لقد شيعني الحسين (عليه السلام)

لقد شيعني الحسين (عليه السلام)14%

لقد شيعني الحسين (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 411

لقد شيعني الحسين (عليه السلام)
  • البداية
  • السابق
  • 411 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 57918 / تحميل: 6496
الحجم الحجم الحجم
لقد شيعني الحسين (عليه السلام)

لقد شيعني الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

عمر بن الخطّاب مع الرعية:

الكلُّ يحاول أن يرسم عمر بن الحطاب في صورة اُسطورية كما شاءها له مناوئوا بني هاشم؛ حتّى يغطّوا بدخانها الكثيف فضائل البيت العلوي، بينما الواقع إنّ عمر بن الخطّاب لم تكن له مؤهلات الخلافة النّفسيّة والاجتماعيّة، وإنّ أدنى تمحيص لسلوكه وشخصيته يثبت ذلك.

يقول ابن أبي الحديد في شرح النّهج: وكان عمر بن الخطّاب صعباً عظيم الهيبة شديد السّياسة، لا يحابي أحداً ولا يراقب شريفاً ولا مشروفاً، وكان أكابر الصحابة يتحامون ويتفادون من لقائه. وهو لولا هذه النّرفزة، لما استطاع أبو بكر أن يحصل على شيء من السّقيفة، وعمر هو الذي شدّ بيعة أبي بكر ووقم المخالفين فيها، فكسر سيف الزبير لمّا جرّده، ودفع في صدر المقداد، ووطئ في السّقيفة سعد بن عبادة وقال: اقتلوا سعداً قتل الله سعداً. وحطّم أنف الحباب بن المنذر الذي قال يوم السّقيفة: أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب. وتوعّد عمر مَن لجأ إلى دار فاطمةعليها‌السلام من الهاشميين وأخرجهم منها، ولولاه لم يثبت لأبي بكر أمر ولا قامت له قائمة(١) .

وبلغ حقد النّاس وكرههم به مبلغاً كبيراً، فقد ذكروا أنّه وبينما هو جالس في المسجد بُعيد وفاة أبي بكر، إذا برجل أتاه فقال: يا أمير المؤمنين، أدنوا منك فإنّ لي حاجة؟ قال عمر: لا. قال الرجل: إذا أذهب فيغنيني الله

____________________

(١) ابن أبي الحديد، شرح النّهج ١ / ١٧٤.

١٦١

عنك. فولّى ذاهباً، فأتبعه عمر ببصره، ثمّ قام فأخذه بثوبه، فقال له: ما حاجتك؟ فقال الرجل: بغضك النّاس وكرهك النّاس. قال عمر: ولِمَ ويحك؟! فقال الرجل: للسانك وعصاك(١) .

وحيث بلغ القمع وحرّ الدرّة، بأن أتته امرأة حامل يوماً بعد أن استدعاها لأمرها، فأسقطت ما في بطنها من شدّة الهيبة(٢) . وإذا علمنا أنّ النّاس لم يكونوا يجثون على ركبهم، ولا كانت النّساء تسقط أجنّتها لمّا تلقى عليّاًعليه‌السلام ، وهو مَن هو في التنمّر والشّجاعة و...، لعلمنا إذن، إنّ ذلك كلّه كان بسبب خشونة زائدة لا تميّز ظالماً ولا مظلوماً، تلك الخشونة التي سمّاها التاريخ البدوي عدالة، إنّها درّته التي لا توقر امرأة ولا شريفاً، ولا حتّى فاطمة إذ أزمع على حرق دارها.

والذي لا ينكر لعمر بن الخطّاب إنّه لم يحاب الأهل؛ إذ لم يكن له أهل يذكرون، وكان يهتمّ في أن يظهر للناس عظيماً ومتقشفاً. ولكن السؤال القرآني هو: لماذا أخذ حقّ غيره، ومن خوّله حقّ ممارسة السّلطة حتّى وإن كان عدلاً؟

إنّ الخلافة لا تعطى للناس لبساطتهم، إنّها قرار إلهي، وخلافة عمر كانت فيها ميزات خفيفات، أتلفتها هنات جسيمة، فمن ميزاتها تلك، أنّه خلع خالد بن الوليد، وهو بذلك أعطى للتاريخ دليلاً، على أنّ صاحبه أبا بكر كان مخطئاً لمّا تجاوز عن خالد وغفر له، كما تقدّم.

ثانياً: إنّه أعاد فدك لآل البيتعليهم‌السلام تزلّفا إليهم، مع أنّه كان محرّضاً لأبي بكر أن يسلبهم ذلك الحقّ. والظاهر: أنّ أبا بكر وعمر منعا آل البيت ذلك الحقّ حتّى لا يقووا به نفوذهم، ولكن ما أن استتبّ الأمر حتّى جاءت بها نفسه على أهلها، ولو كان مقتنعاً أنّها لله، لما حابى بها آل البيتعليهم‌السلام إذاً، لما

____________________

(١) تاريخ الخلفاء، ابن قتيبة / ٢٠.

(٢) ابن أبي الحديد، شرح النّهج / ١٧٤.

١٦٢

كان شديداً في الحقّ كما تصفه الرّوايات المزيّفة.

بيد أنّ سلبيات عمر التاريخيّة، ونوادره في السلوك السّياسي والاجتماعي والفقهي لم ينسها التاريخ، ومن تلك النّوادر:

* - سطحية سياسية، العنف معتمدها.

* - القمع الاجتماعي.

* - الشّذوذ الفقهي.

١ - سطحية سياسية:

كان عمر بن الخطّاب - كما تقدّم - يرهب الشّريف والمنافق معاً، فكان يحاسب الاُمويّين حساباً عسيراً، لكنّه في نفس الوقت يؤمّرهم على أصقاع وسيعة، وفي ذلك تكمن سطحيته سياسية؛ لأنّ بني اُميّة لم يكونوا مكتّفي الأيادي بعد أن كانوا طويليها في زمن البعثة، وليس بني اُميّة عناصر ساذجة، وإنّما هُم جهاز وحالة قابلة للنشوء في كلّ لحظة، فتأميرهم لا يعني سوى صبّ مزيد من النّفوذ في جعبتهم، ولقد قووا في زمن عمر بن الخطّاب وهو لم يكن يريد تقويتهم إنّما رأي رآه، ولكن الاُمّة دفعة ثمنه، ولم يكن مثل الإمام عليّعليه‌السلام حيث أوّل ما قام به هو عزل معاوية من دون رجعة في الموقف؛ لأنّه يدرك أنّ الإمارة تقوّي، وبأنّ بني اُميّة ليسوا فئة عادية، فهو لا يزال يفوّت عليهم هذه الفرص حتّى وهم يعرضون عليه البيعة.

لقد جاء أبو سفيان بعد وفاة الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ والعباس، فنادى من وراء الباب:

بني هاشمٍ لا تطمعوا الناسَ فيكُمُ

ولا سـيما تيم بنَ مرّة أو عَدي

فـما الأمـرُ إلاّ فـيكُمُ وإليكُمُ

ولـيس لها إلاّ أبـو حسنٍ علي

أبـا حسنٍ فاشدُد بها كفَّ حازمٍ

فـإنّك بالأمرِ الذي تبتغي ملي

بصوت عال: يا بني هاشم، يا بني عبد مُناف، أرضيتم أن يلي أبو فيصل؟ أما والله، لو شئتم لأملأنّها عليهم خيلاً ورجالاً. فناداه أمير المؤمنين عليّعليه‌السلام :

١٦٣

«ارجع يا أبا سفيان، فوالله، ما تريد الله بما تقول، ولا زلتَ تكيد للإسلام وأهله ونحن مشاغيل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وورد أيضاً في تاريخ الطبري بسنده: إنّه لمّا استخلف أبو بكر، قال أبو سفيان: ما لنا ولأبي فيصل، إنّما هي بنو عبد مُناف. فقيل له: إنّه قد ولى ابنك. قال: وصلته رحم. وكذلك فعل عمر بن الخطّاب بعد أن ولى على الشّام يزيد بن أبي سفيان، ومعاوية بن أبي سفيان بعده، ثمّ عثمان بن عفان، إعراباً عن هذه المودّة بينه وبين بني اُميّة.

هذا الوعي السّياسي العميق كان يملكه الإمام عليّعليه‌السلام ، وقد تجلّى في رفضه لشخص أبي سفيان الطليق، في حين افتقد هذا الوعي الخليفتان وبرز في عهد عمر؛ لأنّه الأطول عهداً بالخلافة. إنّهعليه‌السلام أدرك أن لا مرونة مع تيّار قوّي يبني نفسه في الخفاء؛ ليعيد مكانته في الجزيرة العربيّة، ويسعى إلى تدمير بني هاشم والانتقام للأجداد. ولكن عمر قد دفع ثمن سطحيته السياسيّة، لقد استفاد الاُمويّون من مودته لهم، وصبروا على لذعه وتشدّده السّطحي، فقوّوا شوكتهم، وحقّقوا قدراً من التراكم والنّفوذ، مكّنهم من السّيطرة على أسباب القوّة في الجزيرة العربيّة، وبعد ذلك، وجدوا أنّ المرحلة قد نضجت لإزاحة عمر بن الخطّاب عن الخلافة، ذلك؛ لأنّ عمر هذا طالت خلافته كثيراً، ثمّ لأنّه بدأ يتّجه في غير مجرى مصالحهم، ولأنّ مصلحتهم المرحلية في طوّر متقدّم لا يصلح لها عمر.

فعمر بن الخطّاب ليس جديراً بالخلافة بالمقياس القبلي للاُمويّين، وهو ليس في شرف بني عبد الدار، ثمّ لأنّه بدا لهم، إنّ عثمان قريبهم بدا يشيخ ولم ينلها، وهو المرشّح بعد عمر لقربه كيف لا، وعثمان هو الذي كتب الكتاب لأبي بكر خلافة عمر، وهو الوحيد الذي لم يقف ضدّ عمر، بل تحمّس لذلك حتّى قال له أبو بكر: جزاك الله عن الإسلام خيراً. فهم أدركوا وبترتيباتهم الخاصّة، أنّ الأمر لعثمان لا مناص، وحيث إنّ الشّام تحوّلت إلى منطقة نفوذ للاُمويّين، وقد كانوا يكرهون عمر بن الخطّاب نفسه، بقول ابن قتيبة:

١٦٤

وكان أهل الشّام قد بلغهم مرض أبي بكر واستبطأوا الخبر، فقالوا: إنّا لنخاف أن يكون خليفة رسول الله قد مات وولي بعده عمر، فإن كان عمر هو الوالي فليس لنا بصاحب، وإنّا نرى خلعه(١) .

وهكذا لم يكن عمر ليرضي أهل الشّام الذين شرّبوا في قلوبهم حبّ بني اُميّة منذ تولّوهم، ولذلك لا بدّ من التفكير في مخطط تصفية لعمر؛ حتّى ينزاح عن الطريق، وكان عمر بن الخطّاب يواجه معارضتين:

الاُولى: بنو هاشم الذين فضّلوا السّكوت؛ حفاظاً على وحدة الاُمّة واستقرارها.

الثانية: بنو اُميّة الذين كانوا يتحرّكون ضمن مشاريعهم وأهدافهم الخاصّة.

ولما قُتل عمر، وظنّ أنّ الذي قتله قد يكون من طريق آل البيتعليهم‌السلام ، أو من جهة اُخرى مسلمة من الذين رأوا فيه خطراً على مصالحهم، وكان عمر رجلاً شديداً قد ضيّق على قريش أنفاسها(٢) . ولمّا طُعن، قال لابن عباس: أخرج فناد في النّاس: أعن ملأ ورضى منهم كان هذا؟ فخرج فنادى، فقالوا: معاذ الله، ما علمنا ولا اطلعنا. ودخل عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فقال: يا علي، أعن ملأ منكم ورضى كان هذا؟ فقال عليعليه‌السلام : «ما كان عن ملأ منّا ولا رضىً». حتّى قال: الحمد لله الذي لم يقتلني رجل يحاجّني بلا إله إلاّ الله يوم القيامة(٣) .

