وقعة الطف

وقعة الطف0%

وقعة الطف مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 290

وقعة الطف

مؤلف: لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف بن مسلم الازدى الغامدى
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
تصنيف:

الصفحات: 290
المشاهدات: 171390
تحميل: 7425

توضيحات:

وقعة الطف
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 290 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 171390 / تحميل: 7425
الحجم الحجم الحجم
وقعة الطف

وقعة الطف

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرّسين بقم المشرّفة
العربية

عندهم؟ قال: حملت على حسينعليه‌السلام بالرمح فانتهيت إليه ثمّ انصرفت عنه غير بعيد ٥ / ٤٥١.

١٥ - قرّة بن قيس الحنظلي التميمي: قطع الرؤوس، والسّبايا ٥ / ٤٥٥ كان قد خرج مع أميره من عشيرته، الحرّ بن يزيد الرياحي التميمي في مقدّمة ابن زياد إلى الحسينعليه‌السلام ٥ / ٤٢٧. وهو الذي بعثه ابن سعد إلى الحسينعليه‌السلام سلّم عليه، فدعاه حبيب بن مظاهر الأسدي إلى نصرة الحسينعليه‌السلام فأبى ٥ / ٤١١. وهو الذي يروي أنّ الحرّ قال له: ألاَ تريد أنْ تسقي فرسك؟ فتنحّى عنه حتّى سار إلى الحسينعليه‌السلام .

وهو يدّعي أنّ الحرّ لو كان يطلعه على الذي أراد لكان يخرج معه إلى الحسينعليه‌السلام ٢ / ٤٢٧.

فهؤلاء خمسة عشر رجلاً ممّن شهد قتل الحسينعليه‌السلام ، وروى عنهم أبو مِخْنف بواسطه أو واسطتين.

القائمة الثالثة:

مَن باشر الأحداث وحدّث بها أبا مِخْنف مباشرةً، وهم خمسة أشخاص:

١ - أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الوداعي الكلبي: مقابلات أصحاب مسلم لابن زياد ٥ / ٣٦٩ - ٣٧٠، وبعث ابن زياد برؤوس مسلم وهاني إلى يزيد، وكتابه إليه في ذلك ٥ / ٣٨٠. ويبدو لي أنّه يروي هذه الأخبار عن أخيه هانئ بن أبي حيّة الوداعي الكلبي، إذ أنّه هو الذي بعثه ابن زياد بكتابه.

له في الطبري (٢٣) خبر، تسعة منها عن حرب الجمل وصفّين والنّهروان بالواسطة، وتستعة منها عن كربلاء، خمسة منها بالواسطة وثلاثة بالإرسال.

وآخر عهدنا به روايته بالإرسال، كتاب مصعب بن الزبير إلى إبراهيم بن

٤١

الأشتر بعد المختار يدعوه إلى نفسه سنة (٦٧هـ) ٦ / ١١١ ترجمه في تهذيب التهذيب ١١ / ٢٠١، وقال: كوفي صدق، مات (١٤٧ هـ) - فلمْ يكن مباشراً -.

٢ - جعفر بن حذيفة الطائي: كتاب مسلم إلى الحسينعليه‌السلام قبل مقتله ببيعة أهل الكوف، وكتاب محمّد بن الأشعث بن قس الكندي مع أياس بن العثل الطائي إلى الإمام الحسينعليه‌السلام يخبره بخبر أسر مسلم بن عقيل وقتله ٥ / ٣٧٥.

ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، وقال: يروي عن عليعليه‌السلام ، وعنه أبو مِخْنف، وكان مع عليعليه‌السلام يوم صفّين. وذكره ابن حبّان في الثقات، ثمّ قال: لا يُدرى من هو؟.

وله في الطبري خمسة أخبار: خبران عن صفّين، وخبران عن الخوارج من طيىء وهذا الخبر فقط.

٣ - دلهم بنت عمرو - زوجة زهير بن القين -: حديث التحاقه بالحسينعليه‌السلام ، والنصّ: قال أبو مِخْنف، حدّثتني دلهم قالت: فقلت له ٥ / ٣٩٦

٤ - عقبة بن أبي العيزار: خطبتين للامامعليه‌السلام بالبيضة وذي حسم، ومقالة زهير بن القين في جواب الإمام وأبيات الإمامعليه‌السلام ، وأبيات الطرمّاح بن عدي ٥ / ٤٠٣. لعلّه كان من أصحاب الحرّ فنجى، ولمْ نجد له ذكراً في رجالنا. وذكره في لسان الميزان، وقال: يعتبر حديثه، ثمّ قال: ابن حبّان في الثقات(١) .

فهؤلاء أربعة ممّن باشر الأحداث وحدّث بها لأبي مِخْنف مباشرةً، ولو ظاهراً.

____________________

(١) لسان الميزان ٤ / ١٧٩، و ٣ / ٨٨، و ٢ / ٤٣٣.

٤٢

القائمة الرابعة:

مَن باشر الأحداث أو عاصرها ورواها، وروى عنه أبو مِخْنف بواسطة أو واسطتين، وهم: واحد وعشرون شخصاً:

١ - أبو سعيد دينار، أو: كيسان، أو: عقيصا المقبري: أبيات الإمام الحسينعليه‌السلام عند خروجه من المدينة بواسطة واحدة: عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن مخرمة - ٥ / ٣٤٢ - ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، وقال: صاحب أبي هريرة وابن صاحبه، ثقة حجّة، شاخ ووقع في الهرم، ولمْ يختلط مات سنة (١٢٥هـ)، هو من موالي بني تيم. ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال الحاكم: ثقة مأمون(١) .

وفي تهذيب التهذيب، قال الواقدي: ثقة كثير الحديث توفّي سنة مئة، وقِيل في خلافة الوليد بن عبد الملك. قِيل: إنّ عمر جعله على حفر القبور، فكان ينزل ناحية المقابر فسمّي: المقبري(٢) .

وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علىعليه‌السلام والحسينعليه‌السلام باسم دينار، يكنّى أبا سعيد، ولقبه عقيص، وإنّما لقّب بذلك لشعر قاله(٣) .

وقال ابن قدامة في المغني: هو المقدسى، نسبة إلى المقدس وهي مدينة إيليا النبيّ.

وروى الصدوق في أماليه مسنداً إلى أبي سعيد عقيصا: عن الحسينعليه‌السلام ، عن أبيه، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّه قال لعليعليه‌السلام :« يا علي أنت أخي وأنا أخوك، أنا المصطفى للنبوّة، وأنت المجتبى للإمامة، وأنا صاحب

____________________

(١) ٢ / ١٣٩.

(٢) ٨ / ٤٥٣.

(٣) رجال الشيخ / ٤٠، ط النّجف.

٤٣

التنزيل، وأنت صاحب التأويل، وأنا وأنت أبوا هذه الاُمّة، أنت وصيّي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي، وشيعتك شيعتي ».

٢ - عقبة بن سمعان: خروج الإمامعليه‌السلام من المدينة، وملاقاته لعبد الله بن مطيع العدوي، ونزوله مكّة ٥ / ٣٥١، ومقالة ابن العبّاس للإمام عند خروجه من مكّة، ومقالة ابن الزبير للإمام عند خروجه من مكّة ٥ / ٣٨٣، وخبر رسل عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق، والي مكّة آنذاك إلى الإمام الحسينعليه‌السلام ليردّوه إلى مكّة، وخبر ورس اليمن بمنزل التنعيم ٥ / ٣٨٥، ومقالة علي بن الحسين الأكبرعليه‌السلام لأبيه بعد قصر بني مقاتل، وانتهائهم إلى نينوى، ووصول رسول ابن زياد إلى الحرّ بكتابه، ونزول الإمامعليه‌السلام ، ونزول عمر بن سعد ٥ / ٤٠٧ - ٤٠٩، والخصال التي عرضها الإمامعليه‌السلام على ابن سعد ٥ / ٤١٣.

وجميعها بواسطة واحد، هو: الحارث بن كعب الوالبي الهمداني. وهذا ممّا يؤيّد أنّ أبا مِخْنف كان يقطّع في الخبر حسب المناسبات، وقد مضت ترجمة عقبة قبل فراجع.

٣ - محمّد بن بشر الهمداني: إجماع الشيعة في الكوفة في منزل سليمان بن ُصرد الخزاعي بعد موت معاوية، وخطبة سليمان بن ُصرد، وكتابهم إلى الحسينعليه‌السلام ، وجواب الإمام إليهم مع مسلم بن عقيل ٥ / ٣٥٣ - ٣٥٢ , وكتاب مسلم إلى الحسينعليه‌السلام من الطريق، وجواب الإمامعليه‌السلام ، ووصول مسلم إلى الكوفة، واختلاف الشيعة إليه في دار المختار ٥ / ٣٥٤ - ٣٥٥، وخطبة ابن زياد بعد مقتل هانئ بن عروة ٥ / ٣٦٨، جميعها بواسطة واحد هو: الحجّاج بن علي البارقي الهمداني.

كان حاضراً في اجتماع الشيعة في بيت سليمان بن ُصرد، إذ يقول: فذكرنا هلاك معاوية فحمدنا الله عليه، فقال لنا سليمان بن ُصرد ...، ثمّ

٤٤

سرّحنا بالكتاب وأمرنا بالنّجاء، ثمّ سرّحنا إليه، ثمّ لبثنا يومين آخرين، ثمّ سرّحنا إليه وكتبنا معهما ٥ / ٣٥٤ - ٣٥٥.

وكان حاضراً في اجتماع الشيعة عند مسلم في دار المختار، فلمْ يبايعه كراهة القتال، إذ يقول الراوي الحجّاج بن علي فقلت لمحمّد بن بشير: فهل كان منك أنت قول؟ فقال: إنْ كنت لأحبّ أنْ يعزّ الله أصحابي بالظفر، وما كنت لأحبّ أنْ أقتل، وكرهت أنْ أكذب ٥ / ٣٥٥.

وذكر في لسان الميزان إنّ أبا حاتم كان، يقول: إنّه هو محمّد بن السّائب الكلبي الكوفي - نُسب إلى جدّه -، فإنّه محمّد بن السّائب بن بشر(١) . وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمامين الباقر والصادقعليهما‌السلام (٢) .

٤ - أبو الودّاك، جبر بن نوف الهمداني: خطبة النّعمان بن بشير الأنصاري - والي الكوفة من قِبل معاوية ويزيد - بالكوفة، وكتب أهل الكوفة إلى يزيد ٥ / ٣٥٥ - ٣٥٦، وخطبة ابن زياد بالكوفة ٥ / ٣٥٨ - ٣٥٩، وانتقال مسلم إلى دار هانئ بن عروة، وتجسّس معقل الشامي عليه من قِبل ابن زياد وعيادة ابن زياد لهانئ بن عروة، وإشارة عمارة بن الأعور الحارثي الهمداني في دار هانئ، وإشارته على مسلم بقتل ابن زياد، وامتناع مسلم؛ لكراهة هانئ لذلك، وطلب ابن زياد هانئاً وضربه وحبسه، ومجيء عمرو بن الحجّاج الزبيدي بوجوه مذحج وفرسانه، ودخول شريح القاضي إلى هانئ وإخبارهم بسلامته وانصرافهم ٥ / ٣٦١ - ٣٦٧، بواسطة نمير بن وعلة الهمداني. والأخير

____________________

(١) لسان الميزان ٥ / ٩٤.

(٢) رجال الشيخ / ١٣٦، و ٢٨٩، ط النّجف.

