم

ــــــــــــ

(١) معاني الأخبار: ٢٤٣.

(٢) أصول الكافي: ٢ / ٢٢٥.

(٣) أصول الكافي: ٢ / ١١٣.

(٤) بحار الأنوار: ٧١ / ٢٩٣.

(٥) بحار الأنوار: ٧١ / ٢٩٣.

(٦) أصول الكافي: ٢ / ٣٥٨.

١٨٧

يلده أبوه ملعون من اتهم أخاه، ملعون من غش أخاه، ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون من اغتاب أخاه) ، وقال الصادقعليه‌السلام :(إياك والغيبة فإنّها إدام كلاب النار) (١) .

٦ ـ عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الحسن أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:(اركبوا وارموا وإن ترموا أحب إليّ من أن تركبوا) ، ثم قال:(كل أمر للمؤمن باطل إلاّ في ثلاث في تأديبه الفرس ورميه عن قوسه وملاعبته امرأته، فإنهن حق إنّ الله ليدخل بالسهم الواحد الثلاثة الجنة: عامل الخشب والمقوي به في سبيل الله والرامي به في سبيل الله) (٢) .

الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر

١ ـ عن محمد بن عمر بن عرفة، قال: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يقول:(لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليستعملنّ عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم) (٣) .

٢ ـ عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال:(قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر إلاّ من كان فيه ثلاث خصال، رفيق بما يأمر به، رفيق فيما ينهى عنه، عدل فيما يأمر به، عدل فيما ينهى عنه، عالم بما يأمر به، عالم بما ينهى عنه) (٤) .

٣ ـ عنه ، بهذا الإسناد قال:قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (من يشفع شفاعة حسنة أو أمر بمعروف أو نهى عن منكر أو دلّ على خير أو أشار به فهو شريك، ومن أمر بسوء أو دلّ عليه أو أشار به فهو شريك) (٥) .

ــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ٧٥ / ٢٦٢.

(٢) التهذيب: ٦ / ١٧٥.

(٣) أصول الكافي: ٥ / ٥٦ ، والتهذيب: ٦ / ١٧٦.

(٤) بحار الأنوار: ١٠٠ / ٨٧.

(٥) بحار الأنوار: ١٠٠ / ٨٧.

١٨٨

الشّهيد والمجاهد في سبيل الله

١ ـ عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال:قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (إنّ فوق كلّ بر برّاً حتى يقتل الرجل شهيداً في سبيل الله، وفوق كلّ عقوق عقوقاً حتى يقتل الرجل أحد والديه) (١) .

٢ ـ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(خيول الغزاة في الدنيا هي خيولهم في الجنة) (٢) .

٣ ـ وقال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(حملة القرآن عرفاء أهل الجنة، والمجاهدون في الله تعالى قوّاد أهل الجنة، والرسل سادات أهل الجنة) (٣) .

٤ ـ وقال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(دعا موسى وأمّن هارون وأمّنت الملائكة فقال الله سبحانه استقيما فقد أجيبت دعوتكما، ومن غزا في سبيلي استجبت له الى يوم القيامة) (٤) .

٥ ـ وقال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(كلّ نعيم مسؤول عنه يوم القيامة إلاّ ما كان في سبيل الله تعالى) (٥) .

٦ ـ وقال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(إنّ أبخل الناس من بخل بالسّلام، وأجود الناس من جاد بنفسه وماله في سبيل الله) (٦) .

٧ ـ وقال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(أوصي أمّتي بخمس: بالسمع والطاعة والهجرة والجهاد والجماعة، ومن دعا بدعاء الجاهليّة فله حثوة من حثي جهنّم) (٧) .

ــــــــــــ

(١) بحار الأنوار: ١٠٠ / ١٥.

(٢) بحار الأنوار ١٠٠ / ١٥.

(٣) بحار الأنوار ١٠٠ / ١٥.

(٤) بحار الأنوار ١٠٠ / ١٥.

(٥) بحار الأنوار ١٠٠ / ١٥.

(٦) بحار الأنوار ١٠٠ / ١٥.

(٧) بحار الأنوار ١٠٠ / ١٥.

