أهل البيت في تفاسير أهل السنة

أهل البيت في تفاسير أهل السنة0%

أهل البيت في تفاسير أهل السنة مؤلف:
تصنيف: تفسير القرآن
الصفحات: 480

أهل البيت في تفاسير أهل السنة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ نزار الحسن
تصنيف: الصفحات: 480
المشاهدات: 44556
تحميل: 6967

توضيحات:

أهل البيت في تفاسير أهل السنة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 480 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 44556 / تحميل: 6967
الحجم الحجم الحجم
أهل البيت في تفاسير أهل السنة

أهل البيت في تفاسير أهل السنة

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

20 - محمود بن وهيب:

قال في ( جوهرة الكلام ): ( وهو الوارث لأبيه علماً وفضلاً، وأجلّ أخوته قدراً وكمالاً... ) (1) .

21 - الشيخ محمود الشيخاني:

قال في ( الصراط السوي ): ( وكان محمّد الجواد - رضي الله عنه - جليل القدر عظيم المنزلة ) (2) .

22 - السيّد محمّد عبد الغفّار الهاشمي الأفغاني:

قال في كتاب ( أئمّة الهدى ): ( خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمّد الجواد ( عليه السلام )، إذْ كان له قدر عظيم علماً وعملاً ) (3) .

23 - الفاضل الهادي حمو:

قال في ( أضواء على الشيعة ): ( هو أبو جعفر محمّد الجواد بن علي الرضا، مات فخلفه في الإمامة وهو ابن سبع أو تسع سنين، وقد شغف به المأمون لمّا رأى من فضله مع صِغَرِ سِنِّه، ونبوغه في العلم والحكمة والأدب، وكمال العقل ما لم يساوه أحدٌ في ذلك من أهل زمانه، فزوّجه ابنته أمّ الفضل كما زوّج أباه مِن قَبل مِن أخته أمّ حبيب ) (4) .

____________________

(1) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل: 2/ 206، عن ( جوهرة الكلام ): 147.

(2) قادتنا كيف نعرفهم: 7 /15، عن ( الصراط السويّ ):402.

(3) انظر: القول في ( موسوعة الإمام الجواد ):1/363.

(4) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 29 / 4، عن ( أضواء على الشيعة الإماميّة ): 136، ط. دار التركي.

٣٢١

24 - الدكتور عبد السلام الترمانيني:

قال في ( أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين ): ( هو محمّد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الملقّب بالجواد. ثامن (1) الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، كان ذكيّاً طَلِق اللسان، حاضر البديهة ) (2) .

25 - عارف أحمد عبد الغني:

قال في كتابه ( الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف ) عند ذكره للإمام الجواد: ( كان جليل القدر عظيم المنزلة... ) (3) .

إلى غير ذلك من الكلمات العديدة التي أثنى أصحابها على الإمام سلام الله عليه.

____________________

(1) كذا في المطبوع، والصحيح تاسع الأئمّة.

(2) أحداث التاريخ الإسلامي بترتيب السنين: مجلّد2، ج1، ص1259 أحداث سنة: 220.

(3) الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف:1/160، دار كتاب للطباعة والنشر.

٣٢٢

الفصل التاسع

العاشر من أئمّة أهل البيت

الهادي

علي بن محمّد عليه السلام

٣٢٣

٣٢٤

نافذة إلى معرفة الإمام عليه السلام

طابت نفسه الطاهرة وصلحتْ سريرته، وانقطع إلى الله عمله، فكان أحد أرباب السفينة المباركة التي مَن ركبها نجا ومَن تخلّف عنها غرق وهلك. فهو من بيت الرسالة والإمامة، ومقرّ الوصيّة والخلافة، وشعبة من الدوحة المحمّدية وثمرة من الشجرة النبويّة.

لذا أشرق نوره، وسطع نجمه، وعرف الملأ علوّ شأنه، وسموّ مقامه، ولم يستطع المتوكّل العبّاسي باضطهاده وبمحاصرته إيّاه أنْ يحطّ من قدره أو يقلِّل من شأنه، بل كان ذلك يزيد شمسه سطوعاً، ونجمه بزوغاً، وشخْصه شهرة وذيوعاً، فبقي خالداً ما خلد الدهر وباقياً ما بقي الزمان، فنوّرت الكتب صحائفها بذكر مدائحه وتبيين فضائله ومكارمه.

