العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)0%

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 432

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف: علاء الحسون
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف:

الصفحات: 432
المشاهدات: 185237
تحميل: 7464

توضيحات:

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 432 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 185237 / تحميل: 7464
الحجم الحجم الحجم
العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
العربية

النتيجة:

يُنزّل اللّه تعالى - بحكمته - وحسب ما تقتضيه المصلحة النعمة والبلاء على الناس.

فمن شكر إزاء النعم وصبر إزاء البلاء فهو من أهل السعادة.

ومن كفر إزاء النعم ولم يصبر إزاء البلاء فهو من أهل الشقاء.

٨ - إنّ الحكمة من بعض البلايا هو اختبار العباد وتشخيص مستوى استعانتهم بالصبر، وقد ورد في النصوص الدينية:

قال تعالى:( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْء مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْص مِنَ الأَمْوالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرِينَ ) [البقرة: ١٥٥]

قال الإمام الصادق(عليه السلام): "إنّ العبد ليكون له عند اللّه الدرجة لا يبلغها بعمله، فيبتليه اللّه في جسده، أو يصاب بماله، أو يصاب في ولده، فإن هو صبر بلّغه اللّه إيّاها"(١) .

٩ - إنّ بعض الشرور قد تكون لمعاقبة العصاة والمذنبين، وهي مصائب بما كسبت أيدي الناس، وقد ورد هذا المعنى في العديد من الآيات القرآنية، منها:

( أَ لَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْن مَكَّنّاهُمْ فِي الأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّماءَ عَلَيْهِمْ مِدْراراً وَجَعَلْنَا الأَنْهارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ ) [الأنعام: ٦]

( وَما كُنّا مُهْلِكِي الْقُرى إِلاّ وَأَهْلُها ظالِمُونَ ) [القصص: ٥٩]

( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَة فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) [الشورى: ٣٠]

( فَكُلاًّ ( من الأمم التي أنزلنا عليها العذاب ) أَخَذْنا بِذَنْبِهِ... وَما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) [العنكبوت: ٤٠]

( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكات مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ

____________________

١- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج٧١، كتاب الإيمان والكفر، باب ٦٢، ح٥٠، ص٩٤.

١٢١

وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) [الأعراف: ٩٦]

تنبيه:

إنّ العذاب الذي أباد اللّه تعالى به بعض الأُمم السابقة بما كسبت أيديهم أهلك الظالمين لظلمهم، وأهلك غيرهم لعدم أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر.

ولهذا ورد في القرآن والسنة:

قال تعالى:( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) [الأنفال:٢٥]

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله): "لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليعمّنكم عذاب اللّه"(١) .

١٠ - إنّ اللّه سبحانه وتعالى يبتلي بعض عباده بالمصائب ليطهّرهم من الأدران والشوائب التي علقت بهم خلال ارتكابهم للذنوب، فيكون ذلك سبيلا لتكفير خطاياهم.

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا أذى ولا حزن ولا همّ.. إلاّ كفّر اللّه به خطاياه"(٢) .

١١ - إنّ الحكمة من نزول البلايا والمصائب على الأنبياء والأولياء والمخلصين هو تركهم الأولى أو رفع شأنهم، وقد ورد في الأحاديث الشريفة:

قال الإمام علي(عليه السلام): "إنّ البلاء للظالم أدب، وللمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة"(٣) .

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "إنّ اللّه يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب"(٤) .

____________________

١- وسائل الشيعة، الحرّ العاملي: ج١٦، كتاب الأمر بالمعروف و...، باب ٣، ح[٢١١٧٣]١٢، ص١٣٥.

٢- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج٨١، كتاب الطهارة، باب ٤٤، ح٤٥، ص١٨٨.

٣- المصدر السابق: ج٦٧، كتاب الإيمان والكفر، باب ١٢، ح٥٤، ص٢٣٥.

٤- الكافي، الشيخ الكليني: ج٢، كتاب الإيمان والكفر، باب في تفسير الذنوب، باب نادر، ح٢، ص٤٥٠.

١٢٢

تنبيهان:

١ - إنّ بعض مصاديق الخير والشر واضحة عند الإنسان، والبعض الآخر مبهمة بحيث لا يستطيع الإنسان التمييز بين كونها خيراً أو شراً له، من قبيل الأُمور المرتبطة بعالم الغيب، وهنا ينبغي للإنسان الرجوع إلى الدين والشريعة الحقّة ليعرف ما هو خير له وما هو شر له.

