مقتل العباس (عليه السلام)

مقتل العباس (عليه السلام)15%

مقتل العباس (عليه السلام) مؤلف:
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 394

  • البداية
  • السابق
  • 394 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 77221 / تحميل: 11575
الحجم الحجم الحجم
مقتل العباس (عليه السلام)

مقتل العباس (عليه السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

فكتب إليه أمير المؤمنينعليه‌السلام :« من عبد اللّه عليٍّ أمير المؤمنين إلى عقيل بن أبي طالب: سلامٌ عليكَ، فإنّي أحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو.

أمّا بعد، كلأنا اللّهُ وإيّاك كلأة مَنْ يخشاه بالغيب، إنّه حميدٌ مجيدٌ. وقد وصل إليّ كتابك مع عبد الرحمن بن عبيد الأزدي تذكر فيه أنّك لقيت عبد اللّه بن أبي سرح مقبلاً من ( قديد )، في نحو من أربعين فارساً من أبناء الطلقاء، متوجّهين إلى جهة المغرب، وإنّ ابن أبي سرح طالما كاد اللّه ورسوله وكتابه، وصدّ عن سبيله، وبغاها عوجاً، فدع عنك ابن أبي سرح، ودع عنك قريشاً وتركاضهم في الضلال، وتجوالهم في الشقاق، ألا وإنّ العرب قد أجمعت على حرب أخيك اليوم إجماعها على حرب النّبيِّ قبل اليوم؛ فأصبحوا قد جهلوا حقَّه وجحدوا فضله، وبادروه بالعداوة ونصبوا له الحرب، وجهدوا عليه كُلّ الجهد، وجروا إليه جيش الأحزاب. اللهمّ، فاجزِ قريشاً عنّي الجوازي؛ فقد قطعت رحمي وتظاهرت عليّ، ودفعتني عن حقّي وسلبتني سلطان ابن اُمّي، وسلّمت ذلك إلى مَن ليس مثلي في قرابتي من الرسول وسابقتي في الإسلام، ألا يدّعي مدّعٍ ما لا أعرفه، ولا أظنّ اللّه يعرفه، والحمد للّه على كُلّ حال.

فأمّا ما ذكرته من غارة الضحّاك على أهل الحيرة، فهو أقلّ وأزلّ من أنْ يلمّ بها أو يدنو منها، ولكنّه قد أقبل في جريدة خيل، فأخذ على السّماوة حتّى قربوا من واقصة (١) وشراف (٢) ،

____________________

(١) منزل في طريق مكّة.

(٢) شراف: موضع قريب من مكّة.

٨١

والقطقطانة (١) وما والى ذلك الصقع، فوجّهت إليه جنداً كثيفاً من المسلمين، فلمـّا بلغه ذلك فرّ هارباً، فأتبعوه ولحقوه ببعض الطريق وقد أمعن، وكان ذلك حين طفلت الشمس للإياب، فتناوشوا القتال قليلاً، فلم يبصر إلاّ بوقع المشرفيّة، وولّى هارباً، وقُتل من أصحابه بضعة عشر رجلاً، ونجا مريضاً بعد ما اُخذ منه بالمخنق، فلأيا بلأي ما نجا.

وأمّا ما سألتني أنْ أكتب إليك برأيي فيما أنا فيه؛ فإنّ رأيي جهاد المحلّين حتّى ألقى اللّه، لا تزدني كثرةُ النّاس عزّةً، ولا تفرقّهم عنّي وحشةً؛ لأنّي محقٌّ واللّه مع الحقّ، وواللّه، ما أكره الموت على الحقِّ، وما الخير كُلّه إلاّ بعد الموت لمَن كان مُحقّاً.

وأمّا ما عرضت به من مسيرك إلى بنيك وبني أبيك، فلا حاجة لي في ذلك، فأقم راشداً محموداً، فواللّه، ما اُحبُّ أنْ تهلكوا معي إنْ هلكت، ولا تحسبنّ ابن أبيك، لو أسلمه النّاس، مُتخشّعاً ولا مُتضرّعاً، إنّه لكما قال أخو بني سليم:

فَإِنْ تَسْأَلِينِي كَيْفَ أَنْتَ فَإِنَّنِي

صَبُورٌ عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ صَلِيبُ

يَعِزُّ عَلَيَّ أَنْ تُرَى بِي كَآبَةٌ

فَيَشْمَتَ باغٍ أَوْ يُسَاءَ حَبِيبُ »(٢)

____________________

(١) موضع قرب الكوفة.

(٢) شرح نهج البلاغة ٢ / ١٢٠، الإمامة والسّياسة / ٥٤، بحار الأنوار ٣٤ / ٢٤، جواهر المطالب ١ / ٣٦٦.

٨٢

وهذا الكتاب من عقيل، المروي بطرق متعدّدة، يدلّنا على أنّه كان مع أخيه الإمامعليه‌السلام في حياته غير مفارق له؛ فإنّ الكتاب الذي كتبه إليه بعد غارة الضحّاك على أطراف أعماله، وذلك قرب شهادة أمير المؤمنينعليه‌السلام .

اذاً فالقول بأنّ وفادة عقيل على معاوية بعد أخيه متعيّن، كما اختاره السيّد المحقّق في الدرجات الرفيعة، وجعله ابن أبي الحديد الأظهر عنده، وقد وضح من ذلك أنّه لم يكن مع معاوية بصفين.

٨٣

الحديدة:

أمّا حديث الحديدة المحماة التي أدناها منه أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فليس فيها ما يدلّ على اقترافه إثماً أو خروجاً عن طاعة؛ فإنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام أراد بذلك تهذيبه بأكثر ممّا تتهذّب به العامّة، كما هو المطلوب من مثل عقيل والمناسب لمقامه.

فعرّفة ( سيّد الأوصياء ) إنّ إنساناً بلغ من الضعف إلى أنْ يئنّ من قرب الحديدة المحماة بنار الدُّنيا من دون أنْ تمسّه، كيف يتحمّل نار الآخرة في لظى نزّاعة للشوى وهو مضطرم بين أوارها! فمِن واجب الإنسان الكامل التبعّد منها بكبح النّهمة، وكسر سورة الجشع، والمكابدة للملمـّات القاسية؛ فهي مجلبة لمرضاة الربِّ ومكسبة لغفرانه وإنْ كان غيره من أفراد الرعيّة يتبعّد عنها بترك المـُحرّمات.

فحقيق بمثله - وهو ابن بيت الوحي ورجالات عصبة الخلافة - التجنّب حتّى عن المكروهات، وما لا يلائم مقامه من المباحات، ويروّض نفسه بترك ذلك كُلّه حتّى تقتدي به الطبقات الواطئة بما يسعهم، أو يُسلّون أنفسهم بمقاسات مثل عقيل الشدائد في دنياه، فلا يبهضهم الفقر المـُلمُّ والكرب المـُدلهمُّ، فرُبَّ مُباحٍ يُنقم عليه مِن مثله ولا يُلام مَن هو دونه بارتكابه؛ فإنّ ( حسنات الأبرار سيئات المقرّبين )؛ وأمير المؤمنينعليه‌السلام أراد أنْ يوقف أخاه على هذا الخطر المـُمنَّع الذي حواه، وقد ذهل عنه في ساعته تلك.

٨٤

افتراء:

قال الصفدي: لقد بغَّض عقيلاً إلى النّاس ذكرُهُ مثالب قريش، وما اُوتي من فضل وعلم بالنّسب، والسّرعة في الجواب حتّى قالوا فيه الباطل، ونسبوه إلى الحمق(١) .

واختلقوا عليه أحاديث كان بعيداً عنها، فوضعوا على لسان أمير المؤمنينعليه‌السلام ما ينقص مِن قدرِهِ، ويحطُّ من كرامته؛ زعماً منهم أنّ في ذلك تشويهاً لأهل هذا البيت الطاهر - بيت أبي طالب - بإخراجهم عن مستوى الإنسانيّة فضلاً عن الدِّين، بعد أنْ أعوزتهم الوقيعة في سيّد الأوصياءعليه‌السلام بشيء من تلك المـُفتريات، فطفقوا يُشوّهون مقام أبيه وحامته، ولكنْ لا ينطلي ذلك على الجيل المـُنقّب حتّى كشف عن تلك النّوايا السّيئة، وعرف الملأ افتعال الحديث وبعده عن الصواب.

