التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي0%

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 550

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف:

الصفحات: 550
المشاهدات: 166376
تحميل: 7324

توضيحات:

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 166376 / تحميل: 7324
الحجم الحجم الحجم
التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

مؤلف:
العربية

ب- ‏(‏ عبدالرحمان ‏)‏ حبّاً لعبدالرحمن بن ملجم(١) ، وكما مرّ أيضاً في تسمية عبدالملك ‏بن مروان ابنه ب- ‏(‏ الحجاج ‏)‏ حبّاً للحجاج بن يوسف الثقفي(٢) .

أو أن يُطْلِعَ الله أنبياءَهُ وأوصياءه على سرّ التسمية - كما وقفت على كلام الإمام السجاد ‏لأبي خالد الكابلي (كنكر) والإمام الصادق لسعد -، أو أن يلهم الله الناس بما يقصده ‏المسمِّي حين التسمية، وذلك لوجود احتمالات أخرى كالخوف، والطمع، والتذكر ‏بالأفراح والمآسي، إلى غيرها من الأمور المحتملة في هكذا أمور.

ولعلّ التسمية ب- ‏(‏ عمر ‏)‏ كانت لحبّهعليه‌السلام لعمر بن أبي سلمة ربيب الرسول، ‏الذي كان عامله على البحرين وفارس، والذي شهد معه حرب الجمل، والذي كان قد كتب ‏له: ‏(‏ فلقد أحسنت الولاية، وأدّيت الأمانة، فأقبل غير ظنين ولا ملوم ولا متّهم ولا ‏مأثوم، فقد أردتُ المسير إلى ظَلَمة أهل الشام، وأحببت أن تشهد معي، فإنّك ممن ‏أَسْتَظهُر به على جهاد العدّو و إقامة عمود الدين إن شاء الله ‏)‏(٣) .

وعُمر هذا كنيته أبو حفص، وهو ابن أمّ سلمة زوج النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو ‏ربيب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكانت ولادته في أرض الحبشة، فيبدو أنّ التسمية ‏ب- ‏(‏ عمر ‏)‏ والتكنية ب- ‏(‏ أبي حفص ‏)‏ و ‏(‏ أبي حفصة ‏)‏ كانت شائعة ذائعة، غير مختصّة ‏بعمر بن الخطاب الثاني.

فلماذا لا يحتمل القائل بالمحبة أن يكون المسمّى به هو هذا الشخص لا عمر بن ‏الخطاب، لأ نّك قد وقفت في النص السابق على أنّ الإمام قد أحبّ هذا الشخص ومَدَحه، ‏وأحبّ أن يشهد معه المسير إلى القاسطين، وكان ممن يستظهر به على جهاد العدوّ و إقامة ‏عمود الدين، فلا يستبعد أن تكون التسمية لو أُريد ‏

____________________

١- الجمل للمفيد: ٨٤، الشافي في الإمامة ٤: ٣٥٦.

٢- انساب الأشراف ٧: ١٩٦، شرح النهج ١٩: ٣٦٩، الوافي بالوفيات ١١: ٢٤٣.

٣- نهج البلاغة: ٤١٤ / الكتاب ٤٢.

١٠١

لحاظ المحبة فيها أن يكون لهذا لا لابن أبي الخطاب الذي يختلف معه.

فعمر بن أبي سلمة هو من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأصحاب الإمام ‏عليعليه‌السلام ، وهو من رواة الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان ‏ممن شهد لعبدالله بن جعفر عند معاو ية على وجود النص على الأئمة الاثني عشر، حيث ‏سمّى الأئمّة واحداً واحداً، وهو من جملة شهود حديث الغدير أيضاً(١) .

فمن كانت هذه صفاته، وهو بهذه المنزلة عند الإمام علي، فهو أولى بأن يكون هو ‏المراد حين التسمية، لا عمر بن الخطاب المختلف معه في الفكر والحكم. هذا إذا اعتبرنا ‏لزوم لحاظ المحبّة في التسميات، أي إذا أردنا أن نقول بأنّ التسميات بوضعها الأوّلي تدل ‏على المحبة، فعلينا التشكيك في المسمّى وما قالوه بأنّه وضع لخصوص عمر بن ‏الخطاب، لأنّ التاريخ يؤكّد لنا بأن لا محبة بين عمر بن الخطاب والإمام علي، فيجب أن ‏نبحث عن عمر المحبِّ لعلي، ومن هو ؟ فليس لنا إلاّ أن نرشح اسم عمر بن أبي سلمة، ‏ومثله الحال في أبي بكر فهو أبو بكر بن حزم الأنصاري، الذي ذكره أبو داود في ‏رجاله(٢) ، ومثله جاء صريحاً عن علي في عثمان بن مظعون.

أ مّا نحن فلا نقول بذلك، ونؤكّد بأنّ التسميات في الصدر الأوّل لم يلحظ فيها إلاّ ‏المعاني اللغوية ومعنى التوحيد ونفي الشرك والشيطان فقط، أي أنّ الأمر لم يصل بعد إلى ‏التسمية بأسماء الرموز، إذ أن التسمية بالرموز صارت منهجاً في العهدين الأموي ‏والعباسي ولأجله ترى النصوص الناهية من التسمية بأسماء اعداء الله تصدر في هذه ‏المرحلة، وهو يؤكد بأن التسمية في العصر الأول مقتصر ‏

____________________

١- الخصال: ٤٧٧، أبواب الاثنى عشر ح ٤١، عيون أخبار الرضا باب النصوص على الرضا في جملة ‏الاثنى عشر ٢: ٥٢ ح ٨ وانظر معجم رجال الحديث للخوئي ١٤: ١٦ ت ٨٧٠٤ لعمر بن أبي سلمة.

٢- الرجال لابن داود الحلي: ٢١٥ القسم الاول (باب الكنى).

١٠٢

على أن لا يحمل الاسم معنى شركياً أو باطلاً، ثم تطور إلى النهي عن التسمية باسماء ‏اعداء الله دون تحديد من هم أولئك ؟!‏

نعم، إنّ الشارع المقدّس أ كّد على بعض الأسماء لكونها أسماءً إلهيّة لرموز دينية، ‏كاسم محمّد وأحمد(١) وعلي والحسن والحسين(٢) ، لكنّ هذا لا يعني أنّ كل الصحابة ‏رموزٌ دينية. فلا نرى الشارع(٣) يدعو إلى استحباب التسمية بعمر وعثمان وطلحة ‏والزبير وأمثالها من أسماء الصحابة لا عند السنة ولا عند الشيعة، في حين - على أقل ‏تقدير - توجد عندنا روايات دالة على استحباب التسمية بأسماء المعصومينعليهم‌السلام ، أما غيرها فليس عندنا ما يدل عليها.

