• البداية
  • السابق
  • 103 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 11365 / تحميل: 5801
الحجم الحجم الحجم
المجازر والتعصبات الطائفية  في عهد الشيخ المفيد

المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد

مؤلف:
العربية

من البكاء والنوح فامتنعوا، ومنع أهل باب البصرة وباب الشعير من مثل ذلك فيما نسبوه إلى مقتل مصعب بن الزبير.

وباب الشعير: محلّة ببغداد فوق مدينة المنصور، وأهلها سنة.

المنتظم: ٧/٢٢٢، تاريخ الاسلام: ٢٢٧ حوادث ووفيات ٣٨١هـ - ٤٠٠هـ، النجوم الزاهرة: ٤/٢٠٦، البداية والنهاية: ١١/٣٣٢، معجم البلدان: ١/٣٠٨.

وقال ابن الأثير: وفيها اشتدّت الفتنة ببغداد، وانتشر العيّارون والمفسدون، فبعث بهاء الدولة عميد الجيوش ابا علي بن استاذ هرمز إلى العراق ليدبّر أمره، فوصل إلى بغداد فزيّنت له وقمع المفسدين ومنع السنّة والشيعة من إظهار مذاهبهم ونفى بعد ذلك ابن المعلّم فقيه الإمامية، فاستقام البلد.

الكامل في التاريخ: ٩/١٧٨.

ويظهر لمن تأمّل في نصّ ابن الأثير هذا، وفي أحداث السنة الماضية (٣٩٢هـ) أنّ الحادثة واحدة، والاختلاف في سنة وقوعها.

سنة ٣٩٨هـ:

فيها: كما قال الأتابكي: في يوم عاشوراء عمل أهل الكرخ ما جرت به العادة من النوح وغيره، واتفق يوم عاشوراء يوم المهرجان، فأخرّه عميد الجيوش إلى اليوم الثاني مراعاةً لأجل الرافضة.

هذا ما كان ببغداد، فأمّا مصر، فإنّه كان يفعل بها في يوم عاشوراء من النوح والبكاء والصراخ وتعليق المسوح أضعاف ذلك، لا سيّما أيّام خلفاء مصر بني عبيد، فإنّهم كانوا أعلنوا الرفض....

النجوم الزاهرة: ٤/٢١٨.

٨١

وسيأتي عن قريب شرح حال الدولة الفاطميّة والتي أسّسها أبو محمد عبيدالله وبنوه.

وفيها: في يوم الأحد عاشر رجب ثارت فتنة هائلة في بغداد بين السنّة والشيعة في الكرخ، وقطيعة الربيع.

وكان بداية الفتنة: أن قصد بعض الهاشميين من بني العباس من أهل باب البصرة، قصد أبا عبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيد المعروف بابن المعلّم فقيه الشيعة في مسجده بدرب رياح، فآذاه ونال منه وتعرّض به تعرّضاً امتعض منه أصابه.

فسار اصحابه واستنفروا أهل الكرخ، وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد بن الأكفاني وأبي حامد الإسرافيني فسبّوهما وطلبوا الفقهاء ليوقعوا بهم، فهربوا.

فحميت الفتنة، واشتدّ القتال.

وفي ٢٩ رجب يوم الجمعة جمع القضاة والفقهاء وأحضروا مصحفاً ذكروا أنهم أخذوه من شيعي ادّعى أنّه مصحف ابن مسعود، وهو مخالف للمصاحف، فأشار أبو حامد والفقهاء بتحريقه، فحرق بمحضرٍ منهم.

وفي ليلة النصف من شعبان كتب إلى الخليفة: بأنّ رجلاً من أهل جسر النهروان حضر المسجد ودعا على من أحرق المصحف، فتقدّم بطلبه فأخذ، فرسم بقتله، فقتل.

فتكلّم أهل الكرخ في هذا المقتول - لأنّه من الشيعة - ووقع القتال بينهم وبين أهل باب البصرة وباب الشعير والقلاّئين، وقصد أحداث الكرخ باب دار أبي حامد، فانقتل عنها، ونزل دار القطن، وعظمت الفتنة.

فلما بلغ ذلك الخليفة القادر بالله أنفذ الفرسان الّذين على باب لمعاونة أهل

٨٢

السنّة، وساعدهم الغلمان، وضعف أهل الكرخ، وأحرق ما يلي بنهر الدجاج، وحرقت دور كثيرة من دور الشيعة.

ثم اجتمع الأشراف والتجار إلى دار الخليفة، فتكلّموا فعفا عن الشيعة.

وفي شهر رمضان بلغ الخبر إلى عميد الجيوش، فسار ودخل بغداد، فراسل أبا عبدالله بن المعلّم فقيه الشيعة بأن يخرج عن البلد ولا يساكنه، ووكّل به، فخرج في ليلة الأحد لسبع بقين من رمضان، وتقدّم بالقبض على من كانت له يد في الفتنة، فضرب قوم وحبس آخرين، ومنع القصّاصين من الجلوس والتعرّض للذكر والسؤال باسم الشيخين وعليّ.

