التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)0%

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام) مؤلف:
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 473

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: علاء الحسون
تصنيف: الصفحات: 473
المشاهدات: 208313
تحميل: 8800

توضيحات:

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 473 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 208313 / تحميل: 8800
الحجم الحجم الحجم
التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

التوحيد عند مذهب أهل البيت (عليهم السلام)

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال الشريف الرضي حول سبب استعمال العرب " الساق " كناية عن الشدّة : " لأنّ من عادة الناس أن يشمّروا عن سوقهم عند الأمور الصعبة "(١) .

وقد ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام حول هذه الآية : ( أُفحِم القوم(٢) ودخلتهم الهيبة ، وشخصت الأبصار ، وبلغت القلوب الحناجر ، خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة )(٣) .

المعنى الثاني : الساق إشارة إلى حجاب من نور.

قال تعالى :( يَوْمَ يُکْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) [ القلم : ٤٢ ]

قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام حول هذه الآية : ( حجاب من نور يكشف )(٤) .

٧ - الجنب :

جنب الله كناية عمّا هو قريب من الله ، من قبيل رسوله وأوليائه ، وما فيه مرضاته ، وبصورة عامّة يمكن القول بأنّ جنب الله يعني طاعته تعالى(٥) .

قال تعالى :( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ) [ الزمر : ٥٦ ]

أي : على ما فرّطت في اتّباع رسول الله واتّباع السبيل الذي أمرني بالتمسّك به من بعده ، أو بصورة عامّة على ما فرّطت في طاعة الله عزّ وجلّ.

قال الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام : ( معنى جنب الله ، أنّه ليس بشيء أقرب إلى الله من رسوله ، ولا أقرب إلى رسوله من وصيّه ، فهو في القرب كالجنب ، وقد بيّن الله تعالى ذلك في كتابه بقوله :( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ

____________________

١ - المسلك في أصول الدين ، المحقّق الحلّي : النظر الأوّل ، المطلب الثالث ، ص ٦٢ ، هامش رقم ٥٠.

٢ - الإفحام يعني الإسكات بالحجّة.

المنجد في اللغة : مادة ( فحم ) ، ص ٥٧١.

٣ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ١٤ ، ح ٢ ، ص ١٥٠.

٤ - المصدر السابق : ح ١ ، ص ١٤٩.

٥ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٢ ، ذيل ح ٢ ، ص ١٦٠ - ١٦١.

٣٦١

اللَّهِ ) يعني في ولاية أوليائه )(١) .

٨ - النفس :

النفس تعني ذات الشيء.

قال تعالى :( تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَ لاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِکَ ) [ المائدة : ١١٦ ]

أي : تعلم ما أغيّبه ولا أعلم ما تغيّبه(٢) .

أي : يحذّركم الله إيّاه من عقابه.

ويحتمل أن يكون المقصود من ذكره تعالى لنفسه :

أن يحذّر العباد من العقاب الذي يأتي من قبله ويصدر عن أمره لا العقاب الذي يصدر من غيره ؛ لأنّ العقاب الذي يصدر مباشرة من الله تعالى يكون أبلغ تأثيراً وأشد ألماً(٣) .

٩ - الروح :

الروح عبارة عن مخلوق اصطفاه الله ونسبه إلى نفسه تكريماً له كما نسب إلى نفسه بعض الأشياء المخلوقة ، فقال : عبدي، جنّتي ، ناري ، سمائي وأرضي(٤) .

قال تعالى :( نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) [ الحجر : ٢٩ ]

قال الإمام محمّد بن على الباقرعليه‌السلام حول هذه الآية : ( روح اختاره الله واصطفاه وخلقه وأضافه إلى نفسه وفضّله على جميع الأرواح ، فأمر فنفخ منه في آدم )(٥) .

