التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي0%

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 550

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف:

الصفحات: 550
المشاهدات: 166664
تحميل: 7335

توضيحات:

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 166664 / تحميل: 7335
الحجم الحجم الحجم
التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

مؤلف:
العربية

أن يبوح به فيكنّي بشتم عليّ(١) .

أجل إنّ قريشاً كانت تتصوّر بأنّ النبيّ هو الذي قرن اسمه مع اسم البارئ(٢) ، أو أ نّه ‏هو الذي منع الصلاة البتراء عليه(٣) ، أو أ نّهصلى‌الله‌عليه‌وآله هو نفسه الذي نصّب ‏عليّاً إماماً على الناس دون قرار من ربّ العالمين(٤) .

وبعبارة أخرى: إنّ قريشاً كانت لا تريد الخضوع المطلق للرسول لكي لا يقوى ‏سلطانهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فليس من الغريب أن يكون ما فعلته في التسميات جاء في هذا ‏السياق; إذ نراهم يسمّون أولادهم بمحمّد وفاطمة ظاهراً، ولا نراهم يسمّون بعليّ، ‏والحسن والحسين، وحمزة، وجعفر وغيرها من أسماء أهل البيت، مع علمهم بأنّ ‏الرسول سمّى سبطيه بالحسن والحسين باسم ابني هارون شبر وشبير وبأمر من الله وعَقَّ ‏عنهما(٥) .

قال أبو أحمد العسكري عن الإمام الحسنعليه‌السلام : سمّاه النبيّ الحسن وكنّاه أبا ‏محمّد، ولم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهلية(٦) .

____________________

١- رواه ابن أبي الحديد في شرح النهج ٤: ٦٣.

٢- مروج الذهب ٣: ٤٥٤، شرح نهج البلاغة ٥: ١٣٠، الموفقيات لابن بكار: ٥٧٦ - ٥٧٧.

٣- انظر سنن الدار قطني ١: ٣٥٥، الصواعق المحرقة ٢: ٤٣٠، مقدّمة مسند زيد بن علي: ٣٣، صحيح ‏البخاري ٤: ١٨٠٢ ح ٤٥١٩، ٥: ٢٣٣٨ ح ٩٩٦، ٥٩٩٧، صحيح مسلم ١: ٣٠٥ ح ٤٠٥ عن أبي مسعود ‏الأنصاري وفي ١: ٣٠٦ ح ٤٠٧ عن أبي حميد الساعدي، سنن أبي داود ١: ٢٥٧ ح ٩٧٦ إلى ٩٨٢.

٤- انظر كلام الحرث بن النعمان الفهري واعتراضه على رسول الله وطلبه من الله أن يمطر عليه حجارة من ‏السماء ان كان محمّداً صادقاً فما لبث حتّى رماه الله بحجر فوقع على دماغه فخرج من أسفله فهلك من ساعته. ‏تفسير الثعلبي ١٠: ٣٥، وتفسير ابي السعود ٩: ٢٩، وروح المعاني ٢٩: ٥٥.

٥- أنظر الكافي ٦: ٣٤ ح ٦، وفيه بانّ جبرئيل هبط على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالتهنئة في اليوم ‏السابع وأمره أن يسمّي الحسن ويكنّيه وأن يعقّ عنه وكذلك حين ولد الحسين، وسائل الشيعة ٢١: ٤٣١ ح ٤، ‏مناقب الكوفي ٢: ٢٢١.

٦- أسد الغابة ٢: ٩، سمط النجوم العوالي ٣: ٨٥، تهذيب الاسماء للنووي ١: ١٦٢.

١٢١

وروى عن ابن الأعرابي، عن الفضل، قال: إنّ الله حجب اسم الحسن والحسين حتّى ‏سمّى بهما النبي ابنيه الحسن والحسين(١) ، وقد أشرنا سابقاً ‎

إلى بعض النصوص التي تؤكّد اشتقاق هذين الاسمين من معاني الحُسْنِ ‎ الإلهيّ.

وان اسم الحسن هو من احسن الأسماء فلا نراهم يسمون بذلك، لماذا ؟ أ نّه تساول ‏فقط ؟

ارتباط التسمية مع المحبّة حقيقةٌ أو وَهْمٌ

إنّ أسماء محمّد وعلي والحسن والحسين إن لم تكن أسماءً الهية فهي أسماء عربية لا ‏محالة، تحمل معاني حسنة لا غبار عليها، مع التأكيد على أنّ مدرسة أهل البيت تذهب ‏إلى الرأي الأول حيث ترى هذه الأسماء مشتقّة من أسماء الباري، وقد مرّ عليك ما ‏رو يناه عن المعصومين ورواه بعض العامّة أيضاً في تفسير قوله تعالى:( وَعَلَّمَ آدَمَ ‏الأَسْماءَ كُلَّهَا ) (٢) ، وقوله تعالى:( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات ) (٣) ، وقوله تعالى:( وَ إِذِ ‏ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات فَأَتَمَّهُنَّ ) (٤) .

فلو كان الخلفاء الثلاثة محبيّن حقاً لرسول الله - وكانت التسمية لها دلالة على الحبّ ‏والبغض كما يفرضه المستدلّ في تسميات أولاد الأئمّة - لسمّوا أولادهم وأحفادهم ‏وأسباطهم باسم سبطي رسول الله كرامة لرسول الله واتّباعاً لسنّته في التسمية.

والأنكى من ذلك لا نراهم يسمّون أولادهم باسماء أجداد وأعمام رسول الله ‏

____________________

١- توضيح المشتبه ٣: ٢٣٣، تهذيب الأسماء للنووي ١: ١٦٢، تاريخ الخلفاء: ١٨٨، سمط النجوم العوالي ‏‏٣: ٨٥.

٢- البقرة: ٣١.

٣- البقرة: ٣٧.

٤- البقرة: ١٢٤.

١٢٢

كحمزة وأبي طالب، وهاشم، وعدنان، ومضر، مع كون تلك الأسماء أسماءً عربية ‏جميلة المعنى وكانت توضع في الجاهلية على الاولاد فكيف لا توضع بعد الإسلام ؟.

فعلى أيّ شيء يمكن حمل هذه التصرّفات والاجحاف بأعمام رسول الله، خصوصاً ‏بعد وقوفنا على تأكيد الرسول على عشيرته وعترته ؟

فإمّا أن نقول بنصبهم العداء للرسول ولأهل بيته وعشيرته.

و إمّا أن نقول بعدم لحاظ المحبّة والبغض في التسميات، وهو ما نريد التأكيد عليه في ‏هذه المقدمة; لأنّ التسمية باسمٍّ ما قد لا يدلّ على المحبة، وكذا عدم التسمية لا يدلّ على ‏البغض، فالاسم هو العلاّمة لكن الإسلام جاء ليؤكد على لزوم تحسين الأسماء لا غير، ‏فلو أراد شخص أن يستدلَّ على المحبّة يجب عليه أن يأتينا بدليل، لأنّ دلالة الأفعال ‏صامتة، وقد أ كّدنا في بحوثنا السابقة(١) بأنّ فعل المعصوم أو تركه لشيء لا يدلّ على ‏الوجوب أو الحرمة إلاّ أن يصرّح; كقوله: اشربوا اللبن، أو لا تركبوا الدواب.

