المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية0%

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية مؤلف:
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 260

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ كاظم مزعل جابر الأسدي
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
تصنيف: الصفحات: 260
المشاهدات: 107826
تحميل: 6618

توضيحات:

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 260 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 107826 / تحميل: 6618
الحجم الحجم الحجم
المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

مؤلف:
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فإنَّ الذي جاء من جبل فاران ليسَ إلاّ النبيُّ محمد (ص) لاغيرهُ كما سنُبيّن ذلك، لذا يكون هذا النصُّ دلالةً واضحةً على إنتصار دين الله في آخر الزّمان وكما هوَ واضحٌ من عبارات النصّ لكلّ متأملٍ، حيثُ أنَّ النصَّ بعدَ كلمة (فاران) يبدأ برسم صورةٍ مستقبليَّةٍ غاية في الروعة(1) ، ولعلَّ نظير هذا النصّ قوله تعالى في القرآن الكريم:

( هُوَ الَّذِي أَرْ‌سَلَ رَ‌سُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَ‌هُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِ‌هَ الْمُشْرِ‌كُونَ ) (2) .

____________________

= و عند رجليه خرجت الحمى 6 وقف و قاس الارض نظر فرجف الامم و دكت الجبال الدهرية و خسفت اكام القدم مسالك الازل له...مركباتك مركبات الخلاص 9 عريت قوسك تعرية سباعيات سهام كلمتك...شققت الارض انهارا 10 ابصرتك ففزعت الجبال سيل المياه طما اعطت اللجة صوتها رفعت يديها الى العلاء11 الشمس و القمر وقفا في بروجهما لنور سهامك الطائرة للمعان برق مجدك 12 بغضب خطرت في الارض بسخط دست الامم 13 خرجت لخلاص شعبك لخلاص مسيحك سحقت راس بيت الشرير معريا الاساس حتى العنق... 16 سمعت فارتعدت احشائي من الصوت رجفت شفتاي دخل النخر في عظامي و ارتعدت في مكاني لاستريح في يوم الضيق عند صعود الشعب الذي يزحمنا 17 فمع انه لا يزهر التين و لا يكون حمل في الكروم يكذب عمل الزيتونة و الحقول لا تصنع طعاما ينقطع الغنم من الحظيرة و لا بقر في المذاود 18 فاني ابتهج بالرب و افرح باله خلاصي 19 الرب السيد قُوتي....

(1) ومنها ما أشار النصُّ اليه من تدمير إبليس وجنده بقوله: فَهَدَمتَ دَعامةَ بيت الشّرّير وعَرَّيتَ أساسهُ الى الصّخر. وسنشير الى بعض ماعناهُ هذا النص حسبَ موقعه من البحث.

(2) سورة الصف: 9.

١٢١

فإنَّ الله تباركَ وتعالى لم يظهر دينهُ على الدين كلّه ويُرغمَ المشركين والمستكبرين في العالم منذُ أن بعث نبيّهُ الخاتم محمد (ص) وحتى هذه اللحظة، لذا فهي دالةٌ على أنَّ هذا الأمر يكون في آخر الزمان، كما تواترت بذلكَ الأخبار الشريفة.

فقدجاء في التوراة المتداولة: ( وهذه هي البركةُ التي باركَ بها موسي رجلُ الله بني اسرائيل قبل موته، فقال: جاءالربُّ من سيناء، واشرف لهم من ساعير، وتلألأَ من جبل فاران ).(1)

فالمجيء من سيناء كناية عن تكليم الله لموسى (ع) في سيناء، وساعير هي جبال فلسطين، وهو اشارة لعيسى (ع) وفاران اسم قديم لارض مكة(2) ، التي لم يظهر فيها إلا نَبيُّنا الاعظم محمد (ص) الذي انزل عليه القرآن.(3)

وقال العلامة العسكري: وجاء هذا النص في طبعة(4) جامعة اكسفورد بلندن، دون تاريخ، ص 184:

)CHAPTER 33 (

and this is theblessing, where with moese the man of god

____________________

(1) سفر التثنيه: الاصحاح 33، الفقره 1- 4، الأصل العبري، العهد القديم.

(2) معجم البلدان: ج4 ص225.

