الإمامة الإلهية الجزء ٤

الإمامة الإلهية12%

الإمامة الإلهية مؤلف:
المحقق: محمد بحر العلوم
تصنيف: الإمامة
الصفحات: 320

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٤
  • البداية
  • السابق
  • 320 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 99336 / تحميل: 7780
الحجم الحجم الحجم
الإمامة الإلهية

الإمامة الإلهية الجزء ٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

حول الكعبة، فقال: (هكذا كانوا يطوفون في الجاهليّة، إنما أُمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا إلينا، فيعلمونا ولايتهم ومودّتهم ويعرضوا علينا نصرتهم)، ثم قرأ هذه الآية ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِم ) (1) .

وهذا برهان تاريخي وأدياني يؤكّد ضرورة الواسطة في صحّة العبادة وقبولها.

والواسطة هي الطاعة لوليّ اللَّه تعالى، بكلّ ما للطاعة من معنى وتداعيات ومعطيات ومقتضيات تقتضيها تلك الطاعة وعلى جميع مستوياتها، فكما أن بدء التوحيد متوقّف على الشهادتين كذلك بقاؤه في كلّ الأبواب الاعتقادية والعبادية متوقّف على بقاء الشهادتين إلى آخر المطاف.

____________________

(1) السيد هاشم البحراني، تفسير البرهان، ج4، ص337.

٤١

٤٢

الأدلّة التحليلية

نرمي في استعراض هذه الأدلّة تحليل بعض المفاهيم الدينية والاعتقادية، ويكون ذلك بدوره دالّاً على مشروعية التوسّل وضرورته.

1 - مفهوم العبادة:

(مفهوم العبادة ينفي الوسائط المقترحة)

يمكننا عن طريق تحديد المفهوم الاصطلاحي للعبادة وبيان العبادة الخالصة للَّه تعالى والعبادة غير الخالصة استكشاف مشروعية نظرية الوسائط، وأن المستنكَر منها هي الوسائط المقترحة فحسب؛ وذلك بالبيان التالي:

ذُكر للعبادة في اللغة معانٍ متعدّدة، أهمّها: أنها بمعنى الطاعة والخضوع.

والقرآن الكريم أيضاً استعمل مفهوم العبادة في عدّة معان، منها ما يلي:

1 - مملوكية المنفعة.

كقوله تعالى: ( عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْ‏ءٍ ) (1) .

____________________

(1) النحل: 75.

٤٣

وقوله تعالى: ( وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ ) (1) .

2 - سيادة الطاعة؛ وإن لم تكن أصالة للمطاع.

كقوله تعالى: ( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) (2) .

3 - الطاعة والخضوع والانقياد للمعبود على وجه التعظيم والتقديس، وأنه الغني بالذات ومصدر جميع الخيرات والنعم والكمالات مبدءاً وأصالة.

كقوله تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا وَإِلَيْهِ مَآبِ ) (3) .

وقوله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِْنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (4) .

وكقوله تعالى لموسى عليه‌السلام : ( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاة لِذِكْرِي ) (5) .

وقوله تعالى: ( وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) (6) .

إلى غير ذلك من الآيات القرآنية المباركة، الدالّة على إرادة الانقياد إلى المعبود على وجه التعظيم، وأنه الغني بالذات من مفهوم ومعنى العبادة.

____________________

(1)البقرة: 221

(2). يس: 60.

(3) الرعد: 36.

(4)الذاريات: 56.

(5) طه: 14.

(6)هود: 123.

٤٤

وهذا هو المعنى الاصطلاحي لمفهوم العبادة.

وإذا كان هذا هو المعنى الاصطلاحي للعبادة، فكيف كان توجّه المشركين إلى الوسائط شركاً مع أنهم لا يتوجّهون إليها بما هي مصدر الخيرات أصالة، بل بما هي شفيعة ووسيطة؟ وكيف تتحقّق العبادة لغير اللَّه تعالى؟ وكيف تتحقّق العبادة للَّه عزّ وجل؟

والجواب هو ما تقدم؛ من أن الإنكار ليس إنكاراً للوسيلة بما هي وسيلة، بل بما هي مقترحة ومخترعة من قبل العبيد. وأمَّا إذا كانت الواسطة بجعل من اللَّه تعالى وإرادته وتحكيماً لسلطانه، فلا محالة يكون التوسّل والخضوع لتلك الوسيلة طاعة للباري تعالى؛ لأنه يكون انقياداً له تعالى على وجه الرغبة والخضوع وأنه مصدر الخيرات مبدءاً وأصالة. فأي فعل يكون منطلقه من أمر اللَّه عزّ وجلّ لا يكون شركاً وإن كان ذلك الفعل بالتوجّه والتوسّل بالوسائط، ومن ثمّ يكون سجود الملائكة لآدم - كما سيأتي - عبادة للَّه لا لآدم؛ لأنه خضوع للَّه تعالى وامتثالاً لأمره بما أنه مصدر الخيرات.

إذن المدار في تحقّق العبادة وعدمه ليس على ارتباط الطقوس العبادية بغير اللَّه وعدم الارتباط بغيره، بل المدار في العبادة الخالصة وقوام التوحيد في العبادة على وجود الأمر الإلهي والإرادة الإلهية، وقوام الشرك في العبادة ليس على تعلّق الفعل العبادي بغير اللَّه، بل الشرك في العبادة يتقوّم بعدم وجود الأمر والإرادة الإلهية، وإنما باقتراح من العبد نفسه.

ومن ثمّ لا يكون التوجّه بالكعبة إلى اللَّه عزّ وجلّ في الصلاة شركاً، بل هو شعار التوحيد.

٤٥

فنحن في صلاتنا نتوجّه إلى الكعبة الشريفة - مع أنها حجر - ومع ذلك تكون عبادة للَّه تعالى، وفي صلاة الطواف نتوجّه إلى مقام إبراهيم عليه‌السلام ، وكذا في الطواف نتوجّه إلى الكعبة ونتبرّك بالحجر الأسود ونتمسّح به مع أن ذلك كلّه لم يجعل من الكعبة صنماً ولا من الحجر الأسود وثناً يُعبد من دون اللَّه؛ كلّ ذلك لوجود الأمر الإلهي بالصلاة والطواف حول الكعبة والتمسّح بالحجر الأسود، فيكون الامتثال تحكيماً لسلطان اللَّه تعالى على إرادة العبيد، وذلك بخلاف أصنام الوثنيين، وهذا ممّا اتفق عليه علماء الأصول؛ حيث قرّروا أن العبادة لا تتحقّق إلّا بقصد امتثال الأمر وكون العبد ماثلاً طيّعاً أمام مولاه.

فإن وُجد الأمر تحقّق التوحيد في العبادة ولو مع الواسطة، وإن فقد الأمر كان الإتيان بالفعل شركاً ولو مع نفي الواسطة.

2 - القول بالتجسيم من أسباب جحود التوسّل:

إنّ إنكار التوسّل ورفض الوسائط ناتج إمَّا من القول بالتجسيم أو القول بالنبوءة والتنبُّؤ.

وأمَّا مَن لا يدّعي النبوءة لنفسه وينكر الجسمية في الباري عزّ وجلّ، فلا محالة له من قبول الوسائط والوسائل في كلّ العوالم والنشئآت.

