الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)0%

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله) مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 204

  • البداية
  • السابق
  • 204 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25280 / تحميل: 5814
الحجم الحجم الحجم
الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

مؤلف:
العربية

١

٢

٣

٤

٥

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس

أهل البيت ويطهركم تطيراً

صدق الله العلي العظيم

قالت عائشة خرج النبي (ص) غداةً وعليه مرط مرحل(1) من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (2) .

_________________

(1) مرط مرحل: المرط: كساء المرحل: هو الموش المنقوش عليه صور رحال الابل.

(2) صحيح مسلم ج 5ص 37 ح 2424 باب فضائل أهل البيت النبي (ص) شواهد التنزييل ج 2ص 33ح 676 المستدرك على الصحيحين ج 3ص 147 وفيه (هذا حديث صحيح) ينابيع المودة: ص 124 سنن البيهقي: ج 2 ص 149 ورواه ابن جرير في تفسيره ج 22 ص 5.

٧

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم:

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة(1)

اللهم اني أحبهما فأحبهما(2)

ويل للمكذبين بفضلهم(3)

_________________

(1) سنن الترمذي: ج 5ص 656 ح 3768 باب مناقب الحسن والحسين عليهما السلام.

(2) صحيح البخاري: ج 3ص 1369 ح 3537 باب مناقب الحسن والحسين (رضى الله عنهما).

(3) كنز العمال: ج 12ص 98 ح 34161.

٨

المقدّمة

بقلم: انطون بارا

اُهزوجة حبّ لقمر كربلاء

ما سرّ هذا الألق الروحي الجاذب للنفوس النزّاعة لقدسية كربلاء وكيف نفهم ما تعنيه ثورة سيّد الشهداء إذا لم نكن حسينيين قلباً وقالباً؟!

ومن رحاب حبّ الشهيد الحسينعليه‌السلام تطلّ المحبّة الفوّاحة ناشرة ضياءها بين السطور ساطعة أنوارها خلف الكلمات توحي لمسطّرها روعة ما قام به سبط النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وتصوّر لسريرته النقيّة هلع السرائر والحنايا من هول الفاجعة.

ملحمة إنسانيّة روحانية لم يشهد لها التاريخ شبيهاً رقت درجات فوق مستوى الملحمة؛ لأنّها استمدّت عزمها من عزم عترة النبي وآل بيته الأخيار فكانت هزَّة مهَّدت لثورة روحيّة تُذكِّر المسلمين خاصّة والمؤمنين عامّة بمعنى أنّه ينتصب المؤمن كالطود الصلب في وجه المتاجرين بالدين وموقظي الفتنة لأغراض دنيويّة ليست بذات قيمة حيال استمرارية صفاء الشريعة والسنّة قرناً بعد قرن مجلّلة بالغار وهادية بالحقّ؛ لأنّ خير الأمم أُمّة هُدِيتْ إلى الحقّ فهدت به والتزمته بالعدل(1) .

_________________

(1) لاحظ نصوص الآيات الواضحة لقوله تعالى:( وممّن خَلقْنا أُمةٌ يهدون بالحقّ وبه يعدلون ) . سورة الأعراف: الآية 181.

٩

ومن هذا الفهم لأهمّية هداية الحقّ ننظر إلى اجتهاد الشيخ كمال معاش في كتابه (الحسين ريحانة النبي) حيث قدّم إضافة متواضعة لخدمة أهداف كربلاء؛ ليكون من الحائزين لنعمة المنافحة عن هيوليّة حركته العظيمة التي وزّعت سناها على توالي القرون كما توزّع بلّورة صافية ضوء الشمس المنعكس عليها فتتداعى إليها القلوب وتشخص ناحيتها الأبصار؛ تيمّناً بقول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : (إنّما مثلُ أهلِ بيتي فيكم كمثل سفينة نوح مَنْ ركبها نجا ومَنْ تخلّف عنها هلك - أو غرق -)(1) .