قالوا في الرواية عن أمير المؤمنينعليه‌السلام :« ما زلتُ مظلوماً مُنذُ ولدتني اُمّي، حتّى إنْ كان عقيلٌ لَيُصيبه رمدٌ، فيقول: لا تَذْرونِي حتّى تَذْروا عليّاً، فيذْرُوني وما بي رَمدٌ » (٢) .

____________________

(١) نكت الهميان / ٢٠٠.

(٢) علل الشرائع ١ / ٤٥.

٨٥

لا أقرأ هذا الحديث إلاّ ويأخذني العجب، كيف رضي المـُفتعل بهذه الفرية البيّنة! فإنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام ولد ولعقيل عشرون سنة، وهل يعتقد أحدٌ أو يظنّ أنّ إنساناً له من العمر ذلك المقدار، إذا اقتضى صلاحه شرب الدواء، يمتنع منه إلاّ إذا شرب مثله أخوه البالغ سنة واحدة أو سنتين؟! كلاّ لا يفعله أيُّ أحد وإنْ بلغ الغاية في الخِسّة والضعف، فكيف بمثل عقيل المـُتربّي بحجر أبي طالب، والمـُرتضع درَّ المعرفة؛ خصوصاً مع ما يشاهد من الآيات الباهرة من أخيه الإمام منذ ولادته!

نعم، الضغائن والأحقاد حبّذت لمَن تخلّق بها التردّد في العمي، والخبط في الضلال مِن دون رويّة أو تفكير:( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ اُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) (١) .

نعم، كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول غير مرّة:« ما زلتُ مظلوماً » (٢) . من دون تلك الزيادة، يعني بذلك دفعه عن حقّه الواجب على الاُمّة القيام به والميل عنه، وتعطيل أحكام اللّه بالأخذ من غيره، وتقديم مَن ليس له قدمٌ ثابتٌ في كُلّ مكرمة، ولا نصٌّ من صاحب الشريعة، ولا فقهٌ ناجعٌ، ولا إقدامٌ في الحروب.

وحيث إنّ في هذه الكلمة حطّاً بمَن ناوأه، زحزحوها عنهم وألصقوها بذلك السيّد الكريم، وما أسرع أنْ عاد السّهم فكان كالباحث عن حتفه بظلفه.

____________________

(١) سورة المجادلة / ١٩.

(٢) علل الشرائع ١ / ٤٥، الاعتقادات في دين الإماميّة للصدوق / ١٠٥، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٩ / ٣٠٦.

٨٦

الخلف عن عقيل:

الخلف الصالح يخلّد ذكر سلفه، فلا يزال ذكرُه حيّاً بعمره الثاني من ذكرٍ جميل، وثناءٍ جزيل، وترحّمٍ متواصل، واستغفار له منه وممّن تعرّف به. وفي الحديث:« إنّ ابنَ آدم إذا مات انقطع عملُهُ من الدُّنيا إلاّ من ثلاث... » . وعدّ منها الولد الصالح.

ومن أجلى الواضحات أنّ هذا التذكير يختلف حسب تدرّج الأولاد في المآثر، فمهما كان قسطهم منها أكثر فهم لمجد آبائهم أخلد، وكذلك الأسلاف، فكُلّما كانوا في الشرف والسُّؤدد أقرب فانتشار فضلهم بصالحي خلفهم أسرع. إذاً فما ظنّك بمثل عقيل بن أبي طالب ذلك الشريف المـُبجّل، وقد خلّفه ( شهيد الكوفة ) ووُلدُهُ الأطائب ( شُهداء الطَّفِّ )(١) ، الذين لم يسبقهم ولا يلحقهم لاحق، فلو لَمْ يكُنْ لعقيلٍ شيءٌ من الخطر والعظمة لتسنّم بهؤلاء الأكارم أوجَ العُلا والرفعة:

وكمْ أبٍ قدْ علا بابنٍ ذُرَى شَرفٍ

كما عَلا برسولِ اللَّهِ عدنانُ

وكيف به وهو مِن أشرف عنصر في العالم كُلّه؟!

____________________

(١) في كامل الزيارات / ٢٤١: كان عليُّ بن الحسينعليه‌السلام يميل إلى وِلدِ عقيل، فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمّك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقالعليه‌السلام :« إنّي لأذكر يومَهم مع أبي عبد اللّه الحسين عليه‌السلام ؛ فأرقّ لهم » .

٨٧

ولم يزل له ذكرٌ خالد في أحفاده المـُتعاقبين؛ فإنّهم بين علماء أعاظم وفقهاء مُبرّزين، وشعراء ومحدّثين، واُمراء صالحين، ونسّابين، وقد انتشروا في مصر ونصيبين، واليمن وحلب، وبيروت والمدينة، والكوفة والحلّة، وطبرستان وخراسان، وجرجان وكرمان، وقم وأصفهان.

وكان القاسم بن محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب فاضلاً تقيّاً، وأخوه عقيل: جليلٌ ثقةٌ ثبتٌ صاحبُ حديث، وعمّهما عقيل بن عبد اللّه: نسّابة مُشجِّر، وحفيد عقيل هذا جعفر بن عبد اللّه الأصفهاني: عالمٌ نسّابة، شيخُ شبل بن نكبن، مات سنة ٣٣٤ هجرية.

ومحمّد بن مسلم بن عقيل بن عبد اللّه بن محمّد بن عقيل بن أبي طالب، يُعرف بابن المزينة، كان أميرَ المدينة، قتله ابنُ أبي السّاج. وابنه أبو القاسم أحمد بن محمّد المذكور، كان له أدب وفضل، مات سنة ٣٣٠ هجرية. والعبّاس بن عيسى الأوقص، ولي القضاء للداعي الكبير الحسن بن زيد على جرجان، وقد أولد بكرمان(١) .

ومن أحفاد عقيل العلاّمة الجليل السيّد إسماعيل بن أحمد النّوري الطبرسي، من علمائنا الأعاظم، شارح نجاة العباد لشيخ الطائفة المحقّق الحجّة ( صاحب الجواهر )قدس‌سره ، طُبع منها جزءان إلى آخر الزّكاة، وله كفاية المـُوحّدين مطبوعة.

وكان في كربلاء المـُشرَّفة بيت كبير وطائفة جليلة يُعرفون بالعقيليين، لهم أوقاف كثيرة، وقد انقرضوا وبقي منهم رجلٌ واحد.

____________________

(١) انظر ذلك في عمدة الطالب / ٣٥.

٨٨

الطيّار:

وأمّا جعفر بن أبي طالب، فحسبه من العظمة شهادة الرسول الأقدسصلى‌الله‌عليه‌وآله بأنّه يُشبهه خَلقاً وخُلقاً، ذلك الخُلق الكريم الموصوف في الذكر الحكيم بقوله عزّ شأنه:( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُق عَظِيم ) (١) . وحيث لمْ ينصّ النّبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله على صفة خاصة من أخلاقه، فلا جرم من شمول تلك الكلمة الذهبيّة:« أشبهتَ خَلقي وخُلقي » . لجميع ما اتّصف به الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى الدنس من الرِّجس والآثام. ولو تنازلنا عن القول بعموم التشبيه لهذه الخاصّة فلا بدّ من القول بتحقّق أظهر صفات المـُشبَّه به للمُشبَّه، ولا شكّ في أنّ ذلك المعنى أظهر ما في خلقه الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وغير خافٍ أنّ هذه الكلمة قالها النّبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله لمـّا تنازع عنده أمير المؤمنينعليه‌السلام وجعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة في ابنة حمزة بن عبد المـُطّلب، وكان كُلّ منهم يُريد القيام بتربيتها؛ وذلك أنّ النّبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله لما خرج من مكّة بعد انقضاء الأجل بينه وبين أهل مكّة في عمرة القضاء الواقعة في السّنة السّابعة للهجرة، تبعته ابنة حمزة تقول: يا عم، خذني معك. فأخذها أمير المؤمنينعليه‌السلام ودفعها إلى فاطمةعليها‌السلام ، وفي المدينة جرى ذلك النّزاع بينهم، فقال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لزيد:« أنتَ أخوها ومولانا » . وقال لجعفر:

____________________

(١) سورة القلم / ٤.