وقالعليه‌السلام في حديث آخر أيضاً : ( وإنّما أضافه إلى نفسه; لأنّه اصطفاه على سائر الأرواح كما اصطفى بيتاً من البيوت ، فقال : بيتي ، وقال لرسول من الرسل : خليلي ، وأشباه ذلك ، وكلّ ذلك مخلوق مصنوع محدَث مربوب

____________________

١ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٤ ، كتاب التوحيد ، أبواب تأويل الآيات ، باب ١.

٢ - انظر : الاعتقادات ، الشيخ الصدوق : باب ١ ، ص ٧.

٣ - انظر : حقائق التأويل ، الشريف الرضي : المسألة السابعة ، ص ٧٨.

٤ - انظر : الاعتقادات ، الشيخ الصدوق : باب ١ ، ص ٥.

٥ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٧ ، ح ١ ، ص ١٦٦.

٣٦٢

مدبَّر )(١) .

١٠ - المجيء والإتيان :

نسبة المجيء والاتيان إلى الله تكون بعد حذف شيء مضاف إلى الله تعالى ، وهذا الحذف أمر متعارف في اللغة العربية.

قال تعالى :( وَ جَاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفّاً صَفّاً ) [ الفجر : ٢٢ ]

أي : وجاء أمر ربّك(٢) ، كما قال تعالى في آية أخرى :( يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّکَ ) [ النحل : ٣٣]

وقال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام حول هذه الآية : ( إنّ الله عزّ وجلّ لا يوصف بالمجيء والذهاب ، تعالى عن الانتقال، إنّما يعني بذلك وجاء أمر ربّك )(٣) .

وقال تعالى :( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَ الْمَلاَئِکَةُ ) [ البقرة : ٢١٠ ]

أي : أن يأتيهم عذاب الله(٤) ، أو يأتيهم وعده ووعيده(٥) .

١١ - العرش :

قال تعالى :( الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‌ ) [ طه : ٥ ]

ما هو عرش الله ؟

قال الإمام عليعليه‌السلام : ( ليس العرش كهيئة السرير ، ولكنّه شيء محدود ، مخلوق ، مدبّر ، وربّك عزّ وجلّ مالكه وأمر الملائكة بحمله، فهم يحملون العرش بما

____________________

١ - المصدر السابق : ح ٣ ، ص ١٦٧.

٢ - انظر : الاعتقادات ، الشيخ الصدوق : باب ١ ، ص ٦.

٣ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ١٩ ، ح ١ ، ص ١٥٨.

٤ - انظر : الاعتقادات ، الشيخ الصدوق : باب ١ ، ص ٦.

٥ - انظر : المنقذ من التقليد ، سديدالدين الحمصي : ج ١ ، القول في نفي الشبيه عنه تعالى، ص ١٠٦.

٣٦٣

أقدرهم عليه )(١) .

متى خلق الله العرش ؟

قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( إنّ الله تبارك وتعالى خلق العرش قبل خلق السماوات والأرض )(٢) .

لماذا خلق الله العرش ؟

قال الإمام علي (عليه‌السلام ) : " إنّ الله تعالى خلق العرش إظهاراً لقدرته ، لا مكاناً لذاته "(٣) .

ويجد المتأمّل في الآيات القرآنية التي ورد فيها نسبة " العرش " إلى الله أنّه تعالى ذكر مسألة تدبير شؤون الخلق في العديد من هذه الآيات بعد ذكر استوائه على العرش.

قال تعالى :( إِنَّ رَبَّکُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ) [ يونس : ٣ ]

وقال تعالى :( اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ) [ الرعد : ٢ ]

وقال تعالى :( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ) [ السجدة : ٤ - ٥ ]

فنستنتج بأنّ العرش مخلوق جعله الله تعالى المنطلق لتدبير شؤون خلقه.

معنى استواء الله على العرش

الاستواء يعني استقرار شيء على شيء ، كما أنّه كناية عن الاستيلاء والهيمنة والسيطرة والسيادة(٤) ، وبما أنّ الله تعالى منزّه عن الاستقرار المكاني فيلزم الأخذ بالمعنى المجازي.

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤٨ ، ح ٣ ، ص ٣٠٩.