ورجع أبو حامد إلى داره، وسأل عليّ بن مزيد في ابن المعلّم، فردّ، ورسم للقصّاص عودهم إلى عادتهم من الكلام بعد أن شرط عليهم ترك التعرّض للفتن.

المنتظم: ٧/٢٣٧ - ٢٣٨، الكامل في التاريخ: ٩/٢٠٨، مرآة الجنان: ٢/٤٤٨ - ٤٤٩، العبر: ٣/٦٥ - ٦٦، تاريخ الاسلام: ٢٣٧ - ٢٣٨ حوادث ووفيات ٣٨١هـ - ٤٠٠هـ، البداية والنهاية: ١١/٣٣٨ - ٣٣٩، النجوم الزاهرة: ٤/٢١٨، شذرات الذهب: ٣/١٤٩ - ١٥٠.

وقطيعة الربيع منسوبة إلى الربيع بن يونس حاجب المنصور.

معجم البلدان: ٤/٣٧٧.

وأبو محمد بن الأكفاني، فانه كان قاضي بغداد بأكلمها، ولي القضاء سنة ٣٩٦هـ.

وأبو حامد الإسرافيني هو: احمد بن محمد، أقام ببغداد مشتغلاً بالعلم حتى انتهت إليه الرئاسة وعظم جاهه عند الملوك والعوام، توفي سنة ٤٠٦هـ.

المنتظم: ٧/٢٣٠ و٢٧٧ - ٢٧٩.

٨٣

وعليّ بن مزيد، كان والياً على عدّة ولايات، وكان ملجأ الشيعة، تلجأ إليه في الشدائد، قصد في آخر عمره السلطان، فاعتل في طريقه، فبعث ابنه دبيساً للنيابة عنه، وكتب يسأل تقليده ولاية عهده فأجيب، توفي علي بن مزيد سنة ٤٠٨هـ.

المنتظم: ٧/٢٨٩.

وهنا نذكر عدّة تساؤلات عن الحادث:.

(١) هل كان قصد هذا البعض الشيخ المفيد وآذاه ونال منه بأمر وتحريك ابن الأكفاني والإسرافيني وبقيّة علماء السنّة، ولأجله هجم أصحاب المفيد والشيعة على الاسفرايني وابن الأكفاني ونالوا منهما؟!.

وإذا لم يكن هذا التعرّض للشيخ المفيد بأمر علماء السنّة، فلم لم ينكروه حتّى تختم القضيّة ولا تتطوّر؟!.

(٢) لم لم يذكر لنا التأريخ اسم من أحضر المصحف؟ فان كان من العلماء وأعيان الشيعة عليهم ذكر اسمه، ولمّا لم يذكروا فهو فرد عادي ليس من برّزي الشيعة.

(٣) لم قتلوا الّذي سبّ من أحرق المصحف؟! وهل حكم من سبّ عالم من علماء السنّة القتل؟!.

(٤) ولم بعّد الشيخ المفيد؟ ولم ينقل لنا المؤرّخون أيّ تدخّل له في الأحداث، حتّى أنه تعرّض للسبّ والأذى وسكت؟.

وهل تبعيده إلاّ لإقناع العامّة - الّتي تشكلّ الأكثرية في بغداد - وإسكاتها؟.

يقول مارتن: مرّة أخرى لم يذكر مؤرّخوا السنّة بأنّ للمفيد ضلعاً في أعمال الشغب، والّذي يبدو هنا هو أنّه مع إناطة مسؤوليّة المجتمع الإمامي بالنقيب الّذي لا مناص من حضوره لإقرار السلام والامن والنظام، فلابدّ للحاكم من إبعاد شخصيّة

٨٤

مهمذة تتطييباً للخواطر السنّية الملتاعة الهائجة، ولم يكن كبش الفداء غير الفقيه الشيعي البارز، ألا وهو الشيخ المفيد!.

نظريات علم الكلام عند الشيخ المفيد: ٤٨.

ولم لم يبعد ابن الأكفاني أو الإسرافيني أو أحد علماء السنة.

فعلى أيّ حال الشيعة هي الأقلّيّة في بغداد، وهي الّتي دائماً تتعرّض إلى القتل والنهب والحرق، وإن كان الحقّ كوضوح الشمس معها، فهم بالنتيجة كبش الفداء!.