وقبل البرهنة على هذا المدعى لابدّ من بيان بعض الأمور:

الأول: ليس المقصود من دعوانا (إن إنكار التوسّل ناتج من التجسيم أو دعوى النبوءة) هو أن يكون القائل بذلك قد قال بأحدهما عنواناً

وقولاً؛ بل قد يكون في

٤٦

واقعه متبنّياً لحقيقة التنبُّؤ أو التجسيم من دون أن يُسمّيه تنبؤاً أو تجسيماً؛ وذلك لأنهما لا يدوران مدار العنوان والشعار، فالحقائق أو الأمور العدمية الباطلة تدور مدار واقعها، سواء واقعها العدمي في الأمور الباطلة أو واقعها الوجودي في الأمور الوجودية، فمَن ينفي الوسائط فهو لا محالة إما يبني على التجسيم أو يدّعي التنبُّؤ كما سيتّضح، وهذا نظير ما ذكره الفقهاء في بحوث المعاملات؛ من أن الشخص ربّما يقصد ماهية معاملية معيّنة ويسمّيها باسم تلك الماهية المقصودة، ولكنها في واقعها قرض ربويّ أو بالعكس.

الثاني: أن هناك دعاءاً يؤكّد مضمون ما نريد الخوض فيه، وهو من الأدعية المأثورة لتعجيل الفرج، وهو: (اللّهمّ عرّفني نفسك، فإنك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك، اللّهمّ عرّفني رسولك، فإنك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك، اللّهمّ عرّفني حجّتك، فإنك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني) (1) .

ومفاد هذا الدعاء هو أن منظومة المعارف إنما تصحّ وتكون صائبة مع صوابية وحقّانية معرفة الإنسان بربّه، وأن الخلل الناشئ في معرفة الأنبياء والرسل منبعه الخلل في معرفة اللَّه تعالى الصحيحة والتامة، كما أن الخلل في معرفة الحجج والأوصياء والأئمّة منشأه الخلل في معرفة الرسول، وبالتالي يكون ناشئاً من الخلل والنقصان في المعرفة المتعلّقة باللَّه تعالى، كما تشير إلى هذه الحقيقة مجموعة من الآيات القرآنية، منها:

قوله تعالى: ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ

____________________

(1) الصدوق، كمال الدين وتمام النعمة، ص342.

٤٧

شَيْ‏ءٍ ) (1) ، فإنكار الرسل وعدم الإيمان بهم ناشئ من جهلهم بقدر الباري وقدرته وعظيم حكمته وتدبيره، ومِن خلل المعرفة في أفعال اللَّه عزَّ وجل.

ومن ثَمّ هذا يؤكّد أن الذي ينفي الوسائط والوسائل والرسل والحجج، منشأ نفيه نقصان معرفته باللَّه تعالى؛ إمَّا بالقول بالتجسيم أو القول بالتنبؤ.

والغريب من أصحاب هذه المقالة قولهم بأن التجسيم باطل في النشأة الدنيوية فقط. وأمَّا في الآخرة، فنلاقيه - والعياذ باللَّه - بصورة شابّ أمرد؛ ويستدلّون على ذلك بقوله تعالى: ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ) (2) ، وبقوله تعالى: ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) (3) ، وبقوله تعالى: ( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) (4) ، فيصوّرون الفوقية على العرش فوقية مكانية، لا فوقية قدرة وهيمنة.

فهم يفترضون أن اللَّه عزّ وجل في الآخرة جسم، وهذا نتاج ضعفهم وقصورهم في المسائل العقلية والاعتقادية؛ إذ لم يلتفتوا إلى أن قولهم هذا يلزم منه كون اللَّه تعالى مادّياً، وكلّ أمر مادّي قابل للانقسام، فله أجزاء متولّدة من جسمه، وهو منافٍ لِمَا نصّت عليه سورة التوحيد التي نفت التولّد والانقسام والتجسيم والمادّية.

ثُم إن الجسم محدود، وهو تعالى خالق الجسم ومهيمن عليه لا يحدّه حدّ.

وأهل البيت عليهم‌السلام يثبتون الرؤية القلبية للَّه عزّ وجلّ، وهو ما أكَّدته الآيات

____________________

(1) الأنعام: 91.

(2) القلم: 42.

(3) القيامة 75: 23 - 22.

(4) طه: 5.

٤٨

القرآنية كقوله تعالى: ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ) (1) ، وهم عليهم‌السلام ينفون الرؤية البصرية التي يشترط فيها المحاذاة والمقابلة

الجسمانية، واللَّه عزّ وجلّ منزّه عن الجسم والجسمية في جميع النشآت.

لقاء اللَّه يوم الحساب بآياته وحججه:

وحيث إن حشر الخلائق بأجسامهم، فإن ملاقاة العباد لربّهم تكون بالوسائط والوسائل والآيات، وإلّا للزم أن تكون المقابلة والملاقاة

جسمية؛ أي أن الباري - والعياذ باللَّه - يلاقي أجسام الخلائق بجسمه، وهو باطل بالضرورة.

فإياب الخلائق وحسابهم لابدّ أن يكون عبر الوسائل والوسائط والآيات، وإلّا فإن اللَّه عزّ وجلّ معنا أينما كنّا. وذلك ديدن قرآني في الإسناد، كإسناد الإماتة إلى اللَّه عزّ وجلّ وإلى ملك الموت وإلى الرسل التي يديرها ملك الموت، فإياب الخلق وحسابهم على اللَّه عزّ وجل، ولكن عبر آياته ووسائطه، قال تعالى: ( وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) (2) ، وقال تعالى: ( وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (3) .

فإذا ثبت أن اللَّه عزّ وجلّ ليس بجسم، ونحن أجسام في شطر من ذواتنا وشطر من إدراكاتنا التي تتحقق عبر الارتباط بالأجسام، سواء في الدنيا أو البرزخ أو الآخرة، فلا يمكن الارتباط مباشرة بربّ العزّة والجلال، وحيث إن الارتباط باللَّه عزّ وجلّ في الدنيا أو البرزخ أو في الآخرة ليس منقطعاً تماماً؛ لأن

____________________

(1) النجم: 11.

(2) الأنفال: 17.

(3) التوبة: 74.

٤٩

معناه التعطيل في قدرة الباري تعالى، وحيث ثبت بطلان التعطيل، وأنه لا تعطيل لمعرفة ذاته تعالى ولا لصفاته ولا لأفعاله ولا لعبادته ولا للقائه عزّ وجل، فلابدّ من القول إما بالوسائط أو النبوءة.

والمجسّمة قالوا بالتجسيم لأنهم أنكروا الوسائط وخافوا من الوقوع في التعطيل أو دعوى النبوءة، فلا محيص لهم عن القول بالتجسيم.

هذا كلّه على المستوى التحليلي لِمَا ادّعيناه أولاً.

وأمَّا الدليل القرآني على ذلك، فهو قوله تعالى: ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) (1) .

فقوله تعالى: ( لِبَشَرٍ ) للإشارة إلى الجسم والخصوصيات الجسمانية.

وقوله تعالى: ( إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) بمثابة البرهان والاستدلال على مضمون الآية المباركة.

وقوله تعالى: ( مَا كَانَ ) لنفي الشأنية والإمكان، لا لبيان عدم الوقوع فقط، وإلّا لكان حقّ التعبير أن يقال: إن اللَّه لا يكلّم أحداً إلّا بالطرق الثلاثة المذكورة في الآية.

