توظيف التفسير المفاهيمي

توظيف التفسير المفاهيمي0%

توظيف التفسير المفاهيمي مؤلف:
تصنيف: دراسات
الصفحات: 105

توظيف التفسير المفاهيمي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عبد الهادي الطهمازي
تصنيف: الصفحات: 105
المشاهدات: 29641
تحميل: 5477

توضيحات:

توظيف التفسير المفاهيمي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 105 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 29641 / تحميل: 5477
الحجم الحجم الحجم
توظيف التفسير المفاهيمي

توظيف التفسير المفاهيمي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فذو الاختصاص والمكانة العلمية والثقافية، والحائز على المؤهلات يُنحّى جانباً، ويُأتى بمَنْ ليس بأهل، ولا ذي خبرة فيوضع مكانه، لاعتبارات لا موضوعية؛ كالانتماءات العشائرية والحزبية والمناطقية، أو كالمجاملات الاجتماعية والثقافية، فمن نائب عريف إلى وزير دفاع!

بربّكم كيف يتطوّر بلد أو مؤسسة أو مجتمع تسوده مثل هذه الروحية؟!

روي أنّ معاوية ادّعى بعد الهدنة مع الإمام الحسن (عليه السّلام) بأنّ ما جرى كان اعترافاً من الإمام (عليه السّلام) بأهليته للخلافة؛ ولذا تنازل عنها، وأسندها إليه. فقال الإمام (عليه السّلام) في حديث:« وأقسم بالله، لو أنّ الناس بايعوا أبي حين فارقهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأعطتهم السماء قطرها، وقد قال رسول الله (صّلى الله عليه وآله): ما ولّت أُمّة أمرها رجلاً وفيهم مَنْ هو أعلم منه إلاّ لم يزل يذهب أمرهم سفالاً حتّى يرجعوا إلى ما تركوا. فقد ترك بنو إسرائيل هارون وإنّهم يعلمون أنّه خليفة موسى فيهم، وقد تركت هذه الأُمّة أبي وبايعوا غيره » (١) .

وهناك مجموعة من الأحاديث أيضاً في هذا الصدد، منها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السّلام):« مَنْ دعا الناس إلى نفسه وفيهم مَنْ هو أعلم منه فهو مبتدع ضال » (٢) .

وروي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله):« مَنْ تقدّم على قوم من المسلمين وهو يرى فيهم مَنْ هو أفضل منه فقد خان الله ورسوله والمسلمين » (٣) .

____________________

(١) بحار الأنوار نقلاً عن آراء في المرجعية الشيعية / ٢١٨.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) المصدر نفسه.

٨١

إنّ المجتمعات الإسلاميّة لا زالت للأسف لا تمتلك الشجاعة الكافية على مواجهة النفس، وتقديم مصلحة الإسلام الأُمّة الإسلاميّة؛ للتخلّص من هذه الظاهرة التي تقف حجر عثرة في تطوّر المجتمع، وتجاوز هذا النوع من الظلم على بعض أبنائها.

ولقد صدق السيد الحلّي حين قال:

ويقدّم الاُموي وهو مؤخّرٌ ويؤخّر العلوي وهو مقدّمُ

٢ ـ ومن الأمثلة الصارخة على هذه الظاهرة هي: تقديم العمل للدنيا على العمل للآخرة.

فالعديد منّا يؤثر الحياة الدنيا على الآخرة، ويسعى للدنيا من مصرحاتها ومتشابهاتها أكثر ما يسعى لمرضاة الله، وطلب ما عنده، مع أنّا نقرأ القرآن وهو يصدح:( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) (١) . ونسمع قوله تعالى:( وَلَلآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) (٢) .

ومع ذلك نجد الكثير مستقتلين على حطام الدنيا، يلهثون وراء حفنة زائدة من الدنانير، غير مبالين بحرام أو حلال.

____________________

(١) سورة الأنعام / ٣٢.

(٢) سورة الضحى / ٤ ـ ٥.

٨٢

وتجد البعض يبيع آخرته بلذة ساعة، بل لحظات، ولو أردنا أن نستقصي أمثلة زائدة حول هذا الموضوع لطال بنا المقام.

٣ ـ ويلاحظ أيضاً زهد الناس في الثواب، والرغبة فيما يوجب إليهم العقاب، زائداً على العكس مما أمرت به الشريعة المقدّسة.

