مقتل العباس (عليه السلام)

مقتل العباس (عليه السلام)0%

مقتل العباس (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 394

مقتل العباس (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم
تصنيف: الصفحات: 394
المشاهدات: 73779
تحميل: 10679

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 394 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 73779 / تحميل: 10679
الحجم الحجم الحجم
مقتل العباس (عليه السلام)

مقتل العباس (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

صلاةُ الزيارة:

إنّ من الراجح المـُؤكّد صلاة ركعتين بعد الفراغ من زيارة أبي الفضلعليه‌السلام ، ويشهد له ما في مزار البحار ص١٦٥ عن مزار المفيد وابن المشهدي من الرواية عن الأئمّةعليهم‌السلام في كيفية زيارته وبعدها، قال: ثُمّ انحرف إلى عند الرأس فصلِّ ركعتين، ثُمّ صلِّ بعدهما ما بدا لك(١) .

وذكر السيّد ابن طاووس في مصباح الزائر الصلاة ركعتين بعد الفراغ من الزيارة، كما أنّ الشيخ المفيد وابن المشهدي وابن طاووس ذكروا في مزاراتهم عند زيارة العبّاس يوم عيد الفطر والأضحى، وليلة عرفة ويومها، الأمر بركعتي الزيارة بعد الفراغ منها(٢) .

وجاء في زيارة الأربعين: إنّ جابر الأنصاري زار العبّاس بن أمير المؤمنينعليهما‌السلام ، ثُمّ صلّى ركعتين، ومن البعيد جدّاً أنْ يكون الحكم ممنوعاً منه عند الأئمّةعليهم‌السلام ، ولا يعلمه مثل جابر المـُتخرّج من مدرستهم الكبرى، أو أنّه كان يغضُّ الطرف عن هذا المنع، بل ظاهر الفعل أنّهما ركعتي الزيارة، وأنَّه لِما عَلِمَهُ من أئمّتهعليهم‌السلام فسار على نهجهم.

____________________

(١) المزار للشيخ المفيد / ١٢٣، المزار للمشهدي / ١٧٩، المزار للشهيد الأوّل / ٢٨٠، بحار الأنوار ٩٧ / ٤٢٨.

(٢) المصادر السّابقة.

٣٠١

وإنّ من المـُستبعد جدّاً أنْ يُثبت هؤلاء الأعاظم، وهم عمد المذهب المـُنقّبون في الآثار، مثل هذه الوظائف من دون تخريج عن أئمّتهم؛ بحيث يتورّطون في التشريع المـُحرَّم والبدعة التي لا تُقال عثرتها، ( كلا وحاشا )، بل لم يودعوا في كتبهم ومزاراتهم إلاّ ما وقفوا عليه عن أئمّتهم، وإنْ لمْ نُحط به خبراً ككثير ممّا وقفوا عليه.

وقد ذكر السيّد ابن طاووس في آخر مصباح الزائر، أنّ ما وقع اختياره عليه في هذا الكتاب قد وصل على الوجه الذي استحسنه واعتمد عليه من جهة الرواية. وذكر ابن المشهدي في أوّل مزاره، أنّ ما أودعه في الكتاب ما حصل لديه من الروايات الواردة عن أئمّة الهدى عليهم‌السلام (١) . إذاً، فكيف يسعنا نسبة ما أودعوه في كتبهم إلى محضِ آرائهم من دون تخريج عن أهل البيتعليهم‌السلام ؟!

ولقد أفادنا بصيرة في تأكيد هذا شيخُ المـُحقّقين الشيخ أسد الله الكاظميقدس‌سره في كشف القناع ص٢٣٠، وحاصل ما ذكره:

إنّ من الجائز أنْ يحصل لبعض حَمَلة أسرار الأئمّةعليهم‌السلام العلم بقول الإمام الغائبعليه‌السلام عن الأبصار؛ إمّا بنقل أحد سفرائه سرّاً على وجهٍ يُفيد اليقين، وإمّا بتوقيعه ومكاتبته كذلك، وإمّا بالسّماع منهعليه‌السلام مشافهة على وجه لا يُنافي الرؤية في زمن الغيبة، فلا يسعه التصريح بما حصله من الحكم على هذه الوجوه، ولمْ يجدْ في الأدلة ما يدلّ عليه، ولمْ يكُنْ مخصوصاً بذلك الحكم، وممنوعاً عن إظهاره لسائر النّاس، فلا مندوحة حينئذ من إظهار هذا الذي أطَّلع عليه بصورة

____________________

(١) المزار للمشهدي / ٢٧.