والمقصود في هذا القول الكريم ليس مَنْ ركبها ركوباً ماديّاً في حينها أو تخلّف عنها في ساعتها بل يشمل هذا المغزى كافّة الأجيال التالية التي تستلهم سيرة أهل البيتعليهم‌السلام وتسير على هديها فتكون كمَنْ تركب سفينتها لتنجو في أيّ وقت صحت عزيمتها. ومَنْ ينافح عن مصداقيّة حركة الحسينعليه‌السلام بقلمه وفكره ووجدانه بعد أربعة عشر قرناً من حدوث الملحمة يكون كمَنْ شارك فيها حقّاً باسترجاعه لمبادئها ورفضه لمنطق الهدم وبذلك يكون بمقياس المعنى النبوي المقصود مشاركاً كالقاسم وأخيه العباس وإخوته وآل عقيل وعابس والحجّاج وسويد وبرير والحرّ وكلّ الذين جاهدوا جهاداً ماديّاً إلى جانب الحسينعليه‌السلام وسقوا غرسه الشهادة في صحراء كربلاء بدمائهم الزكية. وقد أخرج ابن ماجة وأبو يعلى عن الحسينعليه‌السلام قوله: «سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ما من مسلم تُصيبه مصيبة وإن قدم عهدها فيحدث لها استرجاعاً إلاّ أعطاه الله ثواب ذلك».

والمؤلّف الشيخ كمال يهدي سطوره المتواضعة إلى مَنْ تربته جُعلت للشفاء إلى مَنْ نظر إليه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ففاضت عيناه بالدموع ويؤكّد في مقدّمته حقيقة خالدة بقوله: إنّ الإمام الحسينعليه‌السلام لم يكن رجل حرب أو مجرّد بطل مواقف

_________________

(1) كنزل العمال: ج 12 ص 98 ح 34169 مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 104.

١٠

وميادين فحسب بل نتج عن نهضته الرائدة مسيرة عباديّة جهاديّة سياسيّة تظلّلت في ظلّ مبادئ مقدّسة مستوحاة من روح نصوص الشريعة الإلهية. وهذا القول يتّفق مع ما أوردته في كتابي (الحسين في الفكر المسيحي)(1) من أنّ واقعة كربلاء لم تكن موقعة عسكرية انتهت بانتصار وانكسار بل كانت رمزاً لموقف أسمى لا دخل له بالصراع بين القوّة والضعف بين العضلات والرماح بقدر ما كانت صراعاً بين الشكّ والإيمان بين الحقّ والظلم.

يقول الحسينعليه‌السلام : «إنّما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر». وفي هذا الإعلان انسجام الإنسان مع الحقّ. وقد آثر الحسينعليه‌السلام صلاح أُمّة جدّه الإنسانيّة الهاديّة بالحقّ العادلة به على حياته فكان في عاشوراء رمزاً لضمير الأديان على مرّ العصور فاستشهاده وسيرته عنوان صريح لقيمة الثبات على المبدأ ولعظمة المثالية في أخذ العقيدة وتمثّلها.

فالشكر كلّ الشكر للشيخ كمال معاش على مسعاه( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (2)

انطون بارا

الكويت 27 / 7 / 2001 م

_________________

(1) الحسين في الفكر المسيحي: ص 173 وما بعدها.

(2) سورة التوبة: الآية 105.

١١

١٢

مقدّمة المؤلّف

عندما نتأمّل شخصية الإمام الحسينعليه‌السلام في التاريخ نراها شخصية متميّزة سواء في أخلاقه أو أفعاله أو أقواله أو صمته أو مواقفه كلّ ذلك يدفعنا إلى تأمّلات ثاقبة من خلال أحاديثه العطرة والتي هي بلسم للقلوب. لا شكّ أنّ القرآن الكريم معجزة النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله بينما الحسينعليه‌السلام هو صوت القرآن وحركته التي قادها وجسّدها على أرض الواقع بطفّ كربلاء حركة قرآنية ورسالية وثورة إنسانيّة.

ومن الخطأ أن نفكّر بأنّ الحسينعليه‌السلام كان حكراً على طائفة وإنّما هو إمام لكلّ المسلمين؛ لأنّه استشهد من أجل دين الله ودفاعاً عن حقوق العباد بل هو حامل رسالة جدّه الحبيب المصطفى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله فهو للعالم أجمع بمختلف أديانه ومذاهبه وطوائفه وطبقاته إنّه لملايين البشر؛ لأنّ البشرية عقدتْ آمالها على شخصيّته وإنسانيتهعليه‌السلام ؛ لأنّ رسالته رسالة إنسانيّة قبل كلّ شيء.