جاء في زيارة العباس (عليه السّلام):« فنعم الصابر، المجاهد، الناصر، والأخ الدافع عن أخيه، المجيب إلى طاعة ربّه، والراغب فيما زهد فيه غيره من الثواب الجزيل... » (١) .

إنّ باب طلب الثواب بأعمال الخير مفتوح على مصراعيه، وقد وعد الله تعالى بأن يُعطي بالحسنة عشرة أمثالها، ومع ذلك فنحن زاهدون، راغبون عن ثواب الله.

فما أكثر مَنْ لا يفكرون في حضور صلاة جماعة مثلاً، ولو بالشهر مرّة، أو حتّى بالسنة مرّة.

وما أكثر مَنْ يبخلون في علاقاتهم الاجتماعية حتّى بالسّلام، فترى مَنْ يمرّ على جاره لا يذكره بسلام.

والحديث في هذه الفقرة أيضاً ذو شجون، والأمثلة لا تُعدّ ولا تُحصى.

٤ ـ وقد وصلت الظاهرة حتّى إلى تسميات أبنائنا وبناتنا.

فقد ترك الكثير من الناس خصوصاً في البلدان الإسلاميّة في شمال أفريقيا، وحتى بعض المناطق في بلادنا، أقول: ترك هؤلاء الأسماء العربية والإسلاميّة ويمّموا

____________________

(١) مفاتيح الجنان / ٥١٠.

٨٣

وجوههم صوب الأسماء التي يضعها الكفّار لأولادهم وبناتهم، فصارت الأسماء؛ جيهان، وشيرين، وماجي، و....

وعلى كلّ حالٍ، لو أردنا تتبّع الموارد التي يستبدل الناس فيها الأدنى بالذي هو خير لرأيناها كثيرة.

أوَ ليس ترك أهل الكوفة الحسين (عليه السّلام) وانقلبوا لنصرة يزيد وابن سُميّة؟

يقول أحد الشعراء يرثي مسلم بن عقيل (عليه السّلام):

خذلوه وانقبلوا إلى ابنِ سُميّةٍ وعن ابنِ فاطمةٍ يزيدُ بديلُ

٨٤

المحاضرة التاسعة: المحرّمات من النساء

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَلا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلاّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاءَ سَبِيلاً * حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللاّتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً ) (١) .

هاتان الآيتان الشريفتان من سورة النساء بيّنتا حكماً من الأحكام الاجتماعية، له أهمّية عظمى في التشريعات السماوية، وخصوصاً في الإسلام، وتحدّدان مسؤولية الفرد، وحدود ما يُباح له من النساء عند الزواج، والطوائف التي يحرم إنشاء العلاقة الزوجية بهنّ.

وقد ذكرت الآيتان الكريمتان ثلاث طوائف من النساء يحرم الزواج منهنّ:

____________________

(١) سورة النساء / ٢٢ ـ ٢٣.

٨٥

الطائفة الأولى: المحرّمات بالنسب، وهنّ سبعة:

١ ـ الأُمّ وإن علت، أي أُمّ الأُمّ، وأُمّ الأب؛ لأنّ الأُمّ هي مَن ولدتك، وأُمّ الأب مثلاً يصدق أنّها ولدتك.

٢ ـ البنت ولو نزلت، أي بنت البنت، وبنت الابن، وهكذا حتّى ابنة الزنا، فلا يجوز أن يتزوّج ابنته من الزنا عند كلّ المذاهب الإسلاميّة عدا الشافعي.

٣ ـ الأخوات.

٤ ـ العمّات: وهي أُخت الأب، وأُخت الجدّ.

٥ ـ الخالات: وهي أُخت الأُمّ، وأُخت الجدّة.

٦ ـ بنات الأخ، وبنات أولاد الأخ وبناته، وبنات بناته، وهكذا.

٧ ـ بنات الأُخت وبناتهنّ... إلخ.

الطائفة الثانية: المحرّمات بالمصاهرة وما يلحق بها، وهنّ:

١ ـ زوجة الأب، وزوجة الجدّ حتّى مع مجرّد العقد بلا دخول. فلو عقد الأب على امرأة فلا يجوز للولد الزواج منها بعد الطلاق، أو موت الأب.

