الإسلام دين الوسطيّة والاعتدال

الإسلام دين الوسطيّة والاعتدال0%

الإسلام دين الوسطيّة والاعتدال مؤلف:
الناشر: مؤسسة الرافد للمطبوعات
تصنيف: رسائل وأطاريح جامعية
الصفحات: 161

  • البداية
  • السابق
  • 161 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56539 / تحميل: 8856
الحجم الحجم الحجم
الإسلام دين الوسطيّة والاعتدال

الإسلام دين الوسطيّة والاعتدال

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الرافد للمطبوعات
العربية

فتحصّل من جميع ما تقدّم:

أنَّ الإنفاق المطلوب هو الإنفاق البعيد عن حدي الإفراط والتفريط، وهو القوام والعفو وهو الوسط، وما عداه فهو مذموم مبغوض سيّء العاقبة والمنتهى.

النموذج الثالث: آداب المشي

قال تعالى:( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ) (١) .

قال في شرح أُصول الكافي: (... القصد أيضاً العدل، وهو التوسّط في الأمور بين الإفراط والتفريط.. )، ثم قال: (أو المقصود أنَّ التوسط بين الطرفين في الأقوال والأفعال والعقائد كالتّوسّط في المشي بين الدبيب والإسراع، قال الله تعالى: ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) )(٢) .

(والاقتصاد لُغة: التوسّط في الأمور واستقامة الطريقة وعدم مجاوزة الحد فيها، ومنه القصد في المعيشة أي: الاعتدال وعدم الإسراف والتقصير فيها. والقصد في المشي: الاعتدال فيه، كما في قوله تعالى: ( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) ،واصطلاحاً المعنى اللغوي نفسه... إنَّ الإسراف مذموم ومرغوب عنه شرعاً وعقلاً، والاقتصاد والاعتدال مرغوب فيه، وقد حثَّ الإسلام عليه في جميع شؤون الحياة حتى في العبادة )(٣) .

____________________

(١) لقمان/ ١٩.

(٢) المازندراني، شرح أصول الكافي، ج١، ص٢٧١.

(٣) الأنصاري، الموسوعة الفقهية الميسرة، ج٤، ص٣٣٣.

١٢١

وفي زبدة البيان:( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) في الكشّاف، أي، اعدل فيه حتّى يكون مشياً بين مشيين لا تدب دبيب المتماوتين أي: الميّتين الذّين لا حدّة لهم أو الضعيفين لكثرة العبادة، ولا تثب وثبَ الشطار )(١) .

وقال النحّاس: (( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ ) أي: يكون متوسّطاً )(٢) ، وقال الواحدي في تفسيره: (ليكن مشيك قصداً لا بخيلاء ولا بإسراع )(٣) .

ومثله ابن الجوزي في زاد الميسر(٤) .

وقال الرازي في تفسيره - بعد ذكره الآية -: (أي كن وسطاً بين الطرفين المذمومين )(٥) .

والحاصل: إنّ المشي المرغوب فيه شرعاً هو المشي المتوسّط بين حدّي الإسراع والبطء. والأمر في غاية الوضوح.

النموذج الرابع: المحبّة والصداقة

النموذج الرابع في المحبّة والصداقة، والتي هي إكسير السعادة وروح نزع الوجادة، والتي بها تعمر البلدان بعمارة القلوب والأبدان. إلاّ أنّ لها حدوداً ودستوراً بيّنته لنا الشّريعة المقدّسة، فعن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:

____________________

(١) الأردبيلي، زبدة البيان، ص٣٥٨.

(٢) النّحاس، معاني القرآن، ج٥، ص٢٨٨.

(٣) الواحدي، تفسير الواحدي، ج٢، ص٨٤٩.

(٤) ابن الجوزي، زاد الميسر، ج٦، ص١٦٤.

(٥) الرازي، التفسير الكبير، ج٥، ص١٥٠.

١٢٢

(أحبب حبيبَك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضَك يوماً ما، وأبغض بغيضَك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما )(١) .

ورواه العامّة عنه (عليه السلام) أيضاً في أكثر من مصدر من مصادرهم(٢) .

