الإمامة الإلهية الجزء ٤

الإمامة الإلهية12%

الإمامة الإلهية مؤلف:
المحقق: محمد بحر العلوم
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 320

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 320 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 99365 / تحميل: 7782
الحجم الحجم الحجم
الإمامة الإلهية

الإمامة الإلهية الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

يكون واسطة ووسيلة في تخليق بعض المخلوقات لا يخرج عن حيطة القدرة الإلهية، فهو بتمام شراشر وجوده مفتقر إلى باريه في الحدوث والبقاء وفي فعله وأصل وجوده، وإذا صار الماء مثلاً واسطة في تخليق كلّ شي‏ء حيّ لا يعني عجز الباري، لأن الماء بتمام وجوده مفتاق إلى خالقه ولا يستغني في فعله عنه، ففعل الماء فعل اللَّه تعالى، والماء مجرى الفيض وسبب إعداديّ لخالقية اللَّه عزَّ وجل.

ثم إن البارئ والمصوّر من أسماء اللَّه تعالى، والبَرء عملية تحويل وإيجاد وإيجاب شي‏ء من شي‏ء آخر، ثم بعد البرء تأتي عملية تشكيل الصورة، وهذه كلّها دائرة الموجودات غير الإبداعية، وهي تحت هيمنة الأسماء الإلهية، كالبارئ والمصوّر ولا تخرج عن حيطة قدرته عزَّ وجل.

الجواب الثاني : إن الاحتياج إلى الأسباب والوسائط ليس لعجز في الباري تبارك وتعالى، بل لعجز وعدم قابلية في ذات الممكن؛ وذلك لأن بعض الموجودات الممكنة لا يمكن أن تفرض لها شيئية إلّا بعد وجود موجودات أخرى سابقة عليها، فالجسم مثلاً لا يمكن أن يخرج إلى الوجود إلّا من المادة؛ لعدم قابلية الجسم إلّا أن يكون متقوّماً بالمادّة، واللَّه عزَّ وجلَّ على كلّ شي‏ء قدير، ولا شيئية للجسم قبل المادّة لكي تتعلّق به القدرة؛ إذ اللّاشيئية عدم وبطلان وعجز وفقدان، ولا معنى لأن تتعلق القدرة الإلهية بالعجز والبطلان.

نعم إذا فُرض كونه شيئاً بواسطة السبب، تتعلّق به القدرة حينئذٍ؛ فالأشياء التي

٢٨١

هي ذوات أسباب ذواتها متقوّمة ذاتيَّاً قوامياً بنيوياً وهوية بتلك الأسباب، فنفي فرض الأسباب نفي لأصل ذواتها، فيرجع إلى التناقض، لا للعجز في قدرة الباري تعالى، كمَن يريد أن يفترض الجسم بلا أن يكون له أبعاد ممتدّة، فهؤلاء تخيّلوا أن الأسباب والوسائط منحازة عن أصل ذوات الأشياء المخلوقة في الدرجات المتوسّطة والنازلة من عوالم الخلقة، فيرجع جحودهم للوسائل إلى الجهل بحقائق المخلوقات، ولو كان وجود الأسباب والوسائط يعني العجز لكانت سنّة اللَّه تعالى في تدبير الخلقة بتوسّط الملائكة عجز في الساحة الإلهية (والعياذ باللَّه)، لا سيّما وأن القرآن الكريم يسند جملة أفعال الخلقة وعظائم الأفعال إلى الملائكة.

الجواب الثالث: وهو عبارة عن الشواهد والطوائف القرآنية الدالّة على وقوع التخليق من اللَّه تعالى عبر الوسائط من ملائكة ورسل وغير ذلك، وأن نظام الخلقة على نحوين: إبداعيّ وتخليقيّ، كما قال عزَّ وجل: ( أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) (١) .

وإليك بعض تلك الطوائف:

الطائفة الأولى: آيات الإماتة وتوفّي الأنفس، وقد أسند التوفّي فيها إلى اللَّه عزَّ وجلَّ وإلى الملائكة وإلى ملك الموت خاصّة:

الإسناد الأول: إسناد توفّي الأنفس إلى الملائكة.

١ - قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) (٢) .

____________________

(١) الأعراف: ٥٤.

(٢) النساء: ٩٧.

٢٨٢

٢ - قوله تعالى: ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ ) (١) .

٣ - قوله تعالى: ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (٢) .

٤ - قوله تعالى: ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ ) (٣) .

٥ - قوله تعالى: ( حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ ) (٤) .

٦ - قوله تعالى: ( لَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ ) (٥) .

٧ - قوله تعالى: ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ) (٦) .

٨ - قوله تعالى: ( وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُوا أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ) (٧) .

وغير ذلك من الآيات المباركة التي نلاحظ في مجموعها أن اللَّه سبحانه وتعالى قد نسب وأسند وفاة الأنفس إلى الملائكة من باب التوسيط، مع أن

____________________

(١) النحل: ٢٨.

(٢) النحل: ٣٢.

(٣) الأنعام: ٦١.

(٤) الأعراف: ٣٧.

(٥) الأنفال: ٥٠.

(٦) محمد: ٢٧.

(٧) الأنعام: ٩٣.

٢٨٣

المُميت من أسماء اللَّه تعالى ولا منافاة في ذلك، ولا يلزم منه العجز؛ لأن الملك بكلّ وجوده وأفعاله قائم باللَّه تعالى ومفتقر إليه حدوثاً وبقاءً.

وفي الآيات الثلاث الأخيرة يسند اللَّه عزَّ وجلَّ العذاب إلى الملائكة وفي الوقت ذاته ينسب اللَّه عزَّ وجلَّ العذاب والتعذيب إلى نفسه ولا منافاة في ذلك لِمَا تقدم.

الإسناد الثاني: وهي الآيات التي يسند اللَّه عزَّ وجلَّ فيها التوفّي إليه مباشرة:

١ - قوله تعالى: ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ) (١) .

٢ - قوله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ) (٢) .

٣ - قوله تعالى: ( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ ) (٣) .

٤ - قوله تعالى: ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) (٤) .

وكما أسلفنا لا تنافي بين الإسناد الأول والثاني وكذلك الثالث الآتي، وكلّ منها إسناد حقيقي؛ لأن الملائكة لا حول لهم ولا قوة إلّا باللَّه تعالى.

ويدلّ على هذه الطولية في الإسناد السياق الواحد في آيتي سورة النحل المتقدّمتين؛ حيث أسند في أحدهما التوفّي إلى اللَّه تعالى وفي الأخرى إلى

____________________

(١) محمد: ٢٧.

(٢) الأنعام: ٩٣.

(٣) الزمر: ٤٢.

(٤) يونس: ١٠٤.

٢٨٤

الملائكة.

