المحسن السبط مولود أم سقط

المحسن السبط مولود أم سقط0%

المحسن السبط مولود أم سقط مؤلف:
المحقق: السيد حسن الموسوي الخرسان
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 628

المحسن السبط مولود أم سقط

مؤلف: السيد محمد مهدي
المحقق: السيد حسن الموسوي الخرسان
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
تصنيف:

الصفحات: 628
المشاهدات: 81900
تحميل: 7183

توضيحات:

المحسن السبط مولود أم سقط
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 628 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 81900 / تحميل: 7183
الحجم الحجم الحجم
المحسن السبط مولود أم سقط

المحسن السبط مولود أم سقط

مؤلف:
الناشر: انتشارات المكتبة الحيدرية
العربية

دمعة ولاء حمراء على المحسن حبيب الزهراءعليها‌السلام

( للمحسن السقط ) حقٌ لو توفّيه

( فالمحسن السبط ) مظلوم لتبكيه

ميلاده كان رزءاً حين نذكره

للمصطفى جدّهِ حقاً نعزّيه

فابن البتولة لا ذكرى تقامُ له

ورزؤه رزؤها مذ أُثكلت فيه

مولى هو الفذ في الدنيا بأجمعها

فلا شبيه له فيها يوازيه

في أشهر الحمل ستاً نيّفت فعلت

على السنين جهاداً حيث ترويه

من يومه بان وجه الزيف في صُحفٍ

تُملى وتُتلى كما يرويه راويه

لولا رزيّته في يوم هجمتهم

لم يعرف الناس مولى من أعاديه

*.* * *

إيهاً بني لُحمة التاريخ نوّلها

نيل الولاة وأيديكم تسدّيه

ماذا جرى رحلة المختار مبدؤها

أين انتهت ؟ آخر الأنباء تحكيه

فقلتمُ غاب صحبٌ عن جنازته

فأين راحوا ؟ ولم غابوا ؟ لنرويه

تصاهلت زمرُ الأطماع في زجل

لخدمة الحكم تشويهاً بتمويه

وكان للأصفر الرنّان رنّته

عجينة الفكر مطبوعاً بتشويه

فربّما حَدَثٌ قد جاء مبتراً

لموقف الحق عن عمدٍ ليطويه

قالوا بنو قيلة ضمّت سقيفتهم

عناصر الشر إذ سعداً تناحيه

فأسرع النفر الثالوث مقتنصاً

طيرَ الشواهين ما اصطادت لتلقيه

٥٦١

وقد جرى ما جرى والكلّ يعلمه

علم اليقين بلا زيف وترويه

إنّ الأولى أسرعوا عافوا نبيّهمُ

لم يحضروا الغسل لا دفناً يواريه

من ذا تولّى ؟ لذا قالت روايتكم

ما كان غير أبي السبطين يكفيه

قلتم عليٌ وأهلوه به اضطلعوا

نفسي فداء عليٍ ثم أهليه

ما بارحوا حجرة طابت معالمُها

وطاب تربٌ أجنّ المصطفى فيه

وخيّم الحزنُ في الأجواء جلّله

خوف الغزاة لبيت مَن يحاميه ؟

إذ أضمروا الحقد في غلواء أنفسهم

أنّى عليٌّ له المختار يعليه

منذ الغدير فقد جاشت مراجلهم

واستضعفوا حيدراً مذ غاب حاميه

شاهت وجوههم رغماً معاطسهم

لولا الوصية مَن يقوى يدانيه

* * * *

يا ( محسن السقط ) في الدنيا ونرثيه

أنت ( المحسَّن ) في الأخرى نرجّيه

حدّث فديتك مظلوماً أفدّيه

سِفر الشهادة بدءاً أنت ترويه

يا ثالثاً شرف الأسباط سابقها

سبق الشهادة جلّى في معاليه

يا أولاً لضحايا العُنف أسّسه

حكمُ الأولى لم تزل تترى تواليه

يا منية العمر عند الأم ترقبه

كيما تهدهده مهداً تناغيه

فصرت أول مظلوم قضيت وقد

نلت الشهادة حملاً شُلّ جانيه

حدث فديتك بعض النثّ تبديه

ليكشف الزيف ما التاريخ يطويه

ماذا لقيت من الأصحاب حين أتوا

صحابةٌ ظلمت جَداً ذراريه

جاءت لبيتكمُ تغلي مراجلُها

وألقت الجزلَ عند الباب توريه

خابت ظنون بني الأحقاد إذ حسبت

بجمرة الحقدِ نور الله تطفيه

وجاوزوا الحدّ ضرب الطهر سوط جفا

وعصرَها لَمصابٌ أنت تدريه

فأسقطتك على الترباء من وَجَلٍ

بزحم قنفذ يا ويلي مَواليه

يابن البتولة والجلى تؤرّقها

قد هدّ حملُك من صبرٍ رواسيه

