الامام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء

الامام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء0%

الامام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 236

الامام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد منذر الحكيم
تصنيف: الصفحات: 236
المشاهدات: 154984
تحميل: 6677

توضيحات:

الامام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 236 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 154984 / تحميل: 6677
الحجم الحجم الحجم
الامام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء

الامام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مَحَلَّهُم، وصِرتَ عِبرَةً للمعتَبِر )) (١) .

٤ - وخطب (عليه السّلام) فقال:(( يا أيّها النّاس، نافسِوا في المكارم، وسارِعوا في المغانِم، ولا تحتسِبوا بمعروف لم تُعجّلوا، واكسبوا الحمدَ بالنُجح، ولا تكتسِبوا بالمطلِ ذَمّاً؛ فمهما يكنْ لأحد عند أحد صنيعةٌ له رأى أنّه لا يقومُ بشكرِها، فالله له بمكافاتهِ؛ فإنّه أجْزَلُ عطاءً، وأعظمُ أجراً. واعلموا أنّ حوائج النّاس إليكم من نعم الله عليكم، فلا تملّوا النّعم فتُحوّر نقماً )) (٢) .

في رحاب الفقه والأحكام الشّرعية

لقد أثبت أهل البيت المعصومون (عليهم السّلام) جدارتهم للمرجعية الدينية بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المجالين العلمي والسّياسيّ معاً.

وقد عمل خطّ الخلافة بشكل مدروس على حذف هذا الخطّ النّبويّ وعزله عن السّاحة السّياسية والاجتماعية، وخطّط أهل البيت (عليهم السّلام) لمواجهة هذه المؤامرة، كما عرفت.

غير أنّ البُعْد العلمي قد برز وطغى على البعد السّياسي حتّى اتُّهِمَ أهل البيت (عليهم السّلام) باعتزالهم السّاحة السّياسية بعد الحسين (عليه السّلام)، ولكنّ العجز العلمي للخطّ الحاكم بالرغم من كلّ ما أوتي من إمكانات ماديّة وبشرية هو الذي قد بانَ على مدى التاريخ، وتميّزت مرجعيّة الأئمّة الأطهار على مَنْ سواها من المرجعيات السّائدة آنذاك. وكانت حاجة الاُمة الإسلاميّة إلى تفاصيل الأحكام الشّرعية نظراً للمستجدّات المستمرّة هي السّبب الآخر في ظهور علم أهل البيت (عليهم السّلام) وفضلهم وكمالهم.

وما سجّلته كتب التاريخ من حقائق لا تخفى على اللبيب، مثل حقيقة عدم عجزهم أمام الأسئلة المُثارة، وعدم اكتسابهم العلم من أحد من أهل

____________________

(١) إرشاد القلوب ١ / ٢٩.

(٢) كشف الغمة ٢ / ٢٩.

٢٢١

الفضل سوى الرّسول (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين(عليهم السّلام) لدليل واضح على تميّزهم عمّن سواهم.

وهنا نختار نماذج ممّا يرتبط بالفقه بمعناه المصطلح بمقدار ما يسمح به المجال.

١ - ممّا يرتبط بباب الصّلاة، ذكر الإمام محمّد الباقر (عليه السّلام) جواز الصّلاة بثوب واحد، مستشهداً بأنّه قد حدّثه مَنْ رأى الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) وهو يصلّي في ثوب واحد، وحدّثه أنّه رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يُصلّي في ثوب واحد(١) .

٢ - وجاء أنّ الأئمّة (عليهم السّلام) كانوا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم فيما يجهر فيه بالقراءة من الصّلوات في أوّل فاتحة الكتاب، وأوّل السّورة في كلّ ركعة، وجاء عن الحسين (عليه السّلام) قوله:(( اجتمعنا ولد فاطمة (عليها السّلام) على ذلك )) (٢) .

٣ - وكان الحسين بن عليّ (عليهما السّلام) يصلّي فمرّ بين يديه رجل، فنهاه بعض جلسائه، فلمّا انصرف من صلاته قال له:(( لِمَ نَهَيْتَ الرَجُلَ؟ )) فقال: يابن رسول الله، خطر فيما بينك وبين المحراب.