٢ - المصدر السابق : باب ٤٩ ، ح ٢ ، ص ٣١٣.

٣ - الفرق بين الفرق ، عبدالقاهر البغدادي : ص ٢٠٠ ، نقلاً عن الإلهيات ، جعفر السبحاني : ٢ / ١١٨.

٤ - انظر : مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهاني : مادة ( سوا ) ، ص ٤٣٩.

٣٦٤

قال تعالى :( الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‌ ) [ طه : ٥ ]

أي : الرحمن على العرش استولى وهيمن وسيطر عليه ،(١) ليدبّر من خلال ذلك أمور خلقه.

أحاديث أهل البيتعليهم‌السلام حول استواء الله على العرش :

١ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( لا أنّه عليه ككون الشيء على الشيء )(٢) .

٢ - قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام : ( لا يوصف بالكون على العرش ؛ لأنّه ليس بجسم ، تعالى الله عن صفة خلقه علوّاً كبيراً )(٣) .

٣ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( من زعم هذا [ أي : من زعم أنّ الرب فوق العرش ] فقد صيّر الله محمولاً ، ووصفه بصفة المخلوقين ، ولزمه أنّ الشيء الذي يحمله أقوى منه )(٤) .

٤ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( هو مستول على العرش ، بائن من خلقه من غير أن يكون العرش حاملاً له ، ولا أنّ العرش محلّ له ونفينا أن يكون العرش حاوياً له ، وأن يكون عزّ وجلّ محتاجاً إلى مكان أو إلى شيء مما خلق ، بل خلقه محتاجون إليه )(٥) .

٥ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام حول قوله تعالى :( الرَّحْمٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‌ ) : ( استوى من كلّ شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء )(٦) .

____________________

١ - انظر : التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤٨ ، ذيل ح ٩ ، ص ٣١٠ - ٣١١.

غنية النزوع ، ابن زهرة الحلبي : ج ٢ ، الفصل الخامس ، ص ٤٨ المسلك في أصول الدين ، المحقّق الحلّي : النظر الأوّل ، المطلب الثالث ، ص ٦٣.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق ، باب ٤٨ ، ح ٣ ، ص ٣٠٩.

٣ - المصدر السابق : باب ٤٩ ، ح ٢ ، ص ٣١٣.

٤ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤٩ ، ح ١ ، ص ٣١٢.

٥ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٣ ، كتاب التوحيد ، باب ٣ ، ح ٣ ، ص ٢٩ - ٣٠.

٦ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٤٨ ، ح ١ ، ص ٣٠٨.

٣٦٥

١٢ - الكرسي :

المعنى الأوّل : الكرسي المنسوب إلى الله عبارة عن وعاء محيط بالسماوات والأرض.

قال تعالى :( وَسِعَ کُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ) [ البقرة : ٢٥٥ ]

أي : الكرسي مخلوق إلهي محيط بالسماوات والأرض.

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( خلق [ الله تعالى ] الكرسي فحشاه السماوات والأرض ، والكرسي أكبر من كلّ شيء خلقه الله ، ثمّ خلق العرش فجعله أكبر من الكرسي )(١) .

وعنهعليه‌السلام أيضاً : ( كلّ شيء خلقه الله في جوف الكرسي ما خلا عرشه ، فإنّه أعظم من أن يحيط به الكرسي )(٢) .

المعنى الثاني : الكرسي في اللغة العربية له معنيان :

أوّلاً : السرير

قال تعالى في قصّة سليمان :( وَ أَلْقَيْنَا عَلَى کُرْسِيِّهِ جَسَداً ) [ ص : ٣٤ ]

ثانياً : العلم(٣) ، ولهذا يقال للصحيفة المتضمّنة للعلم المكتوب : كراسة(٤)

قال تعالى :( يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لاَ يُحِيطُونَ بِشَيْ‌ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ کُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ ) [ البقرة : ٢٥٥ ]

سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام عن قول الله عزّ وجلّ : ( وسع كرسيه السماوات والأرض ) قالعليه‌السلام : هو علمه(٥) .