٥٦٢

عمرٌ من الحمل ماتمت كواملُه

فأسقطته لدى الأعتاب تلقيه

كانت تؤمّل أن يبقى ليؤنسها

في وحشة الليل إذ يبكي تناغيه

كانت ترجّى بك الزهراء مؤنسها

فخاب ظنٌ وكان الحزنُ تاليه

* * * *

يا ثاوياً جَدَثاً ضاعت معالمه

في تربة البيت ربّ البيت يدريه

إن ضاع قبرك في الأجداث إنّ له

من قلب كل وليّ مشهداً فيه

واسيت أمَك فيما قد ألمّ بها

حتى بقبرك إذ تخفى مغانيه

روحي فداك فأين القبر ضمكما

بيتٌ فقدّس ربّ العرش ثاويه

نفتّ أكبادنا حزناً ليومكمُ

ماقيمة الدمع طوفاناً ونذريه

تلكم قلوبٌ تلظّت في محبتكم

تُجنّ حبّكمُ طوراً وتبديه

* * * *

يا سيدي وعزائي اليوم منصرفٌ

للخمسة الصيد إذ كلاً نعزّيه

للمصطفى جدكم نزجي العزاء أسىً

والمرتضى أبداً في الفضل تاليه

نفس النبي بآيٍ أنزلت فيه

من ذا يقاس به فضلاً يوازيه

وأنزل الوحيُ هاروناً له شبهاً

سماكمُ باسم ابناه لما فيه

فشابه الغدر وصفاً في صحابته

قوم ابن عمران إذ خانوه

ثمّ العزاء لطهر كنت تؤنسها

في التيه حملاً خفيفاً وجلّ الخطبُ ما فيه

بعدُ العزاء لسبطي أحمد فهما

كانا الشقيقين في اسم وتشبيه

* * * *

يا سادتي وحديث السقط ترويه

مصادرٌ لجلجت عمداً بتمويه

كم حاول القومُ إنكاراً لمحسننا

تخال غاشية الأضواء تخفيه

تسهّموه بأقوال لهم نُجمت

عن سرّ فعل لأشياخ الجفا فيه

فأنكروا ذكره طوراً برمّته

ودمدموا مثل مخبولٍ ومعتوه

وقال قومٌ فذا قدمات في صِغرٍ

أنّى ؟ وكيف ؟ بذا ضاعت معانيه

٥٦٣

وقارب الحقَ من أبدى حقيقته

فذاك سقط له الزهراء تلقيه

وأمطروا ساحة التاريخ كذبهمُ

غطّى النجودَ فغطّى الكذبُ واديه

وباع للحاكم النوكى ضمائرهم

فقدّسوا ذكره الجاني بتنزيه

فأهملوا ما جرى ستراً لشُنعته

إذ أنكروا ما إله الخلق مبديه

وضيّعت محسناً بغضاً لوالده

وجاوزت حقدها حتى تعاديه

وهكذا جاء تاريخ صحائفُه

تتلى وتكتب في أقلام ممليه

فاستنطقوا (المحسن) المظلوم كيف قضى ؟

من ذا الذي باء وزراً من أعاديه ؟

سلوا ( المحسّن ) عما دار في فلك

بعد السقوط فمن قد كان جانيه ؟

لا تأمنوا حَدَث التاريخ تكتبه

زعانفُ الحكم توحيه وتمليه

واستنبطوا النص كشفاً عن دلالته

وأعملوا الفكر في شتى نواحيه

لا تخدعوا بحديث شاده سندٌ

فربّ آفة إسنادٍ لراويه

* * * *

يا ( محسن السبط ) ما زالت ظلامتكم

في ( محسن السقط ) عنواناً وتبديه

كم محسن من بني الزهراء أسقطه

حقدُ العداة له التاريخ يخفيه

فابن البتولة قدماً مرّ مسقطهُ

وقد أصات نعاء الاُم تبكيه

( تقول يا والدي ضاق الخناق بنا

لما مضيت ) وباقي البيت ترويه

وابن الحسين سميٌّ كان مسقطه

مثل السميّ شبيهٌ في مآسيه

فأمه سُبيت في أسر طاغيةٍ

إلى الشئام لدى الشهباء تلقيه

لكنّ هذا وإن عزّت مصيبته

ما زال مشهده الإملاك تحميه

يزوره الناس إيماناً ببقعته

بالغرب من حَلَبٍ بالشوق تأتيه

لكنما عمّه ضاعت معالمه

فضوّع المسكَ في أخبار راويه

فاستنشق العطر من ريّا معطّره

وأمطرت لؤلواً حرّى مآقيه

٥٦٤

يا ( محسنَين ) فعذراً إنّني كلف

مستنطق زبر التاريخ ما فيه

هل كان حقاً لنا التاريخ يرويه

كلاكما كان سقطاً من أعاديه ؟

فربما انبثقت عفواً روايته

عن وجه حق فذاك الحق يحميه

وتلك فلتة إنسان يسجلها

في صحوة من ضمير فيه ما فيه

قالوا بأنّ البتول الطهر لطمتها

أصابت القُرط فانداحت لئاليه

قالوا لنا حيدرٌ قد قيد مضطهداً

قسراً بحبل وتاج الرأس يلويه

وقد رووا صرخة السبطين يشفعها

رنين فاطمة الزهراء تبكيه

