لأكون مع الصادقين

لأكون مع الصادقين0%

لأكون مع الصادقين مؤلف:
الناشر: ستارة
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 449

لأكون مع الصادقين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الدكتور محمد التيجاني السماوي
الناشر: ستارة
تصنيف: الصفحات: 449
المشاهدات: 54633
تحميل: 7093

توضيحات:

لأكون مع الصادقين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 449 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 54633 / تحميل: 7093
الحجم الحجم الحجم
لأكون مع الصادقين

لأكون مع الصادقين

مؤلف:
الناشر: ستارة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

آملاً أن يساهم ذلك في قيام الوحدة الإسلامية على أساس فكريٍّ متين ، واللّه أسأل أن يوفّقنا جميعاً لما يحبّ ويرضى ، ويجمع كلمة المسلمين على الصواب ، إنّه عزيز قدير.

٢١
٢٢

القرآن الكريم عند أهل السنة والجماعة
وعند الشيعة الإمامية الاثني عشرية

هو كلام اللّه المنزل على رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وهو المرجع الأعلى للمسلمين في أحكامهم وعباداتهم وعقائدهم ، من شكّ فيه أو أهانه فقد برئ من ذمة الإسلام ، فهم ـ المسلمون كافة ـ متفقون على تقديسه واحترامه ، والتعبّد بما ورد فيه ، ولكنهم اختلفوا في تفسيره وتأويله.

ومرجع الشيعة في التفسير والتأويل يعود إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشروحات الأئمة من أهل البيتعليهم‌السلام ، ومرجع أهل السنّة والجماعة يعود إلى أحاديث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً ، ولكنهم يعتمدون على الصحابة ـ دون تمييز ـ أو أحد الأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المعروفة في نقل الأحاديث وشرحها وتفسيرها.

وبطبيعة الحال نشأ من ذلك اختلاف في العديد من المسائل الإسلامية وخصوصاً الفقهية منها.

وإذا كان الاختلاف بين المذاهب الأربعة من مدرسة أهل السنّة

٢٣

والجماعة ظاهراً ، فلا غرابة في أن يكون بينهم وبين مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام أظهر.

وكما ذكرت في مستهلّ الكتاب فإنّني سوف لن أتطرّق إلاّ إلى بعض الأمثلة بغية الاختصار ، وعلى من يريد البحث والاستزادة أن يغوص في أعماق البحر لاستخراج ما يمكنه من الحقائق الكامنة والجواهر المخفيّة.

يتفق أهل السنّة مع الشيعة في القول بأنّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيّن للمسلمين كلّ أحكام القرآن وفسّر كلّ آياته ، ولكنهم اختلفوا في من ينبغي الرجوع إليه بعد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغية التعرّف إلى ذلك البيان والتفسير : فذهب أهل السنّة إلى الاعتماد على الصحابة ـ دون تمييز ـ ومن بعدهم الأئمة الأربعة وعلماء الأُمة الإسلامية.

أما الشيعة فقالوا : إنّ الأئمة من أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم المؤهلون لذلك وصفوة من الصحابة المنتجبين؛ فأهل البيتعليهم‌السلام هم أهل الذكر الذين أمرنا اللّه تعالى بالرجوع إليهم في قوله عزَّ وجلَّ :( فَاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (1) ، وهم الذين اصطفاهم اللّه تعالى

__________________

1 ـ النحل : 43 ، وقد ذكرت مصادر التفسير عند أهل السنّة عدّة أقوال في تفسير هذه الآية ، منها : أنّها تعني أهل البيتعليهم‌السلام ، راجع : جامع البيان للطبري 14 : 145 و 17 : 8 ، تفسير القرطبي 11 : 272 ، تفسير ابن كثير 2 : 591 ، وزعم باطلا أنّ قول الإمام الباقرعليه‌السلام : « نحن أهل الذكر » الوارد في تفسير الآية بمعنى الأُمة لا أهل البيتعليهم‌السلام .

٢٤

وأورثهم علم الكتاب في قوله عزَّ وجَّل :( ثُمَّ أوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَـفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (1) ، ولكلّ ذلك جعلهم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عِدْلَ القرآن ، والثقل الثاني الذي أمر المسلمين بالتمسك به فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « تركتُ فيكم الثقلين : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي أبداً »(2) .