والإسلام حرّم هذا النوع من الزيجات مع أنّه كان سنّة متّبعة عند الجاهلية، فكان إذا مات الأب وله زوجة فابنه أولى بها، يتزوّجها بعد أبيه، وقد حرّم الإسلام ذلك.

٢ ـ أُمّ الزوجة، وجدّة الزوجة.

٨٦

وهنا أيضاً بمجرّد العقد على البنت تحرم عليه أُمّها، فلو طلّقها لا تحلّ عليه أُمّها.

٣ ـ بنت الزوجة بشرط الدخول بالأُمّ، فلو كان مجرّد عقد على الأُمّ لا تحرم البنت. نعم، لا بدّ أن يكون ذلك بعد خروج الأُمّ من حبالته؛ إمّا بالموت، أو الطلاق؛ فإن عقد على البنت والأُمّ ما زالت على ذمّته لم يصح العقد، وكذا لا يحكم ببقاء العقد على الأُمّ(١) .

٤ ـ زوجة الابن وابن الابن: مثلاً: إذا عقد الولد على فتاة ثمّ طلّقها، لا يجوز لأبيه العقد عليها فضلاً على الزواج طبعاً. ولكنّ هذا في الولد النسبي، أمّا الابن الادّعائي أو بالتبنّي فلا تثبت الحرمة.

وكمثال على ذلك: زيد بن حارثة الذي تبنّاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وزوجته ابنة عمّته زينب بنت جحش، ثمّ طلّقها زيد فتزوّجها النبي (صلّى الله عليه وآله).

قال تعالى:( فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ ) (٢) .

٥ ـ أُخت الزوجة ما دامت الزوجة في حبائل الزوجية، أو مطلّقة لكنّها في العدّة، فلا يجوز التزوّح بأُختها، لا دواماً، ولا منقطعاً، أمّا إذا ماتت

____________________

(١) المسائل المنتخبة ـ للسيد السيستاني ـ مسألة ٩٧٧.

(٢) سورة الأحزاب / ٣٧.

٨٧

الزوجة، أو طلّقت وانتهت عدّتها، فحينذاك يجوز التزوّج بأُختها.

وهذا النوع من الزواج يحصل كثيراً في مجتمعاتنا.

الطائفة الثالثة: المحرّمات بالرضاع.

قبل الدخول في البحث نودّ التنبيه على مسألتين:

الأولى: يجب منع النساء من الاسترسال في الرضاع حتّى لا تقع في مشكلة الزواج المحرّم، ولكن لا على نحو قطع سبيل المعروف، بل بتعليم النساء حدود الرضاع الناشر للحرمة.

الثانية: لا يجوز للمرأة الإرضاع إذا كان ذلك يعارض حقّ الزوج إلاّ أن يأذن هو بذلك، فإن لم يعارض حقّه فلا مانع.

شروط الإرضاع الذي ينشر الحرمة

وهي خمسة:

١ ـ أن يكون من ثدي المرأة مباشرة، فلو سحبت حليباً من صدرها ووضعته في قدح وشربه الطفل فلا عبرة بذلك.

٢ ـ أن يكون اللبن عن ولادة، والولادة شرعية. أي لو درّ الثدي من غير ولادة في فم الصبي فلا أثر لهذا الحليب، وهكذا لو كانت المرأة قد ولدت من الزنا، ثمّ ارتضع منها طفل فلا تحرم بنتها عليه.

٣ ـ أن يكون اللبن لرجل واحد وامرأة واحدة، فلو فرض أن كان لرجل زوجتين، وقد أرضعتا صبي خمسة عشر رضعة مشبعة فلا يكون لذلك الرضاع أثر شرعي.

٨٨

٤ ـ أن يكون قبل بلوغ الصبي أو الصبيّة عامين، فلو ارتضع وعمره أكثر من سنتين فلا ينشر الحرمة، وكذلك لا يكون بعد الفطام. فإذا ارتضع، ثمّ فطم، ثمّ ارتضع بعد فترة لا يكون لهذا الرضاع أثر؛ لقوله (صلّى الله عليه وآله):« لا رضاع بعد فطام » . أي لا رضاع محرّم بعد الفطام، خلافاً لبعض المذاهب الإسلاميّة التي ترى أنّ الرضاع ينشر الحرمة حتّى لو كان المرتضع رجلاً(١) .