٣٠٢

الاتّفاق عليه والتَّسالم، وهذا هو الأصل في كثير من الزيارات والآداب والأعمال المعروفة التي تداولت بين الإماميّة، ولا مُستند ظاهر من أخبارهم، ولا من كتب قدمائهم الواقفين على آثار الأئمّةعليهم‌السلام وأسرارهم.

ومن ذلك ما رواه والد العلاّمة الحلّي والسيّد ابن طاووس عن السيّد الكبير العابد رضي الدِّين محمّد بن محمّد الأزدي الحسيني، المجاور بالمشهد الأقدس الغروي، عن صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه) في طريق الاستخارة بالسّبحة، وكما سمعه منه صلوات اللّه عليه ابن طاووس في السّرداب، وكدعاء العلوي المصري المعروف الذي علّمه محمّد بن علي العلوي الحسني المصري في حائر الحسينعليه‌السلام وقد أتاه في خمس ليال حتّى تعلّمه(١) .

وهذا هو الأصل في كثير من الأقوال المجهولةِ القائل، فيكون المـُطّلع على قول الإمامعليه‌السلام لمـّا وجده مُخالفاً لما عليه الإماميّة أو معظمهم، ولم يتمكّن من إظهاره على وجهه، وخشي أنْ يضيع الحقُّ جعله قولاً من أقوالهم، واعتمد عليه، وأفتى به من دون تصريح بدليله.

فتحصّل من ذلك: إنّ العلماء لم يدّعوا في كتبهم حكماً من الأحكام من دون أنْ يعثروا عليه عن أئمّتهم، وقد يكون بطريق المشافهة من إمام العصر أرواحنا له الفداء، فما ذكره المشايخ المـُتقدّمون في مزاراتهم من صلاة ركعتي الزيارة بعد الفراغ من زيارة أبي الفضل لا ينبغي الوقفة في رجحانه عند أهل البيتعليهم‌السلام ؛ إذ لعلّه وصل إليهم بالخصوص وإنْ جهلنا طريق الوصول إليهم.

____________________

(١) بحار الأنوار ٥١ / ٣٠٧، مُعجم أحاديث المهدي / ٤٨٧.

٣٠٣

ولو تنازلنا عن ذلك، لدلّنا حديث أبي حمزة الثمالي المروي في كامل الزيارات ص٢٤٠ عن الإمام الصادقعليه‌السلام الواردة في زيارة الحسينعليه‌السلام ، المشتملة على المـُقدّمات والمقارنات الكثيرة، وفيه قال الصادقعليه‌السلام :« فإذا فرغتَ فصلِّ ما أحببت، إلاّ أنّ ركعتي الزيارة لا بدّ منهما عند كُلِّ قبرٍ » (١) . فإنّه أثبت بعمومه رجحان ركعتي الزيارة عند كُلِّ مزور، وليس له مُخصّص يدفع العموم.

وخلوّ بعض الروايات الواردة في زيارة غير المعصومينعليهم‌السلام من التعرّض لركعتي الزيارة لا ينهض لمصادمة العموم، فالعامّ مُحكم في موارده حتّى يجيء المـُخصِّص المـُخرّج. كما أنّ خلوّ رواية أبي حمزة الثمالي الواردة في زيارة العبّاسعليه‌السلام عن ذكر صلاة الزيارة لا يدلّ على عدم المشروعية؛ والتنصيص في زيارة المعصومينعليهم‌السلام لا يدلّ على عدم المشروعية في غيرهم. فهذا العموم، وما ذُكر في مزارات مَن تقدّم ذكرهم من النّص عليها، كافٍ في المشروعية والرجحان.

فما حُكي عن بعض معاصري العلاّمة المجلسي من منع صلاة الزيارة لغير المعصومينعليهم‌السلام (٢) ، مستدلاّ ً بخلوِّ الأخبار الواردة في زياراتهم عنها، في غير محلّه؛ لِما عرفتَ من الدليل عليه، مضافاً إلى ما حكاه المجلسي في مزار البحار ص١٨٠، عن مؤلّف المزار الكبير، عن صفوان الجمّال، عن الصادقعليه‌السلام من

____________________

(١) كامل الزيارات / ٤١٧، بحار الأنوار ٩٧ / ١٣٣.

(٢) بحار الأنوار ٩٨ / ٣٧٨.

٣٠٤

الأمر بصلاة ركعتي الزيارة بعد الفراغ من زيارة علي الأكبر(١) ، ويتمّ في أبي الفضل بعدم القول بالفصل.