١٨٩

الغنائم

١ ـ عن أبي الحسنعليه‌السلام قال:(يؤخذ الخمس من الغنائم فيجعل لمن جعله الله عز وجل ويقسّم أربعة أخماس بين من قاتل عليه وولي ذلك ، قال:وللإمام صفو المال أن يأخذ الجارية الفارهة والدابّة الفارهة والثوب والمتاع ممّا يحب ويشتهي فذلك له قبل قسمة المال وقبل اخراج الخمس ، قال:وليس لمن قاتل شيء من الأرضين ولا ما غلبوا عليه الاّ ما احتوى عليه العسكر وليس للأعراب من الغنيمة شيء وإن قاتلوا مع الإمام لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صالح الأعراب أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا على أنه إن دهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من عدوّه دهم أن يستفزّهم فيقاتل بهم وليس لهم في الغنيمة نصيب وسنّة جارية فيهم وفي غيرهم والأرض التي أخذت عنوة بخيل أو ركاب فهي موقوفة متروكة في يدي من يعمرها ويحييها ويقوم عليها على ما يصالحهم الوالي على قدر طاقتهم من الحق النصف والثلث والثلثين، على قدر ما يكون لهم صالحاً ولا يضرهم) (١) .

العمل والمعيشة:

١ ـ عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: (رأيت أبا الحسنعليه‌السلام يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت له: جعلت فداك أين الرجال؟ فقال:يا علي قد عمل باليد من هو خير منّي في أرضه ومن أبي ، فقلت له: ومن هو؟ فقال:رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأمير المؤمنين وآبائي عليهم‌السلام كلّهم كانوا قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيّين والمرسلين والأوصياء والصالحين) (٢) .

٢ ـ عن موسى بن بكر، قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام :(من طلب هذا الرزق

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ٥ / ٤٤.

(٢) أصول الكافي: ٥ / ٧٥ ، والفقيه: ٣ / ١٦٢.

١٩٠

من حلّه ليعود به على عياله ونفسه كان كالمجاهد في سبيل الله عز وجل، فإن غلب عليه ذلك، فليستدن على الله عَزَّ وجَلَّ وعلى رسوله ما يقوت به عياله فإن مات ولم يقضه كان على الإمام قضاؤه، فإن لم يقضه كان عليه وزره إنّ الله تعالى يقول: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ ) فهو فقير مسكين مغرم) (١) .

٣ ـ قال:(قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافاً وقوله سداداً) (٢) .

٤ ـ قال:(قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهمّ أرزق محمداً وآل محمد ومن أحبّ محمداً وآل محمد العفاف والكفاف، وأرزق من أبغض محمداً وآل محمد كثرة المال والولد) (٣) .

٥ ـ عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال:(قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أربع من سعادة المرء: الخلطاء الصالحون، والولد البارّ، والمرأة المؤاتية، وأن تكون معيشته في بلده) (٤) .

٦ ـ قال الكاظمعليه‌السلام :(من ولده الفقر أبطره الغنا) (٥) .

٧ ـ قال رجل لأبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام : عدني قال:(كيف أعدك؟ وأنا لما لا أرجوا أجي مني لما أرجو) (٦) .

٨ ـ عن يحيى الحذّاء، قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : ربّما اشتريت الشيء بحضرة أبي فأرى منه ما أغتمّ به فقال:(تنكّبه ولا تشتر بحضرته فإذا كان لك على

ــــــــــــ

(١) التهذيب: ٦ / ١٨٤.

(٢) بحار الأنوار: ٧٢ / ٦٧.

(٣) بحار الأنوار: ٧٢ / ٦٧.

(٤) بحار الأنوار: ١٠٣ / ٨٦.

(٥) بحار الأنوار: ١٠٣ / ٨٦.

(٦) الفقيه: ٣ / ١٦٥.

١٩١

رجل حقّ فقل له: فليكتب وكتب فلان بن فلان بخطّه وأشهد الله على نفسه وكفى بالله شهيداً فإنه يقضي في حياته أو بعد وفاته) (١) .

الدّعاء والزّيارة:

١ ـ عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال:(عليكم بالدعاء; فإن الدعاء والطلب إلى الله عَزَّ وجَلَّ يردّ البلاء وقد قدر وقضى فلم يبق إلاّ إمضاؤه، فإنه إذا دعا الله وسأله صرف البلاء صرفاً) (٢) .