وفي لفظ مسلم : « كتاب اللّه أهل بيتي ، أُذكّركم اللّه في أهل بيتي » ، قالها ثلاث مرّات(3) .

ومن المعلوم أنّ أهل البيتعليهم‌السلام كانوا أعلم الناس وأورعهم وأتقاهم وأفضلهم ، وقد قال فيهم الفرزدق :

إن عُدَّ أهلُ التُقَى كَانُوا أئِمَّتُهُم

أو قِيلَ مَنْ خَيرُ أهْلُ الأَرضِ قِيلَ هُمُ

وأسوق هنا مثالاً واحداً للتذكير بطبيعة الرابطة بين أهل

__________________

1 ـ فاطر : 32.

2 ـ ورد بألفاظ وأسانيد مختلفة ، راجع : الطبقات لابن سعد 2 : 194 ، مسند ابن الجعد : 397 ، مسند أحمد 3 : 14 وفي غير موضع منه ، المستدرك للحاكم 3 : 109 وصححه ، كتاب السنّة لابن أبي عاصم : 639 ح 1553 ـ 1555 ، السنن الكبرى للنسائي 5 : 45 ح 8148 ، سير أعلام النبلاء 9 : 365 ، مجمع الزوائد للهيثمي 9 : 163 ، كتاب السنّة لابن أبي عاصم : 630.

3 ـ صحيح مسلم 7 : 123 ، ( كتاب فضائل الصحابة ، باب مناقب علي بن أبي طالب ).

٢٥

البيتعليهم‌السلام والقرآن الكريم ، فقد قال تعالى :( فَلا اُقْسِمُ بِمَوَاقِـعِ النُّجُومِ * وَإنَّهُ لَـقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إنَّهُ لَـقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْـنُون * لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ ) (1) .

فهذه الآيات تشير بدون لبس إلى أنّ أهل البيتعليهم‌السلام وعلى رأسهم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هم الذين يدركون معاني القرآن الغامضة ، لأنّا لو أمعنّا النظر في القَسَم الذي أقسَم به ربّ العزّة والجلالة لوجدنا مايلي :

إذا كان اللّه تعالى يُقسم بالعصر وبالقلم وبالتين وبالزيتون ، فعظمة القَسَم بمواقع النجوم بيّنة ، لما تنطوي عليه من أسرار وتأثير على الكون بأمره سبحانه ، ونلاحظ تعزيز القسم في صيغة النفي والإثبات ، فبعد القَسم يؤكد سبحانه :( إنَّهُ لَـقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَاب مَكْـنُون ) ، والمكنون ما كان باطناً ومستتراً ، ثم يقول عزّ وجلّ :( لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ ) ، و ( لا ) هنا للنفي ، ويمسّه تعني يدركه ويفهمه ، وليس المقصود بها لمس اليد(2) ، فهناك فرقٌ بين اللّمس

__________________

1 ـ الواقعة : 75 ـ 79.

2 ـ ذكر القرطبي في تفسيره عند ذكره عدّة تفاسير لها ، منها : ما نقله عن الحسين بن الفضل حيث قال : « لا يعرف تفسيره وتأويله إلاّ من طهّره اللّه من الشرك والنفاق ».

وقال الآلوسي أيضاً في تفسيره روح المعاني في ذيل الآية ـ بعد ما ذكر أنّ

٢٦

والمسّ ، قال تعالى :( إنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ) (1) ، وقال أيضاً عزّ منْ قائل :( الَّذِينَ

__________________

المطهّرين هم الملائكة ـ : « ونفي مسّه كناية عن لازمه وهو نفي الاطلاع عليه وعلى ما فيه ».