٢ - إنّ الإنسان قد ينطلق في تقييمه للشرور والبلاء من رؤية غير شمولية، فيجعل المصالح الآنية مقياساً للتقييم، وهو غافل عن مصلحته الكلية.

ولهذا قال تعالى:( وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) [البقرة: ٢١٦]

١٢٣

المبحث الخامس

إيلام غير المكلَّفين

إنّ أسباب الآلام التي تصيب غير المكلّفين (من قبيل الأطفال وذوي العقول القاصرة والبهائم و...) تنقسم إلى قسمين:

الأوّل: يكون المسبّب للألم غير اللّه، من قبيل الذوات العاقلة التي تمتلك الاختيار في الفعل، فتكون هذه الذوات هي المتحملّة لتبعات إلحاقها الألم بغيرها (فيما لو كان في ذلك تجاوزٌ لحدود العدل).

الثانية: يعود سبب الألم إلى اللّه تعالى، وبما أ نّه تعالى عادل وحكيم، فهو لا يفعل إلاّ ما فيه العدل والحكمة(١) .

أضف إلى ذلك:

١ - قد يكون الغرض والحكمة من إلحاق اللّه الألم بغير المكلّفين هو اعتبار واتّعاظ المكلّفين، وبهذا يخرج هذا الألم عن كونه عبثاً.

٢ - سيعوّض اللّه تعالى هؤلاء غير المكلّفين في يوم القيامة إزاء هذه الآلام، وبهذا يخرج الألم عن كونه ظلماً(٢) .

تنبيه:

ليس في موت الأطفال بصورة مبكّرة ماينافي العدل الإلهي، لأنّ الإبقاء ليس واجباً عليه تعالى ليكون في تركه خلاف العدل، كما أنّ هؤلاء الأطفال سيجتازون

____________________

١- إنّ اللّه تعالى حكيم، وهو منزّه عن الظلم والأفعال القبيحة، وكما أشرنا فيما سبق فإنّ عدم الإلمام بحكمة إيلامه تعالى للأطفال والبهائم لا يعني عدم وجود حكمة في هذا المجال، بل يعني ذلك عدم علمنا بها.

٢- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الخامس: العوض.

١٢٤

مرحلة التكليف يوم القيامة، وسيتم تحديد مصيرهم هناك من خلال اختيارهم لسبيل السعادة أو الشقاء(١) .

وجه حسن إيلامه تعالى للبهائم:

إنّ اللّه تعالى أباح للإنسان ذبح البهائم من أجل الانتفاع بها.

ويكون الغرض الذي يخرج به هذا الإيلام من العبث: انتفاع الإنسان من لحومها وجلودها و... ويكون الأمر الذي يخرج به هذا الإيلام من الظلم: أ نّه تعالى تكفّل أعطاء العوض لهذه البهائم في يوم القيامة(٢) .

____________________

١- للمزيد راجع في هذا الكتاب: الفصل الثامن: التكليف، المبحث السابع.

٢- انظر: هداية الأمة إلى معارف الأئمة، محمّد جواد الخراساني: ص٧٨٣.

١٢٥

١٢٦

الفصل الخامس

العِوَض

معنى العوض

موارد استحقاق العوض

الجهات المعوِّضة

أنواع المستحق للعوض

خصائص العوض

١٢٧

١٢٨

المبحث الأوّل

معنى العِوَض

العوض: "هو النفع المستحق الخالي من التعظيم والإجلال"(١) .

توضيح قيود معنى العوض(٢) :

١ - قيد "المستحق":

يخرج بهذا القيد "التفضّل"، لأنّ التفضّل هو النفع غير المستحق.

٢ - قيد "الخالي من التعظيم والإجلال":

يخرج بهذا القيد "الثواب"، لأنّ الثواب هو النفع المقترن بالتعظيم والإجلال.

____________________

١- مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس، البحث السابع، ص٢٥٨.

٢- انظر: المصدر السابق.

قواعد المرام، ميثم البحراني: القاعدة الخامسة، الركن الرابع، البحث الأوّل، ص١١٩.

١٢٩

المبحث الثاني

موارد استحقاق العِوَض

مصدر إلحاق الألم بالإنسان على نحوين:

الأوّل: أن يؤلم الإنسان نفسه.

الثاني: أن يؤلم الإنسان غيره.

توضيح ذلك:

الأوّل: أن يؤلم الإنسان نفسه، ويكون سبباً في إيذائها، وموجباً لإلحاق الألم بها.

وهذا النمط من إلحاق الألم بالنفس على قسمين:

١ - قبيح:

مثاله: قتل الإنسان نفسه، أو جرحه لأحد أعضائه من دون غاية عقلائية.