١٣ - اللقاء :

اللقاء بشخص عظيم يعني الدخول تحت حكمه وقهره.

____________________

١ - الاحتجاج ، الشيخ الطبرسي : ج ٢ ، احتجاجات الإمام الصادقعليه‌السلام ، رقم ٢٢٣ ، ص ٢٥٠.

٢ - المصدر السابق : ص ٢٤٩.

٣ - انظر : لسان العرب ، ابن منظور : ج ١٢، مادة ( كرس ) ، ص ٦٨.

٤ - انظر : جامع البيان ، ابن جرير الطبري : ج ٣ ، تفسير آية ٢٥٥ من سورة البقرة ، ذيل ح ٤٥٢٤ ، ص ١٥.

٥ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٥٢، ح ١ ، ص ٣١٩.

٣٦٦

قال تعالى :( أَنَّهُمْ مُلاَقُو رَبِّهِمْ ) [ البقرة : ٤٦ ]

وقال تعالى :( يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ ) [ التوبة : ٧٧ ]

فيحتمل في معنى اللقاء في هاتين الآيتين :

أوّلاً : إنّهم سيكونون يوم القيامة تحت حكم الله وقهره.

ثانياً : في الكلام حذف مضاف ، أي : إنّهم ملاقوا جزاء ربّهم(١) .

١٤ - القرب :

القرب بالنسبة إلى الله يعني القرب بالعلم والقدرة ، ولا يمكن نسبة القرب المكاني والزماني إلى الله ؛ لأنّه تعالى منزّه عن ذلك.

قال تعالى :( وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) [ ق : ١٦ ]

أي : نحن أقرب إليه بالعلم والإحاطة والإشراف والسمع والبصر(٢) .

١٥ - الرضا والغضب :

قال تعالى :( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ) [ المائدة : ١١٩ ]

وقال تعالى :( غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ) [ الفتح : ٦ ]

سبب تنزيه الله تعالى عن الرضا والغضب الانفعالي :

١ - سُئل الإمام الصادقعليه‌السلام عن الله تبارك وتعالى أله رضا وسخط ؟ فقالعليه‌السلام : ( نعم ، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ، وذلك أنّ الرضا والغضب دِخال يدخل عليه فينقله من حال إلى حال ، مُعتَمَل(٣) ، مركّب ، للأشياء فيه مدخل ، وخالقنا لا مدخل للأشياء فيه ، واحد ، أحدي الذات وأحدي المعنى )(٤) .

____________________

١ - انظر : اللوامع الإلهية ، مقداد السيوري : اللامع الثامن ، المرصد الأوّل ، ص ١٧٨.

٢ - انظر : التبيان في تفسير القرآن ، الشيخ محمّد بن الحسن الطوسي : ج٩ ، تفسير آية ١٦ من سورة ق ، ص٣٦٤.

٣ - معتمل يعني منفعل يتأثّر من الأشياء.

٤ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٦ ، ح ٣ ، ص ١٦٥.

٣٦٧

٢ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( إنّه إذا دخله الضجر والغضب دخله التغيير ، وإذا دخله التغيير لم يؤمن عليه الإبادة ، ولو كان ذلك كذلك لم يعرف المكوِّن من المكوَّن ، ولا القادر من المقدور ، ولا الخالق من المخلوق ، تعالى الله عن هذا القول علوّاً كبيراً)(١) .

٣ - قال الإمام محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام حول غضب الله تعالى : ( من زعم أنّ الله عزّ وجلّ زال من شيء إلى شيء فقد وصفه صفة مخلوق ، إنّ الله عزّ وجلّ لا يستفزّه شيء ولا يغيّره)(٢) .

٤ - قال الإمام عليعليه‌السلام : ( يحبّ ويرضى من غير رقّة ، ويبغض ويغضب من غير مشقّة)(٣) .