وكذلك الفخر الرازي في تفسيره رجّح كون ( لا ) بمعنى النفي لا النهي وأنّها إخبار عن عدم مسّ غير المطهّرين له ، ثم قال : « إلاّ المطهّرون » هم الملائكة طهرهم اللّه في أوّل أمرهم وأبقاهم ولو كان المراد نفي الحدث لقال : لا يمسّه إلاّ المطهرون أو المطّهّرون بتشديد الطاء والهاء ، والقراءة المشهورة الصحيحة ( المطهرون ) من التطهير لا من الاطهار ، وعلى هذا يتأيد ما ذكرناه من وجه آخر من حيث إنّ بعضهم كان يقول : هو من السماء ، ينزل به الجن ويلقيه عليه فقال : لا يمسّه الجن وإنّما يمسّه المطهّرون الذي طُهّروا عن الخبث « التفسير الكبير 30 : 431 ـ 433.

وقد خلط صاحب كتاب « منهج أهل البيت في مفهوم المذاهب الإسلامية » : 25 بردّه على المؤلّف بين استعمال المسّ في اللمس وبين مساواة المسّ للمس في المعنى ، فالمسّ يستخدم بمعنى اللمس الحسي ، وبمعنى المسّ المعنوي كمسّ العقل ونحوه ، ولهذا تقول : هذا ممسوس ، بمعنى فيه جنون ، وإن شيئاً مسّ عقله فجنه.

ويستخدم المس بمعنى اللمس أيضاً ، ولكن هذا لا يعني أنّ المسّ عين اللمس ونفس معناه كما توهمه صاحب كتاب « منهج أهل البيت » ليفسّر الآية المباركة باللمس المادي الذي يعني حمل الكلام على النهي ، وقد لاحظت كلمات بعض المفسرين في إبطال كون النفي بمعنى النهي ، وإنّما هو إخبار عن عدم مسّ القرآن لغير المطهّر من الخبائث والآثام.

1 ـ الأعراف : 201.

٢٧

يَأكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إلاّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ المَسِّ) (1) .

فالمسّ هنا يتعلّق بالعقل والإدراك لا بلمْسِ اليد.

وكيف يُقسم اللّه سبحانه وتعالى بأن لا يلمس القرآن باليد إلاّ من تطهّر ، والتاريخ يحدّثنا بأنّ بعض الجبّارين قد عبثوا به ومزّقوه ، وقد شاهدنا الاسرائيليين يدوسونه بأقدامهم ـ نستجير باللّه ـ ويحرقونه عندما احتلّوا بيروت في اجتياحهم السيئ الصيت ، وقد نقلت أجهزة التلفزة عن ذلك صوراً بشعة ومذهلة؟!

فالمدلول لقوله تعالى هو أنّه لا يدرك معاني القرآن المكنون إلاّ نخبة من عباده الذين اصطفاهم وطهّرهم تطهيراً.

والمطهَّرون في هذه الآية اسم مفعول ، أي : وقع تطهيرهم ، وقد قال عزَّ وجلّ :( إنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَـيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (2) .

فقوله تعالى :( لا يَمَسُّهُ إلاّ المُطَهَّرُونَ ) ، معناه : لا يدرك حقيقة القرآن إلاّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأهل بيتهعليهم‌السلام ، ولذلك قال فيهم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان

__________________

1 ـ البقرة : 275.

2 ـ الأحزاب : 33.

٢٨

لأُمتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس »(1) .

وما يذهب إليه الشيعة في ذلك يستند إلى القرآن الكريم وأحاديث الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المرويّة حتى في صحاح أهل السنّة كما وجدنا.

__________________

1 ـ المستدرك للحاكم 3 : 149 وقال : « حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه » ، ورواه السيوطي في الجامع الصغير 2 : 680 ح 9313 مختصراً بلفظ : « النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأُمتي » ، وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 6 : 386 : « شبّههم بنجوم السماء وهي التي يقع بها الاهتداء ، وهي الطوالع والغوارب والسيّارات والثابتات ، فكذلك بهم الاقتداء وبهم الأمان من الهلاك » ، ثمّ ذكر أنّ تعدّد طرقه ربما يصيّره حسناً. ورواه أحمد في الفضائل 2 : 671 ، وأورده القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة 1 : 72 ، وابن حجر الهيتمي في الصواعق 2 : 445.