حُكمه: لا يستحق هذا الشخص "العوض"، إزاء الألم الذي يصيبه.

ولا يستطيع هذا الشخص أن يطالب اللّه أو أيَّ شخص آخر "بالعوض" في قبال هذا الألم.

٢ - حسن:

مثاله: إلحاق الإنسان الألم بنفسه عن طريق شربه للأدوية المرّة طلباً للشفاء.

وينقسم حكم هذا النمط من إلحاق الألم بالنفس إلى عدّة أقسام:

ألف - إذا كان المسبّب للمرض هو اللّه تعالى.

حُكمه: يستحق هذا الشخص "العوض" من اللّه تعالى.

١٣٠

ب - إذا كان المسبب للمرض غير اللّه تعالى.

حُكمه: يستحق هذا الشخص "العوض" من ذلك المسبّب للمرض.

ج - إذا كان سبب شرب هذا الشخص للدواء المرّ، وتحملّه ألم تناوله، لدواعي من قبيل ازدياد الرشاقة.

حُكمه: لا يستحق هذا الشخص "العوض" من اللّه تعالى أو من غيره.

الثاني: أن يؤلم الإنسان غيره، ويكون سبباً في إيذاء غيره وموجباً لإلحاق الألم به.

وهذا النمط من إلحاق الألم بالغير على قسمين:

١ - قبيح:

مثاله: الظلم والتعدّي على حقوق الآخرين.

حُكمه: يستحق المظلوم - في هذه الحالة - "العوض" من الظالم.

٢ - حسن:

مثاله: إلحاق الطبيب الألم بالمريض الذي يقوم بمعالجته.

وينقسم حُكم هذا النمط من إلحاق الألم بالغير إلى نفس الأحكام السابقة المذكورة بالنسبة إلى النمط "الحسن" من إلحاق الإنسان الألم بنفسه.

١٣١

المبحث الثالث

الجهات المعوِّضة

إنّ الجهات التي يكون عليها "العِوَض" عبارة عن:

١ - اللّه سبحانه وتعالى.

٢ - غير اللّه تعالى.

توضيح ذلك:

١ - العوض الذي يعطيه اللّه تعالى:

إنّ اللّه تعالى يعوِّض جميع المستحقين للعوض.

تنبيه:

إذا كان غير العقلاء من قبيل البهائم والسباع والهوام والصبيان ومن في حكمهم سبباً في إلحاق الألم بأحد الأشخاص(١) فإنّ "العوض" إزاء هذا الألم يكون على اللّه تعالى، لأنّ اللّه تعالى هو الذي مكّن هذه الكائنات غير العاقلة من إلحاق الألم بغيرها، وهو الذي لم يجعل لها عقلا يصدّها ويزجرها عن ذلك(٢) .

٢ - العوض الذي يكون على غير اللّه تعالى.

إذا كان أحد الأشخاص يطلب غيره "العوض" إزاء الألم الذي ألحقه ذلك الشخص به ظلماً وعدواناً، فإنّ اللّه تعالى هو الذي يأخذ يوم القيامة "العوض" من ذلك الشخص ويعطيه لمستحقه، وهذا ما يسمّى بـ "الانتصاف".

فالانتصاف - في الواقع - هو أخذ اللّه تعالى حقّ المظلوم من الظالم بقدر ما

____________________

١- بشرط أن لا يكون لهذا الشخص أي تقصير في ذلك.

٢- انظر: مناهج اليقين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس، البحث السابع، ص٢٥٨.

١٣٢

يساوي ظلمه.

١٣٣

المبحث الرابع

أنواع المستحق للعوض

إنّ المستحق للعِوَض على نحوين:

١ - مكلّف.

٢ - غير مكلّف.

والمكلّف المستحق للعِوَض على نحوين:

١ - من أهل الجنة.

٢ - من أهل النار.

والمكلَّف المستحق للعِوَض وهو من أهل الجنة:

١ - يستحق "العوض" من اللّه تعالى:

فإنّ اللّه تعالى سيعطيه "العوض" بتمامه وكماله.

٢ - يستحق العوض من غير اللّه تعالى:

فإنّ اللّه تعالى سيأخذ "العوض" من ذلك الغير، ويوصله إلى هذا المستحق.

وأمّا المكلّف المستحق للعِوَض وهو من أهل النار:

١ - يستحق "العوض" من اللّه تعالى:

فإنّ اللّه تعالى سيعطيه "العوض" في دار الدنيا أو في دار الآخرة.

