العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)0%

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 432

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف: علاء الحسون
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف:

الصفحات: 432
المشاهدات: 185296
تحميل: 7464

توضيحات:

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 432 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 185296 / تحميل: 7464
الحجم الحجم الحجم
العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

العدل عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
العربية

المبحث الثامن

الرزق والقسمة

إنّ قسمة اللّه الأرزاق بين العباد على نحوين:

١ - القسمة العامة

٢ - القسمة الخاصة

معنى القسمة العامة:

تعني قسمة اللّه الأرزاق بين العباد (بمعناها العام):

إنّ اللّه تعالى وفّر لجميع العباد العديد من فرص الحصول على الرزق، ثمّ جعل نظام الأسباب والمسببات سبيلاً ليحصلوا من خلاله على الرزق.

فمن تمسّك بالأسباب الموصلة إلى الرزق كان احتمال حصوله على الرزق أكثر ممن يترك هذه الأسباب ويهملها ولا يهتم بها.

معنى القسمة الخاصة:

تعني قسمة اللّه الأرزاق بين العباد (بمعناها الخاص):

إنّ اللّه تعالى لم يترك نظام الأسباب والمسببات ليعمل كيفما يشاء أو كيفما يحرّكه العباد، بل قد تتدّخل الإرادة الإلهية الحكيمة، فتتحكّم بمقدار توفير الرزق لبعض العباد أو مقدار منع البعض من الحصول على الرزق.

ولهذا التدخّل الإلهي دواع حكيمة كثيرة، منها: اختبار مدى شكر العباد إزاء الغنى، واختبار مدى صبرهم إزاء الفقر والحرمان.

٤٠١

بعض الآيات القرآنية المشيرة إلى القسمة الخاصة:

١ -( اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ) [العنكبوت: ٦٢].

٢ -( إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ) [سبأ: ٣٩].

٣ -( إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب ) [آل عمران: ٣٧].

تنبيهان:

١ - إنّ التدخّل الإلهي في تقسيم أرزاق العباد لا يتحقّق على نحو الإعجاز، وإنّما يكون في إطار نظام الأسباب، لأنّ اللّه تعالى أبى أن تجري الأمور إلاّ بأسبابها.

ومن هذا القبيل قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "إذا سبّب اللّه للعبد الرزق في أرض، جعل له فيها حاجة"(١) .

٢ - لا يستطيع الإنسان الذي بذل غاية الجهد في الحصول على الرزق، ثمّ لم يحصل على مايريد أن يجزم بأنّ اللّه تعالى هو السبب في حرمانه، لأنّ السبب قد يكون نتيجة جهله بكيفية استفادته من نظام الأسباب للحصول على الرزق.

بعض الأحاديث الشريفة الواردة حول القسمة في الرزق:

١ - قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "أيّها الناس إنّ الرزق مقسوم، لن يعدو امرىء ما قسم له، فاجملوا في الطلب"(٢) .

معنى الحديث:

أيّها الناس; إنّ اللّه تعالى وفّر لكم نطاقاً محدّداً من فرص الحصول على الرزق، فعليكم أن تعرفوا الحدود التي أتاحها اللّه لكم في صعيد كسب الرزق، لئلا تتجاوزوها، فترهقون أنفسكم من دون فائدة.

وليكن طلبكم للرزق منسجماً مع ما مكّنكم اللّه تعالى منه.

____________________

١- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج٧٦، كتاب الآداب والسنن، باب ٤٥، ح٤، ص ٢٢١.

٢- لمصدر السابق: كتاب الروضة، باب ٧٠، ح١٠، الحديث الثاني عشر، ص١٨١.

٤٠٢

وليكن طلبكم للرزق متّزناً ومتصّفاً بما لا يتنافى مع المروءة.

٢ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همّه، جعل اللّه تعالى الفقر بين عينيه، وشتّت أمره، ولم ينل من الدنيا إلاّ ما قسم له..."(١) .

معنى الحديث:

إنّ الإنسان مهما يبذل الجهد لطلب الرزق، فإنّه لا يحصل من الرزق إلاّ ما مكّنه اللّه من الحصول عليه، ولهذا ليس للإنسان إلاّ الطلب في إطار ما وفّر اللّه تعالى له من فرص للحصول على الرزق.

وأمّا الهمّ والغمّ وغيرها من الحالات النفسيّة السلبيّة فإنّها لا تؤدّي إلى زيادة رزق الإنسان، والمتّصف بهذه الرذائل لا ينال من الدنيا إلاّ ما قُسم له، أي: لا ينال بطلبه إلاّ الرزق الذي وفّره اللّه تعالى له.