فكل هذا جرى والخصم يرويه

ويبتغي سفهاً منّا نواليه

ونحن حجتنا قول النبي لهم

والوا علياً وعادوا من يعاديه

* * * *

يا سيدي وختام الشعر معتذراً

أتيت أنفث وجدي في قوافيه

من طيب شهد علاك استاف عنبره

فاقبل فديتك مشتاراً فتوفيه

فأنت أول من يشكو لخالقه

من زحم قنفذ في الأخرى يشكّيه

لن يذهبن دمكم طلاًّ بلا ترةٍ

فسوف يأتي الذي دوماً نرجّيه

فاشفع فديتك في عبد يحبكمُ

ويرتجي زلفةً ترقى مراقيه

ويحسن الله في الأخرى مثوبته

ويبدل الله بالحسنى مساويه

* * * *

8 / جمادى الثاني / 1425 ه‍ 94 بيتاً

٥٦٥

تاريخ وضع ( اللمسات الأخيرة ) على كتاب ( المحسن )

تفضل به السيد الجليل العلاّمة السيد عبد الستار الحسني أحسن الله جزاه ، وله منّي جزيل الشكر ووافر الدعاء :

مَهْدِيُّ آلِ مُحَمَّدٍ آثارُهُ

لِذَوَي الهُدى وَالْعِلْم ِ قُرَّةُ أَعْيُنِ

( صُحُفٌ مُطَهَّرَةٌ ) حَوَتْ فِي طَيِّها

آياً لِمُلْتَمِسِ الصِّراطِ الْبَيِّنِ

رَشَحاتُ مِرْقَمِهِ نَطَقْنَ شَواهِداً

بَ‍ ( الأَوْحَدِيَّةِ ) فِيَ رقِيْمِ الأَزْمُنِ

عَلَمُ الشَّرِيْعَةِ مِقْوَلُ الحَقِّ الّذي

بِيَمِيْنِهِ صَرْحُ المَعارِفِ قَدْ بُنِيْ

إِنْ كُنْتُ أَدَّخِرُ الْولاءِ لِمِثْلهِ

وَأَرى مَوَدَّتَهُ شِعارَ تَدَيُّني

فَمَوَدَّةُ ( الأَشرافِ ) غايَةُ مَأْرَبي

أَبَداً ، وَحُبُّ بَني النُّبُوَّةِ دَيْدَني

وولائيَ ( المَهْدِيَّ ) ضَرْبَةُ لازَبٍ

كَولاءِ عِترَةِ أَحْمَدَ المُتَعَيّنِ

فَإلَيْهِمُ ضَرَبَتْ بِهِ أَعْراقُهُ

فَهُوَ الهِجانُ المَحْضُ غَيْرُ مُهَجَّنِ

للهِ مِنْ خَوّاضِ عِلْمٍ ليس يَسْ‍

‍أَمُ في تَتَبُّعِهِ الحَثِيْثِ وَلا يَنيْ

وَالْيَوْمَ وافانا بأَكْرَم ِ تُحْفَةٍ

مِنْ رَوْضِهِ المُزْدانِ بالثَّمَر الجَنيْ

عَنْ ( مُحْسِنٍ ) نَجْلِ الْبَتُولِ أَفاضَ فِي

أَبْحاثِهِ بِعَزِيْمَةٍ لا تَنْثَنِيْ

وَأَقامَ فِي الْتَحقِيقِ غُرَّ شَواهِدٍ

تَشْدُو بِتَقْرِيْظٍ لِمَنْهَجِهِ السَّنِيْ

هُوَ إِنْ نَطَقْتَ (مُحَسِّنٌ) أَوْ ( مُحْسِنٌ )

فَكِلاهُمَا نُقِلا بِضَبْطٍ مُتْقَنِ

لكنّما ( التخفيفُ ) شاعَ وَلَمْ يَكُنْ

يَوْمَاً لِيُنْكِرَهُ فِصاحُ الأَلْسُنِ

( سَُِقطٌ )(1) بِهِ زادَتْ ظُلامَةُ أُمِّهِ

عُظْماً ، وَكُدِّرَ بَعْدَهُ الْعَيْشُ الهَنِيْ

وَبِمُقْتَضى ( الإلْزامِ ) جاءَ حَدِيْثُهُ

( مُتَشَيِّعٌ ) يَرْوِيْهِ عَنْ ( مُتَسَنِّنِ )

* * * *

__________________

(1) وَضَعْتُ الحركاتَ الثَّلاثَ على كلمة ( سَُِقط ) لأنَّهُ مُثَلَّثُ الْسِّيْنِ.

٥٦٦

أَعْظِمْ بِهِ سِفْراً سَما بِحَقائِقٍ

مِنْ قَبْلِهِ لِذَوِي النُّهى لَمْ تُعْلَنِ

رَقَمَتْ صَحائِفَهُ يَراعَةُ عَيْلَمٍ

فَأَتى كَعِقْدٍ بالنُّضارِ مُزَيَّنِ

( فَنُّ الحِجاج ) بِما حَوى اقْتَعَدَ الذّرى

بِحَصِيْفِ فِكْرِ الْنَّيْقَدِ ( المُتَفَنِّنِ )

أَوْفى على ( الأَسْفارِ ) في إسْفارِهِ

إِذْ لاحَ شَمْسَ هِدايَةٍ لِلْمُوقِنِ

وَبِ‍ (باءِ) (بِسْمِ اللهِ ...) أَرَّخْناهُ : « قَدْ

أَحْيى(1) لَنا المَهْدِيُ ذِكْرى المُحْسِنِ »

104

29

81

90

930

189

               

وكنت قد قلتُ بعد قولي : ( أوفي أعلى الأسفار ) سنة 1425 ه‍ :

ومُذِ ازْدَهَتْ للناظرين فصولُهُ

وَتَدَفَّقَتْ بعطائها الثّرِّ الْغني

بأئمة الثَقَلَين أرّخْناهُ : قد

أَحْيى لنا المهديُّ ذِكْرَ المُحْسِنِ

12

104

29

81

90

920

189

                 

وأنتم تختارون ما يقع عليه الإختيار.