٢ ـ وقال:(لكل داء دواء) ، فسئل عن ذلك؟ فقال:(لكل داء دعاء، فإذا أُلهم المريض الدعاء فقد أذن الله في شفائه) . وقال:(أفضل الدعاء الصلاة على محمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (صلَّى الله عليهم)ثم الدعاء للإخوان ثم الدعاء لنفسك فيما أحببت، وأقرب ما يكون العبد من الله سبحانه إذا سجد) .

وقال:(الدعاء أفضل من قراءة القرآن; لأنّ الله عَزَّ وجَلَّ يقول: ( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ) وإنّ الله عَزَّ وجَلَّ ليؤخر إجابة المؤمن شوقاً إلى دعائه ويقول: صوت أحب أن اسمعه، ويعجّل إجابة المنافق ويقول: صوت أكره سماعه) (٣) .

٣ ـ عمر بن يزيد، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول:(إنّ الدعاء يردّ ما قدر وما لم يقدّر) ، قال: قلت: جعلت فداك هذا ما قدّر قد عرفناه أفرأيت ما لم يقدّر؟ قال:(حتى لا يقدّر) (٤) .

٤ ـ قال أبو الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام :(أدنى ما يثاب به زائر

ــــــــــــ

(١) أصول الكافي: ٥ / ٣١٨.

(٢) مكارم الأخلاق: ٣١٦.

(٣) مكارم الأخلاق: ٤٤٨.

(٤) بحار الأنوار: ٩٣ / ٢٩٧.

١٩٢

أبي عبد الله عليه‌السلام بشطّ الفرات إذا عرف حقّه وحرمته وولايته أن يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر) (١) .

٥ ـ عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي:(ما تقول أنت فيه؟) فقلت: بعضنا يقول: حجّة وبعضنا يقول: عمرة، فقال:(هي عمرة مبرورة (مقبولة)) (٢) .

٦ ـ روى أحمد بن جعفر البلدي عن محمد بن يزيد البكري، عن منصور بن نصر المدائني، عن عبد الرحمن بن مسلم، قال: دخلت على الكاظمعليه‌السلام فقلت له: أيّما أفضل زيارة الحسين بن علي أو أمير المؤمنينعليهما‌السلام أو لفلان وفلان ـ وسميت الأئمة واحداً واحداً ـ فقال لي:(يا عبد الرحمن من زار أولنا فقد زار آخرنا، ومن زار آخرنا فقد زار أولنا، ومن تولّى أولنا فقد تولّى آخرنا، ومن تولّى آخرنا فقد تولّى أولنا ومن قضى حاجة لأحد من أوليائنا فكأنّما قضاها لأجمعنا يا عبد الرحمن أحببنا وأحبب من يحبّنا وأحب فينا وأحبب لنا وتولنا وتولّ من يتولانا وابغض من يبغضنا ألا وإنّ الرادّ علينا كالراد على رسول الله جدّنا ومن ردّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد ردّ على الله ألا يا عبد الرحمن ومن أبغضنا فقد ابغض محمداً ومن أبغض محمداً فقد أبغض الله ومن أبغض الله عَزَّ وجَلَّ وكان حقاً على الله أن يصليه النار وماله من نصير) (٣) .

٧ ـ عن عمرو بن عثمان الرازي، قال: سمعت أبا الحسن الأولعليه‌السلام يقول:(من لم يقدره أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ومن لم يقدر

ــــــــــــ

(١) ثواب الأعمال: ١١١ ـ ١١٢.

(٢) ثواب الأعمال: ١١١ ـ ١١٢.

(٣) كامل الزيارات: ٣٣٥.

١٩٣

على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا) (١) .

٨ ـ عن إسحاق بن عمار عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: قلت له: المؤمن يعلم بمن يزور قبره، قال:(نعم ولا يزال مستأنساً به ما زال عنده فإذا قام وانصرف من قبره دخله من انصرافه عن قبره وحشة) (٢) .

٩ ـ عن علي بن عثمان الرازي، قال: سمعت أبا الحسن الاولعليه‌السلام يقول:(من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالح إخوانه يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر أن يصلنا فليصل صالح إخوانه يكتب له ثواب صلتنا) (٣) .

من مواعظ وحكم الإمام الكاظمعليه‌السلام :

روي عن الكاظمعليه‌السلام أنه قال:(صلاة النوافل قربانٌ إلى الله لكل مؤمن.

والحج جهاد كل ضعيف.

ولكل شيء زكاة، وزكاة الجسد صيام النوافل.