المقصود من الرضا والغضب المنسوب إلى الله تعالى

١ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( فرضاه ثوابه وسخطه عقابه من غير شيء يتداخله فيهيجه وينقله من حال إلى حال ، فإنّ ذلك صفة المخلوقين العاجزين المحتاجين ، وهو تبارك وتعالى القويّ العزيز الذي لا حاجة به إلى شيء مما خلق ، وخلقه جميعاً محتاجون إليه)(٤) .

٢ - سئل الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : يابن رسول الله أخبرني عن الله عزّ وجلّ هل له رضا وسخط ؟

فقالعليه‌السلام : ( نعم ، وليس ذلك على ما يوجد من المخلوقين ، ولكنّ غضب الله عقابه ، ورضاه ثوابه ).

النتيجة :

صفة الرضا والغضب تتضمّن معنى التغيير والانفعال ، وبما أنّ الله منزّه عن هذه المعاني ، فيلزم أن يكون إطلاق هذه الصفات عليه تعالى من باب المجاز ، وتكون

____________________

١ - المصدر السابق ، ح ٢ ، ص ١٦٤ - ١٦٥.

٢ - المصدر السابق : ح ١ ، ص ١٦٤.

٣ - نهج البلاغة ، الشريف الرضي : خطبة ١٨٦ ، ص ٣٦٧ - ٣٦٨.

٤ - المصدر السابق : ح ٣ ، ص ١٦٥.

٣٦٨

هذه الصفات كناية عن ثوابه وعقابه.

تنبيه :

إذا تعلّق رضا الله وغضبه بالمكلَّف فالمقصود إثابة الله وعقابه ، ولكنّ إذا تعلّق رضا الله وغضبه بأفعال العباد فالمقصود يكون الأمر والنهي.

فعندما نقول : إنّ الله يرضى الطاعة ، فالمعنى : أنّه تعالى يأمر بها.

وعندما نقول : إنّ الله يغضب من المعصية ، فالمعنى : أنّه تعالى ينهى عنها(١) .

١٦ - السخرية والاستهزاء والمكر والخداع :

قال تعالى :( سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ) [ التوبة : ٧٩ ]

( اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) [ البقرة : ١٥ ]

( وَ مَکَرُوا وَ مَکَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْمَاکِرِينَ‌ ) [ آل عمران : ٥٤ ]

( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَ هُوَ خَادِعُهُمْ ) [ النساء : ١٤٢ ]

قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام :

( إنّ الله تبارك وتعالى لا يسخر ولا يستهزىء ولا يمكر ولا يخادع ، ولكنّه عزّ وجلّ يجازيهم جزاء السخرية ، وجزاء الاستهزاء ، وجزاء المكر والخديعة ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً )(٢) .

١٧ - النسيان :

نسيان الله لبعض العباد يعني إهماله تعالى لهم ، وعدم الاهتمام بهم ، وتركهم لشأنهم ، فإذا فعل الله بهم ذلك فإنّهم سينسون أنفسهم ، ويكون ذلك عقوبة من الله لهم إزاء نسيانهم لله تعالى.

قال تعالى :( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) [ التوبة : ٦٧ ]

____________________

١ - انظر : كنز الفوائد ، أبو الفتح الكراجكي : ج ١ ، القول في الغضب والرضا ، ص٨٤.

٢ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢١ ، ح ١ ، ص ١٥٩.

٣٦٩

قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام حول هذه الآية : ( إنّ الله تبارك وتعالى لا ينسى ولا يسهو ، وإنّما ينسى ويسهو المخلوق المحدَث ، ألا تسمعه عزّ وجلّ يقول :( وَ مَا کَانَ رَبُّکَ نَسِيّاً ) [ مريم : ٦٤ ]

وإنّما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن ينسيهم أنفسهم ، كما قال عزّ وجلّ :( وَ لاَ تَکُونُوا کَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولٰئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) [ الحشر : ١٩ ]

وقوله عزّ وجلّ :( فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ کَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هٰذَا ) [ الأعراف : ٥١ ].

أيّ نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا )(١) .