__________________

(1) أحيى يحيي مثل ألقى يُلقي ألِفُهُ منقلبة عن ( ياء ) فتكتب ألِفُهُ الأخيرةُ على صورةِ الياء وإن شاع على اسلات الأقلام كتابته بالألف ( أحيا ).

٥٦٧

المللحق الأول

٥٦٨
٥٦٩

الملحق الأول :

حول نسبة كتابة ( الإمامة والسياسة ) إلى ابن قتيبة :

إنّ نسبة أيّ كتاب كان إلى مؤلف مخصوص لا تأتي اعتباطاً ، وشهرة النسبة تستبعد كثيراً من الاحتمالات المشككة ، وإذا كانت هناك مؤشرات ثبوتية يقوي بعضها بعضاً ، تحصل القناعة لدى من يرى صحة النسبة.

أمّا الذين تستحكم في نفوسهم شبهة عدم النسبة فلهم رأيهم ، والناس أحرار في آرائهم ، ولما كان كتاب ( الإمامة والسياسة ) لابن قتيبة من تلك الكتب التي حامت حوله الشبهة في صحة النسبة إلى ابن قتيبة ، وشكك غير واحد في صحة ذلك ، وأبدوا ملاحظات تمسكوا بها ، وبعضها لا يخلو من مناقشة كما سيأتي بيان ذلك.

وأول من أعلن تشكيكه ، بل نفى النسبة هو ( غاينفوس المجريطي ) ذكر ذلك في صدر كتابه عن الأندلس في سنة ( 1881 م ) ثم تبعه دوزي وآخرون(1) .

وساقوا أدلّة على ما يقولون ، نلخصها في النقاط العشر التالية :

1 ـ لم يذكره أحد ممن ترجم لابن قتيبة انّه له.

2 ـ ذكر في الكتاب فتح الأندلس نقلاً عمن شاهد ذلك ، وكان الفتح في سنة / 92 قبل مولد ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة.

3 ـ ورد في الكتاب خبر يوهم بأن أبا العباس والسفاح شخصيتان متغايرتان ، كما ورد فيه : ان للمهدي ولد اسمه عبد الله ، وانّه هو الذي سمّه.

__________________

(1) شاكر مصطفى في كتابه التاريخ العربي والمؤرخون 1 : 241.

٥٧٠

4 ـ في الكتاب مزيد عناية بأخبار الأندلس ، لم يكن لابن قتيبة ولا لغيره من معاصريه في العراق سبيل إلى معرفتها.

5 ـ لم يرد ذكر أحد من شيوخ ابن قتيبة الذي يروي عنهم عادة في كتبه.

6 ـ المؤلف مالكي الهوى والمذهب ، بينما كان ابن قتيبة حنفياً.

7 ـ يظهر من المؤلّف انّه كان مقيماً بدمشق ، وابن قتيبة لم ير هذه المدينة.

8 ـ في الكتاب رواية عن أبي يعلى محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المتوفى سنة 146 ه‍ قبل ولادة ابن قتيبة بخمس وستين سنة.

9 ـ ورد في الكتاب ذكر ( مراكش ) وفتح موسى بن نصير لها ، وهي بناها يوسف بن تاشفين سنة / 454 ه‍.

10 ـ وأخيراً مغايرة أسلوب الكتاب لمألوف أسلوب ابن قتيبة.

هذه هي الشبهات التي ساقها المشككون ، وبالأحرى النافون نسبة الكتاب لابن قتيبة ، وقد ذكرها الدكتور شاكر مصطفى في كتابه ( التاريخ العربي والمؤرخون )(1) ، وأخذ بعضها الدكتور ثروت عكاشة في مقدمة كتاب ( المعارف ) لابن قتيبة حيث تولى كبر تحقيقه ، وستأتي بعض الملاحظات على تحقيقه لذلك الكتاب ( مقدمة ومتناً وفهرسة ) في الملحق الثاني ، وسيطلع القارئ على نماذج تثبت عن أنّ الرجل لم يكن فارس ميدانه ، بل كان راجلاً ومتعثراً في خطاه.

ونعود إلى النقاط التي ذكرت حول نفي النسبة ، فإنّ بعضها لا يخلو من مناقشة. فمثلاً ما ذكر أولاً من عدم ذكر مترجمي ابن قتيبة لهذا الكتاب بانّه له ، فكم له من نظير ، ولا عجب بعد أن نقرأ ما قاله النووي ( ت 676 ه‍ ) في تهذيب الأسماء واللغات(2) عند ذكره :

__________________

(1) التاريخ العربي والمؤرخون 1 : 241 ـ 242.