كان الذي قتله هو أبو لؤلؤة، قيل فارسي، إلاّ أنّه لم يكن قتله لعمر بن الخطّاب انتقاماً من القادسية، كما يزعم بعض البهلوانيين، إنّما شاع عند العرب أن يتّهموا الفرس بالمجوسيّة والحقد على العرب، حتّى في عصرنا هذا. وكان الاُمويّون يعتمدون على العنصر الموالي في دعم نفوذهم عن طريق العطايا والشّراء. لماذا قتل عمر؟

____________________

(١) الإمامة والسّياسة، ابن قتيبة / ٢٠.

(٢) نفس المصدر السّابق / ٢٧.

(٣) نفس المصدر السّابق / ٢٢.

١٦٥

هناك من رأى أنّ أبا لؤلؤة قاتل عمر، كان قد حملته روح الانتقام إلى تنفيذ هذه العملية. وكان أبو لؤلؤة عبداً للمغيرة بن شعبة، وهو نصراني حسب بعض الرّوايات ومجوسي حسب اُخرى. وجاء في اُسد الغابة: إنّ المغيرة كان يستغلّه - أي: أبي لؤلؤة - كلّ يوم أربعة دراهم، فلقي أبو لؤلؤة عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ المغيرة قد أثقل على غلّتي، فكلّمه يخفّف عنّي. فقال له عمر: اتق الله، وأحسن إلى مولاك - إلى أن قال: - فاصطنع له خنجراً له رأسان(١) ، وهذه الرّواية، إنْ صحّت فإنّها تُظهر مدى الانسحاق الذي عانت منه الفئات الضعيفة، وهذا واحد من الذين امتلكوا الشّجاعة لقتله.

لكنني أرى عكس ذلك، فأبو لؤلؤة قد يكون منفّذاً لهذه المؤامرة التي خطّتها وهندستها عقول كثيرة، ولا أدل على ذلك من مقتل الهرمزان وسكوت عثمان على ذلك، وعدم إقامة الحدّ على عبيد الله بن عمر، الذي راح ينتقم لأبيه من مجموعة أشخاص، ممّا اضطر عثمان إلى غلق هذا الملف وعدم إشاعة الأمر.

لقد سبق أن أكّدنا على النّفوذ الذي بقي في حوزة الاُمويّين، والدليل على ذلك: إنّ أبا سفيان لمّا عرض الخلافة على عليّعليه‌السلام ، قال له: لو شئت لأملأنّها عليك خيلاً ورجالاً. فهذا دليل على النّفوذ والقوّة التي كانت لا تزال تحتفظ بها الكتلة الاُمويّة، وبقي أبو سفيان حاقداً على عمر وأبي بكر، لولا أنّهما رتّبا أمر إمارة ابنيه في الشّام(٢) .

كانت علاقة المغيرة بن شعبة مع الاُمويّين متينة على الكوفة، والمغيرة هذا هو سيّد أبي لؤلؤة فيه نظر في السّيرة، كان عمر قد عزله بعد أن ولاه على البصرة؛ وذلك بعد أن شهد عليه بالزنا(٣) . بيد أنّ عمر - كما سبق أن قلنا، وللسطحية السياسيّة التي كان يتحلّى بها - ولاّه مرّة اُخرى على الكوفة، مع أنّ في الصحابة من هو أكثر انضباطاً واستقامة،

____________________

(١) اُسد الغابة في معرفة الصحابة لعزّ الدين بن الأثير الجزري ٣ / ٦٧٤ - ٦٧٥، دار الفكر.

(٢) يزيد ومعاوية ابنا أبي سفيان.

(٣) اُسد الغابة ٤ / ٤٧٢.

١٦٦

ويعرف عنه الدهاء(١) .

قال الشّعبي نقلاً عن ابن الأثير الجزري: دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد. وذكروا أنّه تزوّج ثلاثمئة امرأة في الإسلام، وقيل ألفاً. وإذا ما جمعنا بين الدهاء الذي يعني عند الأربعة: تجاوز المسطرة التشريعية إلى حدّ الدهاء في قتل الأبرياء. وبين الأزمة السياسيّة التي كانت بين المغيرة بن شعبة وعمر بن الخطّاب، لما كان عزله عن البصرة، وما يمكن أن يؤدّي إليه ذلك بالنّسبة إلى داهية عربي كبير، ثمّ بنو اُميّة الذين كانوا يشترون العملاء بالمال والوعود، إنّنا نتمكّن من الوصول إلى نتيجة، وهي: إنّ قتل عمر لم يكن بتلك البساطة والتلقائية، وإنّما كان عملاً منظّماً.

كيف نهتدي لذلك؟ لقد سبق أن تحدّثنا عن واقع الجزيرة العربيّة قبل وبعد البعثة، والرّوح القبلية التي كانت أساس الاجتماع العربي، ثمّ العنصر اليهودي الذي كان لا يرى مانعاً من التحالف مع القبائل الوثنية؛ لمحاصرة الرّسالة في بدايتها، ولمّا طُرد اليهود من الجزيرة العربيّة، بقي بعض المندسّين الذين قبلوا الإسلام؛ كتكتيك ضروري للبقاء، وكتكتيك توارثي لهدم معالم الإسلام، وكان من اُولئك كعب الأحبار الذي كان مصدراً لكثير من الإسرائيليات في الأحاديث النّبوية(٢) . وكان هذا الأخير من المقرّبين إلى عمر بن الخطّاب، كان كعب يعلم أنّ عمر بن الخطّاب معرّض للموت، وأنّه أكّد له غير مرّة أنّه سيموت شهيداً، وبهذه الكلمة، سوف يغطّي عن أشياء تُدار خلف النّور، فهي إشعاع غيبي، يغيب السؤال والاستفسار في تعجّب عمر واندهاشه.

نحن نسأل ثانية: من أين له هذا؟ وهل يعلم الغيب؟ ومتى علمه رجال الصحابة الكبار حتّى يعلمه يهودي تأسلم؟

____________________

(١) نفس المصدر.

(٢) ذكروا أنّ كعب هو الذي توسّط مع عمر بن الخطّاب لإدخال أبي لؤلؤة إلى المدينة؛ بحجّة إنّها خلت من الصنّاع والحدّادين.

١٦٧

الواقع: إنّ عمر بن الخطّاب كان يطوف يوماً في السّوق، وإذا به يلقى أبا لؤلؤة، فقال: يا أمير المؤمنين، أعدني على المغيرة بن شعبة، فإنّ عليّ خراجاً كثيراً. قال: وكم خراجك؟ قال: درهمان كلّ يوم. قال: وأيش صناعتك؟ قال: نجّار نقّاش حدّاد. قال: فما أرى خراجك كثير على ما تصنع من الأعمال، قد بلغني أنّك تقول: لو أردت أن أصنع رحى تطحن بالرّيح لفعلت؟ قال: نعم. قال: فاعمل لي رحى. قال: لئن سلمت لأعملنّ لك رحى يتحدث بها من بالشّرق والمغرب. ثمّ انصرف عنه، فقال عمر: لقد أوعدني العبد الآن(١) .

هذا الوجه الأوّل للمشهد التآمري، أمّا الوجه الثاني، قال ابن الأثير: ثمّ انصرف عمر إلى منزله، فلمّا كان الغد، جاءه كعب الأحبار فقال له: يا أمير المؤمنين، أعهد فإنّك ميّت في ثلاث ليال. قال: وما يدريك؟ قال: أجده في كتاب التوراة. قال عمر: الله! إنّك لتجد عمر بن الخطّاب في التوراة؟ قال: اللّهمّ لا، ولكنّي أجد حليتك وصفتك وأنّك قد فني أجلك. قال: وعمر لا يحسّ وجعاً. فلمّا كان الغد، جاءه كعب فقال: بقي يومان. فلمّا كان الغد، جاء كعب فقال: مضى يومان وبقي يوم. فلمّا أصبح، خرج عمر إلى الصلاة وكان يوكل بالصفوف رجالاً، فإذا استوى كبّر ودخل أبو لؤلؤة في النّاس... الخ(٢) .

إنّ الذي ورث غباء الأوّلين والآخرين، لا يمكن أن تجتاز عليه هذه الحيلة، فهل هذا يجري بالاتفاق؟ كيف يقول أبو لؤلؤة ذلك، فيجد كعب الأحبار ينتظر عمر ليقول له ما قال؟! لماذا لم يأته قبل ذلك بأشهر أو عشرة أيّام أو خمس، حتّى يقول له قد بقي لك كذا وكذا، إذا كانت أوصاف عمر - كما رآها في التوراة - ثابتة وقديمة، كما قرأها قبل البعثة وبعدها؟ الظّاهر أنّ كعباً هذا كان يرقص على الحبال، لذلك أراد أن يثبّت نفسه في المجتمع، بأنّه من أهل الأسرار وصاحب الكشوف؛

____________________

(١) ابن الأثير، الكامل ٢ / ٤٩.

(٢) نفس المصدر / ٥٠.

١٦٨

ليلتف حوله المسلمون، وإلا، فأين يوجد عمر بن الخطّاب في التوراة، وفي أيّ سفر من أسفاره تقرأه الآن؟ وكيف يتسنّى للتوراة - التي أنزلها له - أن تحوي أخباراً عن عمر، والقرآن المهيمن على الكتب والنّاس والدهور، لم يفهم منه كبار الصحابة، إنّ عمر سيقتل بعد ثلاث أيام؟ إنّها اللعبة.

ولمّا طعن عمر بن الخطّاب، دخل عليه كعب الأحبار، فلمّا رآه عمر، قال: -

تـوعـدّني كـعبٌ ثـلاثاً أعـدها

ولا شكَّ أنّ القولَ ما قال لي كعبُ(١)

ومـا بـي حـذارُ الموتِ إنّي لَميتٌ

ولـكنْ حـذارَ الـذنبِ يتبعه الذنبُ

كان ذلك الاتفاق والصدفة كما فهم عمر بن الخطّاب؛ لأنّه تولّى منصباً لا تسنده فيه حنكة ولا عصمة. ولم يكن مثل عليّعليه‌السلام الذي كان يعلم بموته - كما ورد في الأثير - من دون أن يحتاج إلى راهب من أهل الكتاب يعلّمه بذلك(٢) . وكذلك اقتضت سنّة التاريخ أن يكون عمر بن الخطّاب ضحية خفته، وتسمّنه حقّاً ليس له؛ إذ لم يعرف من يصلح للاُمّة ومَن لم يصلح لها، ثمّ مات بالقوّة التي مهّد لها بجهله بخفايا الاُمور، إنّه لا يعلم حتّى إنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قد مات، فكيف يعرف عن مسائل السّماء، كما أدرك ذلك يعسوب المؤمنين.

ولو راجعنا الملفّات التاريخيّة طرّاً، لاستطعنا إدراك مدى الحرص الذي بداه زعماء الانتهازية، الذين مهّدوا لحكم عثمان وكانوا معروفين لدى الملأ. لقد كان عمرو بن العاص أحد دواهي العرب من المساهمين في المؤامرة، وكذلك المغيرة بن شعبة - كما سبق ذكره - وتورّطهم في العملية كانت له أسبابه الخفية، والتي اكتشفت فيما بعد، وهو التخطيط الاُموي لقلب معادلة الخلافة واستمالتها إليهم.

ذكر أبو عليّ مسكويه في تجارب الاُمم(٣) : وقد كان

____________________

(١) ابن الأثير، الكامل.

(٢) ولست أدري لماذا لم يخبر كعب الإمام عليّعليه‌السلام عن موته ويكشف له عن الغيب؟ اللّهمّ إلاّ أنّه يعلم أنّ عليّاًعليه‌السلام أعلم بالسّتورات منه.

(٣) تجارب الاُمم، أبو عليّ مسكويه الرازي (٣٢٠ - ٤٢١) ١ / ٢٦٤، دار سروش للطباعة والنّشر، طهران / ١٣٢٢ ش ١٩٨٧ م.

١٦٩

جاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة والقوم في البيت يتشاورون - أي: بخصوص الخلافة بعد مقتل عمر - فجلسا بالباب، فحصبهما(١) سعد وأقامهما. فتحصبهما لم يكن اعتباطياً وفلتة تلقائيّة، فالرّجلان من أدهى العرب - كما تقدّم - ومن عملاء الاُمويّين، ثمّ إنّ رمي سعد لهما بالحصباء دليل على أنّ أمرهما ليس عاديّاً.