وإذا كان هذا التعويض في الآخرة وبعد دخول النار، فإنّه سيكون سبباً في إسقاط جزء من عذاب مستحقِ العِوَض.

٢ - يستحق "العوض" من غير اللّه تعالى:

١٣٤

فإنّ اللّه تعالى سيأخذ العوض من ذلك الغير، ويوصله إلى هذا المستحق.

وأمّا غير المكلَّف المستحق للعِوَض فهو على نحوين:

١ - يستحق "العوض" من اللّه تعالى:

فإنّ اللّه تعالى سيعطيه "العوض" بتمامه وكماله.

٢ - يستحق العوض من غير اللّه تعالى:

فإنّ اللّه تعالى سيأخذ "العوض" من ذلك الغير، ويوصله إلى هذا المستحق.

١٣٥

المبحث الخامس

خصائص العوض

١ - لا يحسن أن يؤلم اللّه تعالى أحداً لمجرد "العوض"، لأ نّه تعالى قادر على إعطاء "العوض" من دون "الألم"، فلهذا ينبغي في هذا النمط من إيلام الغير:

أوّلا: وجود "المصلحة" ليخرج الألم عن كونه "عبثاً".

ثانياً: وجود "العوض" ليخرج به الألم عن كونه "ظلماً"(١) .

مثال:

إنّ الإيلام لمجرد العوض يكون بمثابة من يستأجر أجيراً ليغرف الماء من النهر ويصبّه في نفس النهر، لا لغرض سوى نفع الأجير بالأجرة، وهذا العمل عبث، لأنّ صاحب الأجرة قادر على إعطاء تلك الأجرة للأجير من دون فرض ذلك العمل عليه(٢) .

٢ - إنّ "العوض" من اللّه تعالى يكون بحيث لو خُيّر المتأ لِّم بين الأمرين التاليين:

أوّلا: إلحاق الألم به وإيصال العوض إليه.

ثانياً: عدم إلحاق الألم به وحرمانه من العوض.

لاختار الأوّل(٣) .

٣ - إنّ العوض:

أوّلا: إذا لم يكن في "تعجيله" مصلحة: جاز "تأخيره".

ولكن يشترط في هذه الحالة إلحاق الزيادة بالعوض.

____________________

١- انظر: شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى: أبواب العدل، الكلام في الآلام والأعواض، ص١١٢.

٢- انظر: المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: ج١، القول في الأمراض والآلام، ص٣١٨ - ٣١٩.

٣- انظر: إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل، ص٢٨٣.

١٣٦

ثانياً: إذا كان في "تأخيره" مصلحة: جاز "تأخيره".

ولا يشترط في هذه الحالة إلحاق الزيادة بالعوض، لأنّ هذه المصلحة تنوب مكان الزيادة(١) .

٤ - إذا ألحق أحد الناس الأذى والألم بنفسه أو بغيره ظلماً وعدواناً.

فإنّ هذا الشخص هو الذي يتحمّل "العوض" إزاء ذلك.

ولا يصح القول:

إنّ اللّه تعالى هو المتحمّل "للعوض"، لأ نّه تعالى هو الذي مكّن هذا الشخص من الظلم وأعطاه القدرة على ذلك.

ودليل عدم صحّة هذا القول:

أنّ اللّه تعالى أعطى هذا الشخص القدرة والاستطاعة ليستعلمها في الخير والطاعة، وقد نهاه تعالى عن الظلم والعدوان، ولهذا لا يتحمّل اللّه تعالى تبعات سوء تصرفات هذا الشخص، ولا يكون عليه العوض أبداً.

مثال:

إنّ من أعطى شخصاً سيفاً ليقتل به "من يستحق القتل"، ولكن قتل هذا الشخص بهذا السيف "من لا يستحق القتل"، فإنّ "العوض" يكون على "القاتل" ولا يكون على "صاحب السيف"(٢) .

____________________

١- انظر: الذخيرة، الشريف المرتضى: الكلام في الأعواض، ص٢٥٤.

٢- انظر: إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل، ص٢٨٣ - ٢٨٤.

١٣٧

١٣٨

الفصل السادس

القضاء والقدر

خصائص مسألة القضاء والقدر

النهي عن الخوض في القضاء والقدر

معنى القضاء والقدر (في اللغة)

معنى القضاء والقدر (في الاصطلاح العقائدي)

تفسير القضاء والقدر وفق نظام الأسباب

الرضا بقضاء اللّه تعالى وقدره

أقسام القضاء والقدر

خصائص القضاء والقدر

الفهم الخاطئ للقضاء والقدر

١٣٩

١٤٠