بلى، هناك عمومات تدعو إلى تحسين الأسماء(٤) ، وأنّ خير الأسماء عند الشارع ‏هو ما عُبّد وحُمّد، فالتّسمية بعبد الرحمن، وعبدالله، وعبيدالله، وعبدالوهاب، أمرٌ ‏مستحبّ; لأن فيها الحثّ على العبودية لله لا لكونها أسماءً لصحابة أو أشخاص معينين.

كيف يسمي النبي ولده بإبراهيم والقاسم والطاهر وهو القائل خير الأسماء ما ‏‏عبد ‏وحمد

سؤال وجواب

وربّ قائل يقول: كيف يقول رسول الله: خير الأسماء ما عُبّد وحُمّد. ونرى في ‏رواية أخرى عن أبي عبداللهعليه‌السلام ما نصه: جاء رجل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله ولد لي غلام، فماذا أسمّيه ؟ فقال: سَمِّهِ بأحبّ الأسماء إلَيّ ‏حمزة(٥) .

____________________

١- وسائل الشيعة ٢١: ٣٩٢ باب استحباب التسمية باسم محمّد واكرام من اسمه محمّد أو أحمد وعلي.

٢- وسائل الشيعة ٢١: ٣٩٦ باب استحباب التسمية بعلي والحسن والحسين وجعفر وطالب وعبدالله وحمزة ‏وفاطمة.

٣- بالطبع في كتب أهل السنة والجماعة.

٤- وسائل الشيعة ٢١: ٣٨٨ باب ٢٢، مستدرك الوسائل ١٥: ١٢٧ باب ١٤.

٥- الكافي ٦: ١٩ ح ٩، مرآة العقول ٢١: ٣٤ ح ٩، التهذيب ٧: ٤٣٨ ح ١٧٤٩، وسائل الشيعة ‏‏٢١: ٣٩٦ ح ٢.

١٠٣

فاسم حمزة - طبق هذه الرواية - محبوب عندهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأ نّه من خير ‏الأسماء، ومن جهة أخرى تراهصلى‌الله‌عليه‌وآله يسمّي ولده ب-: القاسم، والطاهر، ‏والطيب، و إبراهيم. فلماذا لا يسميهم بعبدالرحمن وعبدالله وحمزة، ألم يتخالف هذان ‏النصان ؟!‏

الجواب: إنّ هذه الأسماء أحبّ إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله من بعد الأسماء المشتقّة من ‏أسماء الباري، وأسماء الأنبياء، وهذا لا ينافي كون اسم عمّه حمزة من أحبّ الأسماء ‏إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنّ النبيّ بكلامه السابق أعطى قاعدة عامة في التسميات وأنّ ‏أصدق الأسماء ما سمّي بالعبوديّة، وأفضلها أسماء الأنبياء، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله ‏يقصد بكلامه التوسعة في تشريع الأسماء وعدم اختصاصها بأسماء محدودة، و إنّ دعوته ‏إلى التسمية بكلّ اسم حسن جاءت في هذا السياق.

فإذن التسمية بالعبوديّة لله، وباسم محمّد خاتم الأنبياء والمرسلين، وبأسماء أنبياء ‏الله(١) ، وما عُبّد وحمّد فيه الله، وكذا التسمية بأسماء أوصياء رسول الله واسم حمزة ‏وفاطمة وغيرها، من الأمور المستحبّة، لأ نّها تحمل مفاهيم توحيدية تركّز على الرمزية ‏لله، ولأنبيائه، وأوصيائه.

وما التسمية بعمّه حمزة إلاّ لكونه مظهراً من مظاهر الشهادة والإخلاص لله، فهي لا ‏تخرج عن العبودية العمليّة لله، لأنّ حمزة هو أيضاً عبدالله وعبدالرحمان عملاً حيث كان ‏في القمة من الإيمان والإخلاص.

نعم، إنّ اليهود والنصارى لا يسمّون أولادهم بمحمد، وكذا المسلمون لا يسمّون ‏أولادهم باللات والعزّى، وذلك للحساسية من الرمز وما يحمل معه من افكار، لأنّ ‏الأفكار - حسنة كانت أو سيئة - تطرح من خلال مسمّياتها.

____________________

١- وسائل الشيعة ٢١: ٣٩١ باب استحباب التسمية بأسماء الانبياء والأئمّة وبما دل على العبودية حتى ‏عبدالرحمن.

١٠٤

فالنصارى والمسلمون يمتنعون من التسمية بما يضرّهم عقائدياً، كي لا يتأثّر أتباعهم ‏بمفاهيم وأفكار الطرف الآخر، ومن هنا جاء التأكيد على استحباب التسمية باسم محمّد، ‏وعلي، والحسن، والحسين، وفاطمة، وحمزة، وطالب عندنا.‏

وعليه، فالمنع من التسمية ببعض الأسماء تارة يكون عقائدياً وهو الذي يرتبط بالله ‏ورسوله وأوصيائه، كما هو المشاهد في المنع من التسمية بعبد الكعبة وحَكَم، وحكيم، ‏وخالد، ومالك، وغيرها لكونها من صفات الله.

وأخرى لكونها أسماءً قبيحة ك- حَزْن وغراب وعاصية وظالم، وقد وقفت على دور ‏رسول الله في تغييرها.

وقد تكون اسماءً صارت رمزاً، وأن اسم عمر وأبي بكر لم يصيرا رمزاً في الجاهلية ‏ولا في صدر الإسلام، بل أن هذه الحساسية ظهرت في الازمنة المتأخرة خصوصاً مع ‏تأكيد الحكومتين الأموية والعباسية بالأخذ بسيرة الشيخين والمخالفة مع الإمام علي ونهجه ‏وقتل شيعته والاجحاف بهم، وقد تنامت هذه الحساسية في العهد السلجوقي والعثماني حتى ‏وصل إلى ما وصل إليه الآن من شدة الخلاف والتباعد بين النهجين.

عمر من الأسماء الرائجة عند العرب

أنّ اسم ‏(‏ عمر ‏)‏ لم يحمل معه فكراً شِرْكيّاً كعبد الكعبة، وكذا ليس فيه قبح لغويّ لكونه ‏اسماً عربياً رائجاً في صدر الإسلام، وقد تسمّى به حدود ٣٥ شخصاً، مذكورة أسماؤهم ‏في كتاب ( الاصابة في تمييز الصحابة ).

فإذن اسم عمر اسم عربي رائج، وهو مثل اسم علقمة وأَ نَس اللَّذَين سمّي بكلّ واحد ‏منهما ٣٥ شخصاً في كتاب الإصابة، وثعلبة الذي سُمّي به ( ٣٩ ) شخصاً، وعثمان الذي ‏سُمّي به ( ٣٧ ) شخصاً، وحكيم الذي سُمِّى به ( ٣٥ )‏

١٠٥

شخصاً، وصفوان الذي سُمّي به ( ٣١ ) شخصاً، وطلحة الذي سُمّي به ( ٣١ ) ‏شخصاً، وتميم الذي سُمِّى به ( ٣٠ ) شخصاً.