فقال (عليه السّلام):(( ويحك! إنّ الله (عزّ وجلّ) أقربُ إليَّ من أن يخطرَ فيما بيني وبين أحد )) (٣) .

٤ - وكان الحسين (عليه السّلام) جالساً فمرّت عليه جنازةٌ، فقام النّاس حين طلعت الجنازة، وهنا أوضح الإمام (عليه السّلام) للناس ما تصوّروه خطأً من أنّ القيام عند مرور الجنازة من السنّة؛ باعتبار ما سمعوه من قيام رسول الله عند مرور الجنازة، فقال الحسين بن عليّ (عليهما السّلام):(( مرَّت جنازة يهودي ّفكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على طريقها جالساً، فكره أن تعلو رأسَه جنازةُ يهوديّ

____________________

(١) دعائم الإسلام ١ / ١٧٥.

(٢) مستدرك الوسائل ٤ / ١٨٩.

(٣) وسائل الشّيعة ٣ / ٤٣٤ ح ٤.

٢٢٢

فقامَ لِذلك )) (١) .

وقد أحصى مؤلّف موسوعة كلمات الإمام الحسين (عليه السّلام) ما يُقارب من مئتين وخمسين رواية في الأحكام الشّرعية وردت عن الإمام الحسين (عليه السّلام) في مختلف أبواب الفقه الإسلامي.

على أنّ سيرة الإمام الحسين (عليه السّلام) مثل سيرة سائر الأئمّة الأطهار تعتبر مصدراً من مصادر استلهام الأحكام الشّرعية؛ لتنظيم السّلوك الفردي والاجتماعي للإنسان المسلم وللمجتمع الإسلامي.

في رحاب أدعية الإمام الحسين (عليه السّلام)

لقد تميّز تراث أهل البيت (عليهم السّلام) بظاهرة الدعاء تميّزاً فريداً في جانبي الكمّ والكيف معاً.

فالاهتمام بالدعاء في جميع الحالات والظروف التي يمرّ بها الإنسان في الحياة، كما قال تعالى:( قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ ) (٢) ، هو المظهر الذي ميّز سلوك أهل البيت (عليهم السّلام) عمّن سواهم، وعلى ذلك ساروا في تربيتهم لشيعتهم.

والمسلمون بشكل عام يلمسون هذه الظاهرة بوضوح في موسم الحجّ وغيره من مواسم العبادة عند أتباع أهل البيت (عليهم السّلام) وشيعتهم.

وتفرّدت أدعية أهل البيت (عليهم السّلام) في المحتوى والمقاصد، والمعاني التي اشتملت عليها أدعيتهم ؛ فإنّها تُفصح بوضوح عن البون الشاسع بينهم وبين غيرهم. فأين الثرى وأين الثريّا؟

وتدلّنا بعض النصوص المأثورة عن الإمام الحسين (عليه السّلام) على سرّ هذا

____________________

(١) الكافي ٣ / ١٩٢.

(٢) سورة الفرقان / ٧٧.

٢٢٣

الاهتمام البليغ منهم بالدعاء.

١ - قال (عليه السّلام):(( أعجز النّاس مَنْ عجز عن الدعاء، وأبخل النّاس مَنْ بخل بالسّلام )) (١) .

٢ - وجاء عنه أنّه كان يدعو في قنوت الوتر بالدعاء الذي علّمه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو:(( اللهمّ إنّك تَرى ولا تُرى، وأنت بالمنظر الأعلى، وإنّ إليك الرجعى، وإنّ لك الآخرة والاُولى. اللهمّ إنّا نعوذ بك من أن نَذِلّ ونخزى )) (٢) .

٣ - من الأدعية القصيرة المأثورة عنه قوله (عليه السّلام):(( اللهمّ لا تستدرِجني بالإحسانِ، ولا تؤدِّبني بالبلاء )) (٣) .

وقال في معنى الاستدراج:(( الاستدراج من الله لعبده أن يُسبغ عليه النِعَمَ ويَسْلُبَه الشُكرَ )) (٤) .