وذكره الطبري في ذيل المذيّل / ٦٥١، ط دار سويدان، عن طبقات ابن سعد ٦ / ٣٥٨: وأنّه تُوفّي في الكوفة سنة (١٤٦هـ) في خلافة المنصور.

٤٥

عن المعلّى بن كليب.

وقد ورد اسمه الكامل في روايته خطبة الإمامعليه‌السلام بـ (النُّخيلة)، بعد يأسه من هداية الخوارج ٥ / ٧٨. ويظهر أنّه كان بالكوفة بعد مقتل الحسينعليه‌السلام ، فعتب على أيوب بن مشرح الخيواني عقره لفرس الحرّ (ره)، فقال له: ما أراك إلاّ ستلقى الله بإثم قتلهم أجمعين، أرأيت لو أنّك رميت ذا فعقرت ذا، ورميت آخر ووقفت موقف، وكرّرت عليهم وحرّض أصحابك، وكثّرت أصحابك وحمل عليك فكرهت أنْ تفرّ، وفعل آخر من أصحابك كفعلك، وآخر وآخر، كان هذا وأصحابه يُقتلون؟ أنتم شركاء كلكم في دمائهم ٥ / ٤٣٧.

وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، فقال: صاحب أبي سعيد الخدري، صدوق مشهور(١) .

وفي تهذيب التهذيب: ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال ابن معين: ثقة. وقال النسّائي: صالح، وأخرج حديثه في السّنن(٢) .

٥ - أبو عثمان النّهدي: كتاب الإمام الحسينعليه‌السلام إلى أهل البصرة، واستخلاف ابن زياد لأخيه عثمان على البصرة، ودخوله الكوفة (٥ / ٣٥٧ - ٣٥٨)، بواسطة واحدة هو: الصقعب بن زهير.

كان من أصحاب المختار، واستخلفه على الضعفاء بالسّبخة حين دخوله الكوفة على ابن مطيع ٥ / ٢٢ - ٢٩.

وذكره في تهذيب التهذيب: فروى أنّه كان من قضاعة، وأدرك النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ولمْ يره، وسكن الكوفة، فلمّا قتل الحسينعليه‌السلام تحوّل

____________________

(١) ٤ / ٥٨٤، ط الحلبي.

(٢) ٢ / ٦٠، وفي تنقيح المقال ٣ / ٢٧.

٤٦

إلى البصرة. وكان عرّيف قومه، وحجّ ستّين حجّة وعمرة، وكان ليله قائماً ونهاره صائماً، ثقة، مات سنة (٩٥ هـ)، وهو ابن ١٣٠ سنة(١) .

٦ - عبد الله بن خازم الكثيري الأزدي: خروج مسلمعليه‌السلام وعقده الألوية ٥ / ٣٦٧ - ٣٦٩، بواسطة يوسف بن يزيد، وتخاذل النّاس عن مسلمعليه‌السلام ٥ / ٣٧٠ - ٣٧١ بواسطة سليمان بن أبي راشد.

كان ممّن بايع مسلمعليه‌السلام ، وبعثه مسلم ليعلم خبر هانئ في القصر، ثمّ كان فيمن خذل مسلماً وحسين (عليهما‌السلام ) ٥ / ٣٦٨ - ٣٦٩، ثمّ تاب مع التوّابين فخرج معهم ٥ / ٥٨٣ حتّى قُتل ٥ / ٦٠١.

٧ - عبّاس - أو عيّاش - بن جعدة الجدلي: خروج مسلمعليه‌السلام وتخاذل النّاس عنه، وموقف ابن زياد ٥ / ٤٦٩ بواسطة واحدة، هو: يونس بن أبي إسحاق السّبيعي الهمداني.

كان ممّن بايع مسلماً وخرج معه، ثمّ يُفتقد، والنص: خرجنا مع مسلم

٨ - عبدالرحمن بن أبي عمير الثقفي: دعوة المختار إلى الدخول تحت راية الأمان لابن زياد.

٩ - زائدة بن قدامة الثقفي: خروج محمّد بن الأشعث لقتال مسلم بن عقيل وأسره ٥ / ٣٧٣ واستسقاءه على باب القصر وسقيه ٥ / ٣٧٥.

ذكره الطبري: قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي، وقد وجدنا أنّ زائدة بن قدامة جدّ قدامة بن سعيد هو الذي كان مباشراً لأحداث الكوفة؛ وأمّا حفيده قدامة بن سعيد، فقد ذكره الشيخ الطوسي(٢) في طبقة أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام فرجّحنا أنْ يكون

____________________

(١) ٦ / ٢٧٧.

(٢) انظر: ص / ٢٧٥، ط النّجف.

٤٧

الصحيح: قدامة بن سعيد عن زائدة بن قدامة الثقفي.

كان جدّه: زائدة بن قدامة الثقفي قائد شرطة الكوفة سنة (٥٨هـ)، بولاية عبدالرحمن بن اُمّ الحكم الثقفي من قبل معاوية بن أبي سفيان، بعد عام الجماعة ٥ /٣١٠. وكان مع عمرو بن حريث لمّا رفع راية الأمان لعبيد الله بن زياد الكوفة بعد خروج مسلم بن عقيلعليه‌السلام ، فشفع لابن عمّه المختار ٥ / ٥٧٠، وهو الذي سار بكتاب المختار من سجن ابن زياد بالكوفة إلى عبد الله بن عمر، زوج أخت المختار - صفيّة بنت أبي عبيد الثقفي -؛ ليشفع له عند يزيد فأطلق ابن زياد المختار، وأراد ابن زياد ليعاقب ابن قدامة على فعله فهرب حتّى أُخذ له الأمان - ٥ / ٥٧١ - وبايع فيمن بايع من أهل الكوفة، عبد الله بن مطيع العدوي والي الكوفة من قبل عبد الله بن الزبير، فبعثه ابن مطيع ليطلب المختار، فأخبر ابن قدامة المختار بذلك فتثاقل المختار ٦ / ١١.