وكلام الإمام (عليه السلام) في غاية الصراحة والوضوح؛ فهو (عليه السلام) يبيّن لنا قانون المحبّة والصداقة بأن يكون على النحو اللّين والرفق، وفي نفس الوقت بيّن لنا قانون الكراهة والبغض بأن يكون على نحو اللين والرفق كذلك، وهذا معناه أن ننتخب حدّ الاعتدال في الأمرين معاً.

قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله) في البحار: (بيان: في النهاية: الهون، الرفق واللين والتثّبت ومنه الحديث، أحبب حبيبّك هوناً ما، أي حبّاً مقتصداً، لا إفراط فيه )(٣) .

وأوضح منه ما في تحفة الاحوذي حيث قال: (أحببه حباً قليلاً... وقال في المجمع: أي حُبّاً مقتصداً لا إفراط فيه، ولفظ (ما) للتقليل (عسى أن يكون بغيضك يوماً ما). قال المناوي في شرح الجامع الصغير: إذ ربّما انقلب ذلك بتغيير الزمان والأحوال بغضاً، فلا تكون قد أسرفت في حُبّه فتندم إذا أبغضته، أو حُبّاً فلا يكون قد أسرفت في بغضه فتستحي منه إذا أحببته؛ ولذلك قال الشاعر :

فهونك في حُبٍّ وبغضٍ فربّما

بدا صاحبّ من جانبٍ بعد جانب)(٤)

____________________

(١) الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، ج٤، ص٦٤، ح٢٦٨.

(٢) اُنظر الترمذي، سنن الترمذي، ج٣، ص٣٤٣، والبخاري، الأدب المفرد، ص٢٨٠.

(٣) العلاّمة المجلسي، بحار الأنوار، ج٧٧، ص١٨٥.

(٤) المباركفوري، تحفة الاحوذي، ج٦، ص١١٣ - ١١٤.

١٢٣

وقال صاحب كتاب المعجم الموضوعي لنهج البلاغة: (ذم الإفراط والتفريط في حب الأصدقاء وبغض الأعداء. وإن أردت قطيعة أخيك فاستبقِ له من نفسك بقيّة يرجع إليها إن بدا له ذلك يوماً ما. أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضَك يوماً ما، وابغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبَك هوناً ما )(١) .

والحديث عن هذا الموضوع يُصدّقه الواقع الخارجي، فلطالما رأينا إفراطاً في محبّةٍ وصداقة انقلبت إلى عداوةٍ شديدةٍ وخلاف لا يرجى له علاج، وفي نفس الوقت نرى خلافاً شديداً وبغضاً أكيداً انقلب بعدها إلى محبّةٍ وصداقةٍ.

وعليه ينبغي لنا أن نستفيد من هذين الأمرين المتوسط في الحالتين ففيه النجاة والخلاص من الملامة والندامة، فلا الحب المفرط ولا البغض كذلك، وإنّما أمر بين أمرين.

النموذج الخامس: الوسطيّة في الأكل والشرب

ومن موارد وتطبيقات الوسطيّة: ما نطق به القرآن الكريم والسنة الشريفة في الأكل والشرب وعدم الإسراف فيهما، فقد جاء في القرآن الكريم:( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنّهُ لاَيُحِبّ الْمُسْرِفِينَ ) (٢) .

وقال تعالى:( كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنّهُ

____________________

(١) أويس كريم، المعجم الموضوعي لنهج البلاغة، ص٣٧٢، رقم (٥١٦).

(٢) الأعراف/ ٣١.

١٢٤

لاَيُحِبّ الْمُسْرِفِينَ ) (١) .

وعن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في بعض أدعيته أنّه قال: (اللَّهُمَّ صلِّ على مُحمّد وآله، واحجبني عن السّرف والازدياد، وقوّمني بالبذل والاقتصاد، وعلمني حُسنَ التقدير، واقبضني بلطفك عن التبذير )(٢) .

وبالرجوع إلى الآية الأولى نرى أنَّ الكلام صورته صورة الأمر ومعناه إباحة الأكل والشرب ثم نهى عن الإسراف (الّذي هو الخروج عن حد الاستواء في زيادة المقدار... فالإسراف والإقتار مذمومان )(٣) .

وهذا معناه أنَّ الإنسان له الحق في أن يأكل ما يشاء ويشرب ما يشاء، من غير ما حرّم الله عزّ وجلّ، بشرط أن لا يخطأ الحد الوسط المعتدل، فعن ابن عبّاس قال: (كُلْ ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان، سرف ومخيلة )(٤) .