الإسناد الثالث: إسناد التوفّي إلى ملك الموت:

قوله تعالى: ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) (١) .

فإسناد الإماتة إلى ملك الموت والرسل في وقت واحد يعني أن بقيّة الملائكة أعوان لملك الموت، تحت هيمنته وقدرته، كما جاء ذلك في روايات الفريقين.

والحاصل: أن برنامج الإماتة لكلّ ذي روح تحت تدبير وإدارة ملك الموت، وهو يدير ذلك البرنامج التكويني عن طريق رسله وأعوانه الذين هم تحت إمرته وسلطانه وقدرته، وهو في‏ الوقت ذاته تحت سلطان اللَّه عزَّ وجلَّ وقدرته، وافتقاره، واحتياجه إلى اللَّه عزَّ وجلَّ حدوثاً وبقاءً أشدّ من احتياج الملائكة من أعوانه إليه بما لا يقاس.

ومن هذا البيان يتّضح أن إسناد فعل إلى الملائكة لا يعني عدم إسناده إلى الباري تعالى، وهكذا إسناد فعل إلى الملائكة لا يعني عدم إسناده إلى ذات أخرى شريفة تهيمن على الملائكة، وتكون الملائكة رسلاً وأعواناً لها وتحت سلطانها، كملك الموت الذي يدبّر الملائكة بإقدار اللَّه تعالى وتدبيره، ووراء ملك الموت مخلوقات أخرى أشرف منه تدبّره وتدير شؤون عالم الإمكان بإذن اللَّه تعالى وهم خلفاء اللَّه تعالى.

الطائفة الثانية: وهي الآيات التي صرحت بإيكال بعض الأفعال والأمور التدبيريّة إلى بعض المخلوقات.

____________________

(١) السجدة: ١١.

٢٨٥

١ - قال تعالى: ( قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ) (١) .

٢ - وقال عزَّ وجل: ( فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ) (٢) .

وهذا التوكيل المذكور في الآيتين الكريمتين ليس على نسق إيكال مخلوق إلى مخلوق آخر؛ لأنه في باب الوكالات الاعتبارية والقانونية هناك نوع من الاستقلال للوكيل عن الموكّل في الفعل، وفيه نوع من أنواع التفويض العزلي وإن لم يكن تفويضاً واستقلالاً وانعزالاً تاماً؛ لإمكان عزله في كلّ آن آن. وأمَّا في توكيل اللَّه تعالى بعض المخلوقات، فليس هو توكيلاً وتفويضاً عزلياً تنحسر فيه قدرة الباري عن الفعل الموكِّل فيه؛ لأنها وكالة افتقار وتقوّم فعل الوكيل بالموكّل، فاللَّه تعالى أقدر بعض مخلوقاته وأوكل لهم بعض الأمور بلا انعزال عمّا وكَّلهم فيه، بل هو تعالى فيما أقدرهم عليه أقدر بما لا يتناهى من القدرة، لأن وجودهم فضلاً عن فعلهم متقوّم بذات الباري تعالى حدوثاً وبقاءً، وهو الحيّ القيّوم الذي به قامت السماوات والأرض.

ثم إن التوكيل الذي ورد في سورة الأنعام توكيل لدنّي لجماعة من الإنس، وهذه من التعابير القرآنية الدالّة على وجود الارتباط اللّدني بين اللَّه تعالى ومجموعة من البشر، لم يكفروا باللَّه عزَّ وجلَّ طرفة عين.

الطائفة الثالثة: وهي الدالّة على توسيط بعض المخلوقات في الخلق:

١ - قوله تعالى: ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ

____________________

(١) السجدة: ١١.

(٢) الأنعام: ٨٩.

٢٨٦

مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الَّثمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ ) (١) ، فإخراج الثمرات ليس إبداعيّ، بل توسيطيّ؛ فالباري تعالى يُخرج بواسطة الماء الثمرات، والخالق هو اللَّه تعالى وليس الماء إلّا وسيطاً في جريان الفيض الإلهي.

٢ - قوله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْ‏ءٍ ) (٢) .

٣ - قوله تعالى: ( وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ َلآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) (٣) .

٤ - قوله تعالى: ( وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ) (٤) .

وقد قرّر الحكماء وجود حياة نباتية، كما أكّدت ذلك العلوم المادّية، وهذه الحياة والإحياء يحصل بواسطة الماء ولو إعداداً، فكيف يستعظم ذلك على مَن هو أشرف من الماء وأعظم عند اللَّه تعالى؟!

٥ - قوله تعالى: ( وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ ) (٥) .

فالطهارة التي هي أمر معنوي ونوري يحصل من اللَّه تعالى بواسطة الماء؛ لأنها ليست من الأفعال الإبداعية بل التخليقية.

____________________

(١) البقرة: ٢٢.

(٢) الأنعام: ٩٩.

(٣) النحل: ٦٥.

(٤) البقرة: ١٦٤.

(٥) الأنفال: ١١.

٢٨٧

٦ - قوله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) (١) .

والعرش هو القدرة الإلهية، فقدرته تعالى على الماء، والماء واسطة في فيض القدرة، على الاختلاف في المراد من الماء في الآية الكريمة.

فالقوابل محدودة ونشأة الماء هي الواسطة في تقبّل الفيوضات الإلهية.

٧ - قوله تعالى: ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْ‏ءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) (٢) .

٨ - قوله تعالى: ( وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ) (٣) .

٩ - قوله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا ) (٤) .

١٠ - قوله تعالى: ( يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) (٥) .

فالروح الذي هو خلق أعظم من الملائكة سبب وواسطة إلهية لنزول الملائكة وعروجها.

الطائفة الرابعة: إسناد الخلق والتخليق إلى بعض المخلوقات:

١ - قوله تعالى: ( أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ) (٦) .

____________________

(١) هود: ٧.

(٢) الأنبياء: ٣٠.

(٣) النور: ٤٥.

(٤) الفرقان: ٥٤.

(٥) النحل: ٢.

(٦) يس: ٧١.

٢٨٨

فأُسند الخلق إلى الأيدي الإلهية، وهي القدرة، إذ لا شك أن اللَّه تعالى لا يد جسمانية له، فيده قدرته وتصرّفه المخلوق له الخارج عن الذات المقدّسة، وهذه اليد المخلوقة تعمل وتخلق الأنعام بالمباشرة.

٢ - قوله تعالى: ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ) (١) .