٨٩

« أشبهت خَلقي وخُلقي » . وقال لأمير المؤمنينعليه‌السلام :« أنت منّي وأنا منّك » . ثُمّ قضى بها للخالة، وهي أسماءُ بنتُ عُميس(١) .

هذا هو الحديث المذكور في الجوامع، والنّظرة الصادقة فيه تُفيدنا معرفة السرّ في اختلاف خطاب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مع ابنَي عمّه، وكُلّ منهما نصح له في التلبية على الدعوى الإلهيّة، وأخلص في المفاداة في سبيل تبليغ الرسالة خصوصاً مع معرفته بأساليب المحاورة؛ لأنّه سيّد البلغاء،( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى ) (٢) . فلا جرم حينئذ من كون الوجه فيه هو الإشارة إلى صفة سامية تحلّى بها أمير المؤمنينعليه‌السلام وتخلّى عنها جعفر، وليست هي إلاّ خلافة اللّه الكبرى؛ فإنّ عليّاًعليه‌السلام حامل ما عند رسول اللّه الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله من علم مُتدفّق وفقه ناجع، وخبرة شاملة وتأمّل فيّاض، وخُلق عظيم لا يستطيع البشر القيام به.

وهذا هو الذي تُفيده المنزلة في قوله:« أنت منّي وأنا منك » . بعد فرض المـُباينة بينهما في الحدود الشخصيّة؛ والنّبيُّ لا ينطلق ساهياً ولا لاهياً، فلا بدّ أنْ يكون قاصداً تلك المنزلة الكبرى التي لم يحوها جعفر وإنْ بلغ في خدمة الدِّين كُلَّ مبلغ.

وهذا النّزاع إنّما هو في الحضانة التي هي سلطنة وولاية على تربية الطفل وإدارة شؤونه، وقد كان لابنة حمزة يومئذ أربع سنين.

____________________

(١) صحيح البخاري ٣ / ١٦٨، كتاب الصُّلح - باب إذا اصطلحوا على صلح جَور فالصُّلح مردود، المـُستدرك للحاكم ٣ / ١٢٠، السّنن الكبرى للنسائي ٨ / ٥، مجمع الزوائد للهيثمي ٩ / ٢٥٨.

(٢) سورة النّجم / ٣.

٩٠

وهذا القضاء، كما يُفيدنا سقوط حضانة الاُمّ إذا تزوجت، يُفيدنا أولويّة الخالة على العمّة؛ فإنّ عمّتها صفيّة كانت موجودةً يومئذ، واُمّها سلمى متزوّجة بشدّاد بن الهادي الليثي حليف بني هاشم.

ويُرشدنا طلب أمير المؤمنينعليه‌السلام الحضانة إلى أنّ أولوية الخالة على غيرها من الأقارب إنّما هو عند المخاصمة، وإلاّ فلم يخفِ الحكم على سيّد الوصيينعليه‌السلام ، وهو مُستقى الأحكام وينبوعه، وقد امتزجت ذاته المـُقدّسة بالمعارف الإلهيّة والأسرار الربوبيّة، واستمدّ من اللوح المحفوظ. ولعلّ السرّ الدقيق في مخاصمته معهما تعريفُ الاُمّة مقامه الرفيع، ومنزلته الكبرى التي لا يُدانيها كُلّ أحد، والواجب عليه - بما أنّه المـُنقذ الأكبر وإمام الاُمّة - إرشادها إلى الطريق اللاحب بأيّ نحو من أنحاء الكلام.

لقد كان جعفر ملازماً لصاحب الرسالة ملازمة الظلّ لذيه؛ يرقب أفعالَه وتروكَه، ويسمع تعاليمَه وعظاتِه، ويُبصر أعمالَه وحِكَمَه، ويقتصّ أثرَه منذ كان يصلُ جناح الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله الأيسر في الصلاة بعد أمير المؤمنينعليه‌السلام وخديجة الكبرى.

وكانت قريش تخبط في غلواء جحوده، وتغلي مراجل بغضائها على الصادع بالدِّين الحنيف، وعلى كُلّ ذلك تُمرّنه التعاليم النّبويّة الخاصّة به، وتُكهربه تهذيباتُ المـُشرّع الأطهر، ولا تدعه جاذبة الدعوة الإلهيّة يلوي يميناً ولا شمالاً.

٩١

ومن هنا ائْتَمنه صاحب الرسالة على نشر كلمة التوحيد، وعلى ضعفاء المسلمين يوم بعثه إلى الحبشة في السّنة الخامسة من الهجرة، فأدّى النّصيحة، ونهض بالدعوة حتّى استمال النّجاشي إلى الإسلام فآمن، غير أنّ منيّته حالت دون اُمنيته.

ولو لم يكن جعفر بتلك المنزلة الرفيعة لما تعاقبت مفاخرات أئمّة الدِّينعليهم‌السلام به، كما افتخروا بعمّه أسد اللّه وأسد رسوله في كثير من مفاخراتهم: ففي احتجاج الطبرسي: إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام احتجّ على أهل الشورى بأنّ أخاه جعفر، المـُزيّن بجناحين في الجنّة يحلّ فيها حيث شاء، فلم يردّ عليه أحد، بل قابلوه بالتسليم والقبول.

وفي نهج البلاغة فيما كتب به إلى معاوية:« إنَّ قَوْماً قُطِّعَتْ أَيْدِيهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَ لِكُلٍّ فَضْلٌ، حَتَّى إِذَا فُعِلَ بِوَاحِدِنَا مَا فُعِلَ بِوَاحِدِهِمْ، قِيلَ له: الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ وَذُو الْجَنَاحَيْنِ ». فلو لم يكن كفاحه عن الدِّين عن بصيرة نافذة ويقين ثابت لَما افتخر به المعصومونعليهم‌السلام ، والعارفون بمآل العباد حتّى جعلوا مواقفه في الدِّين ذريعة إلى التوسّل إلى مطلوبهم.

ولحزمهِ الثابتِ ومواقفهِ المحمودة، وإصابته في الرأي وقديم إيمانه؛ أمّرهُ النّبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة مؤتة على المسلمين، ولم يجعل عليه أمير، فإذا قُتل فالأمير زيد بن حارثة، فإنْ قُتل فالأمير عبد اللّه بن رواحة(١) .

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب ١ / ١٧٦، إعلام الورى / ٢١٢.

٩٢

فما ذهب إليه فريق من المؤرّخين من تقديم زيد وابن رواحة عليه، يدفعه صحيح الأثر والاعتبار الصادق؛ وهذه العظمة هي التي تركت قدومه من الحبشة - يوم فتح خيبر - أعظم موهبة منح اللّه تعالى بها نبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، تعادل ذلك الفتح المبين حتّى قالصلى‌الله‌عليه‌وآله :« ما أدري بأيّهما اُسرُّ؛ بقدوم جعفرٍ أمْ بفتح خيبر؟! » . ثُمّ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله له:« ألا أحبُوك؟ ألا أمنَحُكَ؟ » . فظنّ النّاس أنّه يُعطيه ذهباً وفضّة لما فتح اللّه عليه من خيبر، فقال له جعفر: بلى يا رسول اللّه. فعلّمه صلاة التسبيح وهي المعروفة بصلاة جعفر(١) .