وقبل أنْ نقدّم لقارئنا الكريم طائفة من كلمات علماء وأعلام أهل السنّة في مدح الإمام والثناء عليه، نعرض إلمامة سريعة بحياته سلام الله عليه:

-هو: علي بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين الشهيد، بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ).

-وُلِدَ ( عليه السلام ) : بصريا (1) من المدينة للنصف من ذي الحجّة، سنة: اثنتي عشرة ومئتين (15/ ذو الحجّة/212هـ) (2) ، و ( روي أنّه وُلِد في سنة: أربع عشرة

____________________

(1) صريا: قرية أسّسها الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) على ثلاثة أميال من المدينة، ( مناقب آل أبي طالب ) لابن شهر آشوب: 4/382، دار الأضواء.

(2) الإرشاد للمفيد: 2/297، مؤسّسة آل البيت.

٣٢٥

ومئتين) (214هـ) (1) .

-اسم أُمّه على ما رواه أصحاب الحديث: سُمانة، وكانت من القانتات (2) .

-ألقابه: النجيب، المرتضى، الهادي، النقيّ، العالم، الفقيه، الأمين المُؤْتَمَن، الطيّب، المتوكّل، العسكري، ويُقال له: أبو الحسن الثالث... (3) .

-تسلّم إمامة المسلمين: في سنة: (220هـ) عند وفاة أبيه محمّد الجواد ( عليه السلام )، وكان في مقتبل عمره الشريف حيث كان يبلغ من العمر ثماني أو ست سنوات على اختلاف الروايات.

-كانت مدّة إمامته: (33 سنة) (4) ، عاصر خلالها ستّة من خلفاء بني العبّاس، وهم: المعتصم، الواثق، المتوكّل، المنتصر، المستعين، المعتز (5) .

-خاف المتوكّل من نشاط الإمام: وتحرّكاته الرامية إلى نشر الحقّ، فبعث إليه يحيى بن هرثمة لحمله من المدينة إلى سامرّاء (6) ، وكان ذلك في حدود سنة: (234هـ) (7) .

____________________

(1) أصول الكافي للكليني: 1/572، دار التعارف للمطبوعات.

(2) عيون المعجزات: 130.

(3) مناقب آل أبي طالب: 4/401، دار الأضواء، بيروت.

(4 ) انظر: ( الإرشاد ) للمفيد: 2/297.

(5) انظر: ( إعلام الورى ) للطبرسي: 2/109، كما أنّ ذلك يتّضح جليّاً لمَن يلاحظ تاريخ تولّي هؤلاء الخلافة وتاريخ وفاتهم.

(6) انظر: خبر رحيل الإمام في ( الإرشاد ) للمفيد: 2/309. مؤسّسة آل البيت.

(7) على ما يظهر من ابن شهر آشوب في ( المناقب ): 4/401، حيث ذكر أنّ مدّة بقاء الإمام في سامرّاء كانت (20) سنة، ومعلوم أنّ وفاة الإمام ( عليه السلام ) كانت سنة: (254هـ)، فيكون حمله إلى المدينة في سنة: (234هـ).

٣٢٦

-تعرّض الإمام ( عليه السلام ): إلى حالات عديدة من الاضطهاد من الحكومة العبّاسيّة (1) ، كما أنّه زُجّ - فترة من حياته - في ظلمات السجون (2) .

-بقي ( عليه السلام ): في سامراء إلى أنّ استشهد ( عليه السلام ) في الثالث من رجب سنة: (254هـ) (3) .

-دُفِنَ ( عليه السلام ): في داره (4) ، ومشهده اليوم معروف في سامرّاء، تختلف إليه العامّة والخاصّة.

____________________

(1) انظر: مثلاً ( الإرشاد ) للمفيد: 2/311.

