التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي0%

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي مؤلف:
تصنيف: مكتبة التاريخ والتراجم
الصفحات: 550

التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

مؤلف: السيد علي الشهرستاني
تصنيف:

الصفحات: 550
المشاهدات: 166333
تحميل: 7324

توضيحات:

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 550 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 166333 / تحميل: 7324
الحجم الحجم الحجم
التسميات بين التسامح العلوي  والتوظيف الأموي

التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي

مؤلف:
العربية

والآخر هو الشهير بأبي بكر بن علي وأمه ليلى الدارمية النهشلية.

وثالثهم يمكن أن نقول أ نّه ابن أسماء بنت عميس، وهو ليس ببعيدطبق بعض ‏النصوص.

وقد يكون المسمى بمحمد الأصغر هو ابن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب والذي تكون ‏جدته أسماء - زوجة الإمام علي - وبذلك يكون محمّد هذا هو حفيد أخ الإمام علي بن أبي ‏طالب (جعفر)، وكذا حفيد زوجته أسماء، فاختلط الأمر على النسّابة إذ عدّوه ابناً لعلي بن ‏أبي طالبعليه‌السلام .

لكن قد يقال في جواب احتمال كهذا: لماذا لا يقع السلام - في زيارة الناحية والرجبية - ‏على أبي بكر بن النهشلية، أو ابن أسماء بنت عميس كما وقع على محمّد الأصغر قتيل ‏الأباني الدارمي؟

الجواب: إنّ السلام الواقع في الزيارات كان على العَيِّنة من أهل البيت وأصحاب ‏الإمام الحسين لا على جميع المستشهدين بين يديه، وقد يكون لمحمّد الأصغر ابن أمير ‏المؤمنين قتيل الأباني خصوصيّة لم تكن عند الآخرين، وقد تكون هناك احتمالات أخرى.

٤٢١

الخلاصة

فتلخّص مما سبق: أنّ للإمام علي من ليلى الدارمية النهشلية ابنين: اسم أحدهما ‏عبيدالله المكنّى بأبي علي.

والآخر عبدالله أو محمّد الأصغر المكنّى بأبى بكر.

وقد شك المؤرّخون في مقتل اخيه عبيدالله في كربلاء; لأنّ غالب المصادر تذهب إلى ‏مقتله مع مصعب بن الزبير، وقبره مشهور بالمذار قرب البصرة.

أما عبدالله المكنّى بأبي بكر، فهو الآخر قد شك في مقتله في الطف، وقد مر عليك ‏كلام الطبري في عبيدالله وأبي بكر ابنَي الإمام علي من ليلى النهشلية وشكّه في قتلهما في ‏كربلاء بقوله (فزعم هشام بن محمّد أ نّهما قتلا مع الحسين بالطف). وهناك قول آخر ‏يذهب إلى أ نّه قتل في الطف هذا من جهة.

ومن جهة أخرى: بما أنّ لعلي بن أبي طالب ابنين آخرين يشتركان مع الابن الثاني ‏لليلى النهشلية في الاسم.

أحدهما: ابن أم البنين الكلابية والذي اسمه عبدالله - أخو العباس وعثمان وجعفر -.

والثاني: محمّد الأصغر ابن أمّ ولد، واللَّذان استُشهدا في كربلاء، فلا يستبعد أن ‏يكون المؤرّخون والنّسابة وأصحاب المقاتل كنّوا المسمى بعبدالله أو محمّد بن ليلى النهشلية ‏بأبي بكر كي يميّزوه عن أخويه من قبل الأَب.

وقد يكون أبا بكر هذا هو ابن الإمام الحسن المجتبى ابن الإمام عليّ فنسب إلى الإمام ‏عليّ لعلل رجوها.

وقد لا يكون (أبو بكر) كنية لابن ليلى النهشلية بل هو اسم، خصوصاً إن صحَّ كتاب ‏معاوية المروّي في كتاب سليم بن قيس إلى الإمام علي، والذي فيه: ‏(‏وقد بلغني وجائني ‏بذلك بعض من تثق به من خاصّتك بأنّك تقول لشيعتك ‏ ‎ [ ‎ الضالة ‎ ] ‎ وبطانتك بطانة السوء: ‏‏(‏إنّي قد سميت ثلاثة بنين لي أبا بكر وعمر وعثمان، فإذا ‏

٤٢٢

سمعتموني أترحَّم على أحد من أئمّة الضلالة فإنّي أعني بذلك بَنِيَّ‏)‏.