فالتسبيح في هذه الآية الكريمة أسند إلى الاسم، و(الذي) وصف للمضاف إلى الربّ وهو الاسم، فالاسم هو الذي خلق فسوّى وقدّر فهدى، والاسم غير المسمّى، قائم به ومخلوق من مخلوقاته، كما جاء ذلك في سورة الرحمن في قوله تعالى: ( وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالإِْكْرَامِ ) (٢) ، فالجلال والإكرام وصف لوجه الربّ، لا لنفس الربّ، وهو مخلوق من المخلوقات وآية يتوجّه بها إلى اللَّه عزَّ وجل، والشاهد على المغايرة ما جاء في آخر سورة الرحمن، حيث جعل وصف الجلال والإكرام صفة للربّ لا للوجه، حيث قال تعالى: ( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالإِْكْرَامِ ) (٣) ، وليس المراد من الاسم والوجه في الآية المباركة جزء الذات الجسماني، كما توهّم ذلك المجسّمة والحشوية (تعالى اللَّه عن ذلك علواً كبيراً)، بل المراد منه الآية الكبرى الدالّة على عظمة اللَّه عزَّ وجلَّ والقائمة الوجود به. وقد أطلق على البيت الحرام والكعبة أنهما وجه اللَّه تعالى الذي يتوجّه به إليه، كما في قوله عزَّ وجل: ( وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) وقال تعالى أيضاً: ( أَيْنََما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ) ممَّا يدلِّل على أن البيت الحرام أحد الوجوه والآيات الكبرى التي يتوجّه إلى اللَّه عزَّ وجلَّ بها، وكذلك

____________________

(١) الأعلى: ١ - ٢.

(٢) الرحمن: ٢٧.

(٣) الرحمن: ٧٨.

٢٨٩

الأنبياء، حيث أطلق على موسى وعيسى عليهما‌السلام أنهما وجيهين عند اللَّه تعالى، كما تقدّم أنهما كلمات اللَّه وأسمائه.

٣ - قوله تعالى: ( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ َلآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (١) .

٤ - قوله تعالى: ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ) (٢) ، فهنا أسند تسيير الجبال وتقطيع الأرض وتكليم الموتى أي إحيائهم إلى القرآن الكريم.

الطائفة الخامسة: وهي التي عُبّر فيها بالمُلك، وأن اللَّه تعالى أملَكَ كثيراً من الأمور لمخلوقاته الشريفة من دون أن يكون هذا التمليك عزلي تفويضي، بل كلّما تلقى المخلوق من باريه فيضاً أكثر ومرتبة أعلى وأشرف في الوجود كلّما كان أكثر فقراً إلى اللَّه عزَّ وجلَّ من غيره، ومن ثم كان الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله أعبد الخلائق إلى اللَّه تعالى؛ لأنه أكثرهم فقراً إلى اللَّه عزَّ وجل، كما أثر ذلك عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله حيث كان يقول: (الفقر فخري). وإليك بعض تلك الآيات في المقام:

١ - قوله تعالى: ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ) (٣) .

____________________

(١) آل عمران: ٤٩.

(٢) الرعد: ٣١.

(٣) النساء: ٥٤.

٢٩٠

والملك العظيم الذي أعطي لآل إبراهيم هو الإمامة، ولم يُعبّر عن غير الإمامة بالملك العظيم.

٢ - قوله تعالى: ( قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي ِلأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ) (١) .

٣ - قوله تعالى: ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ) (٢) .

٤ - ( وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ) (٣) .

٥ - ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ) (٤) .

٦ - ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعزَّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ) (٥) .

والملك في هذه الآية ليس خاصّاً بالملك الأرضي، بل هو عامّ شامل لمطلق النشآت.

٧ - ( وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ) (٦) ، فوصف اللَّه عزَّ وجلَّ خازن النيران الملك الموكّل بالنار بمالك؛ لأنه ملّكه القدرة على تدبير النيران.

٨ - ( وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ) (٧) ، والعرش هو مقام القدرة، واللَّه تعالى أقدر أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين

____________________

(١) ص: ٣٥.

(٢) الإنسان: ٥.

(٣) ص: ٢٠.

(٤) البقرة: ٢٤٧.

(٥) آل عمران: ٢٦.

(٦) الزخرف: ٧٧.

(٧) الحاقة: ١٧.

٢٩١

على حمله بلا تفويض.

٩ - قوله تعالى: ( وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ) (١) .

١٠ - قوله تعالى: ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّى مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ ) (٢) .

١١ - ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَّكْفِيَكُمْ أَن يُّمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ ) (٣) .

١٢ - ( يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ) (٤) .

الطائفة السادسة: ما ذكر فيها نسبة الإهلاك إلى نفسه تعالى وإلى بعض مخلوقاته.

١ - قوله تعالى: ( وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (٥) .

٢ - ( فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ) (٦) .

٣ - ( وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ) (٧) .

____________________

(١) التحريم: ٤.

(٢) الأنفال: ٩.

(٣) آل عمران: ١٢٤.

(٤) آل عمران: ١٢٥.

(٥) الأحقاف: ٢٧.

(٦) الحاقة: ٥.

(٧) الحاقة: ٦.

٢٩٢

٤ - ( وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ ) (١) .

٥ - ( فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا ) (٢) .

الطائفة السابعة: إسناد تدبير بعض المخلوقات عن طريق الرياح:

١ - قوله تعالى: ( وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ ) (٣) .

٢ - ( اللَّهُ الَّذِى يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا ) (٤) .

٣ - ( وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ ) (٥) .

٤ - ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ ) (٦) .

٥ - ( وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا ) (٧) .

والحاصل: إنّ نظام الخلقة في السُّنَّة الإلهيّة نظام الأسباب والمسبّبات، كما نصّ على ذلك متواتر آيات القرآن الكريم، وما ورد من روايات الفريقين: (أبى اللَّه أن يجري الأمور إلّا بأسبابه)؛ وذلك لأن الأمور ذواتها متقوِّمة بالأسباب في هويَّتها، فهم يجهلون نظام الخلقة والمخلوقات.

____________________

(١) العنكبوت: ٣١.

(٢) العنكبوت: ٤٠.

(٣) الحجر: ٢٢.

(٤) الروم: ٤٨.

(٥) الفرقان: ٤٨.

(٦) الروم: ٤٦.

(٧) فاطر: ٩.

٢٩٣

٢٩٤

خاتمة في:

أ - الروايات الواردة في مشروعيَّة التوسُّل والتشفُّع والتبرُّك:

الروايات في هذا المجال كثيرة جدّاً، نشير إلى بعض ما ورد منها في الكتب السُّنيَّة:

١ - ما أخرجه البخاري في صحيحه عن الجعيد بن عبد الرحمن قال: (سمعت السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت: يارسول اللَّه إن ابن أختي وجِع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة وتوضّأ فشربت من وضوئه) (١) .

٢ - كذلك روى البخاري في صحيحه عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: (رأيت رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله في قبّة حمراء من أدم، ورأيت بلالاً أخذ وضوء رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ورأيت الناس يتبدّرون ذاك الوضوء، فمَن أصاب منه شيئاً تمسّح به،

____________________

(١) صحيح البخاري، ج٤، كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ص١٦٣.