٢٩

السنّة النبوية الشريفة
عند أهل السنّة والجماعة وعند الشيعة الإمامية

هي : كلّ ما قاله رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو فعله أو أقرّه ، وهي المرجع الثاني عندهم بعد القرآن الكريم في أحكامهم وعباداتهم وعقائدهم.

يضيفُ أهل السنّة والجماعة إلى السنّة النبوية سنّة الخلفاء الراشدين الأربعة : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وذلك لحديث يروونه : « عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عِضّوا عليها بالنواجذ »(1) .

وليس أدلّ على ذلك من اتباعهم سنّة عمر بن الخطّاب في صلاة التراويح التي نهى عنها رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (2) .

__________________

1 ـ ورد في كثير من مصادر أهل السنّة ، انظر على سبيل المثال : سنن ابن ماجة 1 : 15 ح 42 ، سنن الترمذي 4 : 149 ح 2816 ، المستدرك للحاكم 1 : 95 ، كتاب السنّة لابن أبي عاصم : 46 ، وصرّح محقّق الكتاب محمد ناصر الدين الألباني بصحته.

2 ـ صحيح البخاري 7 : 99 ، ( كتاب الأدب ، باب 75 ما يجوز من الغضب والشدّة لأمر اللّه ) ، ولفظه : « احتجر رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حُجيرة مخصّفة أو

٣٠

والبعض منهم يضيفون إلى سنّة الرسول سنّة الصحابة بأجمعهم ـ أيّ صحابي كان ـ وذلك لحديث يروونه : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم »(1) ، وحديث : « أصحابي أمنةٌ لأمتي »(2) .

أمّا حديث « أصحابي كالنجوم » ، فهو لا ينسجم مع العقل والمنطق والحقيقة العلمية ، إذ إنّ العرب لم يكونوا ليهتدوا في مسيرهم

__________________

حصيراً ، فخرج رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلّي فيها ، فتتبع إليه رجال وجاؤوا يصلّون بصلاته ، ثمّ جاؤوا ليلة فحضروا وأبطأ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنهم فلم يخرج إليهم فرفعوا أصواتهم وحصبوا الباب ، فخرج إليهم مغضباً ، فقال لهم رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مازال بكم صنيعكم حتى ظننت أنّه سيكتب عليكم ، فعليكم بالصلاة في بيوتكم ، فإن خير صلاة المرء في بيته إلاّ الصلاة المكتوبة ».

وهذا النصّ صريح في أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يفرضها ، بل نهاهم عن أدائها كذلك ورغّبهم في الصلاة في بيوتهم.

وهذا النهي استمر في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزمن أبي بكر إلى أن جاء عمر بن الخطاب فابتدع فيهم القيام جماعة في شهر رمضان ، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة 2 : 510 ترجمة 2934 حيث قال : « قلت : ذكر أبو عمر في التمهيد : أنّ أوّل ما جمع عمر الناس على إمام في رمضان كان سنة أربع عشرة ».

وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء 131 : « وفي سنة أربع عشرة جمع عمر الناس على صلاة التراويح ».

1 ـ الشفا للقاضي عياض 2 : 53.

2 ـ المصنّف لابن أبي شيبة 7 : 548 ح 3 ، صحيح مسلم 7 : 183 ، ( كتاب فضائل الصحابة ، باب 51 ) ، ومسند أحمد بن حنبل 4 : 399.

٣١

الصحراوي لمجرّد اقتدائهم بأيّ نجم من النجوم ، وإنّما كانوا يهتدون باتباع نجوم معيّنة محدّدة معروفة لها أسماؤها.

كما أنّ هذا الحديث لا تؤيده الأحداث اللاحقة والممارسات التي بدت من بعض الصحابة بعد وفاة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّ منهم من ارتدّ(1) ، كما أنّهم اختلفوا في كثير من الأُمور التي سببت الطعن ـ بعضهم في بعض ـ(2) ، ولعن بعضهم بعضاً(3) ، وقتل بعضهم بعضاً(4) ، وأُقيم الحدّ على بعض الصحابة لشرب الخمر والزنا والسرقة وغير ذلك ، فكيف يقبل عاقلٌ بهذا الحديث الذي يأمر بالاقتداء بمثل هؤلاء؟! وكيف يكون من يقتدي بمعاوية الخارج على إمام زمانه أمير المؤمنين في حربه للإمام عليعليه‌السلام مهتدياً وهو يعلم أنّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمّاه إمام الفئة الباغية(5) ؟! وكيف يكون من المهتدين من يقتدي بعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وبسر بن أرطأة وقد قتلوا الأبرياء لتدعيم ملك الأمويين؟!