وقال الإمام عليعليه‌السلام : ( أمّا قوله :( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) إنّما يعني نسوا الله في دار الدنيا ، لم يعملوا بطاعته ، فنسيهم في الآخرة ، أي : لم يجعل لهم في ثوابه شيئاً فصاروا منسيين من الخير)(٢) .

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ١٦ ، ح ١ ، ص ١٥٥.

٢ - المصدر السابق ، باب ٣٦ ، ح ٥ ، ص ٢٥٣.

٣٧٠

٣٧١

الفصل السادس عشر :أسماء اللّه تعالى

معنى وأقسام الاسم

الهدف من وجود الأسماء لله تعالى

أسماء الله الحسنى

إحصاء أسماء الله تعالى

خصائص أسماء الله تعالى

توقيفية أسماء الله تعالى

بيان أسماء الله ومعانيها

٣٧٢

٣٧٣

المبحث الأوّل :معنى وأقسام الاسم

معنى الاسم :

الاسم كلمة تدلّ على معنى تام غير مقيّد بزمان(١) .

والأسماء : ألفاظ حاكية عن مسمّاها الخارجي(٢) .

أقسام الاسم :

يؤخذ الاسم من عدّة جهات ، منها :

١ - يؤخذ من الذات بنفسها : كزيد وعمر ، ومن قبيل لفظ الجلالة " الله ".

٢ - يؤخذ من جزء الذات : كالجسم للإنسان ، وهذا القسم محال على الله تعالى ؛ لأنّه ليس له جزء.

٣ - يؤخذ من وصف الذات ( الوصف الإيجابي ) : وهو الاسم الدال على الذات الموصوفة بصفة إيجابية معيّنة ، كلفظ " العالم " ، فإنّه اسم يدل على ذات متّصفة بالعلم.

٤ - يؤخذ من وصف الذات ( الوصف السلبي ) : وهو الاسم الذي يطلق على الذات باعتبار عدم اتّصافها بالصفة السلبية ، كلفظ " القدّوس " ، ومعناه الطاهر المنزّه عن كلّ عيب ونقص.

٥ - يؤخذ من مبدأ الفعل ( الوصف الفعلي ) : وهو الاسم الذي يطلق على الذات من حيث قيامها ببعض الأفعال ، كالخالق والرازق.

____________________

١ - انظر : مبادىء العربية ، رشيد الشرتوني : ج ٢ ، باب الصرف ، ص ٣١.

٢ - انظر : كنز الفوائد ، أبو الفتح الكراجكي : ج ١ ، فصل في معرفة الاسم والصفة ، ص ٧٠.

مناهج اليقين ، العلاّمة الحلّي : المنهج الخامس ، البحث الرابع عشر ، ص ٢٢٥.

٣٧٤

تقسيم آخر للإسم :(١)

١ - اسم محض : الاسم الدال على الذات من غير ملاحظة صفة.

٢ - اسم صفة : الاسم الدال على الذات باعتبار اتّصافها بصفة معيّنة.

الفرق بين الاسم والصفة :

١ - في خصوص وجود " ذات " و " صفة " :

إذا نظرنا إلى الصفة بما هي صفة فسيطلق عليها عنوان " الصفة ".

وإذا نظرنا إلى الذات من منطلق تلبّس الصفة بها فسيطلق عليها عنوان " الاسم "(٢) .

٢ - " الصفة " تشير إلى معنىً تتلبّس به الذات.

" الاسم " يشير إلى الذات باعتبار تلبّسه بإحدى الصفات.

فالحياة والعلم صفتان ، والحي والعالم اسمان(٣) .

٣ - " الصفة " لا تكون محمولاً ، فلا يقال : الله علم ، الله خلق.

ولكن " الاسم " يكون محمولاً ، فيقال : الله عالم ، الله خالق.

____________________

١ - معجم الفروق اللغوية : أبو هلال العسكري : رقم ١٨٥ ، الفرق بين الاسم والتسمية ص ٥١.