(3) الصحيح من سيرة النبى ألأعظم (ص):ج2 ص219 بايجاز يسير.

(4) امتازت بطبع اللون الأحمر مع الأسودللكلمات-فى العهدالجديد فقط-وسميت بـ. ( RED LETTER EDITION )

١٢٢

blessed the children of Israel before his death

And he said, The Loro from sinai, and rose up from seir unto them, he shined forth from mount paran, and he came with ten thousands of saints:from his right hand went a fiery law for them 3 yea ، he loved the people: all his saints are in they hand: and they sat down at they feet, every one shall receive of the words

moses commanded us a law, even the inheritanceof the congregation of Jacob

وترجمة النصيّن(1) : الى العربية كالآتي: (وهذا دعاءُ الخير الذي تلاهُ موسى رجلُ الله، قبلَ موته على بني اسرائيل وقال: انّ اللهَ استعلى من سيناءَ، وظَهَرَ من ساعير ونَشَرَ النورَ من فاران، وجاءَ مع عشرة آلاف من المقرّبين، وجاءهم من يمينه شريعة ناريّه.

أحبَّ القبائلَ، وجميع مقدساته في يمينك ومقرّبون الى رجليك وتيقبّلون تعاليمك. موسى أَمَرنا بشريعةٍ هي ميراثٌ لجماعة بني يعقوب).

في هذا النص:

(وجاء مع عشرة آلاف من المقرّبين ) مع تعيين عدد الالوف وفي النصّ

____________________

(1) قَصَدَ العلامة العسكري: النص الانكليزى،والنص الفارسى فى ط: رجارد واطس، بلندن1839م.

(3) الذى ذكره العلامه السيد العسكرى، فى كتابه: عقائد الاسلام: الكتاب الأول ص308 عن الاصحاح الثالث والثلاثين من سفر التثنيه: ط،رجارد واطس بلندن 1831م. سفر التثنية 33: 1-4، العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص 289. مع فرقٍ يسيرٍ في بعض عبارات المترجمين. وفي سفر التثنية 33: 1-4، العهد القديم، مصر، مانصُّهُ:

(1 و هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني اسرائيل قبل موته 2 فقال جاء الرب من سيناء و اشرق لهم من سعير و تلالا من جبل فاران و اتى من ربوات القدس و عن يمينه نار شريعة لهم 3 فاحب الشعب جميع قديسيه في يدك و هم جالسون عند قدمك يتقبلون من اقوالك 4 بناموس اوصانا موسى ميراثا لجماعة يعقوب 5).

(4) عقائد الاسلام من القرآن الكريم: الكتاب الأول، ص309.

١٢٣

الاول(1) (ومعه الوف الاطهار) مع عدم تعيين عدد الالوف لانَّ الذي ظهر من غار حراء بفاران ثم جاء الى ارض فاران مكّة مع عشرة آلاف هو خاتم الانبياء محمد (ص) فبادروا الى تحريف هذا النص في عصرنا الحاضر كي يكتموا ما جاء فيه من بشارات ببعثة خاتم الانبياء...(2) ، وهناك المزيد من هكذا أدلَّةٍ لكنا نكتفي بهذا القدر رعايةً للإختصار.

____________________

(1) الذى ذكره العلامه السيد العسكرى، فى كتابه: عقائد الاسلام: الكتاب الأول ص308 عن الاصحاح الثالث والثلاثين من سفر التثنيه: ط،رجارد واطس بلندن 1831م. مانصُّهُ:

(1 و هذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني اسرائيل قبل موته 2 فقال جاء الرب من سيناء و اشرق لهم من سعير و تلالا من جبل فاران و اتى من ربوات القدس و عن يمينه نار شريعة لهم 3 فاحب الشعب جميع قديسيه في يدك و هم جالسون عند قدمك يتقبلون من اقوالك 4 بناموس اوصانا موسى ميراثا لجماعة يعقوب 5).

(2) عقائد الاسلام من القرآن الكريم: الكتاب الأول، ص309.