رضا الإنسان بما قسّم اللّه له من الرزق:

١ - الرضا بالقسمة العامة

إنّ رضا الإنسان بالقسمة العامّة يعني رضاه بنظام الأسباب الذي جعله اللّه تعالى سبيلاً ليحصل الإنسان من خلاله على الرزق، وعدم التذمّر والسخط من جعل اللّه هذا النظام وسيلة للحصول على الرزق.

٢ - الرضا بالقسمة الخاصة:

إنّ رضا الإنسان بالقسمة الخاصة يعني: رضاه بتدخّل الإرادة الإلهية في بعض الأحيان وتحكّمها بمقدار توفير الرزق لبعض العباد أو منعها البعض الآخر من الحصول على الرزق.

تنبيه:

لا يكون الرضا بقسمة اللّه تعالى إلاّ بعد بذل الإنسان الجهد في طلب الرزق، وأمّا المتهاون والمتكاسل في طلب الرزق، فإنّه ينبغي أن لا يلوم إلاّ نفسه، لأنّ اللّه

____________________

١- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج٧٣، كتاب الإيمان والكفر، باب ١٢٢، ح٦، ص١٧.

٤٠٣

تعالى قد وفّر له العديد من فرص الحصول على الرزق، لكنه لم يستفد منها ولم ينتفع بها، فضيّع الفرصة على نفسه بنفسه.

فهكذا شخص لا يحقّ له أن ينسب قلّة رزقه إلى اللّه تعالى.

بعض الأحاديث الشريفة الواردة حول الرضا بالقسمة:

الحديث الأوّل:

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "من لم يرض بما قسّم اللّه له من الرزق، وبثّ شكواه ولم يصبر ولم يحتسب، لم ترفع له حسنة، ويلقَ اللّه وهو عليه غضبان إلاّ أن يتوب"(١) .

معنى الحديث:

إنّ اللّه تعالى جعل لكلّ إنسان نطاقاً محدّداً لطلب الرزق، وليس للإنسان إلاّ السعي من أجل الانتفاع من جميع الفرص المتاحة له.

ولا يخفى بأنّ هذا التحديد لنطاق طلب الرزق يكون نتيجة أحدِ الأمرين التاليين:

١ - عمل نظام الأسباب والمؤثّرات الخارجية المتحكّمة بها، سواء كانت هذه المؤثّرات - التي تعمل في ظل مشيئة اللّه - من ذات الأسباب أو كانت هذه المؤثّرات من تدخّل العباد بها.

٢ - تدخّل الإرادة الإلهية بصورة مباشرة.

فمن لم يرض بالنطاق المحدّد له في الرزق، فإنّ معنى ذلك أنّه:

أوّلا: لم يرض بنظام الأسباب الذي شاءه اللّه تعالى لهذا العالم.

ثانياً: لم يرض بتدخّل الإرادة الإلهية في تقسيم الرزق.

وكلا هذين الأمرين اعتراض على اللّه تعالى، فيكون عدم الرضا في هذا المجال عدم رضا بالمشيئة والإرادة الإلهية، وهذا الأمر معصية، وينبغي لهذا الشخص أن يتوب من هذه المعصية.

____________________

١- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج٧٢، كتاب الإيمان والكفر، باب ١١٩، ح٦، ص٣٢٩.

٤٠٤

الحديث الثاني:

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "... إنّ لكلّ امرىء رزقاً هو يأتيه لا محالة، فمن رضي به بورك له فيه ووسعه، ومن لم يرض به لم يبارك له فيه ولم يسعه..."(١) .

معنى الحديث:

إنّ اللّه تعالى يوفّر لكلّ إنسان فرصة الحصول على الرزق، وليس للإنسان إلاّ السعي من أجل الحصول على الرزق الذي وفّره اللّه تعالى له.

فمن سعى وطلب الرزق حتّى توصّل إليه، فعليه أن يرضى بما وفّره اللّه تعالى له ومكّنه من الحصول عليه، ليبارك اللّه تعالى له في هذا الرزق، ويوفّر له المزيد من الفرص الأُخرى.

ومن لم يرض بالرزق الذي مكّنه اللّه تعالى منه، فإنّه تعالى سيسلب منه البركة، وسيحرمه من الفرص الأُخرى لنيل الرزق.

الحديث الثالث:

قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "من رضي من اللّه باليسير من الرزق، رضى اللّه منه بالقليل من العمل"(٢) .

معنى الحديث:

إنّ الإنسان قد يسعى - وفق نظام الأسباب - من أجل الحصول على ما وفّره اللّه تعالى له من الرزق، ولكنّه لا يحصل من الرزق إلاّ على القليل.