(2) تهذيب الأسماء واللغات 2 : 281.

٥٧١

( القتُبي ـ مذكور في المهذب والوسيط(1) في كتاب الوقف ، ثم في أول كتاب العدد من المهذب ـ بضم القاف وفتح التاء بعدها موحدة ـ وهو أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، الكاتب اللغوي الفاضل في علوم كثيرة ، سكن بغداد وله مصنفات كثيرة جداً ، رأيت فهرستها ، ونسيت عددها ، أظنها تزيد على ستين مصنفاً في أنواع العلوم ).

فإذا كان مثل النووي في إحاطته بترجمة ابن قتيبة يقول هذا ، وهو أقرب زماناً ومكاناً إلى ابن قتيبة من المستشرق ( غاينفوس المجريطي ) فالأولى بنا أن نصدّقه في ذكره كثرة مصنفات ابن قتيبة في علوم شتى ، وأحرى بنا أيضاً أن نصدّقه في رؤيته فهرست تلك المصنّفات حتى ظن انّها تزيد على ستين مصنفاً ، ولا نأسف على نسيانه حقيقة العدد ، كما نأسف على عدم ذكره جميع ما بقي على ذُكر من اسمه ، لكنه ذكر ما رآه فقط فقال :

( فمن كتبه التي رأيتها غريب القرآن ، ومشكل القرآن ، وغريب الحديث ، ومختلف الحديث ، وأدب الكاتب ، والمعارف ، وعيون الأخبار ).

وهذا الذي رآه لا يدل على عدم صحة نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) لعدم ذكره ، فالرجل ذكر ما رآه من كتبه وهي سبعة ، وأما ما لم يره فلم يذكره ، وليكن كتاب ( الإمامة والسياسة ) من ذلك الكم الكثير الذي لم يره.

وهذا النسيان الذي اعتذر به محتمل عند غيره من قدامى مترجمي ابن قتيبة إذا أحسنّا الظن بهم ، فلم يذكروا كتاب ( الإمامة والسياسة ) ، و لم يكن إهمالهم لذكره عن سوء نيّة وخبث طوية ، لأنّ في الكتاب ما لا يعجبهم ذكره من أحداث وقعت في صدر الإسلام ، فهذا ابن خلدون ( ت 808 ه‍ ) غمز من قناة ابن قتيبة على

__________________

(1) من كتب الفقه الشافعي.

٥٧٢

استخذاء في تاريخه(1) ، وقد ذكر وقعة الجمل وختم بقوله :

( هذا أمر الجمل ملخص من كتاب أبي جعفر الطبري ، اعتمدناه للوثوق به ولسلامته من الأهواء الموجودة في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرخين ).

وهذا كما هو تعريض صريح بابن قتيبة ، فهو تلويح إلى كتاب ( الإمامة والسياسة ) ، إذ لم يرد عند ابن قتيبة في بقية كتبه ما يثير حفيظة ابن خلدون وأضرابه كما ورد في كتاب ( الإمامة والسياسة ).

ولئن تحاشى ابن خلدون التصريح باسمه وحشره مجملاً مهملاً في كتب ابن قتيبة وغيره من المؤرخين ، فإنّ ابن العربي المالكي ( ت 543 ه‍ ) تحامل صريحاً فذكر ابن قتيبة ووصفه بالجاهل العاقل (؟) فقال في كتابه ( العواصم من القواصم )(2) :

( ومن أشد شيء على الناس جاهل عاقل ، أو مبتدع محتال ، فأمّا الجاهل فهو ابن قتيبة ، فلم يبق ولم يذر للصحابة رسماً في كتاب ( الإمامة والسياسة ) إن صح جميع ما فيه ) ونحن حسبنا تصريحه بصحة نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) إلى ابن قتيبة ، فلنا شهادته بصحة النسبة ، وله رأيه في جميع ما فيه.

وكذلك كان ابن حجر الهيتمي في كتابه تطهير الجنان واللسان(3) ، فقد نعى على ابن قتيبة ذكر ما شجر بين الصحابة فقال :

( وقد علمت مما قدّمته في معنى الإمساك عن ذلك ، أنّ عدم الإمساك امّا أن يكون واجباً لا سيما مع ولوع العوام به ، ومع تآليف صدرت من بعض المحدّثين كابن قتيبة مع جلالته القاضية بانّه كان ينبغي له أن لا يذكر تلك الظواهر ، فإن أبى إلاّ ذكرها فليبيّن جريانها على قواعد أهل السنّة ، حتى لا يتمسك مبتدع أو جاهل بها ).

__________________

(1) تاريخ ابن خلدون 2 : 1090.

(2) العواصم من القواصم : 248.

(3) تطهير الجنان واللسان : 43.