فلو صح خبر كتاب سليم بن قيس وادعاء معاوية بن أبي سفيان فيُتَصَوَّرُ بدواً بأنّ أبا ‏بكر هو اسم لأحد ولد علي بن أبي طالب، والأرجح أن يكون ابن ليلى النهشلية، لأ نّه ‏ليس بين ولد الإمام علي من سُمِّي أو كُنِّي بأبي بكر غير هذا.

وهذا الخبر سيدعونا إلى القول بأن اسم أبي بكر قد أطلق على ابن ليلى النهشلية منذ ‏زمان معاوية بن أبي سفيان لا بعد واقعة كربلاء كما يستفاد من تحليلنا السابق.

لكن هذا الكلام هو الآخر غير صحيح، لأنّ التسمية أعّم من الاسم والكنية واللقب، ‏وأنّ رسول الله حينما أمرنا بتحسين الأسماء عنى أيضاً تحسين الكنى والألقاب أيضاً، ‏ومثله قوله تعالى (وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالاْلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ)فهو لا يعني عدم التنابز ‏بالألقاب بما هي القاب، بل يعني عدم التنابز بالأسماء والكنى والألقاب معاً.

مضافاً إلى ذلك وجود هذه الجملة في نسخة (ج-) من كتاب سليم بن قيس: ‏(‏إنك قد ‏سميت ثلاثة بنين لك، كنيت أحدهم أبا بكر، وسميت الاثنين عمر وعثمان‏)‏ وهو مُبَعِّدٌ أن ‏يكون أبو بكر اسماً لابن ليلى النهشلية.

ويضاف إلى ذلك أنّ لفظة الاسم تطلق على الكنية أيضاً، إذ أخرج مسلم والبخاري ‏بسنديهما عن سهل بن سعد الساعدي أ نّه قال في علي: والله، إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سماه بأبي تراب، ولم يكن له اسم أحبّ إليه منه(١) .

ومما يمكن احتماله في أبي بكر بن علي أيضاً هو وقوع الالتباس على المؤرخين ‏والنسابة وأصحاب المقاتل وخلطهم بين ولد عبدالله بن جعفر وبين ولد الإمام علي بن أبي ‏طالب أو بين أبو بكر بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ‏

____________________

١- صحيح البخاري ٣: ١٣٥٨ ح ٣٥٠٠، ٥: ٢٣١٦ ح ٥٩٢٤، صحيح مسلم ٤: ١٨٧٤ ح ٢٤٠٩.

٤٢٣

وبين المكنّى بأبي بكر: أعني عبدالله بن عليّ ابن ليلى النهشلية - زوجة عبدالله بن ‏جعفر بعد الإمام عليّ -.

لأن المعروف بأنّ عبدالله بن جعفر قد تزوّج ليلى النهشلية بعد الإمام علي، فقد جمع ‏بين زوجة علي (ليلى) وبنته (زينب)، وأنّ أولاد ليلى النهشلية وزينب بنت علي بن أبي ‏طالب وأولاد غيرهم من نساء عبدالله بن جعفر كانوا مع الحسين بن علي في كربلاء، لأنّ ‏عبدالله بن جعفر كان قد سمح لولده بأن يخرجوا مع الحسين، فليس من البعيد أن يخلط ‏النسابة والمؤرّخون بين أبي بكر بن عبدالله بن جعفر وبين أحد ولد علي من ليلى ‏النهشلية، المسمى بعبدالله ويطلقوا عليه لقب أبي بكر.

وقد يكون هذا الأمر مقصوداً من قبل بعض المؤرّخين والنّسابة لكي يكملوا أسماء ‏الثلاثة في ولد علي.

ولعلَّ المسمّى بعبدالله أو محمّد ابن ليلى النهشلية لم يكن ابناً لعلي بل هو ابن عبدالله بن ‏جعفر.

وقد يكون هذا هو أخو عبدالله بن جعفر، لأنّ أ مّهم أسماء بنت عميس قد تزوّجها ‏الإمام علي بعد أبي بكر، وكان لها ولدان من جعفر بن أبي طالب باسم محمّد:‏

محمّد الأكبر الذي قتل مع عمه علي في صفين وقيل بتستر.

والآخر محمّد الأصغر المقتول مع ابن عمه الحسين في كربلاء.

وقد يقال أيضاً بأنّ ما حكوه عن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب وأ نّه سَمَّى أحد ولده ‏بأبي بكر، أ نّها كانت كنية لمن اسمه محمّد الأصغر من ولده المقتول في كربلاء.

وعليه فلا يستبعد أن يختلط ولد ليلى الدارمية النهشلية من علي، مع ولدها من عبدالله ‏بن جعفر، وقد يمكن أن ينسب ولد عبدالله بن جعفر الآخرين إلى جدّتهم أسماء بنت ‏عميس، وقد ينسب ولد أسماء من غير علي إلى الإمام علي، ‏

٤٢٤

وبالعكس.