وهنا بيّن اللّه تعالى الموقف النموذجي لمثل هذا الشخص، وهذا الموقف يكون في الصعيدين التاليين:

____________________

١- بحار الأنوار،العلاّمة المجلسي:ج٧٧، كتاب الروضة،باب٧، ح١٠، الحديث الحادي والثلاثون، ص١٨٧.

ولهذا الحديث تكملة ذكرناها في قسم الرزق الذي يتمّ الحصول عليه من دون طلب.

٢- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج٧١، كتاب الإيمان والكفر، باب ٨٦، ح١٧، ص٣٤٨.

٤٠٥

أوّلاً: الصعيد السلوكي

ينبغي أن يكون موقف الإنسان في هذا الصعيد مواصلة الطلب والسعي(١) ، لأنّ السبب في عدم الحصول على الرزق قد لا يكون نتيجة إرادة اللّه تعالى، وإنّما يكون نتيجة جهل الإنسان بنظام الأسباب والمسببات.

ثانياً: الصعيد القلبي

ينبغي أن يكون موقف الإنسان في هذا الصعيد الرضا بالقليل الذي رزقه اللّه تعالى، لأنّ الرضا في هذا المجال يعني:

١ - الرضا بنظام الأسباب الذي جعله اللّه تعالى لتمشية الأُمور في هذا العالم.

٢ - الرضا بالتدخّل الإلهي المحتمل في تحديد الرزق.

وقد وعد اللّه هذا الشخص - الذي يتوصّل إلى القليل من الرزق بعد بذله الجهد والسعي المطلوب، ثمّ يكون موقفه الرضا بهذا القليل - أن يرفق به في محاسبته الأخروية وأن يرضى منه القليل من العمل.

معنى بعض الآيات الواردة حول الرزق الإلهي:

١ -( وَمَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) [الطلاق: ٢ - ٣].

معنى الآية:

إنّ أبواب طلب الحلال قد تغلق - لفترة - بوجه الإنسان، وتنفتح له من جهة أُخرى أبواب الحرام، فتكون هذه الحالة فرصة يختبر بها اللّه تعالى مستوى تحفّظ هذا الشخص من الحرام.

وهذه الآية تبشّر العباد بأنّه تعالى خلق الأرض بصورة لا تخلو من الرزق

____________________

١- هذا ما أشارت إليه الأحاديث الشريفة التي حثّت على طلب الرزق وذمّت تركه، وقد ذكرنا جملة من هذه الأحاديث سابقاً.

٤٠٦

الحلال، ومن يتق اللّه يجعل اللّه له مخرجاً، ويوفّر له الرزق الحلال من حيث لا يتوقّع.

ولا يخفى بأنّ "توفير الرزق" - كما تبيّن سابقاً - لا يعني "إيصاله"، بل معنى ذلك "تمكين" الإنسان من الوصول إليه، أمّا "الوصول" فهو مرتبط بطلب الإنسان وسعيه واستفادته من النظام السببي الذي خلقه اللّه تعالى في هذا العالم.

وبصورة خاصة، فإنّ الإرادة الإلهية قد تتدخّل بصورة مباشرة، وتحرّك الأسباب لتجعل مخرجاً لعبادها المتقين، فتوصل إليهم "الرزق" من حيث لا يتوقّعون.

٢ -( وَما مِنْ دَابَّة فِي الاَْرْضِ إِلاّ عَلَى اللّهِ رِزْقُها ) [هود: ٦].

معنى الآية:

إنّ اللّه تعالى وفّر في الأرض ما تحتاج إليه الدوابّ، ومكّنها من الانتفاع، وهيّأ لها أسباب الوصول إلى هذا الرزق، وليس للدواب سوى طلب هذا الرزق، والسعي من أجل الحصول عليه.

٣ -( وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاق نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيّاكُمْ ) [الإسراء: ٣١].

معنى الآية:

لا تقتلوا أولادكم مخافة الفقر والفاقة، لأنّنا وفّرنا لكم ولهم في الأرض الكثير من فرص الحصول على الرزق، وسنهيّىء لكم ولأولادكم هذه الفرص لتتمكّنوا من الحصول على الرزق، ولهذا فلا داعي لأن تقتلوا أولادكم.

٤ -( وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّة لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللّهُ يَرْزُقُها وَإِيّاكُمْ ) [العنكبوت: ٦٠].

معنى الآية:

إنّ بعض الدواب لا تحمل رزقها، أي: لا تدّخره ولا تجمعه كما يفعل الإنسان والنمل والفار، فبيّنت هذه الآية بأنّ اللّه تعالى يوفّر الرزق لجميع هذه الدواب، ويمكّنها من الوصول إلى ما تنتفع به.

لأنّ اللّه تعالى هيّأ في الأرض الكثير من الفرص للحصول على الرزق، وليس

٤٠٧

للكائنات الحيّة إلاّ طلب ما وفّره اللّه تعالى لها.