١٢٤

الفصل الثالث:

حوادث ماقبل ظهور منقذ العالم

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: حالة العالم قبل ظهور المنقذ

المبحث الثاني:آيات وعلامات ما قبل ظهور منقذ العالم

١٢٥

١٢٦

المبحث الأول: حالة العالم قبل ظهور المنقذ

اولاً: الفتنة الكونيّة الكبرى قبل ظهور مدرك الثأر الإلهي

لقد تواترت النّبوءآت والأخبار في القرآن الكريم وفي الكتاب المقدّس (العهدين)، وأثبتت بشكل قاطع حتميّة نضوج فتنة عالميّة كبرى تسود كلّ المجتمعات في العالم، ويكون في الأرض اضطراب كبير وفساد شامل وإستهتار بكلّ القيم والمثل والأخلاق والأعراف والقوانين(1) ، حتى يجعل الظالمون من الحقِّ باطلاً ومن الباطلِ حقاً، ومن المعروف منكراً ومن المنكرِ معروفاً، لذا فحريٌّ بنا أن نقف على شيءٍ منها في القرآن والعهدين.

1: في القرآن والحديث

قوله تعالى:( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَ‌اتِ وَبَشِّرِ‌ الصَّابِرِ‌ينَ ) .(2)

في كتاب كمال الدين وتمام النعمة:

(باسناده الى محمد بن سالم قال: سمعتُ ابا عبد الله (ع) يقول:«ان لقيام القائم (ع) علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين . قلت: وما هي جعلني الله فداك؟ قال:ذلك قول الله عزوجل ( وَلَنَبْلُوَنَّكُم ) يعني المؤمنين قبل خروج القائم بشيء من الخوف والجوع ونقصٍ من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين.

____________________

(1) انظر: المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي، ص134-135، تحت عنوان: الفتنة العالمية.

(2) البقره: 155.

١٢٧

قال:نبلونكم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء اسعارهم، «ونقصٍ من الاموال » قال:كساد التجارات وقلة الفضل ، «ونقصٍ من الانفس » قال:موتٌ ذريع ، «ونقصٍ من الثمرات »لقلة ريع ما يزرع ، «وبشر الصابرين »عند ذلك بتعجيل الفرج ، ثم قال لي،يا محمد هذا تأويله، ان الله عزّوجل يقول :( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّ‌اسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) .(1)

وفي تفسير العياشي:

عن الثمالي قال: سألت أبا جعفر(ع) عن قول الله( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَـيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) قال: «ذلك جوع خاص وجوع عام، فاما بالشام فانه عام، واما الخاص بالكوفة يخصُّ ولا يعم، ولكنه يخصُّ بالكوفة اعداء آل محمد (عليهم السلام) فيهلكهم الله بالجوع، واما الخوف فانه عام بالشام، وذلك الخوف اذا قام القائم (ع)، واما الجوع فقبل قيام القائم (ع) وذلك قوله :( وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ ) »(1) .

2: في العهدين

جاء في سفر الرؤيا:

(8 فنظرت وإذا فرس أخضر، والجالس عليه اسمه الموت، والهاوية تتبعه، واعطيا سلطاناً على ربع الأرض،أن يقتلا بالسيف والجوع والموت

____________________

(1) تفسير نور الثقلين: ج1 ص142.

(2) تفسير نور الثقلين: ج1 ص142-143.

(2) سفر الرؤيا 6: 8،العهد الجديد، الأصل العبري. رؤيا يوحنا اللاهوتي تحت رقم (27): الإصحاح 6: الفقرة: 8، العهد الجديد، الكتاب المقدس باللغة العربية، مصر. والقول بأنَّ النص يدل على الفترة الزمنية المستقبلية المشار اليها، مثلهُ قد تقدَّم دليلهُ في آخر موضوع: دعاء الأنبياء الملحّ لمنقذ العالم واستجابته، من هذا البحث. وهو جلّيُّ المعنى خاصَّةً إذا قورِنَ مع الآيات التي ذكرناها الخاصة بهذا الموضوع.