وهذه الحبوَة من الرسول الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله لابن أخيه؛ حيث علم أنّ من فرط قداسته لا يروقه إلاّ ما كان من عالم القدس، فخلع عليه بها، وجعله وسام شرف له، وهي من المتواترات بين العامّة والخاصّة، كما نصّ عليه المجلسي في البحار(٢) ، ولكن شرذمة من مناوئي أهل البيتعليهم‌السلام لم يرقْ لهم ثبوتُ تلك المنحة لأخي أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وحيث لم يسعهم أنْ يلصقوها بواحدٍ منهم، زحزحوها إلى العبّاس بن عبد المـُطّلب كما في شفاء السّقام للسيّد جعفر الكتّاني صفحة ٢٠.

وقد كشفت الحقيقة عن نفسه، وأماطت ستار التمويه بافتعال هذه النّسبة من عكرمة مولى ابن عباس الكذّاب بنصّ الذهبي في الميزان، وياقوت في المعجم، وابن خلكان في الوفيات بترجمته(٣) .

____________________

(١) الكافي ٣ / ٣٦٥، من لا يحضره الفقيه ١ / ٥٥٢، النّوادر / ١٦٠، جمال الاُسبوع / ١٨٢.

(٢) بحار الأنوار ٨٨ / ٢١٢.

(٣) ميزان الاعتدال ٣ / ٩٤، ضعفاء العقيلي ٣ / ٣٧٣، تاريخ الإسلام ٧ / ١٨، وغيرها من المصادر.

٩٣

إخوته:

إنّ حاجة الباحث في تاريخ أبي الفضلعليه‌السلام ماسّة إلى معرفة إخوته الأكارم لمناسبات هناك؛ فإنّ منهم مَن يعدّ قربه منه فضيلة رابية، وشرفاً باذخاً فضلاً عن الاُخوّة، وهما الإمامانعليهما‌السلام على الاُمّة إنْ قاما وإنْ قعدا(١) .

وإذا كانت بنوتهما لأمير المؤمنينعليه‌السلام معدودة من فضائله، مع ما له من الفضائل التي لا يأتي عليها الحصر، كما يظهر من قولهعليه‌السلام يوم الشورى:« أنشدكم باللّه، هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطاي الحسن والحسين ابني رسول اللّه، وسيّدي شباب أهل الجنّة غيري؟ » . قالوا: لا(٢) .

كما أنّهعليه‌السلام افتخر بهما يوم كتب إليه معاوية أنّ لي فضائلاً: كان أبي سيّداً في الجاهليّة، وصرتُ ملكاً في الإسلام، وأنا صهر رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخال المؤمنين، وكاتب الوحي.

فكتب إليه أمير المؤمنينعليه‌السلام أبياتاً سبعة ذكر فيها مصاهرته من

____________________

(١) كشف الغُمّة ٢ / ١٥٦، إعلام الورى / ٤٠٧، روضة الواعظين / ١٥٦، الإرشاد ٢ / ٣٠.

(٢) الخصال / ٥٥٥.

٩٤

رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنّ عمّه سيّد الشهداء، وأخاه الطيّار مع الملائكة في الجنان، وسبقه إلى الإسلام، وأخذ البيعة له (يوم الغدير)، وأنّ ولديه سبطا رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله (١) . وحينئذ فاُخوّة العبّاس لهما أولى أنْ تعقد منهما مآثره وفضائله؛ أضف إلى ذلك ما استفاده منهما من العلوم والمعارف الإلهيّة.

ومنهم مَن يجمعه وإياه جامع العقب؛ فإنّ المـُعقّبين من أولاد أمير المؤمنينعليه‌السلام الإمامان والعبّاس ومحمّد بن الحنفيّة وعمر الأطرفعليهم‌السلام ، ومنهم مَن شاركه في موقف الطَّفِّ، ومنهم مَن يُعدّ هو وإيّاه تحت جامع الاُمومة، ومنهم مَن شاركه في السُّمِّ؛ وعليه فأولاد أمير المؤمنينعليه‌السلام الذكور ستّة عشر:

١ - الحسن والحسين والمـُحسنعليهم‌السلام ، اُمّهم سيّدة نساء العالمينعليها‌السلام .

٢ - محمّد بن الحنفيّة، اُمّه خولة.

٣ - العبّاس وعبد اللّه وجعفر وعثمان، اُمّهم اُمّ البنين.

٤ - عمر الأطرف والعبّاس الأصغر، اُمّهما الصهباء.

٥ - محمّد الأصغر، اُمّه اُمامة بنت أبي العاص.

٦ - يحيى وعون، اُمّهما أسماء بنت عُميس.

٧ - عبد اللّه وأبو بكر، اُمّهما ليلى بنت مسعود.

____________________

(١) روضة الواعظين / ٨٧، الاحتجاج ١ / ٢٦٥، مناقب آل أبي طالب ٢ / ١٩، الغدير ٢ / ٢٦، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٥٢١، الوافي بالوفيات ٢١ / ١٨٤، البداية والنّهاية ٨ / ٩.

٩٥

٨ - محمّد الأوسط، اُمّه اُمّ ولد(١) .

أمّا الإمامان فالأحرى أنْ نُجعجع اليراع عن التبسّط في فضلهما وموقفهما من القداسة، ومحلّهما من الزُّلفى، وما اُوتيا من حول وطول، والبسطة في العلم؛ فإنّ الوقوف على كنه ذلك فوق مرتكز العقول؛ وأما المـُحسَّن - بتشديد السّين كما في تاج العروس بمادة شبر(٢) ، والإصابة بترجمته(٣) - وضمّ الميم، وسكون الحاء كما في حاشية السيّد محمّد الحنفي على شرح ابن حجر لهمزيّة البويصري ص ٢٥١، فعند الإماميّة أنّ النّبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاه باسم ابن هارون مُشبّر كمُحدّث، كما في القاموس(٤) وغيره، وكان حملاً، وبعد وفاته أسقطته فاطمة الزهراءعليها‌السلام لستّة أشهر، والروايات التي ذكرها ابن طاووس في (الطرف)(٥) وغيره في غيرها تُساعدهم.

____________________

(١) تاريخ الطبري ٤ / ١١٩، الكامل في التاريخ ٣ / ٣٩٨، مع تفاوت يسير في بعض الأبناء وأسمائهم.

(٢) تاج العروس ٣ / ٢٨٩.

(٣) الإصابة ٦ / ١٩١.

(٤) القاموس ٢ / ٥٥.

(٥) الطرف ١ / ٣٣٥.

٩٦

ابنُ الحنفيّة:

وأمّا محمّد الأكبر، الذي يجمعه وإيّاه جامع العقب، فيُكنّى بابن الحنفيّة، وهي اُمّه: خولة بنت جعفر بن قيس من بني الدئل بن حنيفة بن لجيم، واُمّها بنت عمرو بن أرقم الحنفي.

واختلف في أمرها، [ فقيل: ] إنّها سبيّة أيام رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمـّا بعث عليّاً إلى اليمن فأصاب خولة في بني زبيد، وقد ارتدّوا مع عمرو بن معد يكرب، وكانت زبيد سبتها من بني حنيفة في غارة لهم عليهم. وقيل: إنّ خالد بن الوليد قاتل أهلها أيام أبي بكر فسباهم، فهي من جملة السّبايا، فدفعها أبو بكر مِن سهمه في المغنم.

وقيل: إنّ بني أسد أغارت على بني حنيفة أيام أبي بكر فسبوا خولة وباعوها من عليعليه‌السلام ، فبلغ قومَها خبرُها، فجاؤوا إلى عليعليه‌السلام فعرّفوه أنّها ابنتهم، فاعتقها وأمهرها وتزوّجها(١) . وقيل: إنّها سُبيت أيام أبي بكر، فاشتراها اُسامة بن زيد وباعها من عليعليه‌السلام .

وفي حديث أسماء بنت عُميس: إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام اشتراها من سوق ذي المجاز أوان مقدمه من اليمن، فوهبها فاطمةعليها‌السلام ، فباعتها من مُكمل الغفاري، فولدت منه عونة، ثُمّ باعها من عليعليه‌السلام .

____________________

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢٤٤.

٩٧

ويحكي ابن خلّكان في الوفيات قولاً أنّها سندية، أمَة لبني حنيفة سوداء(١) . وحكاه الشيخ الجليل ابن إدريس الحلّي في مزار السّرائر عن ابن حبيب النّسابة، وقال: إنّه جهل منه وقلّة تأمّل(٢) .