وقد يكون أبو بكر بن علي هذا هو عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب المكنّى ‏بأبي بكر والمستشهد في كربلاء، وذلك لاتحاد ما قيل فيهما.

وعلى أيّ حال فحياة أبي بكر بن علي بن أبي طالب لم تكن واضحة المعالم - كأخيه ‏عمر الاطرف - ولم يكن له دورٌ مهمّ كالعباس أو مسلم بن عقيل أو زهير بن القين أو ‏غيرهم من أصحاب الحسين، ولم يكن قتله مفجعاً كقتل عبدالله الرضيع بن الحسين بن ‏علي، فهذه العلل واختلاط اسمه وكنيته مع اسم وكنية الآخرين، كلّ هذه الامور لا تجعل ‏حياته واضحة تماماً كحياة غيره من أبطال كربلاء، ولأجله لم يسلّط خطباء المنبر ‏الحسيني الضوءَ على شخصيته كما يسلّطون الضوء على كبار رجالات كربلاء.

فأبو بكر بن علي لم يثبت قتله في كربلاء، بل إنّ شهادته مشكوك فيها، حتى أنّ ‏الشيخ شمس الدين ذكره كما ذكر عمر بن علي الأطرف ضمن العشرة المشكوك في ‏قتلهم(١) .

وعليه فعدم ذكرهم جاء لهذه العلل والأسباب، لا لتكنيِّه بأبي بكر - كما يريد البعض ‏أن يصور ذلك - والخطباء يتعرضون إلى الشخصيات البارزة والمهمة في واقعة كربلاء ‏مثل موقف زينب، وخطبة علي بن الحسين في مجلس يزيد، ودخول مسلم إلى الكوفة، ‏وأخبار ساقي عطاشى كربلاء العباسعليه‌السلام وأمثالها، فإنّ تلك المواقف لم تكن ‏كمواقف أبي بكر بن علي، أو عمر بن علي، أو عثمان بن علي وهؤلاء - على فرض ‏شهادتهم - فهم شهداء كغيرهم من الشهداء.

هذا، مع أنّ الخطباء لا يذكرون جميع الشهداء; إذ ترى بين الشهداء من هم من أولاد ‏جعفر بن أبي طالب وعقيل بن أبي طالب وغيرهم، واسمائهم غير اسماء الثلاثة ومع ذلك ‏لا يُذكَرون بأجمعهم، فالخطباء لا يذكرون إلاّ العِينة من الشهداء، ‏

____________________

١- انظر أنصار الحسين: ١٣٦.

٤٢٥

وهذا لا يعني عدم احترامهم وتجليلهم للشهداء غير المذكورين على المنابر، فكيف ‏بمن شك في قتله في كربلاء مثل: أبي بكر بن علي، وعمر بن علي.

فعمر بن علي بن الصهباء التغلبية لم يثبت مشاركته في الطف فضلاً عن شهادته، بل ‏أن أمر شهادته لا يختلف عما قيل في أخيه أبي بكر بن علي ووقوع التصحيف فيه، فلا ‏يستبعد أن يصحفوا عمرو بن الحسن بن علي إلى عمر ثم يسقطو اسم الحسن فيقولوا ‏بوجود عمر بن علي بن أبي طالب في كربلاء، في حين أن المستشهد هو ابن أخيه: ‏عمرو = عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب لا عمر بن علي بن أبي طالب.

وهذا ما قالوه أيضاً في أبناء الإمام الحسين وأن له ابنان باسم أبي بكر وعمر في حين ‏لم يثبت هذا الأمر ولو كان فهما للإمام الحسن لا الحسين حسبما مر الكلام عنه قبل قليل.

وبهذا فقد عرفت حال أبو بكر بن علي بن ليلى النهشلية، وأنّه لم يكن له دور كغيره ‏من أبطال كربلاء، كما شكّ في قتله، وعلى فرض كونه من شهداء كربلاء، فدوره ليس ‏بأكبر من أدوار عبدالله وجعفر وعثمان أبناء أمّ البنين الذين لم يُسَلَّط الضوء عليهم حينما ‏ننقل وقائع كربلاء كما يُسلَّط على أخيهم العباس السقّاء. كل ذلك بعد الوقوف على أقوال ‏البعض وأ نّهم يشككون في مقتله.

إذن الحساسية لم تكن مع أسمائهم - بما أنّها أسماء تطابق لأسماء الثلاثة - بل لعدم ‏وجود أدوار رئيسة لهم، كغيرهم من رجالات كربلاء.