سنة ٤٠٠هـ:

فيها: كما قال ابن الجوزي: ورد الخبر بأن الحاكم أنفذ إلى دار جعفر بن محمد الصادق بالمدينة من فتحها وأخذ مصحفاً وآلات كانت فيه - ولم يتعرض لهذه الدار أحد منذ وفاة جعفر - وكان الحاكم قد أنفذ في هذه السنة رجلاً ومعه رسوم الحسنّيين والحسينّيين وزادهم فيها، ورسم له أن يحضرهم ويعلمهم إشارة لفتح الدار والنظر إلى ما فيها من آثار جعفر، وحمل ذلك إلى حضرته ليراه ويردّه مكانه، ووعدهم على ذلك الزيادة في البرّ، فأجابوه، ففتحت، فوجد فيها مصحف وقعب من خشب مطوّق بحديد ودرقة خيزران وحربة وسرير، فجمع وحمل، ومضى معه جماعة من العلويّين، فلمّا وصلوا أطلق لهم النفقات القريبة، ورد عليهم السرير وأخذ الباقي، وقال: أنا أحقّ به، فانصرفوا ذامّين له.

المنتظم: ٧/٢٤٦ - ٢٤٧، ومثله في البداية والنهاية: ١١/٣٤٢، وتاريخ الاسلام: ٢٤٣ - ٢٤٤ حوادث ووفيات ٣٨١هـ - ٤٠٠هـ، النجوم الزاهرة: ٤/٢٢٢ وفيه: كان الّذي فتحها ختكين العضدي الداعي.

٨٥

والمراد من الحاكم: هو الحاكم بأمر الله منصور بن العزيز بن المعزّ العبيدي، تملّك الحجاز ومصر والشام، قتل في شوّال سنة ٤١١ بالجبل، جهّزت أخته ست الملك عليه من قتله، وكانت دولته عشرين سنة، ويعرف بالحاكم.

سنة ٤٠٢هـ:

فيها: مات عميد الجيوش فقام بعده فخر الملك وأذن لأهل الكرخ وباب الطاق في عمل عاشوراء، فأقموا المراسم والنياحة في المشاهد.

المنتظم: ٧/٢٥٤، العبر: ٣/٧٦، دول الاسلام: ٢١٣.

وفخر الملك هو: أبو غالب بن الصيرفي محمد بن علي بن خلف، كان نائب سلطان الدولة بالعراق، قتل سنة ٤٠٦هـ، قتله سلطان الدولة، فكانت نيابته بالعراق خمس سنين وأربعة اشهر واثني عشر يوماً، وقيل: قتله سنة ٤٠٧هـ.

نهاية الأرب: ٢٦/٢٤٤.

وفيها: أقامت الشيعة مراسم الفرح في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، يوم عيد غدير خم، وزيّنت الحوانيت، وتمكنوا من إقامة هذه المراسم بسبب الوزير.

وذكر الحافظ الذهبي: وفيها عمل يوم الغدير ويوم الغار، لكن بسكينة.

البداية والنهاية: ١١/٣٤٧، العبر: ٣/٧٨، شذرات الذهب: ٣/١٦٣.

وفيها: كتب ببغداد محضراً يتضمّن القدح في نسب العلويّين خلفاء مصر، وكتب فيه كثير من العلماء، منهم: الشريف الرضي والمرتضى وكثير من علماء السنّة، وتفرّد ابن الأثير من بين المؤرّخين بذكر اسم الشيخ المفيد ممّن كتب في المحضر.

الكامل في التاريخ: ٩/٢٣٦، البداية والنهاية: ١١/٣٤٥، العبر: ٣/٧٦، النجوم الزاهرة: ٤/٢٢٩ - ٢٣٠، دول الاسلام: ٢١٣، شذرات الذهب: ٣/١٦٢، مرآة الجنان

٨٦

والعلويّون خلفاء مصر ويسمّون بالفاطميّين، استعت اكناف مملكتهم وطالت مدّتها، ملكوا إفريقية سنة ٢٩٦هـ، وأول من ولي منهم ابو محمد عبيدالله، وفي عهد العاضد بالله قلّد صلاح الدين وخلع عليه، ولمّا تجمّع على صلاح الدين سودان الصعيد في مائة ألف وقوي أمره بدأ في تضعيف العاضد بالله، وبقي يطلب من العاضد بالله أشياء كثيرة من الأموال والنخيل وفي سنة ٥٦٧هـ خلع صلاح الدين العاضد باللّه من الخلافة وخطب بمصر للمستضيء بالله العباسي، وانقطعت الدعوة العبيدية الفاطميّة.

دول الاسلام: ٢٩٦، الكامل في التاريخ ٨/٢٤ - ٣١.

وأمّا نسبهم ففيه اختلاف كثير: فذهب بعض إلى أنهم من أولاد علي بن أبي طالب عليه السلام، وآخر إلى أنّ نسبهم مدخول وليس بصحيح، وتعدّى آخر إلى نسبتهم إلى اليهود.