١٢٨

وبوحوش الأرض).(1)

وأوضح يوحنا المعمدان في كتابه المقدّس كيفيةإنتقام الله (عزّ وجلّ) من قتلة الأنبياء والقديسين (ع) كما يلي:

(1 و سمعت صوتاً عظيماً من الهيكل قائلاً للسبعة الملائكة امضوا و اسكبوا جامات غضب الله على الارض 2 فمضى الاول و سكب جامه على الارض فحدثت دمامل خبيثة و ردية على الناس الذين بهم سمة الوحش و الذين يسجدون لصورته 3 ثم سكب الملاك الثاني جامه على البحر فصار دما كدم ميت و كل نفس حية ماتت في البحر 4 ثم سكب الملاك الثالث جامه على الانهار و على ينابيع المياه فصارت دماً 5 و سمعت ملاك المياه يقول عادل انت ايها الكائن و الذي كان و الذي يكون لانك حكمت هكذا 6 لانهم سفكوا دم قديسين و انبياء فاعطيتهم دما ليشربوا لانهم مستحقون 7 و سمعت اخر من المذبح قائلا نعم ايها الرب الاله القادر على كل شيء حق و عادلة هي احكامك 8 ثم سكب الملاك الرابع جامه على الشمس فاعطيت ان تحرق الناس بنار 9 فاحترق الناس احتراقاً عظيماً و جدفوا على اسم الله الذي له سلطان على هذه الضربات و لم يتوبوا ليعطوه مجداً 10 ثم سكب الملاك الخامس جامه على عرش الوحش فصارت مملكته مظلمة و كانوا

____________________

(1) سفر الرؤيا 6: 8، والقول بأنَّ النص يدل على الفترة الزمنية المستقبلية المشار اليها، مثلهُ قد تقدَّم دليلهُ في آخر موضوع: (دعاء الأنبياء الملحّ لمنقذ العالم واستجابته)، من هذا البحث. وهو جلّيُّ المعنى خاصَّةً إذا قورِنَ مع الآيات التي ذكرناها الخاصة بهذا الموضوع.

١٢٩

يعضون على السنتهم من الوجع 11 و جدفوا على اله السماء من اوجاعهم و من قروحهم و لم يتوبوا عن اعمالهم 12 ثم سكب الملاك السادس جامه على النهر الكبير الفرات فنشف ماؤه لكي يعد طريق الملوك الذين من مشرق الشمس 13و رايت من فم التنين و من فم الوحش و من فم النبي الكذاب(1) ثلاثة ارواح نجسة شبه ضفادع 14 فانهم ارواح شياطين صانعة ايات تخرج على ملوك العالم و كل المسكونة لتجمعهم لقتال ذلك اليوم العظيم يوم الله القادر على كل شيء 15 ها انا اتي كلص طوبى لمن يسهر و يحفظ ثيابه لئلا يمشي عريانا فيروا عريته 16 فجمعهم الى الموضع الذي يدعى بالعبرانية هرمجدون 17 ثم سكب الملاك السابع جامه على الهواء فخرج صوت عظيم من هيكل السماء من العرش قائلا قد تم 18 فحدثت اصوات و رعود و بروق و حدثت زلزلة عظيمة لم يحدث مثلها منذ صار الناس على الارض زلزلة بمقدارها عظيمة هكذا 19و صارت المدينة العظيمة ثلاثة اقسام و مدن الامم سقطت و بابل العظيمة ذكرت امام الله ليعطيها كاس خمر سخط غضبه 20 و كل جزيرة هربت و جبال لم توجد 21 و برد عظيم نحو ثقل وزنة نزل من السماء على الناس فجدف الناس على الله من ضربة البرد لان ضربته عظيمة جدا).(2)

____________________

(1) وهو إشارة الى المسيح الدجال في عصر ظهور المنقذ،والنصُّ واضح المعنى من حيث تعلّقه بآخر الزمان.

(2) سفر الرؤيا:الأصحاح رقم 16: 1-21، العهد الجديد، الأصل العبري.

١٣٠

هذا وقد أشار يوحنا (ع) الى دمار العراق قبل ظهور منقذ العالم وكيفية إحتلاله وإحراقه وهذا يعَدُّ بدايةَ الفتنة العالمية، وأثبت ذلك في سفره المقدّس بقوله:

(1 ثم بعد هذا رايت ملاكاً اخر نازلاً من السماء له سلطان عظيم و استنارت الارض من بهائه 2 و صرخ بشدة بصوت عظيم قائلاًسقطت سقطت بابل العظيمة وصارت مسكناً لشياطين و محرساً لكل روح نجس و محرساً لكل طائر نجس وممقوت...، 8 من اجل ذلك في يوم واحد ستاتي ضرباتها موت و حزن و جوع و تحترق بالنار لان الرب الاله الذي يدينها قوي 9و سيبكي و ينوح عليها ملوك الارض الذين زنوا و تنعموا معها حينما ينظرون دخان حريقها 10 واقفين من بعيد لاجل خوف عذابها قائلين ويل ويل المدينة العظيمة بابل المدينة القوية لانه في ساعة واحدة جاءت دينونتك 11 و يبكي تجار الارض و ينوحون عليها لان بضائعهم لا يشتريها احد في ما بعد 12 بضائع من الذهب و الفضة و الحجر الكريم و اللؤلؤ والبز و الارجوان و الحرير و القرمز و كل عود ثيني و كل اناء من العاج و كل اناء من اثمن الخشب و النحاس و الحديد و المرمر 13 و قرفة و بخورا و طيبا و لبانا وخمرا و زيتا و سميذا و حنطة و بهائم و غنما و خيلا و مركبات و اجسادا و نفوس الناس 14 و ذهب عنك جنى شهوة نفسك و ذهب عنك كل ما هو مشحم و بهي ولن تجديه في ما بعد 15تجار هذه الاشياء الذين استغنوا منها سيقفون من بعيد من اجل خوف عذابها يبكون و ينوحون 16 و يقولون ويل ويل المدينة العظيمة المتسربلة ببز و ارجوان و قرمز و المتحلية بذهب و حجر

١٣١

كريم ولؤلؤ 17 لانه في ساعة واحدة خرب غنى مثل هذا و كل ربان و كل الجماعة في السفن و الملاحون و جميع عمال البحر وقفوا من بعيد 17 و صرخوا اذ نظروا دخان حريقها قائلين اية مدينة مثل المدينة العظيمة 19و القوا ترابا على رؤوسهم و صرخوا باكين و نائحين قائلين ويل ويل المدينة العظيمة التي فيها استغنى جميع الذين لهم سفن في البحر من نفائسها لانها في ساعة واحدة خربت...

الى أن يقول:

24 و فيها وجد دم انبياء و قديسين و جميع من قتل على الارض).(1)

هذا وقد أخبر أشعياء (ع) في باب سقوط بابل، بما يصيبها من خرابٍ ونهبٍ ودمارٍ ومايقعُ على أهلها من ظلمٍ وجورٍ:

(1 وحيٌ على بابل: كالزَّوابع تجتاحُ الصحراءَ يجيءُ الخرابُ من أرضٍ مخيفةٍ! 2 رأيتُ رؤياً قاسيةً: الناهبُ ينهبُ والمدمّرُ يدمّرُ...

الى أن يقول:

9... ثمّ عادَ الحارسُ وصاحَ: (سقطت، سقطت بابلُ وتحطَّمت الى الأرض جميعُ أصنام آلهتها 10 فياشعبيَ الـمُداسَ كالحنطة على البيادر! ما سمعتُهُ من الربّ القدير إله إسرائيلَ أخبرتكم به).(2)

____________________

(1) سفر الرؤيا، الأصحاح رقم 18: 1-19،و 24 العهد الجديد، الأصل العبري. ولعلَّ الإشارة واضحة لاسيما في الفقرة الأخيرة الى إدراك ثأر جميع المظلومين الذين سُفك دمهم ظلماً وعدواناً بواسطة منقذ العالم الذي تكون عاصمته الكوفة، وهذا ماجاءت به الأخبار الشريفة.

(2) سفر أشعيا 21: 1، 2، 9، 10،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان.

١٣٢

وكما هو معلومٌ فإنَّ (بابل) تطلَقُ في النبؤآت القديمة ويُرادُ بها (العراق) في العصر الحديث، لأن بابل معقلُ حضارته الكبرى وهي معروفةٌ لدى جميعُ البشر آنذاك بهذا الإسم.

وروى المفيد:

عن الحسين بن سعيد عن المنذر الجوزي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول:«يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر في السماء وحمرة تجلّل السماء، وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة ودماء تسفك بها وخراب دورها وفناء يقع في اهلها وشمول أهل العراق خوفاً لا يكون لهم معه قرار» .(1)

ثانياً: دعاء الأنبياء الملحّ لمنقذ العالم واستجابته

ويحدث ذلك اثرَ الأحداث المريرة التي تقع في الفتنة الكونية الكبرى والتي تسود العالم بأسره، وإن كان هذا يحدث دوماً من الأنبياء (ع) كما سيتبيَّن، ولكن هناك وقتٌ محدَّد ويوم معلوم وساعة معيَّنة يكون فيها الدعاء منهم على أشُدّه واستجابتهُ محتَّمة، كما في القرآن والحديث والعهدين.