ولا خلاف بأن اسم ‏(‏ عمر ‏)‏ ورد في كتاب ( الإصابة ) أكثر من اسم: أويس العربي ‏الرائج الذي ورد ٣ مرات.

وشعيب الذي ورد ٣ مرات.وعكرمة الذي ورد ٤ مرات.وسمير الذي ورد ٥ مرات.وأفلح الذي ورد ٥ مرات. وأشعث الذي ورد ٦ مرات. و إسماعيل الذي ورد ٧ مرات. وأرقم الذي ورد ٧ مرات. وأزهر الذي ورد ٩ مرات. وأنيس الذي ورد ٩ مرات. وسو يد الذي ورد ٩ مرات. أسامة الذي ورد ١١ مرة. وشهاب الذي ورد ١٢ مرة. وأسعد الذي ورد ١٣ مرة. وأُبيّ الذي ورد ١٣ مرة. وعباس الذي ورد ١٤ مرة. وحرملة الذي ورد ١٥ مرة. وزرارة الذي ورد ١٥ مرة. وحسان الذي ورد ١٦ مرة. وخزيمة الذي ورد ١٦ مرة. وطارق الذي ورد ١٧ مرة. وعمار الذي ورد ١٧ مرة. وسهل الذي ورد ١٧ مرة. وأمية الذي ورد ٢٠ مرة.

و إبراهيم الذي ورد ٢٣ مرة.

وهذا يؤكّد بأنّ اسم عمر كان أكثر تداولاً من الأسماء المذكورة آنفاً، وأنّ اسم ‏(‏ عمر ‏)‏ ‏ليس حكراً على عمر بن الخطاب حتى يقال بأنّ كلّ من سُمِّي أو تسمَّى بعمر من الصحابة ‏والتابعين فقد كان حبّاً لعمر بن الخطاب.

نعم، إن ورود اسم عمر عند العرب لم يكن بكثرة اسم عبدالله، أو عبدالرحمن، أو ‏سعد، أو حارث، أو مالك، أو خالد، أو زيد، أو عامر، أو سلمة، أو سعد، أو ثابت، ‏أو ربيعة، أو عبيد، أو أوس إلى غيرها من الأسماء المشهورة، لكنه يبقى اسماً رائجاً ‏آنذاك، و إن وجود اسم ٣٥ شخصاً قد سُمّي كل منهم بعمر في كتاب ( الإصابة ) ليس بقليل ‏وهو يؤكد عدم اختصاص هذا الاسم به حتى ‏

١٠٦

ينتزع منه المحبة كما يقولون.

فلو كان اسم عمر من الأسماء الحديثة في الإسلام - مثل الحسن والحسين - والتي لم ‏يُسَمَّ أو يتسمَّ بهما أحد قبلهما لأمكن تصحيح ما قالوه عن تسمية الإمام علي وأ نّه كان عن ‏حُبٍّ، لكنّا لم نر ذلك.

وبعد كلّ هذا فلا تصحّ دعوى المحبّة من خلال التسميات فقط بل يجب لحاظ تطابق ‏الأفكار والأهداف مع تلك الأسماء كذلك.

هذا، وقد أوضح المرحوم القاضي نور الله التستري المتوفّى سنة ١٠٩٩ في كتابه ‏‏( مصائب النواصب في الردّ على نواقض الروافض ) هذا الموضوع مجيباً معين الدين بن ‏محمّد بن السيّد الشريفي المتوفّى ٩٨٨ ه- بقوله:‏

أ مّا أوّلاً: فلأنّ حُسنَ الأسماء وقبحَها إمّا بحسب حُسْنِ نفس الاسم وقبحِهِ - بأن ‏يكون مشتقّاً من معنى حَسَن أو قبيح، كعليّ من العلو، ومعاو ية من عَوَى الكلب ‏- و إمّا أن يكون بحسب حُسنِ المسمّى وشهرته بمحاسن الآثار وكرائم الأطوار، ‏أو بحسب قبحه واتّصافه بأضداد ما ذكر، وها هنا قسم ثالث، وهو أن لا يكون ‏الاسم مشتقّاً من معنى حَسن أو قبيح، بل لا يفهم منه شيء أصلاً سوى المعنى ‏العَلَمِيّ كالأَعلام المرتجلة، ولا شك أنّ اسم عمرَ - مثلاً - ليس فيه قباحة ناشئة من ‏نفس الاسم، و إنّما طرأ قبحه ونفرة الطباع عنه بمجاورة مسمّاه المخصوص بعد ‏الدهر الطويل، و إنما وضع أمير المؤمنينعليه‌السلام ذلك الاسم ونحوَه لأولاده ‏قبل تنفّر الناس - كلاًّ أو بعضاً - عن الاسم والمسمّى.

وأيضاً، من أين علم أنّ التسمية بعمر وأبي بكر وعثمان - في ذلك الزمان - كانت ‏موافقةً لأسماء الخلفاء الثلاثة من حيث هي أسماؤهم ؟ ولِمَ لا يجوز أن تكون ‏التسمية بالأوّل موافقةً لاسم جماعة أخرى من الصحابة - المذكورين في كتاب ‏الإصابة في معرفة

١٠٧

الصحابة للشيخ ابن الحجر العسقلاني - كعمر بن أبي سلمة ربيب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ابن أمّ المؤمنين أم سلمةرضي‌الله‌عنه ، وكعمر بن أبي سفيان بن ‏عبدالأسد زوج أم سلمةرضي‌الله‌عنه ، وكعمر بن مالك بن عتبة القرشي ‏الزهري، وعمر بن يزيد الكعبي، وعمر بن وهب الثقفي، وعمر بن عوف ‏النخعي، وعمر بن عمرو اللّيثي، وعمر بن معاوية الغاضري، إلى غير ذلك ممّا ‏ذكر فيه؟!‏

وأن تكون التسمية بالثاني موافقةً لاسم جماعة أخرى أيضاً من الصحابة، كأبي ‏بكر العنسي، وأبي بكر بن شعوب اللّيثي، وأبي بكر بن حفص، إلى غير ذلك من ‏الصحابة المذكورين في كتاب الإصابة أيضاً ؟!‏

وأن تكون التسمية باسم الثالث موافقة لاسم عثمان بن مظعون، وعثمان بن ‏حنيف، وعثمان والد أبي بكر الغاصب للخلافة - فإنّ اسمه كان عثمان وكنيتُهُ أبا ‏قحافة - إلى غير ذلك من الصحابة المذكورين بهذا الاسم في ذلك الكتاب أيضاً ؟! ‏لابدّ لنفي ذلك من دليل(١) .