والأمر هنا كذلك، فقد لا تشاهد في أسماء محبّي الإمام عليّ - كعمار وسلمان والمقداد ‏وأبي ذرّ - ولا في اسماء أولادهم وأحفادهم قد لا تشاهد اسم علي والحسن والحسين، وهذا ‏لا يدل على عدم حبّهم للإمام علي والحسنين وفاطمة وآمنة وزينب، والمتأمل في مواقف ‏الأقدمين يراهم لا يستدلون على المحبّة من خلال التسميات فقط، فعمار وسلمان والمقداد ‏فهم من المحبين للإمام علي بلا خلاف سواء سموا بأسماء أهل البيت أم لم يسموا، وعليه ‏فنحن لا نستدل على العلقة والمحبة بينهما على التسميات و إن كان عمار بن ياسر قد سمى ‏حفيده علي بن محمّد بن عمار بن ياسر(٢) ، لكن هذا ليس الدليل الأول والأخير.

____________________

١- راجع كتابنا ( أشهد أن علياً ولي الله في الأذان بين الشرعية والابتداع ) على سبيل المثال.

٢- الاكمال لابن ماكولا ١: ٢٦٦.

١٢٣

وعليه فكل ما في الأمر هو دلالة الأسماء على العلمية مع لحاظ المعاني الحسنة فيها، ‏وليس فيها اكثر من ذلك ولا يمكن تحميلها ما لا تحتمل.

وكذا لو تصفّحت مشجَّرات الطالبيين لعلّك لا ترى اسم آمنة أو خديجة أو صفية أو ‏حليمة بين أسماء بنات المعصومين، مع إقرار الكلّ بأ نّهم من هذه الشجرة المطهرة وهم ‏ابناء امنه وخديجة، والكل يعتقد بحبِّ علي والحسن والحسين وامنه بنت وهب - أمّ رسول ‏الله - وخديجة بنت خويلد - زوجتهصلى‌الله‌عليه‌وآله - أو حليمة السعدية - مرضعته - أو ‏صفية - عمتهصلى‌الله‌عليه‌وآله - فعدم التسمية بهذه الأسماء لا يدل على التنافر ‏والمباغضة.

فما جئت به من امثله هنا هو خير دليل لتفنيد ما أشاعته الجهات الحكومية وأتباعها من ‏أنّ التسميات جاءت للمحبة، وهو نفسه يمكن قوله في الخلفاءِ الثلاثةِ ورجالات قريش ‏جواباً لما اثرناه في عدم تسميتهم أولادهم وأحفادهم بأسماء أجداد وأعمام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . وإنَّ ما عَنْوَنْتُ به الصفحات السابقة بالعنوان المتقدم لم يكن اعتقاداً مني ‏بصحته، بل جاء لاحراج الذاهبين إلى القول بالمحبة جزافاً.

ومثل هذا يمكن قوله في سبب عدم تسمية الخلفاء الأمويّين والعباسيّين أبناءَهم باسم ‏عليّ، لأ نّهم أيضاً لم يسمّوا أولادهم واحفادهم باسم أبي بكر وعمر وعثمان، إلاّ عمر بن ‏عبدالعزيز وآخر، وهذا لا يعني أ نّهم كانوا أعداءً للخلفاء الثلاثة على وجه القطع واليقين، ‏إذ انّهم هم الذين أكّدوا على سيرة الش-يخين وحكّموا فقههم ومن خلال اعمالهم اثيرت هذه ‏الحساسية في الأسماء.

إذن المعيار في هكذا أمور هو الأعمال لا الأقوال، والخلفاء الأمويون والعباسيّون ‏اتّبعوا سيرة الشيخين وجعلوها منهجاً في الحياة بخلاف فقه عليّ وحديثه الذي كان محارباً ‏من قبلهم، فكان لا يمكن لأحد أن يحدّث عن عليّ إلاّ بالتكنية; كقوله: ( عن أبي زينب )، ‏وسنوضح لاحقاً ما لاقته الشيعة من هاتين الحكومتين من القتل على الهو يّة وقتل وتشريد ‏كلَّ من تسمّى بعليّ، والحسن، ‏

١٢٤

والحسين(١) .

و إليك الآن جرداً لأسماء الخلفاء الأمويّين والعبّاسيين بأسمائهم وكناهم وسنى حكمهم ‏كي تقف على صحّة ما نقول:‏

أسماء الخلفاء الأمويّين والمروانيّين (٤١ - ١٣٢ ه-):‏

وهي خالية من اسم أحد الثلاثة

‏١ - معاوية بن أبي سفيان، أبو عبد الرحمن (٤١ - ٦٠ ه-)‏

‏٢ - يزيد بن معاوية، أبو خالد (٦٠ - ٦٤ ه-)‏

‏٣ - معاوية بن يزيد، أبو عبد الرحمن و قيل: أبو يزيد، وقيل: أبو ليلى ( حَكَمَ ثلاثة ‏أشهر، وقيل: أربعين يوماً بعد أبيه ).

‏٤ - مروان بن الحكم، أبوعبدالملك، وقيل: أبوالقاسم وقيل أبوالحكم المدني ( ٦٤- ‏‏٦٥ه-).

‏٥ - عبدالملك بن مروان، أبو الوليد ( ٦٥ - ٨٦ ه- ).

‏٦ - الوليد بن عبدالملك، أبو العباس ( ٨٦ - ٩٦ ه- ).

‏٧ - سليمان بن عبدالملك، أبو العباس ( ٩٦ - ٩٩ ه- ).

‏٨ - عمر بن عبدالعزيز، أبو حفص ( ٩٩ - ١٠١ ه- ).

‏٩ - يزيد بن عبدالملك، أبو خالد ( ١٠١ - ١٠٥ ه- ).

‏١٠ - هشام بن عبدالملك، أبو الوليد ( ١٠٥ - ١٢٥ ه- ).

‏١١ - الوليد بن يزيد، أبو العباس ( ١٢٥ - ١٢٦ ه- ).

‏١٢ - يزيد - الناقص - أبو خالد ( ستة أشهر ).

‏١٣ - ابراهيم بن الوليد، أبو اسحاق ( حَكَمَ سبعين ليلة ).

‏١٤ - مروان الحمار، أبو عبدالملك ( ١٢٧ - ١٣٢ ).

____________________

١- انظر الصفحة: ١٧٤، ١٨٨، ٢٠٢ - ٢٢٢.

١٢٥

اسماء الخلفاء العباسيّين (١٣٢ - ٦٥٦ ه-):‏

‏١ - السفاح، عبد الله بن محمّد، أبو العباس ( ١٣٢ - ١٣٦ ه- ).

‏٢ - المنصور، عبد الله بن محمّد، أبو جعفر ( ١٣٦ - ١٥٨ ه- ).