نعم، إنّ خطباء المنبر الحسيني يذكرون هذه الاسماء في السنة مرة، يوم عاشوراء، ‏أي عند قراءتهم للمقتل الحسيني في اليوم العاشر، أ مّا في غير تلك المناسبة فيقتصرون ‏على نقل المشاهد الهامة من واقعة كربلاء كمواقف العباس وزينب و ...‏

بهذا أختم جوابي عن السؤالين المطروحين سابقاً، وأقول لمن يثير هكذا شبهات:‏

٤٢٦

‏١ - عرفت على ضوء الصفحات السابقة بأنّ الإمام عليّاً لم يُسّمِ ابنه بعمر، بل إنّ ‏عمر بن الخطاب هو الذي طلب من الإمام علي أن يهبه تسمية ولده، بعمر، وبذلك يكون ‏اسم عمر هو الاسم الأول من أسماء الثلاثة في أولاد الإمام علي.

ثم يأتي اسم عثمان، وقد وضع هذا الاسم من قبل الإمام بعد مقتل عثمان لا لعثمان ابن ‏عفان بل لعثمان بن مظعون.

ثم يأتي الاسم الثالث وهو المشتهر بأبي بكر، وهذا آخر من تسمى وتكنى بأسماء ‏الثلاثة. و إنّ معرفتنا بولادة هؤلاء الثلاثة من ولد الإمام علي يدلّنا على عدم وجود ‏الترتيب في أسماء الثلاثة، ويثبت كذب من قال أنّ الإمامعليه‌السلام سمّاهم بالترتيب ‏مستدّلاً على وجود المحبّة بين الإمام علي والثلاثة.

‏٢ - لم يثبت وجود ولدين للإمام علي باسم عمر أو عثمان أو جعفر، ومَن أراد التأكُّد ‏من صحّة كلامنا فليراجع كتاب (الجريدة في أصول أنساب العلويين) للسيّد حسين ‏الزرباطي فإنّهرحمه‌الله سعى أن يحصل على أكبر عدد من ولد الإمام علي، فجمع بين ‏روايتي المفيد في (الإرشاد) والشبلنجي في (نور الأبصار) فذكر خمسة عشر ابنا وإحدى ‏وعشرين بنتاً، فصاروا ٣٦ شخصاً.

فلم أقف بين تلك الأسامي على عمر الأصغر، وعمر الأكبر، أو جعفر الأصغر، ‏وجعفر الأكبر.

مع أ نّه ذكر ثلاثة أولاد سمّوا بمحمد: ١ - محمّد بن الحنفية، ٢ - محمّد الأصغر، ٣ ‏- محمّد الأوسط، وبنتان سمّيتا بزينب: زينب الكبرى وزينب الصغرى، وأم كلثوم ‏الكبرى، وأم كلثوم الصغرى، ورملة، ورملة الصغرى، ورقية، ورقية الصغرى.

فلو كان للإمام عُمَران أو عثمانان أو جعفران أو أي شي آخر لذكره الزرباطي كما ‏شاهدناه في محمّد، وزينب، وأم كلثوم، ورملة، ورقية.

إنّ ما جاء به الزرباطي كان أقصى ما يمكن أن يقال في ولد الإمام علي، لأ نّه جمع ‏بين الثابت والمنسوب من ولد علي، إذ لم نقف على ولد للإمام علي أكثر ‏

٤٢٧

مما جاء في هذا الجمع بين روايتي المفيد والشبلنجي، وهو يؤكّد بأنّ زيادة شيخ ‏الشرف هي زيادة منه لم يوافقه عليها الآخرون، وكلامنا هذا يؤيده ما جاء في كتب ‏الزيدية وخصوصاً ما جاء في كتاب (الاحكام) ليحيى بن الحسين الزيدي والذي مّر سابقاً ‏حين الكلام عن عمر الأطرف، قال يحيى بن الحسين: بلغنا عن علي بن أبي طالب أ نّه ‏دعا بنيه وهم أحد عشر رجلاً أولهم: الحسن بن علي، والحسين، ومحمّد الأكبر، ‏وعمر، ومحمّد الأصغر، وعباس، وعبدالله، وجعفر، وعثمان، وعبيدالله، وأبو بكر ‏بنوا علي بن أبي طالب(١) .