وفيه: عن المزار الكبير(٢) ومزار الشهيد(٣) ، بعد ذكر زيارة مسلم بن عقيل، قال: ثُمّ انحرف إلى عند الرأس فصلِّ ركعتين، ثُم صلِّ بعدهما ما بدا لك. وظاهره أنّ الركعتين للزيارة، ولكنّه نقل عن مزار السيّد ابن طاووس التصريح بذلك؛ فإنّه بعد الفراغ من الزيارة قال: ثُمّ تُقبّل الضريح وتُصلِّي صلاة الزيارة، وتهدي ثوابها له، ثمّ تُودّعه وتنصرف(٤) .

وفي مزار البحار عند ذكره زيارة هاني بن عروة، قال: ثُمّ صلِّ صلاة الزيارة وأهدها له، وادعُ لنفسك بما شئت، وودّعه وانصرف(٥) .

وعلى ما تقدّم من أنّ هؤلاء الأعلام لم يدعوا في مزاراتهم إلاّ ما رووه عن أئمّتهم، أو وجدوه مرويّاً واعتمدوا عليه. ويتضح لنا رجحان ركعتّي الزيارة لمسلم وهانئ، على أنّ الإطلاق المذكور يشملهم، فإذاً في أبي الفضلعليه‌السلام بطريق أولى.

____________________

(١) بحار الأنوار ٩٨ / ٩٨.

(٢) المزار للمشهدي / ١٧٩.

(٣) المزار للشهيد الأوّل / ٢٨٠.

(٤) بحار الأنوار ٩٧ / ٤٢٨.

(٥) بحار الأنوار ٩٧ / ٤٢٩.

٣٠٥

تقبيلُ القبر:

ممّا يدلّ على رجحان تقبيل قبر العبّاس بن أمير المؤمنينعليهما‌السلام ما رواه في مزار البحار ص١٨٠، عن مؤلّف المزار الكبير، عن صفوان الجمّال، عن الصادقعليه‌السلام ... وساق الزيارة للحسين إلى أنّ قال:

 « ثُمّ تأتي إلى قبرِ العبّاس بنِ عليٍّ، وتقول: السّلامُ عليكَ أيُّها الوليُّ... إلى أنْ قال:ثُمّ تنكبُّ على القبرِ وتُقبّلهُ، وتقول: بأبي واُمِّي يا ناصر دين اللّه! السّلام عليك يابن أمير المؤمنين، السّلام عليك يا ناصر الحُسينِ الصدِّيق، السّلام عليك يا شهيدُ ابنُ الشَّهيدِ، السّلامُ عليكَ منِّي أبداً ما بقيتُ، وصلّى اللهُ على مُحمّدٍ وآلِ مُحمّدٍ » (١) .

وفيه كفاية لمَن يتطلّب النّصّ على المشروعية والرجحان، ويضاف إليه ما ذكره المفيد وابن المشهدي وابن طاووس في مزاراتهم؛ فإنّهم قالوا بعد الاستئذان: ثُمّ ادخل وانكبّ على القبر، وقُلْ: السّلام عليك أيّها العبد الصالح... إلى آخره.

ولهذا وأمثاله كان شيخ المـُحقّقين ونخبة المـُرتاضين، مُجدّد المذهب في المئة الثانية عشر محمّد باقر البهبهاني إذا دخل إلى

____________________

(١) المزار للمشهدي / ٤٣٣، بحار الأنوار ٩٨ / ٢٦١.

٣٠٦

حرم أبي الفضلعليه‌السلام يُقبّل عتبة الباب كما يفعل في حرم سيّد الشُّهداءعليه‌السلام (١) ، وفعلُ هذا المـُتبحّرِ حُجّةٌ، وعملهُ أكبر برهان لمَن يتَّبع الحقّ:( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ ) (٢) .

____________________

(١) أسرار الشهادة / ٦٦.

(٢) سورة يونس / ٣٥.

٣٠٧

أولادُه وأحفادُه:

كان للعباس من الأولاد خمسة: عبيد اللّه(١) ، والفضل(٢) ، والحسن(٣) ، والقاسم(٤) ، وبنتان.

وعدّ ابن شهر آشوب من الشُّهداء في الطَّفِّ ولد العبّاس محمّد(٥) .

فأمّا عبيد اللّه والفضل فاُمّهما لبابة بنت عبيد اللّه بن العبّاس بن عبد المـُطّلب، واُمّها اُمّ حكيم جويرية بنت خالد بن قرظ الكنانية، كانت من أجمل النّساء وأوفرهنّ عقلاً، ولمـّا قتل بسر بن أرطأة ولديها عبد الرحمن وقثم، وكانا صبيِّين صغيرين، وهي تنظر إليهما، فقدتْ الصبر وأخذها الوجد، فكانت تدور في البيت ناشرة شعرها، وتقول في رثائهما(٦) :

يا مَن أَحسَّ بِإبنيَّ اللّذين هُما

كالدرّتينِ تَشظّى عنهُما الصَّدفُ

____________________

(١) مستدركات علم الرجال للنمازي ٦ / ٢١٦.