(2) انظر مثلا: ( إعلام الورى ): 2/245 - 246.

(3) انظر: تاريخ وفاته في ( المناقب ): 4/401.

(4) الإرشاد للمفيد: 2/311، مؤسّسة آل البيت.

٣٢٧

الإمام في كلمات علماء وأعلام أهل السُنّة

نستعرض في هذا الفصل جانباً ممّا ذكره علماء وأعلام أهل السُنّة في مدح الإمام علي الهادي ( عليه السلام ):

1 - أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250 هـ):

ذكر الإمام الهادي ( عليه السلام ) في رسائله عند مدْحه لعشرة مِن الأئمّة في كلام واحد عند ذكره الردّ على ما فخرتْ به بنو أميّة على بني هاشم فقال: ( ومنِ الذي يُعَدُّ مِنْ قريش ما يَعُدُّه الطالبيّون عَشَرة في نسق؛ كلّ واحد منهم: عالم، زاهد، ناسك، شجاع، جواد، طاهر، زاكٍ، فمنهم خلفاء، ومنهم مُرشحون: ابن ابن ابن ابن، هكذا إلى عشرة، وهم الحسن [ العسكري ] بن علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي ( عليهم السلام )، وهذا لم يتّفق لبيت من بيوت العرب ولا من بُيوت العجم ) (1) .

2 - شهاب الدين أبو عبد الله، ياقوت بن عبد الله الحموي (ت: 626هـ):

قال في كتابه ( معجم البلدان ) عند ذكره لمدينة عسكر سامرّا: ( وهذا العسكر يُنسب إلى المعتصم، وقد نُسب إليه قوم من الأجلاّء، منهم: علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، يُكنّى أبا الحسن الهادي، وُلِد بالمدينة ونُقل إلى سامرّا، وابنه الحسن بن علي وُلِد بالمدينة أيضاً ونقل إلى سامّرا؛ فسُمِّيا بالعسكريّين لذلك، فأمّا علي فمات في رجب سنة: 254هـ،

____________________

(1) رسائل الجاحظ: 106، جمعها ونشرها حسن السندوبي، المكتبة التجاريّة الكبرى، مصر.

٣٢٨

ومقامه بسامرّا عشرين سنة، وأمّا الحسن فمات بسامرّا أيضاً سنة: (260هـ)، ودُفِنَا بسامرّا، وقبورهما مشهورة هناك، ولولدهما المنتظر هناك مشاهد معروفة ) (1) .

3 - العلاّمة العارف الشيخ محيي الدين ابن عربي (ت: 638 هـ):

قال في ( المناقب ): ( وعلى الداعي إلى الحقّ أمين الله على الخلْق، لسان الصدق، وباب السلْم، أصل المعارف، ومنبت العلم، منجي أرباب المعادات، ومنقذ أصحاب الضلالات والبدعات، إنسان عين الإبداع، أنموذج أصول الاختراع، مهجة الكونين ومحجّة الثقلين، مفتاح خزائن الوجوب، حافظ مكان الغيوب، طيّار جوّ الأزل والأبد، علي بن محمّد عليه صلوات الله الملك الأحد ) (2) .

4 - محمّد بن طلحة الشافعي المتوفّى سنة: (ت: 652 هـ):

قال في ( مطالب السؤول ): ( وأمّا مناقبه: فمنها ما حلّ في الآذان محلّ حلاها بأشنافها، واكتنفتْه شَغَفَاً به اكتناف اللئالئ الثمينة بأصدافها، وشهد لأبي الحسن أنّ نفسه موصوفة بنفائس أوصافها، وأنّه نازلة من الدوحة النبويّة في ذرى أشرافها، وشرفات أعرافها... ) (3) .

____________________

(1) معجم البلدان: ج5 - 6، ص328، دار إحياء القرآن العربي، مؤسّسة التاريخ العربي.

(2) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 29/48، عن ( المناقب ) المطبوع في آخر ( وسيلة الخادم ) لفضل الله بن روزبهان: 297 ط. قم.

(3) مطالب السؤول في مناقب آل الرسول: 2/144 - 145، مؤسّسة أمّ القرى للتحقيق والنشر.