وأنت أيها القارئ اللبيب إذا قرأت حديث « أصحابي كالنجوم » يتبيّن لك أنّه موضوع؛ لأنه موجّه إلى الصحابة ، فكيف يقول

__________________

1 ـ كالّذين حاربهم أبو بكر وسُمّوا بأهل الردّة ( المؤلّف ).

2 ـ كما طعن أكثر الصحابة في عثمان حتى قتلوه ( المؤلّف ).

3 ـ كما فعل ذلك معاوية الذي كان يأمر بلعن علي ( المؤلّف ).

4 ـ كحروب الجمل وصفين والنهروان وغيرها ( المؤلّف ).

5 ـ حديث « ويح عمّار تقتله الفئة الباغية » ( المؤلّف ).

٣٢

الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا أصحابي اقتدوا بأصحابي؟!

أمّا حديث « يا أصحابي عليكم بالأئمة من أهل بيتي فهم يهدونكم من بعدي » فهو أقرب إلى الحقّ؛ لأنّه له شواهد عديدة تؤيده في السنّة النبوية.

والشيعة الإمامية يقولون بأنّ المقصود بحديث : « عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي » هم الأئمة الاثنا عشر من أئمة أهل البيت سلام اللّه عليهم ، وهم الذين أوجب رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أُمّته أن تتمسّك بهم وتتبعهم ، كما تتمسّك وتتبع كتاب اللّه(1) .

ولمَّا آليتُ على نفسي فإنّي لا أستدلُّ إلاّ بما يحتجّ به الشيعة من صحاح أهل السنّة والجماعة ، فإنّي قد اقتصرت على ذلك ، وإلاّ فإن في كتب الشيعة أضعاف ذلك وبعبارات أكثر صراحة ووضوحاً(2) .

على أنّ الشيعة لا يقولون بأنّ أئمّة أهل البيت سلام اللّه عليهم لهم حقّ التشريع ، بمعنى أن سنّتهم هي اجتهادٌ منهم ، بل يقولون بأنّ كلّ أحكامهم هي من كتاب اللّه وسنّة رسوله التي علّمها رسول اللّه عليّاً ، وعلّمها عليّ أولاده ، فهو علمٌ يتوارثونه ، ولهم في ذلك أدلّةٌ كثيرة

__________________

1 ـ وذلك لحديث الثقلين الثابت المتواتر.

2 ـ أضرب لذلك مثلا واحداً : أخرج الصدوق في الإكمال بسنده إلى الإمام الصادق عن أبيه عن جده قال : « قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الأئمة من بعدي اثنا عشر ، أولهم علي وآخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي » ( المؤلّف ).

٣٣

نقلها علماء أهل السُنّة والجماعة في صحاحهم ومسانيدهم وتواريخهم.

ويبقى السؤال دائماً يعود بإلحاح : لماذا لم يعمل أهل السنّة والجماعة بمضمون هذه الأحاديث الصحيحة عندهم؟

ثمّ بعد ذلك يختلفُ الشيعة والسنّة في تفسير الأحاديث الثابتة عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما سبق لنا توضيحه في فقرة اختلافهم في تفسير القرآن بالنسبة لمعنى الخُلفاء الراشدين الذي ورد في حديثهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وصحّحه كلٌ من الفريقين ، ولكن يفسّره السنّة على أنّهم الخلفاء الأربعة الذين اعتلوا منصّة الخلافة بعد رسول اللّه ، ويفسّره الشيعة على أنّهم الخلفاء الاثنا عشر ، وهم أئمة أهل البيت سلام اللّه عليهم.

ذلك إنّا نرى هذا الاختلاف شائعاً في كلّ ما يتعلّق بالأشخاص الذين زكّاهم القرآن والرسول أو أمر باتّباعهم ، مثال ذلك قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « علماء أُمّتي أفضل من أنبياء بني إسرائيل »(1) ، أو : « العلماء ورثةُ الأنبياء »(2) .

