توظيف التفسير المفاهيمي

توظيف التفسير المفاهيمي0%

توظيف التفسير المفاهيمي مؤلف:
تصنيف: دراسات
الصفحات: 105

توظيف التفسير المفاهيمي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد الهادي الطهمازي
تصنيف: الصفحات: 105
المشاهدات: 29639
تحميل: 5477

توضيحات:

توظيف التفسير المفاهيمي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 105 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 29639 / تحميل: 5477
الحجم الحجم الحجم
توظيف التفسير المفاهيمي

توظيف التفسير المفاهيمي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الأمور ومخارجها.

ثالثاً: عدم ترديد الإشاعة، أو المساعدة في نشرها.

اهتمّ القرآن الكريم بهذه النقطة أكثر من سابقتيها؛ وذلك لأنّ الإشاعات لا تأخذ أثرها، ولا تتحقّق الغاية منها إلاّ بسبب إلقائها من فمٍ إلى آخر. قال تعالى في سورة النور:( إِذْ تَلَقّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ اللّهِ عَظِيمٌ ) (١) .

أي إنّكم تنقلون هذه الأخبار الكاذبة والإشاعات، خصوصاً التي تُسيء إلى سمعة المؤمنين، أو تُضعف وحدتهم، أو تفقد الثقة في بعضهم البعض، والإلقاء هو الطرح ليجده كلّ أحد، أي يمكن تناوله بسهولة، والقول بالأفواه كناية عن كون الكلام مجرّد عبارات لا حقيقة لها في الواقع، ومع ذلك يستسهل البعض نقل الإشاعات والأخبار الملفّقة، ويعدّ الأمر هيّناً، ولكنّ ذلك عند الله عظيم.

ثمّ يوبّخ تبارك وتعالى لقبول بعض الناس، واستساغتهم مثل هذه الافتراءات:( وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مّا يَكُونُ لَنَا أَن نّتَكَلّمَ بِهذَا سُبْحَانَكَ هذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ ) (٢) .

وهذه الآيات وإن كانت واردةً في حادثة الإفك، إلاّ إنّ المورد لا خصوصية له، فيشمل كلّ أنواع الإشاعات التي تلحق الضرر بالمسلمين، أفراداً وجماعات.

رابعاً: الردّ إلى الطبقة الواعية في الأُمّة.

والتي عبّر عنها القرآن الكريم بالردّ إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم.

____________________

(١) سورة النور / ١٥.

(٢) سورة النور / ١٦.

١٠١

هناك طريقتان للقضاء على الإشاعات ومنع تأثيرها على المجتمع.

الأولى: أن تصدر الجهة التي وجّهت ضدّها الإشاعة تكذيباً لها، ولكنّ هذه الطريقة غير ناجحة؛ وذلك لأنّ تكذيبها يستلزم ترديدها مرّة أُخرى، فحتّى مَنْ لم يسمعها أوّلاً سيسمعها في التكذيب، كما إنّ هناك مَنْ يصدّق الإشاعة ولا يصدّق تكذيبها.

الثانية: تحليل الإشاعة بشكل علمي ومنطقي، وتفنيدها بالأدلّة والشواهد، وهذه الطريقة يعبّر عنها في الدراسات الحديثة التي تدور حول الإشاعات (بعيادة الإشاعة).

والأفضل أن يكون هذا التحليل مقروناً بالاستهزاء والتندّر بها كفكاهة؛ ليظهر للناس سخف وتفاهة مصمّمي تلك الإشاعة.

ومن الواضح أنّ تحليل الإشاعة وتفنيدها بشكل علمي ومنطقي لا يُتاح لكلّ أحد؛ لذا أمر القرآن بردّها إلى الرسول وإلى أولي الأمر، وقال (عزّ وجلّ):( لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) .

والخلاصة

إنّ للإشاعات دوراً خطيراً في تمزيق المجتمع وزعزعة ثقة بعضه ببعض، وإلحاق الفتن، ونشر الخوف والذعر، وغير ذلك، ولعلّ إشاعة واحدة تكون سبباً في هزيمة جيشٍ بأكمله.