فإذا كانت الدواب التي لا تدّخر لنفسها الرزق تحصل على رزقها، فكيف بالإنسان الذي أعطاه اللّه تعالى الكثير من القدرات للحصول على الرزق، وجعله قادراً على ادّخار الرزق لنفسه ومنحه العقل والفكر لتدبير معاشه؟

٥ -( وَاللّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلى بَعْض فِي الرِّزْقِ ) [النحل: ٧١].

معنى الآية:

إنّ اللّه سبحانه وتعالى جعل نظام الأسباب بحيث تكون فرص الحصول على الرزق متوفّرة للبعض أكثر من البعض الآخر، وهذا ما يؤدّي إلى وجود التفاضل بين العباد في مجال الرزق.

وبصورة خاصّة فإنّ الإرادة الإلهية قد تتدخّل بصورة مباشرة لتفضّل بعض العباد على البعض الآخر في الرزق.

ومن أهم الدواعي لهذا التفاضل هو اختبار العباد، وتحديد مدى شكرهم إزاء الغنى ومدى صبرهم إزاء الفقر والحرمان.

٤٠٨

المبحث التاسع

زيادة الرزق

إنّ للسعي دور كبير في زيادة الرزق.

وقد قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام): " إنّ اللّه قسّم الأرزاق بين عباده وأفضل فضلاً كبيراً لم يقسمه بين أحد، قال اللّه:( وَاسْألُوا اللّهَ مِنْ فَضْلِهِ ) [النساء:٣٢](١) .

وهذا ما يدل على أنّ السعي - ولو على نحو الدعاء - له دور كبير في الحصول على الفضل الإلهي من الرزق الذي لم يقسّمه اللّه تعالى بين أحد.

تنبيهان:

١ - إنّ السعي في طلب الرزق لا يستلزم زيادة الرزق دائماً، والإنسان قد يسعى، ولكنه لا يحصل على ما يريد.

دليل ذلك:

إنّ السعي لا يشكّل العلّة التامة للحصول على المزيد من الرزق، وذلك لوجود أسباب أُخرى لها مدخلية في زيادة الرزق.

ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام): "كم من متعب نفسه مقتر عليه، ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير"(٢) .

٢ - إنّ قولنا: "إنّ السعي في طلب الرزق لا يستلزم الزيادة في الرزق" لا يعني:

____________________

١- الفصول المهمة، الشيخ الحر العاملي: ج١، أبواب أصول الدين، باب ٥٢، ح٤ [٢٩١]، ص٢٧١.

٢- بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج١٠٣، كتاب العقود والإيقاعات، باب ٢، ح٦٩، ص٣٥.

٤٠٩

أن يترك الإنسان السعي في طلب الرزق.

دليل ذلك:

إنّ اللّه تعالى جعل السعي - بصورة عامة - سبيلاً للحصول على الرزق.

فإذا سعى الإنسان وأخطأ في نيل ما يبتغيه من الرزق، فعليه أن لا ييأس من الطلب لمجرد فشله مرّة واحدة أو عدّة مرات، بل ينبغي له أن يجرّب الطرق الأُخرى حتّى يصل - بإذن اللّه تعالى - إلى ما يبتغيه.

ولهذا قال الإمام علي(عليه السلام): "اطلبوا الرزق فإنّه مضمون لطالبه"(١) .

الحرص لا يزيد الرزق:

إنّ الحرص - كما ورد في الحديث الشريف - ليس له أي دور في زيادة الرزق أبداً، ومن هذه الأحاديث:

١ - قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "إنّ الرزق لا يجرّه حرص حريص"(٢) .

٢ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "... إنّ الرزق لايسوقه حرص حريص"(٣) .

الفرق بين "الحرص" و"السعي":

إنّ الدعوة إلى عدم "الحرص" لا يعني الدعوة إلى عدم "السعي".

لأنّ "الحرص" و"السعي" مفهومان يختلفان في المعنى.

فالحرص يعني: شدّة الشره والجشع إلى المطلوب(٤) ، وهو صفة نفسية مذمومة في صعيد طلب الرزق.

ولكن السعي يعني: العمل والقصد في الصعيد السلوكي(٥) وهو شرط من شروط الحصول على الرزق.

____________________

١- المصدر السابق: ج٧٧، كتاب الروضة، باب ١٥، ح٤٠، ص٤٢٣.

٢- المصدر السابق: ج٧٧، كتاب الروضة، باب ٣، ح٤، ص٦٣.

٣- المصدر السابق: ج٧٥، كتاب الروضة، باب ٢٣، ح٨١، ص٢٠٩.

٤- لسان العرب، ابن منظور: مادة (حرص) ومادة (سعى).