وكان خروج المختار بالكوفة من بستان هذا الرجل بالسّبخة ٦ / ٢٢ وبعثه المختار ليردّ عنه عمر بن عبد الرحمن المخزومي والي الكوفة من قبل ابن الزبير، فردّه عنه بالمال والتهديد ٦ / ٧٢، ثمّ التحق بعبد الملك بن مروان فحارب معه مصعب بن الزبير فقتله بثار المختار بدير الجاثليق ٦ / ١٥٩، فبعثه الحجّاج مع ألفي رجل إلى حرب شبيب الخارجي في: (رودبار) فقاتله حتّى قِتل وأصحابه ربضة حوله سنة (٧٦ هـ) ٦ / ٢٤٦.

فهذا يدلّ صريحاً على أنّ قدامة بن سعيد بن زائد الذي يروى عنه أبو مِخْنف هذا الخبر لمْ يكن مباشراً لأحداث الكوفة حين خروج مسلم بن عقيلعليه‌السلام به قطعاً، فلعلّ الصحيح: حدّثني قدامة بن سعيد عن زائدة بن قدامة؛ فانّ زائدة - كما رأينا - كان مع عمرو بن حريث، فهو يروي خبر بعث ابن زياد محمّد بن الأشعث إلى مسلمعليه‌السلام لحفيده قدامة بن سعيد.

١٠ - عمارة بن عقبة بن أبي معيط الاُمّوي: خبر استسقاء مسلم وسقيه

٤٨

٥ / ٣٧٥، يرويه عنه حفيده سعيد بن مدرك بن عمارة بن عقبة.

قال في تقريب التهذيب: ثقة، مات سنة (١١٦ هـ).

١١ - عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي: مقالته للإمام الحسينعليه‌السلام عند خروجه من مكّة، بواسطة الصقعب بن زهير ٥ / ٣٨٢، ولاّه عبد الله بن الزبير الكوفة على عهد المختار، فردّه المختار عنها بالمال والتهديد ٦ / ٧١. وذكره في تهذيب التهذيب، فقال: ذكره ابن حبّان في الثقات، وقال: روى عن جماعة من الصحابة(١) .

١٢ - عبد الله بن سُليم والمُذري بن المشمعلّ الأسديّان: مقابلة ابن الزبير للإمام الحسينعليه‌السلام فيما بين الحجر الأسود والباب ٥ / ٣٨٤، وملاقاة الفرزدق للامامعليه‌السلام ٥ / ٣٨٦، ونقلا خبر مقتل مسلم بن عقيل للإمامعليه‌السلام في الثعلبيّة ٥ / ٣٩٧ - ٣٩٨، بواسطتين: أبي جناب يحيى بن أبي حيّة الوداعي الكلبي، عن عدي بن حرملة الأسدي وكلا الرجلين سمعا واعية الإمامعليه‌السلام ، فلمْ ينصراه. وكان عبد الله بن سليم الأسدي حيّاً إلى سنة (٧٧ هـ) ٦ / ٢٩٥.

١٣ - الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام : كتاب عبد الله بن جعفر إلى الإمام مع ولديه عون ومحمّد، وكتاب عمرو بن سعيد الأشدق إلى الإمام مع أخيه يحيى وجواب الإمامعليه‌السلام بواسطة واحدة، هو: الحارث بن كعب الوالبي ٥ / ٣٨٧ - ٣٨٨.

١٤ - بكر بن مصعب المزني: مقتل عبد الله بن يقطر، وخبر منزل زبالة، بواسطة واحدة هو أبو علي الأنصاري ٥ / ٣٩٨ - ٣٩٩، لا يُعرفان.

١٥ - فزاريّ: خبر التحاق زهير بن القين بالحسينعليه‌السلام ، بواسطة

____________________

(١) ٧ / ٤٧٢، وذُكر في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال / ٢٨٤.

٤٩

السدّي، والنصّ: رجل من بني فزارة ٥ / ٣٩٦

١٦ - الطرمّاح بن عدي: خبره بواسطة واحدة، هو: جميل بن مرثد الغنوي ٥ / ٤٠٦، لقى الحسينعليه‌السلام فاستنصره الإمام، فاعتذر أنْ يمتار لأهله ميرة - أي: رزقاً - فلمْ يمنعه الإمامعليه‌السلام ، ولمْ يدرك نصرته، وذكره الشيخ في أصحاب أمير المؤمنين والحسينعليهما‌السلام ، وذكره المامقاني ووثّقه أنّه أدرك نصرة الإمامعليه‌السلام وجرح وبُرء، ثمّ مات بعد ذلك ولمْ يذكر المصدر(١) .

١٧ - عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي الهمداني: خبر قصر بني مقاتل، بواسطة المجالد بن سعيد ٥ / ٤٠٧.

وُلد سنة (٢١هـ) ٤ / ١٤٥، واُمّه من سبي جلولاء سنة (١٦هـ)، وهو وأبوه أوّل مَن أجاب المختار ٦ / ١٥، وشهد هو وأبوه للمختار بالحقّ ٦ / ١٧. وخرج هو وأبوه مع المختار إلى ساباط المدائن سنة (٦٧ هـ) ٦ / ٩١، ثمّ لحق بالحجّاج بعد المختار وجلس معه ٦ / ٣٢٧، ثمّ خرج على الحجّاج مع عبد الرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي سنة (٨٢ هـ) ٦ / ٣٥٠.

فلمّا هزم ابن الأشعث لحق بقتيبة بن مسلم والي الحجّاج على الري فاستأمنه فآمنه الحجّاج ٦ / ٣٧٤، ثمّ بقي حتّى وُلي قضاء الكوفة أيّام عمر بن عبد العزيز سنة (٩٩ - ١٠١ هـ) من قبل يزيد بن عبد الملك بن مروان.