٤ - ومن أدعيته في قنوته:(( اللهمّ مَنْ آوى إلى مأوى فأنتَ مأوايَ، ومَنْ لجأ إلى مَلجَأ فأنتَ مَلجايَ. اللهمّ صلّ على محمّد وآلِ محمّد، واسمع ندائي، وأجب دُعائي، واجعل مآبي عندك ومثوايَ، واحرُسني في بَلواي من افتتانِ الامتحان، ولُمَّةِ الشّيطانِ بعظمتك التي لا يشوبُها وَلَعُ نفس بِتَفتين، ولا واردُ طيف بتظنين، ولا يلُمُّ بها فَرَجٌ حتّى تقلبني إليك بإرادتك غير ظنين ولا مظنون، ولا مُراب ولا مُرتاب، إنّك أنت أرحمُ الراحِمينَ )) (٥) .

٥ - وله دعاء آخر كان يدعو به في قنوته هو:(( اللهمّ منك البدءُ ولك المشيئةُ، ولك الحولُ ولك القوّةُ، وأنت اللهُ الذي لا إله إلاّ أنتَ. جَعَلْتَ قلوبَ أوليائك مسكناً لمَشِيّتِكَ، ومكمَناً لإرادتكَ، وجَعَلتَ عُقولَهُم مَناصِبَ أوامِركَ ونواهيكَ، فأنتَ إذا شِئت ما نشاءُ حرّكتَ مِن أسرارهم كوامِن ما أبطَنْتَ فيهم، وأبَدأتَ من إرادتك على ألسنتِهِم ما

____________________

(١) بحار الأنوار ٩٣ / ٢٩٤.

(٢) كنز العمال ٨ / ٨٢، ومسند الإمام أحمد ١ / ٢٠١.

(٣) بحار الأنوار ٧٨ / ١٢٨.

(٤) تحف العقول / ١٧٥.

(٥) نهج الدعوات / ٤٩.

٢٢٤

أفهَمْتَهُم به عنكَ في عقودِهم بعقول تدعوك، وتدعو إليك بحقائقِ ما مَنَحتَهُم به، وإنّي لأعلَمُ ممّا علّمتني ممّا أنت المشكورُ على ما منه أريتني، وإليه آوَيتني )) .

٦ - وله دعاء يُسمّى بـ (العشرات).

٧ - وله دعاء كان يدعو به حين كان يمسك الركن اليماني ويناجي ربّه هو:(( إلهي، أنعمتني فلم تجدني شاكراً، وأبليتني فلم تجدني صابراً، فلا أنت سلَبْتَ النعمة بترك الشكر، ولا أدَمْتَ الشدّةَ بترك الصبرِ. إلهي، ما يكونُ من الكريمِ إلاّ الكرَمُ )) (١) .

٨ - وروي أن شُريحاً دخل مسجد الرّسول (صلّى الله عليه وآله) فوجد الحسين (عليه السّلام) في المسجد ساجداً يُعفِّر خدّه على التراب وهو يقول:(( سيّدي ومولاي، ألِمقامِعِ الحديد خَلَقْتَ أعضائي؟ أم لِشُربِ الحميمِ خَلَقْتَ أمعائي؟ إلهي، لئن طالبتني بذنوبي لاُطالبنّك بكرمك، ولئن حَبَستني مع الخاطئينَ لأخبِرنَّهُم بحُبّي لك. سيّدي، انّ طاعَتي لا تنفعُك، وَمعصيتي لا تضرّك، فهب لي ما لا ينفعُك، واغفر لي ما لا يضرّك؛ فإنّك أرحم الراحمين )) (٢) .

٩ - وكان من دعائه إذا دخل المقابِرَ:(( اللهمّ ربَّ هذه الأرواح الفانيةِ، والأجساد البالية، والعِظامِ النَخِرةِ، التي خرجتْ من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخِل عليهم رَوْحاً منك وسلاماً مِنّي )) .

وقال (عليه السّلام):(( إذا دعا أحد بهذا الدعاء كتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم السّاعةُ حسنات )) (٣) .