٣٢٩

5 - ابن أبي الحديد المعتزلي (ت: 655 هـ):

نقل ما تقدّم مِن كلام الجاحظ عند مدْحه لعشرة مِن أئمّة أهل البيت (1) ، مقرّاً له عليه بدلالة قوله في أوّل البحث: ( ونحن نذكر ما أجاب به أبو عثمان عن كلامهم، ونضيف إليه مِن قِبلنا أموراً لم يذكرها فنقول... ) (2) .

6 - ابن خِلّكان (ت: 681 هـ):

قال في ( وفيات الأعيان ): ( أبو الحسن علي الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا المقدّم ذكره، وهو حفيد الذي قبله، فلا حاجة إلى رفع نسبه، ويُعرف بالعسكري، وهو أحد الأئمّة الاثني عشر عند الإماميّة، كان قد سُعي به إلى المتوكّل، وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه، فوجّه إليه بعدّة من الأتراك ليلاً، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى، فأُخذ على الصورة التي وُجد عليها، وحُمل إلى المتوكّل في جوف الليل، فَمَثَلَ بين يديه والمتوكّل يستعمل الشراب وفي يده كأس، فلمّا رآه، أعظمه وأجلسه إلى جنبه، ولم يكن في منزله شيء ممّا قيل عنه، ولا حالة يُتعلّق عليه بها، فناوله المتوكّل الكأس الذي كان بيده، فقال: يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 15 / 278. دار الكتب العلميّة، المصوّرة على طبعة دار إحياء الكتب العربيّة.

(2) المصدر نفسه: 270.

٣٣٠

قط، فاعفني منه.

فأعفاه ، وقال: أنشدني شعراً أستحسنه.

فقال: إنّي لقليل الرواية للشعر.

قال: لا بدّ أنْ تنشدني،

فأنشده:

بَاتُوا على قُلَلِ الأَجْبَالِ تَحْرُسُهُم

غُلْبُ الرِجَال فَمَا أَغْنَتْهُمُ القللُ

وَاسْتَنْزَلُوا بَعْدَ عِزٍّ مِنْ مَعَاقِلِهِم

فَأُوْدِعُوْا حُفَرَاً يَا بِئْسَ مَا نَزَلُوْا

نَادَاهُمُ صَارِخٌ مِنْ بَعْدِ مَا قُبِرُوْا

أَيْنَ الأَسِرَّةُ وَالتِيْجَانُ وَالحُلَلُ

أَيْنَ الوُجُوْهُ التِي كَانَتْ مَنَعَّمَةً

مِنْ دُوْنِهَا تُضْرَبُ الأَسْتَارُ وَالْكِلَلُ

فَأَفْصَحَ القَبْرُ عَنْهُمْ حِيْنَ سَاءَلَهُمْ

تِلْكَ الوُجُوْهُ عَلَيْهَا الدُوْدُ يَقْتَتِلُ

قَدْ طَالَ مَا أَكَلُوا دَهْرَاً وَمَا شَرِبُوْا

فَأَصْبَحُوا بَعْدَ طُوْلِ الأَكْلِ قَدْ أُكِلُوْا

قال:

فأشفق مَن حضر على علي، وظنّ أنّ بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكّل بكاءً كثيراً حتّى بلّت دموعُه لحيتَه، وبكى مَن حضره، ثمّ أمر برفع الشراب، ثمّ قال: يا أبا الحسن أعليك دَين؟

قال: نعم، أربعة آلاف دينار. فأمر بدفْعها إليه، وردّه إلى منزله مُكرَّم ) (1) .

7 - أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي (ت: 732 هـ):

قال في ( تاريخه ): ( وفي هذهِ السَنَة: [ أي 254هـ ]... تُوفِّي علي الهادي وعلي التقي وهو أحد الأئمّة الإثني عشر عند الإماميّة، وهو علي الزكي بن محمّد الجواد المقدّم ذكره في سنة: عشرين ومئتين، وكان علي المذكور قد سُعِيَ به إلى المتوكّل أنّ عنده كتباً وسلاحاً، فأرسل المتوكّل جماعة من الأتراك، وهجموا عليه ليلاً على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق، وعليه مَدْرَعَة مِن شعر، وهو مستقبل القبلة، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس

____________________

(1) وفيات الأعيان: 3/238، دار الكتب العلميّة.