‏٣ - المهدى، محمّد بن المنصور، أبو عبدالله ( ١٥٨ - ١٦٩ ه- ).

‏٤ - الهادي، موسى بن المهدي، أبو محمّد ( ١٦٩ - ١٧٠ ه- ).

‏٥ - الرشيد، هارون بن المهدي، أبو جعفر ( ١٧٠ - ١٩٣ ه- ).

‏٦ - الامين، محمّد بن هارون، أبو عبدالله ( ١٩٣ - ١٩٨ ه- ).

‏٧ - المأمون، عبدالله بن هارون، أبو العباس ( ١٩٨ - ٢١٨ ه- ).

‏٨ - المعتصم، محمّد بن الرشيد، أبو اسحاق ( ٢١٨ - ٢٢٧ ه- ).

‏٩ - الواثق بن المعتصم، أبو جعفر و قيل: أبو القاسم ( ٢٢٧ - ٢٣٢ ه- ).

‏١٠ - المتوكل، جعفر بن المعتصم، أبو الفضل ( ٢٣٢ - ٢٤٧ ه- ).

‏١١ - المنتصر، محمّد بن المتوكّل، أبو جعفر، وقيل أبو عبد الله ( ٢٤٧ - ٢٤٨ ه- ).

‏١٢ - المستعين، أحمد بن المعتصم، أبو العباس ( ٢٤٨ - ٢٥٢ ه- ).

‏١٣ - المعتز، محمّد بن المتوكل، أبو عبدالله ( ٢٥٢ - ٢٥٥ ه- ).

‏١٤ - المهتدي، محمّد بن الواثق، أبواسحاق، وقيل: أبوعبدالله ( ٢٥٥ - ٢٥٦ ه- ).

‏١٥ - المعتمد، أحمد بن المتوكل، أبو العباس وقيل: أبوجعفر ( ٢٥٦ - ٢٧٩ ه- ).

‏١٦ - المعتضد، أحمد بن طلحة، أبوالعباس ( ٢٧٩ - ٢٨٩ ه- ).

‏١٧ - المكتفي، علي بن المعتضد، أبو محمّد ( ٢٨٩ - ٢٩٥ ه- ).

‏١٨ - المقتدر، جعفر بن المعتضد، أبو الفضل ( ٢٩٥ - ٣٢٠ ه- ).

‏١٩ - القاهر، محمّد بن المعتضد، أبو منصور ( ٣٢٠ - ٣٢٢ ه- ).

‏٢٠ - الراضي، محمّد بن المقتدر، أبوالعباس ( ٣٢٢ - ٣٢٩ ه- ).

١٢٦

‏٢١ - المتقي، ابراهيم بن المقتدر، أبو اسحاق ( ٣٢٩ - ٣٣٣ ه- ).

‏٢٢ - المستكفي، عبدالله بن المكتفي، أبوالقاسم ( ٣٣٣ - ٣٣٨ ه- ).

‏٢٣ - المطيع، الفضل بن المقتدر، أبوالقاسم ( ٣٣٨ - ٣٦٣ ه- ).

‏٢٤ - الطائع، عبدالكريم بن المطيع، أبوبكر ( ٣٦٣ - ٢٩٣ ه- ).

‏٢٥ - القادر، أحمد بن اسحاق، أبوالعباس ( ٢٩٣ - ٤٢٢ ه- ).

‏٢٦ - القائم، عبدالله بن القادر، أبوجعفر ( ٤٢٢ - ٤٦٧ ه- ).

‏٢٧ - المقتدي، عبدالله بن محمّد، أبوالقاسم ( ٤٦٧ - ٤٨٧ ه- ).

‏٢٨ - المستظهر، أحمد بن المقتدي، أبوالعباس ( ٤٨٧ - ٥١٢ ه- ).

‏٢٩ - المسترشد، الفضل بن المستظهر، أبومنصور ( ٥١٢ - ٥٢٩ ه- ).

‏٣٠ - الراشد، منصور بن المسترشد، أبوجعفر ( ٥٢٩ - ٥٣٠ ه- ).

‏٣١ - المقتفي، محمّد بن المستظهر، أبوعبدالله ( ٥٣٠ - ٥٥٥ ه- ).

‏٣٢ - المستنجد، يوسف بن المقتفي، أبوالمظفر ( ٥٥٥ - ٥٦٦ ه- ).

‏٣٣ - المستضيء، الحسن بن المستنجد، أبومحمّد ( ٥٦٦ - ٥٧٥ ه- ).

‏٣٤ - الناصر، أحمد بن المستضيء، أبوالعباس ( ٥٧٥ - ٦٢٢ ه- ).

‏٣٥ - الظاهر، أحمد بن الناصر، أبونصر ( ٦٢٢ - ٦٢٣ ه- ).

‏٣٦ - المستنصر، منصور بن الظاهر، أبوجعفر ( ٦٢٣ - ٦٤٠ ه- ).

‏٣٧ - المستعصم، عبدالله بن المستنصر، أبواحمد ( ٦٤٠ - ٦٥٦ ه- ).

هذه هي أسماء وألقاب وكُنّى الخلفاء الأمويّين والعبّاسيّين، فلا نرى بينها اسماً للخلفاء ‏الثلاثة، أو كنية لهم، مثل: أبوبكر، أبو حفص، أبوعمرو، أبوليلى، إلاّ لشخص واحد ‏في العهد الأمويّ وهو: عمر بن عبدالعزيز الذي تسمّى باسم عمر وتكنّى بكنيته، أو كنية ‏لشخص واحد في العهد العبّاسي الثاني وهو الطائع العبّاسي، مع أنّ اسم هذا الأخير كان ‏عبدالكريم ولم يكن عتيقاً أو عبدالعزّى أو عبدالكعبه أو عبدالله حتّى يدلّ على المحبّة فيما ‏بينه وبين أبي بكر كما يقولون.

في حين أنّ أغلب كُنّى العبّاسيّين وأسمائهم كانت تدور في فلك الأسماء ‏

١٢٧

المحبوبة عند أهل البيت مثل: ( محمّد، أحمد، جعفر، عبدالله، عبدالكريم، ‏إبراهيم، يوسف ) وهي نفس الأسماء التي كانوا يتسمّون بها.

أ مّا كناهم فهي: أبو العبّاس، أبو جعفر، أبو عبدالله، أبو محمّد، أبو القاسم، أبو ‏إسحاق، أبو الفضل، فهي كُنّى الطالبيّين أيضاً.

وكذا ألقابهم، فهي مأخوذة من ألقاب أئمّة أهل البيتعليه‌السلام ، مثل: المهدي، ‏الهادي، القائم و(١)

فهل يمكن لأحد أن يدّعي محبّة هؤلاء الخلفاء لأهل البيت وكونهم من شيعتهم ؟! وهم ‏الذين أجرموا بحقّهم أكثر من الأمويّين، وسنذكر لك لاحقاً بعض النماذج على ذلك إن ‏اقتضى الأمر.