ويروي القطب الراوندي في الخرائج: أنّها سُبيت أيام أبي بكر، وأنّ الزُّبير وطلحة طرحا عليها ثوبيهما طلباً للاختصاص بها، فصاحت: لا يملكني إلاّ مَن يخبرني بالرُّؤيا التي رأتها اُمّي، وعن اللوح الذي كُتبت فيه الرُّؤيا، وما قالته لي. فعجزوا عن معرفته إلاّ أمير المؤمنينعليه‌السلام أوضح لها في ملأ من المسلمين أمراً غيبيّاً عجب منه الحاضرون، فعندها قالت: من أجلك سُبينا، ولِحُبّك أصابنا ما أصابنا(٣) .

ولم يعبأ السيّد المرتضى في (الشافي) بجميع ذلك، فقال: لم تكُنْ الحنفيّة سبيّة على الحقيقة، ولم يستبحهاعليه‌السلام بالسّبا؛ لأنّها بالإسلام قد صارت حُرّة مالكة أمرها، فأخرجها من يد مَن استرقّها، ثُمّ عقد عليها عقد النّكاح(٤) .

وما ذكره هو الصحيح المقبول؛ فإنّ الردّة المزعومة لا تُوجب أحكام الكفر، ومنع الزكاة وأمثالها على التأويل فليس فيه خروج عن ربقة الإسلام.

____________________

(١) وفيات الأعيان ٤ / ١٦٩.

(٢) السّرائر ١ / ٦٥٧ والعبارة: وهذا خطأٌ منه وتغفيلٌ، وقلّة تحصيل.

(٣) الخرائج والجرائح للراوندي ٢ / ٥٦٤، والكلام منقول بالمعنى في عامّة ألفاظه.

(٤) الشافي للسيّد المـُرتضى ٣ / ٣٧١.

٩٨

وأمّا ولادة محمّد، فقيل: إنّها أيام أبي بكر، وقيل: أيام عمر، وخصّها ابن خلّكان بأوّل المـُحرّم لسنتين بقيتا من خلافة عمر(١). وإذا علمنا أنّ عمر مات سنة ثلاث وعشرين، كانت ولادته سنة إحدى وعشرين؛ وأمّا على رأي ابن كثير في البداية ٩ / ٣٨، وسبط ابن الجوزي في التذكرة من وفاته سنة إحدى وثمانين عن خمس وستّين، تكون ولادتُهُ سنة ستّة عشر للهجرة(٢) .

وأمّا قبره، فعند ابن قتيبة بالطائف(٣) ، وفي تذكرة الخواصّ بـ ( إيلة ) مدينة ممّا يلي الشام، وفي حلية الأولياء ٣ / ١٧٣(٤) ، وتهذيب التهذيب ٩ / ٣٥٥(٥) بالمدينة المـُنوّرة، وعيّنه ابنُ كثير بالبقيع(٦) .

وفي معجم البلدان ٣ / ٣٨٧(٧) : إنّ أهل جزيرة ( خارك ) - التي هي في وسط البحر الفارسي - يزعمون أنّ بها قبر محمّد بن الحنفيّة. يقول الحموي: وقد زرتُ هذا القبر فيها، ولكن التواريخ تأباه.

واعتقاد الكيسانيّة حياته في جبل رضوى يأتيه رزقه وله عودة، من الخرافات؛ للاتّفاق على موته.

____________________

(١) وفيات الأعيان ٤ / ١٧٢.

(٢) البداية والنّهاية ٩ / ٤٦.

(٣) المعارف / ٩٥.

(٤) حلية الأولياء ٣ / ٢٠٥.

(٥) تهذيب التهذيب ٩ / ٣٥٤.

(٦) البداية والنّهاية لابن كثير ٩ / ٣٢.

(٧) معجم البلدان ٢ / ٣٣٧.

٩٩

وإنّ كلمة الإمام الحسن السّبطعليه‌السلام تدلّنا على فضله الشامخ وورعه الثابت، ونزاهته عن كُلّ دنس، ومعرفته بالإمام الواجب اتّباعه.

قال الشيخ الجليل الطبرسي - من أعلام القرن السّادس - في (إعلام الورى): أرسل الحسن بن أمير المؤمنينعليه‌السلام قنبراً خلف محمّد بن الحنفيّة، فلمـّا مثل بين يديه، قال له:« اجلس، فليس يغيبُ مثلَك عن سماعِ كلامٍ يحيا به الأمواتُ ويموتُ به الأحياء:

كونوا أوعيةَ العلمِ ومصابيحَ الدُّجى؛ فإنّ ضوءَ النّهارِ بعضُهُ أضوءَ مِنْ بعض. أما علمت أنّ اللّه عزّ وجل جعل وُلدَ إبراهيمَعليه‌السلام أئمّة، وفضّل بعضَهُم على بعض، وآتى داودَ زبوراً، وقد علمتَ بما استأثر اللّهُ تعالى محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله .

يا محمّدُ بنَ علي، لا أخاف عليك الحسدَ، وإنّما وصفَ اللّهُ به الكافرين، فقال تعالى: ( كُفَّاراً حَسَدًا منْ عِندِ أَنفُسِهِم من بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) (١) .ولمْ يجعل اللّهُ للشّيطانِ عليك سُلطاناً.

يا محمّدُ بنَ علي، ألا اُخبرك بما سمعتُ من أبيك عليه‌السلام فيك؟ » . قال: بلى. فقالعليه‌السلام :« سمعتُ أباكَ يقولُ يومَ البصرة: مَن أحبَّ أنْ يبرّني في الدُّنيا والآخرة فليبرّ محمّداً.

يا محمّدُ بنَ علي، لو شئتُ أنْ اُخبركَ وأنتَ في ظهر أبيك لأخبرتُك.

____________________

(١) سورة البقرة / ١٠٩.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

[ ٨٣٥٥ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وقد روى رخصة في قبلة الصائم، وأفضل من ذلك أن يتنزه عن مثل هذا، قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما يستحي أحدكم أن لا يصبر يوماً إلى الليل؟ أنّه كان يقال: بدو القتال اللطام، ولو أن رجلاً لصق بأهله في شهر رمضان وادفق(١) ، كان عليه عتق رقبة ».

[ ٨٣٥٦ ] ٥ - كتاب المثني بن الوليد الحناط: عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبداللهعليه‌السلام : أيقبّل الصائم المرأة؟ فقال: « أما أنا وانت فشيخان كبيران، ليس بها بأس، وأمّا الشاب فمكروهة له ».

٢٤ -( باب عدم بطلان الصوم بالاحتلام فيه نهارا، ويكره له النوم حتّى يغتسل، ولا يحرم)

[ ٨٣٥٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وكذلك إن احتلمت نهارا، لم يكن عليك قضاء ذلك اليوم ».

٢٥ -( باب جواز مضغ الصائم العلك، على كراهية)

[ ٨٣٥٨ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « الصائم يمضغ العلك ».

____________________________

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

(١) في المصدر: وأوفق.

٥ - كتاب المثنى بن الوليد الحنّاط ص ١٠٣.

الباب - ٢٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

الباب - ٢٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٥.

٣٤١

٢٦ -( باب أنّه يجوز للصائم، أن يذوق الطعام والمرق، ويأخذ الماء بفيه، من غير أن يزدرد من ذلك شيئاً، ويكره مع عدم الحاجة، ويبصق إذا فعل ثلاثاً)

[ ٨٣٥٩ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا بأس للصائم أن يذوق القدر بطرف لسانه ».

وقال في موضع آخر(١) : « ولا بأس أن يذوق الطّباخ المرقة وهو صائم، بطرف لسانه، من غير أن يبتلعه ».

[ ٨٣٦٠ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « الصائم يمضغ العلك، ويذوق الخل والمرقة والطعام، ويمضغه للطفل، ولا شئ عليه (في ذلك، ما لم)(١) يصل شئ منه إلى حلقه ».