وعليه فائمّة أهل البيت لا يتعاملون مع الأُمور بانفعالية وتعصّب مقيت كالآخرين; ‏لأ نّهم أعلى شأناً وأَسمى درجة من أن يتعاملوا مع هذه الأُمور بنظرة ضيّقة، لأَ نّهم ‏يعلمون بأنّ الأسماء ليست مختصّة بأحد ولا صراع معها، و إذا كان ثمة اعتراض فإنّما ‏هو على أفعال أُولئك الحكّام لا على أسمائهم، والخلاف مع الآخرين لا يدعو أئمّة أهل ‏البيتعليهم‌السلام إلى محو أسماء مخالفيهم من قاموس التسميات، فإنّهم لو أرادوا أن ‏يتعاملوا مع الأمور من منظار ضيق لهجرهم الناس ولما التفُّوا حولهم.

____________________

١- مصائب النواصب ١: ٣٥٩ - ٣٦١.

١٠٨

ولا يستبعد أن تكون مواقفهم هذه المُسالمة هي التي دعت الآخرين بقبولهم والانضمام ‏تحت لوائهم وان يكونوا من شيعتهم ومواليهم، وذلك لسعة صدرهم وتجاوزهم النزاعات ‏الفردية والأنانية، فلا ترى إماماً من أئمّة أهل البيت قد منع أصحابه من التسمية بأبي بكر ‏وعمر مع وجود الخلاف الشديد بين أهل البيت وبين الشيخين(١) .

وهناك العشرات من الرواة من أصحاب الأئمّةعليهم‌السلام قد سُمُّوا بأبي بكر وعمر ‏وعثمان، وحتى بمعاوية و يزيد(٢) ، وكثير من هؤلاء الرواة ثقات ومن أجلاّء الطائفة ‏كأبي بكر الحضرمي، وعمر بن أذينة، وعمر بن أبي شعبة الحلبي، وعمر بن أبان ‏الكلبي، وعمر بن أبي زياد، وعمر بن يزيد بياع السابري، وعمر بن حنظلة، ومعاو ية ‏بن عمار، ومعاو ية بن حكيم بن معاوية بن عمار الدهني الكوفي، و يزيد بن سليط، ‏و يزيد أبي خالد القماط، وعثمان بن سعيد العمري نائب الإمام الحجّة وغيرهم.

فالأئمّة لا يمنعون أصحابهم من التسمية بهذه الأسماء، لاعتقادهم بلزوم ‏

____________________

١- اذكّر المطالع بمقطع من كتاب لأميرالمؤمنينعليه‌السلام إلى أهل مصر من خلاله تتضح بعض معالم ‏الخلاف:‏

فلمَّا مَضىعليه‌السلام تنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الاْمْرَ مِنْ بَعْدِهِ. فَوَاللهِ مَا كَانَ يُلْقَى فِي رُوعِي، وَلاَ يَخْطُرُ بِبَالِي، أَنَّ ‏الْعَرَبَ تُزْعِجُ هذَا الاْمْرَ مِنْ بَعْدِهِصلى‌الله‌عليه‌وآله عن أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلاَ أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنِّي مِنْ بَعْدِهِ ! فَمَا رَاعَنِي إلاَّ ‏انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلاَن يُبَايِعُونَهُ، فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الاْسْلاَمِ، يَدْعُونَ إلَى ‏مَحْقِ دِينِ مُحَمَّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الإِسْلامَ وَأَهْلَهُ أَنْ أَرَىْ فِيهِ ثَلْماً، أو هَدْماً تكُونُ ‏المُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلاَ يَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّام قَلاَئِلَ، يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ، ‏أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ; فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الاَْحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَزَهَقَ، وَآطْمَأَنَّ الدِّينُ وَتَنَهْنَهُ.

ومنه: إِنِّي وَآللهِ لَوْ لَقِيتُهُم وَاحِداً وَهُمْ طِلاَعُ آلاْرْضِ كُلِّهَا مَا بَالَيْتُ وَلاَ آسْتَوْحَشْتُ، وَإِنِّي مِنْ ضَلاَلِهِمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ ‏وَالْهُدَى الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ لَعَلَى بَصِيرَة مِنْ نَفْسِي وَيَقِين مِنْ رَبِّي. وَإِنِّي إِلَى لِقَاءِ آللهِ لَمُشْتَاقٌ، وَحُسْنِ ثَوَابِهِ لَمُنْتَظِرٌ ‏رَاج ( نهج البلاغة: ٤٥١ - ٤٥٢، الكتاب ٦٢ ).

٢- ستقف على أسمائهم في السير التاريخي للمسألة من صفحة ١٥٧ إلى ٢٧٤.

١٠٩

التعالي والتسامي عن الخلافات الشخصية والحسابات الضيّقة، وعدم التدنّي والنزول ‏بالقضايا القيميّة إلى أُمور شخصية، لأنّ المنع لو أَخَذ طابعاً شخصيّاً لخرج من روحه ‏القيمية ودخل في حيّز الأنانيات الفردية التي يجب أن يبتعد عنها كلّ إنسان صاحب هدف، ‏فكيف بالإمام المعصوم.

وانّ النزول بالخلاف إلى هذا المستوى سيدعو إلى الإساءة إلى الأسماء المحمودة ‏كذلك، كالتسمية بعبدالرحمن; بدعوى أنّ قاتل الإمام علي كان يسمى بعبدالرحمن بن ‏ملجم، أو المخالفة مع التسمية بعبيدالله، لدور عبيدالله بن زياد في قتل الإمام الحسين.

فالإمام السجّاد وابنه الحسين الأصغر كانا يعلمان بأنّ عبيدالله هو قاتل الحسينعليه‌السلام ، لكنّ هذا لا يمنع الحسين الأصغر أن يسمّى أحد أبنائه بعبيدالله الأعرج.

وكذا الحال بالنسبة للإمام الكاظم، فقد كان على خلاف مع هارون الرشيد، لكن هذا ‏لا يمنعه من أن يسمى أحد أبنائه بهارون، لأنّ اسم هارون ليس حِكْراً على هارون ‏الرشيد، فقد يكون الإمام سمّاه لمكانة هارون من موسى بن عمران.

إنّ إدخال التسميات في معترك الصراع السياسي والمذهبي من أنكر المنكرات، و إنّ ‏أئمّة أهل البيت كانوا لا يرتضون هذا الأسلوب من التعامل كما نراه في سيرة بعض ‏ضعفاء النفوس المثيرين لهكذا شبهات ضحلة وسخيفة.

فلو طالعت سيرة الإمام الحسن مثلاً لرأيته قد سمّى بعض ولده ب- ‏(‏ عمرو ‏)‏، وهو ‏يعلم بأنّ فارس المشركين الذي بارز والده اسمه عمرو بن عبد ود العامري، وأنّ عدو ‏والده اسمه عمرو بن العاص، وأنّ اسم أبي جهل هو عمرو بن هشام، وأنّ جدّه رسول ‏اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يلعن عمرو بن هشام، في قنوته(١) ، لكنه مع كل ذلك سمى ‏أبنه بعمرو تعالياً عن هكذا أفكار واثارات.