ذكر ابن هشام في السيرة النبويّة عن الزبير أنّ سبب الهزيمة في أُحد كان إشاعة مفادها مقتل النبي (صلّى الله عليه وآله)، قال: وصرخ صارخ: ألا أنّ محمداً قد قُتل

١٠٢

فانكفأنا، أي رجعنا، وانكفأ القوم علينا(١) .

ومن أجلى تأثيرات الإشاعة في الرأي العام وتضليله ما حدث لمسلم بن عقيل (عليه السّلام) في الكوفة؛ فقد بايعته أعداد غفيرة من أهلها، ولكنّ الطابور الخامس الموالي لأل أبي سفيان أخذ يبثّ الإشاعات التي أدخلت الخوف والذعر في صفوف أهل الكوفة، من قبيل: (أنّ يزيدَ قصد الكوفة بجيش جرّار).

وهكذا خدعت هذه الإشاعات الناس، فصار يأتي الرجل لابنه، والأخ لأخيه، والأُمّ لولدها تأخذه من خلف مسلمٍ (عليه السّلام)، ثمّ تحرّكت أجهزة الدعاية الأموية إلى تأليب الرأي العام ضدّ الحسين (عليه السّلام) وضد مسلم بن عقيل، وأوحوا للناس بأنّ الدنيا ستلقي بأزمّتها بين أيديهم إن هم خرجوا لحرب الحسين (عليه السّلام) حتّى جرى ما جرى.

والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسّلام على محمّد وآله الطاهرين

____________________

(١) السيرة النبوية ـ لابن هشام ٣ / ٨٢.

١٠٣

الفهرس

الإهداء ٣

مقدّمة ٤

المنهج المقترح ٩

المحاضرة الأولى: نفي الرؤية والجسمية ١٢

الأثر الخطير في مثل هذه العقيدة ١٧

المحاضرة الثانية: الشفاعة ٢٤

حقيقة الشفاعة ٢٧

تصوير الموضوع بمثال ٢٨

المحرومون من الشفاعة ٢٩

المحاضرة الثالثة: الزيغ عن الحقّ ـ أسبابه وأهدافه ٣٢

أسباب زيغ القلب عن الحقّ ٣٥

أسباب اتّباع المتشابه من الآيات ٣٧

المحاضرة الرابعة: الأولاد قرة العين ٤٠

أهميّة الولد ٤١

أسباب سوء العلاقة بين الأبناء والآباء ٤٣

سبل تصحيح العلاقة بين الآباء والأبناء ٤٦

المحاضرة الخامسة: مضلاّت الفتن ٥٠

أصل المشكلة ٥٢

أسباب حدوث هذه الفتن ٥٣

وسائل النجاة من مضلاّت الفتن ٥٦

أوّل الوسائل: النجاة من السقوط في الفتنة ٥٦

الثانية: العلم ٥٦

الثالثة: الاهتداء بنور العقل ٥٧

رابع مصابيح معرفة الحقّ من الباطل، والنجاة من مضلاّت الفتن هو: تقوى الله (عزّ وجلّ)، وطهارة القلب، وسلامة النيّة ٥٨

١٠٤

الخامس: آل البيت (عليهم السّلام) ٥٨

المحاضرة السادسة: أثار المحبّة ٦٠

دور المحبّة في حياة الفرد والمجتمع ٦٠

آثار المحبّة ٦٣

المحاضرة السابعة: التغيير الاجتماعي ٦٩

أسباب الإصرار على بعض العادات والتقاليد ٧٣

الماجينة ٧٥

المحاضرة الثامنة: استبدال الأفضل بالأدنى ٧٨

المحاضرة التاسعة: المحرّمات من النساء ٨٥

شروط الإرضاع الذي ينشر الحرمة ٨٨

طوائف أُخرى محرَّمة ٩٠

المحاضرة العاشرة: الإشاعات والموقف الشرعي منها ٩٥

الإشاعة في النصوص الإسلاميّة ٩٧

موقف الإسلام من الإشاعات ٩٨

والخلاصة ١٠٢

١٠٥