٥ ـ بلوغ الرضعات الحدّ الشرعي المقرّر؛ إمّا كمّاً، أو كيفاً، وذلك بأحد وجوه ثلاثة:

الأوّل: أن يكون عدد الرضعات خمس عشر رضعة مشبعة، أي أن يأتي الصبي للثدي جائعاً ويتركه راوياً، بشرط أن لا يفصل بين هذه الرضعات الخمس عشر رضاع من امرأة أُخرى، أو يتغذّى على طعام معتدٍّ به، (كالسريلاك، أو الحليب المجفّف)، ولا تهم الفترة الزمنية هنا، فإذا تحقّق هذا العدد، وبلا فاصل، وبالكيفية الموصوفة، أي يأتي للصدر جائعاً ويصدر راوياً، تحقّقت الرضاعة ونشرت الحرمة.

الثاني: أن يرتضع من امرأة يوماً وليلة بلا فاصل برضاعة من امرأة أُخرى، ولا فاصل بالتغذية بطعام آخر كما وصفنا، فإذا أرضعته هذه الفترة انتشرت الحرمة حتّى وإن لم تبلغ عدد الرضعات خمس عشرة؛ فالمهمّ هو تحقّق الفترة الزمنية، يوم وليلة.

____________________

(١) راجع إن شئت صحيح البخاري ومسلم ـ باب رضاعة الكبار.

٨٩

الثالث: أن يكثر الرضاع حتّى يشتدّ العظم، وينبت اللحم والدم، بحيث يزيد نموّ الطفل بوجه محسوس، وأن تكون هذه الرضعات غذائه الرئيس، بحيث لولاه لما نما وكبر. وهذا الوجه ينشر الحرمة كما هو واضح حتّى مع الفصل بغذاء آخر.

فإذا تحقّق الرضاع بالشروط المذكورة، والتي يذكرها الفقهاء في الرسائل العلمية، حرم التزوّج بنفس ما كان يحرم بالنسب؛ لقوله (صلّى الله عليه وآله):« يحرم بالرضاع ما يحرم بالنسب » .

وبتعبير عصري مبسّط، يُعطي الإسلام المرتضع أو المرتضعة بالشروط المتقدّمة جنسيتين:

الأولى: من الأب والأُمّ النسبيين.

والثانية: من الأب والأُمّ الرضاعيين.

فمثلاً: لو أرضعت زوجتك ابنة الجيران، فعلى ذلك يُعطيها الإسلام هويتين؛ واحدة باسم أُمّها وأبيها، والأُخرى باسمك واسم زوجتك؛ فلا يجوز أن يتزوجها أولادك جميعاً؛ لأنّها أُختهم، ولا أخوك؛ لأنّه عمّها، ولا أخو زوجتك؛ لأنّه خالها، ولا تحلّ لأبيك؛ لأنّه جدّها. نعم، يجوز لأحد أولادك أن يتزوّج من أخواتها، أمّا هي فلا.

طوائف أُخرى محرَّمة

هناك نساء أُخريات يحرم الزواج منهنّ أيضاً ولم يرد ذكرهنّ في الآيتين المباركتين، لكنّ هناك أحاديث أو آيات أُخرى يفتي الفقهاء بموجبها بحرمة الزواج منهنّ، وهنّ:

١ ـ زوجات النبي (صلّى الله عليه وآله).

٩٠

فلا يجوز التزوّج بهنّ بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بنصّ القرآن الكريم:( وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللّهِ وَلاَ أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً ) (١) . وقد عدّهنّ القرآن الكريم أُمّهات للمؤمنين:( وَأَزْوَاجُهُ أُمّهَاتُهُمْ ) (٢) .

٢ ـ مَنْ ترك طواف النساء في الحجّ أو العمرة المفردة حرمت عليه جميع النساء حتّى زوجته، وكذلك المرأة يحرم عليها الرجال حتّى زوجها، فإذا أتى بطواف النساء حلّت.

٣ ـ إذا عقد على امرأة متزوّجة، أو في العدّة مع علمه بذلك حرمت عليه مؤبداً. أمّا إن لم يكن يعلم بزواجها، أو أنّها لا زالت في العدّة فالعقد باطل، ولكنّها لا تحرم عليه، فإذا عقد على امرأة مثلاً وهي في عدّة الوفاة، أو على ذمّة زوج وهو يعلم بذلك حرمت عليه مؤبداً، فحتى لو طُلّقت بعد ذلك لا تحلّ له.