____________________

١- صحيح البخاري ١: ٩٤، باب ٦٩ ح ٢٣٧، صحيح مسلم ٣: ١٤١٨، باب ٣٩ ح ١٧٩٤.

١١٠

فإذن ائمّة أهل البيت هم أسمى من هذه الأنانيات، فلا ضيرَ لو سمَّوا أبناءهم بطلحة أو ‏عائشة أو عمر أو عثمان، فهم يريدون القول بأنّ هذه الأسماء عربية لا مانع من التسمية ‏بها.

نعم، سمى الإمام الحسن المجتبى ابنه طلحة، كما سمّى حفيدُهُ الحسنُ المثلث ابنه ‏طلحة أيضاً، في حين لم نر اسم خالد أو مالك بين أولاد الأئمة المعصومين وغير ‏المعصومين لأ نّها أسماء منهيّ عنها عقائدياً.

وكذا الحال بالنسبة إلى تسمية بعض الأئمة بناتهم بعائشة، فليس هو محبةً لعائشة بنت ‏أبي بكر بل لكونها اسماً عربياً رائجاً، حيث إنّ دعوى المحبة - وكما قلنا - تحتاج إلى نصّ ‏وهو مفقود في هكذا أُمور.

فقد يكون لجمالية الاسم، أو لتفاؤلهم بالعيش وطول العمر لابنتهم، وقد يكون لوجود ‏نساء كثيرات من المبايعات لرسول الله قد تسمّين بعائشة وهو اسم حسن مثل: عائشة بنت ‏جرير(١) ، وعائشة بنت عمير الأنصارية(٢) ، وعائشة بنت قدامة(٣) ، أُخت عثمان بن ‏مظعون الذي سمّى الإمام علي أبنه باسمه، وقد يكون لظروف التقية التي كانوا يمرّون ‏بها، على اقل تقدير.

ولو ألقيت نظرةً سريعة على أسمائهم فلا تراهم يتبرّؤون من التسمية بعبدالله، لمواقف ‏عبدالله بن الزبير من أهل بيت رسول الله أو عبدالله بن عمر أو أيّ عبدالله بن أُبي بن سلول ‏فكانوا يسمون بعبدالله ويحمدون المسمين بهذا الاسم.

____________________

١- عائشة بنت جرير بن عمرو بن رازح الانصارية من بني سلمة ذكرها ابن حبيب في المبايعات وقال: كانت ‏زوج المنذر يؤيد بن عامر بن حديدة. (الإصابة ٨: ٢١ ت ١١٤٥٨).

٢- عائشة بنت عمير بن الحارث بن ثعلبة الانصارية من بني حرام ذكرها ابن حبيب في المبايعات. (الإصابة ‏‏٨: ٢١ ت ١١٤٦٣).

٣- عائشة بنت قدامة بن مظعون القرشية الجمحية من المبايعات. (الاستيعاب ٤: ١٨٨٦ ت٤٠٣١، الاصابة ‏‏٨: ٢٢ ت ١١٤٦٤.

١١١

إذن المشكلة من الآخرين، فهم يريدون ان يشغلونا بالشكليات والأمور السطحية حتى ‏ننسى القضايا الهامة، فائمتنا همعليهم‌السلام أعلى وأسمى من هكذا أفكار، ولو أرادوا ‏التعامل مع الأسماء كتعامل معاوية مع اسم علي بن أبي طالب للزمهم المنع من كثير من ‏الاسماء العربية والإسلامية; لأن فلانا حاربه، والآخر غصب خلافته، وثالثاً اتّهمه، ‏ورابعاً وخامساً.

نحن لا نحبّذ للإنسان العادي أن ينزل إلى هذا المستوى و يتعامل مع الأمور بنظرة ‏ضيقة، فكيف لنا تصّور ذلك في سيرة شخصيات مهمّة كرسول الله، أو الإمام علي بن ‏أبي طالب، أو بقية أهل البيت، الّذين يَسْمُونَ بروحهم عن الفردية وعن أن يتعاملوا مع ‏هذه الأُمور بنظرة أحادية ضيّقة مبتنية على الأنانية لا على القيم.

فنحن كبشر عاديين لا يسعنا أن نمنع أولادنا وأحفادنا من التسمية بسعيد ويوسف لو ‏تخالفنا مع شخصين يحملان هذين الاسمين، لأنّ الأسماء ليست حكراً على هذا أو ذاك ‏حتى نُسقط غضبنا على هذا الشخص من خلال منعنا أولادنا من التسمية بهذه الأسماء، ‏لكن الاخرين لا يتعاملون مع الأمور هكذا.

وقد ذكر لي الشيخ قيس العطار ما جرى على أخيه الأكبر أ يّام حكم الطاغية المجرم ‏صدام حسين على العراق، وهو يؤكد الروح العدوانية التي كان يحملها صدام ضد ‏الشيعة، فقال: ذات يوم دخلت المخابرات العراقية إعدادية الكاظمية وأخذوا يسألون ‏الاساتذة عن شهادة جنسيّاتهم، فإذا كان هناك من اسمه: كاظم، صادق، رضا، جواد، ‏عبدعلي، عبدالحسين، عرفوا أنه شيعي واتّهموه بأنه إيراني، فيسحبون شهادة الجنسية ‏منه و يَنْفُونَهُ إلى إيران، أ مّا لو كان اسمه عمر، عثمان، خالد، بكر، زياد، وأمثال ذلك ‏فكانوا يتركونه، وجاءوا إلى أخي وسألوه عن اسمه الثلاثي وعن شهادة جنسيّته، فأجابهم ‏عن اسمه واسم أبيه وجدّه ولقبه: فاروق بهجت رضا العطار، وقال بأ نّه لم يصحب معه ‏شهادة الجنسية، فشَكَّوا فيه هل هو سنّي أم شيعي ؟ لوجود اسم (فاروق) من جهة و ‏‏(رضا) من جهة اُخرى ‏

١١٢

فعزلوه جانباً ليتأكّدوا من أمره، وكان اسم أحد أولاده ‏(‏ عمّار ‏)‏ فقال أحد أصدقائه ‏لموظّف المخابرات: هذا فاروق أبو عمر، فتركوه.