٥- المصدر السابق.

٤١٠

المؤثّرات في زيادة الرزق:

أوّلاً: المؤثّرات المادية

إنّ المؤثّرات المادية عبارة عن التمسّك بالأسباب المادية من أجل طلب زيادة الرزق. وهذه الأسباب واضحة، وهي من قبيل التجارة وغيرها من الأعمال التي جعلها اللّه تعالى سبباً للحصول على الرزق.

وقد أشارت الأحاديث الشريفة إلى أهميّة التجارة وذمّ استئجار النفس للعمل، ومن هذه الأحاديث:

١ - قال الإمام علي(عليه السلام): "اتّجروا بارك اللّه لكم، فإنّي سمعت رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: الرزق عشرة أجزاء، تسعة في التجارة، وواحد في غيرها"(١) .

٢ - روى عمّار، قال: قلت لأبي عبداللّه(عليه السلام): الرجل يتّجر، وإن هو آجر نفسه أُعطي أكثر مما يصيب في تجارته؟

قال: "لا يؤاجر نفسه، ولكن يسترزق اللّه عزّ وجل ويتّجر، فإنّه إذا آجر نفسه فقد حظر على نفسه الرزق"(٢) .

ثانياً: المؤثّرات المعنوية:

إنّ المؤثرات المعنوية عبارة عن التمسّك بالأسباب الغيبية التي ذكرتها الشريعة الإلهية، وبيّنت بأنّ التمسّك بها يزيد في الرزق.

ومن الأحاديث الشريفة المبيّنة للأسباب المعنوية المؤثّرة في زيادة الرزق(٣) :

١ - "شكر المنعم يزيد في الرزق".

٢ - "الاستغفار يزيد في الرزق".

٣ - "قول الحقّ يزيد في الرزق".

٤ - "طيب الكلام يزيد في الرزق".

٥ - "أداء الأمانة يزيد في الرزق".

____________________

١- من لا يحضره الفقيه، الشيخ الصدوق: ج٣، ب٦١: باب التجارة، ح٦ [٥١٠] ص١٢٠.

٢- عوالي اللئالي، ابن أبي جمهور الأحسائي: ج٣، باب التجارة، ح٢٧ ص٢٠١.

٣- راجع: بحار الأنوار، العلاّمة المجلسي: ج٧٦، كتاب الآداب والسنن، باب: ٦٠، ص٣١٤ - ٣١٩.

٤١١

٦ - "صلة الرحم يزيد في الرزق".

٧ - "مواساة الأخ في اللّه عزّ وجل تزيد في الرزق".

٨ - "الوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق".

٩ - "البكور في طلب الرزق يزيد في الرزق".

١٠ - "استنزلوا الرزق بالصدقة".

٤١٢

المبحث العاشر

السعر(١)

معنى السعر: تقدير الثمن للشيء المبيع(٢) .

أقسام السعر(٣) :

١ - الرخص: وهو انحطاط السعر عما جرت له العادة.

٢ - الغلاء: وهو ارتفاع السعر عما جرت به العادة.

المسبّب للرخص والغلاء(٤) :

إنّ المسبّب للرخص والغلاء قد يكون اللّه سبحانه وتعالى وقد يكون العباد.

فإن كان المسبّب هو اللّه تعالى، فإنّه تعالى لا يفعل إلاّ ما فيه العدل والحكمة.

وإن كان المسبّب هم العباد، فكلّ فرد يستحق المدح والثواب إزاء فعله للخير، ويستحق الذم والعقاب إزاء فعله للشر.

من الأحاديث الشريفة الدالة على التدخّل الإلهي في مسألة الأسعار:

١ - قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "...إنّما السعر إلى اللّه عزّ وجلّ، يرفعه إذا شاء ويخفضه إذا شاء"(٥) .

٢ - قال علي بن الحسين(عليه السلام): "إنّ اللّه تبارك وتعالى وكّل بالسعر ملكاً يدبّر أمره"(٦) .

____________________

١- إنّ الداعي لتناول هذا المبحث هو لأنّ السعر قد ينسب إلى اللّه تعالى، فيكون من أفعاله عزّ وجل، فيدخل في موضوع العدل في الأفعال الإلهية.

٢- ٤) انظر: المصادر المشيرة إلى مبحث "الأسعار" في نهاية هذا الفصل.

٥- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب القضاء والقدر و...، ح٣٣، ص٣٧٧ - ٣٧٨.

٦- التوحيد، الشيخ الصدوق: باب القضاء والقدر و...: ح٣٤، ص٣٧٨.