١٠ - ومن دعائه في الصّباح والمساء قوله:(( بسم الله الرحمن الرحيم. بسم الله وبالله، ومن الله وإلى الله، وفي سبيل الله، وعلى ملّة رسول الله، وتوكّلت على الله، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم. اللهمّ إنّي أسلمْتُ نفسي إليك، ووجّهت وجهي إليك، وفوّضت أمري إليك، إياك أسألُ العافية من كلّ سوء في الدنيا والآخرة. اللهمّ إنّك تكفيني من كلّ

____________________

(١) إحقاق الحق ١١ / ٥٩٥.

(٢) المصدر السابق ١١ / ٤٢٤.

(٣) مستدرك الوسائل ٢ / ٣٧٣ ح ٢٣٢٣.

٢٢٥

أحد ولا يكفيني أحد منك، فاكفني من كلّ أحد ما أخاف وأحذرُ، واجعل لي من أمري فرجاً ومخرجاً؛ إنّك تعلمُ ولا أعلم، وتقدرُ ولا أقدِر، وأنت على كلّ شيء قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين » (١) .

وأمّا دعاء عرفة المرويّ عن الإمام الحسين (عليه السّلام) فهو من غرر الأدعية المطوّلة، والتي تستدرّ الرحمة الإلهية بما تمليه على الإنسان من أسباب الإنابة والتوبة وشموخ المعرفة، وقد أشرنا إلى مقاطع منه في بحوث سابقة.

وإليك مقطعاً آخر من هذا الدعاء:(( الحمد لله الّذي لم يتّخذ ولداً فيكون موروثاً، ولم يكن له شريك في الملك فيضادّه فيما ابتدع، ولا وليّ من الذلّ فيرفده فيما صنع، سبحانه سبحانه سبحانه! لو كان فيهما آلهة إلاّ الله لفسدتا وتفطّرتا، فسبحان الله الواحد الحقّ الأحد الصمد الّذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد!

الحمد لله حمداً يعدل حمد ملائكته المقرّبين، وأنبيائه المرسلين، وصلّى الله على خيرته من خلقه محمّد خاتم النبّيّين وآله الطّاهرين المخلصين. اللهمَّ اجعلني أخشاك كأنّي أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تشقني بمعصيتك، وخرْ لي في قضائك، وبارك لي في قدرك حتّى لا اُحبّ تعجيل ما أخّرت، ولا تأخير ما عجّلت )) (٢) .

في رحاب أدب الإمام الحسين (عليه السّلام)

لا ريب في أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) يُعدّ امتداداً لجدّه وأبيه وأخيه من حيث المعرفة، ومن حيث الاقتدار الفني في التعبير. وقد جاء على لسان خصومهم أنّهم أهل بيت قد زقّوا العلم زَقّاً، وأنّها ألسِنَةُ بني هاشم التي تفلق الصّخر، وتغرف من البحر(٣) .

وعلّق عمر بن سعد يوم عاشوراء على خطبة للإمام الحسين (عليه السّلام): « إنّه

____________________

(١) مهج الدعوات / ١٥٧.

(٢) بحار الأنوار ٩٨ / ٢١٨ - ٢١٩.

(٣) المجالس السنية / ٢١، ٢٨، ٣٠.

٢٢٦

ابن أبيه، ولو وقف فيكم هكذا يوماً جديداً لما انقطع ولما حُصِر »(١) .

وقال أصحاب المقاتل عن كلماته وخطبه في كربلاء ويوم عاشوراء: إنّه لم يُسمع متكلّم قطّ قبله ولا بعده أبلغ في منطقه من الحسين (عليه السّلام)(٢) .

وبالرغم من قصر المدّة الزمنيّة لإمامته، وعدم إتاحة الفرصة السّياسيّة التي تفرض صياغة الخطب عادةً، بخاصّة أنّه (عليه السّلام) التزم بالهدنة التي عقدها أخوه (عليه السّلام) في زمن معاوية، فقد اُثر عنه (عليه السّلام) في ميدان الخطبة وغيرها أكثر من نموذج، فضلاً عن أنّه (عليه السّلام) في زمن أبيه (عليه السّلام) قد ساهم في خطب المشاورة والحرب(٣) ، وحشَد فيها كلّ السّمات الفنّية التي تتناسب والغرض الذي استهدف توصيله إلى الجمهور(٤) .