[ ٨٣٦١ ] ٣ - الصدوق في المقنع: ولا بأس أن يذوق المرق إذا كان طبّاخا، ليعرف حلوه من حامضه، ويمضغ العلك، ويصب الدّواء في أُذنه.

٢٧ -( باب جواز مضغ الصائم الطعام للصبي، وزق الطائر والفرخ، من غير ابتلاع)

[ ٨٣٦٢ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن

____________________________

الباب - ٢٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

(١) نفس المصدر ص ٢٥.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٥.

(١) في المصدر: في ذلك كله إلّا أن.

٣ - المقنع ص ٦٠.

الباب - ٢٧

١ - الجعفريات ص ٦٢.

٣٤٢

أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيهعليه‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كان يمضغ الطعام للحسن والحسين،عليها‌السلام ، يطعمهما، وهو صائم ».

[ ٨٣٦٣ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا بأس للصائم أن يذوق القدر بطرف لسانه، ويزق الفرخ، ويمضغ للطفل الصغير ».

[ ٨٣٦٤ ] ٣ - الصدوق في المقنع: ويزقّ الفرخ، ويمضغ الخبز للرضيع، من غير أن يبلع شيئا.

٢٨ -( باب عدم بطلان الصوم، بازدراد النّخامة، ودخول الذباب الحلق)

[ ٨٣٦٥ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال في الذّباب يبدر فيدخل حلق الصائم، فلا يقدر على قذفه: « لا شئ عليه ».

٢٩ -( باب وجوب إمساك الصائم عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، من طلوع الفجر الثاني المعترض، وأنه يجب الامساك عند تحققه، أو سماع أذان الثقة المعتاد للأذان بعده)

[ ٨٣٦٦ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فأول أوقات الصيام، وقت

____________________________

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٣ - المقنع ص ٦٠.

الباب - ٢٨

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٥.

الباب - ٢٩

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣.

٣٤٣

الفجر ».

[ ٨٣٦٧ ] ٢ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « مطلق للرجل أن يأكل ويشرب، حتّى يستيقن طلوع الفجر، فإذا طلع الفجر، حرم الأكل والشرب، ووجبت الصلاة ».

[ ٨٣٦٨ ] ٣ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « لمـّا انزل الله عزّوجلّ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) (١) جعل الناس يأخذون خيطين: ابيض وأسود، فينظرون اليهما، ولا يزال(٢) يأكلون ويشربون، حتّى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فبين الله(٣) ما أراد بذلك، فقال (من الفجر) ».

٣٠ -( باب جواز الأكل والشرب في شهر رمضان، ليلا قبل النوم وبعده، إلى ان يتبين الفجر، والجماع حتّى يبقى لطلوع الصبح مقدار ايقاعه والغسل)

[ ٨٣٦٩ ] ١ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن سماعة، عن ابي عبداللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن قول الله عزّوجلّ:( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ - إلى -وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) (١) قال:

____________________________

٢ - الهداية ص ٤٨.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

(١) البقرة ٢: ١٨٧.

(٢) في المصدر: لا يزالون.

(٣) في المصدر زيادة: لهم.

الباب - ٣٠

١ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٣ ح ١٩٧.

(١) البقرة ٢: ١٨٧.

٣٤٤

« نزلت في خوات بن جبير وكان مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في الخندق، وهو صائم، فأمسى على ذلك، وكانوا من قبل أن تنزل هذه الآية، إذا نام أحدهم حرم عليه الطعام، فرجع خوات إلى أهله حين أمسى، فقال: عندكم طعام فقالوا: لا تنم، حتّى نصنع لك طعاما، فاتكأ فنام فقالوا: قد فعلت، قال: نعم، فبات على ذلك، فأصبح فغدا إلى الخندق، فجعل يغشى عليه، فمرّ به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا رأى الّذي به، سأله فأخبره كيف كان أمره، فنزلت هذه الآية( أُحِلَّ لَكُمْ - [ إلى ](٢) -وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (٣) ».

[ ٨٣٧٠ ] ٢ - وعن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فقال: « بياض النهار من سواد الليل ».

[ ٨٣٧١ ] ٨ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « لمـّا أنزل الله عزّوجلّ قوله:( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ ) (١) جعل الناس يأخذون خيطين: أبيض وأسود، فينظرون اليهما، ولا يزالون يأكلون ويشربون، حتّى يتبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، فبين الله ما أراد بذلك، فقال:( مِنَ الْفَجْرِ ) (٢) ».

[ ٨٣٧٢ ] ٤ - وعن أبي عبدالله جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال:

____________________________

(٢) كان في الطبعة الحجرية: إن تأكلوا، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) البقرة ٢: ١٨٧.

٢ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٤ ح ٢٠٣.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

(١، ٢) البقرة ٢: ١٨٧.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

٣٤٥

« الفجر هو البياض المعترض ».

[ ٨٣٧٣ ] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « مطلق لك الطعام والشراب، إلى أن تستيقن طلوع الفجر » وقالعليه‌السلام : « ومن أراد أن يتسحّر، فله ذلك إلى أن يطلع الفجر ».

[ ٨٣٧٤ ] ٦ - ابن أبي جمهور في عوالي اللآلي: عن الشهيد، أنّه قال: روي أن عمر أراد أن يواقع زوجته ليلا، فقالت: إنّي حضت، فظن أنها تعتل عليه، فلم يقبل، فواقعها ثمّ أخبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فنزلت الآية، وهي قوله تعالى:( أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ ) (١) الخ.

[ ٨٣٧٥ ] ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه رأى صرمة بن مالك، فقال: « ما لي أراك طليحا(١) ؟ » قال: كنت صائما بالأمس، فلمّا رجعت إلى أهلي بالمساء، قالوا: نم ساعة حتّى نهيئ لك طعاما، فغلبتني عيناي، فحرم عليّ الطعام، فنزل قوله تعالى:( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا ) (٢) .

____________________________

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٦ - عوالي اللآلي.

(١) البقرة ٢: ١٨٧.

٧ - لبّ اللباب: مخطوط.

(١) طلح: أعيا وكلّ (لسان العرب ج ٢ ص ٥٣٠).

(٢) البقرة ٢: ١٨٧.

٣٤٦

٣١ -( باب أنّ من تناول في شهر رمضان، بغير مراعاة الفجر مع القدره ثمّ علم أنّه كان طالعا، وجب عليه إتمام الصوم ثمّ قضاؤه، فإن تناول بعد المراعاة فاتفق بعد الفجر، لم يجب القضاء)

[ ٨٣٧٦ ] ١ - دعائم الإسلام: عن علي وأبي جعفر وأبي عبدالله (صلوات الله عليهم)، أنهم قالوا فيمن أكل أو شرب أو جامع، في شهر رمضان وقد طلع الفجر، وهو لا يعلم بطلوعه، فإن كان قد نظر قبل أن يأكل، إلى مطلع الفجر فلم يره طلع، فلمّا أكل نظر فرآه قد طلع، فليمض في صومه ولا شئ عليه، وإن كان أكل قبل أن ينظر، ثمّ علم أنّه قد أكل بعد طلوع الفجر، فليتم صومه، ويقضي يوماً مكانه.

٣٢ -( باب أن من ظن كذب المخبر بطلوع الفجر، فأكل ثمّ بان صدقه، وجب عليه إتمام الصوم وقضاؤه)

[ ٨٣٧٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولو أن قوما مجتمعين، سألوا أحدهم أن يخرج وينظر، هل طلع الفجر؟ ثمّ قال: قد طلع الفجر، وظنّ بعضهم أنّه يمزح فأكل وشرب، كان عليه قضاء ذلك اليوم ».

____________________________

الباب - ٣١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٤.

الباب - ٣٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٣٤٧

٣٣ -( باب أنّه إذا نظر اثنان إلى الفجر، فرآه أحدهما دون الآخر، وجب الإمساك على من رآه، دون صاحبه)

[ ٨٣٧٨ ] ١ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن أبي بصير قال: سألت أبا عبداللهعليه‌السلام ، عن رجلين قاما في [ شهر ](١) رمضان، فقال أحدهما: هذا الفجر، وقال الآخر: ما أرى شيئا، قال: « ليأكل الّذي لم يستيقن الفجر، وقد حرم الأكل على الّذي زعم قد رأى، إنّ الله يقول:( كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) (٢) ».