وقفة مع ابن تيمية (ت ٧٢٨ ه-) في التسميات:‏

ومن الطريف أن نرى شخصيّات من مدرسة معاوية ومحبيّه أمثال ابن تيمية يتهجّمون ‏على الشيعة بدعوى أ نّهم لا يسمّون بأبي بكر وعمر وعثمان، مع أ نّك قد وقفت على ‏تسمية أ ئمّة أهل البيت بهذه الأسماء، أو قبولهم لها، وعدم ممانعتهم لأولادهم ورواة ‏حديثهم من التَّسَمِّي بهذه الأسماء، كما أ نّك ستقف لاحقاً - في السير التاريخيّ للمسألة - ‏على أسماء هؤلاء الرواة وغيرهم من علماء ومشايخ الشيعة والطالبيين قبل عهد ابن تيمية ‏ممن سُمُّوا بهذه الأسماء، وحتّى أنك تراها - لكن اقل مما سبق - في القرون التي تلتهم إلى ‏القرن الثامن الهجري. كلّ ذلك يؤكّد بأنّ الحساسية مع هذه الأسماء لم تكن من قِبَلِهِمْ إلى ‏ذلك التاريخ. بل إنّ الآخَرِين وبتصرّفاتهم وأعمالهم الشنيعة جعلوا الشيعة يتحسسون من ‏بعض الأسماء، أي انّ الحرب التي شنّها معاوية ضدّ كلّ من سمّي بعليّ، هو الذي دعا ‏الشيعة أن يبتعدوا شيئاً فشيئاً عن التسمية بعمر، لاعتقادهم بأ نّه مهد لمعاوية ظلم الشيعة.

وعليه فسياسة معاوية هي التي أضرت بالخلفاء، فانعكست آثارها عليهم، فانقلبت ‏الحالة عند الشيعة من التسمية إلى عدم التسمية.

نعم، هَجرت الشيعة هذه الأسماء بعد القرن السادس الهجري - أو أخذت تتدرج حتّى ‏هُجرت - لحادثة حدثت لهم في الرَّيّ(١) ، وقد يكون حدث ما يماثلها في بلدان أخرى، ‏فهذه الظروف - التي مرّوا بها - هي التي دعتهم للابتعاد ‏

____________________

١- ستقف على كلام المفتي السلجوقي ضمن بياننا للسير التاريخي للمسألة، فانتظر الصفحه ١٥٧ إلى ٢٧٤.

١١٣

عن التسمية بهذه الأسماء لاحقاً.

إذن فثقافة مدرسة أهل البيت في أصلها الاولى كانت تمانع ربط المسائل المذهبية ‏والخلافية بالمسائل العرفية والاجتماعية، فكانت لا ترضى بما تفعله بعض الجهات ‏الرسمية في عملية خلطها للأوراق.

فلا ترى شيعياً اليوم رغم كل الاجحاف والظلم الذي حل به من قبل الحكام، يمتنع من ‏تسمية ابنه بسعد أو خالد أو عبدالرحمن، لأ نّه يعلم بأن الأسماء هي أسماء، فلا يجوز ‏التبري منها بسبب الأدوار السلبيّة لسعد بن أبي وقاص، أو خالد بن الوليد، أو عبدالرحمن ‏بن ملجم أو عمر بن سعد بعد الإسلام.

نعم، إنّهم يمتنعون من التسمية بأسماء الخلفاء الثلاثة وعائشة لما جرى عليهم في ‏مدينة الري وغيرها في القرون السابقة، وخصوصاً: السادس، والسابع، والثامن ‏الهجري وما قبلها، أي أ نّهم علموا بأنّ النهج الحاكم يسعى للمساس برموزهم، و إن ذلك ‏سيستمر حتّى مجيء السفياني الذي يقتل على الهويّة كلّ من اسمه: عليّ، الحسن، ‏الحسين، جعفر، حمزة، فاطمة. فتحسسوا من التسمية بأسماء الأغيار في القرون ‏الأخيرة، لأ نّهم كانوا يرون هؤلاء الثلاثة هم الذين مهّدوا لأمثال معاوية، ومن يفتي لهم ‏من وعّاظ السلاطين ما يعجبهم.

وعليه فالنهي لم يأت من قبل أهل البيت، بل كان انزجاراً عفوياً وردّة فعل للشيعة عَمَّا ‏كانوا يسمعونه ويرونه من الآخرين في مصر والعراق و إيران والمغرب و ...‏

بلى، إنّ أهل البيت هم أعلى شأناً من اثارة هكذا أمور، فهم لا يكرهون اسماً من ‏الأسماء لكون فلان الكافر قد تسمّى به، أو أ نّه اسم لفلان المنافق.

إنّ مخالفتهم لم تكن مع المفاهيم والأسماء بما هي أسماء ما لم تحمل معاني الشرك ‏والمعاني القبيحة، بل كانت مع المفاهيم والأفعال، وقد ثبت لك بأنّهم لا يصرحون بالمنع ‏من التسمية باسم أبي بكر وعمر وعثمان. مثلما جاءت النصوص الناهية من قبلهمعليهم‌السلام عن التسمية بخالد ومالك و وحتى أن نهيهم ‏

١١٤

عن تلك الأسماء لم تأتِ لخالد بن الوليد أو مالك، بل جاءت لكونها من صفات البارئ ‏فلا يحقّ لأحد أن يسمّي ولده بها، والأفضل اجتنابها، إذ النهي هنا إمّا إرشادي، فهو مما ‏لا يجب الأخذ به، ولو كان ملولوياً فهو محمول على الكراهة.

ولا يخفى عليك أنّ رسول الله وأميرالمؤمنين لم يبدّلا و يغيّرا اسم مالك الأشتر أو خالد ‏بن سعيد الأموي أو غيرهما; لأ نّهما عرفا بأنّ تسميتهما لم يُقصد بها صفات البارئ، ‏كبعض المشركين المسمّين بعبدشمس، وعبدالكعبة، وعبدالعزّى حتى يأمراهما بتغيير ‏اسميهما.

و إليك الآن كلام ابن تيمية في منهاج السنة وما ادّعاه على الشيعة; إذ قال.

وكذلك هجرهم ‏ ‎ [ ‎ الشيعة ‎ ] ‎ ‏ لاسم أبي بكر وعمر وعثمان ولمن يتسمّى بذلك، حتّى ‏إنّهم يكرهون معاملته، ومعلوم أنّ هؤلاء لو كانوا من أكفر الناس لم يشرع أن لا ‏يتسمّى الرجل بمثل أسمائهم، فقد كان في الصحابة من اسمه الوليد وكان ‏النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقنت له في الصلاة و يقول: اللهم أَنْجِ الوليد بن ‏الوليد(١) ، وأبوه الوليد بن المغيرة كان من أعظم الناس كفراً، وهو الوحيد ‏المذكور في قوله تعالى ( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً )(٢) ، وفي الصحابة من ‏اسمه عمرو، وفي المشركين من اسمه عمرو، مثل عمرو بن عبدود، وأبو ‏جهل اسمه ‏

____________________

١- جاء في فتح الباري لابن حجر ١٠: ٥٨٠ قوله: عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة ‏ولد فسماه الوليد، فقال رسول الله: سميتموه بأسماء فراعنتكم، ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد، هو ‏أشرّ على هذه الأمة من فرعون لقومه. وفي امتاع الاسماع: ٢٨٠ - ٢٨١ خرجه البيهقي من حديث بشر بن بكر ‏وفيه: غيّروا اسمه فسمّوه عبدالله وكان الناس يرون انّه الوليد بن عبدالملك بن مروان، ثمّ رأينا أ نّه الوليد بن ‏يزيد بن عبدالملك لفتنة الناس به حين خرجوا عليه فقتلوه، ففتحت الفتن على الأمة والهرج، قال كاتبه: كان ‏الوليد بن عبدالملك بن مروان جبّاراً عنيداً قال: كنتم تسمّون الخلفاء ومن سمّاني خليفة قتلته، قال: فكفّ الناس ‏عن تسمية الخلفاء.