وأفضل العبادة بعد المعرفة انتظار الفرج.

ومن دعا قبل الثناء على الله والصلاة على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان كمن رمى بسهم بلا وتر.

ومن أيقن بالخلف جاد بالعطية، وما عال امرءٌ اقتصد.

والتدبير نصف العيش.

والتودّد الى الناس نصف العقل.

وكثرة الهم يورث الهرم، والعجلة هي الخرق.

وقلة العيال أحد اليسارين.

ــــــــــــ

(١) كامل الزيارات: ٣١٩.

(٢) كامل الزيارات: ٣٢١.

(٣) التهذيب: ٦ / ١٠٤.

١٩٤

ومن أحزن والديه فقد عقّهما.

ومن ضرب بيده على فخذه، أو ضرب بيده الواحدة على الأخرى عند المصيبة فقد حبط أجره، والمصيبة لا تكون مصيبة يستوجب صاحبها أجرها إلاّ بالصبر. والاسترجاع عند الصدمة.

والصنيعة لا تكون صنيعة إلاّ عند ذي دين أو حسب.

والله ينزل المعونة على قدر المؤونة، وينزل الصبر على قدر المصيبة.

ومن اقتصد وقنع بقيت عليه النعمة، ومن بدر وأسرف زالت عنه النعمة.

وأداء الأمانة والصدق يجلبان الرزق، والخيانة والكذب يجلبان الفقر والنفاق.

وإذا أراد الله بالذرة شراً أنبت لها جناحين فطارت فأكلها الطير.

والصنيعة لا تتم صنيعة عند المؤمن لصاحبها إلاّ بثلاثة أشياء: تصغيرها وسترها وتعجيلها، فمن صغّر الصنيعة عند المؤمن فقد عظّم أخاه، ومن عظّم الصنيعة عنده فقد صغّر أخاه، ومن كتم ما أولاه من صنيعة فقد كرم فعاله.

ومن عجّل ما وعد فقد هنئ العطيّة) (١) .

قال أبو الحسن الماضيعليه‌السلام :(قل الحقّ وإن كان فيه هلاكك فإن فيه نجاتك ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك فإن فيه هلاكك) (٢) .

قالعليه‌السلام :(ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئه (٣) في رزقه ولا يتّهمه في قضائه) .

وقال رجل: سألته عن اليقين؟ فقالعليه‌السلام :(يتوكّل على الله، ويسلّم لله، ويرضى بقضاء الله، ويفوّض إلى الله) .

ــــــــــــ

(١) تحف العقول: ٤٠٣.

(٢) الاختصاص: ٣٢.

(٣) أي لا يجده بطيئاً.

١٩٥

وقال عبد الله بن يحيى(١) : كتبت إليه في دعاء (الحمد لله منتهى علمه) فكتبعليه‌السلام :(لا تقولنّ منتهى علمه، فانه ليس لعلمه منتهى. ولكن قل: منتهى رضاه) (٢) .

وسأله رجل عن الجواد؟ فقالعليه‌السلام :(إنّ لكلامك وجهين، فإن كنت تسأل عن المخلوقين، فإن الجواد الذي يؤدّي ما افترض الله عليه، والبخيل من بخل بما افترض الله، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى ، وهو الجواد إن منع، لأنّه إن أعطاك أعطاك ما ليس لك وإن منعك منعك ما ليس لك) .

وقال لبعض شيعته:(أي فلان ! اتق الله وقل الحق وإن كان فيه هلاكك فإنّ فيه نجاتك، أي فلان! اتّق الله ودع الباطل وإن كان فيه نجاتك، فإنّ فيه هلاكك) .

وقال له وكيله: والله ما خنتك ، فقالعليه‌السلام له:(خيانتك وتضييعك عليّ مالي سواء والخيانة شرّهما عليك) .

وقالعليه‌السلام :(إيّاك أن تمنع في طاعة الله، فتنفق مثله في معصية الله) .

وقالعليه‌السلام :(المؤمن مثل كفّتي الميزان كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه) .

وقالعليه‌السلام : عند قبر حضره:(إن شيئاً هذا آخره لحقيقٌ أن يزهد في أوله. وانّ شيئاً هذا أوّله لحقيق أن يخاف آخره) .

وقالعليه‌السلام :(من تكلّم في الله هلك، ومن طلب الرئاسة هلك. ومن دخله العجبُ هلك) .

