الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)0%

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله) مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 204

  • البداية
  • السابق
  • 204 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 25300 / تحميل: 5815
الحجم الحجم الحجم
الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

الحسين (عليه السلام) ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)

مؤلف:
العربية

ومن الرؤيا التي رآها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فوجم لها فما رُئي ضاحكاً بعدها فأنزل الله:( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ ) .

فذكروا أنّه رأى نفراً من بني اُميّة ينزون على منبره(1) .

____________________

(1) تاريخ الطبري: ج 5 ص 621.

٦١

٦٢

الحسينعليه‌السلام شبيه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله

٦٣

٦٤

عن عليّرضي‌الله‌عنه قال: «مَنْ سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين عنقه إلى وجهه فلينظر إلى الحسن بن عليّ ومَنْ سرّه أن ينظر إلى أشبه الناس برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما بين عنقه إلى كعبه خلقاً ولوناً فلينظر إلى الحسين بن عليّ»(1) .

عن عليّعليه‌السلام قال: «الحسين أشبهُ برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من صدره إلى قدميه»(2) .

عن أنس بن مالك قال: كنت عند ابن زياد فجيء برأس الحسين فجعل يقول بقضيب له في أنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا حسناً! قلت: أما إنّه كان من أشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (3) .

____________________

(1) المعجم الكبير: ج 3 ص 95 - 2768 - 2769، سنن الترمذي: ج 5 ص 660 ح 3779؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 384، أنساب الأشراف: ج 2 ص 453 ح 289؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 126 ح 3416، بغية الطلب: ج 6 ص 2574.

(2) سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 402 - 270؛ الاستيعاب في معرفة الأصحاب: ج 1 ص 396 - هامش الإصابة - مقتل الحسين - للخوارزمي: ص 90؛ سنن الترمذي: ج 5 ص 659 ح 3778؛ تهذيب الكمال: ج 6 ص 400؛ نور الأبصار: ص 220.

(3) المعجم الكبير: ج 3 ص 118 ح 2854؛ سنن الترمذي: ج 5 ص 659 ح3778؛ تهذيب

٦٥

عن أنس قال: كان الحسن والحسين أشبههم برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (1) .

عن ابن الضحّاك قال: كان جسد الحسين شبه جسد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (2) .

وقال سفيان بن عُيَيْنَة: قلت لعُبَيد الله بن أبي يزيد: رأيتَ الحُسين بن عليّ؟ قال: نعم أسود الرأس واللحية إلاّ شُعيرات هاهنا في مُقَدَّم لحيته فلا أدري أخضب وترك ذلك المكان شَبَهاً برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أو لم يكن شابَ غير ذلك(3) .

____________________

الكمال: ج 6 ص 400؛ ومعنى يقول: القول هنا يطلق على الفعل كفاية الطالب: ص 396؛ كتاب التاريخ الكبير: ج 2 ص 381 ح 2846؛ بغية الطلب: ج 6 ص 2577 و 2632.

(1) الإصابة في تمييز الصحابة: ج 1 ص 333؛ حياة الحيوان الكبرى: ج 1 ص 185.

(2) مجمع الزوائد: ج 9 ص 188.

(3) تهذيب الكمال: ج 6 ص 400؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 402؛ رقم: 270.

٦٦

سجود النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

٦٧

٦٨

روى ابن حازم بسنده قال: خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للصلاة وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين فتقدّم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ وضعه عند قدمه اليمنى فسجد سجدة أطالها فرفعت رأسي من بين الناس فإذا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ساجد وإذا الغلام راكب على ظهره فعدت فسجدت فلمّا انصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال الناس: يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة ما كنت تسجدها أفشيء أُمرت به أو كان يوحى إليك؟ قال: «كلّ ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتّى يقضي حاجته»(1) .

عن عبد الله قال: كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا منعوهما أشار إليهم أن دعوهم فلمّا قضى الصلاة وضعهما في حجره فقال: «مَنْ أَحبّني فليحب هذين»(2) .