(٢) الجريدة في أنساب العلويّين ٤ / ٣١٨.

(٣) الجوهرة في نسب الإمام علي / ٥٧.

(٤) الجريدة في أنساب العلويّين ٤ / ٣٥١.

(٥) الجريدة في أنساب العلويّين / ٥٨٨.

(٦) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ / ١٣، تاريخ مدينة دمشق ١٠ / ١٥٣، بلاغات النّساء لابن طيفور / ٢٠٢، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٤.

٣٠٨

يا مَن أَحسّ بإبنيَّ اللّذين هُما

سَمْعي وقلبي فمُخِّي اليومَ مُختَطَفُ

نُبئتُ بُسراً وَما صدّقت ما زَعموا

مِن قَولِهمْ وَمنَ الإفكِ الّذي اقترفوا

أَنحى عَلى وَدَجي إبنيَّ مُرهَفة

مَشحوذةً وَكذاك الإفكُ يُقترفُ

حتّى لَقيتُ رِجالاً مِن اُرومتهِ

شمّ الاُنوفِ لهُمْ في قومِهمْ شرفُ

فَالآنَ أَلعنُ بُسراً حقَّ لعنَتهِ

هَذا لَعمر أبي بُسرٍ هو السَّرفُ

مَن دلَّ والهةً حرّى مُولَّهة

عَلى صبيَّينِ ضلاّ إذْ غدا السّلف

فسمع قولها هذا رجلٌ من أهل اليمن فرقَّ لها، واتَّصل ببسرٍ حتّى وثق به، ثُمّ احتال لقتل ابنَي بسرٍ، فخرج بهما إلى وادي أوطاس فقتلهما وهرب، وقال(١) :

يا بُسرُ بُسرَ بني أرطأةَ ما طَلعتْ

شمسُ النَّهارِ ولا غابتْ على النّاسِ

خيرٌ مِنَ الهاشميِّينِ الذينَ هُمُ

عينُ الهُدَى وسمامُ الأسوقِ القاسِي

ماذا أردْتَ إلى طِفلَيْ مُولَّهةٍ

تبكِي وتُنشدُ مَنْ أثكلتَ في النّاسِ

____________________

(١) الأغاني ١٥ / ٤٥.

٣٠٩

أمَّا قتلتَهُما ظُلماً فقدْ شَرقتْ

مِنْ صاحِبَيكَ قناتي يومَ أوطاسِ

فاشرَبْ بكأسِهمَا ثُكْلىً كما شَربتْ

اُمُّ الصَّبيَّينِ أو ذاقَ ابنُ عبّاسِ

ولمـّا بلغ قتلهما أمير المؤمنينعليه‌السلام دعا على بُسر، فقال:« اللهمَّ، اسلبهُ دينَهُ وعقلَهُ » (١) . فخرف بُسر حتّى كان يلعب بخرئه، ويقول لمَن حضر: انظروا كيف يُطعمني هذان الغلامان ابنا عبيد اللّه هذا الخرء. فشدّوا يديه إلى ورائه ليُمنع من ذلك، فانجا يوماً في مكانه وأهوى بفمه ليتناول منه، فمُنع منه، فقال: أنتم تمنعوني وعبد الرحمن وقثم يُطعماني؟! وبقي على هذا حتّى مات في سنة ٨٦ هجرية أيّام الوليد بن عبد الملك(٢) .

خلف على لبابة بعد أبي الفضلعليه‌السلام زيد بن الحسن بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فأولدها نفيسة، تزوّجها الوليد بن عبد الملك بن مروان(٣) ، فولدت له ولداً. فكان زيد بن الحسن يفد إلى الوليد ويجلس معه على السّرير ويُكرمه؛ لمكان ابنته عنده، ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة(٤) .

وخلف عليها بعد زيد بن الحسن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فولدت له القاسم(٥) .

____________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢ / ١٨، أنساب الأشراف / ٤٦٠، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٨٥.

(٢) مروج الذهب ٢ / ١٥٥.

(٣) تذكرة الخواصّ ٢ / ٧١.

(٤) سرّ السّلسلة العلويّة للبخاري / ٢٩.

(٥) المـُجدي في أنساب الطالبيِّين / ٢٣١.

٣١٠

واتَّفق أرباب النّسب على انحصار عقب العبّاس بن أمير المؤمنينعليهما‌السلام في ولده عبيد اللّه، وزاد الشيخ الفتوني العقب للحسن بن العبّاس، وكان عبيد اللّه من كبار العلماء، موصوفاً بالجمال والكمال والمروءة، مات سنة ١٥٥ هجرية(١) .