إن من أراد القول بأن للإمام عمَرين أو عثمانين أو جعفرين أراد أن يجمع بين شتى ‏الأقوال; لأ نّه رأى عند الذهبي السني مثلا كلمة عمر الأكبر، وعند الآخر عمر ‏الأصغر، فأراد الجَمْعَ بينهما والقول بأنّ هناك عمرين، وازداد عزماً على هذا الجمع ‏حينما وقف على أنّ أحدهما عاش إلى سنة ثمانين أو خمسة وثمانين والآخر قتل في ‏الطف، ومن هؤلاء كان الشيخ النمازي الذي قال في (مستدركات علم الرجال) وبعد أن ‏ذكر قول ابن الجوزي في (تذكرة الخواص): أقول: يستفاد من تصريحه بعمر الاكبر ‏وأ نّه عاش خمساً وثمانين: أ نّه لم يكن من شهداء الطفّ، وأنّ لهعليه‌السلام عمر ‏الأصغر وهو من الشهداء.

فله ابنان يسميان بعمر: الأصغر والأكبر.

فالأصغر أمه الصهباء كان من شهداء الطف.

والأكبر بقي إلى خمس وثمانين سنة، فيكون له عُمَران، كما أنّ له محمَّدين: أحدهما ‏من شهداء الطف، والثاني محمّد بن الحنفية - بل له ثلاثة أولاد تسمي بمحمد - وكما أنّ له ‏عباسيين وعثمانيين وجعفرين، ...، ولمولانا علي بن الحسين: الحسين، والحسين ‏الأصغر، وكذلك غيرهم(٢) .

____________________

١- الأحكام ٢: ٥٢٤.

٢- مستدركات علم رجال الحديث ٦: ١٠٢.

٤٢٨

والعجيب من الشيخ النمازي أنّه لا يفطن إلى أنّ الصهباء كانت - في احدى الاقوال - ‏من سبي اليمامة أي في سنة ١١ - ١٢ للهجرة، وأن عمر الأطرف ولد حينما قام عمر بين ‏سنة ١٢ إلى ٢٤.

فكيف يكون من ولد في سنة ١٤ للهجرة هو الأصغر عند واقعة الطف الواقعة في سنة ‏‏٦١.

بل من هي أم عمر الأكبر وما اسمها، ومتى تزوجها الإمام ؟! فلو أراد القائل إثبات ‏كونه أكبر من ابن الصهباء كان عليه أن يذهب إلى ولادته قبل أخذ أسرى عين التمر أو ‏اليمامة، أي أن تكون ولادته قبل زمن أبي بكر، وفي زمن رسول الله، وللزم عليه أن ‏يكون أكبر من محمّد ابن الحنفية، مع أ نّا لم نقف على اسم عمر بين ولد فاطمة، أو ‏أُمامة، أو خولة، أو أسماء، وكذا الحال لم نقف على اسمه بين من هي أم ولد من إماء ‏الإمام علي.

وكذا ليس من الثابت أنّ للإمامعليه‌السلام عثمانين وجعفرين وعباسين، بل هي من ‏زيادات شيخ الشرف انفرد بها ولم يوافقه عليها أحد.

وعليه فالاختلاف في اسمه وأ نّه هل هو محمّد الأصغر، أو عبدالله، وكذا الشك في ‏مقتله(١) ، وأيضاً الشك في مقتل محمّد الأصغر الذي هو من أم ولد أو من ليلى ‏النهشليه(٢) ، وعدم وجود دور بارز مشهود لأبي بكر بن علي أو عمر بن علي كدور أبي ‏الفضل العباس وغيرها من الأمور، كلها جعلتهم لا يأتون باسم عمر وأبي بكر ابني علي ‏بن أبي طالب في المجالس الحسينية إلاّ قليلا.

ونحن بهذا الكلام قد فنّدنا ما أثاره البعضُ من شبهات في موضوع التسمية، و إليك ‏الآن الكلام عن القسم الثاني وهو موضوع التكنّي بأبي بكر.

____________________

١- أعيان الشيعة ١: ٦١٠.

٢- قاموس الرجال ٩: ١٢٥، عن مصعب الزبيري، قال: محمد الاصغر درج، واُمه أم ولد.

٤٢٩

القسم الثاني

في التكنية بأبي بكر

٤٣٠

٤٣١

كان يمكنني أن أبحث هذا الأمر ضمن القسم الأول من هذا الكتاب; لأنّ كلمة (أبي ‏بكر) عند العرب تقع تارة اسماً واُخرى كنية، لكنّي آليت على نفسي أن أفرد لها قسماً ‏خاصاً كي يمكنني توضيح بعض الأمور العالقة بها; لاعتقادي بأ نّها تقع كنيةً أكثر من ‏وقوعها اسماً، وها أنا ذا أدخل في صلب الموضوع من خلال ثلاثة محاور.