وهكذا كانت قصّة التبييت لمقتل عمر بن الخطّاب، الذي بالغ في مودّته للفئات الاُمويّة وصفات الإيمان(٢) ، رغم ما كانوا يلقونه منه من قسوة عابرة، حيث كان عمّاله من أمثال؛ سمرة بن جندب، وعاصم بن قيس، والحجّاج بن عتيك، ونافع بن الحرث، وأبو هريرة، ومعاوية، وابن العاص، والمغيرة بن شعبة، ويزيد بن أبي سفيان. وكان قد توصّل إلى أنّهم نهبوا الأموال، وكدّسوها بعد أن كانوا فقراء، مثل أبي هريرة، لمّا قال له عمر: علمت أنّي استعملتك على البحرين وأنت بلا نعلين، ثمّ بلغني أنّك ابتعت أفراساً بألف وستمئة دينار(٣) .

ومع ذلك لم يقم عليه الحكم الشّرعي، بل اكتفى بمقاسمتهم الأموال، وكان من الواجب أن يحاكمهم على هذا الاختلاس ويعزلهم، ولكنّه لم يفعل ذلك، والتاريخ يروي عكس هذا، ظلّ أمثال؛ أبي هريرة ومعاوية وابن العاص وغيرهم من الطلقاء، أمراء إلى آخر أعمارهم، ولعلّ هذا هو السّرّ؛ فعمر بن الخطّاب سواء أكان سطحيّاً في اختياراته أو ذكيّاً فيها، فإنّه كان قاصداً في الإبقاء عليهم في هذه الإجارات.

وذكر بن أبي الحديد في شرح النّهج: أنّه قيل لعمر: إنّك استعملت يزيد بن أبي سفيان، وسعد بن العاص، وفلانا وفلاناً من المؤلّفة قلوبهم من الطلقاء وأبناء الطلقاء، وتركت أن تستعمل عليّاً والعبّاس والزبير وطلحة؟! فقال: أمّا عليّ فأنبه من

____________________

(١) حصبهما: رماهما بالحصباء.

(٢) رأيي: إنّ الاُمويّين كانوا أذكياء ومخططين بارعين، لقد أدركوا مدى ضعف عمر بن الخطّاب لمّا لجأ على مودّتهم وتأليفهم دون الآخرين.

(٣) أقول: لعلّه ربح في (اللوطو) ما يكفيه غناء في حياته بعد الفقر والحاجة.

١٧٠

ذلك؛ وأمّا هؤلاء النّفر من قريش، فإنّي أخاف أن ينتشروا في البلاد فيكثروا فيها الفساد.

والواقع هو: أنّ عمر بن الخطّاب كان حريصاً على أن يراهم على مقربة منه، وحتّى لا يذيع أمرهم في الأصقاع الاُخرى، وإلا كيف يجعلهم ضمن السّتّة المرشّحين للخلافة بعده، أليس ممكن أن يؤدّي ذلك إلى فساد عريض؟!

لقد وفّق التيّار الاُموي في تحقيق جزء من مخططه الهدّام، ونجح في توقّعاته لمّا أثبت عثمان خليفة. وكان المغيرة بن شعبة قد قام خطيباً لمّا انصرف عثمان إلى بيت فاطمة بنت قيس، فقال: يا أبا محمّد، الحمد لله الذي وفّقك، ما كان لنا غير عثمان. وعليّ جالس(١) .

فملخّص القضية: إنّ عمر راح ضحية قشريته السياسيّة، إذ ركّز على عليّعليه‌السلام وشيعته، وأرخى اللجام للزمرة الاُمويّة ومكّن لها، فكان أن تطوّر نفوذهم، بحيث اقتضى أن يعزل عمر عن الخلافة لصالح مرشّحهم عثمان، وتدبير العملية كان بواسطة مجموعة عناصر مشبوهة، منهم المغيرة بن شعبة قاتل سعد بن عبادة، وهو بذلك اكتسب خبرة في التصفية الجسدية للسياسيين المعارضين، إذ يُعتبر أوّل منفّذ لعملية الاغتيال السّياسي تلك، وعمر بن الخطّاب قُتل بخنجر أبي لؤلؤة مولى المغيرة بن شعبة.

وملفّ المغيرة هذا فيه بعض الفواصل المشبوهة، بدأت وانتهت كالتالي:

١ - عزله عمر عن البصرة بعد أن شهد عليه بالزنا.

٢ - كان على علاقة وثيقة بالاُمويّين.

٣ - أبو لؤلؤة مولاه.

٤ - هو قاتل سعد بن عبادة، حسب بعض الرّوايات.

٥ - هو الذي أتى يتلصّص على المرشّحين بعد مقتل عمر، كما تقدم.

____________________

(١) أبو عليّ مسكويه، تجارب الاُمم ١ / ٢٨٨.

١٧١

٦ - هو صاحب الخطبة أعلاها.

٧ - تولّى الإمارة في زمن معاوية، وكان عميلاً له على الكوفة.

٨ - رجل زان بشهادة عمر، ومسرف يحبّ المال، فقد كان أوّل من رشى في الإسلام، ومن إسرافه أن تزوّج أكثر من ألف امرأة مع التطليق، حسب صاحب اُسد الغابة.

٩ - إنّه أحد دهاة العرب الأربعة.

ثمّ ماذا بعد؟

إنّ عبيد الله بن عمر راح ينتقم لأبيه، وقتل أبا لؤلؤة وقتل معه اُناساً براء، مثل جفينة - رجل نصراني - كان من أهل الحيرة وظهيراً لسعد بن مالك، ثمّ قتل الهرمزان، فضربه بالسّيف، وقال الهرمزان: لا إله إلاّ الله. ثمّ أخذه سعد بن أبي وقّاص وحبسه في بيته وأخذ سيفه، ثمّ أحضره عند عثمان(١) فاستشار عثمان من كان حوله، وقال: أشيروا عليّ في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق. فقال عليعليه‌السلام : «أرى أنْ تقتله». وقال عمرو بن العاص: إنّ الله قد أعفاك أن يكون هذا الحدث، ولك على المسلمين سلطان. فقال عثمان: أنا وليّه وقد جعلتها ديّة وأحتملها في مالي(٢) .

والملاحظ، إنّ عثمان كان في أجواء الحدث، ورأى أن يطوي هذا الملف، لاغياً كلّ الأحكام الإسلاميّة، وهو يعلم أنّ أقضى النّاس وأعلمهم بشرع الله عليّعليه‌السلام قد قضى بقتله. ولقد أراد الإمام عليّعليه‌السلام أن يقيم عليه الحد أثناء خلافته، ففرّ عبيد الله بن عمر إلى معاوية بالشّام، وذلك دليلاً على أنّ عثمان كان متجاوزاً لحكم شرعي خطر تجاه عبيد الله.

____________________

(١) التاريخ الكامل لابن الأثير ٢ / ٧٥.

(٢) ذكر اليعقوبي: إنّ عبيد الله قتل أبا لؤلؤة وابنته وامرأته. وروى بعضهم عنه أنّه قال: يغفر الله لحفصة؛ فإنّها شجّعت عبيد الله على قتلهم. وذكر: أنّ عثمان قال له: يا عدو الله، قتلت رجلاً مسلماً وصبية طفاة، وامرأة لا ذنب لها؟! قتلني الله إن لم أقتلك. فلمّا ولي ردّه إلى عمرو بن العاص.

١٧٢

وبذلك تتوضّح الرؤية أكثر من خلال حضور عمرو بن العاص كشفيع لعبيد الله، وإقناع عثمان بالعفو عنه، بعد أن تبيّن الحكم الحقيقي فيه في قضاء الإمام عليّعليه‌السلام .

فالتدبير لقتل عمر بن الخطّاب لم يكن بذلك البساطة التي رواها التاريخ المطرّز، وإنّما هي نتيجة لمخطط مدروس، يمكن رمقه من خلال التحوّلات التي جرت فيما بعد ذلك.

٢ - القمع الاجتماعي:

من العوامل التي سهّلت على التيّار الاُموي القيام بعملية الاغتيال هذه، هو العزلة الشّعوريّة التي كانت تفصله عن عامّة المجتمع، الذي كان يبحث عن المواقع التي تبعده عن عمر بن الخطّاب، ذلك أنّ ما قام بن عمر كان يختلف كثيراً كثيراً عمّا كان يقوم به النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والطبع العمري كان مرفوضاً من كلّ فئات المجتمع.

لقد كان المجتمع العربي ذا خصوصيات في الطبع والمزاج، وإنّ الطبيعة القاسية والغاضبة التي صنعتها إيّاه بيئة الصحراء، جعلته منه مجتمعاً عصبيّاً متمرّداً، ولهذا قال الله سبحانه لنبيّه مُحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله في القرآن:( وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ) (١) . وبهذا المنهاج سار النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في خطّ الدعوة والإرشاد، بيد أنّ عمر بن الخطّاب لم يسر كذلك، ولعلّ مرجع هذا لفراغه من الاستحقاق الذي يشدّ إليه الرعية، ولخلوّه من الخصائص التي تحمدها عليه العرب، فلجأ إلى القمع، كتعويض عن ذلك الاستحقاق المفقود، ولعلّ مردّه أيضاً إلى طبيعته التي جبل عليها، إذ أنّ صورته الجسدية تحتوي على كلّ سمات الغلظة والفضاضة.

في شخصية عمر علامات يمكن إرجاعها إلى عاملين أساسين، يمكننا من خلالها رسم الحالة النّفسية لعمر بن الخطّاب، بالشّكل الذي قد لا يتفق مع ما ذهب إليه العقّاد في عبقريته؟

الأوّل: العامل الجسدي.

الثاني: عامل العقدة النّفسيّة.

____________________

(١) سورة آل عمران / ١٥٩.

١٧٣

أوّلاً: المظهر الجسدي.

للصفات الجسدية دور في معرفة السلوك النّفسي للأشخاص، وعمر بن الخطّاب له ميزاته الجسدية التي تنسجم مع سلوكه الاجتماعي، لقد كان عمر طويلاً جسيماً، أصلع أشعر شديد الحمرة، كثير السّبلة في أطرافها صهوبة وفي عارضيه خفّة، وكان رجلاً أعسر أصلع آدم قد فرع النّاس كأنّه دابة، حسب يعقوب بن سفيان في تاريخه(١) . وكان إذا مشى تدانت عقباه، نضيف إلى ذلك، إلى أنّه كان جهوري الصوت، ومدمناً على الخمرة في الجاهلية وحتّى قُبيل التحريم. ويروى أنّه آخر من بقي متعلّقاً بها ويقول: اللّهمّ بيّن لنا بياناً شافياً في الخمر(٢) .

إنّ عمر بن الخطّاب قد دخل الإسلام بعاطفة تلقائية كما ورد في السّيرة، وهو وإن كان أصله كذلك، فإنّ الإسلام لا يؤاخذ من حسن إسلامه على ظروفه السّابقة:( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ اُخْرَى ) (٣) . غير أنّ رواسب التربية وعوالق الطفولة تستمرّ مع الأنساب حتّى الشّيخوخة، ويبقى محتفظاً بقسط كبير منها.

إنّ المظهر الجسدي الذي كان يتميّز به عمر، لم يكن بعكس النّفسيّة المتوازية، وخصوصاً فإنّ الإنسان الأعسر هو في حدّ ذاته إنسان مضطرب وعصبي، ولذا كم حاول العقّاد أنْ يتحايل لصنع صورة خيالية عن عمر في العبقرية، ولكنه - رحمه الله - لم يكن سوى مغالط؛ إذ أنّ الشّكل الفيزيائي لعمر لم يكن شكل العباقرة في كلّ مدارس السّلوك والأشخاص، من سرّ الأسرار لأرسطو طالس إلى آخر مدارس السّلوك في أوربا، ورغم أنّ الخمر كان من عادة العرب، إلاّ أنّ التواريخ والسّير تثبت، إنّ من بين العرب من كان يتورّع عنها، ويؤكّد التاريخ أيضاً، إنّ عمر بن الخطّاب كان من المدمنين الكبار، وإنّه لم ينقطع عن الخمر إلاّ بعد أن حرمت تحريماً شديداً، وبعد أن أعيي الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بالسّؤال الشّافي.

____________________

(١) الإصابة في تميّز الصحابة لابن حجر العسقلاني ٢ / ٥١٨، دار صادر.

(٢) ابن كثير التغير.

(٣) سورة الأنعام / ١٦٤.