__________________

1 ـ عوالي اللئالي 4 : 77 ح 67 ، تاريخ ابن خلدون 1 : 325 ، وفي كليهما بلفظ : « علماء أُمتي كأنبياء بني إسرائيل ».

2 ـ التاريخ الكبير للبخاري 8 : 337 ح 3229 ، وأورده في صحيحه ( كتاب العلم باب 11 من دون أن يسنده ) ، سنن ابن ماجة 1 : 81 ، الكافي 1 : 32

٣٤

فأهل السنّة والجماعة يعمّمون هذا الحديث على كلّ علماء الأُمة ..

بينما يخصّصهُ الشيعة بالأئمة الاثني عشر ، ومن أجل ذلك يفضّلونهم على الأنبياء ماعدا أُولي العزم من الرسل.

والحقيقة إنّ العقل يميل لهذا التخصيص :

أولاً : لأنّ القرآن أورث علم الكتاب للذين اصطفى من عباده ، وهو تخصيص ، كما أنّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خصّ أهل بيته بأُمور لم يُشركهم فيها بأحد ، حتى سمّاهم سفينة النجاة ، وسمّاهم أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، والثقل الثاني الذي يعصم من الضلالة.

فظهر من هذا أنّ قول أهل السنّة والجماعة يعارض هذا التخصيص الذي أثبته القرآن والسنّة النبوية ، وأنّ العقل لا يرتاح إليه ، لما فيه من الغموض ، وعدم المعرفة بالعلماء الحقيقيّين الذين أذهب اللّه عنهم الرِّجس وطهّرهم ، وعدم تمييزهم عن العلماء الذين فرضهم على الأُمّة الحكّام الأمويّون والعبّاسيّون.

وما أبعد الفرق بين أُولئك العلماء ، وبين الأئمة من أهل البيت الذين لا يذكر التاريخ لهم أستاذاً تتلمذوا على يديه سوى أن يتلقّى

__________________

ح 2 ، وقال المناوي في فيض القدير 4 : 504 : « قال في الكشاف : ما سمّاهم ورثة الأنبياء إلاّ لمداناتهم لهم في الشرف والمنزلة ، لأنّهم القوام بما بعثوا من أجله ».

٣٥

الابن عن أبيه ، ومع ذلك فقد روى علماء أهل السنّة في علومهم روايات عجيبة ، وخصوصاً الإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الجواد الذي أفحم بعلومه أربعين قاضياً جمعهم إليه المأمون وهو لا يزال صبيّاً.

وممّا يؤكّد تميّز أهل البيت عن غيرهم ما يظهر لنا من اختلاف أصحاب المذاهب الأربعة عند أهل السنّة والجماعة في كثير من المسائل الفقهية ، بينما لا يختلف الأئمة الاثنا عشر من أئمة أهل البيتعليهم‌السلام في مسألة واحدة(1) .

__________________

1 ـ كيف يختلفون وقد جعلهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أحد الثقلين وعدل القرآن ، وأوصى بالتمسك بهم ، وأنّهم هم العاصم من الضلال؟! فكما لا اختلاف ولا تناقض في القرآن ، كذلك لا اختلاف ولا تناقض في أقوال العترةعليهم‌السلام ، وهذا ما يدلّ عليه حديث الثقلين الثابت الصحيح عند الفريقين.

قد اعترض صاحب كشف الجاني : 144 بأنّ روايات الشيعة مختلفة فيما بينها ويوجد فيها التعارض والتضارب ، وأخذ بنقل بعض كلمات العلماء في ذلك.

وهذا الاعتراض لا يرد على الشيعة ، وهو وارد على أئمة السنّة كما ذكر المؤلّف؛ لأن المؤلّف يتكلّم عن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام وأنّهم لا يختلفون فيما بينهم ، ولا يطعن بعضهم بالبعض ولا يكفّر أو يردّ عليه ، فلم ينقل أنّ الإمام الصادقعليه‌السلام ردّ أو خطّأ أبيه الإمام الباقر أو جدّه علي بن أبي طالب ، وهكذا بقية الأئمةعليهم‌السلام ، بل كانوا سلسلة ذهبية يكمل بعضها البعض.