والسبب في نهي الباري عزّ وجلّ عباده عن السّرف يعود إلى طبيعةِ هذا المخلوق العجيب الّذي يحرص - بحكم طبيعته البشرية - على الزيادة، والتي تصل في كثير من الأحيان إلى الإساءة في الاستخدام، فبدل أن يستفيد من الأكل والشرب بالشكل المعقول والمعتدل يسلك سبيل الإسراف والتبذير والبذخ؛ ولهذا قال الباري عزّ وجلّ مباشرة:( وَلاَ تُسْرِفُوا إِنّهُ لاَيُحِبّ

____________________

(١) الأنعام/ ١٤١.

(٢) الإمام زين العابدين (عليه السلام) الصحيفة السجادية، ص١٥٤. دعاؤه في المعونة.

(٣) الطوسي، التبيان، ج٤، ص٣٨٦.

(٤) الطبرسي، جوامع الجامع، ج١، ص٦٥٢.

١٢٥

الْمُسْرِفِينَ ) .

ومن الواضح أنَّ كلمة الإسراف كلمة جامعة جدّاً بحيث تشمل كُلَّ إفراطٍ في الكم والكيف، وكذا الأعمال العاتية والإتلاف وما شابه ذلك، وهذا هو أسلوب القرآن خاصة، فهو عند الحث على الاستفادة من مواهب الحياة والطبيعة يُحذّر فوراً من سوء استخدامها ويوصي برعاية الاعتدال(١) .

والإسراف المنهي عنه في الآية المباركة هو تجاوز حد الاعتدال والوسط على ما فسره جماعة من العلماء.

ففي تفسير الصافي(٢) والأصفى(٣) فسّره بالإفراط والإتلاف، وهو نفس معنى تجاوز قانون العدالة الّذي صرح به ابن عربي في تفسيره(٤) . وقريب منه ما في تفسير الثعالبي حيث قال: (الإسراف تعدّي الحدّ )(٥) .

وقد أشار بعض علماء الطب إلى أنَّ هذه الآية:( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا ) فيها أقوى دلالة على إعجاز القرآن العلمي، فهي تُحذّر النّاسَ من ضرر الإكثار من الأكل والشرب؛ لأنَّ الطب يقول: إنَّ للجسم حاجتَه المحدودة من الطعام والشراب والكافية لعملياته الحيويّة، فإن زادت عن ذلك؛ زادت

____________________

(١) اُنظر: مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج٥، ص٢٠.

(٢) الفيض الكاشاني، الصافي ج٢، ص١٩٠.

(٣) الفيض الكاشاني، الأصفى ج١، ص٣٦٨.

(٤) ابن عربي، تفسير ابن عربي ج١، ص٢٥٧.

(٥) الثعالبي، تفسير الثعالبي، ج٣، ص٢٥.

١٢٦

أعباء الجهاز الهضمي وإرهاقه، وزادت فضلاته ومخلّفاته التي قد تتراكم في الجسم وتلقي عبئاً على الأجهزة الأخرى المختلفة؛ فتجهد الكبد والقلب والكلى، كما أنَّ الإفراط في الأكل يسبّب التُخمةَ التي تساعد على ظهور أمراض كثيرة، مثل: تصلّب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، والنقرس، والروماتزم، وأمراض القلب(١) .

وقال صاحب كتاب مع الطب في القرآن: (لقد كان الاعتدال واقعاً في حياة الرسول (صلّى الله عليه وآله) وحياة صحابته، فلم تقتصر توجيهاته على عدم الإفراط في الطعام، بل حذّر أيضاً من التقتير فيه )(٢) .

فاتّضح من جميع ما تقدّم أنَّ الكتاب والسُنّة الشريفين يشيران معاً إلى اتخاذ الحد الوسط وعدم الإفراط والتعدي في الأكل والشرب، وهذا ما يجعلنا نفتخر بكتابنا المجيد وسُنّتنا الشريفة التي ما أبقت للطب شيئاً كما نقل ذلك عن الرشّيد العبّاسي أنَّه كان له طبيب نصراني حاذق، فقال ذات يوم لعليِّ بن الحسين بن واقد: ليس في كتابكم من علم الطب شيء، والعلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان؟!