٥٧٣

وقد علّق محقق الكتاب على ذلك بقوله في هامش صفحة / 44 ، فذكر قول ابن العربي في العواصم ـ وقد مر نقله ـ ثم قال : وكالمبرّد في كتابه الأدبي ، وأينَ عَقلُهُ من عقل ثعلب الإمام المتقدم في أماليه ، فانّه ساقها بطريقة أدبية سالمة من الطعن على أفاضل الأمة ، وأما المبتدع فالمسعودي فإنّه يأتي منه متاخمة الالحاد فيما روى من ذلك ، إمّا البدعة فلا شك فيه ، هذا وقد ذكر العلماء ان الإمامة والسياسة ليست لابن قتيبة ، لأنّه يروي فيه عن عالمين كبيرين في مصر ولم يدخلها ولم يأخذ عنهما ، والمعروف عن المبرّد ينزع إلى رأي الخوارج ، وأمّا المسعودي فهو من كبار الشيعة وله في نحلتهم مؤلفات.

أقول : ليت المحقق صرح لنا بأسماء العلماء الذين ذكروا انّ الإمامة والسياسة ليس لابن قتيبة ، لننظر في مدى صحة آرائهم وحججهم ، لكنه هو الآخر فيما يبدو لي تأثر بتشكيك المستشرقين ، وستأتي مناقشتهم فيما ذكروه حول الكتاب.

وقد كان الأولى به أن ينهج نهج العلاّمة الشيخ محمد زاهد الكوثري في انصاف ابن قتيبة ، حيث قال في مقدمة كتاب ( الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبّهة ) لابن قتيبة(1) ، وهو يذكر أهمية الكتاب للمتأدب والمتكلم والمفيد فقال : ( وأمّا المتكلم الذي يرى ابن قتيبة هجّاءً ولوجاً فيما لا يحسنه ، كرّاميّاً مشبّهاً غير متثبت في نقل ما شجر بين الصحابة ، منحرفاً عن أهل بيت النبوة( رضي الله عنهم ) ، نظر إلى كتاب الإمامة والسياسة المعزوّ إليه من قديم الدهر إلى غير ذلك مما هو مثبوت في كتب خاصة يلفيه قد رجع إلى الصواب في كثير من تلك المسائل ، ولطّف لهجته في جملة منها ).

__________________

(1) مقدمة الكتاب.

٥٧٤

ولم يكن الشيخ الكوثري الوحيد في تقويمه الصحيح ، ونقده الهادئ ، وإلى القارئ جملة من أقوال آخرين من الكتّاب المحدثين لم يبتعدوا كثيراً عن نهج الكوثري.

1 ـ قال عبد الكريم الخطيب في كتابه ( علي بن أبي طالب بقية النبوة وخاتم الخلافة )(1) : اهتم ابن قتيبة في كتابه ( الإمامة والسياسة ) اهتماماً خاصاً بالفتنة التي كانت في أخريات خلافة عثمان ، ثم ما تلاها في خلافة علي ، وما وقع من حروب كوقعة الجمل وصفين والنهروان وغيرها ، وهو ينقل كثيراً ممن سبقوه كابن إسحاق وابن سعد وغيرهما.

وقد أورد معظم أخباره غير مسندة ، مخالفاً بذلك السَنن الذي كان متبعاً عند رواة السير والأخبار ممن سبقوه أو عاصروه ، إذ غلب عليهم المنهج الذي كانوا يتبعونه في رواية الأحاديث النبوية ، وكان كثير منهم محدّثاً قبل أن يكون مؤرخاً.

واكتفى ابن قتيبة بأن يصدّر أخباره بنسبتها تلك النسبة المجهّلة العامة ، فيقول : ذكروا ، أو قالوا ، أو حدّثوا ، أو رووا ، ولعلّه لم يكن ذلك من ابن قتيبة عن رغبة في الاختصار ، بقدر ما هو شعور بأنّ هذه الأخبار التي تروي أحداث هذه الفترة ، ليست على الصحة والسلامة التي يُطمأن إليها ويوثق بها وإذن فليس ثمة داعية لربطها هذا الربط المحكم ، وشدّها ذلك الشدّ الوثيق بسلسلة موصولة الحلقات بأهل الثقة من الصحابة والتابعين وغيرهم ، وانّه لأقرب إلى طبيعتها والأشبه بحالها أن ترسل هكذا إرسال ، لا تحمل على أحد ، ولا تضاف إلى أحد ، وبهذا يمكن أن يسوّى حسابها ، ونقدّر قيمتها ، في ذاتها ولذاتها دون نظر إلى شيء آخر وراء ما يحمل جوهرها من صدق أو كذب.

__________________

(1) علي بن أبي طالب بقية النبوة : 41.

٥٧٥

2 ـ الدكتور طه محمد الزيني الاستاذ بالأزهر ، فقد تولّى تحقيق كتاب ( الإمامة والسياسة ) ونشرت الكتاب مؤسسة الحلبي وشركاه للنشر والتوزيع ، ونأى عن الخوض في مسألة صحة نسبة الكتاب إلى ابن قتيبة أو عدمه ، بل قال في مقدمته : ( وبعد فإنّ «كتاب الإمامة والسياسة » للعالم الفاضل المؤرخ العظيم عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري من أشهر الكتب تداولاً بين قراء العربية ) فهذا المحقق يبدو جازماً بصحة النسبة.