فهل أنّ وجود اسم واحد أو اسمين بين هذا الكمّ الهائل من الأسماء إلى القرن السابع ‏الهجري يدلّ على محبّة الخلفاء الأمويّين والعبّاسيّين للخلفاء الراشدين !! أم أنّ محبّتهم ‏للخلفاء تُنتَزَعُ من أمور أخرى، إذن الاعمال هي الدالة على المحبة لا الأسماء.

الحكومتان الأموّية والعباسيّة واتّباعهما لسيرة الشيخين

إنّ الأمويين والعباسيين كانوا يسيرون على خُطى الشيخين ولا غبار على ذلك، وقد ‏أشار مؤسس الدولة الأمو ية إلى هذه الحقيقة في جواب رسالة محمّد ابن أبي بكر; إذ قال ‏معاو ية لمحمّد:‏

فكان أبوك وفاروقه أوّل من ابتزّه [عليعليه‌السلام ] وخالفه أنفسهم، على ذلك اتّفقا ‏واتّسقا، ثمّ دعواه إلى أنفسهم، فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما، فهمّا به الهموم، وأرادا به ‏العظيم. إلى أن يقول:‏

____________________

١- ستقف لاحقاً في السير التاريخي في المسألة من صفحة ١٥٩ - ٢٧٦ على نهي أئمّة أهل البيت شيعتهم من ‏تلقّب أعدائهم بألقابهم وتكنّيهم بكناهم إلاّ عند الضرورة.

١٢٨

فخذ حذرك يابن أبي بكر ! فسترى وبال امرك وقِس شبرك بفترك، تقصر عن أن ‏تساوي أو توازي من يزن الجبال حلمه، [و] لا تلين قسر قناته، ولا يدرك ذو أناته، ‏أبوك مهّد مهاده، وبنى ملكه وشاده، فإن يكن ما نحن فيه صواباً، فأبوك أوله و إن يك ‏جوراً فأبوك أسسه ونحن شركاؤه، وبهدية أخذنا، وبفعله اقتدينا، ولولا ما سبقنا إليه أبوك ‏ما خالفنا ابن أبي طالب، وأسلمنا له، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك فاحتذينا بمثاله، واقتدينا ‏بفعاله. فعِب أباك بما بدا لك أو دَعْ، والسلام على من أناب(١) .

وروى البلاذري ما كتبه يزيد بن معاوية في جواب عبدالله بن عمر، لمّا اعترض ‏عليه بقتل الحسين:‏

أ مّا بعد، يا أحمق ! فإنّا جئنا إلى بيوت مجدّدة، وفُرش ممهّدة، ووسائد منضّدة، ‏فقاتلنا عنها، فإن يكن الحقّ لنا فعن حقّنا قاتلنا، و إن يكن الحقّ لغيرنا فأبوك أوّل من سنّ ‏هذا وآثر واستأثر بالحقّ على أهله(٢) .

فالأمو يّون اتّبعوا سياسة الشيخين في كلّ شيء، في الحديث(٣) ‏والفقه(٤) والسياسة(٥) .

وجاء في رسالة معاوية إلى زياد بن أبيه:‏

____________________

١- كتاب صفين للمنقري: ١٢٠، وانظر أنساب الاشراف ٣: ١٦٧، ومروج الذهب ٣: ١٢ - ١٣، ‏والاختصاص للشيخ المفيد: ١٢٧، وشرح النهج ٣: ١٩٠.

٢- الطرائف لابن طاووس: ٢٤٧، نهج الحق: ٣٥٦، احقاق الحق: ٢٩٧، والجميع عن البلاذري.

٣- إذ حدّد عثمان التحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ‏(‏في ما عُمل به على عهد عمر‏)‏. انظر: الطبقات ‏الكبرى ٢: ٣٣٦، كنز العمّال ١٠: ١٣١ ح ٢٩٤٩٠، تاريخ دمشق ٣٩: ١٨٠.

٤- فمثلا جاء عن مروان بن الحكم قوله: إنّ عمر بن الخطّاب لمّا طُعن استشارهم في الجدّ، فقال: إنّي رأيت ‏في الجدّ رأياً، فإن رأيتم أن تتّبعوه فاتّبعوه، فقال عثمان: إن نتّبع رأيك فهو رشد، وإن نتّبع رأي الشيخ من قبلك ‏فنعم ذو الرأي كان. انظر: المستدرك على الصحيحين ٤: ٣٧٧ ح ٨٩٨٣.

٥- كما مرّ قبل قليل في كلام معاوية لمحمّد بن أبي بكر، ويزيد لعبدالله بن عمر.

١٢٩

وانظر إلى الموالي ممَّن أسلم من الأعاجم، فخذهم بسُنّة عمر بن الخطّاب، فإنّ ذلك ‏خزيهم وذلّهم، أن تنكح العرب فيهم ولا ينكحونهم(١) .

وكتب عمر بن عبدالعزيز إلى عدي بن أرطاة أن سَلِ الحسن البصري: ما بال ‏نصارى العرب لا يؤخذ منهم الجزية ؟ فسأله، فقال: اكتب إليه ‏(‏ إنّك متّبعٌ ولست ‏بمبتدع، إنّ عمر بن الخطّاب رأى في ذلك صلاحاً ‏)‏(٢) .

وقال مروان لمعاوية بعد خطبته المعروفة التي اعتزل فيها: يا ابا ليلى لقد سنّ لها ‏عمر بن الخطّاب سنّة فاتَّبِعْها، فقال معاوية: أتريد أن تفتنّي عن ديني يا مروان(٣) .

وعن الشعبيّ أ نّه دخل على الحجّاج فسأله عن الفريضة في الأُخت، وأُمّ الجدِّ ؟ فأجابه ‏الشعبي باختلاف خمسة من أصحاب الرسول فيها: عثمان، زيد، ابن مسعود، عليّ، ‏ابن عبّاس. ثمّ بدأ بشرح كلام ابن عبّاس. فقال له الحجّاج: فما قال فيها أميرالمؤمنين ‏- يعني عثمان - ؟فذكرها له.

فقال الحجّاج: مُرِ القاضي فليُمْضِها على ما أمضاها عليه أميرالمؤمنين عثمان(٤) . ‏فانظر إلى أولاد هؤلاء هل ترى اسم احد من الثلاثة بينهم.

هذه النصوص تدلّ وبكلّ وضوح على اتّباع الأمويين سيرة الشيخين مع سيرة عثمان ‏بن عفّان وجعلها منهاجاً في الحياة.

وهناك نصوص كثيرة أخرى دالّة على اتّباع التّالين لِما أسّسه الأوّلون. فكيف بأمثال ‏هؤلاء لا يسمّون أولادهم بأسماء الخلفاء الثلاثة، وعلى أيّ شيء يدلّ هذا ؟

بل لماذا لا نرى بين فقهاء المدينة السبعة من اسمه: أبوبكر، عمر، عثمان، ‏

____________________

١- الغارات ٢: ٨٢٤.

٢- انساب الأشراف ٨: ١٥٩.