وأمّا خطب المعركة التي خاضها في الطفّ أو كربلاء، حيث فجّرت هذه المناسبة عشرات الخطب منذ بدايتها إلى نهايتها، فقد تنوّعت صياغةً ومضموناً، وتضمّنت التذكير بكتبهم التي أرسلوها إليه، وبطاعة الله وبنصرته وبالتخليّ عن قتاله.

وممّا جاء في أحدها:(( تبّاً لكم أيّتها الجماعة وتَرَحاً! أحين استصرختمونا والهِين فأصرخناكم موجِفين، مؤدّين مستعدّين، سَلَلْتُم علينا سيفاً لنا في أيْمانِكم، وحششتُم علينا ناراً قدحناها على عدوّكم وعدوّنا، فأصبحتم إلبْاً على أوليائكم، ويداً عليهم لأعدائكم، بغيرِ عدلٍ أفشوه فيكُم، ولا أمل أصبح لكم فيهم إلاّ الحرام من الدنيا أنالوكم، وخسيس عيش طمعتم فيه )) .

واحتشدت هذه الخطبة بعناصر الفنّ المتنوعة بالإضافة إلى عنصرَي المحاكمة والعاطفة. وبمقدور المتذوّق الفني الصّرف أن يلحظ ما تتضمّنه

____________________

(١ و ٢) المجالس السنية / ٢١، ٢٨، ٣٠.

(٣) راجع حياة الإمام الحسين في عهد أبيه، في هذا الكتاب.

(٤) تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي / ٣٠٧ - ٣١١.

٢٢٧

من دهشة فنّية مثيرة كلّ الإثارة(١) .

والأشكال الأدبيّة الاُخرى التي طرقها أدب الإمام الحسين (عليه السّلام) هي الرسائل والخواطر، والمقالة والأدعية والشّعر(٢) والحديث الفني.

ونشير إلى نموذجين من شعره بما يتناسب مع المجال هنا:

- ١ –

تباركَ ذو العلا والكبرياءِ

تفرّد بالجلالِ وبالبقاءِ

وسوّى الموتَ بين الخلقِ طُرّاً

وكلّهُمُ رهائنُ للفناءِ

ودنيانا وإن ملنا إليها

وطالَ بها المتاعُ إلى انقضاءِ

ألا إنّ الركونَ على غرورٍ

إلى دارِ الفناءِ من الفناءِ

وقاطنها سريعُ الظعنِ عنها

وإن كان الحريصُ على الثَّواءِ (٣)

- ٢ –

اغنَ عن المخلوق بالخالقِ

تَغنَ عن الكاذبِ والصادقِ

واسترزق الرحمنَ من فضله

فليس غيرُ الله من رازقِ

مَنْ ظنّ أنّ النّاس يغنونَه

فليس بالرحمنِ بالواثقِ

أو ظنَّ أنّ المالَ من كسبِه

زلّت بهِ النعلان من حالقِ (٤)

والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسّلام على محمّد وآله الطاهرين

____________________

(١) تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي / ٣١١ - ٣٠٣.

(٢) للاطلاع التفصيلي على خصائص كلّ شكل في أدب الحسين (عليه السّلام) راجع تاريخ الأدب العربي في ضوء المنهج الإسلامي - للدكتور محمود البستاني.

(٣) عن ديوان الإمام الحسين ٤ / ١١٥.

(٤) عن البداية والنهاية ٨ / ٢٢٨.