وأمّا العريضة الّتي كتبت في القدح في نسبهم وأمضاها كثير من العلماء، فبعض صدّقها، وآخر ذهب إلى أنّ الإمضاء كان تقيّةً، بالأخص من الشريف الرضي، فقد كثر الكلام حول صحّة إمضاءه، بالأخص عند شيوع قصيدة نسبت إليه في مدح الفاطميّين، وعتاب الخليفة على والده، وانكار الرضي انها له، ولمّا طلب منه نظم قصيدة في القدح في نسبهم امتنع.

راجع الكامل في التاريخ: ٨/٢٤ - ٣١.

وأمّا إمضاء الوثيقة من قبل الشيخ المفيد، فلم يثبت، وذلك لتفرّد ابن الأثير بنقله عن الشيخ المفيد، ولم يذكر اسمه سواه ممّن تعرّض لذكر هذا المحضر، ولو كان المفيد أمضاه لذكر اسمه اكثر المؤرّخين، بل كلّهم، لأنّه شيخ الشيعة وإمامهم،

٨٧

والشيخ المفيد رضوان الله عليه كان بعيداً عن مثل هذه الأمور اشدّ الإبتعاد، وذلك واضح لمن أحاط بحياته قدّس الله روحه.

سنة ٤٠٢هـ:

فيها: كما قال ابن كثير: في المحرم أذن فخر الملك الوزير للروافض أن يعملوا بدعتهم الشنعاء والفضيحة الصلعاء من الانتحاب والنوح والبكاء... فلا جزاه الله خيراً وسوّد الله وجهه يوم الجزاء إنه سميع الدعاء.

البداية والنهاية: ١١/٣٤٥.

والظاهر أنّ هذا الحادث هو نقسه حادث السنة الماضية، والاختلاف في وقت وقوعه.

وما ذنب فخر الملك حتّى يتهجم عليه بهذه العبارات الشنيعة وسوء الأدب، لا ذنب له إلاّ أنه أعاد سنّة حسنة، وهي إقامة المأتم على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الّذي ضحّى بنفسه لأجل إبقاء الاسلام.

سنة ٤٠٦هـ:

فيها: في غرة محرم في يوم الثلاثاء وقعت فتنة بين اهل الكرخ وأهل باب الشعير، كان سببها أنّ أهل الكرخ جازوا بباب الشعير، فتولّع بهم أهله، فاقتتلوا، وتعدّى القتال إلى القلاّئين، ثمّ سكّن الفتنة الوزير فخر الملك، ومنع أهل الكرخ من النوح يوم عاشوراء ومن تعليق المسوح، وذكر ابن كثير أنّ فخر الملك سكّن الفتنة على أن تعمل الروافض بدعتهم، وكان الشريف الرضي قد توفي في خامس المحرّم، فاشتغلوا به.

المنتظمم: ٧/٢٧٦، البداية والنهاية: ١٢/٢، النجوم الزاهرة: ٤/٢٣٩.

٨٨

سنة ٤٠٧ هـ:

فيها: في ربيع الاول هاجت فتنة مهولة بواسط بين الشيعة والسنّة، فنهبت محال الشيعة والزيدية واحترقت، فهربوا وقصدوا عليّ بن مزيد واستنصروا به.

المنتظم ٧/٢٨٣، النجوم الزاهرة: ٤/٢٤١، الكامل في التاريخ: ٩/٢٩٥، مرآة الجنان: ٣/٢٠، العبر: ٣/٩٦.

وفيها: في ربيع الأول احترق مشهد الحسين عليه السلام والأروقة، وكان السبب كما قال ابن الجوزي: أنّ القوام أشعلوا شمعتين كبيرتين سقطتا في جوف الليل على التأزير فأحرقتاه، وتعدّت النار.

المنتظم: ٧/٢٨٣، البداية والنهاية: ١٢/٤ - ٥، النجوم الزاهرة: ٤/٢٤١.

وهل ما ذكره ابن الجوزي من سبب الحرق كافٍ في مقام التعليل؟ بالأخصّ أنّ الفتنة بين الشيعة والسنّة كانت قائمة وقت الحرق، وهو ربيع الأول.

وفيها: كما قال ابن الأثير: في المحرّم قتلت الشيعة بجميع بلاد إفريقية، وكان سبب ذلك أنّ المعزّ بن باديس ركب ومشى في القيروان والناس يسلّمون عليه ويدعون له، فاجتاز بجماعة، فسأل عنهم؟ فقيلك هؤلاء رافضة يسبّون أبا بكر وعمر، فقال: رضي الله عنه أبي بكر وعمر، فانصرفت العامّة من فورها إلى درب المقلى من القيروان - وهو مكان تجتمع به الشيعة - فقتلوا منهم، وكان ذلك شهوة العسكر وأتباعهم طمعاً في النهب، وانبسطت أيدي العامة في الشيعة، وأغراهم عامل القيران وحرّضهم، وسبب ذلك انه كان قد اصلح أمور البلد، فبلغه أن المعزّ بن باديس يريد عزله، فاراد فساده، فقتل من الشيعة خلق كثير، وأحرقوا بالنار، ونهبت ديارهم، وقتلوا في جميع إفريقية، واجتمع جماعة منهم إلى قصر المنصور قريب القيروان، فتحصّنوا به، فحصرهم العامة وضيّقوا عليهم، فاشتدّ عليهم

٨٩

الجوع، فأقبلوا يخرجون والناس يقتلونهم! حتّى قتلوا عن آخرهم!!! ولجأ من كان منهم بالمهدية إلى الجامع، فقتلوا كلّهم.