٤١٣

من الأحاديث الشريفة الدالة على دور العباد في مسألة الأسعار:

١ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام) عندما سُئل عن الحُكْرة: "إنّما الحُكرَة أن تشتري طعاماً وليس في المصر غيره فتحتكره..." ولو كان الغَلاء في هذا الموضع من اللّه عزّ وجل لما استحق المشتري لجميع طعام المدينة الذم، لأنّ اللّه عزّ وجل لا يذم العبد على ما يفعله، ولذلك قال رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم): "الجالب مرزوق والمحتكر ملعون"..."(١) .

٢ - نهى رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم) عن التسعير(٢) ، وهذا ما يكشف قدرة العباد على تغيير الأسعار، فلو لم يكن للعباد أيّ دور في مسألة الأسعار لما نهاهم رسول اللّه(صلى الله عليه وآله وسلم)عن ذلك(٣) .

____________________

١- المصدر السابق: ح٣٦، ص٣٧٩.

٢- راجع: وسائل الشيعة، الشيخ الحرّ العاملي: كتاب التجارة، باب ٣٠: باب إنّ المحتكر إذا ألزم بالبيع لا يجوز أن يسعّر عليه.

٣- انظر: الفصول المهمة، الشيخ الحرّ العاملي، أبواب أصول الدين، باب ٥٤: إنّ الأسعار بيد اللّه يزيدها وينقصها إذا شاء وإن كان بعضها من الناس، ص٢٧٦.

٤١٤

مصادر الفصل الثالث عشر والرابع عشر بصورة مفصّلة:

الذخيرة في علم الكلام، الشريف المرتضى: الكلام في الآجال: ص٢٦١ - ٢٦٦، الكلام في الأرزاق: ص ٢٦٧ - ٢٧٣، الكلام في الأسعار: ص٢٧٤ - ٢٧٥.

شرح جمل العلم والعمل، الشريف المرتضى، باب الآجال والأرزاق والأسعار: ص٢٧٣ - ٢٤٨.

الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد، الشيخ الطوسي: القسم الثاني: مباحث العدل ولواحقة، فصل في الكلام في الآجال والأرزاق والأسعار: ص١٦٩ - ١٧٧.

تقريب المعارف، أبو الصلاح الحلبي: مسائل العدل، مسألة في الآجال: ص١٣٨ - ١٣٩، مسألة في الرزق: ١٣٩ - ١٤٠، مسألة في الأسعار: ١٤٠ - ١٤٢.

تجريد الاعتقاد، نصيرالدين الطوسي: المقصد الثالث: في إثبات الصانع وصفاته وآثاره، الفصل الثالث: في أفعاله، الأجل، الرزق، السعر ص٢٠٨.

غنية النزوع، ابن زهرة الحلبي: ج٢، فصل في الآجال والأرزاق والأسعار: ص١٢٣ - ١٢٨.

المنقذ من التقليد، سديد الدين الحمصي: ج١، القول في الآجال: ص٣٥٣ - ٣٦٠، القول في الأرزاق: ص ٣٦١ - ٣٦٧، القول في الأسعار والغلاء والرخص: ص٣٦٨ - ٣٧٠.

المسلك في أصول الدين، المحقّق الحلّي: النظر الثاني: في أفعاله سبحانه وتعالى، البحث الرابع: في فروع العدل، المطلب الثالث: في الآجال والأرزاق والأسعار: ص١١١ - ١١٤.

مناهج اليقين في أصول الدين، العلاّمة الحلّي: المنهج السادس: في العدل، البحث الثامن في الآجال، ص٢٥٩ - ٢٦٠، البحث التاسع: في الأرزاق والأسعار، ص٢٦٠ - ٢٦١.

كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، العلاّمة الحلّي، المقصد الثالث: في إثبات الصانع تعالى، الفصل الثالث في أفعاله تعالى، المسألة (١٥): في الآجال: ص٤٦١ - ٤٦٢، المسألة (١٦): في الأرزاق، ص٤٦٢ - ٤٦٤، المسألة (١٧): في الأسعار: ٤٦٤ - ٤٦٥.

اللوامع الالهية في المباحث الكلامية، مقداد السيوري: اللامع التاسع: في الأفعال، المقصد الرابع: فيما تقتضى الحكمة وجوبه عليه سبحانه، النوع الثاني: اللطف، المسألة الرابعة: في توابعه، القسم الثاني: الرزق، ص٢٣٠ - ٢٣٢، القسم الثالث: السعر: ٢٣٢، القسم الرابع: الأجل، ص٢٣٢ - ٢٣٤.

إرشاد الطالبين، مقداد السيوري: مباحث العدل، بحث في الأرزاق: ص٢٨٦ - ٢٩٠، بحث في الآجال: ص٢٩٠ - ٢٩٢، بحث في الأسعار: ٢٩٣ - ٢٩٤.