٢٩٥

ومَن لم يصب منه شيئاً أخذ من بلل يد صاحبه) (١) .

٣ - وأخرج مسلم في صحيحه عن أنس قال: (لقد رأيت رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله والحلّاق يحلقه وأطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلّا في يد رجل) (٢) .

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم تعليقاً على مثل هذه الروايات: (وفي هذه الأحاديث بيان بروزه صلى‌الله‌عليه‌وآله للناس وقربه منهم... وإجابته مَن سأله حاجة أو تبريكاً بمسّ يده وإدخالها في الماء كما ذكروا، وفيه التبرّك بآثار الصالحين وبيان ما كانت الصحابة عليه من التبرّك بآثاره صلى‌الله‌عليه‌وآله وتبرّكهم بإدخال يده الكريمة في الآية وتبرّكهم بشعره الكريم وإكرامهم إياه أن يقع شي‏ء منه إلّا في يد رجل سبق إليه) (٣) .

إذن هذه الشواهد وغيرها كاشفة عن أن سيرة المسلمين منذ الصدر الأول كانت قائمة على التبرّك بما يتصل بالنبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من دون ردع ونهي، وهذا دالّ على مشروعية ما كان يأتي به الصحابة، وقلنا إنَّ التبرّك يجتمع مع التوسّل والاستغاثة في ماهية واحدة وهي التوسيط، فالتبرّك طلب البركة ونوع توسّل واستشفاع بما يرتبط بالأولياء والأوصياء والحجج من أشياء.

٤ - وفي الجامع الصغير للسيوطي: (غبار المدينة شفاء من الجذام) (٤) ، وقال المناوي في فيض القدير بعد نقل مثل هذه الروايات: (قال السمهودي: قد

____________________

(١) صحيح البخاري، ج١، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الثوب الأحمر، ص٩٢.

(٢) صحيح مسلم، ج٧، ص٧٩.

(٣) شرح مسلم، ج١٥، ص٨٢.

(٤) الجامع الصغير، ج٢، ص١٩٧.

٢٩٦

شاهدنا مَن استشفى به منه وكان قد أضرّ به فنفعه جدّاً) (١) .

٥ - أخرج الحاكم في المستدرك عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يارسول اللَّه، علّمني دعاءً أدعو به يردّ اللَّه عليّ بصري، فقال له: (قل: اللّهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك نبيّ الرحمة، يامحمّد إني قد توجّهت بك إلى ربّي، اللّهم شفّعه فيّ وشفّعني في نفسي) فدعا بهذا الدعاء، فقام وقد أبصر (٢) .

٦ - روى البيهقي في خبر صحيح إنه في أيام عمر جاء رجل إلى قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يامحمّد، استسق لأمتك، فسقوا (٣) .

٧ - أخرج النسائي عن عبداللَّه بن عمرو، قال: سمعت رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: (إذا سمعتم المؤذّن فقولوا مثل ما يقول، وصلّوا عليَّ، فإنه من صلّى عليّ صلاة صلّى اللَّه عليه عشراً، ثم سلوا اللَّه لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنّة لا تنبغي إلّا لعبد من عباد اللَّه، أرجو أن أكون أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلة حلّت له الشفاعة) (٤) .

٨ - روى مسلم عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: (ما من ميّت تصلّي عليه أمة من المسلمين يبلغون مئة كلّهم يشفعون له إلّا شفّعوا فيه) (٥) .

٩ - روى مسلم أيضاً عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: (ما من رجل مسلم يموت فيقوم على

____________________

(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير، ج٤، ص٥٢٦.

(٢) المستدرك، ج١، ص٥٢٦.

(٣) سنن البيهقي، ج٣، ص٣٢٦.

(٤) سنن النسائي، ج٢، ص٢٦.

(٥) صحيح مسلم، ج٣، ص٥٣.

٢٩٧

جنازته أربعون رجلاً، لا يشركون باللَّه شيئاً إلّا شفّعهم اللَّه فيه) (١) .

١٠ - ما أخرجه الطبراني وغيره عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (إذا خرج الرجل من بيته إلى الصلاة فقال: اللّهم إني أسألك بحقّ السائلين عليك وبحقّ ممشاي، فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياء ولا سمعة، خرجتُ اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك، أسألك أن تنقذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، وكَّلَ اللَّه عزَّ وجلَّ به سبعين ألف ملك يستغفرون له، وأقبل اللَّه تعالى عليه بوجهه حتى يقضي صلاته) (٢) .

١١ - كذلك ما أخرجه الطبراني عن ابن عباسَّ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال: (مَن سرّه أن يوعيه اللَّه عزَّ وجلَّ حفظ القرآن وحفظ أصناف العلم، فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف، أو في صحفة قوارير بعسل وزعفران وماء مطر ويشربه على الريق، وليصم ثلاثة أيَّام، وليكن إفطاره عليه، فإنه يحفظها إن شاء اللَّه عزَّ وجلَّ، ويدعو به في أدبار صلواته المكتوبة:

اللّهمّ إني أسألك بأنك مسؤول لم يُسأل مثلك ولا يُسأل، أسألك بحقّ محمّد رسولك ونبيّك وإبراهيم خليلك وصفيّك وموسى كليمك ونجيّك وعيسى كلمتك وروحك، وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وفرقان محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأسألك بكلّ وحي أوحيته وبكلّ حقّ قضيته وبكلّ سائل أعطيته، وأسألك بأسمائك التي دعاك بها أنبياؤك فاستُجيب لهم، وأسألك باسمك المخزون المكنون الطهر الطاهر المطهّر المبارك المقدّس الحيّ

____________________

(١) صحيح مسلم، ج٣، ص٥٣.

(٢) الطبراني، كتاب الدعاء، ص١٤٥، ومسند أحمد، ج٣، ص٢١.

٢٩٨

القيّوم ذي الجلال والإكرام، وأسألك باسمك الواحد الأحد الصمد الفرد الوتر الذي ملأ الأركان كلّها، وأسألك باسمك الذي وضعته على السماوات فقامت، وأسألك باسمك الذي وضعته على الأرضين فاستقرّت، وأسألك باسمك الذي وضعته على الجبال فرست، وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم، وأسألك باسمك الذي وضعته على النهار فاستنار، وأسألك باسمك الذي يحيى به العظام وهي رميم، وأسألك بكتابك المنزل بالحقّ ونورك التام، أن ترزقني حفظ القرآن وحفظ أصناف العلم وتثبّتها في قلبي، وأن تستعمل بها بدني في ليلي ونهاري أبداً ما أبقيتني يا أرحم الراحمين) (١) .

١٢ - أخرج الهيثمي في مجمع الزوائد عن العبَّاس، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: (قال داود: أسألك بحقّ آبائي إبراهيم وإسحاق ويعقوب) (٢) .