فقال له عليٌّ: (قد جمع الله الطب كُلّه في نصف آية من كتابه وهو قوله: ( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا ) ،وجمع نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) الطب في قوله: المعدة بيت الداء، والحميّة رأس كُلّ دواء، وأعط كل بدن ما عوّدتَه )، فقال له الطبيب:ما ترك كتابُكم

____________________

(١) مُحمّد إسماعيل إبراهيم، القرآن وإعجازه العلمي، ص١٦٠.

(٢) عبد الحميد دياب، أحمد قرقوز، مع الطب في القرآن، ص١٢٨.

١٢٧

ولا نبيُّكم لجالينوس طبّاً )(١) .

النموذج السادس: الوسطيّة في طلب الدنيا وابتغاء الآخرة

قال تعالى:( وَابْتَغِ فِيَما آتَاكَ اللّهُ الدّارَ الْآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيَا ) (٢) .

ومن التطبيقات الكلية للوسطية هو العدل في طلب الدنيا، وعدم الغرور والتعدي والإفراط فيها، ولا الزهد الكامل وترك العمل، والعزلة عن المجتمع والتفرغ بالكلية للعبادة، والاستجداء من الناس في سد رمق من تجب نفقهم عليه، فهذا مما لم يعمل به نبيُّ ولا وصي.

فقد رُويَ أنَّ رجُلاً ذُكِرَ عند النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بالخير، فقال قوم: (يا رسول الله خرج معنا هذا الرجل حاجّاً فإذا نزلنا لم يزل يُهلّل حتّى نرتحل، فإذا ارتحلنا لم يزل يذكر الله حتى ننزل، فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): فمن كان يكفيه علف ناقته وصنع طعامه؟ قالوا: كُلُّنا، فقال (صلّى الله عليه وآله): (كُلّكُم خيرٌ منه ))(٣) .

وما أكثر هؤلاء - قديماً وحديثاً - الذّين ينظرون للدنيا وكأنّها خُلقت دار عبادة فقط، ولاحظّ للإنسان فيها لطلب الحلال والسعي والجد.

وممّا يؤثر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنَّه دخل على العلاء بن زياد الحارثي يعوده، فلمّا رأى سعة داره، قال: (ما كُنْتَ تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت

____________________

(١) الطبرسي، مجمع البيان، ج٤، ص٢٤٤.

(٢) القصص/ ٧٧.

(٣) الطبرسي، مكارم الأخلاق، ص٢٦٥.

١٢٨

إليها في الآخرة كنت أحوج؟ بلى إن شئت بلغتَ بها الآخرة، تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع فيها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة. فقال له العلاء: يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد، قال: وماله؟ قال: لبس العباءة وتخلّى عن الدنيا، قال: عليَّ بهِ، فلما جاء قال: يا عَدِي نفسَك لقد استهام بك الخبيث (١) ! أما رحمت أهلَك وولْدَك؟! أترى الله أحلَّ لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك .

قال: يا أمير المؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك، قال: ويحك، إنّي لستُ كأنتَ، إنَّ الله تعالى فرض على أئمة العدل (الحقِّ) أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيّغ بالفقير فقرُه )(٢) .

فالإمام (عليه السلام) في نفس الوقت الّذي نهى صاحب الدار الواسعة جدّاً عن سعتها وعلّمه الطريق الموصل للآخرة عن طريقها، في نفس هذا الوقت نهى الأخ الآخر عن الزهد الكُلّي في الدنيا، وعلَّم هذين الأخوين الوسطيّة والاعتدال.

فالشّريعة المقدّسة قد اهتمّت بالحياة الماديّة والمعنوية، كُلٌّ بحسب قيمته؛ وذلك بمقتضى العدل والحكمة، وترابط الدنيا والآخرة، وترابط الجسد والرَّوح( وَابْتَغِ فِيَما آتَاكَ اللّهُ الدّارَ الْآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيَا ) (٣) .

والمقصود من الآية المباركة هو اتخاذ العدل والوسط، فلا الإفراط في

____________________

(١) يعني الشيطان.

(٢) الإمام علي (عليه السلام)، نهج البلاغة، ج٢، ص١٨٧.

(٣) الوحيد الخراساني، مقدمة في أصول الدين، ص٥٤٦.