وهو ممّن خذل مسلماً والحسينعليهما‌السلام ولمْ يكن مع الحسينعليه‌السلام ، وإنّما حدّث عنه أبو مِخْنف مرسلاً مات بالكوفة فجأةً سنة (١٠٤هـ)، كما في الكِنى والألقاب ٢ / ٣٢٨. له في الطبري ١١٤ خبراً.

وذكره في تهذيب التهذيب، فروى عن العجلي: أنّ الشعبي سمع من ثمانية وأربعين

____________________

(١) تنقيح المقال ٢ / ١٠٩. وقد سبق إنّ المصدر، هو: المقتل المتداول المنسوب إلى أبي مِخْنف، وهو الخبر الذي علّق عليه المحدّث القمّي في: نفس المهموم / ١٩٥.

٥٠

من الصحابة وأدرك عليّاًعليه‌السلام . قِيل: مات سنة (١١٠ هـ)(١) .

١٨ - حسّان بن فائد بن بكير العبسي: كتاب ابن سعد إلى ابن زياد وجوابه إليه، بواسطة النضر بن صالح بن حبيب بن زهير العبسي، والنصّ: أشهد أنّ كتاب عمر بن سعد جاء إلى عبيد الله بن زياد وأنا عنده، فإذا فيه ٥ / ٤١١.

كان فيمَن قاتل المختار وأصحابه مع راشد بن أياس صاحب شرطة عبد الله بن مطيع العدوي والي الكوفة من قبل عبد الله بن الزبير ٦ / ٢٦. وكان مع ابن مطيع في حصار القصر ٦ / ٣١، وقُتل أخيراً مع أصحاب ابن مطيع في مضر، في كناسة الكوفة (٦٤هـ) ٦ / ٤٩.

قال في تهذيب التهذيب: ذكره ابن حبّان في الثقات، وروى البخاري في تفسير الجبت في سورة النّساء، عن شعبة، عن أبي إسحاق السّبيعي عنه، عن عمر بن الخطاب أنّ الجبت هو السحر. وقال: يعدّ في الكوفيّين(٢) .

١٩ - أبو عمارة العبسي: مقالة يحيى بن الحكم، ومجلس يزيد، بواسطة أبي جعفر العبسي ٥ / ٤٦٠ - ٤٦١.

٢٠ - القاسم بن بخيت: الرؤوس في دمشق، ومقالة يحيى بن الحكم بن العاص أخي مروان، ومقالة هند زوجة يزيد، وقضيب يزيد، بواسطتين: أبي حمزة الثمالي، عن عبد الله الثمالي عن القاسم ٥ / ٤٦٥.

٢١ - أبو الكنود عبد الرحمن بن عبيد: أبيات اُمّ لقمان بنت عقيل بن أبي طالب، بواسطة سليمان بن أبي راشد ٥ / ٤٦٦.

كان يلي الكوفة من قبل زياد بن أبيه ٥ / ٢٤٦، وكان من أصحاب

____________________

(١) تهذيب التهذيب ٥ / ٦٥.

(٢) تهذيب التهذيب ٢ / ٢٥١.

٥١

المختار، وادّعى أنّه هو الذي قتل شمر ٦ / ٥٣، وله في الطبري تسعة أخبار عن أبي مِخْنف عنه، ما في الأعلام.

٢٢ - فاطمة بنت علي - كما ذكرها الطبري -:

مجلس يزيد، بواسطة الحارث بن كعب الوالبي الأزدي ٥ / ٤٦١ - ٤٦٢.

فهؤلاء واحد وعشرون شخصاً ممّن باشر الأحداث، أو عاصرها ورواها، ورواها عنهم أبو مِخْنف بواسطة أو واسطتين.

القائمة الخامسة:

الرواة الوسائط وهم تسع وعشرون شخصاً:

١ - عبد الملك بن نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة، عن أبي سعد سعيد بن أبي سعيد المقبري: أبيات الإمامعليه‌السلام عند خروجه من المدينة ٥ / ٣٤٢.

ويروي - بدون تصريح بالواسطة - عهد معاوية لابنه يزيد عند موته، وحديث الضحّاك بن قيس الفهري صاحب شرطة معاوية، وولي دفنه، وأبيات يزيد عند وصول البريد إليه بهلاك أبيه معاوية.

وله في الطبري خمسة عشر خبراً عن أبي مِخْنف عنه عن رجل، أكثرها عن خروج ابن الزبير بمكّة، وعبدالله بن حنظلة بالمدينة، ووقعة الحرّة، إحداها عن أبيه نوفل ٥ / ٤٧٤، وأخرى عن عبد الله بن عروة ٥ / ٤٧٨، وأخرى عن حميد بن حمزة من مو إلى بني أميّة ٥ / ٤٧٩، وسبعة منها عن حبيب بن كرّة من موالي بني أميّة أيضاً، وصاحب راية مروان بن الحكم ٥ / ٤٨٢ - ٥٣٩، وأخيرها عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق ٥ / ٥٧٧.

فمن المرجّح أنْ يكون قد روى مراسيله في وصيّة معاوية، ودفنه عن موالي بني اُميّة هؤلاء، وإنْ لمْ يصرّح بأسمائهم.

٥٢

وقد كان أبوه نوفل بن مساحق على ألفين أو خمسة آلاف لابن مطيع لابن الزبير، وانتهى ابن الأشتر النّخعي إليه فرفع عليه السّيف، ثمّ خلّى سبيله ٦ / ٣٠.

ووثّقه في تهذيب التهذيب ٦ / ٤٢٨، والكاشف للذهبي ٢ / ٢١٦.