١٣ - روى جمال الدين الزرندي الحنفي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: (إذا هالك أمر فقل: اللّهم صلِّ على محمّد وآل محمّد، اللّهم إني أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد أن تكفيني شرّ ما أخاف وأحذر، فإنك تكفى ذلك الأمر) (٣) .

١٤ - أخرج الحاكم الحسكاني عن ابن عبَّاس قال: قال رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : (لمَّا نزلت الخطيئة بآدم وأُخرج من جوار ربّ العالمين، أتاه جبرئيل فقال: ياآدم اُدع ربّك، قال: ياحبيبي جبرئيل وبما أدعوه؟ قال: قل: ياربّ أسألك بحقّ الخمسة الذين تخرجهم من صلبي آخر الزمان إلّا تبت عليّ ورحمتني، فقال:

____________________

(١) الطبراني، كتاب الدعاء، ص٣٩٨.

(٢) مجمع الزوائد، ج٨، ص٢٠٢.

(٣) نظم درر السمطين، ص٤٩.

٢٩٩

حبيبي جبرئيل سمّهم لي، قال: محمّد النبي وعليّ الوصي وفاطمة بنت النبيّ والحسن والحسين سبطيّ النبي، فدعا بهم آدم فتاب اللَّه عليه، وذلك قوله: ( فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ) وما من عبد يدعو بها إلّا استجاب اللَّه له) (١) .

١٥ - وأخرج الحاكم النيسابوري في المستدرك عن ابن عباس قال: (أوحى اللَّه إلى عيسى عليه‌السلام : يا عيسى، آمن بمحمد وأمر مَن أدركه من أمتك أن يؤمنوا به، فلولا محمد ما خلقت آدم ولولا محمد ما خلقت الجنة ولا النار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلّا اللَّه محمد رسول اللَّه فسكن) قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (٢)

وقد تقدّمت هذه الرواية عن السيوطي في الدرّ المنثور وغيره بألفاظ أخرى فراجع، وقد جاء فيها أن سبب جعل تلك الكلمات واسطة ووسيلة هو حفاوتهم وكونهم أحبَّ الخلق للَّه عزَّ وجل، كما تقدّم في قول إبراهيم عليه‌السلام ( إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) .

ب - آراء أعلام السُّنَّة في التوسّل:

١ - قول مالك للمنصور العبَّاسي الدوانيقي عندما سأله قائلاً: أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟: (ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه‌السلام إلى اللَّه تعالى يوم القيامة؟ بل استقبله واستشفع به) (٣) .

____________________

(١) شواهد التنزيل، ج١، ص١٠٢.

(٢) المستدرك، ج ٢، ص ٦١٥.

(٣) القاضي عياض، الشفا بتعريف حقوق المصطفى، ج٢، ص٤١.

٣٠٠

2 - قال أبو بكر تقي الدين الحصني الدمشقي الشافعي: (ومَن أنكر التوسّل به والتشفّع به بعد موته وأن حرمته زالت بموته فقد أعلم الناس ونادى على نفسه أنه أسوأ حالاً من اليهود، الذين يتوسَّلون به قبل بروزه إلى الوجود، وأن في قلبه نزغة هي أخبث النزغات) (1) .

3 - قال الحافظ تقيّ الدين السُبكي: (ولم يزل أهل العلم ينهون العوام عن البدع في كلّ شؤونهم ويرشدونهم إلى السُّنَّة في الزيارة وغيرها إذا صدرت منهم بدعة في شي‏ء، ولم يعدّوهم في يوم من الأيام مشركين بسبب الزيارة أو التوسّل، كيف وقد أنقذهم اللَّه من الشرك وأدخل في قلوبهم الإيمان، وأول مَن رماهم بالإشراك بتلك الوسيلة هو ابن تيميَّة وجرى خلفه من أراد استباحة أموال المسلمين ودمائهم لحاجة في النفس) (2) .

4 - ما نقله المناوي في فيض القدير عن السُبكي مرتضياً له، حيث قال: (قال السبكي: ويحسن التوسّل والاستعانة والتشفّع بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ربّه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف، حتى جاء ابن تيميَّة فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم، وابتدع ما لم يقله عالم قبله، وصار بين أهل الإسلام مثله) (3) .

وهذه العبارة عن السبكي وسابقتها تكشف عن إجماع الطوائف السُّنيَّة على مشروعية التوسّل، ولم ينكر ذلك إلّا ابن تيميَّة ومَن جاء بعده.

5 - قال السمهودي في وفاء الوفا نقلاً عن كتاب العلل والسؤلات لعبداللَّه بن

____________________

(1) دفع الشبه عن الرسول والرسالة، ص137.

(2) السيف الصقيل، ص179.

(3) فيض القدير، ج2، ص169.

٣٠١

أحمد بن حنبل: (قال عبداللَّه: سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ويتبرَّك بمسّه ويقبّله ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب اللَّه تعالى؟ قال: لا بأس به) (1) .

6 - كذلك عن إسماعيل بن يعقوب التيمي، قال: (كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه وكان يصيبه الصمات، فكان يقوم كما هو ويضع خدّه على قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم يرجع، فعوتب في ذلك، فقال: إنه ليصيبني خطرة، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ) (2) .

نكتفي بهذا المقدار من الأقوال.

____________________

(1) وفاء الوفا، ج2، ص443، وكذلك الصالحي الشامي، في سبل الهدى والرشاد، ج12، ص398.

(2) وفاء الوفا، ج2، ص444.

٣٠٢

خلاصة البحث

1 - إنّ التوسّل والتوجّه والتشفّع والتبرّك والتشفّي وطلب قضاء الحاجات كلّها عناوين لطبيعة واحدة، وهي ضرورة الواسطة بين العبد وربّه.

2 - إنّ التوسّل والتوجّه والتشفّع والتبرّك بأسماء وآيات وكلمات اللَّه وبأمر منه تعالى هو خالص التوحيد وليس شركاً ولا كفراً، بل عدم الانصياع لأمره تعالى بالتوجّه والتوسّل والتشفع بها لطلب القرب والزلفى إليه تعالى هو كفر واستكبار؛ لأنه خروج على أمره تعالى.

3 - الذوبان وتمام الانصياع للوسائط والوسائل لطلب الزلفى إلى اللَّه تعالى هو عبادة للَّه لا للوسائط أو الوسائل؛ لأنه ذوبان وانصياع في تفضيل أمر اللَّه تعالى، وهو معنى العبادة.

4 - إن التوسّل شرط شرعي في قبول التوبة وسائر العبادات ونيل المقامات.

5 - إن التوسّل ضرورة عقلية وتاريخية وأديانية وقرآنية وروائية.