تزوّج من ثلاث عقائل كرام: رقيّة بنت الحسن بن عليعليه‌السلام ، وبنت معبد بن عبد اللّه بن عبد المـُطّلب، وبنت المـُسوّر بن مخرمة الزُّبيري(٢) .

ولعبيد اللّه هذا منزلة كبيرة عند السّجادعليه‌السلام كرامة لموقف أبيه ( قمر بن هاشم )، وكان إذا رأى عبيد اللّه رقَّ واستعبر باكياً، فإذا سُئل عنه، قال:« إنِّي أذكرُ موقفَ أبيهِ يومَ الطَّفِّ، فما أملك نفسي » .

وانحصر عقب عبيد اللّه في وَلده الحسن، وكان لاُمّ ولد، عاش سبعاً وستّين سنة، أولد الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس خمسة:

١ - الفضل.

٢ - حمزة.

٣ - إبراهيم.

٤ - العبّاس.

٥ - عبيد الله.

وكُلّهم أجلاّء فُضلاء اُدباء(٣) .

____________________

(١) المـُجدي في أنساب الطالبيِّين / ٢٣١.

(٢) سرّ السّلسلة العلويّة / ٩٠ وذكر أنهنّ أربعة بإضافة اُمِّ عليِّ بن الحسين بن علي.

(٣) المـُجدي في أنساب الطالبيِّين / ٢٣١.

٣١١

فأمّا الفضل فكان لسناً مُتكلّماً فصيحاً، شديد الدِّين، عظيم الشجاعة، مُحتشماً عند الخلفاء(١) ، ويُقال له: ( ابن الهاشميّة ).

أعقب من ثلاثة: جعفر، والعبّاس الأكبر، ومحمّد، ولكُلٍّ منهم أولادٌ فيهم الاُدباء.

فمنهم أبو العبّاس الفضل بن محمّد بن الفضل بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس، كان خطيباً شاعراً، وقع عقبه إلى قم وطبرستان، وله أبيات في موقف جدّه العبّاس يوم الطَّفِّ نذكرها في فصل المديح(٢) .

وأمّا حمزة فيُشبه جدّه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، خرج توقيع المأمون بخطّه، وفيه: يُعطَى لحمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس بن أمير المؤمنين مئة ألف درهم؛ لشبهه بجدّه أمير المؤمنينعليه‌السلام .

تزوّج(٣) زينب بنت الحسين بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيّار المعروف بـ ( الزينبي )، نسبة إلى اُمّه زينب بنت أمير المؤمنينعليهما‌السلام . وكان حفيده محمّد بن علي بن حمزة متوّجاً شاعراً، نزل البصرة، وروى الحديث عن الرِّضاعليه‌السلام وغيره، مات سنة ٢٨٦ هـ(٤) .

وسيأتي في ترجمة ابن أخيه الحمزة صاحب المشهد بقرب الحلّة: إنّ اُمَّ صاحب الزمان (عجّل الله فرجه) التجأت إلى بيته.

وترجمه الخطيب في تاريخ بغداد ج٢ ص٦٣، وقال: كان راوية للأخبار، وهو صدوقٌ، وله الرواية عن جماعة كثير(٥) .

____________________

(١) سرّ السّلسلة العلويّة / ٩٠، المـُجدي في أنساب الطالبيِّين / ٢٣٢.

(٢) المـُجدي في أنساب الطالبيِّين.

(٣) سرّ السّلسلة العلويّة / ٩١.

(٤) عمدة الطالب / ٣٥٨.

(٥) تاريخ بغداد ٣ / ٣٢٨.

٣١٢

وفي تهذيب التهذيب ج٩ ص٣٥٢ وصفه بالعلوي البغدادي، ونقل عن ابن أبي حاتم: أنّه صدوق ثقة(١) .

وأمّا إبراهيم ويُعرف بـ (جردقة) كان من الفُقهاء الاُدباء والزُّهاد، وابنه عليٌّ أحد الأجواد، له جاه وشرف، مات سنة ٢٦٤ هـ، أولد تسعة عشر ولداً. ومن أحفاده: أبو الحسن عليُّ بن يحيى بن عليِّ بن إبراهيم جردقة، كان خليفة أبي عبد اللّه بن الداعي على النّقابة ببغداد(٢) .

وعبد اللّه بن عليِّ بن إبراهيم جردقة جاء إلى بغداد، ثُمّ سكن مصر، وكان يمتنع من التحدّث بها ثُمّ حدّث، وعنده كُتب تُسمّى ( الجعفريّة ) فيها فقه على مذهب الشيعة، توفّي في مصر، في رجب سنّة ثلاثمئة واثني عشر(٣) .