1: في القرآن والحديث

ومن ذلك المطالبة بتحقّقِ وَعد الله تعالى في الآية الشريفة:

( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي

____________________

(1) الارشاد: ص360-361.

١٣٣

ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا ) (1) .

فقد رويَ عن يونس بن ظبيان عن ابي عبد الله (ع) قال:

«اذا كان ليلةُ الجمعة لأهبط الربُّ تبارك وتعالى ملائكته الى السماء الدنيا، فاذا طلع الفجر نصب لمحمد وعليّ والحسن والحسين منابر من نور عند البيت المعمور، فيصعدون عليها ويجمع الله لهم الملائكة والنبيين والمؤمنين، ويفتح أبواب السماء، فاذا زالت الشمس قال رسول الله (ص): يا رب ميعادك الذي وعدت في كتابك وهو هذه الآية:( وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) الاية ويقول الملائكة والنبيّون مثل ذلك، ثم يخرُّ محمد وعلي والحسن والحسين سجّداً ويقولون:

يا ربّ اغضب فانه قد هُتِكَ حريمك، وقُتِلَ اصفياؤك، واذلّ عبادك الصالحون، فيفعل ما يشاء وذلك وقت معلوم، وهذا شأنهم ودعاؤهم في كل يوم جمعة الى ان ينجز وعده ويظهر وليّه، فاذا خرج وليّ الله وظهر حجّة الله...»(2) .

2: في العهدين

حيث جاء في سفر الرؤيا:

____________________

(1) سورة النور: آية 55.

(2) بحار الأنوار، ج 52، ص 297 بإيجاز.

١٣٤

(9 ولما فتح الختم الخامس، رأيت تحت المذبح نفوس الذين قتلوا من أجل كلمة الله، ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم 10 وصرخوا بصوت عظيم قائلين: حتّى متى أيّها السيد القدّوس والحق! لاتقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض. 11فاعطوا كلّ واحد ثياباً بيضاً، وقيل لهم أن يستريحوا زماناً يسيراً أيضاً... الى أن يقول:

15وملوك الأرض، والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء، وكلّ عبد وكلّ حرّ، أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال16 وهم يقولون للجبال والصخور: اسقطي علينا واخفينا عن وجه الجالس على العرش وعن غضب الخروف 17 لأنّه قد جاء يوم غضبه العظيم، ومن يستطيع الوقوف).(1)

ولو أمعنّا النظر في النصّين(2) لوجدنا أنّ كلٌ منهما يصدّق الآخر، ويحكي تلك الصورة الجميلة ليوم الفرج الأعظم الموعود والذي جاءَ دعاءُ الأنبياءِ والمقدّسين كأحد الأسباب المهمّة لتعجيل ذلك اليوم.

وربما قد يقال إنَّ هذا النص من سفر الرؤيا قد لايتعلَّق أو لايدلُّ على أنَّهُ بخصوصِ بيان حالةٍ مهمَّةٍ تقعُ قبل ظهور ومجيء منقذ العالم!؟. وفي معرض الجواب على مثل هكذا طرح يجب أن نؤكِّد على مايلي:

1: إنَّ كُلَّ ماوردَ في سفر الرؤيا لايتعلَّق بزمن صدوره قطعاً، وإنَّما

____________________

(1) رؤيا يوحنا اللاهوتي تحت رقم (27): الإصحاح 6: الفقرات 9، 10،11،15، 16، 17، العهد الجديد.

(2) الأوّل في القرآن الكريم والرواية الشريفة، والثاني في سفر الرؤيا.