ولم يكن الإمام الحسينعليه‌السلام رجل حرب أو مجرّد بطل مواقف وميادين فحسب كما لم تكن واقعة كربلاء حادثة عابرة في التأريخ وإنّما اقترن الحسينعليه‌السلام وحركة نهضته الرائدة بهدف سام أعلى نتجت منه مسيرة عبادية جهاديّة سياسيّة تظلّلت في ظلّ مبادئ مقدّسة مستوحاة من روح نصوص

١٣

الشريعة الإلهية والرسالة المحمديّة. لقد أراد الحسينعليه‌السلام أن يحرّرنا من عبودية الطاغوت إلى عبودية الله سبحانه وتعالى؛ ليُعبِّر عن إرادته وكرامته ولكي نتنفّس الحرية بكلّ طلاقة كما قال أبوه عليعليه‌السلام : «ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً»(1) .

وقد سار الإمام الحسينعليه‌السلام على نهج جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبيه أمير المؤمنينعليه‌السلام ؛ لينقذ الأمّة من براثن الجهل والظلمات إلى عالم النور.

وبدورنا نقدّم هذه الأوراق الحسينيّة المتواضعة إلى سيدي ومولاي حجّة الله على الأرض أبي عبد الله الحسين بن عليعليه‌السلام ؛ ليكون لنا ذخراً وشرفاً وشفاعة في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ مَنْ أتى الله بقلب سليم.

المؤلّف

6 / ذو القعدة / 1421 هـ

Kamal-m@maktoob.com

_________________

(1) نهج البلاغة ص 401، من وصية له لابنه الحسنعليهما‌السلام رقم 31 / 87.

١٤

شخصيّة الحسينعليه‌السلام

١٥

١٦

الإمام الحسينعليه‌السلام شخصية مثالية متميّزة ليس لها في الوجود نظير؛ فقد تغذّى في حجر جدّه المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله العطف والحبّ والحنان وفي ظلّ أُمّه فاطمة الزهراءعليها‌السلام وجد الأُمومة الرؤوفة وهي مهجة قلب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وترعرع مع أبيه عليعليه‌السلام ومنه تلقّى الرعاية والعناية والمعرفة وعاش مع إخوته وأولاده أعواماً مليئة بالحبّ المتبادل والاحترام المقدّس.

وبعبارة أُخرى: إنّه تخرّج من جامعة الحبيب المصطفى محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيتهعليهم‌السلام حيث شملتهم العناية الإلهية بقوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1) .

وحديث الكساء أكبر شاهد على مكانتهم ومنزلتهم عند الله تعالى وكتب وأحاديث أهل السُنّة تُصرّح بذلك والتي منها: عن أُمّ سلمة أنَّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله جَلَّلَ على الحسن والحسين وعليٍّ وفاطمة كساءً ثمّ قال: (اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي أذهب عنهم الرجس وطهِّرهم تطهيراً). فقالت أُمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول الله؟ قال: (إنّكِ إلى خير). قال: هذا حديث حسن وهو أحسن شيءٍ رُويَ في هذا الباب(2)

____________________

(1) سورة الأحزاب: الآية 33.

(2) المعجم الصغير: ج 1 ص 176 ح 177، سنن الترمذي: ج 5 ص 699 ح 3871، ص

١٧

وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن فاطمة الزهراءعليها‌السلام قالت: «... فقال اللهعزوجل : يا ملائكتي ويا سُكّانَ سماواتي إنِّي ما خلقتُ سماءً مَبنْيَّةً ولا أرضاً مَدْحِيَّةً ولا قَمَراً مُنيراً ولا شَمْساً مُضيئةً ولا فَلَكاً يَدُور ولا بَحْراً يَجْري وَلا فُلْكاً يَسْري إلاَّ في مَحَبَّةِ هؤلاءِ الخَمْسَةِ الذين هُمْ تحت الكِساءِ. فَقَال الأمينُ جَبرائيل: يا رَبِّ وَمَنْ تحت الكِساء؟ فقالعزوجل : هم أهلُ بيتِ النبوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالةِ؛ هُمْ فاطمةُ وأَبوها وَبَعْلُها وَبَنُوها ...»(1) .

وأحاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في حقّ ولديه الحسن والحسينعليهما‌السلام شاهدة على علاقة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بهما ومنها التي رواها أهل السُنّة في صحاحهم وكتبهم.