وقال أبو نصر البخاري في سرّ السّلسلة، في العبّاس بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس السّقا: ما رُؤي هاشميٌّ أعضب لساناً منه ولا أجرأ(٤) .

قدم بغداد في أيّام الرشيد وأقام في صحبته، ثُمّ صحب المأمون بعده، وكان من رجال بني هاشم فصاحة وشعراً(٥) ؛ ولجلالته وفضله وبلاغته وفصاحته يُكنّى عند الرشيد(٦) .

ومن شعره في إخاء أبي طالب لعبد اللّه والد الرسول الأقدسصلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________________

(١) تهذيب التهذيب ٩ / ٣١٤.

(٢) عمدة الطالب / ٣٢٤.

(٣) تاريخ بغداد ١٠ / ٣٤٥.

(٤) سر السّلسلة العلويّة / ٩٠، عمدة الطالب / ٣٥٩.

(٥) تاريخ الإسلام للذهبي ١٣ / ٢٤٦، الوافي بالوفيات ١٦ / ٣٧٠.

(٦) عمدة الطالب / ٣٥٩.

٣١٣

إنّا وإنَّ رسولَ اللّهِ يجمَعُنا

أبٌ واُمٌّ وجدٌّ غيرُ مَوصومِ

جاءتْ بِنا ربَّةٌ مِنْ غيرِ اُسرتِهِ

غرَّاءُ مِنْ نسلِ عُمرانَ بنِ مَخزُومِ

حزناً يهادونَ مَنْ يسعَى ليُدرِكهَا

قرابةَ مَن حَواها غيرُ مسهومِ

رزقاً مِنَ اللّهِ أعطانَا فضيلتَهُ

والنّاسُ مِنْ بينِ مرزوقٍ ومحرُومِ (١)

وفي المجدي ممّا رثى به أخاه محمداً:

وارَى البَقيعُ محمّداً

للّهِ ما وارَى البقِيعُ

مِن نائلٍ ونَدَى ومعْ

رُوفٍ إذا ظنَّ المنوعُ

وَحياً لأيتام وأرْ

مَلةٍ إذا جفَّ الرَّبيعُ

ولَّى فولَّى الجودُ والْ

معروفُ والحسبُ الرَّفيعُ(٢)

وقال: وله أيضاً:

وقالتْ قُريشٌ لنَا مَفْخرٌ

رفيعٌ على النّاسِ لا يُنكَرُ

____________________

(١) تاريخ بغداد ١٢ / ١٢٦، أعيان الشيعة ٧ / ٤١٣.

(٢) المـُجدي في أنساب الطالبيِّين / ٢٣٦.

٣١٤

بنا تفْخَرونَ على غَيرِنا

فأمّا علينا فلا تفْخَروا(١)

أولد العبّاس عشرة ذكور: منهم عبد اللّه، واُمّه أفطسيّة، كان أديباً شاعراً.

فمِن شعره ما في المـُجدي:

وإنّي لاَستَحْيي أخِي أنْ أبرَّهُ

قريباً وأنْ أجفوهُ وهوَ بعيدُ

عليَّ لإخواني رقيبٌ مِنَ الهوى

تَبيدُ اللّيالي وهو ليسَ يَبيدُ(٢)

وفي سرّ السّلسلة: قدم على المأمون فتقدّم عنده، ولمـّا سمع بموته، قال: استوى النّاس بعدك يابن عبّاس. ومشى في جنازته، وكان يُسمِّيه: الشيخ ابن الشيخ(٣) .

وفي العُمدة: كان من أحفاد العبّاس السّقا أبو الطيّب محمّد بن حمزة بن عبد اللّه بن العبّاس بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس السّقا، من أكمل النّاس مروءة وسماحة، وصلة رحم وكثرة معروف، مع فضل كثير وجاه واسع. اتّخذ بمدينة الأردن - وهي طبرية - ضياعاً وأموالاً، فحسده طغج بن جفِّ الفرغاني، فدسّ إليه جُنداً قتلوه في بُستان له بطبرية، في صفر سنة ٢٩١ هـ.

ورثته الشعراء، فمِن ذلك ما في المـُجدي:

أيُّ رُزءٍ جَنَى على الإسلامِ

أيُّ خَطبٍ مِن الخُطوبِ الجِسامِ (٤)

____________________

(١) المـُجدي في أنساب الطالبيِّين / ٢٣٦.

(٢) المـُجدي في أنساب الطالبيِّين / ٢٣٧، عمدة الطالب لابن عنبة / ٣٥٩.