٢- المدثّر: ١١.

١١٥

عمرو بن هشام، وفي الصحابة خالد بن سعيد بن العاص من السابقين الأولين، ‏وفي المشركين خالد بن سفيان الهذلي، وفي الصحابة من اسمه هشام، مثل: ‏هشام بن حكيم، وأبو جهل كان اسم أبيه هشاماً، وفي الصحابة من اسمه عقبة ‏مثل أبي مسعود: عقبة ابن عمرو البدري، وعقبة بن عامر الجهني، وكان في ‏المشركين عقبة بن أبي معيط، وفي الصحابة علي وعثمان، وكان في المشركين ‏من اسمه علي مثل علي بن أمية بن خلف قتل يوم بدر كافرا، ومثل عثمان بن ‏أبي طلحة قتل قبل أن يسلمَ، ومثل هذا كثير.

فلم يكن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمنون يكرهون اسماً من الأسماء لكونه قد ‏تسمى به كافر من الكفار، فلو قُدّر أنّ المسمَّين بهذه الأسماء كفّار لم يوجب ذلك ‏كراهة هذه الأسماء، مع العلم لكلّ أحد بأنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يدعوهم ‏بها ويقرّ الناس على دعائهم بها، وكثير منهم يزعم أنّهم كانوا منافقين، وكان ‏النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يعلم أنهم منافقون، وهو مع هذا يدعوهم بها، وعلي ‏بن أبي طالبرضي‌الله‌عنه قد سمّى أولاده بها، فعُلِمَ أنّ جواز الدعاء بهذه ‏الأسماء - سواء كان ذلك المسمّى بها مسلماً أو كافراً - أمر معلوم من دين ‏الإسلام، فمن كره أن يدعو أحداً بها كان من أظهر الناس مخالفة لدين الإسلام.

ثم مع هذا إذا تسمّى الرجل عندهم باسم علي أو جعفر أو حسن أو حسين أو نحو ‏ذلك عاملوه وأكرموه ولا دليل لهم في ذلك على أ نّه منهم، بل أهل السنة يتسمّون ‏بهذه الأسماء(١) ، فليس في التسمية بها ما يدلّ على أ نّهم منهم، والتسمية بتلك ‏الأسماء قد تكون فيهم، فلا ‏

____________________

١- أخبرني من أثق به بأنّ جهات حكومية في دول الخليج يتعرّفون على الأشخاص من خلال أسمائهم مثل: ‏باقر، صادق، جعفر، كاظم، رضا، طاهر، على أنه شيعي فلا يعينّونه في الحكومة أو يسعون في عرقلة ‏معاملته.

١١٦

يدلّ على أنّ المسمّى بها من أهل السنّة، لكنّ القوم في غاية الجهل والهوى.

و ينبغي أيضاً أن يعلم أ نّه ليس كلّ ما أنكره بعض الناس عليهم يكون باطلاً، بل ‏من أقوالهم أقوالٌ خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعض، والصواب مع من ‏وافقهم، لكن ليس لهم مسألة انفردوا بها أصابوا فيها، فمن الناس من يعدّ من ‏بدعهم الجهر بالبسملة، وترك المسح على الخفين إما مطلقاً و إما في الحضر، ‏والقنوت في الفجر، ومتعة الحجّ، ومنع لزوم الطلاق البدعي، وتسطيح القبور، ‏و إسبال اليدين في الصلاة، ونحو ذلك من المسائل التي تنازع فيها علماء السنة، ‏وقد يكون الصواب فيها القول الذي يوافقهم، كما يكون الصواب هو القول الذي ‏يخالفهم، لكنّ المسألة اجتهادية فلا تنكر إلاّ إذا صارت شعاراً لأمر لا يسوغ ‏فتكون دليلا على ما يجب إنكاره و إن كانت نفسها يسوغ فيها الاجتهاد، ومن هذا ‏وضع الجريد على القبر فإنه منقول عن بعض الصحابة وغير ذلك من ‏المسائل(١) .

تمعن في هذه الكلمات: ‏(‏ و ينبغي أن يعلم أ نّه ليس كلّ ما أنكره بعض الناس عليهم يكون ‏باطلاً، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنّة ووافقهم بعض والصواب مع من ‏وافقهم ‏)‏.

ثم يأتي ابن تيمية ليخرج ما تفرّد به الإماميّة ليجعله بدعياً، لكنّه في الوقت نفسه يقبل ‏قولهم فيما لو كانت المسألة من المتنازع فيه عند علماء السنة، أي أ نّه يدري بأنّ قولهم هو ‏الحقّ لكنّه يقول ذلك بحيطة وحذر، لأنّ البوح بذلك يفنّد مذهبه و يضعّف من يؤمن و يعتقد ‏به، فيواصل كلامه بالقول: ‏(‏ فمن الناس من يعدّ من بدعهم الجهر بالبسملة، وترك المسح ‏على الخفين إما مطلقاً و إما في الحضر، ‏

____________________

١- منهاج السنة ١: ٤١ - ٤٤.

١١٧

والقنوت في الفجر، ومتعة الحج، ومنع لزوم الطلاق البدعي، وتسطيح القبور، و إسبال ‏اليدين في الصلاة، ونحو ذلك من المسائل التي تنازع فيها علماء السنة، وقد يكون ‏الصواب ‏)‏.

أَسْأَلُ ابن تيمية: لماذا تصرّون على المخالفة مع فقه علي بن أبي طالب ؟! أَلَم يكن هو ‏أفقه الناس وأعلمهم بإجماع المسلمين ؟

قال الإمام الرازي في تفسيره: إنّ علياً كان يبالغ في الجهر بالتسمية، فلمّا وصلت ‏الدولة إلى بني أمية بالغوا في المنع من الجهر سعياً في إبطال آثار علي(١) .

وقد حلّ الرازي التعارض بين قول أنس وابن المغفل وبين قول علي ‏ ‎ [ ‎ في البسملة ‎ ] ‎ ‏ ‏والذي بقي عليهعليه‌السلام طول عمره، بقوله:‏

‏(‏ فإنّ الأخذ بقول عليّ أولى، فهذا جواب قاطع في المسألة ‏)‏.