١٧٤

ويعرف المدمن على المسكرات عادة بعدم القدرة على السّيطرة على نزواته وأعصابه. فهو معروف بفجاجة الشّخصية؛ خصوصاً إذ انقطع عن تناول الخمر الذي أمسى من ضرورياته الجسدية. وعادة ما كان العربي يندفع إلى الادمان بأحد السّببين، إمّا أن يلتمس من خلاله النّشوة والطرب...، وذلك كان من دأب سادات العرب وكبراءها، وإمّا بدافع الانسحاق؛ طلباً للهروب والتعويض بالخيال.

هذه العوامل اجتمعت كاملة لتصنع من عمر بن الخطّاب الرّجل المُهاب، الذي يخشى من قسوته وخشونته.

ثانياً: عامل العقدة.

لكي نتمكّن من الحفر النّفسي في شخصيّة عمر بن الخطّاب، يجب أن ندرك بعض المسائل الضرورية، وهي: إنّ عمر إنسان، وهو بذلك يكسب الطبيعة المشتركة مع باقي البشر، ضمن النّماذج الطبيعية التي يتقاسمها البشر. وكونه إنساناً معناه: أنّه خاضع للمؤثّرات البيئية والتربوية، وبالتالي تجرى عليه سنن الحياة ومحدّداتها النّفسية والاجتماعيّة. وعمر بن الخطّاب الذي قضى أغلبية عمره في أحطّ بيئة جاهلية، لا يمكننا تصوّر تحرّره الكامل من رواسبها، خصوصاً أنّه حافظ على مجموعة من هذه السّمات في ظلّ إسلامه، والتي منها؛ حدّة الطبع والفضاضة وعدم احترام كرام القوم.

ما يقوم به عمر في فترة خلافته من ضرب النّاس دون مبرّرات وقمعهم دون هوادة؛ ليس إلاّ حالة من التعويض النّفسي، يحاول من خلالها الدفاع عن حالة نفسيّة كامنة تعتريه، وهي دون شكّ جعلته يتطلّع بذلك الشّكل العنيف إلى الخلافة حتّى وهو يعلم أنّها ليست حقّاً له، وحالة من التعويض النّفسي لصغار يجده في نفسه منذ زمان، هذا الصغار الذي كوّن عنده مركّباً للنقص، يوجّه سلوكه باستمرار، وهو لا يجد توازنه النّفسي إلاّ بالانتقام من الآخرين أو زجرهم بالعنف حتّى لا يظهروا عليه، ولذلك نجده يبدأ دائماً بقمع النّاس وإذلالهم، حتّى إذا ذلّوا نجده يرجع ويقوم بعملية معاكسة - بعد تحقيق رغبة الانتقام -، وبروز عقدة الأثمية، لذا يبرّر من خلالها

١٧٥

تواضعه، وما كان عمر بن الخطّاب يبدأ في معاملاته بالتواضع؛ وذلك لأنّه وقع بين مجموعة قوى نفسيّة تتجاذب طبعه باستمرار. عمر بن الخطّاب لم يكن رجلاً مذكوراً عند العرب، ولم يكن له وزن قبلي يثبته، ولا سند له من الأنساب يسنده، لذلك كان يحاول الانتقام من خلال الخلافة، ليس من أجل كسب ما ضاع منه، وإنّما من أجل الانتقام من الأمراء وأصحاب الرّفعة والشّرف.

وكان هذا من بين الأسباب التي جعلت المجموعة الاُمويّة تنقم عليه، فلمّا علم أنّ عمرو بن العاص - أحد عمّاله على مصر - قد جمع في حوزته مالاً كثيراً، بعث إليه بمحمّد بن مسلمة؛ ليأخذ قسماً من أمواله، فلمّا رأى عمرو بن العاص ذلك منه، قال: لعن الله زماناً صرت فيه عاملاً لعمر، والله، لقد رأيت عمر وأباه على كلّ واحد منهما عبائة قطوانية لا تجاوز مأبض ركبتيه، وعلى عنقه حزمة حطب، والعاص بن وائل في مزرّرات الديباج(١) .

كما أنّ سعد بن عبادة لمّا حدثت له المناوشة مع عمر بن الخطّاب في السّقيفة، نال منه واستحضر ماضيه وذكّره بأصله، لألحقنّك بقوم كنت فيهم تابعاً غير متبوع. وإذا ما استنطقنا الأنساب الذي يعتبر أرقى فنّ أهتمّ به العرب، سنجد عمر بن الخطّاب محدود النّسب وضيعاً، مما ترك في نفسه عقدة لا يدركها إلاّ مَن أدرك مقدار وقيمة النّسب في جزيرة العرب.

يروي محمّد بن السّائب الكلبي النّسّابة، وأبو مخنف لوط بن يحيي الأزدي النّسّابة في كتاب الصلابة في معرفة الصحابة، وكتاب التنقيح في النّسب الصريح، بإسنادهم إلى ابن سيابة عبد الله، في نسب عمر بن الخطّاب، قال(٢) :

____________________

(١) ابن أبي الحديد في الشّرح / ١٧٥.

(٢) الكشكول، الشّيخ يوسف البراني ٣ / ٢١٢ - ٢١٣، دار مكتبة الهلال، بيروت.

١٧٦

كان عمر بن الخطّاب متولّداً من نجيبين متضادّين نفيل وهو من نجباء الحبشة. ثمّ قال ذاكراً نسبه إليهما بعد أن قال: إنّ نكاح الشّبهة من أبواب الحلال وإنّ المتولد منه ومن الزنا يكون أنجب من الولد للفراش - إلى أن قال: - ثمّ قال: وأمّا تفصيل نسبه وبيانه وهو إنّ نفيل كان عبداً لكلب بن لؤي بن غالب القرشي، فمات عنه ثمّ وليه عبد المُطّلب، وكانت صهاك قد بُعثت لعبد المُطّلب من الحبشة، فكان نفيل يرعى جمال عبد المُطّلب وصهاك ترعى غنمه، وكان يفرّق بينهما في المرعى، فاتفق يوماً اجتماعهما في مراح واحد، فهواها وعشقها نفيل، وكان قد ألبسها عبد المُطّلب سروالاً من الأديم، وجعل عليه قفلاً وجعل مفتاحه معه لمنزلتها منه، فلمّا راودها، قالت: ما لي إلى ما تقول سبيل وقد ألبست هذا الأديم ووضع عليه قفل. فقال: أنا أحتال عليه. فأخذ سمناً من مخيض الغنم ودهن به الأديم وما حوله من بدنها حتّى استلّه إلى فخذيها وواقعها، فحملت منه بالخطّاب، فلمّا ولدته، ألقته على بعض المزابل بالليل خيفة من عبد المُطّلب، فالتقطت الخطّاب امرأة يهودية جنازة وربّته، فلمّا كبر كان يقطع الحطب، فسمّي الخطب لذلك بالحاء المهملة فصحّف بالمعجمة.

وكانت صهاك ترتاده في الخفية، فرآها ذات يوم وقد تطأطأت عجيزتها ولم يدر مَن هي، فوقع عليها فحملت منه بحنتمة، فلمّا وضعتها ألقتها على مزابل مكّة خارجها، فالتقطها هشام بن المغيرة بن وليد وربّاها فنُسبت إليه، فلمّا كبرت وكان الخطّاب يتردد على هشام، فرأى حنتمة فأعجبته، فخطبها إلى هشام فزوّجه إيّاها فولدت عمر، وكان الخطّاب والد عمر؛ لأنّه أولد حنتمة إيّاه ثمّ تزوجها وحده؛ لأنّه سافح صهاك قبل فأولدها حنتمة والخطّاب من اُمّ واحدة وهي صهاك. هذا ملخّص كلام الكلبي.

وبقيت حنتمة مجهولة النّسب، إذ اختلف في أمرها نسابة العرب، فمنهم من حاول أن ينسبها إلى هشام بن مغيرة على أساس إنّها ابنته، بينما هي متبنّات، واختلفوا فيها إذا كانت هي بنت هاشم بن مغيرة اُمّ هشام بن مغيرة، ولو كان كما قالوا، لما امتعض العرب من خلافته، ولاحترم مقاماتهم كما هو منهج النّبوة(١) .

كان وضع عمر في طفولته ينوء بالبؤس والمعاناة، فهو

____________________

(١) اُسد الغابة. أقول والكلبي هو واحد من النّسّابين الكبار، حيث لا يرقى إليه من انتحلها من المؤرّخين والمحدّثين، وهو من أقواهم فيما لو راجعنا بن خليكان في وفيات الأعيان.

١٧٧

الصغير الذي وجد نفسه مقطوع النّسب لا يجد ما يفاخر به أبناء جيله، والنّسب عند العرب يشكّل عقدة للكبار فكيف بالصغار.

والواقع هو أنّ الحالة النّفسية عند عمر تشكّلت ضمن هذه العوامل الاجتماعيّة، ممّا كوّن عنده عقدة النّقص، وما تولّد عنها من روح عدوانيّة ونزعة تعويضية هازلة. هكذا، وخلافاً لما وصفه به العقّاد وغيره، يمكننا اكتشاف الأسباب التي جعلت عمر بن الخطّاب يكون على ذلك الطبع من الفظاظة والحدّة، فلم ينجح أحد من درّته أصلاً، وأوّل ما ضرب عمر بدرّته اُمّ فروة بنت أبي قحافة، لمّا توفّي أبو بكر وبكت على أخيها ومعها مجموعة نساء، فأخرج عمر درّته وعلا بها اُمّ فروة فهربت الأخريات. وقيل: درّة عمر أهيب من سيف الحجاج(١) .

يقول ابن أبي الحديد المعتزلي: وكان في أخلاق عمر وألفاظه جفاء وعنجهية ظاهرة، ويروى: أنّ عمر هو الذي أغلظ على جبلة بن الأيهم، حتّى اضطرّه إلى مفارقة دار الهجرة وارتدّ إلى نصرانيته؛ وذلك بسبب لطمة لطمها. ويروى: أنّه قال بعد أن ندم على ارتداده:

تنصّرتْ الأشرافُ من أجلِ لطمةٍ

وما كانَ فيها لو صبرتَ لها ضررُ

فـيا لـيتَ اُمّي لمْ تلدني وليتَني

رجعتُ إلى القولِ الذي قاله عُمَرُ

هذه الفظاظة والعنجهيّة والقمع الاجتماعي الذي ميّز خلافة عمر، أثار عليه جبهتين:

الأولى: قوم شرفاء ساءهم أن يكون عمر أميراً عليهم، مسفّهاً لهم لا يوقر كبيراً ولا صغيراً(٢) .

____________________

(١) ابن أبي الحديد، شرح النّهج.

(٢) يروى أنّه رأى شيخاً يسير الهوينا، فقال: مَن هذا؟ قالوا: رجل متنسّك. فضربه بالدرّة قائلاً: لا تمت علينا ديننا أماتك الله. هل ضرب هكذا رجل ظلماً حقّاً في نظر منهج النّبوة؟

١٧٨

الثانية: قوم أرادوا تجميع الأموال ك: ابن العاص، وأبي هريرة، والمغيرة بن شعبة، ومعاوية، و...، فساءهم استفزاز عمر لهم وإن كان محتفظاً بإمارتهم.

٣ - الشّذوذ الفقهي.

يؤخذ على عمر بن الخطّاب أنّه - خلافاً لما يدّعي مؤرّخوا البلاط - رجل عديم الملكة الفقهية، وليس هذا فحسب، بل متجرّئ على الفتوى، فكان يأتي بالنّوادر، متجاوزاً كلّ النّصوص.

يقول ابن أبي الحديد: وكان عمر يفتي كثيراً بالحكم ثمّ ينقضه، ويفتي بضدّه وخلافه، قضى في الجدّ مع الإخوة قضايا كثيرة مختلفة، ثمّ خاف من الحكم في هذه المسألة، فقال: مَن أراد أن يتقحّم جراثيم جهنّم، فليقل في الجدّ رأيه(١) . واعترف غير مرّة بقصوره الفقهي أمام جمهور المسلمين، وشاع عنه قوله: كلّ النّاس أفقه من عمر.

وفي إحدى المناسبات قال: لا يبلغني أن امرأة تجاوز صداقها صداق نساء النّبي إلاّ ارتجعت ذلك منها. فقالت له امرأة: ما جعل الله ذلك، أنّه تعالى قال:( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنّ قِنطَاراً فَلاَ تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً ) (٢) . فقال عمر: كلّ النّاس أفقه من عمر حتّى ربّات الحجال.