منها: عن الحسين بن عليعليهما‌السلام قال: «دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أُبيّ بن كعب فقال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحباً بك يا أبا عبد الله يا زين السماوات والأرض. قال أُبيّ: وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرض أحد غيرك؟ قال: يا أُبيّ والذي بعثني بالحقّ نبيّاً إنّ الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض وإنّه المكتوب على يمين العرش أنّه مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام غير وهن وعزّ وفخر وعلم وذخر. وإنّ اللهعزوجل ركّب في صلبه نطفة مباركة طيّبة زكيّة خُلقت من قبل أن

____________________

663 ح 3787، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 384، بغية الطلب: ج 6 ص 2580، انظر المعجم الكبير وفيه وحامتي: أي خاصة الرجل من أهله وولده وذوي قرابته، حامة الإنسان: خاصته ومَنْ يقرب منه، لسان العرب: ج 12 ص 153 م.

(1) مفاتيح الجنان: ص 405 حديث الكساء، ينابيع المودّة: ص 125.

١٨

يكون مخلوق في الأرحام ما يدعو بهنَّ مخلوق إلاّ حشره اللهعزوجل معه وكان شفيعه في آخرته وفرّج الله عنه كربه وقضى بها دينه ويسَّر أمره وأوضح سبيله وقوّاه على عدوّه ولم يهتك ستره ...)(1) .

عن أنس بن مالك قال: كتب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لرجل عهداً فدخل الرجل يسلِّم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي فرأى الحسن والحسين يركبان على عنقه مرَّة ويركبان على ظهره مرَّة ويمرّان بين يديه ومن خلفه. فلمّا فرغصلى‌الله‌عليه‌وآله من الصلاة قال له الرجل: ما يقطعان الصلاة؟ فغضب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: «ناوِلْني عَهْدَك». فأخذه ومزَّقه ثمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَنْ لم يرحم صغيرنا ولم يُوَقِّر كبيرنا فليس منّا ولا أنا منه»(2) .

عن مدرك بن زياد قال: كنت مع ابن عباس في حائطٍ فجاء الحسن والحسينعليهما‌السلام فسألا الطعام فأكلا ثمّ قاما فأمسك لهما ابن عباس الركاب فقلت: أتمسك الركاب لهذين وأنت أكبر منهما؟ فقال: ويحك! هذان ابنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أوَ ليس هذا ممّا أنعم الله عليَّ به أن أمسك لهما واُسوّي عليهما(3) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «سمّى هارون ابنيه شبّراً وشبيراً وإنّي سمّيت ابني الحسن والحسين بما سمّى به هارون ابنيه»(4) .

____________________

(1) فرئد السمطين: ج 2 ص 155، ح 447.

(2) ذخائر العقبى: ص 229.

(3) فرائد السمطين: ج 2 ص 72 ح 395.

(4) المعجم الكبير: ج 3 ص 97 - 2778، كنز العمال: ج 12 ص 117 - 34271، انظر: مسند الإمام أحمد بن حنبل: ج 2 ص 159 ح 769، الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1

١٩

في حديث أسماء بنت عميس في مجيء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بيت فاطمة عندما ولد الحسينعليه‌السلام قالت أسماء: فجاءني النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: «يا أسماء هلّمي بابني». فدفعته في خرقة بيضاء فأذَّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره وبكى.

قالت أسماء: قلت: فداك أبي وأُمّي! ممَّ بكاؤك؟ قال: «على ابني هذا». قلت: ولد الساعة وتبكيه؟! قال: «يا أسماء تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي». ثمّ قال: «يا أسماء لا تُخبري فاطمة بهذا؛ فإنّها قريبة عهد بولادة». ثمّ قال لعليّ: «أيّ شيء سمَّيت ابني؟». فقال: «ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله ...». قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «ولا أنا أسبق باسمه ربّي».

ثمّ هبط جبرئيلعليه‌السلام فقال: يا محمد العليّ الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: «عليّ منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبيّ بعدك فسمّ ابنك هذا باسم ابن هارون». قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «وما اسم ابن هارون؟» قال: شبير. قال: «لساني عربيّ يا جبرئيل». قال: سمّه الحسين(1) .

وقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنّة ما سُمّيت العرب بهما في الجاهليّة»(2) .

____________________

ص 384، أنساب الاشراف: ج 3 ص 144، المعجم الكبير: ج 3 ص 96 ح 2773، الأغاني: ج 16 ص 145، أسد الغابة: ج 2 ص 24، ذخائر العقبي: 208، تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 118 ج 3411، بغية الطلب: ج 6 ص 2566.

(1) فرائد السمطين: ج 2 ص 103 ح 412.

(2) الصواعق المحرقة: ص 192.

٢٠