____________________

(1) المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 165؛ وبذيله تلخيص للحافظ الذهبي - كتاب معرفة الصحابة - قال الحاكم: هذا آخر ما أدّى إليه اجتهاد مَنْ ذكر مناقب أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ما يصح منها بالأسانيد المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 180؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346.

(2) فرائد السمطين: ج 2 ص 107 ح 414.

٦٩

عن أبي بُريدة قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخطبنا إذ جاء الحسن والحسينعليهما‌السلام عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثمّ قال: «صدق الله( أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) ( 1 ) فنظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثي ورفعتهما»( 2 ) .

عن أبي سعيد قال: جاء الحسين يشتدّ ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي فالتزم عنق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقام به وأخذ بيده فلم يزل ممسكها حتّى رجع( 3 ) .

عن زينب بنت جحش قالت: قام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلّي واحتضنه - يعني الحسين - فكان إذا ركع وسجد وضعه وإذا قام حمله فلمّا جلس جعل يدعو ويرفع يديه ويقول فلمّا قضى الصلاة قلت: يا رسول الله لقد رأيتك تصنع اليوم شيئاً ما رأيتك تصنعه؟ قال: «إنّ جبريل أتاني فأخبرني أنّ ابني يُقتل. قلت: فأرني إذاً. فأتاني بتربة حمراء»( 4 ) .

كلّ ذلك إشارة إلى منزلة ومكانة الإمام الحسينعليه‌السلام عند رسول الله

____________________

(1) سورة التغابن: الآية 15.

(2) سنن الترمذي: ج 5 ص 658 ح 3774؛ تهذيب التهذيب: ج 2 ص 346؛ ذخائر العقبى: ص 228؛ تهذيب الكمال: ج 6 ص 403؛ ينابيع المودّة: ص 263؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 161 ح 3490؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 385 رقم 269؛ اُسد الغابة: ج 2 ص 16؛ مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 94.

(3) مجمع الزوائد: ج 9 ص 189.

(4) مجمع الزوائد: ج 9 ص 191.

٧٠

صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى المسلمين أن يحافظوا على ما كان يكنّه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لولده الحسينعليه‌السلام حيث قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «حسين منّي وأنا من حسين أحبّ الله من أحبّ حسيناً حسين سبط من الأسباط»(1) .والإسلام الذي وصلنا إلى هذا اليوم هو ببركة ثورة الحسينعليه‌السلام في كربلاء؛ لأنّ الإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء.

____________________

(1) أنساب الأشراف: ج 2 ص 453؛ سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 404 - 270؛ الفصول المهمّة: ص 169.

٧١

٧٢

أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

٧٣

٧٤

رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت(1) فروع النبوة والرسالة وينابيع السماحة والبسالة صوفة آل أبي طالب وسراة بني لؤي(2) بن غالب الذين حياهم الروح الأمين وحلاّهم الكتاب المبين لولاهم ما عبد الرحمن ولا عهد الإيمان وعقد الأمان(3) .

عن أنس بن مالك قال: سُئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أي أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال: «الحسن والحسين». وكان يقول لفاطمة: «ادعي ابني». فيشمّهما ويضمّهما إليه(4)

عن جابر بن عبد الله قال: رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حَجَّته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: «يا أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلُّوا؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي»(5) .

____________________

(1) سورة هود: الآية 73.

(2) من أجداد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

(3) دُرر السّمط في خبر السّبط: ص 61.

(4) سنن الترمذي: ج 5 ص 657 ح 3772؛ ذخائر العقبى: ص 214؛ كنز العمال: ج 12 ص 116 ح 34265.

(5) سنن الترمذي: ج 5 ص 662 ح 3786.

٧٥

عن أنس بن مالك أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يمرّ بباب فاطمةرضي‌الله‌عنها ستّة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر يقول: «الصلاة يا أهل البيت إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»(1) .

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «اللّهمّ إنّك جعلت صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك على إبراهيم وآل إبراهيم اللّهمّ إنّهم منّي وأنا منهم فاجعل صلواتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليَّ وعليهم» يعني عليّاً وفاطمةوحسناً وحسيناً(2) .

قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ لكلّ بني أب عصبة ينتمون إليها إلاّ ولد فاطمة فأنا وليُّهم وأنا عصبتُهم وهم عترتي خُلِقوا من طينتي ويل للمكذّبين بفضلهم! مَنْ أحبَّهم أَحبهُ الله ومَنْ أبغضَهُم أبغضَهُ الله»(3) .

عن أبي بَرْزَة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا تزول قدما عبدٍ حتّى يُسأل عن أربعة؛ عن جسده فيما أبلاه وعُمُرِهِ فيما أَفْنَاه وماله من أين اكتسبَهُ وفيما أنفقه وعن حُبِّ أهل البيتعليهم‌السلام ». فقيل: يا رسول الله فما علامة حُبِّكُمْ؟ فضرب بيده على منكب عليرضي‌الله‌عنه (4) .

وأنشد الشيخ أبو بكر بن فضل الله الحلّي الواعظ في المعنى لبعضهم:

ياحبّذا دوحةٌ في الخلدِ ثابتةٌ

ما في الجنانِ لها شبهٌ من الشجرِ

____________________

(1) المستدرك على الصحيحين: ج 3 ص 158؛ شواهد التنزيل: ج 2 ص 11 ح 637.

(2) كنز العمال: ج 12 ص 101 ح 34186.

(3) كنز العمال: ج 12 ص 98 ح 34161، وص 114 ح 34253؛ مقتل الحسين: ج 1 ص 89.

(4) المعجم الأوسط: ج 3 ص 104 ح 2212.

٧٦

المصطفى أصلها والفرعُ فاطمةٌ

ثمّ اللقاحُ عليٌّ سيّدُ البشرِ

والهاشميانِ سبطاها لها ثمرٌ

والشيعةُ الورقُ الملتفّ بالثمرِ

هذا حديثُ رسولِ اللهِ جاءَ به

أهلُ الروايةِ في العالي من الخبرِ

إنّي بحبّهم أرجو النجاةَ غداً

والفوزَ مَعْ زمرةٍ من أحسنِ الزمرِ(1)

         

عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بإذنيَّ وإلاّ فصّمتا وهو يقول: «أنا شجرة وفاطمة حملها وعلي لقاحها والحسن والحسين ثمرتها والمحبّون أهل البيت ورقها من الجنّة حقّاً حقّاً»(2) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّ الله تعالى اصطفى العرب من جميع الناس واصطفى قريشاً من العرب واصطفى بني هاشم من قريش واصطفاني من قريش واختارني في نفر من أهل بيتي؛ عليّ وحمزة وجعفر والحسن والحسين»(3) .

عن أُمّ سَلَمة قالت: خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صرحة هذا المسجد فقال: «ألا لا يحلّ هذا المسجد لجُنُب ولا حائضٍ إلاّ لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعليّ وفاطمة والحَسَن والحُسَيْن ألاَ قد بيّنت لكم الأسماء أن تضلّوا»(4) .

عن ابن مسعود قال: بينما نحن جلوس عند النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ دخل عليه فتية من قريش فتغيرّ لونه ورئي في وجهه كآبة فقلنا: يا رسول الله لا

____________________

(1) كفاية الطالب: ص 383.

(2) تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 168 ح 3506؛ انظر: كفاية الطالب: ص 383؛بغية الطلب: ج 6 ص 2582.

(3) تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 172 ح 3513.

(4) تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 166 ح 3502؛ كنز العمال: ج 12 ص 101 ح 34183.

٧٧

نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه! فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّا أهل بيت اختار الله تعالى لنا الآخرة على الدنيا وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي تطريداً وتشريداً»(1) .

وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «إنّما مثلُ أهلِ بيتي فيكم كمثل سفينة نوح؛ مَنْ رَكبها نجا ومَنْ تخلّف عنها هلك»(2) . فإذا كان ركوب سفينة نوح نجاة من الغرق فسفينة الحسينعليه‌السلام نجاة من النار؛ لأنّه من أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

قالت عائشة: خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غداة وعليه مِرْط مُرَحَّلٌ من شعر أسود فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ثمّ جاء الحسين فدخل معه ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ثمّ جاء عليّ فأدخله ثمّ قال:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (3) .