٣٣١

بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى... الخ ) (1) .

8 - شمس الدين محمّد بن أحمد بن عثمان الذهبي (ت: 748 هـ):

قال في ( تاريخ الإسلام ): ( علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن زين العابدين، السيّد الشريف، أبو الحسن العلويّ الحسينيّ الفقيه، أحد الاثني عشر، وتلقّبه الإماميّة الهادي... تُوفِّي علي رحمه الله سنة: أربع وخمسين، وله أربعون سنة ) (2) .

وقال في ( العبر ): ( وفيها [ أي سنة: 254 تُوفِّي ]: أبو الحسن علي بن الجواد محمّد، بن الرضا علي، بن الكاظم موسى... العلويّ الحسينيّ المعروف بالهادي.

تُوفَِّي بسامرّاء وله أربعون سنة، وكان فقيهاً إماماً متعبّداً ) (3) .

وقال عنه في ( السير ): ( شريف جليل ) (4) .

9 - ابن الوردي، زين الدين عمر بن المظفر (ت: 749 هـ):

قال في ( تاريخه ): ( علي الملقّب بالزكيّ وبالهاديّ وبالتقيّ، أحد الأئمّة الاثني عشر على رأي الإماميّة، وهو ابن الجواد، كان قد سُعي به إلى المتوكّل، أنّ عنده كتباً وسلاحاً، فأرسل إليه الأتراك ليلاً، على غفلةٍ، فوجدوه في بيت مغلق، وعليه مدرعة شعر، مستقبل القبلة، يترنّم بآيات في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض إلاّ الرمل والحصى... الخ ) (5) .

____________________

(1) تاريخ أبي الفداء: مجلّد1، ج2، ص44، مكتبة المتنبّي، القاهرة.

(2) تاريخ الإسلام: وفيات سنة: 251 - سنة: 260 ص218، دار الكتاب العربي.

(3) العبر في أخبار مَن غبر: 1/364، دار الكتب العلميّة.

(4) سير أعلام النبلاء: 13/ 121، مؤسّسة الرسالة.

(5) تاريخ ابن الوردي: 1/318، منشورات المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف.

٣٣٢

10 - صلاح الدين الصفدي (ت: 764 هـ):

قال في ( الوافي بالوفيات ): ( هو أبو الحسن الهادي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين، أحد الأئمّة الإثني عشر، عند الإماميّة. كان قد سُعي به إلى المتوكّل، وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يَطلب الأمر لنفسه، فوجّه إليه عدّة من الأتراك، فهجموا [ فهاجموا ] منزله على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى... ) (1) إلى آخر القصّة التي تقدّمت مراراً، بما فيها الأبيات الشعريّة التي قرأها الإمام على المتوكّل.

11 - اليافعي عبد الله بن أسعد (ت: 768 هـ):

قال في ( مرآة الجنان ): ( فيها [ سنة: 254 ] تُوفِّي العسكري أبو الحسن الهادي بن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلويّ الحسينيّ، عاش أربعين سنة، وكان متعبّداً فقيهاً إماماً... وكان قد سُعي به إلى المتوكّل... ) (2) . وذكر القصّة المتقدّمة.

12 - ابن كثير الدمشقي (ت: 774 هـ):

قال في ( البداية والنهاية ): ( وأمّا أبو الحسن علي الهادي [ فهو ] ابن محمّد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب، أحد الأئمّة

____________________

(1) الوافي بالوفيات: 22/72.

(2) مرآة الجنان وعبرة اليقظان: 2/119، دار الكتب العلميّة.

٣٣٣

الاثني عشر... وقد كان عابداً زاهداً... وقد ذكر للمتوكّل أنّ بمنزله سلاحاً وكتباً كثيرة من الناس، فبعث كَبْسَةً فوجدوه جالساً مستقبل القبلة، وعليه مدرعة من صوف، وهو على التراب، ليس دونه حائل، فأخذوه كذلك... ) (1) .