وقالعليه‌السلام :(اشتدت مؤونة الدنيا والدين: فأمّا مؤونة الدنيا فإنّك لا تمدّ يداك إلى شيء منها إلاّ وجدت فاجراً قد سبقك إليه. وأمّا مؤونة الآخرة فإنّك لا تجد أعواناً يعينونك عليه) .

ــــــــــــ

(١) رواه الصدوق رحمه‌الله في التوحيد، باب العلم، بإسناده عن الكاهلي عن موسى بن جعفر عليه‌السلام . وعبد الله بن يحيى الكاهلي الأسدي الكوفي، أخو إسحاق بن يحيى من وجوه أصحاب الصادق والكاظم عليهما‌السلام وله كتاب.

(٢) بحار الأنوار: ٧٥/٣١٩.

١٩٦

وقالعليه‌السلام :(أربعة من الوسواس: أكلُ الطين وفتّ الطين. وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللّحية. وثلاث يجلين البصر: النظر إلى الخضرة والنظر إلى الماء الجاري والنظر إلى الوجه الحسن) .

وقالعليه‌السلام :(ليس حسن الجوار كفّ الأذى ولكن حسنُ الجوار الصبر على الأذى) .

وقالعليه‌السلام :(لا تُذهب الحشمة بينك وبين أخيك (١) . وأبق منها، فإن ذهابها ذهاب الحياء) .

وقالعليه‌السلام : لبعض ولده:(يا بنيّ إيّاك أن يراك الله في معصية نهاك عنها. وإيّاك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها. وعليك بالجد. ولا تخرجنّ نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته، فإن الله لا يُعبد حق عبادته. وإيّاك والمزاح; فإنّه يذهب بنور إيمانك ويستخفّ مروّتك. وإيّاك والضّجر والكسل، فإنّهما يمنعان حظّك من الدنيا والآخرة) .

وقالعليه‌السلام :(إذا كان الجور أغلب من الحق لم يحلّ لأحد أن يظنّ بأحد خيراً حتى يعرف ذلك منه) .

وقالعليه‌السلام :(ليس القبلة على الفم إلاّ للزوجة والولد الصغير) .

وقالعليه‌السلام :(اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعةً لمناجاة الله. وساعةً لأمر المعاش. وساعةً لمعاشرة الإخوان والثقات الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن. وساعةً تخلون فيه للذاتكم في غير محرّم وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات. لا تحدّثوا أنفسكم بفقر ولا بطول عمر، فإنّه من حدّث نفسه بالفقر بخل. ومن حدّثها بطول العمر يحرص. اجعلوا لأنفسكم حظّاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال ومالا يثلم المروّة وما لا سرف فيه. واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنّه روى: ليس منّا من ترك دنياه لدينه أو ترك دينه لدنياه) .

وقالعليه‌السلام :(تفقّهوا في دين الله فإنّ الفقه مفتاح البصيرة وتمام العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا وفضل الفقيه على العابد كفضل الشمس على الكواكب. ومن لم يتفقّه في دينه لم يرض الله له عملاً) .

وقالعليه‌السلام لعلي بن يقطين:(كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان) .

وقالعليه‌السلام :(كلّما أحدث الناس من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعدّون) .

ــــــــــــ

(١) الحشمة: الانقباض والاستحياء.

١٩٧

وقالعليه‌السلام :(إذا كان الإمام عادلاً كان له الأجر وعليك الشكر وإذا كان جائراً كان عليه الوزر وعليك الصبر) (١) .

ورأى رجلين يتسابّان فقالعليه‌السلام :(البادي أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتد المظلوم) .

وقالعليه‌السلام :(ينادى مناد يوم القيامة: ألا من كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلاّ من عفا وأصلح فأجره على الله) .

وقالعليه‌السلام :(السخي الحسن الخلق في كنف الله، لا يتخلّى الله عنه حتّى يدخلهُ الجنة. وما بعث الله نبيّاً إلاّ سخيّاً. وما زال أبي يوصيني بالسخاء وحسن الخلق حتّى مضى) .

وقال السنديّ بن شاهك ـ وكان الذي وكّله الرشيد بحبس موسىعليه‌السلام ـ لمّا حضرته الوفاة: دعني أكفّنك. فقالعليه‌السلام :(إنَّا أهل بيت، حجّ صرورتنا (٢) ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا) .