٢٢٨

الفهرس

الباب الأول. ١٤

الفصل الأول: الإمام الحسين الشهيد (عليه السّلام) في سطور ١٥

الفصل الثاني: انطباعات عن شخصيّة الإمام الحسين (عليه السّلام) ٢٢

[ أوّلاً ] مكانة الإمام الحسين (عليه السّلام) في آيات الذكر الحكيم. ٢٢

[ ثانياً ] مكانة الإمام الحسين (عليه السّلام) لدى خاتم المرسلين (صلّى الله عليه وآله) ٢٥

[ ثالثاً ] مكانة الإمام الحسين (عليه السّلام) لدى معاصريه ٢٦

[ رابعاً ] الإمام الحسين (عليه السّلام) عبر القرون والأجيال. ٢٩

الفصل الثالث: مظاهر من شخصية الإمام الحسين (عليه السّلام) ٣٣

[ أوّلاً ] تواضعه (عليه السّلام) ٣٤

[ ثانياً ] حلمه وعفوه (عليه السّلام) ٣٤

[ ثالثاً ] جوده وكرمه (عليه السّلام) ٣٥

[ رابعاً ] شجاعته (عليه السّلام) ٣٧

[ خامساً ] إباؤه (عليه السّلام) ٣٨

[ سادساً ] الصراحة والجرأة في الإصحار بالحقّ. ٣٩

[ سابعاً ] عبادته وتقواه (عليه السّلام) ٤١

صور من عبادته (عليه السّلام) ٤٢

الباب الثاني. ٤٥

الفصل الأول: نشأة الإمام الحسين (عليه السّلام) ٤٧

تأريخ الولادة ٤٧

رؤيا اُمّ أيمن. ٤٧

الوليد المبارك. ٤٨

اهتمام النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بالحسين (عليه السّلام) ٤٩

كنيته وألقابه ٥١

٢٢٩

الفصل الثاني: مراحل حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) ٥٢

الفصل الثالث: الإمام الحسين (عليه السّلام) من الولادة إلى الإمامة ٥٤

الإمام الحسين (عليه السّلام) في عهد الرّسول (صلّى الله عليه وآله) ٥٤

ميراث النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لسبطيه (عليهما السّلام) ٥٧

وصيّة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بالسّبطين (عليهما السّلام) ٥٧

لوعة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) على الحسين (عليه السّلام) ٥٧

الإمام الحسين (عليه السّلام) في عهد الخلفاء ٥٩

الحسين (عليه السّلام) في عهد أبي بكر ٥٩

لوعة شهادة الزهراء (عليها السّلام) ٥٩

الحسين (عليه السّلام) في عهد عمر بن الخطاب.. ٦١

الحسين (عليه السّلام) في عهد عثمان. ٦٣

موقف مع أبي ذرّ الغفاري. ٦٥

الإمام الحسين (عليه السّلام) في عهد الدولة العلوية ٦٦

مع أبيه (عليه السّلام) في إصلاح الاُمة ٦٨

حرص الإمام عليّ (عليه السّلام) على سلامة الحسنين (عليهما السّلام) ٦٩

وصايا أمير المؤمنين (عليه السّلام) للإمام الحسين (عليه السّلام) ٧٠

الإمام الحسين مع أبيه (عليهما السّلام) في لحظاته الأخيرة ٧٣

الإمام الحسين في عهد أخيه الإمام الحسن (عليهما السّلام) ٧٥

حالة الاُمّة قبل الصلح مع معاوية ٧٥

احترام الإمام الحسين (عليه السّلام) لبنود صلح الإمام الحسن (عليه السّلام) ٧٩

رسالة جعدة بن هبيرة إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) ٨٠

استشهاد الإمام الحسن (عليه السّلام) ٨١

الباب الثالث.. ٨٣

الفصل الأول: عصر الإمام الحسين (عليه السّلام) ٨٥

البحث الأوّل: حكومة معاوية ودورها في تشويه الإسلام ٨٥

منهج معاوية لمحاربة الإسلام ٨٦

٢٣٠

معاوية ٨٨

١ - سياسته الاقتصادية ٨٨

أ - الحرمان الاقتصادي. ٨٨

ب - استخدام المال لتثبيت ملكه ٨٩

ج - شراء الذمم. ٨٩

د - ضريبة النيروز ٩٠

٢ - سياسة التفرقة ٩٠

أ - اضطهاد الموالي. ٩١

ب - العصبية القبلية ٩١

٣ - سياسة البطش والجبروت.. ٩١

٤ - الخلاعة والمجون والاستخفاف بالقيم الدينية ٩٢

٥ - إظهار الحقد على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) والعداء لأهل بيته (عليهم السّلام) ٩٣