13 - محمّد خواجه بارساي البخاري (ت: 822 هـ):

قال عن الإمام ( عليه السلام ): ( وكان أبو الحسن علي الهادي عابداً فقيهاً إماماً، قيل للمتوكّل: إنّ في منزله أسلحة يطلب الخلافة، فوجّه رجالاً هجموا عليه فدخلوا داره، فوجدوه في بيته وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه الشريف مَلْحَفَة من صوف، وهو مستقبل القبلة، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى... الخ ) (2) .

14 - ابن الصبّاغ المالكي (ت: 855 هـ):

قال في ( الفصول المهمّة ): ( قال بعض أهل العلم: فَضْل أبي الحسن علي بن محمّد الهادي قد ضرب على الحرّة قبابه، ومدّ على نجوم السماء أطنابه، فما تُعدّ منقبة إلاّ وإليه نحيلتها، ولا تُذكر كريمة إلاّ وله فضيلتها، ولا تُورد محمدة إلاّ وله تفضلها وجملتها، ولا تُسْتعظم حالة سُنَنِيَّة إلاّ وتظهر عليه أدلّتها، استحقّ ذلك؛ بما في جوهر نفسه من كرم تفرّد بخصائصه، ومجد حكم فيه على طبعه الكريم، بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلايصه، فكانت نفسه مهذّبة، وأخلاقه مستعذبة، وسيرته عادلة، وخلاله فاضلة، وميازه إلى العفاة واصلة، وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة، جرى من الوقار والسكون

____________________

(1) البداية والنهاية: 11/19، مؤسّسة التاريخ العربي.

(2) ذكره القندوزي الحنفي في ( ينابيع المودّة ): 2/463.

٣٣٤

والطمأنينة والعفّة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة نبويّة، وشنشنة علويّة، ونفس زكيّة، وهمّة عَلِيَّة، لا يفارقها بها أحد من الأنام ولا يدانيها، وطريقة حسنة لا يشاركه فيها خلق، ولا يُطمع فيها ) (1) .

15 - محمّد بن طولون (ت: 953 هـ):

قال في كتابه ( الأئمّة الاثنا عشر ): ( وعاشرهم ابنه علي، وهو أبو الحسن علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، رضي الله عنهم، المعروف بالعسكري عند الإماميّة.

كان قد سُعي به عند المتوكّل، وقيل: إنّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنّه يطلب الأمر لنفسه، فوجّه إليه بعدّة من الأتراك، فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة، يترنّم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إلاّ الرمل والحصى... ) (2) .

16 - ابن حجر الهيتمي (ت: 974 هـ):

قال في ( الصواعق المحرقة ): ( وتُوفِّي [ الجواد ]... وعمره خمس وعشرون سنة... عن ذَكَرَيْن وبِنْتَيْن، أجلّهم علي العسكري: سُمّي بذلك؛ لأنّه لَمّا وجّه

____________________

(1) الفصول المهمّة: 270.

(2) الأئمّة الاثنا عشر: 107 - 108، منشورات الشريف الرضي المصوّرة على طبعة دار صادر، بيروت.

٣٣٥

لإشخاصه من المدينة النبويّة إلى ( سرّ مَن رأى )، وأسكنه بها، وكانت تسمّى العسكر، فعُرف بالعسكري، وكان وارث أبيه علماً وسخاءً ) (1) .

17 - القرماني أحمد بن يوسف (ت: 1019 هـ):

قال في ( أخبار الدول ): ( وأمّا مناقبه فنفيسة وأوصافه شريفة... ) (2) .

18 - ابن العماد الحنبلي (ت: 1089 هـ):

قال في ( شذرات الذهب ) وهو يتكلّم عن وفيات سنة: (254 هـ): ( وفيها أبو الحسن علي، بن الجواد محمّد، بن الرضا علي، بن الكاظم موسى، بن جعفر الصادق، العلوي الحسني (3) المعروف بالهادي، كان فقيهاً إماماً متعبّداً... ) (4) .