٤١٥

٤١٦

مصادر الكتاب

١ - القرآن الكريم.

٢ - الإبانة عن أصول الديانة، أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، تحقيق: عباس صباغ، الطبعة الأُولى، ١٤١٤هـ، دار النفائس للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

٣ - الاحتجاج، أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي، تحقيق: الشيخ إبراهيم البهادري والشيخ محمّد هادي، الطبعة الثانية، ١٤١٦هـ، دار الأسوة للطباعة والنشر.

٤ - إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل، القاضي السيّد نور اللّه الحسيني المرعشي التستري، (ت ١٠١٩)، مع تعليقات السيّد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي، من منشورات مكتبة السيد المرعشي النجفي، قم، إيران.

٥ - الأربعين في أصول الدين، فخر الدين الرازي، تحقيق: الدكتور أحمد حجازى السقا، سلسلة من تراث الرازي ١١، الطبعة الأُولى، ١٤٠٦هـ، مكتبة الكليات الأزهرية، الأزهر، القاهرة، مصر.

٦ - إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين، جمال الدين مقداد بن عبد اللّه السيوري (الفاضل المقداد) تحقيق: السيّد مهدي الرجائي، الطبعة الأُولى، ١٤٠٥هـ، منشورات مكتبة السيّد المرعشي النجفي، قم، إيران.

٧ - الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد، الشيخ المفيد، ٢ج، تحقيق: مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) لإحياء التراث، الطبعة الأُولى، ١٤١٣هـ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، قم، إيران.

٨ - الاعتقادات في دين الإمامية، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق، تحقيق: غلام رضا المازندراني، الطبعة الأُولى، ١٤١٢هـ، المطبعة العلمية، قم، إيران.

٩ - الاعتماد في شرح واجب الاعتقاد، المقداد بن عبد اللّه السيوري، تحقيق: صفاء الدين البصري، الطبعة الأُولى، ١٤١٢هـ، مجمع البحوث الإسلامية، مشهد، إيران.

٤١٧

١٠ - الإشارات والتنبيهات (٤ج)، أبو علي بن سينا، مع شرح نصير الدين الطوسي، تحقيق: د. سليمان دنيا، الطبعة الأُولى، ١٤١٣هـ، مؤسسة النعمان للطباعة والنشر، بيروت، لبنان.

١١ - إشراق اللاهوت في نقد شرح الياقوت، السيّد عميد الدين أبو عبد اللّه عبد المطلب بن مجد الدين الحسيني العُبَيدلي، تحقيق: علي أكبر ضيائي، الطبعة الأُولى، ١٤٢٣هـ، مركز نشر ميراث مكتوب. طهران، إيران.

١٢ - أصول الدين، الشيخ محمّد حسن آل ياسين، الطبعة الأُولى ١٤١٣هـ، نشر: مؤسسة قائم آل محمّد (عجّل الله فرجه)، قم، إيران.

١٣ - الأصول من الكافي، الشيخ ثقة الإسلام أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني، الطبعة السادسة، ١٣٧٥هـ. ش، دار الكتب الإسلامية، طهران، إيران.

١٤ - أعيان الشيعة، السيّد محمّد الأمين، تحقيق: حسن الأمين، الطبعة الأُولى، ١٤٠٣هـ، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان.

١٥ - الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة، السيّد رضي الدين علي بن موسى ابن جعفر بن طاووس، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، ٣ج، الطبعة الثانية، ١٤١٩هـ، مركز النشر التابع لمكتب الإعلام الإسلامي.

١٦ - الاقتصاد فيما يتعلّق بالاعتقاد، الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي، الطبعة الأُولى، ١٣٩٩هـ، منشورات جمعية منتدى النشر، النجف الأشرف، العراق.

١٧ - الإلهيات على هدي الكتاب والسنة والعقل، محاضرات الشيخ جعفر السبحاني، بقلم: الشيخ حسن محمّد مكي العاملي، الطبعة الرابعة، ١٤١٣هـ، منشورات المركز العالمي للدراسات الإسلامية.

١٨ - الأمالي، الشيخ المفيد، تحقيق: حسين الأستاد ولي، على أكبر الغفاري، الطبعة الأُولى، ١٤١٣هـ، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد، ج١٣، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد.

١٩ - الأمالي، الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، الطبعة الأُولى، ١٤١٤هـ، نشر: دار الثقافة، قم، إيران.

٢٠ - أوائل المقالات، الشيخ أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد، تحقيق: الشيخ إبراهيم الأنصاري، الطبعة الأُولى، ١٤١٣، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد، ج٤.