٦ - العنف مع شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) ٩٤

٧ - فرض البيعة بالقوّة ليزيد الفاجر ٩٥

البحث الثاني: من هو يزيد بن معاوية؟ ٩٦

ولادة يزيد ونشأته وصفاته ٩٧

ولع يزيد بالصيد. ٩٨

شغفه بالقرود ٩٨

إدمانه على الخمر ٩٩

إلحاد يزيد وحقده على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ١٠١

جرائم حكم يزيد. ١٠٢

السرّ الكامن وراء نزعات يزيد الشرّيرة ١٠٣

٢٣١

مواقف الإمام الحسين (عليه السّلام) وإنجازاته ١٠٥

البحث الأوّل: موقفه (عليه السّلام) من البيعة ليزيد. ١٠٥

١ - دعوة انتهازية وخطّة شيطانية ١٠٥

٢ - أساليب معاوية لإعلان بيعة يزيد. ١٠٨

٣ - محاولات الإمام الحسين (عليه السّلام) لإيقاظ الاُمّة ١٠٩

مواجهةُ معاوية وبيعة يزيد. ١٠٩

محاولة جمع كلمة الاُمّة والاستجابة لحركة الجماهير. ١١١

فضح جرائم معاوية ١١٢

استعادة حقّ مضيّع. ١١٤

تذكير الاُمّة بمسؤوليّتها ١١٦

موت معاوية ١١٨

البحث الثاني: حكومة يزيد ونهضة الإمام الحسين (عليه السّلام) ١١٩

بدايات النهضة ١١٩

رسالة يزيد إلى حاكم المدينة ١٢٠

الوليد يستشير مروان بن الحكم. ١٢٠

الإمام (عليه السّلام) في مجلس الوليد. ١٢١

الإمام (عليه السّلام) مع مروان. ١٢٣

حركة الإمام (عليه السّلام) في الليلة الثانية ١٢٣

وصايا الإمام الحسين (عليه السّلام) ١٢٥

توجّه الإمام إلى مكة ١٢٦

البحث الثالث: أسباب ودوافع الثورة ١٢٩

١ - فساد الحاكم وانحراف جهاز الحكومة ١٣٠

٢ - مسؤولية الإمام تجاه الاُمّة ١٣١

٣ - الاستجابة لرأي الجماهير الثائرة ١٣٢

٤ - محاولة إرغامه (عليه السّلام) على الذلّ والمساومة ١٣٢

٢٣٢

٥ - نوايا الغدر الاُموي والتخطيط لقتل الحسين (عليه السّلام) ١٣٢

٦ - انتشار الظلم وفقدان الأمن. ١٣٣

٧ - تشويه القيم الإسلاميّة ومحو ذكر أهل البيت (عليهم السّلام) ١٣٤

٨ - الاستجابة لأمر الله ورسوله (صلّى الله عليه وآله) ١٣٥

أهداف منظورة في ثورة الإمام الحسين (عليه السّلام) ١٣٦

١ - تجسيد الموقف الشّرعي تجاه الحاكم الظالم. ١٣٦

٢ - فضح بني اُميّة وكشف حقيقتهم. ١٣٧

٣ - إحياء السنّة وإماتة البدعة ١٣٨

٤ - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ١٣٩

٥ - إيقاظ الضمائر وتحريك العواطف.. ١٤٠

لماذا لم ينهض الإمام الحسين (عليه السّلام) بالثورة في حكم معاوية؟ ١٤٠

١ - حالة الاُمّة الإسلاميّة ١٤١

٢ - شخصيّة معاوية وسلوكه المتلوّن. ١٤٢

٣ - احترام صلح الإمام الحسن (عليه السّلام) ١٤٣

المواقف من ثورة الحسين (عليه السّلام) قبل انطلاقها ١٤٤

البحث الرابع: توجّه الإمام (عليه السّلام) إلى مكّة ١٤٧

رسائل أهل الكوفة إلى الإمام (عليه السّلام) ١٤٧