19 - عبد الله الشبراوي (ت: 1171 هـ):

قال في ( الإتحاف بحبّ الأشراف ): ( العاشر من الأئمّة علي الهادي، وُلِد رضي الله عنه بالمدينة، في رجب، سنة: أربع عشرة ومئتين، وكراماته كثيرة ) (5) .

20 - محمّد أمين السويدي البغدادي (ت: 1246 هـ):

قال في ( سبائك الذهب ): ( وُلِدَ: بالمدينة، وكنيته: أبو الحسن، ولقبه: الهادي... ومناقبه كثيرة ) (6) .

____________________

(1) الصواعق المحرقة: 312، دار الكتب العلميّة.

(2) أخبار الدول وآثار الأول: 1/349، عالم الكتب.

(3) كذا في المصدر، وهو خطأ والصواب الحسيني.

(4) شذرات الذهب: 2/272، دار الكتب العلميّة.

(5) الإتحاف بحبّ الأشراف: 136، منشورات الشريف الرضي المصوّرة على النسخة المطبوعة بالمطبعة الأدبيّة بمصر.

(6) سبائك الذهب: 77، المكتبة العلميّة.

٣٣٦

21 - الشيخ مؤمن الشبلنجي (ت: 1308 هـ):

قال في ( نور الأبصار ): ( فصل: في ذكر مناقب سيّدنا علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، رضي الله عنه.. ومناقبه رضي الله عنه كثيرة، قال في الصواعق: كان وارث أبيه علْماً ومنحاً (1) .. ) (2) .

22 - الشريف علي فكري الحسيني القاهري (ت: 1372 هـ):

قال في ( أحسن القصص ): ( نسبه: هو سيّدنا علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، رضي الله عنهم.

وأُمّه: أُمّ وَلَد، يُقال لها: سمانة المغربيّة.

مولده: وُلد أبو الحسن الهادي بالمدينة، في رجب، سنة: أربع عشرة ومئتين للهجرة ).

وقال أيضاً في ص301: ( كان أبو الحسن العسكري وارث أبيه علماً ومنحاً، وكان فقيهاً فصيحاً جميلاً مهيباً، وكان أطيب الناس بهجةً، وأصدقهم لهجةً ) (3) .

23 - خير الدين الزركلي (ت: 1396 هـ):

قال في كتابه ( الأعلام ): ( علي الملقّب بالهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضي، بن موسى بن جعفر الحسيني الطالبي: عاشر الأئمة الاثني عشر عند

____________________

(1) الموجود في الصواعق المطبوع ( علْماً وسخاءً )، انظر: ( الصواعق المحرقة ): 312، دار الكتب العلميّة.

(2) نور الأبصار: 181، طبعة دار الفكر، الطبعة المصوّرة على الطبعة المصريّة لسنة: 1948م.

(3) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 29 /32، عن ( أحسن القصص ): 4/ 300، دار الكتب العلميّة، بيروت.

٣٣٧

الإمامية، وأحد الأتقياء الصلحاء، ولد بالمدينة، ووشي به إلى المتوكّل العبّاسي... ) (1) .

24 - السيّد محمّد عبد الغفّار الهاشمي الحنفي:

قال في ( أئمّة الهدى ): ( فلمّا ذاعت شهرته [ أي الهادي ( عليه السلام ) ] استدعاه الملك المتوكّل من المدينة المنوّرة؛ حيث خاف على ملكه وزوال دولته إليه بما له من علم كثير، وعمل صالح وسداد رأي، وقول حقّ، وأسكنه بدار ملكه بالعراق في عاصمة ( سامراء )، وأخيراً دسّ له السم؛ وتُوفِّي منه يوم الاثنين، في 25 من جمادى الآخرة، سنة: 254، وكان عمره إذ ذاك الوقت 40 سنة، ومدّة إمامته 30 سنة، ودُفِنَ بداره في ( سامراء ) التي هي خَرِبَة الآن، إلاّ من فئة قليلة من العرب. وعلى مرقده قبّة جميلة، رضي الله عنه وعليه السلام ) (2) .