(٣) عمدة الطالب / ٣٥٩.

(٤) المـُجدي في أنساب الطالبيِّين / ٢٣٧.

٣١٥

ويُقال لعقبه: بنو الشهيد.

وترجمه المـُرزباني في مُعجم الشعراء ص٤٣٥، وقال: شاعر الافتخار بآبائه، وكان في أيّام المتوكّل وبعده، وهو القائل:

وإنِّي كريمٌ مِنْ أكارِمِ سادةٍ

أكفُّهُمُ تَندَى بجزلِ المواهِبِ

هُمُ خيرُ مَنْ يَحفَى وأفضلُ ناعلٍ

وذروةُ هضبِ العُربِ مِنْ آلِ غالبِ

هُمُ المَنُّ والسّلوى لِدانٍ بودِّهِ

وكالسُّمِّ في حَلقِ العدوِّ المـُجانبِ(١)

وترجم له شيخنا الجليل العلاّمة ميرزا عبد الحسين الأميني في شعراء الغدير ج٣ ص٣، طبع النّجف.

وأمّا عبيد اللّه بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس السّقاعليه‌السلام ، ففيه يقول محمّد بن يوسف الجعفري: ما رأيتُ أحداً أهيباً ولا أهيأً ولا أمرَأً من عبيد اللّه بن الحسن. تولّى إمارة الحرمين مكّة والمدينة والقضاء بهما أيّام المأمون سنة ٢٠٤ هجرية(٢) ، وفي سنة ٢٠٤ هـ، وسنة ٢٠٦ هـ ولاّه إمارة الحاجّ(٣) . مات ببغداد في زمن المأمون، وكانت اُمّه واُمُّ أخيه العبّاس اُمَّ ولد(٤) .

وقع عقب عليِّ بن عبيد اللّه قاضي الحرمين إلى دمياط، ويُقال لهم: بنو هارون، وإلى فسا ويُقال لهم: بنو الهدهد، وإلى اليمن.

وأمّا الحسن بن عبيد اللّه الأمير القاضي، فأولد عبد الله. كان له

____________________

(١) الوافي بالوفيات ٢ / ٢٢٠، الغدير ٣ / ٢.

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ٣١٣.

(٣) تاريخ الطبري ٧ / ١٥٦.

(٤) تاريخ بغداد ١٠ / ٣١٣.

٣١٦

إحدى عشر ذكراً لهم أعقابٌ، منهم: القاسم بن عبد الله بن الحسن بن عبيد الله، قاضي الحرمين، ابن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس الشهيد السّقا. له خطر بالمدينة، وأحد أصحاب الرأي، لسناً مُتكلّماً، سعى بالصلح بين بني علي وجعفر، وهو صاحب أبي محمّد الحسن العسكريعليه‌السلام (١) .

فأحفاد العبّاس كُلّهم أجلاّء، لهم المكانة العالية بين النّاس؛ لأنّهم بين فقهاء ومُحدّثين، ونسّابين واُمراء واُدباء، ولا بدع بعد أنْ عرق فيهم ( أبو الفضل )، فحووا عنه المزايا الحميدة والصفات الجميلة، فكانت ملامح الشرف والسّؤدد تلوح على أسارير جبهاتهم، وملء أهابهم علم وعمل، وحشو الرَّدى هيبة ومنعة.

ومنهم السيّد الجليل صاحب الحرم المنيع والقبة السّامية ( الحمزة )، المدفون بالمدحتية قرب الحلّة.

____________________

(١) عمدة الطالب / ٣٤٩.

٣١٧

الحمزة:

من أحفاد أبي الفضل السيّد الجليل أبو يعلى الحمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد اللّه بن العبّاس بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وقد كتب الشيخ الجليل العلاّمة ميرزا محمّد علي الاُوردبادي صحائفَ غُرٍّ في حياته، نذكرها بنصِّها:

قال: كان أبو يعلى أحد علماء العترة الطاهرة، وفذّاً من أفذاذ بيت الوحي، وأوحدي من سروات المجد من هاشم. روى الحديث فأكثر، واختلف إليه العلماء للأخذ منه، منهم: الشيخ الأجل أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري، وأحد أعاظم الشيعة ومن حملة علومهم، توفِّي سنة ٣٨٥ هـ.

والحسين بن هاشم المؤدِّب، وعلي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق، وكلاهما من مشايخ الصدوق ابن بابويه القمّي، وعلي بن محمّد القلانسي، من مشايخ الشيخ المـُبجّل أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، وأبو عبد الله الحسين بن علي الخزاز القمّي(١) .