٣- مقتل الحسين للخوارزمي: ٢١١.

٤- حلية الأولياء ٤: ٣٢٥، سير أعلام النبلاء ٤: ٣١٤.

١٣٠

وهل يدلّ على نصبهم العداء للثلاثة ؟ لا، ليس الأمر كذلك، فالجميع يسيرون على ‏نهج الشيخين وعثمان، وانّ هذه النصوص الآنفة خير دليل على التباغض والعداوة بين ‏عليّ وعُمر وعدم الصداقة بين أبي بكر وعليّ، إذ مرّ عليك كلام معاوية لمحمّد بن أبي ‏بكر ( فكان أبوك وفاروقه أوّل من ابتزّ حقّه وأرادوا به العظيم [أي القتل] ) وكلام يزيد ‏لعبدالله بن عمر: (فأبوك أوّل من سنّ هذا ).

قال المسعودي: وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبدالله في حصره بني هاشم في ‏الشعب وجمعه الحطب ليحرقهم، و يقول:‏

إنّما أراد بذلك أن لا تنتشر الكلمة ولا يختلف المسلمون، وأن يدخلوا في الطاعة ‏فتكون واحدة كما فعل عمر بن الخطّاب ببني هاشم لمّا تأخّروا عن بيعة أبي بكر، فإنّه ‏أحضر الحطب ليحرّق عليهم الدار(١) .

من هنا تعرف عمق مغزى كلام السيّدة فاطمة الزهراءعليها‌السلام ( ويعرف التالون ‏غِبَّ ما أسّسه الأوّلون )(٢) .

وعليه، فما قلته وأثرته من جواب نقضي للشبهة من ان الشيخين وأتباعهما، لو كانا ‏محبين للنبي فلماذا لا يُسمّون أولادهم بأسماء أجداد الرسول وأعمامه.

وكذا ما عنونته من عنوان، لم يكن اعتقاداً منّي بصحّة ما قلته، بل جاء الزاماً ‏للاخرين; الذين يسوقون الكلام على عواهنه.

ولا يخفى عليك بأنّ هذا الكلام لا يمنعنا من القول بوجود خلاف وتعارض بين ثقافة ‏قريش وثقافة الإسلام، فقريش كانت في صراع دائم مع الإسلام وقيمه، ولم تستسلم إلاّ ‏بعد فتح مكة وتحت وطأة السيف، وهي التي دعت إلى المنع من تدوين حديث رسول الله، ‏وفي المقابل دعت إلى تعلّم الأنساب وأيام العرب.

فمن الطبيعي - ولأجل الخلاف الملحوظ بين المدرستين - قد لا تسمّي ‏

____________________

١- مروج الذهب ٣: ٨٦ ط الميمنية، وانظر: شرح نهج البلاغة ٢٠: ١٤٧ وفيه زيادة: وأن يدخلوا في ‏الطاعة كما فعل عمر ...‏

٢- معاني الأخبار ٣٥٤ - ٣٥٥، دلائل الإمامة ١٢٥ - ١٢٨، أمالي الطوسي: ٣٧٤ - ٣٧٦.

١٣١

قريش أبناءَها بأسماء مناوئيها; لأ نّها لم تستعدّ فكرياً ولم تؤهل أخلاقياً للثورة على ‏المطامع الشخصية والأنانية، وبذلك يكون حالها مشابهاً لحال المناوئين للإمام علي من ‏امثال الخوارج الذين لم يعجبهم اسماء أهل البيت.

لكنّ هذا الأمر لا يمكن تصوّره في أئمّة أهل البيت، لأ نّهم أسمى من هذه الظواهر ‏التي تتعكّز عليها شخصيّة الإنسان العادي، لأ نّهمعليهم‌السلام ينظرون إلى الأمور ‏بنظرة عالية و يسعون دوماً للحفاظ على وحدة الصف الإسلامي، واقفين أمام الفتن ‏وجادّين إلى تحجيم زاوية الخلاف بينهم وبين الجهاز الحاكم في الظاهر كي لا يستغله ‏الأعداء.

لكنّ هذا لا يعني بأنّ أهل البيت كانوا بهذه السياسة يجاملون ويداهنون و يُعتّمون على ‏وجود خلاف جوهريّ بينهم وبين الحكام، بل الفارق بينهم وبين غيرهم أ نّهم لا يخلطون ‏الأوراق، و يتعاملون مع كلّ شيء على حسبه، فلا يرون التسمية بأبي بكر وعمر - في ‏ظروف مّا - مخلّة بموازينهم، أو أ نّها ستزلزل مواقفهم، أو أ نّها تبعدهم عن أهدافهم قيدَ ‏أنملة، كلاّ فالأمر لم يكن كما يتخيّله الآخرون، فهم لا يجيزون ربط موضوع التسميات ‏مع المسائل الخلافية المذهبيّة، لأنّ مجال كلّ واحد يختلف عن الآخر.

نعم، ربّما يكون ذلك في ظروف خاصّة وبالعنوان الثانويّ، لكنّه لم يكن في أ يّام ‏الخلفاء الأربعة قطعاً; لأنّ الأمور لم تتأطّر - كما هي متأطره اليوم - نهائياً ‎

بعدُ.

فالتسمية بأبي بكر وعمر وعثمان لا تعطي الشرعية للخلفاء، ولا تدلّل على عدالتهم ‏ووثاقتهم ولزوم الأخذ عنهم، بل هي حالة اجتماعية طبيعية ليس إلاّ، فالذين يريدون ‏الاستفادة من هذه التسميات لتثبيت خلافة الشيخين، أو رفع العداوة والخلاف بين الآل ‏والخلفاء، هُم واهمون، لأنّ الخلاف بينهم أكبر من أن يرتفع بتسمية واحدة أو اثنتين أو ‏ثلاث، أو زواج مفتعل، أو مصاهرة بين هذا أو ‏

١٣٢

ذاك، و يكفينا للتدليل على وجود الخلاف، ما جاء في الخطبة الشقشقية(١) ، وخطب ‏السيدة فاطمة الزهراء، ووصيّتها بأن لا يشهد جنازتها أبوبكر وعمر وموتها وهي واجدة ‏عليهما(٢) ، وتهديد عمر بإحراق بيت فاطمة(٣) ، و إسقاطه جنينها محسنا(٤) ، وعدم ‏تولية عمر أحداً من بني هاشم السرايا والولايات(٥) ، وقوله لابن عباس: أما زال في ‏نفس علي شيء(٦) ، إلى غيرها من عشرات بل مئات النصوص الدالة على التخالف في ‏السياسة والمنهج.

فأهل البيت رغم خلافهم مع أبي بكر وعمر وعائشة وطلحة والزبير، لا يمنعون ‏التسمية بهذه الأسماء، بلعليهم‌السلام يترفّعون عن هكذا أمور، ولو راجعت كتب ‏أنساب الطالبيّين لرأيت الإمام السجاد، والكاظم، والرضا، والهادي قد سمّوا بناتهم ‏عائشة(٧) ، لأنّ عائشة هو اسم فاعل من عاش يعيش، فلا ضير من التسمية ‏

____________________

١- نهج البلاغة: ٤٨ الخطبة ٣.