٤١٨

٢١ - الباب الحادي عشر للعلاّمة الحلّي، مع شرحه النافع يوم الحشر، لمقداد بن عبد اللّه السيوري ومفتاح الباب لأبي الفتح بن مخدوم الحسيني، تحقيق: د. مهدي محقّق، الطبعة الثالثة، ١٣٧٢هـ ش، انتشارات الآستانة الرضوية المقدسة، مشهد، إيران.

٢٢ - بحار الأنوار، العلاّمة محمّد باقر المجلسي، ١١٠ج، دار الكتب الإسلامية، طهران، إيران.

٢٣ - بحر الكلام، ميمون بن محمّد النسفي، الشهير بأبي المعين النسفي، دراسة وتعليق: د. ولي الدين محمّد صالح الفرفور، الطبعة الأُولى، ١٤١٧هـ دار الفرفور للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، سوريا.

٢٤ - بحوث في الملل والنحل، الشيخ جعفر السبحاني، الطبعة الثالثة، ١٤١٦هـ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، إيران.

٢٥ - بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية، تأليف: الشيخ محمّد رضا المظفر، محاضرات: السيّد محسن الخرازي ٢ج، الطبعة الخامسة، ١٤١٨هـ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة.

٢٦ - براهين أصول المعارف الإلهية والعقائد الحقة للإمامية، أبو طالب التجليل، الطبعة الأُولى، ١٤١٨هـ، مطبعة مهر، قم، إيران.

٢٧ - تاريخ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري، تحقيق: محمّد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، لبنان.

٢٨ - التبيان في تفسير القرآن، شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

٢٩ - تحف العقول عن آل الرسول، أبو محمّد الحسن بن علي الحراني، الطبعة السادسة، ١٤١٧هـ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان.

٣٠ - تجريد الاعتقاد، الشيخ نصير الدين الطوسي، تحقيق: محمّد جواد الحسيني الجلالي، الطبعة الأُولى، ١٤٠٧هـ، مركز النشر، مكتب الإعلام الإسلامي.

٣١ - تصحيح اعتقادات الإمامية، الشيخ المفيد، تحقيق: حسين دركاهي، الطبعة الأولى، ١٤١٣ هـ، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد (المجلدّ الخامس ضمن مصنّفات الشيخ المفيد).

٣٢ - تفسير القرآن الحكيم، المشهور بتفسير المنار، محمّد رشيد رضا، تحقيق: إبراهيم

٤١٩

شمس الدين، الطبعة الأُولى، ١٤٢٠هـ، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

٣٣ - التفسير الكبير، الفخر الرازي، الطبعة الأُولى، ١٤١٥هـ، دار إحياء التراث العربي. بيروت، لبنان.

٣٤ - تقريب المعارف، أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي، تحقيق: فارس تبريزيان الحسّون، الطبعة الأُولى، ١٤١٧هـ، الناشر: المحقّق، قم، إيران.

٣٥ - تكملة شوارق الإلهام، للمولى عبد الرزاق اللاهيجي، محمّد المحمدي الجيلاني، الطبعة الأُولى ١٤٢١هـ، مركز انتشارت مكتب الإعلام الإسلامي، قم، إيران.

٣٦ - التوحيد، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي (الشيخ الصدوق)، تصحيح وتعليق: السيّد هاشم الحسيني الطهراني، الطبعة السابعة، ١٤٢٢هـ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم، إيران.

٣٧ - كتاب التوحيد، أبو منصور الماتريدي، تحقيق: د. فتح اللّه خليف.

٣٨ - التوحيد، بحوث في مراتبه ومعطياته، تقريراً لدروس السيّد كمال الحيدري، جواد علي كسار، الطبعة الثالثة، ١٤٢٤هـ، دار فراقد للطباعة والنشر.

٣٩ - توحيد الإمامية، محمّد باقر الملكي الميانجي، الطبعة الأُولى، ١٤١٥هـ، مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، طهران، إيران.

٤٠ - تهذيب اللغة، أبو منصور محمّد بن أحمد الأزهري (ت ٣٧٠هـ)، الطبعة الأُولى، ١٤١٢هـ، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان.

٤١ - ثواب الأعمال وعقاب الأعمال، الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه (الشيخ الصدوق)، الطبعة الرابعة، ١٤١٠هـ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان.

٤٢ - حديث حول الجبر والتفويض، السيّد عبد اللّه السيّد حسن الموسوي البحراني المحرقي، الطبعة الأُولى، ١٤٠٦هـ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان.

٤٣ - حقّ اليقين في معرفة أصول الدين، السيّد عبد اللّه شبّر، الطبعة الأُولى، ١٤١٨هـ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان.

٤٤ - الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، صدر الدين محمّد الشيرازي، الطبعة الثالثة، ١٤٠١، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان.

٤٢٠