جواب الإمام (عليه السّلام) على رسائل الكوفيّين. ١٤٩

تحرّك مسلم بن عقيل نحو الكوفة ١٥٠

رسالة مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) ١٥١

رسالة الإمام (عليه السّلام) إلى زعماء البصرة ١٥٢

جواب الأحنف بن قيس.. ١٥٣

جواب يزيد بن مسعود النهشلي. ١٥٣

موقف والي الكوفة ١٥٥

أنصار الاُمويّين يتداركون أُمورهم. ١٥٦

٢٣٣

قلق يزيد واستشارة السيرجون. ١٥٦

توجّه عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ١٥٨

محاولات ابن زياد للسيطرة على الكوفة ١٥٩

موقف مسلم من اغتيال ابن زياد ١٦٠

الغدر بمسلم بن عقيل. ١٦١

المبحث الخامس: حركة الإمام الحسين (عليه السّلام) إلى العراق. ١٦٣

لماذا اختار الإمام الحسين (عليه السّلام) الهجرة إلى العراق؟ ١٦٤

تصريحات الإمام (عليه السّلام) عند وداعه مكة ١٦٦

خلاصة الثورة في رسالة ١٦٨

ملاحقة السلطة للإمام (عليه السّلام) ١٦٩

في التنعيم. ١٦٩

في الصّفاح. ١٧٠

كتاب الإمام (عليه السّلام) لأهل الكوفة ١٧٠

إجراءات الاُمويّين. ١٧١

اعتقال الصيداوي وقتله ١٧٢

مع زهير بن القين. ١٧٢

أنباء الانتكاسة تتوارد على الإمام (عليه السّلام) ١٧٣

لقاء الإمام الحسين (عليه السّلام) مع الحرّ ١٧٤

النزول في أرض الميعاد ١٧٦

جيش الكوفة ينطلق بقيادة عمر بن سعد. ١٧٨

٢٣٤

البحث السادس: ماذا جرى في كربلاء؟ ١٨١

ليلة عاشوراء ١٨١

يوم عاشوراء ١٨٤

خطاب الإمام (عليه السّلام) في جيش الكوفة ١٨٥

الحرّ يُخيّر نفسه بين الجّنة والنّار ١٨٦

المعركة الخالدة ١٨٧

استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ١٩٣

الحسين (عليه السّلام) وحيداً في الميدان. ١٩٤

امتداد الحمرة في السّماء ١٩٦

حرق الخيام وسلب حرائر النبوة ١٩٧

الخيل تدوس الجثمان الطاهر ١٩٧

عقيلة بني هاشم أمام الجثمان العظيم. ١٩٨

الفصل الثالث: نتائج الثورة الحسينيّة ٢٠٠

١ - فضح الاُمويّين وتحطيم الإطار الديني المزيّف.. ٢٠٠

٢ - إحياء الرسالة الإسلاميّة ٢٠٢

٣ - الشعور بالإثم وشيوع النقمة على الاُمويّين. ٢٠٣

٤ - إحياء إرادة الاُمّة وروح الجهاد فيها ٢٠٤

٢٣٥

من تراث الإمام الحسين (عليه السّلام) ٢٠٦

نظرة عامّة في تراث الإمام الحسين (عليه السّلام) ٢٠٦

في رحاب العقل والعلم والمعرفة ٢٠٧

في رحاب القرآن الكريم. ٢٠٩

في رحاب السُنّة النبويّة المباركة ٢١١

في رحاب أهل البيت (عليهم السّلام) ٢١٤

بشائر الحسين (عليه السّلام) بالمهدي (عليه السّلام) ودولته ٢١٥

في رحاب العقيدة والكلام ٢١٧

في رحاب الأخلاق والتربية الروحية ٢١٩

في رحاب مواعظه الجليلة ٢٢٠

في رحاب الفقه والأحكام الشّرعية ٢٢١

في رحاب أدعية الإمام الحسين (عليه السّلام) ٢٢٣

في رحاب أدب الإمام الحسين (عليه السّلام) ٢٢٦

٢٣٦