٢- عيون أخبار الرضا ٢: ٢٠١ وعنه في بحارالأنوار ٣١: ٦٢١ ح ١٠٤، وانظر صحيح البخاري ‏‏٤: ١٥٤٩ ح ٣٩٩٨ وصحيح مسلم ٣: ١٣٨٠ ح ١٧٥٩.

٣- تاريخ الطبري ٢: ٢٣٣، الإمامة والسياسة ١: ٣٠، المذكر والتذكير لابن أبي عاصم: ٩١.

٤- الملل والنحل ١: ٥٧ الترجمة ٣ / الفرقة النظامية، الوافي بالوفيات ٦: ١٥ الترجمة ٣ للنظام المعتزلي، ‏لسان الميزان ١: ٢٦٨ الترجمة ٨٢٤ لأحمد بن محمّد بن السري، مناقب بن شهرآشوب ٣: ١٣٣، عن ‏المعارف للقتيبي قال: محسناً فسد من زخم قنفذ.

٥- الاحتجاج ١: ١٠٩ وعنه في بحارالأنوار ٢٨: ٢٨٣، الاختصاص: ١٨٥.

٦- شرح نهج البلاغة ١٢: ٢٠ عن أحمد بن أبي طاهر صاحب كتاب تاريخ بغداد في كتابه مسنداً وعنه في ‏بحار الأنوار ٣٠: ٥٥٥ بتصرف.

٧- في الوقت نفسه نهى الإمام الكاظم يعقوب السراج من التسمية ب- ‏(‏حميراء‏)‏، لأنّه كاد أن يكون علماً ‏مخصوصاً بعائشة، ومختلقاً لها قبال أمهات المؤمنين، أمثال: خديجة وأم سلمه و ...، ويحتوي على موامرة ‏سياسية اموية ضد علي، بخلاف اسم عائشة فإنه اسم عام لالف امرة تسمو بها قبل الإسلام وبعده.

وقد يكون أمر الإمام ليعقوب السراج جاء من باب الكرامة والإعجاز، لأنّ النص الذي سيأتي عليك لاحقاً، فيه ‏أنّهعليه‌السلام قالها (وهو في المهد وبلسان فصيح). وهو النص الوحيد الصريح الآتي من قبل الأئمّة في ‏المنع من التسمية بأحد أسماء المخالفين بخصوصه.

وعليه فالتسمية ب- (حميرا) يختلف عن التسمية ب- (عائشة) فينهى عن الأولى ويسمى بالثانية ولا ضير، قبل ان ‏يصير رمزاً للمخالفة مع علي ويرمز إلى حالة تاريخية.

١٣٣

بهذا الإسم لو لوحظ فيه المعنى اللغوي فقط.

أ مّا لو أريد بالتسمية الأخذ بنظر الاعتبار مواقف عائشة بنت أبي بكر في الجمل قِبال ‏إمام زمانها علي بن أبي طالب، والإشادة بدورها في شقّ الصف الإسلامي، فهو منهيٌّ ‏عنه; لأنّ هذا العمل يوجب التثقيف الباطل للمسلم، و إشاعة ثقافة العداء لأهل بيت ‏الرسول، الذين امرنا الله ورسوله بمودتهم وطاعتهم.

عمر وأسماء الأنبياء

وهنا نكتة لابدّ من الإشارة إليها، وهي تعامل عمر بن الخطاب مع تسمية بعض ‏الصحابة أولادهم بأسماء الأنبياء، ولا أريد أن أتعامل مع هذه المسألة بنظرة رمادية، بل ‏أريد فهم الموضوع بنظرة موضوعية وحيادية جذرية، وهي: لماذا نهى عمر بن الخطاب ‏عن التسمية بأسماء الأنبياء ؟ وهل حقّاً أنّ السبب هو ما رواه عبدالرحمن بن أبي ليلى إذ ‏قال:‏

نظر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى أبي عبدالحميد أو ابن عبدالحميد - ‏شك أبو عوانه - وكان اسمه محمّداً، ورجل يقول له: فَعَلَ الله بك وفعل وفعل، ‏قال: وجعل يسبّه، قال: فقال أمير المؤمنين عند ذلك يأبن زيد أَدن مني، قال: لا ‏أرى محمَّداً يسُبُّ بك، لا والله لا تُدعى محمّداً أبداً ما دمتُ حيّاً، فسمّاه ‏عبدالرحمن، ثم أرسل الى بني طلحة ليغير أهلهم أسماءهم وهم يومئذ سبعة ‏وسيدهم وأكبرهم محمّد، قال:‏

فقال محمّد: أنشدك الله يا أمير المؤمنين، فو اللهِ إن سمَّاني محمّداً ‏

١٣٤

يعني إلاّ محمّد.

فقال عمر: قوموا فلا سبيل لي إلى شيء سمّاه محمّد(١) .

وعن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم عن أبيه، ان عمر بن الخطاب جمع كل ‏غلام اسمه اسم نبي فأدخلهم الدار ليغير اسمائهم، فجاء آباؤهم فأقاموا بيّنة أن رسول ‏اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سمى عامتهم فخلي عنهم، قال أبو بكر: وكان أبي فيهم. ( ابن ‏سعد وابن راهويه، وحسن )(٢) .

وعن سالم بن أبي جعد: إنّ عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه كتب: لا تسمّوا ‏باسم نبيّ، فكان رجل يسمّى هارون فغيّر اسمه(٣) .

وفي الطبقات: دخل عبدالرحمن بن سعيد العدوي على عمر بن الخطاب، وكان اسمه ‏موسى فسماه عبدالرحمن، فثبت اسمه إلى اليوم، وذلك حين أراد عمر أن يغيّر اسم من ‏تسمّى بأسماء الأنبياء(٤) .

وفي كنز العمال: إنّ عبدالرحمن بن الحارث كان اسمه إبراهيم، فدخل على عمر في ‏ولايته حين أراد أن يغيّر اسم من تسمّى بأسماء الأنبياء، فغيّر اسمه وسمّاه عبدالرحمن، ‏فثبت اسمه إلى اليوم(٥) .

وفي شرح النووي على مسلم وعمدة القاري: كتب عمر إلى أهل الكوفة: لا تسمّوا ‏أحداً باسم نبيّ، وأمر جماعة بالمدينة بتغيير أسماء أبنائهم المسمّين بمحمّد، حتّى ذكر له ‏جماعة أنّ النبي أذن لهم في ذلك وسمّاهم به، فتركهم، قال ‏

____________________

١- مسند أحمد ٤: ٢١٦ ح ١٧٩٢٧، وانظر طبقات ابن سعد ٥: ٥٠، ٥٤، الإصابة ٦: ١٧ ت ٧٧٨٦، ‏أسد الغابة ٤: ٣٢٣، قال: أخرجه الثلاثة.