25 - محمود بن وهيب البغدادي:

قال في ( جوهرة الكلام ): ( هو علي الهادي، بن محمّد الجواد، بن علي الرضا، بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق، بن محمّد الباقر، بن علي زين العابدين، بن الحسين، بن علي، بن أبي طالب، رضي الله عنهم أجمعين... قال في الصواعق: وكان وارث أبيه علماً وسخاءً ).

وبعد أنْ فصّل الحديث عنه ( عليه السلام )، قال: ( اللّهمّ إنّا نسألك بهؤلاء، أهل بيت رسولك، أنْ تنوّر قلوبنا بالتمام، وتشرح صدورنا للإسلام، وتحيينا على دين

____________________

(1) الأعلام: 4/323، دار العلم للملايين.

(2) شرح إحقاق الحقّ للسيّد المرعشي: 12/445، عن ( أئمّة الهدى ): 136، القاهرة.

٣٣٨

هؤلاء الكرام، وتُمِيْتَنَا على ملّة رسولك عليه الصلاة والسلام، وعلى آله وأصحابه السادة الأعلام، والتابعين لهم إلى يوم المقام ) (1) .

26 - الشيخاني:

قال في ( الصراط السويّ ): ( وكان علي العسكري صاحب وقار وسكون وهيبة وطمأنينة، وعفّة ونزاهة، وكانت نفسه زكيّة وهمّته عليّة، وطريقته حسنة مرضيّة، رضي الله تعالى عنه وعن سَلَفه وخَلَفه ) (2) .

27 - عبد السلام الترمانيني:

قال في ( أحداث التاريخ الإسلامي ): ( هو علي، الملقّب بالهادي ابن محمّد الجواد... كان على جانب عظيم من التقوى والصلاح ) (3) .

28 - عارف أحمد عبد الغني:

قال في كتابه ( الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف ) عند ذكره للإمام الهادي ( عليه السلام ): ( كان في غاية الفضل ونهاية النُبل، أشخصه المتوكّل ( الخليفة ) إلى (سرّ مَن رأى)، فأقام بها إلى أنْ تُوفّي ) (4) .

29 - يونس أحمد السامرائي:

في كتابه ( سامراء في أدب القرن الثالث ) الذي طُبع بمساعدة جامعة بغداد،

____________________

(1) أئمّتنا لمحمّد علي دخيل: 2/256، عن ( جوهرة الكلام ): 154.

(2) قادتنا كيف نعرفهم للسيّد الميلاني: 7/60، عن ( الصراط السوي ): 409 ( مخطوط ).

(3) أحداث التاريخ الإسلامي: المجلّد الأوّل/ ج2/ ص131. أحداث سنة: 254 هـ.

(4) الجوهر الشفّاف في أنساب السادة الأشراف: 1/160 دار كتاب للطباعة والنشر.

٣٣٩

قال وهو يتكلّم عن نسبة العسكري إلى سامرّاء: ( فالعسكري: نسبة إلى العسكر، وهو كما مرّ بنا من أسماء سامرّاء... ) إلى أنْ قال: ( وقد حَمَل هذهِ النسبة جماعة من الأجلاّء منهم: أبو الحسن علي الهادي بن محمّد الجواد العسكري، وابنه الحسن العسكري، وأبو القاسم محمّد بن الحسن العسكري وهو المهدي المنتظر ) (1) .

وقال في موضع آخر: ( كما تُوفّي فيها ودُفن عدد غير قليل من الأفاضل والعلماء المحدّثين والقضاة واللغويّين و... منهم: أبو الحسن علي بن محمّد العسكري، وابنه أبو محمّد الحسن بن علي العسكري والد المنتظَر (2) .

والكلمات في الإمام الهادي ( عليه السلام ) عديدة متكاثرة نكتفي بما ذكرناه؛ توخّياً للاختصار.

____________________

(1) سامرّاء في أدب القرن الثالث الهجري: 46، مطبعة الإرشاد، بغداد.

(2) المصدر نفسه: 70.

٣٤٠