ومعنى الآية الكريمة أنه لا توجد أي مجابهة جسمانية بين اللَّه عزّ وجلّ وبين البشر، المحكومين بأحكام المادّة والجسمية، فتكليمه عزّ وجلّ للبشر إمَّا وحياً؛ أي عن طريق جانب الروح في البشر، أو من وراء حجاب؛ أي عن طريق خلق الصوت وإيجاده في الأمور المادّية، كما في تكليم اللَّه عزّ وجلّ

____________________

(1) الشورى: 51.

٥٠

لموسى عليه‌السلام ، أو يرسل رسولاً؛ أي إرسال الملائكة أو الأنبياء والحجج، بل وكذا التكلّم مع الملائكة، فإنه يكون عن طريق الوحي كما في قوله تعالى: ( إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ) (1) .

إذن لا وجه للمواجهة الجسمانية مطلقاً؛ سواء في الدنيا أو البرزخ أو في الآخرة.

ثم قال تعالى: ( إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) أي متعال أن يكون جسماً محاطاً ومحدوداً، فإن العلو يستلزم نفي الجسمية، وهو عزّ وجلّ حكيم، أي غير معطّل، فمن حكمته أن يرسل رسلاً ويقيم أئمة ويوسّط وسائط، فلا تجسيم ولا تعطيل.

وهذه الآية ليست دلالتها مقصورة على دار الدنيا فقط، بل هي بلحاظ كلّ النشآت الوجودية والتكونيية، فهو تعالى عليّ متعال على الجسمية ومقابلة الأجسام، وحكيم غير معطّل بينه وبين خلقه عن طريق الوسائط والرسل، فهو عزّ وجلّ يُعرِّف برسله وأدلّته وحُججه.

وبعضهم حيث أنكر التجسيم وفرّ من مغبّة التعطيل ورفض الوسائط - بدعوى أنها صنمية منافية لروح التحرّر - وقع في القول بالتنبؤ، ولجأ إلى الإيمان بقدسية العقل وسعة مدياته وحدوده، وأنه يصيب كلّ صغيرة وكبيرة كما هي مقالة بعض المتعلمنين من الإسلاميين.

وحيث إن التنبؤ والإيحاء إلى الجميع باطل بنصّ القرآن الكريم، وثبت أن التشبيه والتجسيم وكذا التعطيل باطل، فلابدّ من الإيمان بالوسائط والوسائل، ويكون إنكار وليّ اللَّه وحجته تجسيماً أو تعطيلاً أو استكباراً وإكباراً للنفس وصنميّة للعقل، وهي النبوءة المرفوضة في الكتاب والسنّة.

____________________

(1) الأنفال: 12.

٥١

إذن الوسيلة والواسطة أمر برهاني وضروري في كلّ النشئآت، ولذا ورد في الروايات أن الذي بُعث في عالم الذرّ بين اللَّه تعالى وبين باقي الأنبياء هو النبيّ محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله . وهذا هو ما قلناه من أن الشهادة الأولى كما أنها مطلوبة في جميع النشئآت، كذلك الشهادة الثانية وأن محمّداً رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله باقية في كلّ النشئآت أبديّة وأزلية، فوصف النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بالرسالة ليس خاصاً بالدنيا فقط، وإنما النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله رسول في إنزال القرآن، وآياته غير مختصّة بالدنيا، بل تحكي كلّ النشئآت وعالم الربوبية والصفات وعالم الذات، بما لم يُنبّئ به نبيّ من الأنبياء، وهذا معنى واسطته صلى‌الله‌عليه‌وآله في كلّ العوالم والنشئآت.

والحاصل: إن لم يكن في البين تشبيه ولا تعطيل، فلابدّ من النبوءة أو قبول الوسائط والحجج، وحيث إن التنبؤ للكلّ باطل؛ فلابدّ من الإيمان والإقرار بالوسائط بين اللَّه تعالى وبين مخلوقاته في كلّ العوالم، فاللَّه عزّ وجلّ لا يُتوجّه إليه باتجاه جسماني، بل يُتوجّه إليه بالمعاني والآيات والحجج.

ومن ذلك كلّه يعلم عظم مكانة الآية والحجّة الإلهية، وأن إنكارها في الحقيقة بمنزلة إنكار الباري عزّ وجل كما ورد ذلك في قوله تعالى: ( فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ ) (1) ، فإنكار خلافة خليفة اللَّه في الأرض ليس ينصبّ على الوسيلة بما هي هي، بل يرجع إلى الكفر باللَّه تعالى ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْ‏ءٍ ) (2) ؛ وذلك لأن

____________________

(1) الأنعام: 33.

(2) الأنعام: 91.

٥٢

الذات المقدّسة إذا لم يكن بينها وبين المخلوقات أي ارتباط، فإن معناه التعطيل، وهو بمنزلة الإنكار للَّه عزّ وجل؛ لأنه إنكار لقدرة تعالى وتدبيره. فعظمة الوسائط والحجج والآيات بعظمة ذي الآية التي أضيفت إليه، ويكون الاستخفاف بها استخفافاً باللَّه عزّ وجل، فلابدّ من تعظيمها وإجلالها.

ووظيفة الخليفة هي الواسطة والوساطة في تدبير شؤون العباد، وهذا النظر والاعتقاد الحقّ ممَّا امتاز به مذهب أهل البيت عليهم‌السلام ، وهو أن العوالم بجميع نشئآتها لا تخلو عن حجّة وخليفة وواسطة.

والنقطة الأخرى التي ينبغي الإشارة إليها في المقام، هي أن التوسّل والشفاعة والتوسّط والوسيلة تحمل في داخلها عدم المحورية الذاتية للشفيع والوسيط، أي ليس للوسيط والشفيع والوسيلة؛ أي استقلالية عن اللَّه عزّ وجل، وذلك لأن الواسطة معناه أن النظرة إليها آلية وحرفية، ليس لها من ذاتها إلّا الفقر والحاجة إلى سلطان اللَّه وإرادته؛ ولذا نجد أن الوسائط التي اتخذت من دون اللَّه عزّ وجلّ أخفقت في وساطتها ووجاهتها وكانت شركاً باللَّه عزّ وجل، لأنها استقلّت عن سلطانه وإرادته وإذنه.

والغريب في هذا المجال هو أن أصحاب هذه المقالة والجاحدين للتوسل آمنوا بأن الشفاعة والتشفّع بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الآخرة ليس شركاً، وكذا التشفّع بالنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حال حياته. وأمَّا التشفّع به صلى‌الله‌عليه‌وآله حال موته، فزعموا أنه من الشرك الأكبر.

ويرد عليهم السؤال التالي: إن دائرة الشرك من أين نتجت؟ هل مِن حدّ معنى الشفاعة والواسطة، أو من حدّها التعبّدي، أو من خلال المعنى العقلي؟

٥٣

فإذا كان المعنى عقلياً، فالغيرية إذاً أوجبت الشرك، فإنها توجبه في كلّ نشأة، سواء نشأة الدنيا أو الآخرة، وإذا لم توجب الغيرية الشرك لجهة الوساطة، فما هو الفرق بين أنواع التشفّع في الدنيا والآخرة، أو حال الموت وحال الحياة؟!

لا سيما وأن الشرك الأكبر (1) معنىً عقلي يدركه العقل، ونفيه وإثباته في متناول الأحكام العقلية، وهي لا تقبل التخصيص والاستثناء، لا سيما وأنها من الأحكام التي تقرُب من البداهة.