وأكثر الشعراء ذكروا هذه الحادثة، فمن فرحٍ مسروٍ، ومن باكٍ حزينٍ.

الكامل في التاريخ: ٩/٢٩٤ - ٢٩٥، وأشار إلى هذه الحادثة المؤلمة ابن كثير في البداية والنهاية: ١٢/٥.

والمعزّ بن باديس بن مصنور بن بلكين الحميري، صاحب المغرب، لقّبه الحاكم العبيدي شرف الدولة وأرسل له الخلعة والتقلييد سنة ٤٠٧ هـ، وخطب لخليفة العراق، فجهّز المستنصر لحربه جيشاً وطال حربهم له، توفي في شعبان بالبرص سنة ٤٥٤هـ وله ست وخمسون سنة.

شذرات الذهب: ٣/٢٩٤.

والقيوران في الإقليم الثالث، مدينة عظيمة بإفريقية، وليس بالغرب مدينة أجلّ منها، إلى أن قدمت العرب إفريقية وأخربت البلاد، فانتقل أهلها عنها.

معجم البلدان: ٤/٤٢٠.

وهنا نضع عدة أسئلة ترتبط بالحادث:

أ - لماذا قتلت الشيعة في المحرّم؟

ب - وهل السبّ يوجب الإرتداد، حتى يباح دم السابّ؟

ج - وهل تكلّم جماعة في شيءٍ ما يوجب الحكم بهذه السرعة من دون رؤيّة ونظر في المسألة؟

د - وهل الانسانيّة تقبل أمثال هذه الأعمال الشنيعة والإبادة العامة؟ أين كانت الإنسانية آنذاك؟ وهل كانت ضمائر حرّة تشعر بالمسؤولية كي تقف أمام الظلم والتعدي؟

وبعد هذا فقد صرّح المؤرخون: وكان ذلك شهوة العسكر وأتباعهم! طمعاً في

٩٠

النهب!... وأغراهم عامل القيروان وحرّضهم، وسبب ذلك أنه كان قد أصلح أمور البلد، فبلغه أنّ المعزّ بن باديس يريد عزله، فأراد فساده فـ...

فحقيق على الإنساننية جمعاء أن تبكي على من ذهب ضحيّة هذا الحادث بدل الدموع دماً، وتشمئز قلوبهم من الأوغاد والوحوش الّذين عملوا مثل هذا الحادث، حتى لو فتّشت قلوبهم لما وجدت فيها ذرّة من الرحمة!!! فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

سنة ٤٠٨هـ:

فيها: أنّ الفتنة بين الشيعة والسنّة تفاقمت، وعمل أهل القلاّئين باباً على موضعهم، وعمل أهل الكرخ باباً على الدقّاقين ممّا يليهم، وقتل الناس على هذين البابين، وقدم المقدام ابو مقاتل - وكان على الشرطة - ليدخل الكرخ، فمنعه أهلها والعيّارون الّذين كانوا فيها، وقاتلوه، فأحرقت الدكاكين وأطراف نهر الدجاج ولم يتهيّأ له الدخلو.

وقال الذهبي: وأطفئت النيران في سوق الدجاج، ثمّ استتاب القادر بالله جماعة من الرفض والإعتزال، وأخذ خطوطهم بالتوبة، وبعث إلى السلطان محمود بن سبكتكين - صاحب خراسان - يأمره بنشر السنّة، فبادر وفعل، وقتل جماعة، وبقي خلق من الاسماعيلية والرافضة والمعتزلة والمجسّمة، وأمر بلعنهم على المنابر....

المنتظم: ٧/٢٨٧، شذرات الذهب: ٣/١٨٦، مرآة الجنان: ٣/٢١، العبر: ٣/٩٨، البداية والنهاية: ١٢/٦، دول الاسلام: ٢١٤ - ٢١٥.

ومحمود بن سبكتكين ابو القاسم سيف الدولة ابن الأمير ناصر الدولة أبي منصور، ولد سنة ٣٦١هـ، افتتح غزنة ثمّ بلاد ما وراء النهر ثمّ استولى على خراسان،

٩١

وعظم ملكه ودانت له الأمم، وفرض على نفسه غزو الهند، فافتتح منه بلاداً واسعة، توفي سنة ٤٢١هـ.

شذرات الذهب: ٣/٢٢٠ - ٢٢١.