ويمكننا تلخيص بعض ما ورد عن شذوذه الفقهي الذي رفضه الصحابة، ورأوه مخالفة للقرآن وسنّة النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ما يلي:

١ - حكم عمر بالقضاء على مجنونة قد زنت. (الحاكم والبيهقي وأبو داود).

٢ - حكم عمر على المضطرّة بالحد. (البيهقي، ابن الجوزيّة).

٣ - حكم عمر بحرمة المتعتين - الحج والزّواج -. (الصحاح).

٤ - حكم عمر بإلغاء حيّ على خير العمل في الأذان بعد أن كانت مشروعة في عهد الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

____________________

(١) شرح النّهج ٣ / ١٨١.

(٢) سورة النّساء / ٢٠.

١٧٩

٥ - عمر يزيد في الآذان: الصّلاة خير من النّوم.

لقد كان عمر مندفعاً إلى العمل بالرّأي حتّى في زمن الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكثيراً ما أثار متاعب للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولقد خالف الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في كثير من المواطن، فكيف به إذا استتبّ له الأمر ولم يجد له سلطاناً رادعاً؟! وهكذا كانت سيرة عمر، وتلك هي بعض ما أخذ عليه.

أمّا قمّة الرّزيّة، فهي عندما قُتل ولُعب مرّة اُخرى بالخلافة ومنعها عن الإمام عليّعليه‌السلام .

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

____________________

=

النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٢٦ باب ما جاء في إخباره بخروجهم وسيماهم والمخدج، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٣ باب قتال الخوارج من كتاب السنّة: ح ٤٧٦٤، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٦ ح ٩١٠، سنن سعيد بن منصور: ٢ / ٣٢٢: ٢٩٠٣.

عطاء بن يسار: المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٩: ٣٧٩٠٧ في أواخر الكتاب، صحيح البخاري: (٦٩٣١)، صحيح مسلم، ح ١٤٧ من كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج، شرح السنّة للبغوي: ١٠ / ٢٢٦: ٢٥٥٣، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤٢ ح ٩٣٥.

أبو عثمان النهدي: السنّة لابن أحمد: ص ٢٧٧ ح ١٤٣٨.

الفرزدق: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٧ ح ٩٢٦.

قتادة: السنّة للمروزي: ٢٠: ٥٢، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٣: ٤٧٦٥ باب في قتال الخوارج، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٨ (كتاب قتال أهل البغي) وقال: لم يسمع هذا الحديث قتادة من أبي سعيد إنّما سمعه من أبي المتوكّل الناجي عن أبي سعيد، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٧١ كتاب قتال أهل البغي.

أبو المتوكّل عليّ الناجي: مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٨ كتاب قتال أهل البغي.

محمّد بن عليّ بن الحسين أبو جعفر الباقر: تاريخ الطبري: ٣ / ٩٢ حوادث سنة ٨.

معبد بن سيرين: صحيح البخاري: ٩ / ١٩٨ باب قراءة الفاجر والمنافق في آخر الصحيح، مسند أحمد: ١٨ / ١٥٨: ١١٦١٤، السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٨٥ ح ١٤٧٨ في آخر الكتاب، شرح السنّة للبغوي: ١٠ / ٢٣٤: ٢٥٥٨ عن البخاري، مسند أبي يعلى: ٢ / ٤٠٩: ١١٩٣، سنن سعيد بن منصور: ٢ / ٣٢٤: ٢٩٠٤.

أبو نضرة العبدي: تقدّم برقم: ١٧٣.

أبو هارون العبدي: المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥١.

أبو الوداك: تاريخ بغداد: ٥ / ١٢٢ ترجمة أحمد بن محمّد بن يوسف بن شاهين، مسند أبي يعلى: ٢ / ٢٨٨: ١٠٠٨.

٢٤١

١٧٧ - قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع عن [ عبد الله ] بن وهب [ بن مسلم ] قال: أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن عبيد الله بن أبي رافع:

أنّ الحرورية لمّا خرجت مع عليّ بن أبي طالب فقالوا: لا حكم إلاّ لله، قال عليّ:كلمة حقّ أُريد بها باطل، إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)وصف لي ناساً، إنّي لأعرف صفتهم في هؤلاء الّذين يقولون الحقّ بألسنتهم لا يجوز هذا منهم - وأشار إلى حلقه -من أبغض خلق الله إليه، منهم أسود إحدى يديه طُبْيُ شاة أو حلمة ثدي .

فلمّا قاتلهم عليّ قال:انظروا. فنظروا فلم يجدوا شيئاً فقال:ارجعوا والله ما كذبت ولا كذبت - مرّتين أو ثلاثاً -. ثمّ وجدوه في خربة فأتوا به حتّى وضعوه بين يديه. قال عبيد الله: أنا حاضر ذلك من أمرهم وقول عليّ فيهم.

____________________

يزيد بن صهيب الفقير: مسند أحمد: ٣ / ٥٢ ط ١، التاريخ الكبير للبخاري: ٨ / ٣٤٢ ترجمة يزيد الفقير برقم ٣٢٥١.

وللحديث شواهد منها الأحاديث التالية.

١٧٧ - ورواه إبراهيم بن منذر الحزامي عن ابن وهب: فرائد السمطين: ح ٢٢٦ باب ٥٣.

ورواه أحمد بن صالح عن ابن وهب: الشريعة للآجري: ص ٣١ باب ذكر قتل عليّ (رضي الله عنه) للخوارج.

ورواه أحمد بن عمرو بن السرح أبو الطاهر عن ابن وهب: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٩ باب ٤٨ التحريض على قتل الخوارج من كتاب الزكاة، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٧١ كتاب (قتال أهل البغي)، وعنه الجويني في فرائد السمطين: باب ٥٣.

ورواه اصبغ بن الفرج عن ابن وهب: المعرفة والتاريخ للفسوي: ٣ / ٣٩١، وعنه الخطيب في تاريخ بغداد: ١٠ / ٣٠٥ ترجمة عبيد الله بن أبي رافع، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٨ ح ٩٢٨.

٢٤٢

١٧٨ - أخبرنا محمّد بن معاوية بن يزيد قال: حدثنا عليّ بن هاشم [ بن البريد ]، عن الأعمش، عن خيثمة [ بن عبد الرحمان ]، عن سويد بن غفلة قال:

سمعت عليّاً يقول:إذا حدّثتكم عن نفسي فإنّ الحرب خدعة، وإذا حدّثتكم عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) فلأن أخرّ من السماء أحبّ إليّ من أن أكذب على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) ،سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) يقول:

(يخرج قوم أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البريّة، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإن أدركتهم فاقتلهم، فإنّ في قتلهم أجراً لمَن قتلهم يوم القيامة) .

____________________

ورواه حرملة بن يحيى عن ابن وهب، صحيح ابن حبّان: ١٥ / ٣٨٧: ٦٩٣٩.

ورواه يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٩ باب ٤٨ التحريض على قتل الخوارج من كتاب الزكاة.

ورواه ابن لهيعة عن بكير: الشريعة للآجري: ص ٣١ باب ذكر قتل عليّ الخوارج.

ورواه المتّقي في كنز العمّال: ١١ / ٢٩٥: ٣١٥٥٦ عن مصادر منها ابن جرير وأبي عوانة.

١٧٨ - ورواه إبراهيم بن حميد عن الأعمش: السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٧١ رقم ١٤١٦.

ورواه جرير عن الأعمش: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٧ باب التحريض على قتل الخوارج من كتاب الزكاة، تهذيب الآثار للطبري: ص ١٢٠ ح ١٨٩ من مسند عليّ (عليه السلام).

ورواه حفص بن غياث عن الأعمش: صحيح البخاري: ٩: ٢١ باب قتل الخوارج من كتاب استتابة المرتدّين.

ورواه زهير بن معاوية عن الأعمش: شرح السنّة للبغوي: ١٠ / ٢٢٧: ٢٥٥٤، والجعديات: ٢٦٨٩.

ورواه سفيان الثوري عن الأعمش: صحيح ابن حبّان: ١٥ / ١٣٦: ٦٧٣٩، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٨٧، صحيح البخاري: ٦ / ٢٤٣ باب من رايا بقراءة القران في آخر كتاب التفسير، صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٧ باب التحريض على قتل الخوارج، سنن أبي داود:

=

٢٤٣

____________________

=

٤ / ٢٤٤: ٤٧٦٧ باب قتال الخوارج من كتاب السنّة، سنن النسائي: ٧ / ١١٩ باب مَن شهر سيفه من كتاب تحريم الدم، المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥٧: ١٨٦٧٧ باب ما جاء في الحرورية، مسند أحمد: ٢ / ٣٢٩: ١٠٨٦، السنّة لابن أحمد: ٢٧٢: ١٤١٩.

ورواه سليمان التيمي عن الأعمش: المعجم الصغير للطبراني: ٢ / ١٠٠ ح ١٠٤٩.

ورواه شريك عن الأعمش: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٠: ١٤١٣.

ورواه محمّد بن عبيد الطنافسي عن الأعمش: السنن الكبرى للبيهقي: ٧ / ١٧٠ كتاب قتال أهل البغي باب ما جاء في قتالهم والخوارج.

ورواه محمّد بن فضيل عن الأعمش: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٠ ح ٨٠٤ ط ١.

ورواه أبو معاوية محمّد بن خازم عن الأعمش: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٧ ح ٣ من باب التحريض على قتل الخوارج من كتاب الزكاة، مسند أحمد: ٢ / ٥٣: ٦١٦ و ٩١٢ مكرّراً وفي الفضائل: ح ٣٢٠، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٢٥: ٢٦١ ح ١ من مسند عليّ، مسند البزّار: ح ٥٦٨، سنن البيهقي: ٨ / ١٧٠ كتاب قتال أهل البغي، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٠ باب ما جاء بخروجهم وسيماهم والمخدج، السنّة لعبد الله بن أحمد عن أبيه وأبي خيثمة عن أبي معاوية: ص ٢٧١ برقم ١٤١٤، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٩ ح ٩١٤.

ورواه وكيع عن الأعمش: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٦: ١٠٦٦ باب ٤٨ (التحريض على قتل الخوارج) من كتاب الزكاة: ح ١، مسند أحمد: ٢ / ٣٢٩: ١٠٨٦، المصنّف لابن أبي شيبة: ١٢ / ٥٣٠، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٧٣: ٣٢٤، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٢: ١٤١٩ عن أبيه وص ٢٧١ برقم ١٤١٥ عن ابن نمير كلاهما عن وكيع.

ورواه يحيى بن عيسى عن الأعمش: تهذيب الآثار للطبري: ١٢٠.

ورواه يعلى بن عبيد عن الأعمش: مناقب ابن المغازلي: ٥٧: ٨١، السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٧١ رقم ١٤١٥.

ورواه أبو حصين عثمان بن عاصم عن سويد بصدره: تهذيب الآثار: مسند عليّ: ١١٩:

=

٢٤٤

ذكر الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث:

١٧٩ - أخبرنا أحمد بن سليمان [ الرهاوي ] والقاسم بن زكريّا قالا: حدثنا عبيد الله [ بن موسى ]، عن إسرائيل [ بن يونس ]، عن [ جدّه ] أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة، عن عليّ قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم):

(يخرج قوم من آخر الزمان يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قتالهم حقّ على كلّ مسلم) .

خالفه يوسف بن أبي إسحاق فأدخل بين أبي إسحاق وبين سويد بن غفلة عبد الرحمان بن ثروان [ أبي قيس ]:

____________________

=

١١٨.

ورواه شمر بن عطية عن سويد: مسند الطيالسي: ٢٤: ١٦٨.

ورواه أبو قيس الأزدي عن سويد: كشف الأستار: ٢ / ٣٦٣: ١٨٥٨، وفي مسند البزّار: ٥٦٦.

ورواه أبو جحيفة عن عليّ: تهذيب الآثار: ١٢٠: ١٩١ بصدره.

ولقوله: (الحرب خدعة) مرفوعاً إلى رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) شواهد من طريق: جابر وعائشة وزيد بن ثابت وكعب بن مالك وابن عبّاس وأبي الطفيل والنوّاس وشهر وأبي هريرة وأنس ونعيم بن مسعود وابن عمر وأُمّ كلثوم بنت عقبة، ذكر ذلك كلّه الطبري في تهذيب الآثار: مسند عليّ (عليه السلام): ح ١٩٣ إلى ٢٢١.