[ ٨٣٧٩ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، أنّه قال: « فإن قام رجلان، فقال أحدهما: هذا الفجر قد طلع، وقال الآخر: ما أرى شيئاً طلع بعيني، وهما معا من أهل العلم والمعرفة بطلوع الفجر(١) ، وصحة البصر، قالعليه‌السلام : « فللّذي لم يستبن(٢) الفجر أن يأكل ويشرب حتّى يتبينه، وعلى الّذي تبينه أن يمسك عن الطعام والشراب، لأن الله عزّوجلّ يقول:( كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) (٣) فأما إن كان أحدهما أعلم أو أحدّ نظرا(٤) من الآخر، فعلى الّذي هو دونه في النظر

____________________________

الباب - ٣٣

١ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٣ ح ١٩٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) البقرة ٢: ١٨٧.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٤.

(١) في المصدر زيادة: والنظر.

(٢) في المصدر: يتبين.

(٣) البقرة ٢: ١٨٧.

(٤) وفي المصدر: بصراً.

٣٤٨

والعلم، أن يقتدي به ».

[ ٨٣٨٠ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولو أن رجلين نظرا، فقال أحدهما: هذا الفجر قد طلع، وقال الآخر: ما طلع الفجر بعد، فحلّ السّحر(١) للذي لم يره أنّه طلع، وحرم على الّذي يراه أنّه طلع ».

٣٤ -( باب وجوب القضاء على من أفطر للظلمة، التي يظن معها دخول الليل، ثمّ بان بقاء النهار)

[ ٨٣٨١ ] ١ - محمّد بن مسعود العيّاشي في تفسيره: عن أبي بصير قال: سألت أباعبداللهعليه‌السلام ، عن أُناس صاموا في شهر رمضان، فغشيهم سحاب أسود عند مغرب الشمس، فظنّوا أنّه الليل فأفطروا، أو أفطر بعضهم، ثمّ أنّ السحاب فصل عن السماء، فإذا الشمس لم تغب، قال: « على الّذي أفطر قضاء ذلك اليوم، إنّ الله يقول:( أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ) (١) فمن أكل قبل أن يدخل الليل، فعليه قضاؤه، لأنه أكل متعمدا ».

٣٥ -( باب عدم وجوب القضاء، على من غلب على ظنّه دخول الليل، فأفطر)

[ ٨٣٨٢ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه

____________________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤.

(١) في المصدر: التسحر.

الباب - ٣٤

١ - تفسير العيّاشي ج ١ ص ٨٤ ح ٢٠٠.

(١) البقرة ٢: ١٨٧.

الباب - ٣٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧٥.

٣٤٩

قال: « من رأى أنّ الشمس قد غربت فأفطر، وذلك في شهر رمضان، ثمّ تبين له بعد ذلك انها لم تغب، فلا شئ عليه ».

٣٦ -( باب أن وقت الإفطار هو ذهاب الحمرة المشرقية، فلا يجوز قبله)

[ ٨٣٨٣ ] ١ - دعائم الإسلام: روينا عن أهل البيت (صلوات الله عليهم)، بإجماع فيما علمناه من الرواة عنهم، أن دخول الليل الّذي يحل (الفطر للصائم)(١) ، هو غياب الشمس في أُفق المغرب، بلا حائل دونها يسترها، من جبل، أو حائط، ولا غير(٢) ذلك، فإذا غاب القرص في الاُفق، فقد دخل الليل، وحل الفطر.

[ ٨٣٨٤ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأُحل لك الإفطار إذا بدت ثلاثة أنجم، وهي تطلع مع غروب الشمس » وقالعليه‌السلام في موضع آخر: « فأوّل وقت الصيام وقت الفجر، وآخره هو الليل، طلوع ثلاثة كواكب لا ترى مع الشمس، وذهاب (الحمرة من المشرق)(١) ، وفي وجود(٢) سواد المحاجن ».

[ ٨٣٨٥ ] ٣ - الصدوق في المقنع: اعلم أنّه(١) يحلّ لك الإفطار(٢) ، إذا

____________________________

الباب - ٣٦

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٠.

(١) في المصدر: فيه للصائم الفطر.

(٢) وفيه: ما أشبه.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٣ و ٢٤.

(١) في نسخة: حمرة المشرق - الطبعة الحجرية -.

(٢) في المصدر: وجوه.

٣ - المقنع ص ٦٥.

(١) في المصدر زيادة: لا.

(٢) وفيه زيادة: إلّا.

٣٥٠

بدت لك ثلاثة أنجم، وهي تطلع مع غروب الشمس.

[ ٨٣٨٦ ] ٤ - وفي الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « إذا غابت الشمس، فقد وجبت الصلاة، وحلّ الإفطار ».

٣٧ -( باب عدم بطلان الصوم بخروج المذي، ولو كان عن ملامسة أو مكالمة، ولا يجب القضاء بذلك بل يستحب، وأنه يكره للصائم مباشرة المرأة، والنظر إليها)

[ ٨٣٨٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واجتنبوا المس والقبلة والنظر، فإنها سهم من سهام إبليس ».

٣٨ -( باب وجوب الكفّارة، بتعمّد تناول المفطر في شهر رمضان، وقضائه بعد الزوال، والنذر المعين)

[ ٨٣٨٨ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا قضيت صوم شهر رمضان أو النّذر، كنت بالخيار في الإفطار إلى زوال الشمس، فإن أفطرت بعد الزوال فعليك كفّارة، مثل من أفطر يوماً من شهر رمضان » الخ.

____________________________

٤ - الهداية ص ٤٦.

الباب - ٣٧

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

الباب - ٣٨

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

٣٥١

٣٥٢

أبواب آداب الصائم

١ -( باب استحباب القيلولة للصائم، والطيّب له، أول النهار)

[ ٨٣٨٩ ] ١ - الصدوق في كتاب فضائل الأشهر الثلاثة: عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العبّاس، عن عمرو بن سعيد، عن الحسن بن صدقة، قال: قال أبو الحسنعليه‌السلام : « قيلوا، فإنّ الله عزّوجلّ، يطعم الصائم في منامه ويسقيه ».

[ ٨٣٩٠ ] ٢ - المفيد في الاختصاص: قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الصائم في عبادة، وإن كان نائما ».

[ ٨٣٩١ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : عنه أنّه قال: « نوم الصائم عبادة ».

____________________________

أبواب آداب الصائم

الباب - ١

١ - فضائل الأشهر الثلاثة ص ١٢٠ ح ١٢١.

٢ - الاختصاص ص ٢٣٤.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٣٥٣

٢ -( باب استحباب تفطير الصائم عند الغروب بما تيسّر، وتأكده في شهر رمضان)

[ ٨٣٩٢ ] ١ - السيد محيي الدين أبو حامد محمّد بن عبدالله الحلبي الحسيني، ابن اخي السيد ابن زهرة، في أربعينه: أخبرني الشيخ ثقة الدين أبو الحسن محمّد بن أبي نصر الصوفي قال: أخبرني أبو الفرج أحمد بن المبارك قال: أخبرنا أبو سعيد بن كمّار قال: أخبرنا أبوإسحاق إبراهيم بن عمر قال: أخبرنا محمّد بن عبدالله قال: حدّثنا أبو محمّد يوسف بن يعقوب قال: حدّثنا محمّد بن كثير العبدري قال: حدّثنا سفيان الثوري، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء بن يزيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من جهّز حاجا أو جهز غازيا، أو خلفه في أهله، أو أفطر(١) صائما، فله مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شئ ».

[ ٨٣٩٣ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « من روح الله: إفطار الصائم، ولقاء الإخوان، والتهجّد بالليل ».

[ ٨٣٩٤ ] ٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه خطب الناس في آخر يوم من شعبان، فقال: « أيها الناس(١) قد أظلكم شهر عظيم -

____________________________

الباب - ٢

١ - الأربعين لابن زهرة: حديث ٢٤.