سنة ٤٠٩هـ:

فيها: ورد الخبر على ابن سهلان باشتداد الفتن ببغداد، فسار إليها، فدخلها أواخر شهر ربيع الآخر، فهرب منه العيّارون، ونفى جماعة من العباسيّين وغيرهم، ونفى أبا عبدالله بن النعمان فقيه الشيعة، وأنزل الديلم أطراف الكرخ وباب البصرة.

الكامل في التاريخ: ٩/٣٠٧.

وابن سهلان هو: ابو محمد الحسن بن سهلان، استعمله سلطان الدولة سنة ٤٠٩هـ على العراق، وشكاه إلى سلطان الدولة الأتراك والعامة، فكتب له يستقدمه، فخافه وهرب منه.

نهاية الأرب: ٢٦/٢٤٥ - ٢٤٦.

وهذه المرّة الثالثة لتعبيد الشيخ المفيد، وكما ترى ليس له أيّ دخل في أيّ حدثٍ، وتبعيده كان لمجرّد إقناع السنّة وإسكاتها، فالمفيد شيخ الشيعة وإمامها يبعد عدّة مرات، لا لأجل شيء فعله، بل لمجرّد إطفاء نار الفتنة واظهار السلطة أنّها محايدة، كلّ هذا جرى على شيخنا المفيد وهو صابر محتسب، رضوان الله عليه وحشره الله في اعلا علّيّين.

سنة ٤١٣هـ:

فيها: توفي الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان، وقيل لليلتين خلتا منه، وصلّى عليه الشريف المرتضى ابو

٩٢

القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان، وضاق على الناس مع كبره، وكانت جنازته مشهودة، وشيّعه ثمانون ألفاً، وكان يوم وفاته لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه وكثرة البكاء من المخالف والموافق، ودفن في داره سنين، ونقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيّد أبي جعفر عليه السلام، وكان عمره ستاً وسبعين سنة وتسعة أشهر وأيّام.

رجال النجاشي: ٤٠٢ - ٤٠٣، ترجمة رقم ١٠٦٧، المنتظم: ٨/١١ - ١٢، الكامل في التاريخ: ٩/٣٢٩، مرآة الجنان: ٣/٢٨، العبر: ٣/١١٤ - ١١٥، شذرات الذهب: ٣/٢٠٠، البداية والنهاية: ١٢/١٥، النجوم الزاهرة: ٤/٢٥٨، دول الاسلام: ٢١٦، تاريخ بغداد: ٣/٢٣١، معالم العلماء: ١١٢ ترجمة رقم ٧٦٥، الفهرست: ١٥٧ ترجمته رقم ٦٩٦.

ومقابر قريش ببغداد، وهي في ملحّة معروفة فيها خلق كثير، وبينها وبين دجلة شوط فرس جيّد، وهي الّتي فيها قبر الامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام، وكان أول من دّفن فيها جعفر الأكبر بن المنصور سنة ١٥٠هـ، وكان المنصور أول من جعلها مقبرة لمّا ابتنة مدينته سنة ١٤٩هـ.

معجم البلدان: ٥/١٦٣.

قال الأتابكي: كان ضالاً مضلاً هو ومن قرأ عليه ومن رفع منزلته!! فإن الجميع كانوا يقعون في حقّ الصحابة.

وقال الحافظ الذهبي واليافعي والحنبلي بعد ذكر وفاته في هذه السنّة: وأراح الله منه!.

أهل السنّة من بداية حياة الشيخ المفيد المباركة جلسوا أمامه مجلس العدّو، وتعصّبوا أمامه، واستعملوا في حقه أسوء الأدب، حتى عند وفاته، فمن قائل: كان ضالاً مضلاً..! وآخرٍ: واراح الله منه! ومن قائل...!!.

٩٣

كلّ هذا يكشف عن أحقادٍ دفينة في صدورهم ضدّ الشيعة والتشيّع، بالأخصّ ضدّ علمائهم الأبرار، بالأخص الشيخ المفيد رضوان الله عليه، لدفاعه عن التشيع بكتبه ودرسه ومجالس مناظرته، فأوقف نفسه الزكية للدفاع عن الحق، فقوبل بكل هذا الظلم، وواجهه بقلبٍ صبورٍ وثباتٍ على العقيدة، وقابل إهانتهم وسوء أدبهم بالأخلاق الحسنة والمجادلة بالّتي هي أحسن والدليل القاطع، وهذه علامات المقربين من الله والمخلصين له.

فسلام عليه يوم ولد، ويوم نشأ ودافع عن العقيدة، ويوم لبت نفسه نداء ربّها: (يا أيّتها النّفس المطمئنّة ارجعي إلى ربّك راضيةً مرضيّةً فادخلي في عبادي وادخلي جنّتي).

٩٤

المصادر: المصادر الّتي نقلنا عنها بلا واسطة

(١) القرآن الكريم.