٢ - أبو سعيد عقيصا، عن بعض أصحابه: مقابلة الإمام الحسينعليه‌السلام لابن الزبير بمكّة في المسجد الحرام محرم ٥ / ٣٨٥.

عدّة العلاّمةرحمه‌الله من أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام في القسم الأوّل من الخلاصة(١) . وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، فقال: روى عنعليه‌السلام ثمّ قال، قال ابن سعد: ثقة، اسمه دينار، شيعي مات (١٢٥هـ)(٢) .

وقال في تهذيب التهذيب، قال الواقدي: كان ثقة كثير الحديث، توفّي سنة مئة. وقال ابن سعد: توفّي في خلافة الوليد بن عبد الملك. قِيل: إنّ عمر جعله على حفر القبور. وقِيل: كان ينزل ناحية المقابر فسمّي: المقبري ٨ / ٤٥٣، وفي لسان الميزان ٢ / ٤٢٢.

٣ - عبد الرحمن بن جندب الأزدي، عن عقبة بن سمعان: جميع أخباره. له في الطبري زهاء ثلاثين حديثاً عن حرب الجمل وصفّين والنّهروان، وعن كربلاء بواسطة عقبة بن سمعان، ويروي أحداث الحجّاج مباشرةً، وحارب

____________________

(١) ص / ١٩٣.

(٢) ٢ / ١٣٩، و٣ / ٨٨، وفي كامل الزيارة / ٢٣، بإسناده إليه قال: سمعت الحسين بنعليه‌السلام ، وخلا به عبد الله بن الزبير وناجاه طويل، وقال: ثمّ أقبل الحسينعليه‌السلام بوجهه إليهم، وقال:« إنّ هذا يقول لي: كن حماماً من حمام الحرم، ولئن أُقتل بيني وبين الحرم باع أحبّ إليّ من أنْ أُقتل وبيني وبينه شبر، ولئن أُقتل بالطفّ أحبّ إليّ من ان أقتل بالحرم ».

فهو على هذا الإسناد مباشر للسماع عن الإمامعليه‌السلام لا كما أسند عنه أبو مِخْنف، والكامل أكمل.

٥٣

في جيشه مع زائدة بن قدامة الثقفي: شبيب الخارجي بـ: (رودبار) سنة (٧٦ هـ) ٦ / ٢٤٤، وأُسر فبايع شبيباً خوفاً ٦/ ٢٤٦، ثمّ لحق بالكوفة فكان فيها إذ خطب الحجّاج ليبعث إلى شبيب مرّة أخرى سنة (٧٧ هـ) ٦ / ٢٦٢.

ذكره الأردبيلي عن الرجال الوسيط للأسترابادي: في أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) . وذكره العسقلاني في لسان الميزان، فقال: روى عن كميل بن زياد، وعنه أبو حمزة الثمالي(٢) .

٤ - الحجّاج بن علي البارقي الهمداني، عن محمّد بن بشر الهمداني: أخباره كله، فراجع محمّد بن بشر، وليس لهفي الطبري عن غيره شيء. وذكره في لسان الميزان، وقال: شيخ روى عنه أبو مِخْنف(٣) .

٥ - نمير بن وعلة الهمداني اليناعي، عن أبي الودّاك جبر بن نوف الهمداني، وأيوب بن مشرح الخيواني، وربيع بن تميم الهمداني، أخبارهم.

له في الطبري عشرة أخبار، آخرها عن الشعبي عن مجلس الحجّاج سنة ثمانين ٦ / ٣٢٨.

ذكره العسقلاني في لسان الميزان، فقال: روى عن الشعبي وعنه أبو مِخْنف(٤) وكذلك في المغني(٥) .

٦ - الصقعب بن زهير الأزدي، عن أبي عثمان النّهدي، وعون بن أبي جحيفة السوائي، وعبد الرحمن بن شريح المعافري الإسكندراني - مات بالإسكندريّة سنة (١٦٧ هـ)، كما في تهذيب التهذيب ٦ / ١٩٣ وعمر بن عبد الرحمن

____________________

(١) جامع الرواة ١ / ٤٤٧.

(٢) لسان الميزان ٣ / ٤٠٨، ط حيدرآباد.

(٣) ٢ / ١٧٨.

(٤) ٦ / ١٧١، ط حيدرآباد.

(٥) ٢ / ٧٠١، ط دار الدعوة.

٥٤

ابن الحارث بن هشام المخزومي وحميد بن مسلم، أخبارهم.

له في الطبري عشرون خبر، جميعها عن أبي مِخْنف عنه، ثلاثة منها عن وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان حاضراً بصفّين مع عليعليه‌السلام ، فروى مقالة عمّار بن ياسر ٥ / ٣٨، وروى حديث مقتل حجر بن عدي ٥ / ٢٥٣ وتسعة منها عن كربلاء، وثلاثة منها من أخبار المختار.

قال في تهذيب التهذيب: ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال أبو زرعة: ثقة. وقال أبو حاتم: شيخ ليس بالمشهور(١) . وفي هامش خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: وثّقه أبو زرعة(٢) .

٧ - المُعلّى بن كليب الهمداني، عن أبي الودّاك جبر بن نوف الهمداني، أخباره، فراجع.

٨ - يوسف بن يزيد بن بكر الأزدي، عن عبد الله بن خازم الأزدي، وعفيف بن زهير بن أبي الأخنس، أخبارهم.

ورد اسمه الكامل في الطبري ٦ / ٢٨٤، وله في الطبري خمسة عشر خبراً، وعاش إلى بعد سنة (٧٧هـ). وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، فقال: صدوق نبيل بصري، روى عنه جماعة وأثنى عليه غير واحد، يكتب حديثه(٣) .

وقال في تهذيب التهذيب: ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال المقدسيّ: كان ثقة. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه(٤) . وكذلك ذكره في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال(٥) .