١٢٩

طلب الدنيا المؤدّي للُطغيان ونسيان الآخرة بالكُلّية، ولا الزهد فيها بالكُلّية، بل أن نأخذ منها ما يكفينا ويبلغ بنا إلى درجات الحياة الأخروية الأبدية.

قال السلمي: (قال بعضهم: أن يأخذ من ماله قدر عيشه، وأن يُقدّم ما سوى ذلك لآخرته )(١) .

وقال العلاّمة الطباطبائي:( وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيَا ) أي: لا تترك ما قسم الله لك ورزقك من الدنيا ترك المنسي واعمل فيه لآخرتك؛ لأنَّ حقيقة نصيب الإنسان من الدنيا هو ما يعمل به لآخرته، فهو الّذي يبقى له .

وقيل: معناه لا تنس أن نصيبك من الدنيا - وقد أقبلت عليك - شيء قليل ممّا أوتيت، وهو ما تأكله وتشربه وتلبسه مثلاً، والباقي فضل فتتركه لغيرك، فخذ منها ما يكفيك، وأحسن بالفضل. وهذا وجه جيد )(٢) .

ولعلَّ هذا التطبيق من التطبيقات الكُلّية المهمّة؛ لأنَّ باقي التطبيقات الأخرى كالأكل والشرب واللباس، وما شاكل ذلك، ما هو إلا جزء من تطبيقات هذا التطبيق الكُلّي.

____________________

(١) السلمي، تفسير السلمي، ج٢، ص١١٠.

(٢) الطباطبائي، مُحمّد حسين، تفسير الميزان، ج١٦، ص٧٦.

١٣٠

خلاصة البحث

إنّ مفهوم (الوسطية) من المفاهيم التي أولته الشريعة الإسلامية بالاهتمام الخاص؛ إذ لا يخفى أنّها واحد من المفاهيم الحياتية، التي تمثّل نقطة الاعتدال والتوسّط بين الإفراط والتفريط المذمومين في الشريعة الإسلامية، كما أنّها تمثل لسالكها الطريق المستقيم على ما تقتضيه طبيعة الدعوة الإسلامية بما يُؤمِّن للإنسان السعادة الكبرى في الدارين، قال تعالى:( وَابْتَغِ فِيَما آتَاكَ اللّهُ الدّارَ الْآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدّنْيَا ) (١) .

ولقد كان من مهمة هذا الكتاب هو تسليط الضوء على طرفي الإفراط والتفريط؛ ليكون المؤمن منهما على حذر، وأن يجتنب كُلَّ ما فيه إفراط وتفريط؛ وذلك لما نلمسه من حالة التعدّي والتجاوز عن الحد المعمول به في هذين الجانبين على جميع الأصعدة أو أكثرها.

ولأجل تحقيق ذلك تناولنا في البحث عن هذا الموضوع جميع ما يتعلق به تحليلاً ونقداً، بعد أن قسّمنا البحث في هذا الكتاب إلى أربعة فصول،

____________________

(١) القصص/٧٧.

١٣١

جاء في الأول منها، بيان معنى الوسطية أولاً، ثمّ بيان الضابطة في معرفتها، وبيان بعض المفردات المرتبطة بها من قبيل الحكم والأدب، وبيّنا في الفصل الثاني العلاقة بين الوسطية وكون الشريعة سهلة سمحاء، بينما تطرّقنا في الفصل الثالث إلى بيان النصوص الشرعية وكيفية الاستدلال بها على إثبات هذه العلاقة، ومن ثم القيام بالردّ على بعض الإشكالات المطروحة في المقام، وأدلتنا عبارة عن: القرآن الكريم والسنة الشريفة ودليل الاستقراء، وأنّ الشارع المُقدّس قد أمر بسلوك الوسطية في مختلف أصعدة الحياة ومجالاتها، أمّا الفصل الرابع، فقد خصصناه إلى ذكر بعض النماذج الحيّة الداعية إلى سلوك الوسطية، من قبيل الصلاة، والإنفاق، والحب، وآداب المشي والمحبّة والصداقة، وفي الأكل والشرب، وفي طلب الدنيا وابتغاء الآخرة.

وفي ختام هذا البحث أودّ أن أشير إلى مجموعة من النتائج التي توصلّت إليها. والتي يمكن تلخيصها بما يلي:

١- إنَّ القرآن الكريم والسُنّة الشريفة قد حثّا على الوسطيّة والالتزام بها إلزاماً تارةً وتأكيداً تارةً أخرى.