وهذا بخلاف أئمة المذاهب الأربعة ، فإنّا نجدهم أنفسهم يختلفون فيما بينهم

٣٦

__________________

فضلا عن اتباعهم ، ونجد أنّ أحدهم يتكلّم على الآخر ويطعن فيه ، فهذا مالك بن أنس يطعن في أبي حنيفة النعمان ، قال الوليد بن مسلم : « قال لي مالك بن أنس : أيذكر أبو حنيفة ببلدكم؟ قلت : نعم ، قال : ماينبغي لبلدكم أن يسكن » ، العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل 2 : 547.

ونقل البخاري عن سفيان بن عيينة عندما جاءه نعي أبي حنيفة قال : « ما ولد في الإسلام مولود شرٌّ منه » ، الانتقاء : 150.

وقال ابن عبد البرّ : « وقد تكلّم ابن أبي ذئيب في مالك بن أنس بكلام فيه جفاء وخشونة كرهت ذكره ، وهو مشهور عنه وتحامل عليه [ أي على مالك ] الشافعي وبعض أصحاب أبي حنيفة في شيء من رأيه حسداً لموضع إمامته ، وعابه قوم في إنكاره المسح على الخفين في الحضر والسفر ، وفي كلامه في علي وعثمان ، وفي فتياه بإتيان النساء في الأعجاز » ، جامع بيان العلم وفضله 2 : 115.

أمّا الشافعي فقد تكلّم فيه يحيي بن معين إمام الجرح والتعديل فقال عنه : « ليس بثقة » المصدر السابق.

وقال ابن عبد البرّ : « وقد صحّ عن ابن معين من طرق أنّه كان يتكلّم في الشافعي » المصدر السابق 2 : 394.

فكلام المؤلّف عن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام أنّهم لا خلاف بينهم ، بخلاف أئمة مذاهب السنّة. هذا أولا.

وثانياً : يوجد بعض الاختلافات في الروايات المنقولة عن أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، وهذا لا يعني أنّ الأئمة اختلفوا فيما بينهم أو أن ذلك عيب

٣٧

ثانياً : لو أخذنا بقول أهل السنّة والجماعة في تعميم هذه الآيات والأحاديث على كلّ علماء الأُمّة ، لوجب أن تتعدّد الآراء والمذاهب على مرّ الأجيال ، ولأصبح هناك آلاف المذاهب ، ولعلّ علماء أهل السنّة والجماعة تفطّنوا لما لهذا الرأي من سخافة وتفريق لوحدة العقيدة ، فأسرعوا إلى غلق باب الاجتهاد منذ زمن بعيد.

أمّا قول الشيعة فهو يدعو إلى الوحدة والالتفاف حول أئمة معروفين ، خصّهم اللّه تعالى والرسول بكلّ المعارف التي يحتاجها المسلمون في كلّ العصور ، فلا يمكن لأيّ مدّع بعد ذلك أن يتقوّل

__________________

في مذهبهم؛ وذلك لأنّ الاختلاف ناشئ من عوامل أُخرى كالكذب عليهم كما كُذِبَ على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وكالدسّ والوضع ، واختلاف الحكم باختلاف زمانه ومكانه ، وكاستخدام التقية في بعض الأحيان لدفع جور السلطان ، وغير ذلك من الأسباب الكثيرة.

مضافاً إلى أنّ هذا غير مقصور على الشيعة وحدهم ، فأهل السنّة الخلاف بينهم شاسع والهوّة بينهم كبيرة جداً ، يمكن بأدنى إطلاع ملاحظتها.

ومن هذا يتضح أنّ صاحب كتاب كشف الجاني يخلط في كلامه في الاختلاف بين الأئمة أنفسهم ، ووجود بعض الاختلاف بين الروايات المنقولة عنهم ، والتي هي أمر طبيعي نتيجة بعد الزمن والعوامل الأُخرى المؤثّرة؛ إذ المؤلّف كلامه عن الأمر الأوّل وهم الأئمة ، بينما عثمان الخميس اعترض عليه بالأمر الثاني وهو وجود بعض الاختلافات بين الروايات المنقولة عن الأئمة ، فلاحظ حتى لا يقع خلط في الكلام.