وبعبارة أخرى: إن الوسيلة والوساطة تعني تقوّم الواسطة والوسيلة باللَّه، وكونها مظهر فعله وظهوره، وهذا عين التوحيد في الأفعال والصفات، فكيف يُجحد تحت قناع أنه الشرك الأكبر، وتسمية ذلك الجحود بأنه توحيد؟! فإن ذلك من التلبيس لأحد العنوانين مكان الآخر، خصوصاً وأنه قد مرّ أن إنكار الوسيلة والتوسّل يؤول إلى إنكار الشهادة الثانية؛ لأنه يؤول إلى إنكار ركنية ودخالة رسالة ومقام خاتم الأنبياء في التوحيد.

____________________

(1) المقصود من الشرك الأكبر أو الشرك الصريح هو الذي يوجب ردّة عن الدين. أمَّا الشرك الأصغر أو الشرك الخفي غير الصريح، فهو الذي لا يوجب ردّة، وهو قلّما ينجو منه أحد إلّا المخلَصين. والشرك الصريح إنما يوجب الردّة؛ لأنه منافٍ لمقررات الدين الإسلامي وثوابته وأولياته والإذعان والإقرار بما هو مناف صراحة لأوليات الدين الإسلامي، وهذا نوع إنشاء فسخ وخروج عن عهود ومواثيق الشهادتين؛ وذلك لأن التشهُّد بالشهادتين لحصول الإسلام أو بالشهادة الثالثة لحصول الإيمان - كما هو عند الإمامية - يلزم منه الالتزام بعدّة عهود ومواثيق، فلو أنشأ الشهادات الثلاث والتزم بما هو منافٍ لها صريحاً، فإنه يخرج عن العهد والميثاق الذي التزم به. وأمَّا عدم إيجاب الشرك الأصغر ردّة في الدين؛ فلأن المتكلم والمدّعي لأمر لا يعي تناقض ذلك الأمر مع الشهادتين، ولا يكون ظاهراً عرفاً في الفسخ للعهود والمواثيق.

٥٤

الفصل الثاني:

الأدلّة القرآنية

٥٥

1 - حقيقة التوسّل في أربع طوائف قرآنية

2 - قصة آدم مع إبليس

3 - الآيات البيّنات في المسجد الحرام

4 - التوجه إلى القبلة طاعة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

5 - المودة لذرية إبراهيم عليه‌السلام من شرائط الحجّ وغاياته

6 - الولاية من شرائط المغفرة

7 - الوفود على ولي اللَّه من شرائط الحجّ

8 - الأنبياء مصدر البركة

9 - البقعة المباركة

10 - وجوب تعظيم الأنوار الإلهية

11 - بناء المساجد على قبور الأولياء

12 - حبط الأعمال وقبولها

13 - آيات القسَم بشخص النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله

14 - الآيات الآمرة بالتوسل بالنبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله

15 - آيات التوسّل بمخلوقات كريمة أُضيفت إلى الأنبياء والأولياء عليهم‌السلام

خاتمة في:

أ - الروايات الواردة في مشروعية التوسّل.

ب - آراء أعلام السنّة في التوسّل.

٥٦

الأدلة القرآنية

1 - (حقيقية التوسّل في أربع طوائف قرآنية):

إنّ الآيات القرآنية المباركة الدالّة على أنّ الإنكار على المشركين مُنصبّ على الوسائط المقترحة دون الوسائط الإلهيّة على طوائف متعدّدة:

الطائفة الأولى: وهي ما كانت بلسان استنكار الأسماء المقترحة من قبل العبيد ومن سلطانهم وهوى أنفسهم.

1 - قوله تعالى: ( أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) (1) .

وهذا الكلام يسجّله اللَّه عزّ وجلّ في قرآنه الكريم على لسان نبيّه هود عليه‌السلام ، حيث يحاجج عاداً قومه وينكر عليهم الوسائط المقترحة من عند أنفسهم والتي لم ينزل اللَّه عزّ وجلّ بها سلطاناً.

وقد تقرّر في علم أصول الفقه أن النهي أو النفي إذا ورد على طبيعة مقيّدة بقيد، فإنما يقع ذلك النفي أو النهي على القيد، لا على ذات

المقيَّد، كقولك: لا رجل طويل في الدار، فإنّ النفي في هذا المثال متوجّه إلى القيد وهو الطول،

____________________

(1) الأعراف:71.

٥٧

وليس المراد نفي أصل وجود الرجل في الدار، وبالنتيجة يكون المنفي الصنف والقيد، وهو الرجل الطويل، لا ذات الطبيعة المقيّدة، وهو عموم الرجل.

كذلك في المقام، فالآية في قوله تعالى: ( مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) تنفي صنفاً خاصّاً من الوسائط والوسائل، وهي الوسائط التي لم ينزّل بها اللَّه تعالى سلطاناً، والأسماء المقترحة والمجعولة من قبل أنفسهم وآبائهم.

فمصبّ الإنكار والتقريع والتخطئة هو كون تلك الأسماء والوسائط مقترحة من غير إذنٍ وسلطان إلهي. ولم تنفِ الآية المباركة أصل وجود الوسائط والوسائل، وإلّا فلو كان أصل الوساطة والتوسيط أمراً مستنكراً، فلا معنى لذكر القيد، بل يكون ذكره لغواً ومخلّاً بالغرض والمراد، مع أن الآية ركّزت على ذكر القيد، وأكّدت على أنّ الأسماء المستنكرة هي التي ( مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ) ، لا مطلق طبيعة الأسماء والوسائط. فليس الإشكال في أصل الاسم والوساطة، بل الإشكال في كونها مقترحة منهم ومسندة إليهم، من دون أن يُسمّها اللَّه عزّ وجلّ أو يجعلها واسطة بينه وبين خلقه.

وفي الآية المباركة إشارة لطيفة؛ حيث لم يطلق فيها الاسم على ذات الباري عزّ وجلّ، بل أطلق على ذات الواسطة بينه تعالى وبين عبيده، أي واسطة في النداء ووسيلة في التوجّه، فالاسم الذي يُدعى به هو الوسيلة أو الواسطة التي يُتوسّل بها إليه.

2 - قوله تعالى: ( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ

٥٨

سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ) (1) .

وتقريب الاستدلال بهذه الآية الكريمة بنفس ما تقدّم في الآية السابقة؛ حيث إنها تجعل مركز التخطئة والاستنكار هو التصرّف الاقتراحي من العبيد في سلطان اللَّه تعالى، وليست التخطئة لأصل مقالة الحاجة والضرورة إلى الوسائط.

الطائفة الثانية: وهي ما كانت بلسان حصول الشرك بغير اللَّه عزّ وجلّ بسبب الوسائط التي لم تكن بسلطان اللَّه وحكمه وإرادته.

1 - قوله تعالى: ( سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ) (2) .

2 - قوله تعالى: ( وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ) (3) .

3 - قوله تعالى: ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِْثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (4) .

فسبب الشرك الذي وقعوا فيه هو تحكيم سلطانهم ورغبتهم وهواهم وإرادتهم على إرادة اللَّه تعالى وسلطانه، لا أن أصل الوساطة هو المرفوض في منطق القرآن الكريم.

الطائفة الثالثة: وهي ما كانت بلسان العبادة من دون اللَّه تعالى، وأن التوسّل

____________________

(1) النجم: 23.

(2) آل عمران: 151.

(3) الأنعام: 81.