١٣٥

هو: (بشاراتٌ وتحذيراتٌ وعلومٌ وأحداثٌ مستقبليَّةٍ) وهي تخصُّ جميعَ البشر، وهذا واضحٌ لكلِّ مُطَّلع، ويكفي إلقاء نظرةٍ على أولِّ السفر المقدّس لإثبات ذلك، حيث جاء فيه:

(1 إعلانُ يسوع المسيح الذي اعطاه اياه الله ليُرِيَ عَبيدَهُ ما لا بد ان يكون عن قريبٍ و بَيَّنهُ مُرسلاً بيدِ مَلاكِهِ لعبدِهِ يوحنا* 2 الذي شهد بكلمة الله و بشهادة يسوع المسيح بكل ما راه* 3 طوبى للذي يقرا و للذين يسمعون اقوال النبوة و يحفظون ما هو مكتوب فيها لان الوقت قريب*... الى أن يقول:

7 هوذا ياتي مع السحاب(1) و ستنظرهُ كل عين و الذين طعنوه و ينوح عليه جميع قبائل الارض نعم امين* 8 انا هو الالف و الياء البداية و النهاية يقول الرب الكائن و الذي كان و الذي ياتي القادر على كل شيء* 9 انا يوحنا اخوكم و شريككم في الضيقة و في ملكوت(2) يسوع المسيح و صبره كنت في الجزيرة التي تدعى بطمس من اجل كلمة الله و من اجل شهادة يسوع المسيح* 10 كنت في الروح في يوم الرب و سمعت ورائي صوتاً عظيماًكصوت بوق* 11 قائلا انا هو الالف و الياء الاول و الاخر و الذي تراه اكتب في كتاب و ارسل الى... الى أن يقول:

____________________

(1) إشارة الى رجوع عيسى بن مريم (ع) ونزوله الى الأرض من السماء بأمرِ الله تعالى.

(2) وقد أشرنا الى موضوع الملكوت عند عيسى (ع) والذي يعني حكمُ الله في هذا العالم في بحثنا هذا، وهنا أيضاً إشارة واضحة لرجوع يحيى ابن زكريا (ع) حيّاً من قبره في ذلك الزمن وهو مايُسمّى بزمن الرجعة عند المسلمين.

١٣٦

12 التفتُّ لانظرَ الصوت الذي تكلَّمَ معي و لما التفت رايتُ سبعَ مناير من ذهب* 13 و في وسط السبع المناير شبهُ ابن انسان(1) متسربلاً بثوبٍ الى الرجلين ومتمنطقاً عند ثدييه بمنطقةٍ من ذهب* 14 و اما راسه و شعره فابيضان كالصوف الابيض كالثلج و عيناه كلهيب نار* 15 و رجلاه شبه النحاس النقي كانهما محميتان في اتون و صوته كصوت مياه كثيرة* 16 ومعه في يده اليمنى سبعةُ كواكبٍ و سيفٌ ماضٍ ذو حدين(2) يخرج من فمه و وجهه كالشمس و هي تضيء في قوتها* 17 فلما رايته سقطت عند رجليه كميتٍ فوضع يده اليمنى علي قائلاً لي: لا تخف انا هو الاول و الاخر* 18 و الحي و كنت ميتاً و ها انا حي الى ابد الابدين امين و لي مفاتيح الهاوية و الموت* 19 فاكتب ما رايت و ما هو كائن و ما هو عتيدٌ ان يكون بعد هذا*...).(3)

____________________

(1) لقب (ابن الإنسان) يطلقُ على عيسى (ع) للردِّ على الذين إدَّعوا أنه إله وهو كثيرٌ في الكتاب المقدس، ولعلَّ المعنى: إن هذا الرجلُ المـُشار اليه شبيهٌ بعيسى بن مريم (ع) الى حدٍّ كبير، ولعلَّ هذا ما تواترت به الأخبار من كون منقذ العالم من حيث الشكل والهيئة كأنُّه إسرائيلي... الخ.

(2) يشيرُ بعضُ الباحثين أنَّ هذا إشارةٌ واضحة الى منقذ العالم الذي يأتي بمواريث الأنبياء (ع) ومن بينها سيف رسول الله (ص) ذو الفقار، والذي هو ذو حدّين، الذي أعطاهُ لـ (عليّ بن أبي طالب ع ) ليدافع به عن دين الله الحنيف، وهو مذخورٌ عندهم، وهذا ماجاءت به الروايات الشريفة، وأثبتهُ عدد غير قليلٍ من أهل العلم والتحقيق.