____________________

(١) تهذيب التهذيب ٤ / ٤٣٢.

(٢) الخلاصة / ١٧٦، ط دار الدعوة.

(٣) ٤ / ٤٧٥.

(٤) تهذيب التهذيب ١١ / ٤٢٩.

(٥) الخلاصة / ٤٤٠.

٥٥

٩ - يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي الهمداني الكوفي، عن عبّاس بن جعدة الجدلي: خبره في خروجه مع مسلم بن عقيل في أربعة آلاف.

قال سيّدنا شرف الدين في كتابه القيّم المراجعات: نصّ على تشيّع أبيه أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعي الهمداني الكوفي، كلّ من ابن قتيبة في معارفه، والشهرستاني في الملل والنحل.

وكان من رؤوس المحدّثين الذين لا يحمد النواصب مذاهبهم في الفروع والأصول، إذ نسجوا فيها على منوال أهل البيتعليهم‌السلام ، وتعبّدوا باتّباعهم في كلّ ما يرجع إلى الدين؛ ولذا قال الجوزجاني - كما في ترجمة زبيد من الميزان(١) -: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد النّاس مذاهبهم، هم رؤوس محدّثي الكوفة مثل: أبي إسحاق ومنصور، وزبيد اليامي والأعمش، وغيرهم من أقرانهم احتملهم النّاس لصدق ألسنتهم في الحديث وتوقّفوا عندما أرسلوا، و ممّا توقّف النواصب فيه من مراسيل أبي إسحاق، ما رواه عمر بن اسماعيل - كما في ترجمته في الميزان(٢) ، عن أبي إسحاق، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :« مثل علي كشجرة أنا أصله، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها والشيعة ورقها »

ثمّ قال السيّد: وما قال المغيرة - كما في الميزان -: ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي إسحاق والأعمش(٣) ، أو أهلك أهل الكوفة أبو إسحاق وأعيمشكم هذ(٤) ، إلاّ لكونهما شيعيّين مخلصين لآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله حافظين ما جاء في السّنة من خصائصهمعليهم‌السلام ، ثمّ قال: احتجّ بكل منهما أصحاب الصحاح الستّة وغيرهم(٥) . وُلد - كما في الوفيات - لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان - أي: في سنة

____________________

(١) ٢ / ٦٦، ط الحلبي.

(٢) ٣ / ٢٤٦.

(٣) ٣ / ٢٧٠.

(٤) ٢ / ٢٢٤.

(٥) المراجعات / ١٠٠، ط دار الصادق.

٥٦

(٣٣ هـ) وتوفّي سنة (١٣٢ هـ)، كما عن ابن معين والمدائني.

روى عنه ابنه يونس بن أبي إسحاق المتوفّى (١٥٩ هـ)، وهو في عشر التسعين إنْ لمْ يكن تجاوزها - كما في الميزان(١) -، وهذا هو الذي روى عن عبّاس بن جعدة، لأبي مِخْنف خبر خروج مسلم في الكوفة، وله في الطبري غير هذا الخبر خبراً آخر لمْ يسنده إلى أحد، في بعث ابن زياد الجيوش لحصر الحسينعليه‌السلام قبل دخوله الكوفة ٥ / ٣٩٤، وله في الطبري أحد عشر خبراً آخر عن أبي مِخْنف عنه، وثلاثه عشر خبراً آخر عن غير أبي مِخْنف عنه.

وقال في تهذيب التهذيب: ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن معين: ثقة. وقال أبو حاتم: كان صدوق. وقال النّسائي: لا بأس به. وقال ابن عدي: له أحاديث حسان روى عنه النّاس. وقال: مات سنة (١٥٩ هـ)(٢) .

١٠ - سليمان بن أبي راشد الأزدي، عن عبد الله بن خازم البكري الأزدي، وحميد بن مسلم الأزدي، وأبي الكنود عبد الرحمن بن عبيد، أخبارهم. له في الطبري عشرون خبراً أكثرها بواسطة، كان حيّاً إلى سنة (٨٥ هـ) ٦ / ٣٦٠.

١١ - المجالد بن سعيد الهمداني، عن عامر الشعبي الهمداني: خبره عن قصر بني مقاتل ٥ / ٤٠٧، وله خبر آخر مرسل لمْ يسنده إلى أحد في تخاذل النّاس عن مسلم بن عقيل، وغربة مسلم ودخوله بيت طوعة، وخطبة ابن زياد، وخبر بلال بن طوعة وبعث ابن زياد ابن الأشعث لقتال مسلمعليه‌السلام ٥ / ٣٧١ - ٣٧٣. له في الطبري سبعون خبراً أكثرها عن الشعبي عنه، وعبّر عنه أبو مِخْنف

____________________

(١) ٤ / ٤٨٣.

(٢) تهذيب التهذيب ١ / ٤٣٣.

٥٧

بالمحدّث ٥ / ٤١٣.

وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال، فقال: مشهور، صاحب حديث. وذكر الأشبح: إنّه شيعي. مات مجالد سنة (١٤٣ هـ).

ثمّ روى الذهبي عن البخاري: أنّه روى في ترجمة مجالد عنه، عن الشعبي، عن ابن عبّاس، قال: لمّا ولدت فاطمة بنت رسول الله (صلوات الله عليهما) سمّاها المنصورة. فنزل جبرائيل، فقال: يا محمّد، الله يقرؤك السّلام، ويقرئ مولودك السلام، وهو يقول:« ما وُلد مولود أحبّ إليّ منه، وإنّه قد لقبّها باسم خير ممّا سمّيتها، سمّاها: فاطمة؛ لأنّها تفطم شيعتها من النّار » (١) . ثمّ كذّب الذهبي الحديث بحجّة أنّها وُلدت قبل البعثة؛ ولهذا الحديث قِيل عنه: إنّه شيعى.