(٢) الإحتجاج، لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب، مطبعة النعمان النجف ١٣٨٦هـ.

(٣) إحقاق الحق وإزهاق الباطل، للشهيد القاضي نور الله الحسيني التستري، مع تعليقات لآية الله السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي، انتشارات المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.

(٤) أصحابي كالنجوم، للسيّد علي الميلاني، مجمع الذخائر الاسلاميّة قم ١٣٩٦هـ.

(٥) الأعلام، لخير الدين الزركلي الطبعة الثامنة، دار العلم للملايين ١٩٨٩م.

(٦) البداية والنهاية في التاريخ، لعماد الدين أبي الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي، المتوفى سنة ٧٧٤هـ، مطبعة السعادة مصر.

(٧) البويهيّون، لكاهن، مقالة طبعت في دائرة المعارف الاسلامية، الطبعة الثانية.

(٨) تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للمؤرّخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة ٧٤٨هـ، تحقيق الدكتور عمر عبدالسلام تدمري، دار الكتاب العربي

٩٥

بيروت ١٤١٣هـ.

(٩) تاريخ بغداد، للحافظ ابي بكر البغدادي، مطبعة السعادة مصر.

(١٠) تاريخ الطبري، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، المتوفى سنة ٣١٠هـ، تحقيق محمد ابو الفضل ابراهيم، الطبعة الثانية، دار المعارف مصر.

(١١) تاريخ الواقدي، مفقود، ننقل عنه بواسطة كتاب تقريب المعارف.

تاريخ اليعقوبي، وهو أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكتاب العباسي، دار صادر بيروت.

(١٢) تراثنا، نشرة فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت عليهم السلام قم.

(١٤) تقريب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي، نسخة خطيّة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.

(١٥) تكملة تاريخ الطبري، لمحمد بن عبدالملك الهمذاني، طبع في آخر تاريخ الطبري، دار المعارف القاهرة.

(١٦) ثمّ اهتديت، للدكتور محمد التيجاني السماوي، مؤسسة الفجر لندن.

(١٧) حديث الغدير رواته كثيرون للغاية قليلون للغاية، للسيد عبدالعزيز الطباطبائي، مقال طبع في مجلّة الموسم.

(١٨) حلية الأولياء، لأبي نعيم الاصفهاني، دار الكتب العلمية بيروت.

(١٩) دول الاسلام، للحافظ شمس الدين أبي عبدالله ذهبي، المتوفى سنة ٧٤٨هـ، منشورات مؤسسة الأعلمي بيورت ١٤٠٥هـ.

(٢٠) سيرتنا وسنّتنا، للعلامة الشيخ عبدالحسين الأميني، مطبعة الآداب النجف ١٣٨٤هـ، مع تعليقات للعلامة السيد عبدالعزيز الطباطبائي حفظه الله بخطه.

(٢١) شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لأبي الفلاح عبدالحيّ بن العماد الحنبلي، المتوفى سنة ١٠٨٩هـ، مكتبة القدسي القاهرة ١٣٥٠هـ.

(٢٢) شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديث المعتزلي، تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم، دار إحياء

٩٦

الكتب العربية.

(٢٣) شوارق النصوص في تكذيب فضائل اللصوص، لمير حامد حسين اللكهنوي، نسخة خطيّة بخط المؤلّف، وعنها مصورة في المكتبة العامة لآية الله المرعشي قم.

(٢٤) صفوة الصفوة، لأبي الفرج ابن الجوزي، دار المعرفة بيروت.

(٢٥) الطبقات الكبرى، لابن سعد، دار صادر بيروت.

(٢٦) الطرائف في معرفة المذاهب، لرضي الدين علي بن موسى طاووس، المتوفى سنة ٦٦٤هـ، مطبعة الخيام قم ١٤٠٠هـ.

(٢٧)العبر في خبر من غبر، للحافظ الذهبي شمس الدين، المتوفى سنة ٧٤٨هـ، تحقيق فؤاد سيّد، دائرة المطبوعات والنشر في الكويت ١٩٦١م.

(٢٨) عبقات الأنوار، لمير حامد حسين اللكهنوي.

(٢٩) الغدير في التراث الاسلامي، للسيد عبدالعزيز الطباطبائي، مقال طبع في مجلّة تراثنا، العدد - ٢١ - خاصّ بمناسبة مرور (١٤٠٠) سنة على واقعة غدير خم.

(٣٠) الغدير في حديث العترة الطاهرة، للسيد محمد جواد الشبيري، مقال طبع في مجلة تراثنا، العدد - ٢١ - خاص بمناسبة مرور (١٤٠٠) سنة على واقعة الغدير.

(٣١) الغدير في الكتاب والسنة والأدب، للعلامة الشيخ عبدالحسين الأميني، دار الكتاب العربي بيروت، الطبعة الثالثة ١٣٨٧هـ.