وانظر : بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٤ ، ب ١ ، ذيل ح ١ ، ص ١٥٥.

٢ - انظر : التوحيد ، تقريراً لدروس السيّد كمال الحيدري ، بقلم : جواد علي كسار : ١ / ١١٢.

٣ - انظر : الميزان في تفسير القرآن ، للسيّد محمّد حسين الطباطبائي : ج٨ ، تفسير سورة الأعراف الآية ١٨٠ - ١٨٦ ، كلام في الأسماء الحسنى في فصول ، الفصل الثاني : نسب الصفات والأسماء إلينا ، ص ٣٥٢.

٣٧٥

المبحث الثاني :الهدف من وجود الاسماء لله تعالى

١ - ليعرفه ويدعوه بها.

قال الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام حول اختيار الله الأسماء لنفسه : ( اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها ؛ لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف )(١) .

٢ - ليتوسّل بها إلى الله تعالى.

قال الإمام محمّد بن علي الجوادعليه‌السلام : ( ثمّ خلقها ( أي : خلق الله الأسماء لتكون ) وسيلة بينه وبين خلقه يتضرّعون بها إليه ويعبدونه )(٢) .

نماذج من التوسّل بأسماء الله تعالى :

١ - عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( أسألك بكلّ اسم سمّيت به نفسك )(٣) .

٢ - عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( وأسألك يا الله بحقّ هذه الأسماء الجليلة الرفيعة عندك العالية المنيعة التي اخترتها لنفسك واختصصتها لذكرك وجعلتها دليلةً عليك وسبباً إليك )(٤) .

٣ - قال الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام في دعاء المشلول : ( اللّهم إنّي أسألك بكلّ اسم هو لك )(٥) .

٤ - قال الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام : ( أسألك بكلّ اسم مقدّس مطهّر

____________________

١ - الكافي ، الشيخ الكليني : كتاب التوحيد ، باب حدوث الأسماء ، ح ٢ ، ص ١١٣.

٢ - المصدر السابق : باب معاني الأسماء واشتقاقها ، ح ٧ ، ص ١١٦.

٣ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٩٣ ، ب ١٣ ، ح ١ ، ص ٢٦٧.

٤ - المصدر السابق : ج ٩٤ ، ب ٣٨ ، ح ١٧ ، ص ٢١٨.

٥ - الكافي ، الشيخ الكليني : ج ٤ ، كتاب الحج ، باب دعاء الدم ، ح١ ، ص ٤٥٢.

٣٧٦

مكنون اخترته لنفسك )(١) .

____________________

١ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٨٦ ، ب ٦٧ ، ح ٦٧ ، ص ٣١٦.

٣٧٧

المبحث الثالث :أسماء الله الحسنى

قال تعالى :( وَ لِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) [ الأعراف : ١٨٠ ]

المقصود من الأسماء الحسنى في هذه الآية :

١ - إنّ الألف واللام في الأسماء الحسنى ، ليست للعهد ليكون المقصود منها الإشارة إلى الأسماء الواردة في الكتاب والسنة الصحيحة ، بل الألف واللام هنا للاستغراق وإفادة العموم.

٢ - تقديم " الله " في هذه الآية يفيد الحصر.

أي : إنّه تعالى هو المتفرّد في امتلاك أسمى مراتب الكمال بحيث أوجب له ذلك الاتّصاف بالأسماء الحسنى.

وأمّا غيره فليس له من الكمال إلاّ بمقدار ما يعطيه الله أو يتيح له مجال كسب ذلك.