أمّا إذا لم يكن عالماً بالموضوع فالعقد باطل؛ وعليه لو طُلّقت، أو مات زوجها جاز له التزوّج منها بعد العدّة.

فالمدار: في العلم، وعدم العلم بالموضوع.

٤ ـ مَنْ زنا بامرأة متزوّجة، أو في العدّة الرجعية حرمت عليه مؤبداً. ولعلّه من باب العقوبة لأقامتها علاقة غير شرعية، وهتك حرمة فراش الزوجية، فبعض الأشخاص ـ والعياذ بالله ـ يُقيم علاقة مع امرأة متزوّجة نعبر عنها بالعشيق، ويعبّر عنها القرآن بالأخدان،( مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ) (٣) ،

____________________

(١) سورة الأحزاب / ٥٣.

(٢) سورة الأحزاب / ٦.

(٣) سورة النساء / ٢٧.

٩١

فمَنْ كانت له علاقة بامرأة من هذا النمط لا يجوز له التزوّج بها حتّى لو طُلّقت، أو مات زوجها وانتهت العدّة، وبعض الفقهاء يُفتي بالاحتياط الوجوبي.

٦ ـ إذا لاط شخص بغلام، حتّى إن كان اللائط غير بالغ، فإذا أوقب حرمت عليه أُمّ الغلام وأُخته وبنته. وإذا لاط بأخي زوجته، أو أبيها، أو ابنها حرمت عليه زوجته أيضاً.

٧ ـ إذا تزوّج المحرم في الحجّ، أو عقد على امرأة فإنّها تحرم عليه مؤبداً أيضاً.

إلى هنا انتهى الكلام عن النساء التي حرّم الإسلام الزواج منهنّ، ولنحاول الآن معرفة أسباب هذا التحريم وإن لم نستوعبه بشكل كلّي. وبتعبير آخر: لماذا يحرّم الإسلام الزواج من الأخوات، وزوجة الأب، والأخت بالرضاعة... إلخ؟

لا بدّ أن نؤكّد أنّ أحكام الله تعالى توقيفية لا يستطيع الإنسان معرفة أسباب هذا الحكم أو ذاك، ولكن لا بدّ أن يكون لكلّ حكم من علّة؛ لأنّ الأحكام خصوصاً عندنا تدور مدار المصالح والمفاسد، فما به مصلحة يأمر الباري (عزّ وجلّ) به، وما فيه مفسدة للعباد يحرّمه وينهى عنه، ومع ذلك يمكن أن نتصيّد جملة من الأسباب، منها:

٩٢

أوّلاً: ثبت علمياً من خلال التجارب أنّ ردّ الاُصول إلى الفروع له آثار سيئة جدّاً على الحياة الصحية، وعلى سلامة الفرد، وهذه التجارب أُجريت فعلاً على بعض الحيوانات، حيث تُصاب بعض الولادات عند التزاوج من الأقارب بكثرة ببعض التشوهات الخلقية، وهذا ما أثبته الطب أيضاً.

ثانياً: أنّ الإسلام لا يمنع الإنسان من ممارساته الطبيعية التي أودعها الله فيه، أي أنّ الإسلام لا يُحارب الفطرة، بل يهذّبها من خلال تضييق بعض الأبواب أمامها؛ وذلك لتنمية الكمال الروحي لدى الإنسان.

وباختصار: إنّ الرجل إذا تعامل مع المرأة من منظار الشهوة الجنسية فلن يكون له هناك تدريب على حفظ النفس وحمايتها من الوقوع في أتون نيران الشهوة، فتحريم بعض النساء يعدّ نوعاً من التدريب على حفظ العفّة، والتعامل مع المرأة خارج إطار الشهوة والغريزة.

ثالثاً: ويُنمّي الإسلام إضافة إلى العفّة الآداب الاجتماعية؛ إذ من الملاحظ أنّ بعض الآداب ترتفع بين الزوجين، كستر العورة، وحرمة الفحش في القول، وغير ذلك، بينما لا يمكن للإنسان مخالفة الآداب أمام محارمه من النساء، والمجتمع يستهجن التفحّش بالقول أمام الأخوات مثلاً.