(٣٢)فسئلوا أهل الذكر، للدكتور محمد التيجاني السماوي، مؤسسة الفجر لندن.

(٣٣) فهرس أسماء مصنّفي الشيعة، لأبي العباس احمد بن علي بن احمد بن العباس النجاشي الأسدي الكوفي، المتوفي سنة ٤٥٠هـ، تحقيق السيد موسى الشبيري، انتشارات جماعة المدرّسين قم.

(٣٤) الفهرست، لابن النديم، طبعة الاوفسيت للخياط بيروت سنة ١٩٦٤م.

(٣٥) الفهرست، للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، منشورات الشريف الرضي قم،

٩٧

اوفسيت عن طبعة النجف المكتبة الرضوية.

(٣٦) الكامل في التاريخ، للشيخ عزّ الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبدالكريم بن عبدالواحد الشيباني، المعروف بابن الأثير، دار صادر بيروت ١٣٩٩هـ.

(٣٧) كشف المهم في طريق خبر غدير خم، للسيد هاشم البحراني، نسخة خطيّة في المكتبة الرضوية في مشهد.

(٣٨) مرآة الجنان وعبر اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان، لأبي محمد عبدالله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي، المتوفى سنة ٧٦٨هـ، الطبعة الثانية ١٣٩٠هـ، مؤسسة الأعلمي بيروت، أوفسيت عن طبعة حيدر آباد مطبعة دائرة المعارف النظامية ١٣٣٨هـ.

(٣٩) معالم العلماء، للحافظ محمد بن علي بن شهراشوب، المتوفى سنة ٥٨٨هـ، المطبعة الحيدرية النجف ١٣٨٠هـ.

(٤٠) معجم البلدان، لابي عبدالله ياقوت بن عبدالله الحموي، دار إحياء التراث العربي بيورت ١٣٩٩هـ.

(٤١) المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، لأبي الفرج عبدالرحمن بن علي بن الجوزي، المتوفي سنة ٥٩٧هـ، الطبعة الأولى سنة ١٣٥٧هـ، مطبعة دائرة المعارف العثمانية حيدر آباد الدكن ١٣٥٧هـ.

(٤٣) منهج في الانتماء المذهبي، تأليف صائب عبدالحميد، مؤسسة قائم آل محمد قم ١٤١٣هـ.

(٤٤) الموسم، مجلّة فصليّة مصوّرة تعني بالآثار والتراث، بيروت.

(٤٥) النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لجمال الدين أبي المحاسن يوسف بن تغري بردي الأتابكي، المتوفى سنة ٨٧٤هـ، وزارة الثقافة والارشاد القومي مصر.

(٤٦) نظريّات علم الكلام عند الشيخ المفيد، بقلم مارتن مكدرموت، تعريب علي هاشم، نشر مجمع البحوث الاسلامية مشهد ١٤١٣هـ.

(٤٧) نقض الوشيعة، للسيّد محسن الأمين العاملي، مؤسسة الأعلمي بيروت ١٤٠٣هـ.

٩٨

(٤٨) نهاية الأرب في فنون العرب، لشهاب الدين احمد بن عبدالوهّاب النويري، المتوفى سنة ٧٣٣هـ، تحقيق الدكتور محمد جابر عبدالعال، المجلس الأعلى للثقافة مصر ١٤٠٤هـ.

(٤٩) نهج الحقّ وكشف الصدق، للعلامة الحلّي الحسن بن يوسف الاسدي، مؤسسة دار الهجرة قم.

(٥٠) وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأبي العباس أحمد بن محمد بن ابي بكر بن خلّكان، المتوفى سنة ٦٨١هـ، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، مكتبة النهضة المصرية القاهرة ١٣٦٧هـ.

٩٩

المصادر الّتي نقلنا عنها بالواسطة

(١) أسد الغابة، لابن الأثير الجزري، طبعة مصر.

(٢) الإصابة، لابن حجر العسقلاني، طبعة مصطفى محمد مصر.

(٣) تاريخ الخلفاء، للعلامة السيوطي، طبعة الميمنيّة مصر.

(٤) تاريخ دمشق، للحافظ ابن عساكر الدمشقي، والنقل عن منتخبه.

(٥) تذكرة الخواص، لسبط ابن الجوزي، المطبعة العلمية النجف.

(٦) تفسير فرات.

(٧) تهذيب التهذيب، للعلامة العسقلاني، طبعة حيدر آباد.

(٨) خصائص أمير المؤمنين، للحافظ النسائي، طبعة التقدّم القاهرة.

(٩) الخصائص الكبرى، للعلامة السيوطي، طبعة حيدر آباد.

(١٠) الخصال، للشيخ الصدوق، طبعة قم.

(١١) الخطط، للمقريزي.

(١٢) ذخائر العقبى، لمحب الدين الطبري، طبعة مكتبة القدسي مصر.

١٠٠