١٧٩ - ورواه يحيى بن آدم عن إسرائيل: مسند أحمد: ٢ / ٤٥٣: ١٣٤٦ والسنّة: ٢٧٢: ١٤٨ في أواخر الكتاب وفي ص ٢٦٨ برقم ١٤٠٦ مكرّراً.

ورواه البزّار في مسنده: ح ٥٦٧ من طريق إسرائيل؛ فلاحظ.

ورواه حديج عن أبي إسحاق: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٧ ح ٩١١.

ولاحظ الحديث المتقدّم والتالي.

٢٤٥

١٨٠ - أخبرني زكريّا بن يحيى قال: حدثنا [ أبو كريب ] محمّد بن العلاء قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف [ بن إسحاق بن أبي إسحاق ]، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي قيس الأودي، عن سويد بن غفلة، عن عليّ، عن النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) قال:

(يخرج في آخر الزمان قوم يقرءون القرآن لا يجاوز (١) تراقيهم، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية، قتالهم حقّ على كل مسلم، سيماهم [ التحليق ] (٢) ) .

١٨١ - أخبرنا أحمد بن بكار الحراني قال: حدثنا مخلد [ بن يزيد ] قال: حدثنا إسرائيل [ بن يونس ]، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن طارق بن زياد قال:

خرجنا مع عليّ إلى الخوارج فقتلهم، ثمّ قال:انظروا فإنّ نبي الله (صلّى الله عليه وسلّم)قال: (إنّه سيخرج قوم يتكلّمون بالحقّ لا يجاوز حلوقهم، يخرجون من الحقّ كما يخرج السهم من الرمية، سيماهم أنّ فيهم رجلاً أسود مخدج اليد، في يده شعرات سود). إن كان هو فقد قتلتم شرّ النّاس، وإن لم يكن هو فقد قتلتم خير النّاس . فبكينا ثمّ قال:اطلبوا. فطلبنا فوجدنا المخدج فخررنا سجوداً، وخرّ عليّ معنا ساجداً غير أنّه قال: يتكلّمون بكلمة الحقّ.

____________________

١٨٠ - ورواه عبد الله بن أحمد عن أبي كريب: السنّة: ٢٧٢: ١٤١٧.

ورواه محمّد بن أحمد بن هلال عن أبي كريب: الكامل لابن عدي: ١ / ٢٣٧ ترجمة إبراهيم بن يوسف.

ورواه البزّار أيضاً عن أبي كريب: كشف الأستار: ٢ / ٣٦٣: ١٨٥٨.

(١) في بعض النسخ: (لا يجاز).

(٢) من طبعة مصر وحدها، ولم ترد لفظة (سيماهم) في نسخة طهران.

١٨١ - ورواه عثمان بن عمر عن إسماعيل: مسند البزّار: ٨٩٧.

ورواه أبو نعيم الفضل بن دكين عن إسرائيل: فضائل أحمد: ح ٣٤٦، المسند: ٢ / ٤١٠: ١٢٥٥.

٢٤٦

١٨٢ - أخبرنا الحسن بن مدرك قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة قال: أخبرنا أبو بلج يحيى بن سليم بن بلج قال: أخبرني أبي سليم بن بلج:

أنّه كان مع علي في النهروان قال: كنت قبل ذلك أصارع رجلاً على يده شيء فقلت: ما شأن يدك؟ قال: أكلها بعير. فلمّا كان يوم النهروان وقتل عليّ الحروريّة، فجزع عليّ من قتلهم حين لم يجد ذا الثدي فطاف حتّى وجده في ساقية فقال: صدق الله وبلّغ رسوله وقال: في منكبه ثلاث شعرات مثل حملة الثدي.

____________________

ورواه وكيع عن إسرائيل باختصار: السنّة لابن أحمد: ٢٨٠: ١٤٤٩.

ورواه الوليد بن القاسم عن إسرائيل: مسند أحمد: ٢ / ٢٠٩: ٨٤٨ والسنّة: ص ٢٧٤ ح ١٤٢٥.

ورواه يحيى بن آدم عن إسرائيل: أنساب الأشراف: ح ٤٦٧ من ترجمة أمير المؤمنين.

١٨٢ - لم أجده في مصدر آخر من هذا الطريق، وقد رواه النسائي أيضاً في مسند عليّ (عليه السلام) كما في ترجمة سليم بن بلج من تهذيب الكمال.

٢٤٧

ثواب مَن قاتلهم

١٨٣ - أخبرنا عليّ بن المنذر قال: أخبرنا [ محمّد ] بن فضيل قال: حدثنا عاصم بن كليب [ بن شهاب ] الجرمي، عن أبيه قال:

كنت عند عليّ جالساً إذ دخل رجل عليه ثياب السفر، قال: وعليّ يكلّم النّاس ويكلّمونه، فقال: يا أمير المؤمنين أتأذن أن أتكلّم؟ فلم يلتفت إليه وشغله ما هو فيه، فجلست إلى الرجل فسألته: ما خبرك؟ قال: كنت معتمراً فلقيت عائشة فقالت لي: هؤلاء القوم الّذين خرجوا في أرضكم يسمون حرورية؟ قلت: خرجوا في موضع يسمّى حروراء فسمّوا بذلك. فقالت: طوبى لمَن شهد

____________________

١٨٣ - ورواه أبو بكر بن أبي شيبة عن ابن فضيل: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٦٣: ٤٧٢، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٠: ١٤١١، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٨ ح ٩١٣.

ورواه عليّ بن حكيم عن ابن فضيل: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٢٥ ح ٧٩٨.

ورواه أبو هشام الرفاعي عن ابن فضيل: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٧٥: ٤٨٢، وأشار في حديث ٤٧٢ إلى روايته أيضاً.

ورواه سعيد بن مسلمة عن عاصم: مسند البزّار: ح ٨٧٣، وكشف الأستار: ٢ / ٣٦٣: ١٨٥٦.

ورواه عبد الله بن إدريس عن عاصم: مسند أحمد: ٢ / ٤٧٠: ١٣٧٩، والسنّة: ٢٦٩: ١٤١٠، وكلاهما من رواية عبد الله بن أحمد.

ورواه عبد الواحد بن زياد عن عاصم: مسند البزّار: ح ٨٧٢، وكشف الأستار: ٢ / ٣٦٢: ١٨٥٥.

ورواه قاسم بن مالك عن عاصم: مسند أحمد: ٢ / ٤٧٠: ١٣٧٨، والفضائل: ٣٤٥، والسنّة: ٢٧٠: ١٤١٢، وجميعها من رواية عبد الله بن أحمد.

وله شاهد من حديث مسروق عن عائشة: دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٤ باب ما جاء في إخباره بخروجهم، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٦١ ح ٨٣٩ ط ١، كشف الأستار: ٢ / ٣٦٣.

ومن حديث أبي سعيد الرقاشي عن عائشة: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٥٨٥ ح ١٣٢٧.

٢٤٨

هلكتهم، لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم، قال: فجئت أسأله عن خبرهم. فلمّا فرغ عليّ قال:أين المستأذن؟ فقصّ عليه كما قصّ علينا. قال [ علي ]:

إنّي دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم) وليس عنده أحد غير عائشة أُمّ المؤمنين فقال لي: (كيف أنت يا عليّ وقوم كذا وكذا)؟ قلت: الله ورسوله أعلم. وقال ثمّ أشار بيده فقال: (قوم يخرجون من المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فيهم رجل مخدج كأنّ يده ثدي). أُنشدكم بالله أخبرتكم بهم؟ قالوا: نعم. قال: أُناشدكم بالله أخبرتكم أنّه فيهم؟ قالوا: نعم. قال: فأتيتموني فأخبرتموني أنّه ليس فيهم فحلفت لكم بالله أنّه فيهم فأتيتموني به تجرونه(١) كما نعتّ لكم؟ قالوا: نعم. قال: صدق الله ورسوله.

١٨٤ - أخبرنا محمّد بن العلاء(٢) قال: حدثنا أبو معاوية [ محمّد بن خازم ]، عن الأعمش، عن زيد - وهو ابن وهب - عن عليّ بن أبي طالب قال:

لمّا كان يوم النهروان (٣) لقى الخوارج فلم يبرحوا حتّى شجروا بالرماح فقتلوا جميعاً ، قال علي:اطلبوا ذا الثدية .فطلبوه [ فلم يجدوه، فقال علي:ما كذبت ولا

____________________

(١) في ج، ط: (تسحبونه)، وهكذا في طبعة مصر.

١٨٤ - ورواه أحمد عن أبي معاوية: السنّة: ٢٧٣: ١٤٢٣.

ورواه ابن أبي شيبة عن أبي معاوية: المصنّف: ٧ / ٥٥٨: ٣٧٩٠٢ في أواخر الكتاب.

ولاحظ مسند البزّار: ح ٥٧٩، ولاحظ الحديثين الاتيين وما بهامشهما من تعليق.

(٢) هو أبو كريب الكوفي، وكان في الأصل وطبعة الكويت: (محمّد بن عبد الأعلى)، والمثبت من طبعة بيروت ومصر ويؤيّدهما ما في تهذيب الكمال في ترجمة محمّد بن العلاء وأبي معاوية ومحمّد بن عبد الأعلى.

(٣) في ج: (النهر).

٢٤٩

كذبت، اطلبوه . فطلبوه ](١) فوجدوه في وهدة من الأرض عليه ناس من القتلى، فإذا رجل على يده مثل سبلات السنور، فكبّر عليّ والنّاس، وأعجبهم ذلك.

١٨٥ - أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال: حدثنا الفضل بن دكين، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن زيد بن وهب قال:

خطبنا عليّ بقنطرة الديزجان فقال: إنّه قد ذكر لي خارجة تخرج من قبل المشرق وفيهم ذو الثدية، فقاتلهم، فقالت الحرورية بعضهم لبعض: لا تكلّموه فيردكم كما ردّكم يوم حروراء، فشجر بعضهم بعضاً بالرماح فقال رجل من أصحاب عليّ: اقطعوا العوالي. - والعوالي: الرماح - فداروا واستداروا، وقتل من أصحاب عليّ اثني عشر رجلاً أو ثلاثة عشرة رجلاً(٢) ، فقال علي: التمسوا المخدج. وذلك في يومٍ شات، فقالوا: ما نقدر عليه. فركب عليّ بغلة النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) الشهباء فأتى وهدة من الأرض فقال: التمسوه في هؤلاء. فأخرج فقال: ما كذبت ولا كُذّبت. فقال: اعملوا ولا تتكلوا، لولا أنّي أخاف أن تتكلوا لأخبرتكم بما قضى الله لكم

____________________

(١) من طبعة مصر وبيروت و(ج) والمصنّف والسنّة.

١٨٥ - ورواه... عن الفضل بن دكين: مسند البزّار.

ورواه يحيى بن آدم عن موسى بن قيس: المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٥ ح ٣٧٨٨٧ في أواخر الكتاب.

ورواه الأعمش عن سلمة: كما في الحديث المتقدّم.

ورواه عبد الملك بن أبي سليمان عن سلمة بن كهيل: كما في الحديث التالي.

(٢) كذا في هذه الرواية وهي شاذّة، وفي التالية: (وما أصيب من النّاس يومئذ إلاّ رجلان)، وفي روايات أُخر: أخبر فيها أمير المؤمنين أصحابه مسبقاً بعدد القتلى فقال: (لا يفلت منهم عشرة ولا يقتل منكم عشرة) فكان كما قال.

٢٥٠

على لسانه - يعني النبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) - ولقد شهدنا ناس(١) باليمن. قالوا: كيف يا أمير المؤمنين؟ قال: كان هواهم معنا.

١٨٦ - أخبرنا العبّاس بن عبد العظيم قال: حدثنا عبد الرزّاق [ بن همام ] قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل قال: حدثنا زيد بن وهب:

أنّه كان في الجيش الّذين كانوا مع عليّ، الّذين ساروا إلى الخوارج، فقال عليّ:أيّها النّاس إنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)يقول: سيخرج قوم من أُمّتي يقرءون القرآن، ليس صيامهم بشيء، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية)، لو يعلم (٢) ، الجيش الّذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيّهم (صلّى الله عليه وسلّم)لاتّكلوا عن (٣) العمل، وآية ذلك أنّ فيهم رجلاً له عضد وليست له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة

____________________

(١) في طبعتي مصر وبيروت و(ج): أُناس.