6 - إن الوسائط المرفوضة في القرآن الكريم هي الوسائط المقترحة من قبل العبيد دون الوسائط المنصوبة من اللَّه عزَّ وجل.

7 - إن من الأسباب المهمّة في إنكار التوسّل القول بالتجسيم أو نبوءة العقل.

٣٠٣

8 - أن الإعراض عن الآيات الإلهية وترك التوسّل بها موجب لحبط الأعمال والخسران في الدنيا والآخرة.

9 - لا فرق بين التوسّل والشفاعة إلّا بالِّلحاظ.

10 - إن التوسّل والاستغاثة والتبرّك والاستشفاء من وادٍ واحد، وهي مصاديق متعدّدة لماهية واحدة.

11 - إنّ التوسّل توحيد اللَّه الأعظم، وهو أبلغ أنواع التعظيم والخضوع للَّه تعالى.

12 - إنّ جعل شي‏ء وسيلة يتضمّن في طيّات معناه عدم التأليه وأنّه واسطة لغيره وغيره هو الغاية، والمشركون إنَّما أشركوا لأنهم اقترحوا الوسيلة إلى اللَّه تعالى من مل‏ء إرادتهم وتحكيمها على إرادة اللَّه، فجعلوا لأنفسهم صلاحيات الإلوهية.

13 - إن اللَّه تعالى غاية الغايات وليس وسيلة كي يتوسّل به مباشرة، فمَن يجعل اللَّه وسيلة لغاية غيره يكون مشركاً.

14 - إنّ التوسّل بالوسيلة هو حقيقة معتقد الشهادة الثانية والثالثة وحقيقة النبوّة والرسالة والولاية.

15 - إنّ التوسّل من أعظم أبواب العبادات والقربات إلى اللَّه تعالى.

٣٠٤

ثبت المصادر

1 - القرآن الكريم.

2 - الصحيفة السجادية.

الإمام زين العابدين، مؤسسة الإمام المهدي، ط1، 1411هـ ق.

3 - فقه الرضا.

علي بن بابويه القمي، مؤسسة آل البيت، ط1، 1406هـ ق.

4 - المحاسن.

البرقي، دار الكتب الإسلامية.

5 - كمال الدين وتمام النعمة.

الصدوق، مؤسسة النشر الإسلامي، 1405هـ ق.

6 - التوحيد.

الشيخ الصدوق، جماعة المدرسين، 1387هـ ق.

7 - معاني الأخبار.

الصدوق، النشر الإسلامي، 1361هـ ق.

8 - تفسير القمي.

علي بن إبراهيم القمي، مؤسسة دار الكتاب، ط3، 1404هـ ق.

9 - تفسير فرات الكوفي.

وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط1، 1410هـ ق.

10 - الهداية الكبرى.

الحسين بن حمدان الخصيبي، مؤسسة البلاغ بيروت، ط4، 1411هـ ق.

٣٠٥

11 - كتاب الغيبة.

النعماني، مكتبة الصدوق - طهران.

12 - علل الشرائع.

الصدوق، المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف، 1386هـ ق.

13 - الكافي.

محمد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية، طهران، ط3، 1388هـ ق.

14 - التبيان في تفسير القرآن.

الطوسي، دار إحياء التراث العربي، ط1، 1409هـ ق.

15 - مجمع البيان في تفسير القرآن.

الطبرسي، مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط1، 1415هـ ق.

16 - وسائل الشيعة.

الحر العاملي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط2، 1414هـ ق.

17 - تفسير العياشي.

محمد بن مسعود بن عيَّاش السلمي السمرقندي، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران.

18 - الوسيلة إلى نيل الفضيلة.

ابن حمزة، مكتبة المرعشي النجفي، قم، ط1، 1408هـ ق.

19 - تأويل الآيات.

السيد شرف الدين الأسترآبادي، مدرسة الإمام المهدي، قم، ط1، 1407هـ ق.

20 - المقنع.

الصدوق، مؤسسة الإمام المهدي، قم، 1415هـ ق.

٣٠٦

21 - الخصال.

الصدوق، جماعة المدرسين، قم، 1403هـ ق.

22 - روضة الواعظين.

الفتال النيسابوري، منشورات الرضي، قم.

23 - تهذيب الأحكام.

الشيخ الطوسي، دار الكتب الإسلامية، ط4، 1407هـ ق.

24 - النهاية.

الشيخ الطوسي، دار الأندلس، بيروت.

25 - كفاية الأثر.

الخزاز القمي الرازي، بيدار، قم، 1401هـ ق.

26 - الأمالي.

الشيخ الطوسي، دار الثقافة، قم، ط1، 1414هـ ق.

27 - الاحتجاج.

الطبرسي، دار النعمان، النجف الأشرف، 1386هـ ق.

28 - البرهان في تفسير القرآن.

السيد هاشم البحراني، مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط1، 1419هـ ق.

29 - الأمالي.

الصدوق، مؤسسة البعثة، ط1417هـ ق.

30 - بصائر الدرجات.

محمد بن الحسن الصفار، مؤسسة الأعلمي، طهران، 1404هـ ق.

31 - عدَّة الدَّاعي.

ابن فهد الحلِّي، مكتبة الوجداني، قم.

٣٠٧

32 - كامل الزيارات.

ابن قولويه، مؤسسة نشر الفقاهة، ط1، 1417هـ ق.

33 - مختصر بصائر الدرجات.

الحسن بن سليمان الحلِّي، المطبعة الحيدرية، النجف، ط1، 1370هـ ق.

34 - الغدير.

الأميني، دار الكتاب العربي، بيروت، 1379هـ ق.

35 - شرح إحقاق الحق.

السَّيِّد المرعشي، مكتبة المرعشي النجفي، قم.

36 - بحار الأنوار.

محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط2، 1403هـ ق.

37 - عيون أخبار الرضا.

الصدوق، مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط1، 1404هـ ق.

38 - لسان العرب.

ابن منظور، دار إحياء التراث، بيروت، ط1، 1405هـ ق.

39 - مسند أحمد بن حنبل.

دار صادر، بيروت.

40 - صحيح البخاري.

دار الفكر، بيروت، 1401هـ ق

.

41 - صحيح مسلم.

دار الفكر، بيروت.

42 - مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام .

محمد بن سليمان الكوفي القاضي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط1، 1412هـ ق.

٣٠٨

43 - سنن النسائي.

دار الفكر، بيروت، ط1، 1348هـ ق.

44 - تفسير القرآن العظيم.

ابن كثير، دار المعرفة، بيروت، 1412هـ ق.

45 - البداية والنهاية.

ابن كثير، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط1، 1408هـ ق.

46 - كتاب الدعاء.

الطبراني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1413هـ ق.

47 - المستدرك على الصحيحين.