٢- إنَّ مفهوم الوسطية تارة يؤخذ بما هو مفهوم عامّ أي: بلحاظ الشريعة الإسلاميّة قياساً بالشرائع السابقة، وأُخرى بلحاظ بما هو في شريعتنا الإسلاميّة المقدّسة، والنتيجة واحدة، وهي أنَّ الدين الإسلامي بلحاظ الديانات السابقة هو دين وسط، وأنَّ تشريعاتِهِ بما هي هي معتدلة بعيدة عن

١٣٢

حدي الإفراط والتفريط.

٣ - إنَّ الوسطية والاعتدال مما عمل به النبيُّ العظيم (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين. وأكّدوا عليه.

٤ - إنَّ النجاح في جميع مجالات الحياة سبيله الأوّل هو المصير إلى الوسطيّة.

٥ - وما نراه اليوم من تعيير تارةً، واستخفاف تارة أخرى بالإسلام والمسلمين، ما هو إلاّ نتاج طبيعي لترك العمل بالاعتدال والوسطية.

ليلة ميلاد الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام)، ٢٠ جمادى الثانية ١٤٣١هـ ق.

قم المقدّسة

كاظم البهادلي

١٣٣

١٣٤

الفهارس الفنية

* فهرست الآيات

* فهرست مصادر الكتاب

* فهرست المحتويات

١٣٥

١٣٦

(١)

فهرست الآيات

الحمد (١)

( اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) ٦٩، ٧١، ٧٩

البقرة (٢)

( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبّكَ يُبَيّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنّهُ يَقُولُ إِنّهَا بَقَرَةٌ لاَ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانُ بَيْنَ ذلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ ) ٩٢

( سَيَقُولُ السّفَهَاءُ مِنَ النّاسِ مَا وَلّاهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ للّهِ‏ِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ٦٢

( وَكَذلكَ جَعَلْناكُمْ أمّةً وسطاً لِّتكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيكُونُ الرَّسول عَليكُم شَهيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلاّ لِنَعْلَمَ مِن يَتّبِعُ الرّسُولَ مِمّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى‏ عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلّا عَلَى الّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ) ١٩، ٢٠، ٢٢، ٢٧، ٤١، ٥٥، ٥٩، ٦٠، ٦١، ٦٢، ٦٣، ٦٤، ٦٥، ٩١، ٩٢، ٩٣، ١١٨

( وَلاَ تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَ تَشْعُرُونَ ) ٧٢

( شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنْكُمُ الشّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى‏ سَفَرٍ فَعِدّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدّةَ وَلِتُكَبّرُوا اللّهَ عَلَى‏ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ٤١

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ الّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ ) ٥٠

( فَإِن زَلَلْتُمْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ٣٠

( فَهَدَى اللّهُ الّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ٦٣

( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلّكُمْ تَتَفَكّرُونَ ) ١١٦

١٣٧

( لاَ يُكَلّفُ اللّهُ نَفْساً إِلّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) ٤٢، ٤٣

آل عمران (٣)

( وَلاَ يَحْسَبَنّ الّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرّ لَهُمْ سَيُطَوّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَللّهِ‏ِ مِيرَاثُ السّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) ٨٥

النساء (٤)

( الّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشّيْطَانِ إِنّ كَيْدَ الشّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) ٧٢

( وَمَن يُشَاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيّنَ لَهُ الْهُدَى‏ وَيَتّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلّهِ مَا تَوَلّى‏ وَنُصْلِهِ جَهَنّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً ) ٧٢،٧٣،٧٥، ٧٦، ٧٨

( يَاأَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوّامِينَ... ) ٨٧

( فَبِظُلْمٍ مِنَ الّذِينَ هَادُوا حَرّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيّبَاتٍ أُحِلّتْ لَهُمْ وَبِصَدّهِمْ عَن سَبِيلِ اللّهِ كَثِيراً ) ٤٦

المائدة (٥)

( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطّهّرُوا وَإِن كُنتُم مَرْضَى‏ أَوْ عَلَى‏ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنكُم مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمّمُوا صَعِيداً طَيّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِنْ حَرَجٍ وَلكِن يُرِيدُ لِيُطَهّرَكُمْ وَلِيُتِمّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ٤١، ٤٩

( يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِنَ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى‏ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ٧٤

( سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكّالُونَ لِلسّحْتِ فَإِن جَاؤوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ إِنّ اللّهَ يُحِبّ الْمُقْسِطِينَ ) ٨٧

( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحَرّمُوا طَيّبَاتِ مَا أَحَلّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُوا إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ الْمُعْتَدِينَ ) ٥٠

١٣٨

الأنعام (٦)

( هُوَ الّذِي خَلَقَكُم مِن طِينٍ ثُمّ قَضَى‏ أَجَلٌ مُسَمّىً عِندَهُ ثُمّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ) ٣١

( وَكذلِكَ نُفَصّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ ) ٧٣

( وَهُوَ الّذِي أَنْشَأَ جَنّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنّخْلَ وَالزّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزّيْتُونَ وَالرّمّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنّهُ لاَيُحِبّ الْمُسْرِفِينَ ) ٨٥، ١٢٥

( وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلّا بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتّى‏ يَبْلُغَ أَشِدّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَنُكَلّفُ نَفْساً إِلّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى‏ وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصّاكُم بِهِ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ ) ٨٨

( وَأَنّ هذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتّبِعُوهُ وَلاَتَتّبِعُوا السّبُلَ فَتَفَرّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصّاكُم بِهِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ ) ٦٦، ٦٧، ٦٨، ٧٩

الأعراف (٧)

( قُلْ أَمَرَ رَبّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ) ٨١، ٨٧

( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إِنّهُ لاَيُحِبّ الْمُسْرِفِينَ ) ١٢٤، ١٢٦، ١٢٧

( قُلْ مَنْ حَرّمَ زِينَةَ اللّهِ الّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطّيّبَاتِ مِنَ الرّزْقِ قُلْ هِيَ لِلّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذلِكَ نُفَصّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) ٤٩

( وَوَاعَدْنَا مُوسَى‏ ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمّ مِيقَاتُ رَبّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى‏ لْأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَتَتّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ) ٧٣

( سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الّذِينَ يَتَكَبّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقّ وَإِن يَرَوْا كُلّ آيَةٍ لاَيُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرّشْدِ لاَيَتّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيّ يَتّخِذُوهُ سَبِيلاً ذلِكَ بِأَنّهُمْ كَذّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ) ٧٣

( الّذِينَ يَتّبِعُونَ الرّسُولَ النّبِيّ الْأُمّيّ الّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التّورَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلّ لَهُمُ الطّيّبَاتِ وَيُحَرّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلاَلَ الّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتّبَعُوا النّورَ الّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُوْلئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ٤٢، ٤٣

١٣٩

يونس (١٠)

( إِلَيْهِ مَرْجِعِكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً إِنّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ ) ٨٨

( قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيَما وَلاَ تَتّبِعَانّ سَبِيلَ الّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ ) ٧٣

النحل (١٦)

( وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ) ٦٩

( ثُمّ كُلِي مِن كُلّ الثّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبّكِ ذُلُلَاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنّاسِ إِنّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ ) ٧٤

( إِنّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى‏ وَيَنْهَى‏ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ ) ٨٠، ٨١، ٨٢، ٨٣، ٨٤

الإسراء (١٧)

( وَقَضَيْنَا إِلَى‏ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنّ فِي الْأَرْضِ مَرّتَيْنِ وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً ) ٣١

( وَقَضَى‏ رَبّكَ أَلّا تَعْبُدُوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمّا يَبْلُغَنّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ) ٣١

( إِنّ الْمُبَذّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشّيَاطِينِ وَكَانَ الشّيْطَانُ لِرَبّهِ كَفُوراً ) ٨٥

( وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى‏ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مّحْسُوراً ) ٢٨، ٨٥، ٩٢، ١١٧، ١١٩

( قُلِ ادْعُوا اللّهَ أَوِ ادْعُوا الرّحْمَانَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنَى‏ وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبيلاً ) ٢٨، ٩٢، ١١٣، ١١٤، ١١٥، ١١٧، ١١٨

الأنبياء (٢١)

( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) ٤٠

١٤٠