١٨٦ - المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٤٧: ١٨٦٥٠ باب ما جاء في الحروريّة، وعنه مسلم في صحيحه: ٢ / ٧٤٨، وأبو داود في سننه: ٤ / ٢٤٤: ٤٧٦٨، وابن أبي عاصم في السنّة: ص ٤٣٢ ح ٩١٧، والبزّار في مسنده (٥٨١)، والبيهقي في السنن الكبرى: ٨ / ١٧٠ ودلائل النبوّة: ٦ / ٤٣٢، والبغوي في شرح السنّة: ١٠ / ٢٣٠: ٢٥٥٦ بسنده عن أحمد عن عبد الرزّاق، والسيّد أبو طالب في أماليه: ح ١٥ بسنده عن عبيد الله بن فضالة عن عبد الرزّاق.

ورواه يحيى بن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن عبد الملك بن أبي سليمان: مسند أحمد: ٢ / ١١٣ ح ٧١٦ برواية عبد الله، وفي السنّة: ٢٧٢: ١٤٢٠، والسنّة لابن أبي عاصم: ٩١٦: ٤٣٠.

(٢) في الأصل: (لو يعلمون... الذي). والمثبت من المصنّف و (أ، ب) وطبعتي مصر وبيروت.

(٣) في (غ) وطبعتي مصر وبيروت: على.

٢٥١

ثدي المرأة، عليه شعرات بيض، [ فتذهبون إلى معاوية وأهل الشام، وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم؟! والله إنّي لأرجوا أن يكونوا هؤلاء القوم فإنّهم قد سفكوا الدم الحرام وأغارو في سرح النّاس، فسيروا على اسم الله ] (١) .

قال سلمة: فنزّلني زيد منزلاً حتّى مررنا على قنطرة [ فلما التقينا و ](٢) على الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا الرماح وسلّوا سيوفكم من جفونها، فإنّي أخاف أن يناشدوكم [ كما ناشدوكم يوم حروراء ](٣) قال: فسلوا السيوف وألقوا جفونها، وشجرهم النّاس - يعني برماحهم - فقتل بعضهم على بعض، وما أُصيب من الناس يومئذ إلاّ رجلان. قال علي:التمسوا فيهم المخدج ، فلم يجدوه، فقام عليّ بنفسه حتّى أتى أناساً قتلى بعضهم على بعض. قال:جرّدوهم . فوجدوه ممّا يلي الأرض فكبّر عليّ وقال:صدق الله وبلّغ رسوله (صلّى الله عليه وسلّم).

فقام إليه عبيدة السلماني فقال: يا أمير المؤمنين، والله الّذي لا إله إلاّ هو سمعت هذا الحديث من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ قال: إي والله الّذي لا إله إلاّ هو لسمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم). حتّى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له.

١٨٧ - أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا [ محمّد بن إبراهيم ] بن أبي عدي، عن [ عبد الله ] بن عون، عن محمّد [ بن سيرين ]، عن عبيدة [ السلماني ] قال:

قال عليّ:لولا أن تبطروا لأنبأتكم ما وعد الله الّذين يقتلونهم على لسان محمّد (صلّى الله عليه وسلّم). فقلت: أنت سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ قال:إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة، إي وربّ الكعبة.

____________________

(١) من أ، ب، غ، والمصنّف.

(٢) من ب، غ، وطبعة مصر والمصنّف.

(٣) من المصنّف، وفي طبعة بيروت: (يوم النهروان).

١٨٧ - ورواه أحمد عن ابن أبي عدي: السنّة لابن أحمد: ٢٦٩: ١٤٠٧، المسند:

=

٢٥٢

____________________

=

٢ / ٤٦٦: ١٣٣٢.

ورواه محمّد بن المثنى عن ابن أبي عدي: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٨ باب التحريض على قتال الخوارج من كتاب الزكاة، مسند البزّار: ح ٥٤٧.

ورواه أشهل بن حاتم عن ابن عون: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٣١ باب ما جاء في إخباره بخروجهم.

ورواه حمّاد بن يحيى عن ابن عون: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٦٩: ١٤٠٨، المسند لأحمد: ٢ / ٢٨١: ٩٨٣ من رواية عبد الله.

ورواه خالد بن الحارث عن ابن عون: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٧٣: ٤٧٩.

ورواه عبد الرحمان بن حماد عن ابن عون: فضائل أحمد: ح ١٦٨ من رواية القطيعي.

ورواه عثمان بن عمر عن ابن عون: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٣١.

ورواه أيّوب السختياني عن ابن سيرين: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٧ ح ١٥٥ من كتاب الزكاة باب التحريض على قتال الخوارج، مسند أحمد: ٢ / ٦٠: ٦٢٦ و ٢ / ٢٨١: ٩٨٢، المصنّف لابن أبي شيبة: ح ١ من باب ما ذكر في الخوارج في آخر المصنّف، وعن ابن ماجة في سننه: ١ / ٥٩ ح ١٦٧، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٨١: ٣٣٧ وص ٣٧١ ح ٤٧٧ وص ٣٧٤ ح ٤٨١ بسندين، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٨ ح ٩١٢ بسندين عن أيّوب، مسند البزّار: (٥٣٨ و ٥٣٩)، المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٤٩: ١٨٦٥٢ باب ما جاء في الحروريّة، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٢ باب قتال الخوارج من كتاب السنّة: ح ٤٧٦٣، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٦٧: ١٤٠٠ وص ٢٦٨ ح ١٤٠٢ و ١٤٠٤ و ١٤٠٥، مسند أحمد: ٢ / ٢٣٦: ٩٠٤ وكرّره في ٩٨٨ برواية عبد الله، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣١ باب ما جاء في إخباره بخروجهم، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٧٠ كتاب قتال أهل البغي.

ورواه جرير بن حازم عن محمّد: المسند لأحمد: ٢ / ١٣٧: ٧٣٥، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٦٧: ١٣٩٨ و ١٤٠١ وص ٢٦٨ ح ١٤٠٣، مسند البزّار: ٥٤٦، الشريعة للآجري: ص ٣٢،

=

٢٥٣

١٨٨ - أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن عوف

____________________

=

المناقب لابن المغازلي: ٤١٦: ٤٦٢.

ورواه سعيد بن عبد الرحمان عن محمّد: مسند الطيالسي: ٢٤: ١٦٦.

ورواه أبو عمرو بن العلاء عن محمّد: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٦٧: ١٣٩٨ و ١٣٩٩ وص ٢٦٨ ح ١٤٠٣، مسند أحمد: ٢ / ١٣٧: ٧٣٥، مسند البزّار: (٥٤٥)، الشريعة للآجري: ص ٣٢، تاريخ بغداد: ١٢ / ٣٩٠ ترجمة فارس بن محمّد بن عمر البزّار.

ورواه عوف بن أبي جميلة الأعرابي عن محمّد: كما في الحديث التالي؛ فلاحظ تخريجاته هناك.

ورواه قتادة بن دعامة عن محمّد: المعجم الصغير للطبراني: ٢ / ٧٥ ترجمة محمّد بن ياسر الحذاء الدمشقي، مسند البزّار: ح....

ورواه معاوية بن عبد الكريم عن محمّد: المعجم الصغير: ٢ / ٨٥ ترجمة محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي.

ورواه هشام بن حسان عن محمّد: المصنَّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٤٩: ١٨٦٥٣، المسند لأحمد: ٢ / ٢٨٣: ٩٨٨ و ٢ / ٣٩٣: ١٢٢٤ وكرّره في ٩٠٤ من رواية عبد الله بن أحمد، السنّة لعبد الله: ٢٦٨: ١٤٠٥ وص ٢٧٥: ١٤٢٨، الشريعة للآجري: ص ٣٢، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٨٨.

ورواه أبو هلال الراسبي واسمه محمّد بن سليم عن ابن سيرين: مناقب ابن المغازلي: ص ٥٦ ح ٨٠.

ورواه يزيد بن إبراهيم عن ابن سيرين: مسند البزّار: ح...

ورواه يونس بن عبيد عن محمّد: مناقب الخوارزمي: ص ٢٦٢ ح ٢٤٥ في آخر الفصل ١٦، مسند البزّار: ح... و... بسندين.

ولاحظ مسند البزّار ح ٥٤٠ - ٥٤٤ فمن طريق محمّد بن سيرين.

١٨٨ - ورواه عبد الله بن صباح عن المعتمر: مسند البزّار: ح....

ورواه أبو أسامة عن عوف: تاريخ بغداد: ١١ / ١١٨ ترجمة عبيدة السلماني.

٢٥٤

[ بن أبي جميلة الأعرابي ] قال: حدثنا محمّد بن سيرين قال: قال عَبيدة السلماني:

لمّا كان حيث أصيب أصحاب النهر(١) قال عليّ:ابتغوا فيهم، فإنّهم إن كانوا هم القوم الّذين ذكرهم رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)فإنّ فيهم رجلاً مُخْدج اليد - أو مثدون اليد أو مؤدن اليد(٢) - فابتغيناه فوجدناه فدللناه عليه فلمّا رآه قال:الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر . قال:والله لو لا أن تبطروا - ثمّ ذكر كلمة معناها -لحدّثتكم بما قضى الله [ عزّ وجلّ ] (٣) على لسان نبيّه [ صلّى الله عليه وسلّم ](٤) لمَن وَلِي قتل هؤلاء . قلت: أنت سمعته من رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)؟ قال:إي وربّ الكعبة. ثلاثاً.

١٨٩ - أخبرنا محمّد بن عبيد بن محمّد قال: حدثنا أبو مالك عمرو - وهو ابن هاشم -، [ عن إسماعيل - وهو ابن أبي خالد - قال: أخبرني عمرو بن قيس، عن المنهال بن عمرو ](٤) عن زِرّ بن حبيش أنّه سمع عليّاً يقول:

____________________

ورواه جعفر بن سليمان الضبعي عن عوف: الشريعة للآجري: ص ٣٢ باب ذكر قتل عليّ للخوارج.

ورواه هوذة بن خليفة عن عوف: دلائل النبوّة للبيهقي: ٥ / ١٨٩.

ورواه يزيد بن زريع عن عوف: مسند أبي يعلى: ١ / ٣٧٠: ٤٧٥٠.

ورواه جماعة عن ابن سيرين فلاحظ الحديث المتقدّم وتعليقته.

(١) في (ط) وطبعة مصر: (النهروان).

(٢) مخدج اليد: ناقصها، ومثدون اليد: صغيرها.

(٣ و٤) من أ، ب، ط.

١٨٩ - ورواه عبد الله بن أحمد بن محمّد بن عبيد: السنّة: ٢٧٣: ١٤٢١.

ورواه الحسن بن سفيان عن محمّد بن عبيد: حلية الأولياء: ٤ / ١٨٦ ترجمة زر بن حبيش،

=

٢٥٥

____________________

=

وعنه الكنجي في كفاية الطالب: باب ٤٠.

ورواه عيسى بن زيد عن إسماعيل بن أبي خالد بصدر الحديث فقط: حلية الأولياء: ١ / ٦٨ في ترجمة أمير المؤمنين، تاريخ دمشق: ح ١٢٢٤ من ترجمة أمير المؤمنين: ٣ / ٢٢١ ط ٢، وفيه خطأ (عن زاذان) بدل (عن زر).

وقال الدار قطني في العلل: ق ١١٨ / أ: يرويه إسماعيل بن أبي خالد واختلف عنه، فرواه عمران الطفاوي عن المنهال عن عبّاد بن عبد الله عن عليّ. وخالفه مسعود بن سعد الجعفي فرواه عن إسماعيل عن المنهال عن زرّ، وخالفه عيسى بن زيد بن علي فرواه عن إسماعيل عن عمرو بن قيس عن المنهال عن زرّ.

طرق حديث ذمّ الخوارج عن عليّ (عليه السلام):

أبو جحيفة: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٥: ١٤٣٠، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٣: ٨٠٩ ط ١، أنساب الأشراف: ح ٤٦٨ من ترجمة عليّ (عليه السلام).