رابعاً: وربما تحدث بعض المشاكل الاجتماعية بين الزوجين، وقد تؤدّي إلى العداء والقطيعة بين الأُسر كما يحصل ذلك غالباً مع الطلاق، فلو تزوّج الأخ أُخته مثلاً ثم طلّقها فسيكون ذلك قطيعة للرحم، وإدخال أسباب العداء والشحناء في الأُسرة الواحدة.

٩٣

خامساً: ولعلّ هذا أهم الأسباب، وهو تنمية الغيرة عند الرجل، تنمية روح الدفاع عن العرض وعن الشرف؛ فإنّ تحريم هذه النساء على الرجل إشعار له بأنّهنّ واقعات تحت حمايته، وأنّهنّ مقدّسات بالنسبة له؛ لذا تجد معظم الرجال ـ إلاّ مَنْ شذّ ـ يتفانون في الدفاع عن شرفهم ونسائهم، ولا يرضى تحت أقسى الظروف أن تُنتهك حرمته.

لاحظ أنّ الحسين (عليه السّلام) عندما نزل إلى المشرعة مدّ يده إلى الماء ليشرب، فناداه منادٍ: أتلتذّ بالماء وقد هُتكت حرمك.

فرمى الماء [ من ] يده ولم يشرب؛ لأنّه (عليه السّلام) يرى الحفاظ على العرض أهم من الحفاظ على النفس.

٩٤

المحاضرة العاشرة: الإشاعات والموقف الشرعي منها(١)

بسم الله الرحمن الرحيم

( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدّوهُ إِلَى الرّسُولِ وَإِلَى‏ أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) (٢) .

كلمة أمرٍ تستعمل في لغة العرب في عدّة معاني، أحدها الشأن، أو الشيء، ولعلّ المراد بالأمر في هذه الآية هو خصوص الخبر؛ لتناسبه مع الإذاعة؛ لأنّ الخبر هو الذي يُذاع ويُنشر.

ومن هنا تعدّ الآية المباركة من جملة الآيات التي تعرّضت لموضوع الإشاعة، وكيفية تطويقها، وتحجيم أثرها في المجتمع.

وفي المقابلة في الآية بين الأمن والخوف إشارة إلى أنّ مروّجي هذه الأخبار ينشرون كلّ خبر، وكلّ ما يسمعون حتّى وإن كان بعضها على طرفي نقيض، كالأمن والخوف، أي إنّهم لا يتوقّفون في نشر أيّ حكايةٍ أو خبرٍ أو قصّة.

ثمّ تُبيّن الآية الكريمة أحد الأساليب المتّبعة في تطويق الإشاعات، والحدّ من انتشارها، وقد عبّر القرآن عن هذا الاُسلوب بالردّ إلى الرسول (صلّى الله عليه وآله) واُولي الأمر، ويعبّر عنه في الدراسات النفسية والاجتماعية بـ (عيادة الإشاعات)، وهي مراكز متخصّصة تنشئها بعض الدول، وظيفتها الأساسية هي تحليل

____________________

(١) الصحيح أنّ يُقال: شائعات وليس إشاعات، ولكن جرياً على استعمال العرف استعملنا لفظ إشاعة وإشاعات.

(٢) سورة النساء / ٨٣.

٩٥

الإشاعات التي تضرّ بمصالح ذلك البلد؛ تمهيداً للتصدّي لها، وإنهاء تأثيراتها السلبية.

الواقع أنّ موضوع الإشاعات من المواضيع الهامّة جدّاً، والتي يجب تحصين المجتمع من أخطارها وأضرارها؛ وذلك لأنّها تعدّ من أبرز وسائل الحرب النفسية التي يشنّها الأعداء ضدّ مجتمعٍ ما من المجتمعات، وفي أيام الحرب والسلم على السواء.

وغير خافٍ أنّ مجتمعاتنا الإسلاميّة عامّة، ومذهب آل البيت خاصّة، مستهدفة من أطراف عديدة، لعلّ أهونها الأطراف البارزة المعروفة من قوى الكفر والضلال التي تتربّص بالإسلام وأهله الدوائر.

وإذا كنّا نائمين عن بعض أعدائنا فإنّ أعداءنا لا ينامون عنّا؛ فيجب أن نكون على حذر.