المحور الأول: وفيه نبحث عن معنى ‏(‏بكر‏)‏ و ‏(‏أبي ‏بكر‏)‏ عند العرب، وهل أنّ هذه الكنية تأتي للمدح أم للذم، ‏أم لهما معاً، أم لا هذا ولا ذاك ؟

المحور الثاني: وفيه نتكلم عن تاريخ إطلاق هذه الكلمة ‏على ‏(‏ابن أبي قحافة‏)‏، وهل أنّها كانت له في الجاهلية أم ‏اُطلقت عليه في الإسلام ؟ وهل أ نّها كنية خاصة به أم كُنِّي ‏بها آخرون أيضاً ؟

٤٣٢

المحور الثالث: وفيه نشير إلى المسمَّين أو المكنَّين بأبي ‏بكر من ولد أئمّة أهل البيت، أو المكنين من الأئمّة، وهل ‏أنّ هذه الكنية هي من وضعهمعليهم‌السلام أم من وضع ‏غيرهم ؟ وبيان دور المتأخرين في إبدال كنية بعض ‏الطالبيين وجعلها اسماً لهم.

وأخيراً نتكلّم عن مدى صحّة الخبر المنسوب إلى الإمام ‏الصادقعليه‌السلام : ما أرجو من شفاعة علي إلاّ وأنا ‏أرجو من شفاعة أبي بكر مثله، ولقد ولدني مرَّتين(١) .

____________________

١- تهذيب الكمال ٥: ٨٢، سير اعلام النبلاء ٦: ٢٥٩، شرح اصول اعتقاد أهل السنة ٧: ١٣٠١.

٤٣٣

المحور الأوّل

في معنى ‏(‏بكر‏)‏ و ‏(‏أبي بكر‏)‏

ممّا لا شك فيه أنّ الحياة في الجزيرة العربية تختلف عن غيرها; وذلك لطبيعتها ‏الصحراوية، ولكون الساكنين فيها بَدْواً رحّلاً يتنقّلون بين الصحارى والأودية والجبال ‏بحثاً عن الكلأ والماء.

ونظراً لهذه الحالة الاجتماعية والطبيعية كانوا يهتمّون بالنبات والحيوان كثيراً.

فقد صنف النضر بن شميل (ت ٢٠٤) مجموعته اللغوية المسماة ب- (الصفات) عن ‏الزرع، والكرم، والبقول، والاشجار، والرياح، والسحاب، والأمطار، وتبعه في ذلك ‏أبو عمرو الشيباني (ت ٢٠٦) بكتاب النخلة، وأعقبهما الأصمعي (ت ٢١٣) بكتابه ‏النخلة، ثم ألف ابن الأعرابي (ت ٢٣١) كتاب صفة النخل وصفة الزرع والنبت والبقل.

وقد كتب أبو زيد الأنصاري (ت ٢١٥) كتاباً في التمر، ومحمّد بن حبيب ‏‏(ت ٢٤٥)، والحسين بن خالويه (ت ٣٧٠) كتاباً في الشجر، وقد ألّف أبو حاتم ‏السجستاني (ت ٢٥٥) في الكَرْم خاصة.

وقد كتب الجاحظ (ت ٢٥٥) والدميري (ت ٧٤٢) وغيرهما في الحيوان عموماً.

٤٣٤

وابن الكلبي (ت ٢٠٤) في (نسب الخيل في الجاهلية والإسلام)، وابن عبيدة (ت ‏‏٢١٠) والأصمعي (ت ٢١٦) في (الخيل)، وابن الأعرابي (ت ٢٣١) والعيد جاني (ت ‏‏٤٣٠) في (أسماء خيل العرب وأنسابها وفرسانها)، والصاحبي التاجي (ت بعد ٦٧٧) ‏كتاب (الحلبة في أسماء الخيل المشهورة في الجاهلية والإسلام)، إلى غيرها من عشرات ‏الكتب المؤلفة في الخيل والبغال ‎

والحمير.

كما ألّف النضر بن شميل (ت ٢٠٤) والشيباني (ت ٢٠٦)، وسعيد بن اُوس ‏الأنصاري (ت ٢١٥)، والأصمعي (ت ٢١٦)، وابن زياد الكلالي (ت ٢١٥)، ونصر ‏بن يوسف - تلميذ الكسائي - وأحمد بن حاتم (ت ٢٣١)، وابن السكّيت (ت ٢٤٦)، ‏والضبّي (ت ٢٥٠)، والجاحظ (ت ٢٥٥)، والسجستاني (ت ٢٥٥)، والرياشي (ت ‏‏٢٥٧)، وغيرهم كُتُباً في الإبل.