(3) العهد الجديد، سفر الرؤيا (رؤيا يوحنا اللاهوتي)، الإصحاح 1، الفقرات كما مشار اليها في ترقيم النص.

١٣٧

2: أنّهُ رأى - حسب الإطلاق - نفوسَ جميع الشهداء وعلى رأسهم الأنبياء (ع)، وليس النص خاص بشهداء فترة معيَّنةٍ، بل حتى آخر شهيد يسقطُ قبل مجيء منقذ العالم.

3: ثمَّ أنَّ خوف جميع ملوك الأرض ، والعظماء والأغنياء والأمراء والأقوياء، وكلّ عبد وكلّ حرّ، الذين أخفوا أنفسهم في المغاير وفي صخور الجبال وهم يتمنَّونَ الموت بدلَ أنَّهم يشهدون يوم الله الموعود، كُلُّ ذلكَ لم ولن يحدث على وجهِ الأرض إلاّ عندَ مجيء منقذ العالم في يومه الموعود، حيث عبِّرَ عنهُ بيومِ الغضبِ العظيم.

١٣٨

المبحث الثاني: آيات وعلامات ما قبل ظهور منقذ العالم

لقد بيَّنَ اللهُ سبحانهُ وتعالى في الكتب السماوية المقدّسة آياتٍ وعلاماتٍ مهمّةٍ تقعُ قبل مجيء يومِهِ المبارك الموعود، وسنذكرُ منها على التوالي نزراً يسيراً مراعاةً للإختصار(1) :

أوّلاً: نداء السماء باتّباع منقذ البشريّة

النداء السماوي: هو من العلامات الحتميّة(2) التي بشّر بها القرآن الكريم والنبيّ الأعظم (ص) وآله الطيبين الطاهرين (ع) وصحبه المنتجبين(رض) بالتّبع(3) ؛ الذي يتزامن مع ظهور أمل الانسانية ومُغيثها؛ ويكون مبشّراً وحاثّاً على إتّباعه، ويكون بواسطة أعظم الملائكة المقرَّبين ألا وهو أمين الوحي جبرئيل (ع) وهو دلالةٌ على عظَم ومكانة المهمَّةِ المرسل بها عند الله تباركَ وتعالى. وكذا فقد بشّرت بذلك الكتب المقدسّة والأنبياء والرسل (ع) منذ قديم الزمان كما سيأتي لاحقاً بإذنه تعالى.

حدثني الفضل بن شاذان عمن رواه عن ابي حمزة الثمالي قال:

قلت لابي جعفر (ع)خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم والنداء

____________________

(1) لأنّ ما ورد في الكتب المقدسة في هذا المجال يدعو الى تأليف كتب ورسائل مطوَّلة.

(2) انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص 185-190 في موضوع: النداء من السماء باسم المهدي بواسطة جبرئيل.

(3) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص 165، وما بعدها في موضوع: النداء السماوي باسم المهدي (عج). الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر، ص 85-86.

١٣٩

من المحتوم وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم، واختلاف بني العباس في الدولة من المحتوم، وقتل النفس الزكيّة محتوم، وخروج القائم من آل محمد صلّى الله عليه وآله محتوم.

قلت: وكيف يكون النداء؟

قال: ينادي من السماء أول النهار: ألا أنّ الحقّ مع عليّ وشيعته ثم ينادي ابليس في آخر النهار من الارض: الا ان الحقّ مع عثمان وشيعته، فعند ذلك يرتاب المبطلون.(1)

1: في القرآن الكريم

فقد جاء في القرآن الكريم، قوله تعالى:( إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ) (2) .

وقوله (عزوجل):( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِ‌يبٍ ﴿41﴾ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُرُ‌وجِ ) .(3)

في ينابيع المودة لذوي القربى:

عن الحسن بن خالد قال: قال علي بن موسى الرضا (رض): «لا دين لمن لا ورع له، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم: أي أعملكم بالتقوى . ثم قال:إن الرابع من ولدي ابن سيدة يطهر الله به الارض من كل جور وظلم، وهو الذي يشك الناس في ولادته، وهو صاحب الغيبة، فإذا خرج

____________________

(1) الارشاد: ص358.

(2) سورة الشعراء: آية 4.

(3) سورة ق: 41ـ 42.

١٤٠