٣٨

على اللّه وعلى الرسول ويبتدع مذهباً يُلزم الناس باتّباعه.

فاختلافهم في هذه المسألة كاختلافهم في المهدي الذي يؤمن به الفريقان ، ولكنّ المهدي عند الشيعة معلوم معروف أبوه وجدّه ، وعند أهل السنّة والجماعة لا يزالُ مجهولاً وسيولد في آخر الزمان ، ولذلك ترى كثيراً منهم ادّعى المهدية ، وقد قال لي شخصياً الشيخ إسماعيل صاحب الطريقة المدنية بأنّه هو المهدي المنتظر ، وقالها أمام صديق لي كان من أتباعه ثم استبصر فيما بعد.

أمّا عند الشيعة ، فلا يمكن لأيّ مولود عندهم أن يدّعي ذلك ، وحتّى لو سَمّى أحدهم ابنه بالمهدي فهو تيمُّناً وتبرّكاً بصاحب الزمان ، كما يُسمّي أحدُنا ابنهُ محمداً أو علياً ، وإنّ ظهور المهدي عندهم هو في حدّ ذاته معجزة ، لأنّه وُلِد منذ اثني عشر قرناً وتغيّبَ.

ثم بعد كلّ هذا قد يختلف أهل السنّة والجماعة في معنى الحديث الثابت الصحيح عند الفريقين ، حتى لو كان الحديث لا يتعلّق بالأشخاص ، ومن ذلك مثلاً حديث : « اختلاف أُمّتي رحمة »(1) .

__________________

1 ـ أحكام القرآن للجصاص 2 : 37 ، تفسير القرطبي 4 : 159 ، الجامع الصغير للسيوطي 1 : 48 ح 288 ، شرح النووي على صحيح مسلم 11 : 91 وقال :

« وقد اعترض على حديث اختلاف أُمتي رحمة رجلان : أحدهما مغموض

٣٩

الذي يفسّره أهل السنة والجماعة : بأنّ اختلاف الأحكام الفقهية في المسألة الواحدة هو رحمة للمسلم الذي بإمكانه أن يختار أي حكم يناسبه ويتماشى مع الحلّ الذي يرتضيه ، ففي ذلك رحمة به ، لأنّه إذا كان الإمام مالك مثلاً متشدّداً في مسألة ما ، فإن بإمكان المسلم أن يُقلّد أبا حنيفة المتساهل فيها.

__________________

عليه في دينه وهو عمرو بن بحر الجاحظ ، والآخر معروف بالسخف والخلاعة وهو إسحاق بن إبراهيم الموصلي » ، ثم ذكر أقوالهما وردها.

وفي كنز العمال 10 : 136 ح 2886 : « عن نصر المقدسي في الحجّة ، والبيهقي في رسالة الأشعرية بغير سنده ، وأورده الحليمي والقاضي حسين وإمام الحرمين وغيرهم ، ولعلّه خرج به في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا ».

وفي فيض القدير للمناوي 1 : 271 قال : « وروى من أنّ مالكاً لما أراده الرشيد على الذهاب معه إلى العراق ، وأن يحمل الناس على الموطأ كما حمل عثمان الناس على القرآن؛ فقال مالك : أمّا حمل الناس على الموطأ فلا سبيل إليه؛ لأنّ الصحابة ـ رضي اللّه تعالى عنهم ـ افترقوا بعد موتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الأمصار فحدّثوا ، فعند كلّ أهل مصر علم ، وقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اختلاف أُمتي رحمة ».

ومن هذا يتضح أنّ ما ذكره صاحب كتاب كشف الجاني من أنّ المؤلّف افترى على أهل السنّة ونسب الحديث إلى مصادرهم وهو غير موجود ، ما هو إلاّ غفلةٌ ناشئة عن قلّة الاطلاع ومراجعة الكتب ، فإنّ المصادر السنّية أوردت هذا الحديث كما قدمناه آنفاً.

٤٠