الحاكم النيسابوري، دار المعرفة، بيروت، 1406هـ.

48 - جامع البيان.

ابن جرير الطبري، دار الفكر، بيروت، 1415هـ.

49 - الدر المنثور.

جلال الدين السيوطي، دار المعرفة، بيروت، ط1، 1365.

50 - الجامع الصغير.

جلال الدين السيوطي، دار الفكر، بيروت، ط1، 1401هـ ق.

51 - فيض القدير.

المناوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1415هـ ق.

52 - شواهد التنزيل.

الحاكم الحسكاني، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط1، 1411هـ ق.

53 - السيف الصقيل.

الحافظ تقي الدين السبكي، مكتبة زهران.

٣٠٩

54 - الشفا بتعريف حقوق المصطفى.

القاضي عياض، دار الفكر، بيروت، 1409هـ ق.

55 - وفاء الوفا.

السمهودي.

56 - نظم درر السمطين.

الزرندي الحنفي، ط1، 1377هـ ق.

57 - كشف الغمة.

الأربلي، دار الأضواء، بيروت، ط2، 1405هـ ق.

58 - دفع الشبه عن الرسول والرسالة.

تقي الدين الحصني الدمشقي الشافعي، دار إحياء الكتاب العربي، القاهرة، ط2، 1418هـ ق.

59 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.

الهيثمي، دار الكتب العلمية، بيروت، 1408هـ ق.

60 - زاد المسير في علم التفسير.

ابن الحوزي، دار الفكر، بيروت، ط1، 1407هـ ق.

61 - تحفة الأحوذي في شرح الترمذي.

مبارك فوري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1410هـ ق.

62 - ميزان الاعتدال.

الذهبي، دار المعرفة، بيروت، ط2، 1382هـ ق.

63 - المعجم الكبير.

الطبراني، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط2.

64 - الطبقات الكبرى.

ابن سعد، دار صادر، بيروت.

٣١٠

65 - الجامع لأحكام القرآن.

القرطبي، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، 1405هـ ق.

66 - فضائل مكة والسَّكن فيها.

الحسن بن يسار البصري، مكتبة الفلاح، الكويت، 1400هـ ق.

67 - معجم البلدان.

ياقوت الحموي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1399هـ ق.

68 - الأم.

الشافعي، دار الفكر، بيروت، ط2، 1403هـ ق.

69 - المجموع في شرح المهذب.

النووي، دار الفكر، بيروت.

70 - مغني المحتاج.

الخطيب الشربيني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1377هـ ق.

71 - مواهب الجليل.

الحطّاب الرعيني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1416هـ ق.

72 - حواشي الشرواني.

عبدالحميد الشرواني، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

73 - السنن الكبرى.

البيهقي، دار الفكر، بيروت.

74 - الفصول المهمة.

ابن الصباغ المالكي، دار الحديث، ط1، 1422هـ ق.

75 - فضائل الصحابة.

أحمد بن حنبل، دار الكتب العلمية، بيروت.

٣١١

76 - إملاء ما من به الرحمن.

أبو البقاء العكبري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1399هـ ق.

77 - فتح القدير.

الشوكاني، عالم الكتب.

78 - سبل الهدى والرشاد.

الصالحي الشامي، دار الكتب العلمية، بيروت ط1، 1414هـ ق.

79 - كنز العمال.

المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1409هـ ق.

80 - جلاء الأفهام.

ابن قيم الجوزية، تحقيق محيي الدين ديب مستو، دار الكلم الطيب، دار ابن كثير، ط3.

81 - مناقب أمير المؤمنين.

ابن المغازلي الشافعي.

82 - تاريخ مدينة دمشق.

ابن عساكر، دار الفكر، 1415هـ ق.

83 - شرح نهج البلاغة.

ابن أبي الحديد، دار إحياء الكتب العربية، ط1، 1378هـ ق.

84 - السقيفة وفدك.

أبو بكر الجوهري البغدادي، شركة الكتبي، بيروت، ط1، 1413هـ ق.

85 - فتح العزيز في شرح الوجيز.

عبد الكريم الرافعي، دار الفكر، بيروت.

86 - سنن الدارقطني.

علي بن عمر الدارقطني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1417هـ ق.

٣١٢

87 - روضة الطالبين.

محيي الدين النووي، دار الكتب العلمية، بيروت.

88 - فتح المعين.

المليباري الهندي، دار الفكر، ط1، 1418هـ ق.

89 - لسان الميزان.

ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط2، 1390هـ ق.

90 - شعار أصحاب الحديث.

محمد بن إسحاق الحاكم، دار الخلفاء، الكويت.

91 - سنن أبي داود.

السجستاني، دار الفكر، بيروت، ط1، 1410 هـ ق.

92 - كتاب المصنف.

أبو بكر عبدالرزاق الصنعاني، المجلس العلمي.

93 - الأذكار النووية.

يحيى بن شرف النووي، دار الفكر، 1414هـ ق.

94 - المعجم الأوسط.

الطبراني، دار الحرمين، 1415هـ ق.

95 - الإغاثة بأدلة الاستغاثة.

حسن السقَّاف، مكتبة الإمام النووي، عمان، ط1، 1410هـ ق.

96 - عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر.

عبد العزيز الشافعي المقدسي.

97 - ينابيع المودة.

القندوزي الحنفي، دار الأسوة، ط1، 1416هـ ق.

٣١٣

98 - كتاب العين.

الفراهيدي، مؤسسة دار الهجرة، ط2، 1409هـ ق.

99 - الصحاح.

الجوهري، دار العلم للملايين، ط4، 1407هـ ق.

100 - النهاية في غريب الحديث.

ابن الأثير، مؤسسة إسماعيليان، قم، ط4، 1406هـ ق.

101 - كشف الخفاء.

إسماعيل بن محمد العجلوني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 1408هـ ق.

102 - فتح الباري.

ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة - بيروت، ط2.

103 - شرح صحيح مسلم.

النووي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط2، 1407هـ ق.