ــــــــــــ

(١) تحف العقول: ٤٠٨ ـ ٤١١.

(٢) الصرور ـ بالصاد المهملة ـ الذي لم يتزوّج أو لم يحج.

١٩٨

وقالعليه‌السلام لفضل بن يونس:(أبلغ خيراً وقل خيراً ولا تكن إمَّعة) (١) قلت: وما الإمَّعة؟ قال:(لا تقل: أنا مع النّاس وأنا كواحد من الناس. أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال: يا أيها الناس إنّما هما نجدان نجد خير ونجد شر فلا يكن نجد الشرّ أحبّ إليكم من نجد الخير) (٢) .

وروي أنه مرّ برجل من أهل السواد دميم المنظر(٣) ، فسلّم عليه ونزل عنده وحادثه طويلاً، ثم عرضعليه‌السلام عليه نفسه في القيام بحاجة إن عرضت له، فقيل له: يا ابن رسول الله أتنزل إلى هذا ثم تسأله عن حوائجك وهو إليك أحوج ؟ فقالعليه‌السلام :(عبد من عبيد الله وأخ في كتاب الله وجارٌ في بلاد الله، يجمعنا وإيّاه خير الآباء آدم عليه‌السلام وأفضل الأديان الإسلام ولعلّ الدهر يردّ من حاجاتنا إليه، فيرانا ـ بعد الزهو عليه (٤) ـ متواضعين بين يديه) . ثم قالعليه‌السلام :

(نواصل من لا يستحق وصالنا

مخافة أن نبقى بغير صديق)(٥)

وإلى هنا نكتفي بهذه الجولة السريعة في تراث الإمام الكاظمعليه‌السلام راجين من الله التوفيق للسير على هدي أهل البيتعليهم‌السلام الذي يمثل النبع الصافي والهديّ الرباني السليم في ظلمات الهوى والوهم.

ــــــــــــ

(١) الإمّع والإمعة ـ بالكسر فالتشديد ـ قيل: أصله (أني معك).

(٢) النجد: الطريق الواضح المرتفع. وقوله عليه‌السلام : (إنما هما نجدان) فالظاهر إشارة إلى قوله تعالى في سورة البلد آية ١٠:( وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ) .

(٣) دميم المنظر أى قبيح المنظر من دمّ دمامة: كان حقيراً وقبح منظره.

(٤) الزهو: الفخر والكبر قال الشاعر:

لا تهين الفقير علّك أن

تركع يوماً والدهر قد رفعه

(٥) تحف العقول: ٤١٢ ـ ٤١٣.

١٩٩

الفهرست

المقدمة ٤

الباب الأول: وفيه فصول: ١١

الفصل الأول: الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام في سطور ١١

الفصل الثّاني: انطباعات عن شخصية الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام.... ١٣

الفصل الثالث: مظاهر من شخصية الإمام الكاظم عليه‌السلام.... ١٩

٦ ـ إرشاده وتوجيهه: ٢٧

٧ ـ إحسانه إلى الناس: ٢٨

الباب الثاني: وفيه فصول: ٣١

الفصل الأوّل: نشأة الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام.... ٣١

الفصل الثّاني: مراحل حياة الإمام الكاظم عليه‌السلام.... ٣٦

الفصل الثّالث: الإمام موسى الكاظم في ظلّ أبيه عليهما‌السلام..... ٣٨

الباب الثالث: وفيه فصول: ٤٥

الفصل الأوّل: ملامح عصر الإمام الكاظم عليه‌السلام.... ٤٥

النقطة الخامسة: ٥١

النقطة السادسة: ٥٢

الفصل الثّاني: مواقف الإمام الكاظم عليه‌السلام في عهد المنصور ٥٤

الاتّجاه الأوّل: الإمام الكاظم عليه‌السلام وإحكام المواقع. ٥٤

الاتّجاه الرابع: الإمام الكاظم عليه‌السلام وتركيز القيادة الشرعية السياسيّة ٦٥

النشاط الأوّل: في المجال الفكري. ٦٥

النشاط الثاني: في المجال العملي. ٦٧

الفصل الثّالث: الإمام الكاظم عليه‌السلام وحكومة المهدي العبّاسي. ٦٩

١ ـ المجال السياسي: ٧٤

٢ ـ المجال الأخلاقي والتربوي: ٧٨

٣ ـ المجال العلمي. ٧٩

٢٠٠