(4) الأعراف: 33.

٥٩

بالوسائط والشفعاء بغير سلطان وإذن من اللَّه عزّ وجلّ يوجب عبادة مَنْ هو دونه، وهي الوسائط المقترحة.

1 - قوله تعالى: ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ ) (1) .

2 - قوله تعالى: ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ) (2) .

لا يقال: إذا كانت العبادة المرفوضة هي عبادة المعبود الذي لم ينزّل اللَّه به سلطاناً، فهل هذا يعني أن العبادة لغير اللَّه تعالى تكون جائزة فيما إذا نزّل به اللَّه عزّ وجلّ سلطاناً؟!

لأننا نقول: العبادة لغير اللَّه تعالى ممنوعة مطلقاً، والباري تبارك وتعالى لا يأمر بعبادة غيره، ومضمون هذه الطائفة من الآيات عين المضمون الذي تقدّم في الطوائف السابقة من الآيات؛ وهو أن العبادة من دون اللَّه تعالى تتحقّق فيما إذا كانت الوسيلة بإرادة العبيد واقتراحهم. وأما إذا لم تكن كذلك، فلا تكون عبادة من دون اللَّه، بل هي عبادة للَّه عزّ وجل كما جاء ذلك في سجود الملائكة لآدم؛ فهو سجود وطاعة للَّه تعالى وامتثالٌ لأمره، لا أن السجود لآدم بنحو الاستقلال لكي يكون عبادة وخضوعاً له من دون اللَّه عزّ وجل.

فهذه الطائفة من الآيات تبيّن أن العبادة من دون اللَّه تعالى إنما تتحقّق فيما إذا كان التوجّه إلى الوسائط المقترحة من قبل العبيد، من دون أن ينزّل بها اللَّه

____________________

(1) الحج: 71.

(2) يوسف: 40.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

٢ - قال أبو بكر تقي الدين الحصني الدمشقي الشافعي: (ومَن أنكر التوسّل به والتشفّع به بعد موته وأن حرمته زالت بموته فقد أعلم الناس ونادى على نفسه أنه أسوأ حالاً من اليهود، الذين يتوسَّلون به قبل بروزه إلى الوجود، وأن في قلبه نزغة هي أخبث النزغات) (١) .

٣ - قال الحافظ تقيّ الدين السُبكي: (ولم يزل أهل العلم ينهون العوام عن البدع في كلّ شؤونهم ويرشدونهم إلى السُّنَّة في الزيارة وغيرها إذا صدرت منهم بدعة في شي‏ء، ولم يعدّوهم في يوم من الأيام مشركين بسبب الزيارة أو التوسّل، كيف وقد أنقذهم اللَّه من الشرك وأدخل في قلوبهم الإيمان، وأول مَن رماهم بالإشراك بتلك الوسيلة هو ابن تيميَّة وجرى خلفه من أراد استباحة أموال المسلمين ودمائهم لحاجة في النفس) (٢) .

٤ - ما نقله المناوي في فيض القدير عن السُبكي مرتضياً له، حيث قال: (قال السبكي: ويحسن التوسّل والاستعانة والتشفّع بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ربّه، ولم ينكر ذلك أحد من السلف ولا من الخلف، حتى جاء ابن تيميَّة فأنكر ذلك وعدل عن الصراط المستقيم، وابتدع ما لم يقله عالم قبله، وصار بين أهل الإسلام مثله) (٣) .

وهذه العبارة عن السبكي وسابقتها تكشف عن إجماع الطوائف السُّنيَّة على مشروعية التوسّل، ولم ينكر ذلك إلّا ابن تيميَّة ومَن جاء بعده.

٥ - قال السمهودي في وفاء الوفا نقلاً عن كتاب العلل والسؤلات لعبداللَّه بن

____________________

(١) دفع الشبه عن الرسول والرسالة، ص١٣٧.

(٢) السيف الصقيل، ص١٧٩.

(٣) فيض القدير، ج٢، ص١٦٩.

٣٠١

أحمد بن حنبل: (قال عبداللَّه: سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول اللَّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ويتبرَّك بمسّه ويقبّله ويفعل بالقبر مثل ذلك رجاء ثواب اللَّه تعالى؟ قال: لا بأس به) (١) .

٦ - كذلك عن إسماعيل بن يعقوب التيمي، قال: (كان ابن المنكدر يجلس مع أصحابه وكان يصيبه الصمات، فكان يقوم كما هو ويضع خدّه على قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم يرجع، فعوتب في ذلك، فقال: إنه ليصيبني خطرة، فإذا وجدت ذلك استشفيت بقبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ) (٢) .

نكتفي بهذا المقدار من الأقوال.

____________________

(١) وفاء الوفا، ج٢، ص٤٤٣، وكذلك الصالحي الشامي، في سبل الهدى والرشاد، ج١٢، ص٣٩٨.

(٢) وفاء الوفا، ج٢، ص٤٤٤.

٣٠٢

خلاصة البحث

١ - إنّ التوسّل والتوجّه والتشفّع والتبرّك والتشفّي وطلب قضاء الحاجات كلّها عناوين لطبيعة واحدة، وهي ضرورة الواسطة بين العبد وربّه.

٢ - إنّ التوسّل والتوجّه والتشفّع والتبرّك بأسماء وآيات وكلمات اللَّه وبأمر منه تعالى هو خالص التوحيد وليس شركاً ولا كفراً، بل عدم الانصياع لأمره تعالى بالتوجّه والتوسّل والتشفع بها لطلب القرب والزلفى إليه تعالى هو كفر واستكبار؛ لأنه خروج على أمره تعالى.

٣ - الذوبان وتمام الانصياع للوسائط والوسائل لطلب الزلفى إلى اللَّه تعالى هو عبادة للَّه لا للوسائط أو الوسائل؛ لأنه ذوبان وانصياع في تفضيل أمر اللَّه تعالى، وهو معنى العبادة.

٤ - إن التوسّل شرط شرعي في قبول التوبة وسائر العبادات ونيل المقامات.

٥ - إن التوسّل ضرورة عقلية وتاريخية وأديانية وقرآنية وروائية.

٦ - إن الوسائط المرفوضة في القرآن الكريم هي الوسائط المقترحة من قبل العبيد دون الوسائط المنصوبة من اللَّه عزَّ وجل.

٧ - إن من الأسباب المهمّة في إنكار التوسّل القول بالتجسيم أو نبوءة العقل.

٣٠٣

٨ - أن الإعراض عن الآيات الإلهية وترك التوسّل بها موجب لحبط الأعمال والخسران في الدنيا والآخرة.

٩ - لا فرق بين التوسّل والشفاعة إلّا بالِّلحاظ.

١٠ - إن التوسّل والاستغاثة والتبرّك والاستشفاء من وادٍ واحد، وهي مصاديق متعدّدة لماهية واحدة.

١١ - إنّ التوسّل توحيد اللَّه الأعظم، وهو أبلغ أنواع التعظيم والخضوع للَّه تعالى.

١٢ - إنّ جعل شي‏ء وسيلة يتضمّن في طيّات معناه عدم التأليه وأنّه واسطة لغيره وغيره هو الغاية، والمشركون إنَّما أشركوا لأنهم اقترحوا الوسيلة إلى اللَّه تعالى من مل‏ء إرادتهم وتحكيمها على إرادة اللَّه، فجعلوا لأنفسهم صلاحيات الإلوهية.