فالخيل والإبل رأس تلك الحيوانات، وخصوصاً الإبل منها، وذلك لمعرفتها بالطرق، ‏وصبرها على الأذى والبلاء، وحملها للإنسان ومأكوله وملبوسه ومتاعه، وقدرتها على ‏تحمّل العطش لمدّة عشرة أيام، وعيشها في الصحراء وعشقها للشمس، وقدرتها في ‏التعرف على النبات المسموم بالشم.

وقد جعل الله لها خصائص كثيرة اُخرى في وبرها وبولها ولبنها وشحمها وعظمها، ‏فقالوا عنها: إذا أحرق وبر الإبل ووضع على الدم سكن وقطع الدم، و إذا شرب السكران ‏من بول الإبل أفاق من حينه، وإنّ بوله ينفع من ورم الكبد و يزيد في الباه ويكثر الشعر، ‏وان التمضمض بلبنه يحمي الأسنان من التسوّس وينفع الأسنان المأكولة، وإنّ رائحة ‏شحمه تخيف الحيتان فتولّي هاربة، و إنّ عظمه يفيد الصرعى، إلى غيرها من عشرات ‏الخصائص والفوائد، حتى قيل فيها: إن حملت أثقلت، و إن سارت أبعدت، و إن حُلِبت ‏أروت، و إن نُحِرت أشبعت.

٤٣٥

فالإبل عزٌّ لأهلها، والغنم بركة كما جاء في الحديث النبوي الشريف(١) ، وقد حرم ‏يعقوب على نفسه اكل الإبل - اجتهاداً من عند نفسه كما يقولون -، وقد كانت لرسول الله ‏ناقة سميت بالقصواء أو العصباء أو الجدعاء.

كل هذه الأمور جعلت العرب تعتزّ بالإبل وتهتمّ بها وتتفاخر بما لها منها، وتؤلّف كتباً ‏في صفاتها وخصائصها وأسمائها، وتنظم الأشعار فيها، وتسمّي لكل فترة من فترات ‏عمرها أسماءً، كالفصيل وابن مخاض وابن لبون و ...‏

ولو راجعت كتاب (الإفصاح في فقه اللغة) مثلاً لوقفت على أسماء كثيرة موضوعة ‏لرأس البعير، وعنقه، وصدره، وبطنه، وكرشه، وذنبه، وضرعه، وقوائمه، وأنواع ‏رضاعه.

كما أ نّهم ميّزوا بين الذكر والأنثى منها، فوضعوا اسم الجمل على الذكر من الإبل، ‏والناقة للأنثى منها، والبعير لهما معاً.

وقد أكّد سبحانه وتعالى على خصائص هذه الأنعام للناس في قوله( وَالاَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ ‏فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * ‏وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَد لَّمْ تَكُونُواْ بَالغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤوفٌ رَّحِيمٌ * وَالْخَيْلَ ‏وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) (٢) .

وقوله تعالى( أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى الاْبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ) (٣) .

وقوله تعالى( أوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونِ * ‏وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ ‏

____________________

١- مسند البزار ٧: ٣٤٥، زوائد الهيثمي ١: ٤٨٧ عن ابن عمر، والمعجم الكبير ٢٤: ٤٢٦، ومسند أحمد ‏‏٦: ٤٢٤ عن أم هانيء عن رسول الله.

٢- النحل: ٥ - ٧.

٣- الغاشية: ١٧.

٤٣٦

يَشْكُرُونَ ) (١) .

ومن تلك الألفاظ الموضوعة ‏(‏البكر‏)‏ و ‏(‏البكرة‏)‏ وهي أسماء للفتيّ من الإبل، ذلك ‏الحيوان المحبوب والمهم في الجزيرة العربية.

وعليه فكنية ‏(‏أبي بكر‏)‏ لم تكن كنية بذيئة عند العرب، وليس في اطلاقها على أحد ‏عيبٌ ذاتي، ولم تكن مختصه بأبن أبي قحافة فقد تكنى به اخرون من قبله ومن بعده.

أجل، قد يؤتى ب- ‏(‏أبي الفصيل‏)‏ استنقاصاً للطرف، وتصغيراً له، وذلك حسب ‏الاستعمال، ومثلها في ذلك مثل الرّقاع قِبالَ الحذّاء والكنّاس ‎

مقابل المنظِّف، والنجار مقابل مهندس الديكور، إلى غيرها من عشرات الكلمات.

والكنية قد يلحظ فيها نحوٌ من المعاني المُرادة، وهي تشير إلى الحسن والقبح والخير ‏والشر، وقد تأتي تكريماً كما قد تأتي توهيناً أو إخباراً.