٢- كنز العمال ١٦: ٥٨٨ ح ٤٥٩٦٦.

٣- جزء حنبل التاسع ( من فوائد ابن السماك ): ٧٦، الفتن لحنبل بن اسحاق: ٢١٩ وأنظر عمدة القاري ‏‏٢٢: ٢٠٦.

٤- طبقات ابن سعد ٥: ٥١ وعنه في كنز العمال ١٦: ٢٤٨ ح ٤٥٩٦٩.

٥- كنز العمال ١٦: ٢٤٨ ح ٤٥٩٦٨ عن ابن سعد ٥: ٦، تاريخ دمشق ٣٤: ٢٧٤.

١٣٥

القاضي: والأشبه أنّ فعل عمر هذا إِعظامٌ لاسم النبي(١) .

وفي فتح الباري: يقال: إنّ طلحة قال للزبير: أسماء بَنِيَّ أسماء الأنبياء، وأسماء بنيك ‏أسماء الشهداء، فقال [الزبير]: أنا أرجو أن يكون بَنِيَّ شهداء وأنت لا ترجو أن يكون ‏بنوك أنبياء !! فأشار إلى أنَّ الذي فعله أولى من الذي فعله طلحة(٢) .

لا أدري هل يصح ما علله عمر بن الخطاب أم ما قاله الشيخ المجلسي:‏

ومنع عمر إمّا لجهله بالسّنة، أو لإرادته أن لا يبقى على وجه الأرض اسمُ ‏محمَّد(٣) .‏

والذي أقوله هنا هو: ألم يكن الأولى بعمر بن الخطاب أن يسمح بالتسمية بأسماء ‏الأنبياء، بل الأَولى به أن يشجّع و يحثّ على ذلك، مع تأكيده على رعاية احترامهم ؟! ‏وهو ما فعله النبيّ والأئمّة الأطهار.‏

فعن أبي رافع، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: إذا سمّيتم محمّداً فلا ‏تقبّحوه ولا تجبهوه ولا تضربوه، بورك لبيت فيه محمّد، ومجلس فيه محمّد، ورفقة فيها ‏محمّد(٤) .

وعن أبي هارون مولى أبي جعدة، قال: كنت جليساً لأبي عبدالله [الصادق]عليه‌السلام بالمدينة ففقدني أ يّاماً، ثمّ إنّي جئت إليه فقال: لم أرك منذ أيام يا أبا ‏هارون؟

فقلت: ولد لي غلام.‏

فقال: بارك الله لك، فما سمّيته؟

قلت: سمّيته محمّداً، فأقبل بخدّه نحو الأرض وهو يقول: محمّد، ‏

____________________

١- أنظر شرح النووي على مسلم ١٤: ١١٣، وعمدة القاري ١٥: ٣٩.

٢- فتح الباري ١٠: ٥٨٠.

٣- مرآة العقول ٢١: ٣٧.

٤- مكارم الأخلاق: ٢٥، وعنه في مستدرك وسائل الشيعة ١٥: ١٣٠ ح ٢، وفيه: بورك بيت فيه محمّد.

١٣٦

محمّد، محمّد، حتّى كاد يلصق خدّه بالأرض، ثمّ قال: بنفسي وبولدي وبأهلي ‏وبأبويَّ وبأهل الأرض كلّهم جميعاً الفداء لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لا ‏تسبّه ولا تضربه ولا تُسِئْ إليه، واعلم أ نّه ليس في الأرض دار فيها اسم محمّد إلاّ ‏وهي تُقَدَّس كلَّ يوم(١) .‏

تأمل في انحناءات الإمام الصادق تعظيماً لاسم محمّد، وقوله: ( بنفسي وبولدي ‏وبأهلي وبأبويّ وبأهل الأرض كلّهم جميعاً الفداء لرسول الله ).

متى قالهاعليه‌السلام ؟ ألم يكن قالها بعد أكثر من نصف قرن من وفاة عمر وبعد ‏رسوخ فكره عند أتباعه ؟ أي بعد استقرار ثقافة النهي عن التسمية بأسماء الأنبياء ‏والمرسلين، وعلى رأسهم النهي عن ذكر اسم محمّد الصادق الأمين؟!‏

وقد روى الصادقعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قوله: من ولد له ‏أربعة أولاد لم يسم أحدهم باسمي فقد جفاني(٢) .

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا سمّيتم الولد محمّداً فأكرموه، وأوسعوا له في ‏المجلس، ولا تقبّحوا له وجها(٣) .

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر من اسمه محمّد أو ‏أحمد فأدخلوه في مشورتهم إلاّ كان خيراً لهم(٤) .

وبالإسناد عن النبي: ما من مائدة وضعت فقعد عليها من اسمه محمّد أو أحمد إلاّ قدّس ‏ذلك المنزل في كلّ يوم مرّتين(٥) .‏

وجاء عن الباقرعليه‌السلام قوله: أصدق الأسماء ما سمّي بالعبوديّة، وأفضلها أسماء ‏

____________________

١- الكافي ٦: ٣٩ ح ٢، وسائل الشيعة ٢١: ٣٩٣ ح ٤.

٢- الكافي ٦: ١٩ ح ٦، التهذيب ٧: ٤٣٨ ح ١١، وفي أمالي الطوسي: ٦٨٢ ح ٦ ثلاث بنين.‏

٣- وعيون اخبار الرضا ٢: ٢٩، وعنه في وسائل الشيعة ٢١: ٣٩٤ ح ٧، الجامع الصغير ١: ١٠٩ ح ‏‏٧٠٦.

٤- عيون اخبار الرضا ٢: ٣٢ ح ٣٠، مكارم الأخلاق: ٢٢٠، فضائل التسمية بأحمد ومحمّد: ١٩.

٥- وسائل الشيعة ٢١: ٣٩٤ ح ٩، عن عيون اخبار الرضا ٢: ٣٢ ح ٣١.

١٣٧

الأنبياء(١) .‏

وعن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبداللهعليه‌السلام أ نّه قال: ما من رجل يحمل له ‏حمل فينوي أن يسمّيه محمّداً إلاّ كان ذكراً إن شاء الله تعالى، وقال: هاهنا ثلاثة كلّهم ‏محمّد، محمّد، محمّد.

وقال أبوعبداللهعليه‌السلام في حديث آخر: يأخذ بيدها و يستقبل بها القبلة عند الأربعة ‏أشهر ويقول: اللهمّ إنّي سمّيته محمّداً، ولد له غلام، و إن حوّل اسمه أُخذ منه(٢) .‏

هذه ثقافة أهل البيت وتراهم يقولون بفضيلة التسمية باسماء الأنبياء خصوصاً اسم ‏النبي الخاتم محمد بن عبدالله.