أَ خَفِيَ على ابن تيمية أنّ بعض الصحابة مثل ابن عباس وعائشة وابن عمر كانوا لا ‏يقبلون المسح على الخفين ؟! فقد جاء في التفسير الكبير قولهما [أي ابن عباس وعائشة]: ‏لَئِنْ تقطع قدماي أحبّ إليّ من أن أمسح على الخفّين و: لَئِن أمسح على جلد حمار أحبّ ‏إليّ من أن أمسح على الخفين(٢) .

وعليه فابن تيمية يرى وجهاً لما تقوله الشيعة في مشروعية القنوت في الصبح، ومتعة ‏الحج، وموضوع الطلاق، وتسطيح القبور، و إسبال اليدين، لكنّه يُدخل هذه المسألة ‏ضمن المسائل التي تنازع فيها علماء الإسلام، لأ نّك لا ترى فتوىً لشيعي إلاّ ودليلها ‏موجود في كتب أهل السنة وعلى لسان كبار الصحابة. لكنّهم ومع الأسف جعلوا السنة ‏بدعة، والبدعة سنة; بغضاً لعلي، أو خوفاً من أتباعهم، أو التنحيّ عن مناصبهم.

فعن الإمام الصادقعليه‌السلام أ نّه قال: أتدري لم أُمِرتُم بالأخذ بخلاف ما تقول ‏

____________________

١- التفسير الكبير ١: ١٦٩.

٢- التفسير الكبير ١: ١٦٩.

١١٨

العامة ؟ فقلت: لا أدري.

فقال: إنّ علياً لم يكن يدين الله بدين إلاّ خالفت عليه الأمّة إلى غيره إرادةً لإبطال ‏أمره، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيءِ الذي لا يعلمونه، فإذا أفتاهم جعلوا له ‏ضدّاً من عندهم ليلبسوا على الناس(١) .

وعن سعيد بن جبير، قال: كنت مع ابن عباس بعرفات فقال: مالي لا أسمع الناس ‏يلبّون ؟ قلت: يخافون من معاوية، فخرج ابن عباس من فسطاطه فقال: لبّيك اللّهمّ لبّيك، ‏فانهم تركوا السنّة من بغض علي(٢) .

وعن ابن أبي هريرة، قال: الأفضل الآن العدول من التسطيح - في القبور - إلى ‏التسنيم، لأنّ التسطيح صار شعاراً للروافض، فالأولى مخالفتهم وصيانة الميّت وأهله عن ‏الاتّهام بالبدعة(٣) .

ولا يخفى عليك بأنّ النهج الحاكم - أموّياً كان أم عباسياً - كان يسعى لترسيخ فقه ‏الشيخين ونشر فضائل عثمان والصحابة الأوليّن، و يمنع من التحدث بفضائل علي. وهذا ‏النهج القاسي اللامتوازن أثّر سلبيّاً على الأحكام لا محالَة، قال الشيخ أبو زهرة عن الحكم ‏الأموي:‏

لابد أن يكون للحكم الأموي أثر في اختفاء كثير من آثار علي في القضاء ‏والإفتاء; لأ نّه ليس من المعقول أن يلعنوا علياً فوق المنابر وأن يتركوا العلماء ‏يتحدثون بعلمه، و ينقلون فتاواه وأقواله وخصوصاً ما يتصل بأساس الحكم ‏الإسلامي(٤) .

أعتذر من القارئ في خروجي بعض الشيء عن الموضوع، وذلك لأ نّي ‏

____________________

١- علل الشرائع: ٥٣١ ح ١ وعنه في وسائل الشيعة ٢٧: ١١٦.

٢- سنن النسائي ( المجتبى ) ٥: ٢٥٣ ح ٣٠٠٦، صحيح بن خزيمة ٤: ٢٦٠ ح ٢٨٣٠، مستدرك الحاكم ‏‏١: ٦٣٦ ح ١٧٠٦.

٣- فتح العزيز ٥: ٢٣١ - ٢٣٢. وللمزيد يمكنك مراجعة كتابناً ( منع تدوين الحديث ).

٤- تاريخ المذاهب الإسلامية لابي زهرة: ٢٨٥ - ٢٨٦.

١١٩

رأيت ابن تيميّة يسعى إلى تشويه الحقيقة وتحريف كلّ شيء، وأن عمله التحريفي لا ‏يختصّ في التسميات، وأنّ ما قاله في التسميات هو قولنا وقول كلّ شيعيّ على مرّ ‏التاريخ، إذ عرفت بأنّ التسمية بأسماء الثلاثة كانت موجودة عند الطالبيّين ورواة أهل ‏البيت وعلمائهم(١) ، وأ نّهم كانوا لا يتحسّسون من التسمية خلافاً للآخرين الذين أهانوا ‏وضربوا وقتلوا من سمّي بعليّ والحسن والحسين، فهناك فارق حقيقيّ بين ثقافة الطرفين ‏ستقف عليه إن شاء الله تعالى. والآن لنرجع إلى صلب الموضوع، موضّحين ملابسات ‏هذه المسألة أكثر ممّا مضى.

الحرب الصامتة والحساسية من اسم علي والحسن والحسين !‏

بعدما بدأ الإسلام بثورته الثقافية، وتغييره لأسماء الجاهليين، وأمره بتحسين ‏الأسماء، ووضع النبي بعض الأسماء الإلهية: كالحسن والحسين، وبعد اهتمام الآيات ‏والأحاديث بالرمز والإشارة إلى الأسوة والقدوة ( كمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله )، وابتناء ‏الإسلام على الشهادتين = ( أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمّد اً رسول الله )، بدأت ‏قريش حربها الصامتة على أسماء أهل البيت وعترة رسول الله، لأنّ قريشاً أصبحت ‏عاجزة عن مقاومة الرسول وثقافة الإسلام وتعاليم الرسول من جهة، ومن جهة أخرى ‏كان لا يمكنها القبول بكلّ ما أتى به النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخصوصاً فيما يرتبط ‏بشخصه الكريم وأهل بيته:، فسعت إلى الانضمام تحت لواء الإسلام ثم الكيد له. روى عمر بن شبّة، عن سعيد بن جبير: أنّ محمّد بن الحنفيّة سمع بأنّ عبدالله بن ‏الزبير قد نال من عليّ، فجاء إليه وهو يخطب فوضع له كرسيّ فقطع عليه خطبته، فكان ‏ممّا قاله: و إنّه والله ما يشتم عليّاً إلاّ كافر يُسِرّ شتمَ رسول الله، يخاف ‏

____________________

١- سنقوم بجرد احصائي لاسماء رواة وعلماء الشيعة المسلمين باسماء الثلاثة في آخر السير التاريخي فانتظر ‏الصفحه ١٥٧ إلى ٢٧٤ من هذا الكتاب.

١٢٠