فالله سبحانه وتعالى لم يأت بذكر عمّ رسول الله أبي لهب في القرآن الكريم إكراماً له ‏في قوله( تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَب وَتَبَّ ) بل جاء بها ذماً‏ ‎ وتجريحاً(٢) .

وكذا غيرها من الكنى التي توضع بعناية ما خيراً كانت أم شراً، إخباراً كانت أم ‏إعلاماً.

فالناس كانوا يكنون يزيد بن معاوية بأبي القردة لحبّه للقرود، وأبا هريرة ‏

____________________

١- يس: ٧١ - ٧٣.

٢- قال الزمخشري في سبب تكنية أبي لهب في القرآن، بقوله: فإن قلت: لِمَ كنَّاهُ والكنيةُ مكرمة ؟ قلت: فيه ‏ثلاثة أوجه: أحدها: أن يكون مشتهراً بالكنية دون الاسم، والثاني: أ نّه كان اسمه عبدالعزّى فعدل عنه إلى ‏كنيته، والثالث: أ نّه لمّا كان من أهل النار ومآله إلى النار ذات اللهب وافقت حال كنيته، وكان جديراً بأن يذكر ‏بها (انظر عمدة القارئ ٨: ٢٣٢).

٤٣٧

لاعتزاره بالهرة(١) ، والحجّاج أَبا وذحة(٢) لجعلها في موضع من جسده كما يقال، ‏وسعيد بن حفص البخاري أَبا الفارة، ومروان بن عبدالملك أبا الأكيس والمنصور العباسي ‏أبا الدوانيق و ...‏

فاستعمال الكنى إذن مضافاً للعلمية يلحظ فيها شيئاً ما بعناية ما، فلا توضع على ‏الاخرين جزافاً واعتباطاً، غالباً، وإن كانت ربّما وضعت ارتجالاً ‎ أيضاً.

والآن نسأل: ما وجه تكنية ابن أبي قحافة بأبي بكر ؟

ولماذا هذه الكنية بالخصوص لا غير ؟ وهل أ نّها كانت كنيته في الجاهلية أم أ نّها ‏أُطلقت عليه في صدر الإسلام؟

بل ماذا يعني ما حكوه عن رسول الله من أ نّه غيّر اسم ابن أبي قحافة من عتيق أو عبد ‏الكعبة إلى عبدالله، وكنيته إلى أبي بكر ؟

فماذا كانت كنيته في الجاهلية حتّى يغيّرها رسول الله ؟ ولماذا لا يشيرون إلى هذه ‏الكنية ؟

بل لماذا لا يكنّيه رسول الله بأبي عبدالرحمن وأبي محمّد وأمثال ذلك ؟ مع أ نّهصلى‌الله‌عليه‌وآله شخص رساليّ هادف في أعماله يدعو إلى توحيد الله والتسمية بما عُبِّد وحُمِّد ‏وأفضل الأسماء والكنى والألقاب وخيرها.

هذه الأمور يجب توضيحها، كي نعرف من خلالها دواعي وضع الآخرين هذه الكنية ‏على المعصومين من أهل البيتعليهم‌السلام أو على بعض أولادهم.

____________________

١- انظر عمدة القارئ ١: ١٢٤ وفيه: وهو أول من كُنِّي بهذه الكنيته لهرة كان يلعب بها; كناه النبي بذلك !!‏

٢- شرح النهج ٧: ٢٧٩، مجمع البحرين ٤: ٤٨٥.

٤٣٨

٤٣٩

المحور الثاني

متى كُنّي أبو بكر بأبي بكر ؟

ولِمَ ؟ وما هي كنيته السابقة ؟

من المعلوم أنّ الكنية تأتي غالباً لاشتهار خصلة أو انتساب إلى جهة أو صفة، أو ‏لتلازم وتقارب، فبعضها تأتي صريحة وأخرى مضمرة.

قال الأهدل:‏

والمقتضي للتكنية اُمور:‏

الأوّل: الإخبار عن نفس، كأبي طالب، كُنِّي بابنه طالب، وهذا ‏هو الأغلب.

الث-اني: التفاؤل والرجاء، كأبي الفَضْل; لمن يرجو ولداً جامعاً ‏للفضائل.

الثالث: الإيماء إلى الضدِّ; كأبي يحيى لملك الموت.

الرابع: اشتهار الشخص بخصلة فيكنى بها، إمّا بسبب اتّصافه ‏بها في نفسه أو انتسابه إليها بوجه قريب أو بعيد، كأبي ‏الوفاء لمن اسمه إبراهيم، وأبي الذبيح لمن اسمه إسماعيل ‏أو إسحاق(١) .

____________________

١- الكواكب الدرية، للاهدل ١: ٥٢.

٤٤٠