(١) في المصدر: فطّر.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٦٩.

(١) في المصدر زيادة: إنّه.

٣٥٤

إلى أن قالعليه‌السلام - من فطّر فيه صائما، كان له مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره، من غير أن ينقص من أجره شئ » فقال بعض القوم: يا رسول الله، ليس كلما يجد ما يفطر الصائم، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يعطي الله هذا الثواب، من فطّر صائما على مذقة(٢) لبن أو تمر أو شربة ماء، ومن أشبع صائما، سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها ».

[ ٨٣٩٥ ] ٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « ثلاث راحات للمؤمن: لقاء الإخوان، وإفطار الصائم، والتهجد من آخر الليل ».

[ ٨٣٩٦ ] ٥ - وبهذا الإسناد: عن عليعليه‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أفطر عند قوم، قال: أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الأخيار ».

٣ -( باب استحاب السّحور، لمن يريد الصوم، وتأكده في شهر رمضان، وعدم وجوبه)

[ ٨٣٩٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين،

____________________________

(٢) المذقة: الشربة من اللبن الممذوق، أي المخلوط بالماء (لسان العرب ج ١٠ ص ٣٤٠).

٤ - الجعفريات ص ٢٣١.

٥ - الجعفريات ص ٦٠.

الباب - ٣

١ - الجعفريات ص ٦٣.

٣٥٥

عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ الله وملائكته يصلون على المتسحّرين ».

[ ٨٣٩٨ ] ٢ - وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « السحور بركة ».

[ ٨٣٩٩ ] ٣ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناد عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله.

[ ٨٤٠٠ ] ٤ - دعائم الإسلام: روينا عن عليعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال: « تسحروا ولو (على شربة)(١) ماء، وأفطروا ولو على شقّ تمرة » وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « السحور بركة، ولله ملائكة يصلّون على المستغفرين بالأسحار، وعلى المتسحرين، وأكلة السحور فرق ما بيننا وبين أهل الملل ».

[ ٨٤٠١ ] ٥ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « تسحّروا ولو بشربة من ماء » وقالعليه‌السلام : « إنّ الله وملائكته يصلون على المتسحرين، والمستغفرين بالأسحار ».

[ ٨٤٠٢ ] ٦ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة: عن القاسم بن علي

____________________________

٢ - الجعفريات ص ١٥٩.

٣ - نوادر الراوندي ص ٣٥.

٤ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٧١.

(١) في المصدر: بشربة.

٥ - الهداية ص ٤٨.

٦ - البحار ج ٩٦ ص ٣١٢ ح ٧ بل عن كتاب جامع الأحاديث ص ١٧.

٣٥٦

العلوي، عن محمّد بن أبي عبدالله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السّكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : [ الطاعم ](١) الشاكر له من الأجر كأجر الصائم المتسحر ».

[ ٨٤٠٣ ] ٧ - وعن أحمد بن علي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصّفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : السحور بركة ».

[ ٨٤٠٤ ] ٨ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ويستحب ان يتسحر في شهر رمضان، ولو بشربة من ماء ».

[ ٨٤٠٥ ] ٩ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه كان يأكل الهريسة أكثر ما يأكل، ويتسحر بها.

[ ٨٤٠٦ ] ١٠ - أبو العباس المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: « تسحروا، فإن الحسور بركة » وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « تسحروا، خلاف أهل الكتاب ».

____________________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٧ - البحار ج ٩٦ ص ٣١٢ ح ٧، بل عن كتاب جامع الأحاديث ص ١٣.

٨ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

٩ - مكارم الأخلاق ص ٢٩.

١٠ - طبّ النبيّ ص ٢٢.

٣٥٧

٤ -( باب التسحر بالسويق والتمر والزبيب والماء)

[ ٨٤٠٧ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وافضل السحور، السويق والتمر ».

الصدوق في الهداية(١) : عن الصادقعليه‌السلام ، مثله.

[ ٨٤٠٨ ] ٢ - المستغفري في الطب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « نعم السحور للمؤمن التمر ».

[ ٨٤٠٩ ] ٣ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: عن كتاب الصيام لعلي بن فضّال، بإسناده إلى عمرو بن جميع، عن أبي عبدالله، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسحروا ولو بجرع الماء، ألا صلوات الله على المتسحرين ».

٥ -( باب استحباب دعاء الصائم عند الافطار، بالمأثور وغيره، وتلاوة القدر)

[ ٨٤١٠ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين،

____________________________

الباب - ٤

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٤.

(١) الهداية ص ٤٨.

٢ - طبّ النبيّ ص ٢٦.

٣ - إقبال الأعمال ص ٨٢.

الباب - ٥

١ - الجعفريات ص ٦٠.

٣٥٨

عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا أفطر قال: اللهم لك صمت، وعلى رزقك أفطرت، فتقبّله منا، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وبقي الأجر إن شاء الله ».

[ ٨٤١١ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنّه إذا أفطر قال: « اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، فتقبّل منّا، ذهب الظمأ، وابتلت(١) العروق، وبقي الأجر إن شاء الله تعالى ».

[ ٨٤١٢ ] ٣ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنّه قال: « إذا أفطرت كلّ ليلة من شهر رمضان، فقل: الحمد الله الّذي أعاننا فصمنا، ورزقنا فأفطرنا، اللهم تقبله منّا، وأعنّا عليه، وسلّمنا فيه، (وسلِّمه لنا)(١) في يسر منك وعافية، الحمد لله الّذي قضى عنّا يوماً من شهر رمضان ».

[ ٨٤١٣ ] ٤ - وفي فضائل الأشهر الثلاثة: حدّثنا محمّد بن بكران النقاش قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، مولى بني هاشم قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: قال علي بن موسى الرضاعليهم‌السلام : « من قال عند إفطاره: اللهم لك صمنا بتوفيقك، وعلى رزقك أفطرنا بأمرك، فتقبله منا، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم، غفر الله ما ادخل على صومه من النقصان بذنوبه ».

____________________________

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨.

(١) في المصدر: وأمتلأت.

٣ - الهداية ص ٤٦.

(١) في المصدر: وسلّمه منّا.

٤ - فضائل الأشهر الثلاثة ص ١٠٦ ح ٩٨.

٣٥٩

[ ٨٤١٤ ] ٥ - السيد علي بن طاووس في كتاب عمل شهر رمضان: بإسناده إلى هارون بن موسى التلعكبري، بإسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال: « كلما صمت يوماً من شهر رمضان، فقل عند الإفطار » وذكر مثل ما مرّ عن الهداية، وفيه: قضي عني.

[ ٨٤١٥ ] ٦ - وعن موسى بن جعفر الكاظم، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « إذا أمسيت صائما، فقل عند إفطارك: اللهم لك صمت، وعلى رزقك افطرت، وعليك توكلت، يكتب لك أجر من صام ذلك اليوم ».

[ ٨٤١٦ ] ٧ - وبإسناده إلى المفضّل بن عمررضي‌الله‌عنه قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال لأمير المؤمنينعليه‌السلام : يا أبا الحسن، هذا شهر رمضان قد أقبل، فاجعل دعاءك قبل فطورك، فإن جبرئيل جاءني فقال: يا محمّد، من دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان قبل أن يفطر، استجاب الله تعالى دعاءه، وقبل صومه وصلاته، واستجاب له عشر دعوات، وغفر له ذنبه، وفرّج غمّه، ونفّس كربته، وقضى حوائجه، وانجح طلبته، ورفع عمله مع أعمال النبيين والصدّيقين، وجاء يوم القيامة ووجهه اضوء من القمر ليلة البدر، فقلت: ما هو يا جبرئيل؟ قال قل: اللهم ربّ النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب العرش العظيم، ورب البحر المسجور، ورب الشفع الكبير، والنور العزيز، ورب التوراة والإنجيل والزبور والفرقان العظيم، انت إله من في

____________________________

٥ - إقبال الأعمال ص ١١٦.

٦ - إقبال الأعمال ص ١١٧.

٧ - إقبال الأعمال ص ١١٣.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394