3 ـ وأمّا علي شيري فهو أيضاً حقق الكتاب ، وطبعته دار الأضواء في بيروت ، غير انّه ذكر في مقدمته ما اُثير حول الكتاب من شك في نسبته إلى ابن قتيبة ، فقال في ص 8 :

« وقد ظهر مؤخراً عدم اتفاق على اسم مؤلّف هذا الكتاب ، بعد ان شكّك كثير من العلماء في نسبته إلى ابن قتيبة ، وحيث انّ بعضهم استبعد انتسابه إليه ، وكان أول من تزعّم التشكيك بنسبته إلى ابن قتيبة المستشرق غاينفوس المجريطي ، ثم تبعه الدكتور دوزي في صدر كتابه تاريخ الأندلس وآدابه ، ويشير د ، بيضون في صدر كتابه المتقدم ( الحجاز والدولة الإسلامية ) وأيضاً السيد أحمد صقر في مقدمته لكتاب تأويل مشكل القرآن المطبوع بالقاهرة سنة 1973 م حيث يقول : وقد نسب إلى ابن قتيبة كتاب مشهور شهرة بطلان نسبته إليه ، وهو كتاب الإمامة والسياسة ثم قال علي شيري :

ومهما يكن من أمر فقد بقي كتاب ( الإمامة والسياسة ) محافظاً على قيمته كأحد أبرز المصادر ، بما تضمن من نصوص يكاد ينفرد بها عن غيره ثم قال : ونبقى مترددين باتخاذ موقف حاسم من هذه القضية المطروحة ».

أقول : وعلى خلاف هؤلاء جمهرة من قدماء ومحدثين ، ذهبوا إلى صحة نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) إلى مؤلّفه ابن قتيبة منهم :

٥٧٦

1 ـ الحجّاج بن يوسف بن محمد البلوي ( ت 604 ه‍ ) في كتابه ألف باء(1) قال : ذكر ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : أنه لما قدم على الحجاج سعيد بن جبير ، قال له : ما اسمك ؟ قال : أنا سعيد بن جبير ، فقال الحجاج : أنت شقي بن كُسير ، قال سعيد : أمي أعلم باسمي .

2 ـ القاضي ابن الشباط ( ت 681 ه‍ ) نقل عنه في كتابه ( حلة السمط وسمة المرط ) في الفصل الثاني من الباب الرابع والثلاثين ، وهو كتاب في الأدب والتاريخ في أربعة أجزاء كبار(2) .

3 ـ تقي الدين الفاسي المكي ( ت 832 ه‍ ) في كتابه العقد الثمين في أخبار البلد الأمين(3) ، وفي كتابه الآخر شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام(4) .

4 ـ عمر بن فهد المكي ( ت 885 ه‍ ) في كتابه اتحاف الورى بأخبار أم القرى في ذكر وقائع سنة / 93 ، نقل عنه في ذكر كيفية القبض على سعيد بن جبير.

5 ـ ابن السابق عز الدين عبد العزيز بن عمر بن فهد ( ت 921 ه‍ ) أخذ عنه في كتابه غاية المرام بأخبار سلطنة البلد الحرام.

6 ـ محمد محبوب عالم ، أخذ عنه في تفسيره المعروف بتفسير شاهي.

إلى غير هؤلاء.

وأمّا من المحدثين فهم كثيرون ، منهم :

1 ـ محمد فريد وجدي في كتابه ( دائرة معارف القرن العشرين ) ذكر في ( خلف ) فنقل عن كتاب ( الإمامة والسياسة ) خطبة أبي بكر في السقيفة فقال : نقول :

__________________

(1) كتاب ألف باء : 478.

(2) راجع مقدمة كتاب المعارف : 56 ، لثروت عكاشة. وبشأن ابن الشباط وكتابه راجع معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة 11 : 57.

(3) العقد الثمين 7 : 195.

(4) شفاء الغرام : 171.

٥٧٧

يرى المتأمل في خطبة أبي بكر أنه لم يشر إلى حديث الخلافة في قريش ، مع أنه كان أمضى سلاح له في ذلك اليوم الصعب ، الأمر الذي يجعلنا نشك في صحته ، وان الكتاب الذي نقل منه هذه الخطبة هو من أقدم الكتب وأوثقها في مسائل الخلافة الإسلامية ، وذكر في(1) ( خلف ) قال : أورد العلاّمة الدينوري في كتابه الإمامة والسياسة(2) ، وقال : كتاب الإمامة والسياسة لأبي محمد عبد الله بن مسلم الدينوري ( ت 270 ه‍ ) ، راجع عنه ما نقله عنه في يزيد ( زيد )(3) .

2 ـ جرجي زيدان في كتابه ( تاريخ آداب اللغة العربية )(4) ، فقال : ( الإمامة والسياسة ) هو تاريخ الخلافة وشروطها بالنظر إلى طلابها من وفاة النبي إلى عهد الأمين والمأمون ، طبع بمصر سنة 1900 ، ومنه نسخ خطية في مكتبات باريس ولندن.

3 ـ الدكتور أحمد شلبي(5) في كتابه ( التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية ) الطبعة الخامسة ، نقل عنه كثيراً وذكره في قائمة مصادره(6) ، وذكره بين كتابيه عيون الأخبار والمعارف.