١٣ - إن اللَّه تعالى غاية الغايات وليس وسيلة كي يتوسّل به مباشرة، فمَن يجعل اللَّه وسيلة لغاية غيره يكون مشركاً.

١٤ - إنّ التوسّل بالوسيلة هو حقيقة معتقد الشهادة الثانية والثالثة وحقيقة النبوّة والرسالة والولاية.

١٥ - إنّ التوسّل من أعظم أبواب العبادات والقربات إلى اللَّه تعالى.

٣٠٤

ثبت المصادر

١ - القرآن الكريم.

٢ - الصحيفة السجادية.

الإمام زين العابدين، مؤسسة الإمام المهدي، ط١، ١٤١١هـ ق.

٣ - فقه الرضا.

علي بن بابويه القمي، مؤسسة آل البيت، ط١، ١٤٠٦هـ ق.

٤ - المحاسن.

البرقي، دار الكتب الإسلامية.

٥ - كمال الدين وتمام النعمة.

الصدوق، مؤسسة النشر الإسلامي، ١٤٠٥هـ ق.

٦ - التوحيد.

الشيخ الصدوق، جماعة المدرسين، ١٣٨٧هـ ق.

٧ - معاني الأخبار.

الصدوق، النشر الإسلامي، ١٣٦١هـ ق.

٨ - تفسير القمي.

علي بن إبراهيم القمي، مؤسسة دار الكتاب، ط٣، ١٤٠٤هـ ق.

٩ - تفسير فرات الكوفي.

وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ط١، ١٤١٠هـ ق.

١٠ - الهداية الكبرى.

الحسين بن حمدان الخصيبي، مؤسسة البلاغ بيروت، ط٤، ١٤١١هـ ق.

٣٠٥

١١ - كتاب الغيبة.

النعماني، مكتبة الصدوق - طهران.

١٢ - علل الشرائع.

الصدوق، المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف، ١٣٨٦هـ ق.

١٣ - الكافي.

محمد بن يعقوب الكليني، دار الكتب الإسلامية، طهران، ط٣، ١٣٨٨هـ ق.

١٤ - التبيان في تفسير القرآن.

الطوسي، دار إحياء التراث العربي، ط١، ١٤٠٩هـ ق.

١٥ - مجمع البيان في تفسير القرآن.

الطبرسي، مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط١، ١٤١٥هـ ق.

١٦ - وسائل الشيعة.

الحر العاملي، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط٢، ١٤١٤هـ ق.

١٧ - تفسير العياشي.

محمد بن مسعود بن عيَّاش السلمي السمرقندي، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران.

١٨ - الوسيلة إلى نيل الفضيلة.

ابن حمزة، مكتبة المرعشي النجفي، قم، ط١، ١٤٠٨هـ ق.

١٩ - تأويل الآيات.

السيد شرف الدين الأسترآبادي، مدرسة الإمام المهدي، قم، ط١، ١٤٠٧هـ ق.

٢٠ - المقنع.

الصدوق، مؤسسة الإمام المهدي، قم، ١٤١٥هـ ق.

٣٠٦

٢١ - الخصال.

الصدوق، جماعة المدرسين، قم، ١٤٠٣هـ ق.

٢٢ - روضة الواعظين.

الفتال النيسابوري، منشورات الرضي، قم.

٢٣ - تهذيب الأحكام.

الشيخ الطوسي، دار الكتب الإسلامية، ط٤، ١٤٠٧هـ ق.

٢٤ - النهاية.

الشيخ الطوسي، دار الأندلس، بيروت.

٢٥ - كفاية الأثر.

الخزاز القمي الرازي، بيدار، قم، ١٤٠١هـ ق.

٢٦ - الأمالي.

الشيخ الطوسي، دار الثقافة، قم، ط١، ١٤١٤هـ ق.

٢٧ - الاحتجاج.

الطبرسي، دار النعمان، النجف الأشرف، ١٣٨٦هـ ق.

٢٨ - البرهان في تفسير القرآن.

السيد هاشم البحراني، مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط١، ١٤١٩هـ ق.

٢٩ - الأمالي.

الصدوق، مؤسسة البعثة، ط١٤١٧هـ ق.

٣٠ - بصائر الدرجات.

محمد بن الحسن الصفار، مؤسسة الأعلمي، طهران، ١٤٠٤هـ ق.

٣١ - عدَّة الدَّاعي.

ابن فهد الحلِّي، مكتبة الوجداني، قم.

٣٠٧

٣٢ - كامل الزيارات.

ابن قولويه، مؤسسة نشر الفقاهة، ط١، ١٤١٧هـ ق.

٣٣ - مختصر بصائر الدرجات.

الحسن بن سليمان الحلِّي، المطبعة الحيدرية، النجف، ط١، ١٣٧٠هـ ق.

٣٤ - الغدير.

الأميني، دار الكتاب العربي، بيروت، ١٣٧٩هـ ق.

٣٥ - شرح إحقاق الحق.

السَّيِّد المرعشي، مكتبة المرعشي النجفي، قم.

٣٦ - بحار الأنوار.

محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط٢، ١٤٠٣هـ ق.

٣٧ - عيون أخبار الرضا.

الصدوق، مؤسسة الأعلمي، بيروت، ط١، ١٤٠٤هـ ق.

٣٨ - لسان العرب.

ابن منظور، دار إحياء التراث، بيروت، ط١، ١٤٠٥هـ ق.

٣٩ - مسند أحمد بن حنبل.

دار صادر، بيروت.

٤٠ - صحيح البخاري.

دار الفكر، بيروت، ١٤٠١هـ ق

.

٤١ - صحيح مسلم.

دار الفكر، بيروت.

٤٢ - مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام .

محمد بن سليمان الكوفي القاضي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط١، ١٤١٢هـ ق.

٣٠٨

٤٣ - سنن النسائي.

دار الفكر، بيروت، ط١، ١٣٤٨هـ ق.

٤٤ - تفسير القرآن العظيم.

ابن كثير، دار المعرفة، بيروت، ١٤١٢هـ ق.

٤٥ - البداية والنهاية.

ابن كثير، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ط١، ١٤٠٨هـ ق.

٤٦ - كتاب الدعاء.

الطبراني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤١٣هـ ق.

٤٧ - المستدرك على الصحيحين.

الحاكم النيسابوري، دار المعرفة، بيروت، ١٤٠٦هـ.

٤٨ - جامع البيان.

ابن جرير الطبري، دار الفكر، بيروت، ١٤١٥هـ.

٤٩ - الدر المنثور.

جلال الدين السيوطي، دار المعرفة، بيروت، ط١، ١٣٦٥.

٥٠ - الجامع الصغير.

جلال الدين السيوطي، دار الفكر، بيروت، ط١، ١٤٠١هـ ق.

٥١ - فيض القدير.

المناوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤١٥هـ ق.

٥٢ - شواهد التنزيل.

الحاكم الحسكاني، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط١، ١٤١١هـ ق.

٥٣ - السيف الصقيل.

الحافظ تقي الدين السبكي، مكتبة زهران.

٣٠٩

٥٤ - الشفا بتعريف حقوق المصطفى.

القاضي عياض، دار الفكر، بيروت، ١٤٠٩هـ ق.

٥٥ - وفاء الوفا.

السمهودي.

٥٦ - نظم درر السمطين.

الزرندي الحنفي، ط١، ١٣٧٧هـ ق.