٣١٤

المحتويات

تقديم: 5

المقدِّمة 17

خطّة البحث: 19

الفصل الأوّل .21

تمهيد: 23

التوسّل في اللغة والاصطلاح .25

1 - التوسّل لغة: 25

2 - التوسّل اصطلاحاً: 26

التوسّل عبادة توحيدية 27

دور الوسائط الإلهيّة وضرورة التوسّل بها: 27

توضيح المدّعى: 27

بيان الأدلّة: 28

الأدلّة العقلية والتاريخية 29

1 - الدليل العقلي: 29

البيان الأول: التوسّل بالوسائط الإلهيّة تحكيم لسلطان اللَّه على سلطان العبد .29

٣١٥

البيان الثاني: الاختلاف في المراتب الوجودية 32

البيان الثالث: وجوب الاحترام والتعظيم .35

2 - الدليل التاريخي (السيرة): 38

الأدلّة التحليلية 43

1 - مفهوم العبادة: (مفهوم العبادة ينفي الوسائط المقترحة) 43

2 - القول بالتجسيم من أسباب جحود التوسّل: 46

لقاء اللَّه يوم الحساب بآياته وحججه: 49

الفصل الثاني: 55

الأدلة القرآنية 57

1 - (حقيقية التوسّل في أربع طوائف قرآنية): 57

نتيجة الطوائف الأربع: 61

2 - قصة آدم مع إبليس: 62

ملحمة إباء إبليس وسجود الملائكة لا زالت راهنة مستمرّة في هذا العصر 67

الإمامة ركن التوحيد: 68

ضابطة العبادة: 70

3 - الآيات البينات في المسجد الحرام: 74

مقام إبراهيم: 76

بيان آخر للآية الكريمة: 78

حجر إسماعيل: 82

المستجار أو الملتزم: 85

السعي بين الصفا والمروة: 89

بئر زمزم: 91

٣١٦

أعمال الحجّ ومناسكه: 92

فائدة: 93

4 - التوجّه إلى القبلة طاعة للنبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله : 94

5 - المودّة لذريّة إبراهيم من شرائط الحجّ وغاياته: 95

من هم الذريّة الذين تهواهم أفئدة الحجاج والطائفين والركّع السجود؟ 97

6 - الولاية من شرائط المغفرة: 102

سورة الحمد وإمامة أهل البيت عليهم‌السلام : 103

7 - الوفود على ولي اللَّه من شرائط الحجّ: 106

8 - الأنبياء مصدر البركة: 108

9 - البقعة المباركة: 109

10 - وجوب تعظيم الأنوار الإلهيّة: 111

الأئمة التسعة من ولد الحسين عليه‌السلام في آية النور: 116

بيان آخر للآية المباركة: 117

أهل البيت عليهم‌السلام معصومون بأعالي درجات العصمة: 119

خلقة أهل البيت عليهم‌السلام النوريَّة: 123

11 - بناء المساجد على قبور الأولياء معالم للدين: 125

12 - حبط الأعمال وقبولها: 127

13 - آيات القسم الإلهي بشخص النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله : 128

14 - الآيات الآمرة بالتوسُّل بالنبيّ الأكرم‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله وسائر الأنبياء والأوصياء: 133

15 - آيات التوسّل بمخلوقات كريمة أضيفت إلى الأنبياء والأولياء: 139

هل الآية دليل على مشروعية الاستشفاء فقط؟ 141

٣١٧

الفصل الثالث: 147

شرطية التوسّل وضرورته في مقامات ثلاث ..149

وضرورته في مقامات ثلاثة 149

الدليل الأول: معطيات الشهادة الثانية 150

الدليل الثاني: التوسّل ضرورة عقلية 152

بيان الملازمة: 153

التوسّل في كل النشآت، ولأصناف المخلوقات: 155

الدليل الثالث: عموم طاعة اللَّه ورسوله وأولي الأمر 156

فذلكة صناعية لأخذ التوسّل في نية القربة: 158

الدليل الرابع: اقتران اسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته بأعظم العبادات ..166

الدليل الخامس: ابتغاء الوسيلة ضرورة قرآنية 175

قرب اللَّه وقرب العبد: 178

الوسيلة معنى الشفاعة: 180

ترامي الوسائل وتعاقبه: 182

الدليل السادس: شرطية الاستجارة بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في طلب المغفرة 182

الدليل السابع: التوسّل بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ميثاق الأنبياء 192

الأنبياء على دين النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ....193

أهل البيت عليهم‌السلام شركاء النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الميثاق .198

بيان آخر لتوسل الأنبياء بالرسول الأكرم وأهل بيته في نيل المقامات ..206

آيات أخرى في اقتران أهل البيت عليهم‌السلام بالنبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الصفات ..215

الدليل الثامن: قوله تعالى: ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) . 216

الدليل التاسع: الاستكبار والصدّ عن آيات اللَّه تعالى موجب لحبط الأعمال .217

الدليل العاشر: خضوع الملائكة لآدم عليه‌السلام كلّ خليفة للَّه باب أعظم لملائكته 220

٣١٨

أخذ ميثاق ولاية أهل البيت عليهم‌السلام معرفة وتوسلاً على أصناف المخلوقات ..222

تأبيد رسالة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ووساطته في الوحي الإلهي لجميع النشآت ..223

جحود التوسّل سنّة إبليس في الاستكبار 223

الفصل الرابع: 225

شبهات وردود 227

شبهات المنكرين لجواز التوسُّل .229

الشبهة الأولى: التوسُّل عبادة لغير اللَّه تعالى .229

الجواب عن الشبهة الأولى: 230

دفع الجوابين: جحود التوسُّل يستند إلى التفويض ..232

جحود التوسّل يستند إلى المذاهب الحسيّة المادية 233

تفصيل الجاحدين للتوسّل في الوسائط .234

الشبهة الثانية: التوسّل خلاف كلمة التوحيد .235

الجواب عن الشبهة الثانية: 238

الشبهة الثالثة: التوسّل مخالف للآيات القرآنية 240

الجواب عن الشبهة الثالثة: 242

الجواب الأول: حقيقة الأسماء الإلهية مستند للتوسّل .243

الجواب الثاني: الكلمة والآية 244

الشبهة الرابعة: الأعمال الصالحة هي الوسيلة 260

الجواب عن الشبهة الرابعة 260

النقطة الأولى: ما هو المراد من الوسيلة؟ 261

النقطة الثانية: الرابطة بين الشفاعة والتوسُّل .264

النقطة الثالثة: عموم تشريع الشفاعة 265

٣١٩

الشبهة الخامسة: التوحيد الإبراهيميّ يأبى التوسّل بغير اللَّه 271

الجواب عن الشبهة الخامسة: 272

الردّ الثالث: أنه ينقض عليهم بموارد 274

الشبهة السادسة: التوسّل يعني التفويض وعجز اللَّه تعالى .274

الجواب عن الشبهة السادسة قصور الجاحدين للتوسّل عن معرفة التوحيد .275

الجاحدين للتوسّل بنوا جحودهم على التفويض الأكبر .276

الشبهة السابعة: إيجاد المخلوقات الإمكانية كلّه إبداعيّ بلا واسطة. 279

الجواب عن الشبهة السابعة: 280

سبب جحود التوسّل القصور في معرفة كنه ذوات المسبّبات والأسباب ..281

خاتمة في: 295

أ - الروايات الواردة في مشروعيَّة التوسُّل والتشفُّع والتبرُّك .295

ب - آراء أعلام السُّنَّة في التوسّل .300

خلاصة البحث ..303

ثبت المصادر 305

المحتويات ..315

٣٢٠