ويكمن خطر الحرب النفسية في أنّك لا تعرف الجهة التي تحاربها، ولا تلتفت إلى الوسائل التي يستخدمها عدوّك في تلك الحرب.

(ويقصد بالحرب النفسية: استخدام الدعاية وغيرها من الأساليب؛ للتأثير في إرادة وعواطف، واتجاهات وعقائد، وسلوك جماعات معينة)(١) .

وتستهدف الحرب النفسية نشر الفرقة والانقسام في صفوف المجتمع الذي توجّه ضدّه، وإضعاف ثقته بنفسه عن طريق زعزعة ثقته بأفكاره وعقائده ومبادئه، وكذلك نزع الثقة بينه وبين قياداته، ومحاولة عزل المجتمع عنهم.

وتستهدف أيضاً نشر الخوف والقلق، والتمزّق بين أفراده؛ لشلّ تفكيرهم، مقدّمة للسيطرة على أفكارهم، وتغيير سلوكهم واتجاهاتهم.

____________________

(١) علم النفس الاجتماعي ـ د. عبد الرحمان محمد عيسوي / ٧.

٩٦

كما قد تسعى إلى كسب بعض العناصر في المجتمع، وإمالتهم إلى صف العدوّ من خلال إبراز الصديق بثوب العدوّ، والعدوّ بثوب الصديق.

ومن الواضح أنّ الإشاعات من أهم الأساليب الدعائية الناجحة في الحرب النفسية؛ وذلك لشدّة تأثيرها في نفسية الجمهور، وسهولة استخدامها، وقلّة تكاليفها المادية... إلخ؛ لأنّ الإشاعات ليست إلاّ عبارة عن الأحاديث والأخبار والأقوال التي يتناقلها الناس، والقصص التي يروونها دون التثبّت من صحتها أو التحقّق من صدقها.

فهي أنباء وأخبار وقصص تُطرح من قبل جهة مستفيدة، ربما يكون شخصاً، أو مؤسسة، أو دولة؛ لتنشر في مجتمعات معينة للأهداف التي مرّت الإشارة إلى بعضها(١) .

الإشاعة في النصوص الإسلاميّة

لم يرد لفظ الإشاعة بشكل صريح في النصوص الإسلاميّة؛ لأنّه مصطلح متأخّر، لكن ورد بلفظة أُخرى مرادفة، وهي الإذاعة، كما مرّ في الآية المباركة (أذاعوا به)، وقد عقد الشيخ الكليني باباً خاصاً في كتابه (اُصول الكافي) ذكر فيه نحواً من اثني عشر حديثاً بعنوان باب الإذاعة، وهناك موارد كثيرة ذكرتها النصوص الإسلاميّة، وينطبق عليها مفهوم الإشاعة , منها:

الكذب: فعندما يختلق شخص أو جماعة كذبة، ثمّ ينشرونها بين الناس يصدق عليها أنّها إشاعة.

ومنها:

____________________

(١) الشائعات وآثارها النفسية والاجتماعية ـ للمؤلف / ٢٣.

٩٧

الغيبة: وهي من أبرز مصاديق الإشاعة، وقد ورد في حديث للإمام الصادق (عليه السّلام) ما يدلّ على ذلك« تصديق خبر بلا مكاشفة » (١) . وقد مرّ في تعريف الإشاعة هذا المعنى.

ومنها: النميمة: وهي الرواية على المؤمنين، أي ذكر معايبهم بقصد إسقاطهم من أعين الناس، أو للتنفير منهم. روي عن الإمام الصادق (عليه السّلام):« مَنْ روى على مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروّته؛ ليسقط من أعين الناس، أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان، فلا يقبله الشيطان » (٢) .

ومنها: طلب عثرات المؤمنين وزلاّتهم، وتتبّع عيوبهم؛ لأجل التشهير بهم. فهذه الموارد وغيرها كلّها ينطبق عليها مفهوم الإشاعة، وإن كانت مسمّياتها في ألسنة الروايات مختلفة.