4 ـ الدكتور حسن إبراهيم حسن(7) في كتابه ( تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والإجتماعي ) نقل عنه ط القاهرة سنة 1322 كما في ضمن قائمة المصادر ، وذكر كتابه الآخر كتاب المعارف ط 1353 ه‍ ، 1934 م.

__________________

(1) دائرة معارف القرن العشرين 2 : 312.

(2) المصدر نفسه 2 : 745.

(3) المصدر نفسه 2 : 749.

(4) تاريخ آداب اللغة العربية 2 : 171.

(5) دكتوراه في الفلسفة من جامعة كمبرديج , استاذ مساعد في التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة.

(6) التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية 1 : 392.

(7) مدير جامعة محمد علي , واستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة فؤاد الأول ( سابقاً ).

٥٧٨

5 ـ البحاثة عمر رضا كحالة في كتابه أعلام النساء(1) بهامش ترجمة الزهراءعليها‌السلام .

6 ـ الدكتور أحمد محمود صبحي(2) في كتابه ( نظرية الإمامة لدى الشيعة الاثنى عشرية ) ط دار المعارف بمصر سنة 1969 م.

7 ـ الاستاذ محمود المرداوي في كتابه ( الخلافة بين التنظير والتطبيق ) دراسات في الفقه السياسي.

8 ـ علي جلال الحسيني في كتابه ( الحسين ) ط السلفية سنة 1349 بالقاهرة ، نقل مكرراً(3) .

9 ـ أحمد زكي صفوت في كتابه ( جمهرة خطب العرب ) و ( جمهرة رسائل العرب ) كما في قائمة المصادر فيهما.

10 ـ الاستاذ حسين محمد يوسف في كتابه ( سيد الشهداء ) وقد تعرض لاكراه الصحابة على بيعة يزيد نقل في ص 503 وقال في الهامش : الإمامة والسياسة للإمام أبي عبد الله محمد بن وقد انتقده القاضي أبو بكر بن العربي نقداً مراً.

أقول : فمن يجد أمثال من ذكرنا من شيوخ العلم من المتقدمين ، وأساتذة مرموقين من المحدثين ، جميعاً يؤمنون بصحة نسبة كتاب ( الإمامة والسياسة ) إلى ابن قتيبة ، كيف يطمئن إلى صحة ما قاله المستشرقون ، على انّ من المحدثين سوى من ذكرت من عدّ الكتاب مطمئناً بصحة نسبته إلى ابن قتيبة ، كالدكتور مصطفى الشكعة في كتابه ( مناهج التأليف عند العلماء العرب ) قسم الأدب ، فقد ذكر في

__________________

(1) أعلام النساء 4 : 114 ـ 116.

(2) مدرس الفلسفة بكلية الآداب جامعة الاسكندرية.

(3) راجع كتاب الحسين 1 : 75 ، 82 ، 173 ، 304 ، و 2 : 6 ، 93.

٥٧٩

كتاب الإمامة والسياسة(1) لابن قتيبة في عداد الكتب التي وصلت الينا من مؤلفاته برقم (7) من قائمة كتبه المذكورة ، وهي 14 كتاباً.

وخلّ عنك ما تكرر من طبعاته بمصر وحدها قديماً ، وكتب على بعض الطبعات ما يشعر بالتوثيق ، نحو ما كتب على ظهر طبعة 1322 بمطبعة النيل بتصحيح محمد محمود الرافعي.

وعلى ظهر طبعة أخرى بمصر غير مؤرخة باسم تاريخ الخلفاء الراشدين ودولة بني أمية المعروف بالإمامة والسياسة ، وقفت على طبعه جماعة من أدباء العصر.

وعلى ظهر ثالثة طبعت بمصر سنة 1328 بمطبعة الأمة بدرب شغلان جهة الدرب الأحمر بمصر : كتاب الإمامة والسياسة تأليف الإمام الفقيه أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة المتوفى سنة270 ه‍رحمه‌الله .

إلى غير ذلك من طبعاته الأخرى وكلها بمصر ، ولا يتّهم الطابعون والناشرون جميعاً في دينهم إذ يطبعون كتاباً ليس لابن قتيبة باسمه ، مهما افترضنا فيهم مطامع الربح التجاري.

وأمّا ما جاء في النقطة الثانية ، فهو إشارة إلى ما ورد في الإمامة والسياسة(2) ، قال : وحدثتني مولاة لعبد الله بن موسى ـ وكانت من أهل الصدق والصلاح ـ أنّ موسى حاصر حصنها الذي كانت من أهله .

فتأكيد صاحب الكتاب على توثيق المرأة التي حدثته ، ووصفها بأنّها من أهل الصدق والصلاح ، يشير إلى ان صاحب الكتاب كان منتبهاً إلى أنّ ثمة استغراباً في قبول الرواية عند قرائها ، لبعد الزمان بين فتح الأندلس الذي هو قبل ولادة ابن قتيبة بنحو مائة وعشرين سنة ، لذلك أكّد على توثيق محدثته ، وهذا لم يكن منه مع أيّ

__________________

(1) الإمامة والسياسة : 184.

(2) المصدر نفسه 2 : 75.

٥٨٠