جندب الأزدي: الشريعة للآجري: ص ٣٣، تاريخ بغداد: ٧ / ٢٤٩ ترجمة جندب، المعجم الأوسط للطبراني: ٢ / ٣٢٣ ح ١٥٦٠.

جوين والد أبي هارون العبدي: تاريخ بغداد: ٧ / ٢٥٠ في ترجمة جوين، المصنَّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥٠: ١٨٦٥٧.

حبة بن جوين: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٥ ح ٨١١ ط ١، تيسير المطالب: ح ٥.

زِرّ بن حبيش: تقدّم في الحديث ١٨٩ وتعليقته.

زيد بن وهب: تقدّم في الحديث ١٨٤ - ١٨٦ وتعليقاتها.

أبو سعيد الخدري: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٠ ح ٩١٥.

سلمان الفارسي: تاريخ بغداد: ١٣ / ٢٨٢ ترجمة نصر بن مزاحم.

سليم بن بلج: تقدّم في الحديث ١٨٢ تخريجه.

سويد بن غفلة: تقدّم في الحديث ١٧٨ - ١٨٠ تخريجه.

٢٥٦

____________________

شقيق بن سلمة: مسند البزّار....

طارق بن زياد: تقدّم في الحديث ١٨١ تخريجه.

عبيد الله بن أبي رافع: تقدّم في الحديث ١٧٧ تخريجه.

عَبيدة السَلماني: تقدّم في الحديث ١٨٧ و ١٨٨ وتعليقتهما.

علقمة بن قيس: لاحظ الحديث ١٩١ وما بهامشه من تعليق.

قيس بن أبي حازم: تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٥٢ ترجمة قيس.

كثير البجلي: تاريخ بغداد: ١٢ / ٤٨٠ ترجمة كثير.

أبو كثير مولى الأنصار: مسند الحميدي: ١ / ٣١: ٥٩، مسند أحمد: ٢ / ٩٤: ٦٧٢، مسند أبي يعلى: ١١ / ٣٧٢: ٤٧٨، تاريخ بغداد: ١٤ / ٣٦٣ ترجمة أبي كثير، التاريخ الكبير للبخاري: ٩ / ٦٤ ترجمة أبي كثير الأنصاري.

كليب الجرمي: تقدّم في الحديث ١٨٣ وتعليقته.

مالك بن الحارث: مستدرك الحاكم: ٢ / ١٥٤ كتاب قتال أهل البغي.

أبو المؤمن الواثلي: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٣ ح ٩١٩ ولعبد الله بن أحمد: ٢٧٨: ١٤٤٢، مسند البزّار...، تاريخ بغداد: ١٤ / ٣٦٢ ترجمة أبي المؤمن، تهذيب الكمال: ٣٤ / ٣٣٦ ترجمة أبي المؤمن بسنده إلى الخطيب البغدادي ونقلاً عن مسند علي للنسائي.

أبو مريم: مسند أحمد: ٢ / ٤٣٠: ١٣٠٣ برواية عبد الله وهكذا في الفضائل: ح ٣٢٧، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٩٦: ٣٥٨، مسند الطيالسي: ٢٤: ١٦٥، المصنَّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٦٠: ٣٧٩١٤، أنساب الأشراف: ح ٤٦٦ من ترجمة أمير المؤمنين.

أبو موسى: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٤: ١٤٢٤، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٣ باب ما جاء في إخباره بخروجهم.

أبو وائل: المصنَّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٧: ٣٧٩٠١، وعنه أبو يعلى في مسنده: ١ / ٣٦٤: ٤٧٣.

٢٥٧

____________________

أبو الوضيء عباد بن نسيب: المسند: ٢ / ٣٧٠: ١١٧٩٠ و ٢ / ٣٧٥: ١١٨٨ و ١١٨٩ و ٢ / ٣٨٠: ١١٩٧ وجميعها برواية عبد الله، السنّة لعبد الله: ٢٨٢: ١٤٦٨ عن أبيه أحمد، والفضائل: ح ٣٥٣ من رواية عبد الله، مسند أبي يعلى: ١ / ٣٧٤: ٤٨٠ وص ٤٢١ ح ٥٥٥، مسند الطيالسي: ٢٤: ١٦٩، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٥: ٤٧٦٩، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٣ باب ما جاء في إخباره بخروجهم.

ورواه الأزرق بن قيس عن رجل من عبد القيس عن عليّ: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٤: ١٤٢٦.

طريق حديث الخوارج من غير أمير المؤمنين:

أبو أُمامة: سنن ابن ماجة: ١ / ٦٢: ١٧٦، المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٥٢: ١٨٦٦٣، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٣: ٣٧٨٨١، الشريعة للآجري: ص ٣٥ باب ذكر ثواب من قاتل الخوارج بأسانيد، السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٨٢: ١٤٦٩ - ١٤٧٣، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٩ بسندين، طبقات المحدّثين بأصبهان لأبي الشيخ: ٢ / ١٥٢: ١٧٢ ترجمة عصام بن سلم، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٨٨ كتاب قتال أهل البغي باب الخلاف في قتالهم بسندين، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٠ ح ٨٠٣ ط ١.

أنس بن مالك: رواه عنه حفص بن عمر وسليمان التيمي وقتادة: مسند أحمد: ٣ / ١٥٩ و ١٨٣ و ١٨٩ و ١٩٧ و ٢٢٤ ط ١ و سنن ابن ماجة: ١ / ٦٢ ح ١٧٥، السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٨٤ ح ١٤٧٤ و ١٤٧٥ و ١٤٧٦، السنّة لمحمّد بن نصر المروزي: ٢٠: ٥٢، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤٤ ح ٩٤٠ وص ٤٤٧ ح ٩٤٥، سنن أبي داود: ٤ / ٢٤٣: ٤٧٦٥ وتاليه باب في قتال الخوارج، المستدرك للحاكم: ٢ / ١٤٧ و ١٤٨ بأسانيد عن قتادة، دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٣٠ باب ما جاء في إخباره بخروجهم، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٧١ كتاب قتال أهل البغي، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٢٧: ٧٩٩ ط ١.

أبو أيّوب الأنصاري: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٣٩: ٨١٤ ط ١، تاريخ دمشق: ح ١٢١٧ -

=

٢٥٨

____________________

=

١٢١٩ من ترجمة عليّ (عليه السلام)، المستدرك للحاكم: ٣ / ١٣٩ وفيه بسندين أنّه مأمور بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

أبو برزة الأسلمي: المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٨: ٣٧٩٠٤ في آخر باب من المصنّف (باب ما ذكر في الخوارج)، سنن النسائي: ٧ / ١١٩ باب من شهر سيفه من كتاب تحريم الدم، مسند أحمد: ٤ / ٤٢١ و ٤٢٤ ط ١ مسند أبي برزة، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٦ كتاب قتال أهل البغي.

أبو بكرة: السنّة لعبد الله بن أحمد: ٢٧٩: ١٤٤٦ و ١٤٤٨، مستدرك الحاكم: ٢ / ١٤٦ كتاب قتال أهل البغي، مسند أحمد: ٥ / ٣٦ و ٤٢ ط ١ مسند أبي بكرة، السنّة لابن أبي عاصم: (٩٢٧ و ٩٣٦ - ٩٣٨)، مسند البزّار كما في كشف الأستار: ٢ / ٣٤٦، السنن الكبرى للبيهقي: ٨ / ١٨٧ كتاب قتال أهل البغي باب الخلاف في قتالهم.

جابر الأنصاري: صحيح مسلم: ٢ / ٧٤٠: ١٠٦٣ باب ذكر الخوارج وصفاتهم من كتاب الزكاة بأسانيد، سنن ابن ماجة: ١ / ٦١: ١٧٢، المصنّف لعبد الرزّاق: ١٠ / ١٤٩: ١٨٦٥١، مسند الحميدي: ٢ / ٥٣٤: ١٢٧١، المصنّف لابن أبي شيبة: ٥ / ٥٥٩: ٣٧٩٠٥، مسند أحمد: ٣ / ٣٥٣ و ٣٥٤ ط ١ بأسانيد، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤٥ ح ٩٤٣، السنن الكبرى للنسائي: ٥ / ٣١: ٨٠٨٧ و ٨٠٨٨ في كتاب فضائل القران، دلائل البيهقي: ٥ / ١٨٥ - ١٨٦.

أبو ذر الغفاري: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٢٩ باب ما جاء في إخباره بخروجهم، سنن ابن ماجة: ١ / ٦٠: ١٧٠، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٣: ٣٧٨٧٨ باب ما ذكر في الخوارج: آخر المصنّف، صحيح مسلم: ٢ / ٧٥٠: ١٠٦٧ باب ٤٩ (الخوارج شرّ الخلق والخليقة)، مسند الدارمي: ٢ / ٢١٤ في آخر كتاب الجهاد، السنّة لابن أبي عاصم: (٩٢١ و ٩٢٢)، مسند الطيالسي: ص ٦٠ ح ٤٤٨ مسند أبي ذر، مسند أحمد: ٥ / ١٧٦ ط ١.

رافع الغفاري: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٢٩، صحيح مسلم: ٢ / ٧٥٠، مسند الدارمي: ٢ / ٢١٤، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٣٤ ح ٩٢١ ذيل حديث أبي ذر.

٢٥٩

____________________

أبو زيد الأنصاري: السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٤٥ ح ٩٤١.

سعد بن أبي وقّاص: دلائل البيهقي: ٦ / ٤٣٤ بسندين باب إخباره بخروجه وسيماهم والمخدج...، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٩: ٣٧٩٠٨، السنّة لابن أبي عاصم: ح ٩٢٠ و ١٣٢٩.

أبو الطفيل عامر بن واثلة: مناقب الكوفي: ٢ / ٣٢٤ ح ٧٩٧ ط ١.

أبو سعيد الخدري: وقد تقدّم برقم ١٦٩ - ١٧٦ فلاحظ.

سهل بن حنيف: دلائل النبوّة للبيهقي: ٦ / ٤٢٨ و ٤٢٩ باب ما جاء في إخباره بخروجهم بسندين، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٢: ٣٧٨٧١ وص ٥٦٢ ح ٣٧٩٢٦، السنّة لعبد الله بن أحمد: ص ٢٧٧ ح ١٤٣٥، صحيح البخاري: ٩ / ٢٢ باب ٧ من كتاب استتابة المرتدّين، صحيح مسلم: ٢ / ٧٥٠: ١٠٦٨ وتالييه باب ٤٩ من كتاب الزكاة، مسند أحمد: ٣ / ٤٨٦ ط ١ مسند سهل بسندين، مناقب الكوفي: ٢ / ٣٢٨ ح ٨٠٠ ط ١، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٦ ح ٩٠٨ و ٩٠٩، سنن النسائي الكبرى: ٥ / ٣٢: ٨٠٩ كتاب فضائل القران.

عائشة: انظر ما تقدّم برقم ١٨٣ وما بهامشه من تعليق.

عبد الله بن أبي أوفى: سنن ابن ماجة: ١ / ٦١: ١٧٣، المصنَّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٥٥٢: ٣٧٨٧٣، الشريعة للآجري: ص ٣٧، السنّة لعبد الله بن أحمد: آخر الكتاب ح ١٤٨٠ وقبله ص ٢٧٩ ح ١٤٤٧ وص ٢٧٨ ح ١٤٤٠، السنّة لابن أبي عاصم: ص ٤٢٤ ح ٩٠٤ - ٩٠٦.

عبد الله بن عبّاس: المصنّف لابن أبي شيبة: ٦ / ١٤٥: ٣٠١٨٥ و ٧ / ٥٥٩: ٣٧٩٠٦، وعنه ابن ماجة في سننه: ١ / ٦١: ١٧١، وعبد الله بن أحمد في المسند: ٤ / ١٥٧: ٢٣١٢، والفريابي في فضائل القران: ١٩٤، مسند الطيالسي: (٢٦٨٧)، المعجم الكبير للطبراني: ١١ / ٢٢٣: ١١٧٣٤ وص ٢٣٢ برقم ١١٧٧٥، مسند أبي يعلى: ٤ / ٢٤٢: ٢٣٥٤.

عبد الله بن عمر: سنن ابن ماجة: ١ / ٦١: ١٧٤، صحيح البخاري: ٩ / ٢١ باب ٦ من كتاب استتابة المرتدّين.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411