عن ابن عباس قال: خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قبل موته بأيام يسيرة إلى سفر له ثمّ رجع وهو متغيّر اللون محمرّ الوجه فخطب خطبة بليغة موجزة وعيناه تهملان دموعاً قال فيها: «أيها الناس إنّي خلّفت فيكم الثقلين؛ كتاب الله وعترتي واُرومتي ومزاج مائي وثمرتي ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض. ألا وإنّي انتظرهما ألا وإنّي لا أسألكم في ذلك إلاّ ما أمرني ربّي أن أسألكم به: المودّة في القربى فانظروا لا تلقوني على الحوض وقد أبغضتم عترتي

____________________

(1) الفصول المهمّة: ص 171.

(2) كنز العمال: ج 12 ص 98 ح 34169؛ مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 104.

(3) صحيح مسلم: ج 5 ص 37 ح 2424؛ باب فضائل أهل بيت النبي سنن الترمذي: ج 5 ص 663 ح 3787؛ سنن الكبرى: ج 5. مرط: كساء. المرحل: هو الموشى المنقوش عليه صور ورحال الإبل ينابيع المودّة: ص 197.

٧٨

وظلمتموهم. ألا وإنّه سترد عليّ في القيامة ثلاث رايات من هذه الأُمة؛ راية سوداء مظلمة فتقف عليّ فأقول: مَنْ أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون: أهل التوحيد من العرب. فأقول: أنا أحمد نبي العرب والعجم. فيقولون: نحن من أُمتك يا أحمد. فأقول لهم: كيف خلفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون: أمّا الكتاب فضيّعناه ومزّقناه؛ وأمّا عترتك فحرصنا على أن ننبذهم عن جديد الأرض. فأُولّي وجهي عنهم فيصدرون ظماء عطاشى مسودّة وجوههم. ثمّ ترد عليَّ راية أُخرى أشدّ سواداً من الأُولى فأقول لهم: مَنْ أنتم؟ فيقولون كالقول الأوّل بأنّهم من أهل التوحيد فإذا ذكرت لهم اسمي عرفوني وقالوا: نحن أُمتك. فأقول لهم: كيف خلفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفناه؛ وأمّا الأصغر فخذلناه ومزّقناهم كلّ ممزق. فأقول لهم: إليكم عنّي. فيصدرون ظماء عطاشى مسودّة وجوههم. ثمّ ترد عليّ راية أُخرى تلمع نوراً فأقول لهم مَنْ أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى نحن أُمّة محمّد ونحن بقيّة أهل الحقّ الذين حملنا كتاب ربّنا؛ فحلّلنا حلاله وحرّمنا حرامه وأجبنا ذرية محمّد فنصرناهم بما نصرنا به أنفسنا وقاتلنا معهم وقتلنا مَنْ ناواهم. فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيكم محمّد ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم. ثمّ أسقيهم من حوضي فيصدرون رواء. ألا وإنّ جبرئيل قد أخبرني بأنّ أُمّتي تقتل ولدي الحسين بأرض كرب وبلاء ألا فلعنة الله على قاتله وخاذله آخر الدهر»(1) .

____________________

(1) مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 164.

٧٩

عن زيد بن أرقم قال: جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى بيت فاطمة فأخذ بعضادتي الباب وفي البيت عليّ وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام فقال: «أنا حربٌ لمَنْ حاربتم وسلمٌ لمَنْ سالمتم»(1) .

____________________

(1) مقتل الحسين - للخوارزمي: ج 1 ص 99؛ انظر سنن الترمذي: ج 5 ص 699 ح 3870؛ ينابيع المودّة: ص 193؛ سير أعلام النبلاء: ج 14 ص 386 رقم 269؛ تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 157 ح 3481؛ تاريخ بغداد: ج 7 ص 137؛ بقية الطلب: ج 6 ص 2576؛ وفيه: «أنا حرب لمَنْ حاربكم سلم لمَنْ سالمكم».

٨٠