٣٧٨

المبحث الرابع :احصاء أسماء الله تعالى

ورد عن الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليهما‌السلام عن آبائه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( إنّ لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسماً مائة إلاّ واحداً ، من أحصاها دخل الجنّة ، وهي :

الله ، الإله ، الواحد ، الأحد ، الصمد ، الأوّل ، الآخر ، السميع ، البصير ، القدير ، القاهر ، العليّ ، الأعلى ، الباقي ، البديع ، البارىء ، الأكرم ، الظاهر ، الباطن ، الحيّ ، الحكيم ، العليم ، الحليم ، الحفيظ ، الحقّ ، الحسيب ، الحميد ، الحفيّ ، الربّ ، الرحمن ، الرحيم ، الذارىء ، الرازق ، الرقيب ، الرؤوف ، الرائي ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبّار ، المتكبّر ، السيّد ، السبّوح ، الشهيد ، الصادق ، الصانع ، الطاهر ، العدل ، العفوّ ، الغفور ، الغنيّ ، الغياث ، الفاطر ، الفرد ، الفتّاح ، الفالق ، القديم ، الملك ، القدّوس، القوي ، القريب ، القيّوم ، القابض ، الباسط ، قاضي الحاجات ، المجيد ، المَولى ، المنّان ، المحيط ، المبين ، المقيت ، المصوّر الكريم ، الكبير ، الكافي ، كاشف الضرّ ، الوِتر ، النور ، الوهّاب ، الناصر ، الوَدود ، الهادي ، الوفيّ ، الوكيل ، الوارث ، البَرّ ، الباعث ، التوّاب ، الجليل ، الجواد ، الخبير ، الخالق ، خير الناصرين ، الديّان ، الشكور ، العظيم ، اللطيف ، الشافي(١) (٢) .

معنى إحصاء أسماء الله تعالى :

١ - قال الشيخ الصدوق : " إحصاؤها هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها ،

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ح ٨ ، ص ١٨٩.

٢ - أسماء الله تعالى أزيد من تسعة وتسعين ، ويعود سبب اقتصار هذا الحديث على هذا العدد لامتياز الأسماء المذكورة في هذا الحديث عن غيرها في امتلاكها خاصية دخول الجنّة لمحصيها.

انظر : علم اليقين ، محسن الكاشاني : ج ١ ، المقصد الأوّل ، الباب السادس ، الفصل الثاني ، ص ١٠٠ وجاء في الدعاء المشهور بدعاء الجوشن الوارد عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ألف اسم من أسماء الله الحسنى.

٣٧٩

وليس معنى الإحصاء عدّها )(١) .

٢ - معرفة معاني الأسماء على سبيل المشاهدة القلبية ، والوصول إلى مرتبة اليقين من معرفتها عن طريق رؤية حقائقها بوضوح ، ولا يتمّ ذلك إلاّ بعد تهذيب النفس من الشوائب وتطهير القلب من الأدران.

٣ - التخلّق بما يصح التخلّق به من هذه الأسماء الإلهية والتحلّي بمحاسنها ، ولهذا قالعليه‌السلام : ( تخلّقوا بأخلاق الله )(٢) .

تنبيه :

التخلّق بأخلاق الله لا يعني وجود مشابهة بين العبد وربّه ؛ لأنّه تعالى ليس كمثله شيء ، وإنّما يكون التشابه في مظاهر الصفات لا حقيقتها.

٤ - الإحصاء يعني الإطاقة ، قال تعالى :( عَلِمَ أَنْ تُحْصُوهُ ) [ المزمل : ٢٠ ] ، أي : لن تطيقوه ، فعبارة " من أحصى أسماء الله دخل الجنة ، تعني : من أطاق وتحمّل التحلّي والاتّصاف بها قدر وسعه دخل الجنّة(٣) .

____________________

١ - التوحيد ، الشيخ الصدوق : باب ٢٩ ، ذيل ح ٩ ، ص ١٩٠.

٢ - بحار الأنوار ، العلاّمة المجلسي : ج ٦١ ، ب ٤٢ ، ص ١٢٩.

٣ - ذهب السيّد فضل الله الراوندي في شرح الشهاب إلى هذا القول ، نقلاً عن علم اليقين في أصول الدين : للشيخ المولى محسن الكاشاني ، ج ١ ، المقصد الأوّل : في العلم بالله ، الباب السادس ، في الأسماء الحسنى ، فصل ٣ ، ص ١٠٢.

٣٨٠