٥٧ - كشف الغمة.

الأربلي، دار الأضواء، بيروت، ط٢، ١٤٠٥هـ ق.

٥٨ - دفع الشبه عن الرسول والرسالة.

تقي الدين الحصني الدمشقي الشافعي، دار إحياء الكتاب العربي، القاهرة، ط٢، ١٤١٨هـ ق.

٥٩ - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد.

الهيثمي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٤٠٨هـ ق.

٦٠ - زاد المسير في علم التفسير.

ابن الحوزي، دار الفكر، بيروت، ط١، ١٤٠٧هـ ق.

٦١ - تحفة الأحوذي في شرح الترمذي.

مبارك فوري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤١٠هـ ق.

٦٢ - ميزان الاعتدال.

الذهبي، دار المعرفة، بيروت، ط٢، ١٣٨٢هـ ق.

٦٣ - المعجم الكبير.

الطبراني، مكتبة ابن تيمية، القاهرة، ط٢.

٦٤ - الطبقات الكبرى.

ابن سعد، دار صادر، بيروت.

٣١٠

٦٥ - الجامع لأحكام القرآن.

القرطبي، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت، ١٤٠٥هـ ق.

٦٦ - فضائل مكة والسَّكن فيها.

الحسن بن يسار البصري، مكتبة الفلاح، الكويت، ١٤٠٠هـ ق.

٦٧ - معجم البلدان.

ياقوت الحموي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ١٣٩٩هـ ق.

٦٨ - الأم.

الشافعي، دار الفكر، بيروت، ط٢، ١٤٠٣هـ ق.

٦٩ - المجموع في شرح المهذب.

النووي، دار الفكر، بيروت.

٧٠ - مغني المحتاج.

الخطيب الشربيني، دار إحياء التراث العربي، بيروت، ١٣٧٧هـ ق.

٧١ - مواهب الجليل.

الحطّاب الرعيني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤١٦هـ ق.

٧٢ - حواشي الشرواني.

عبدالحميد الشرواني، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

٧٣ - السنن الكبرى.

البيهقي، دار الفكر، بيروت.

٧٤ - الفصول المهمة.

ابن الصباغ المالكي، دار الحديث، ط١، ١٤٢٢هـ ق.

٧٥ - فضائل الصحابة.

أحمد بن حنبل، دار الكتب العلمية، بيروت.

٣١١

٧٦ - إملاء ما من به الرحمن.

أبو البقاء العكبري، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٣٩٩هـ ق.

٧٧ - فتح القدير.

الشوكاني، عالم الكتب.

٧٨ - سبل الهدى والرشاد.

الصالحي الشامي، دار الكتب العلمية، بيروت ط١، ١٤١٤هـ ق.

٧٩ - كنز العمال.

المتقي الهندي، مؤسسة الرسالة، بيروت، ١٤٠٩هـ ق.

٨٠ - جلاء الأفهام.

ابن قيم الجوزية، تحقيق محيي الدين ديب مستو، دار الكلم الطيب، دار ابن كثير، ط٣.

٨١ - مناقب أمير المؤمنين.

ابن المغازلي الشافعي.

٨٢ - تاريخ مدينة دمشق.

ابن عساكر، دار الفكر، ١٤١٥هـ ق.

٨٣ - شرح نهج البلاغة.

ابن أبي الحديد، دار إحياء الكتب العربية، ط١، ١٣٧٨هـ ق.

٨٤ - السقيفة وفدك.

أبو بكر الجوهري البغدادي، شركة الكتبي، بيروت، ط١، ١٤١٣هـ ق.

٨٥ - فتح العزيز في شرح الوجيز.

عبد الكريم الرافعي، دار الفكر، بيروت.

٨٦ - سنن الدارقطني.

علي بن عمر الدارقطني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط١، ١٤١٧هـ ق.

٣١٢

٨٧ - روضة الطالبين.

محيي الدين النووي، دار الكتب العلمية، بيروت.

٨٨ - فتح المعين.

المليباري الهندي، دار الفكر، ط١، ١٤١٨هـ ق.

٨٩ - لسان الميزان.

ابن حجر العسقلاني، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط٢، ١٣٩٠هـ ق.

٩٠ - شعار أصحاب الحديث.

محمد بن إسحاق الحاكم، دار الخلفاء، الكويت.

٩١ - سنن أبي داود.

السجستاني، دار الفكر، بيروت، ط١، ١٤١٠ هـ ق.

٩٢ - كتاب المصنف.

أبو بكر عبدالرزاق الصنعاني، المجلس العلمي.

٩٣ - الأذكار النووية.

يحيى بن شرف النووي، دار الفكر، ١٤١٤هـ ق.

٩٤ - المعجم الأوسط.

الطبراني، دار الحرمين، ١٤١٥هـ ق.

٩٥ - الإغاثة بأدلة الاستغاثة.

حسن السقَّاف، مكتبة الإمام النووي، عمان، ط١، ١٤١٠هـ ق.

٩٦ - عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر.

عبد العزيز الشافعي المقدسي.

٩٧ - ينابيع المودة.

القندوزي الحنفي، دار الأسوة، ط١، ١٤١٦هـ ق.

٣١٣

٩٨ - كتاب العين.

الفراهيدي، مؤسسة دار الهجرة، ط٢، ١٤٠٩هـ ق.

٩٩ - الصحاح.

الجوهري، دار العلم للملايين، ط٤، ١٤٠٧هـ ق.

١٠٠ - النهاية في غريب الحديث.

ابن الأثير، مؤسسة إسماعيليان، قم، ط٤، ١٤٠٦هـ ق.

١٠١ - كشف الخفاء.

إسماعيل بن محمد العجلوني، دار الكتب العلمية، بيروت، ط٢، ١٤٠٨هـ ق.

١٠٢ - فتح الباري.

ابن حجر العسقلاني، دار المعرفة - بيروت، ط٢.

١٠٣ - شرح صحيح مسلم.

النووي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط٢، ١٤٠٧هـ ق.

٣١٤

المحتويات

تقديم: ٥

المقدِّمة ١٧

خطّة البحث: ١٩

الفصل الأوّل .٢١

تمهيد: ٢٣

التوسّل في اللغة والاصطلاح .٢٥

١ - التوسّل لغة: ٢٥

٢ - التوسّل اصطلاحاً: ٢٦

التوسّل عبادة توحيدية ٢٧

دور الوسائط الإلهيّة وضرورة التوسّل بها: ٢٧

توضيح المدّعى: ٢٧

بيان الأدلّة: ٢٨

الأدلّة العقلية والتاريخية ٢٩

١ - الدليل العقلي: ٢٩

البيان الأول: التوسّل بالوسائط الإلهيّة تحكيم لسلطان اللَّه على سلطان العبد .٢٩

٣١٥

البيان الثاني: الاختلاف في المراتب الوجودية ٣٢

البيان الثالث: وجوب الاحترام والتعظيم .٣٥

٢ - الدليل التاريخي (السيرة): ٣٨

الأدلّة التحليلية ٤٣

١ - مفهوم العبادة: (مفهوم العبادة ينفي الوسائط المقترحة) ٤٣

٢ - القول بالتجسيم من أسباب جحود التوسّل: ٤٦

لقاء اللَّه يوم الحساب بآياته وحججه: ٤٩

الفصل الثاني: ٥٥

الأدلة القرآنية ٥٧

١ - (حقيقية التوسّل في أربع طوائف قرآنية): ٥٧

نتيجة الطوائف الأربع: ٦١

٢ - قصة آدم مع إبليس: ٦٢

ملحمة إباء إبليس وسجود الملائكة لا زالت راهنة مستمرّة في هذا العصر ٦٧

الإمامة ركن التوحيد: ٦٨

ضابطة العبادة: ٧٠

٣ - الآيات البينات في المسجد الحرام: ٧٤

مقام إبراهيم: ٧٦

بيان آخر للآية الكريمة: ٧٨

حجر إسماعيل: ٨٢

المستجار أو الملتزم: ٨٥

السعي بين الصفا والمروة: ٨٩

بئر زمزم: ٩١

٣١٦

أعمال الحجّ ومناسكه: ٩٢

فائدة: ٩٣

٤ - التوجّه إلى القبلة طاعة للنبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله : ٩٤