موقف الإسلام من الإشاعات

يمكن إجمال الموقف الشرعي من الإشاعات في النقاط الأربعة آلاتية:

أوّلاً: التوقّف عند الإشاعات

ينبغي بالمؤمن الواعي المتفّهم للأخطار المحدقة بالإسلام والمسلمين، والعارف بزمانه وما فيه من صراعات وأهواء، وإغراض شخصية تدفع البعض لاستخدام كلّ الوسائل للإيقاع بخصومهم، أن يتوقّف عند كلّ خبر، أو قصّة، أو رواية تدور حول شخص، أو جماعة ما من المجتمع؛ سواء سمعها من أفواه الناس

____________________

(١) التفسير المعين / ١٠٢.

(٢) اُصول الكافي ـ باب الرواية على المؤمن.

٩٨

أو من الإذاعات والصحف، أو القنوات الفضائية، أو وسائل الاتصال الأُخرى، والتي لا يوثق غالباً بصحة نقلها، فيجب أن لا يتقبّلها من غير فحص، أو نقاش لمضمونها، أو غايتها.

وللأسف، فإنّ البعض ما أن يسمع خبراً أو قصّةً عن شخصٍ أو جماعة إلاّ وطار بها لينشرها بين الناس دون التثبّت من صحتها، أو فحص مدلولها، أو التفكير في الغاية من نشرها.

وهذه الظاهرة، سرعة انتشار الإشاعات، تكشف عن كون ذلك المجتمع أرضاً خصبة لانتشار الإشاعات؛ إمّا لكونه مجتمعاً جاهلاً لا يُدرك خطر الإشاعات وأضرارها، أو إنّ هذه الإشاعة تحقّق رغبة نفسيةً لناشريها، كأنّ يكره شخصاً أو جماعة ويظنّ بهم سوءاً، فإذا سمع خبراً يسوؤهم طار به فرحاً، وسعى لنشره في الأرجاء؛ لأنه يحقّق للناشر رغبةً في التشفّي من ذلك الشخص أو الجماعة.

فهم كما قال الشاعر:

إن يسمعوا ريبةً طاروا بها فرحاً منّي وما سمعوا من صالحٍ دفنوا

صمٌ إذا سمعوا خيراً ذُكرتُ به وإن ذُكرتُ بسوءٍ عندهم اُذنُ

والقرآن عندما تعرّض لقضية الإفك في سورة النور المباركة بيّن الموقف من الإشاعات بأكثر من التوقّف، حيث أمر بالأخذ بما يخالف مضمون الإشاعة، خصوصاً إذا كانت موجهة ضدّ المؤمنين، وتهدف إلى الإساءة لهم،( لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هذَا إِفْكٌ مّبِينٌ ) (١) .

____________________

(١) سورة النور / ١٢.

٩٩

أي أن يعلن المؤمنون أنّ هذا الخبر كذب صريح.

ولاحظ التعبير في قوله تعالى (بأنفسهم)، حيث جعل المؤمنين كتلة واحدة ينبغي أن لا تظنّ ببعضها إلاّ الخير.

ثانياً: التحرّي عن واقع الإشاعة

وارتقى بنا القرآن على تحمّل مسؤولية أكبر تجاه الإشاعات، والمواد الإعلامية، حينما أمرنا بالبحث والتحرّي عن واقع الإشاعة؛ لأنّ مجرّد التوقّف لا تصديق ولا تكذيب قد يفوت مصلحة هامّة، أو ربما تترتّب بعض الآثار، والمواقف العملية على تلك الإشاعات، فيأتيّ هنا دور التبيّن بتعبير القرآن الكريم:( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى‏ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) (١) .

ولنا في هذه النقطة ملاحظتان:

الأولى: صحيح أنّ الآية قد أمرت بالتبيّن عن الخبر الذي ينقله الفاسق، ولكن لا يعني ذلك عدم التبيّن عن الخبر الذي ينقله العادل أو الثقة؛ لأنّ الثقة قد ينقل عن غير الثقة؛ إمّا تسامحاً، أو غفلةً عن حال مصدر الخبر، أو لحسن ظنّه بالناقل، أو قد يُسيء العادل، أو الثقة تفسير حادث من الحوادث، خصوصاً مع فقدان الوعي الإعلامي عند معظم الناس.

الثانية: أنّ التبيّن، أو الفحص عن صحة الخبر ليس أمراً سهلاً ومتاحاً لكلّ أحد، فيجب أن يتصدّى لهذه المهمّة مَنْ يتوفّر على وعي ومعرفة سليمة بمداخل

____________________

(١) سورة الحجرات / ٦.

١٠٠