ألم تكن ثقافة الدعوة للتسمية باسم النبيّ الخاتم والنصح للمسلمين خيراً من ثقافة التغيير ‏الماحي لاسم النبيّ محمّد الماحي ؟! بل ماذا يمكننا أن نقول عن هدف عمر في تغييره ‏لأسماء الأنبياء؟

وهل يمكننا - بعد اتّضاح سياسته - أن نعزو عدم وجود روايات دالّة على استحباب ‏التسمية بأسماء الأنبياء في كتب أبناء العامّة إلى أ نّها خضعت لمنع عمر من التسمية ‏بأسماء الأنبياء؟ أم إنّ الأمر غير ذلك ؟

الكلّ يعلم بأنّ الأسماء ضرورة لابدّ منها، وأنّ التسمية بالأسماء المحمودة كأسماء ‏الأنبياء والمرسلين هي من الأمور المحبوبة والحسنة عقلاً وشرعاً، لأنّ بها تثبت الرمزية ‏للخير والدعوة إليه.‏

وكذا لا محيص من تلقّي الهجاء والمدح جراء التسمية، وقد تستدعي التربية في بعض ‏الحالات - من قبل الاب أو الجد - الضرب والشتم، وهي حقيقة طبيعية لا مناص عنها ‏وليست بأمور طارئة.‏

____________________

١- الكافي ٦: ١٨ ح ١، التهذيب ٧: ٤٣٨ ح ١١، معاني الاخبار: ١٤٦ ح ١.

٢- مرآة العقول ٢١: ٢١.

١٣٨

ألم يكن لعمر بن الخطاب أن يتعامل مع التسمية بأسماء الأنبياء مثل تعامل النبي ‏والأئمّة الأطهار من حيث الدعوة الى التسمية المباركة مع احترام المسمَّين بأسماء الأنبياء ‏وإدخالهم في المشورة، وتوسيع المجالس لهم، وعدم التقبيح لوجوههم، وإكرامهم، ‏والجلوس معهم على المائدة و... لا أن يمنع من التسمية ويسعى لتغيير الأسماء الإيجابيّة ‏الإلهيّة.

صحيح أنّ الأمر يجب التنبيه عليه كي لا يهان النبيّ، لكن لا بهذه الصورة، إذ أنّ ‏عمل عمر الرَّدْعي هو الأشدّ ضرراً وتطرُّفاً في مثل هذا الأمر، وهو أقرب إلى الإبادة من ‏الإصلاح، وهو يشابه ما عمله في منع حديث رسول الله بدعوى اختلاطه مع القرآن، فكان ‏عليه أن يدعو الى الحيطة في نقل الحديث عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأن لا يجمع ‏حديث رسول الله مع آيات القرآن الكريم في مصحف واحد، لا أن يمنع من تدوين حديث ‏رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله و يأمر بحرق الأحاديث النبوية، فعمله في هذين الأمرين ‏سيِّانِ.

ومما يجب التأكيد عليه أنّ رسول الله كان يعلم بأنّ التسمية باسمه قد يسبّب شتم ‏وضرب المسمى باسمه، ولأجل ذلك دعا المؤمنين إلى رعاية ذلك، بل لزوم أن يوسّعوا ‏لمن اسمه محمّد في المجلس، أي أنّ التسمية بمحمّد فيه دعوة الآباء والمؤمنين إلى التربية ‏الصحيحة والتخاطب السليم بين الناس، والابتعاد عن منهج الضرب والشتم، أي تثقيف ‏الأمّة بالثقافة الصحيحة من خلال التسمية بأسماء الأنبياء وخصوصا النبيَّ محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله .

ومن الطريف أنّ عمر ينهى من التكنية بأبي عيسى(١) وأبي يحيى(٢) ، ‏

____________________

١- انظر سنن أبي داود ٤: ٢٩١ ح ٤٩٦٣، كنز العمال ١٦: ٢٥٠ ح ٤٥٩٨.

٢- انظر تاريخ دمشق ٢٤: ٢٤٠، وفيه قال عمر لصهيب ما وجدت عليك في الإسلام إلاّ ثلاثاً اكتنيت بأبي ‏يحيى وقال الله تعالى: لم نجعل له من قبل سميا، والاستيعاب ٢: ٧٣١، المحلى ٨: ٢٩٧، الروض الأنف ‏‏٢: ٦٩، المعجم الكبير ٨: ٣٢ ح ٧٢٩٧ وفيه قال عمر لصهيب: اراك تبذر مالك وتكتني بأسم نبي ...‏

١٣٩

و يتكنّى هو بأبي مرّة(١) وهو الاسم المنهي عنه عند رسول الله(٢) ، على أنّ أبا مرّة ‏كنية إبليس كما في المعاجم اللغوية(٣) ، وقيل: كانت له ابنة اسمها مرّة ولأجل ذلك تكنّى ‏بها(٤) .

بهذا قد تكون عرفت أخي القارئ الكريم سر اتياني بالمقدمة الاولى وتاكيدي على كون ‏اسم النبي محمّد وأهل بيته مشتقة من اسم الباري جل وعلا، وان قريش كانت تمانع من ‏نشر اسم النبي وآله وثقافته الاصيلة للتضاد الموجود بينهما.

ما يدلّ على جواز تغيير اسم محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله وردّه‏

هذا وقد يستدلّ البعض على جواز التغيير بما روي عن أبي عبدالله الصادقعليه‌السلام قال: لا يولد لنا ولد إلاّ سمّيناه محمّداً، فإذا مضى لنا سبعة أ يّام فإن شئنا غيّرنا ‏و إن شئنا تركنا(٥) .

لكن هذا الكلام غير صحيح لو أخذ على اطلاقه، وذلك لمخالفته للروايات الكثيرة ‏الدالة على ‏(‏ أنّ خير الأسماء: أسماء الأنبياء ‏)‏(٦) ، و ‏(‏ من الجفاء للرجل أن لا يسمّي ‏أحد أولاده - الثلاثة أو الأربعة - بمحمّد ‏)‏(٧) .

____________________

١- الغدير ٦: ٣١٣.

٢- انظر الموطأ ٢: ٩٧٣، باب ما يكره من الأسماء ح ٢٤ والسيرة الحلبية ١: ١٢٩.

٣- لسان العرب ٢: ٥٥٢، تهذيب الأسماء ١: ١١٩ وغيره.

٤- الغدير ٦: ٣١٣.

٥- الكافي ٦: ١٨ ح ٤، مرآة العقول ٢١: ٣٢، التهذيب ٧: ٤٣٧ ح ١٠.

٦- انظر وسائل الشيعة ٢١: ٣٩١ ح ١، مستدرك الوسائل ١٥: ١٢٨ / الباب ١٥ استحباب التسمية بأسماء ‏الأنبياء سنن أبي داود ٤: ٢٨٧ ح ٤٩٥٠، سنن النسائي (المجتبى) ٦: ٢١٨ ح ٣٥٦٥، مسند أحمد ٤: ٣٤٥ ‏ح ١٩٠٥٤، عن أبي وهب وكانت له صحبة قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : تسموا بأسماء الأنبياء ...‏

٧- انظر الكافي ٦: ١٩ ح ٦، التهذيب ٧: ٤٣٨ ح ١١، وسائل الشيعة ٢١: ٣٩٣ ح ٢.

١٤٠