٥ - المودّة لذريّة إبراهيم من شرائط الحجّ وغاياته: ٩٥

من هم الذريّة الذين تهواهم أفئدة الحجاج والطائفين والركّع السجود؟ ٩٧

٦ - الولاية من شرائط المغفرة: ١٠٢

سورة الحمد وإمامة أهل البيت عليهم‌السلام : ١٠٣

٧ - الوفود على ولي اللَّه من شرائط الحجّ: ١٠٦

٨ - الأنبياء مصدر البركة: ١٠٨

٩ - البقعة المباركة: ١٠٩

١٠ - وجوب تعظيم الأنوار الإلهيّة: ١١١

الأئمة التسعة من ولد الحسين عليه‌السلام في آية النور: ١١٦

بيان آخر للآية المباركة: ١١٧

أهل البيت عليهم‌السلام معصومون بأعالي درجات العصمة: ١١٩

خلقة أهل البيت عليهم‌السلام النوريَّة: ١٢٣

١١ - بناء المساجد على قبور الأولياء معالم للدين: ١٢٥

١٢ - حبط الأعمال وقبولها: ١٢٧

١٣ - آيات القسم الإلهي بشخص النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله : ١٢٨

١٤ - الآيات الآمرة بالتوسُّل بالنبيّ الأكرم‏ صلى‌الله‌عليه‌وآله وسائر الأنبياء والأوصياء: ١٣٣

١٥ - آيات التوسّل بمخلوقات كريمة أضيفت إلى الأنبياء والأولياء: ١٣٩

هل الآية دليل على مشروعية الاستشفاء فقط؟ ١٤١

٣١٧

الفصل الثالث: ١٤٧

شرطية التوسّل وضرورته في مقامات ثلاث ..١٤٩

وضرورته في مقامات ثلاثة ١٤٩

الدليل الأول: معطيات الشهادة الثانية ١٥٠

الدليل الثاني: التوسّل ضرورة عقلية ١٥٢

بيان الملازمة: ١٥٣

التوسّل في كل النشآت، ولأصناف المخلوقات: ١٥٥

الدليل الثالث: عموم طاعة اللَّه ورسوله وأولي الأمر ١٥٦

فذلكة صناعية لأخذ التوسّل في نية القربة: ١٥٨

الدليل الرابع: اقتران اسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته بأعظم العبادات ..١٦٦

الدليل الخامس: ابتغاء الوسيلة ضرورة قرآنية ١٧٥

قرب اللَّه وقرب العبد: ١٧٨

الوسيلة معنى الشفاعة: ١٨٠

ترامي الوسائل وتعاقبه: ١٨٢

الدليل السادس: شرطية الاستجارة بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في طلب المغفرة ١٨٢

الدليل السابع: التوسّل بالرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ميثاق الأنبياء ١٩٢

الأنبياء على دين النبي الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ....١٩٣

أهل البيت عليهم‌السلام شركاء النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الميثاق .١٩٨

بيان آخر لتوسل الأنبياء بالرسول الأكرم وأهل بيته في نيل المقامات ..٢٠٦

آيات أخرى في اقتران أهل البيت عليهم‌السلام بالنبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في الصفات ..٢١٥

الدليل الثامن: قوله تعالى: ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) . ٢١٦

الدليل التاسع: الاستكبار والصدّ عن آيات اللَّه تعالى موجب لحبط الأعمال .٢١٧

الدليل العاشر: خضوع الملائكة لآدم عليه‌السلام كلّ خليفة للَّه باب أعظم لملائكته ٢٢٠

٣١٨

أخذ ميثاق ولاية أهل البيت عليهم‌السلام معرفة وتوسلاً على أصناف المخلوقات ..٢٢٢

تأبيد رسالة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ووساطته في الوحي الإلهي لجميع النشآت ..٢٢٣

جحود التوسّل سنّة إبليس في الاستكبار ٢٢٣

الفصل الرابع: ٢٢٥

شبهات وردود ٢٢٧

شبهات المنكرين لجواز التوسُّل .٢٢٩

الشبهة الأولى: التوسُّل عبادة لغير اللَّه تعالى .٢٢٩

الجواب عن الشبهة الأولى: ٢٣٠

دفع الجوابين: جحود التوسُّل يستند إلى التفويض ..٢٣٢

جحود التوسّل يستند إلى المذاهب الحسيّة المادية ٢٣٣

تفصيل الجاحدين للتوسّل في الوسائط .٢٣٤

الشبهة الثانية: التوسّل خلاف كلمة التوحيد .٢٣٥

الجواب عن الشبهة الثانية: ٢٣٨

الشبهة الثالثة: التوسّل مخالف للآيات القرآنية ٢٤٠

الجواب عن الشبهة الثالثة: ٢٤٢

الجواب الأول: حقيقة الأسماء الإلهية مستند للتوسّل .٢٤٣

الجواب الثاني: الكلمة والآية ٢٤٤

الشبهة الرابعة: الأعمال الصالحة هي الوسيلة ٢٦٠

الجواب عن الشبهة الرابعة ٢٦٠

النقطة الأولى: ما هو المراد من الوسيلة؟ ٢٦١

النقطة الثانية: الرابطة بين الشفاعة والتوسُّل .٢٦٤

النقطة الثالثة: عموم تشريع الشفاعة ٢٦٥

٣١٩

الشبهة الخامسة: التوحيد الإبراهيميّ يأبى التوسّل بغير اللَّه ٢٧١

الجواب عن الشبهة الخامسة: ٢٧٢

الردّ الثالث: أنه ينقض عليهم بموارد ٢٧٤

الشبهة السادسة: التوسّل يعني التفويض وعجز اللَّه تعالى .٢٧٤

الجواب عن الشبهة السادسة قصور الجاحدين للتوسّل عن معرفة التوحيد .٢٧٥

الجاحدين للتوسّل بنوا جحودهم على التفويض الأكبر .٢٧٦

الشبهة السابعة: إيجاد المخلوقات الإمكانية كلّه إبداعيّ بلا واسطة. ٢٧٩

الجواب عن الشبهة السابعة: ٢٨٠

سبب جحود التوسّل القصور في معرفة كنه ذوات المسبّبات والأسباب ..٢٨١

خاتمة في: ٢٩٥

أ - الروايات الواردة في مشروعيَّة التوسُّل والتشفُّع والتبرُّك .٢٩٥

ب - آراء أعلام السُّنَّة في التوسّل .٣٠٠

خلاصة البحث ..٣٠٣

ثبت المصادر ٣٠٥

المحتويات ..٣١٥

٣٢٠