١٢ - قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي، عن جدّه زائدة بن قدامة: خبره عن خروج محمّد بن الأشعث لقتال مسلم بن عقيلعليه‌السلام وأسره وعن استسقائه على باب القصر وسقيه ٥ / ٣٧٣ - ٣٧٥.

ذكره الطبري ولمْ يسند خبره عن أبيه أو جدّه وهو لا يصحّ - ظاهراً -، إذ أنّه لمْ يُدرك أحداث الكوفة، وإنّما أدركها وباشرها جدّه زائدة، وكان في جماعة عمرو بن حريث مع راية الأمان لابن زياد في المسجد الجامع بالكوفة، إذ وجّه إليهم ابن زياد أنْ يبعثوا مع محمّد بن الأشعث لقتال مسلم سبعين رجلاً من قيس ٥ / ٣٧٣، فشفع لابن عمّه المختار ٥ / ٥٧٠.

وأمّا قدامة بن سعيد، فقد ذكره الشيخ (ره) في طبقة أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام (٢) وسبقت ترجمته قبل هذا، فراجع.

____________________

(١) ٣ / ٤٣٨. قِيل: مات في ذي الحجّة لسنة ثلاث أو أربع وأربعين ومئة، كما في تهذيب التهذيب.

(٢) رجال الشيخ / ٢٧٥، ط النّجف.

٥٨

١٣ - سعيد بن مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط الاُموي، عن جدّه عمارة بن عقبة: خبر إرساله غلامه قيساً إلى بيته؛ ليأتيه بماء يسقي منه مسلم بن عقيل على باب قصر الإمارة قبل إدخاله على ابن زياد ٥ / ٣٧٦، والنصّ: حدّثني سعيد أنّ عمارة بن عقبة ...، وظاهره المباشرة من دون إسناد، وذلك بعيد جدّاً، والظاهر أنّه يروي عن جدّه عمارة، ورجّحنا عليه خبر قدامة بن سعيد أنّ الذي أتى بالماء هو مرو بن حريث، وليس عمارة لمَا ذكرناه في موضعه من الكتاب.

١٤ - أبو جناب يحيى بن أبي حيّة الوداعي الكلبي، عن عدي بن حرملة الأسدي عن عبد الله بن سُليم والمذُري بن المشمعل الأسديّين، وعن هانئ بن ثبيت الحضرمي، أخبارهم.

وقد يرسل من دون إسناد، فمن ذلك خبر مقابلات أصحاب مسلم لابن زياد ٥ / ٣٦٩ - ٣٧٠، وبعث ابن زياد برؤوس مسلم و هانئ -رحمهما‌الله - إلى يزيد، وكتابه إليه في ذلك ٥ / ٣٨٠ - والظاهر - كما سبق أنّه يُرويها عن أخيه هانئ بن أبي حيّة الوداعي الكلبي الذي بعثه ابن زياد بكتابه وبرأس مسلم إلى يزيد ٥ / ٣٨٠.

وله في الطبري ثلاثة وعشرون خبراً، ٩ منها عن: حرب الجمل وصفّين والنّهروان - بالواسطة -، وتسعة منها عن كربلاء، خمسة منها بالواسطة وثلاث بالإرسال؛ فالظاهر: أنّها أيضاً مسندة في الواقع، وأنّه لمْ يكن ممّن باشر الأحداث وإنْ كان قد عاصرها كما يبدو.

وآخر عهدنا به روايته - بالإرسال - كتاب مصعب بن الزبير إلى إبراهيم بن الأشتر - بعد المختار - يدعوه إلى نفسه سنة (٦٧ هـ) ٦ / ١١١

قال في تهذيب التهذيب: ذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن نمير وابن خراش، وأبو زرعة والسّاجي: كوفيّ صدوق. وقال أبو نعيم: لا بأس به.

٥٩

مات سنة خمسين ومئة. وقال ابن معين: ما سنة (١٤٧ه)(١) .

١٥ - الحارث بن كعب بن فقيم الوالبي الأزدي الكوفي، عن عقبة بن سمعان، عن علي بن الحسين، وعن فاطمة بنت عليعليهما‌السلام .

كان هذا من أصحاب المختار ٦ / ٢٣، ولكنّه انتقل بعده إلى القول بإمامة علي بن الحسينعليهما‌السلام والرواية عنه ٥ / ٣٨٧ ويبدو أنّه كان قد انتقل من الكوفة إلى المدينة، حيث سمع من الإمام زين العابدين، ومن فاطمة بنت عليعليهما‌السلام ٥ / ٤٦١.

ذكره الشيخ في رجاله في: أصحاب علي بن الحسينعليه‌السلام ، إلاّ أنّه - في طعبة النّجف - ذكره الحرّ بن كعب الأزدي الكوفي، وذكر المحقّق الحارث عن نسخة أخرى - في الهامش - وهو الصحيح.

١٦ - إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي الكوفي، عن فزاري: خبر زهير بن القين.

ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال وقال: رُمي بالتشيّع، وأنّه كان يشتم أبابكر وعمر. وقال ابن عدي: هو عندي صدوق. وقال أحمد: ثقة. وقال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحداً يذكر السدّي إلاّ بخير وما تركه أحد، روى عنه شعبة والثوري(٢) .

وله في الطبري أربع و ثمانون خبراً إلى ما بعد المئة من الهجرة.

وذكر في تهذيب التهذيب(٣) و الكاشف(٤) . مات سنة (١٢٧ هـ)، كان يقعد في سدّة باب الجامع بالكوفة فسمّي: السُدّي، وهو مولى قريش. روى عن

____________________

(١) تهذيب التهذيب ١١ / ٢٠١.

(٢) ١ / ٢٣٦، ط الحلبي.

(٣) ١ / ٣١٣.

(٤) ١ / ٢٣٦.

٦٠