ويظهر من هذا أنّه كان في طبقة ثقة الإسلام الكُليني، قد أدرك القرنين: آخر الثالث وأواخر الرابع؛ ولأجله عقد له الشيخ العلاّمة الشيخ آقا بزرگ الرازي في كتابه ( نابغة الرواة في رابعة المئات ) ترجمة ضافية، فهو من علماء الغَيبة الصغرى.

____________________

(١) رجال النّجاشي / ١٤٠، نقد الرجال للتفرشي ٢ / ١٦٧، رجال العلاّمة / ١٢١، رجال ابن داود / ٨٥.

٣١٨

وله من الآثار والمآثر: كتاب التوحيد، وكتاب الزيارات والمناسك، وكتاب الرّد على محمّد بن جعفر الأسدي، وكتاب مَن روى عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام من الرجال، استحسنه النّجاشي والعلاّمة، ولهذا ترجمه شيخنا الرازي في مصفّى المقال في مُصنِّفي علماء الرجال، وأسند النّجاشي إلى هذه الكتب عن ابن الغضائري عن القلانسي عن سيّدنا المـُترجَم.

وإليك كلمات العلماء في الثناء عليه:

قال النّجاشي والعلاّمة: إنّه ثقة جليل القدر من أصحابنا، كثير الحديث(١) .

وقال المجلسي في الوجيزة: ثقة(٢) .

وفي تنقيح المقال للعلاّمة المامقاني: السيّد [ الجليل ] حمزة، ثقةٌ جليل القدر، عظيم المنزلة(٣) .

وفي الكنى والألقاب لشيخنا المـُحدّث الشيخ عبّاس القُمّي: إنّه أحد علماء الإجازة وأهل الحديث، وقد ذكره أهل الرجال في كتبهم وأثنوا عليه بالعلم والورع(٤) .

إنّ دون مقام سيّدنا المـُترجَم أنْ نقول فيه: إنّه من مشايخ الإجازة الذين هُم في غنى عن أيِّ تزكية وتوثيق، كما نصّ به الشهيد الثاني، وتلقّاه من بعده بالقبول؛ فإنّ ذلك شأن مَن لا يُعرف وجُهلت شخصيته، وإنّ مكانة سيّدنا أبي يعلى فوق ذلك كُلِّه على ما عرفته من نصوص علماء الرجال.

____________________

(١) رجال النّجاشي / ١٤٠، ٣٦٤.

(٢) بحار الأنوار ٥٣ / ٢٨٧.

(٣) تنقيح المقال ١ / ٣٧٦.

(٤) الكنى والألقاب للقُمّي ١ / ١٨٧.

٣١٩

ومن كراماته المـُريبة على حدِّ الإحصاء، المشهودة من مرقده المـُطهّر، فهو من رجالات أهل البيتعليهم‌السلام ، المعدودين من أعيان علمائهم بكُلّ فضيلة ظاهرة ومأثرة باهرة: والشَّمسُ معروفةٌ بالعينِ والأثرِ.

فليس هو ممّن نتحرّى إثبات ثقته حتّى نتشبّث بأمثال ذلك. نعم، كثرة روايته للحديث تنمّ عن فضل كثار من غزارة علمه؛ ومِن قولهمعليهم‌السلام :« اعرفوا منازلَ الرِّجال منّا بقَدر روايتهم عنّا » . فإنّ ذلك يشفّ عن التصلّب في أمرهم، والتضلّع بعلومهم، والبثِّ لمعارفهم، وبطبع الحال إنّ كُلاً من هذه يُقرّب العبد إلى اللّه تعالى وإليهمعليهم‌السلام زلفى، فكيف بمَن له الحظوة بها جمعاء، كسيّدنا المـُترجَم، على نسبه المـُتألِّق المـُتَّصل بدوحهم القُدسيِّ اليانع؟!

أمّا مشايخه في الرواية فجماعة عرفناهم بعد الفحص في المـُعجم وكتب الحديث؛ كرجال الطوسي، وفهرست النّجاشي، وإكمال الدِّين للصدوق، منهم:

١ - الشيخ الثّقة الجليل سعد بن عبد الله الأشعري.

٢ - محمّد بن سهل بن ذارويه القُمّي.

٣ - الحسن بن ميثل.

٤ - عليُّ بن عبد بن يحيى.

٥ - جعفر بن مالك الفزاري الكوفي.

٦ - أبو الحسن عليُّ بن الجنيد الرازي.

٧ - وأجلّ مشيخته عمّه مستودع ناموس الإمامة، والمؤتمن على وديعة المهيمن سبحانه، أبو عبد الله - أو عبيد اللّه - محمّد بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاسعليه‌السلام .

٣٢٠