المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية0%

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية مؤلف:
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
تصنيف: الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف
الصفحات: 260

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ كاظم مزعل جابر الأسدي
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
تصنيف: الصفحات: 260
المشاهدات: 107824
تحميل: 6618

توضيحات:

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 260 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 107824 / تحميل: 6618
الحجم الحجم الحجم
المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

المنقذ الأعظم عقيدة ومشروع الكتب السّماوية

مؤلف:
الناشر: مؤسسة العهد الصادق الثقافية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

المبحث ألأول: ضرورة وجود المنقذ

إنّ من أعظم منن الله تبارك وتعالى على خلقه هو الأخذ بأيديهم الى درجات الكمال التي رسمها لهم فاطرُ السموات والأرض ومدبّرها، فهو لا ولن يترك خلقه سداً ولو ليوم واحد أو للحظة واحدة، وهذا واضح لايخفى على كلّ ذي عقل؛ فقد إبتدأ سبحانه وتعالى بلطفه مسيرةً طويلةً، ورسم خطّاً مقدّساً منيراً يستطيع أن يلمسه ويتفحّصه جميع البشر بشكل مباشر ويسيرون عليه وتثبت عليه أقدامهم، وذلك من خلال إرسال الأنبياء والرسل والكتب السماويّة المقدّسة ونصب أعلام الهدى الرّبّانيين منذ الفجر الأول للإنسانية وعلى كرّ الدهور والأيام والى يومنا هذا.

وبفيضه ورأفته ورحمته سدّد أحباءه وأولياءه وأهل الكرامة عليه بالأدلّة الدامغة والبراهين الساطعة والمعجزات الباهرة،ووقف معهم بمقامه الشامخ المنيف في خندق واحد يدافعُ عنهم ويذبُّ عنهم الأعداء، وشدّ أزرهم بقوّته القاهرة وملائكته المسوّمين والمردفين، وأخبرهم بأنّه معهم يسمع ويرى، فهزم بجنده القليلين المستضعفين جيوش الشرّ والمستكبرين الذين كانوا يفوقونهم بالعدّة والعدد وبحشودهم المليونيّة لأنّهم لم يزالوا ملوك الأرض وأسباب الدنيا بأيديهم، فقد هاجم فرعون بكليمه موسى (ع) فانتصر عليه وأكذب ربوبيّته وقتله، وهاجم نمرود بخليله إبراهيم (ع) وفضحه وأخزاه ودمّره، وزحف على جالوت وطواغيته بقائد جيشه الظافر طالوت (ع) فأراح البلاد والعباد من جبروته وغطرسته...الخ.

٨١

وهكذا دواليك فهذا ديدنُهُ وخُلُقه، وهكذا هي سنَنُهُ الربانيّه عزّ وجلّ التي ليس لها تبديل وليس لها تحويل وهي جارية في كلّ عصر وزمان. وقد أثبت ذلك بشكل قاطع في القرآن الكريم حيث قال عزّ من قائل:

-( فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَ‌أَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ‌ هُنَالِكَ الْكَافِرُ‌ونَ ) .(1)

-( سُنَّةَ اللَّـهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ) (2) .

-( سُنَّةَ اللَّـهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ) (3) .

-( فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ) (4) .

ثمّ إنّه تبارك وتعالى في كلّ تلك الأحداث الكبيرة وغيرها من الأحداث المروّعة والمريرة والمنعطفات الخطيرة، نراه يوطّد هذا الخطّ المبارك بشكل يدهش الألباب ويحيّر الأفكار ويلفت الأنظار على طول مسير الحياة الإنسانية بالتسديد الغيبي والنصرة والإنارة والتبيين...، حتى صار هذا السراط الإلهيّ المستقيم صلباً منيعاً وذا جذور عميقة ثابتة يصعب على كلّ الظالمين محوه ودثره أو إزالته أوتجاهله، ولكنّهم وبحسب سجايا الإنحطاط والدّناءة التي تغمرهم يحاولون في كلّ عصرٍ وزمانٍ الإلتفاف عليه لتمويه أفعالهم القبيحة لفترة من الزمن وذلك لنيل مآربهم الخسيسة.

____________________

(1) غافر: 85.

(2) الفتح:23.

(3) الأحزاب: 62.

(4) فاطر: 43.

٨٢

هذا وقد آلى الله سبحانه وتعالى على نفسه المقدّسة ووعد المؤمنين من عباده وعداً حتميّاً، وعهد اليهم عهداً قطعيّاً، وكتب ذلك على نفسه المقدّسه، وبيّنه لعموم البشريّة عندما أثبته في كتبه المقدّسة وبشّر به على لسان أنبياءه ورسله (ع)؛ بأنّه لابدّ من أن يظهر دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون، وينصرَ أولياءه وعباده المستضعفين ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين(1) ، وأنّه يدّخر لذلك خليفته الأعظم وهو المصلح في آخر الزمان الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً وينتقم به لدماء الأنبياء والرسل والشهداء والمظلومين، ويدرك به ثأرَهُ المقدَّس، ويقيم به أحكامه وشرائعه، ويغدق به نعماءه، ولكي يُريَ جميع البشر وغيرهم من عوالم خلقه الأُخرى فَرَجَهُ الأعظم وكيف يكون حكمه تبارك وتعالى(2) بواسطة وليّه وممثله الشرعي وقوانينه الربوبيّة الرائعة التي مارآها البشر ولاغيرهم يوماً ما قطُّ على وجه هذا الكوكب الذي مرَّ بكلّ أنواع الجور والظلم وسفك الدماء والمحن والمآسي...الخ.

هذا وقد أخبر عزّ وجلّ أنبياءه ورسله مراراً وتكراراً، وأثبت ذلك في كتبه المنزلة بأنّه سيستفحل الشر في آخر الزمان(3) حتى يورق ويثمر القتله

____________________

(1) انظر: الطُّورُ المهدوي، ص94-96 في موضوع: قاعدة النصر الحتمي للمؤمنين.

(2) انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص119- 127، في موضوع: ملكوت الله عند السيد المسيح، يعني حكم الله في آخر الزمان وحتميته ووقت حدوثه وشرحه ومصاديقه...الخ.

(3) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص108 وما بعدها في موضوع: نموذج الإنحراف البشري قبل الظهور.

٨٣

والجزّارين والسفاحين والمتشيطنيين العفنيين والجاحدين والمشركين والكافرين،حتى يظهرالتغيُّرُ الفساد في البرّ والبحر وفي كلّ مكان(1) ، وأنَّهُ سيكون هناكَ تصادماً عنيفاً مع الشريعة الإسلامية المقدَّسة والأُمة المؤمنة من جانب وقوى الكفر والإستكبار العالمي(2) ؛ فيستغيث الأنبياء والرسل والأولياء والقديسون والشهداء إستغاثةَ الغريق ببارئهم(3) ليُدرِكَ ثأرهم ويأخُذَ بحقّهم ولينقذ أتباعهم المؤمنين المستضعفين الذين لازالوا يبادون ويُطهّرَ الأرض التي ملئوها ظلماً وجوراً بواسطة رجل الله المقدس الموعود فيملأها عدلاً وقسطاً.(4)

ووعد أنّه سينتقم من اولئك المجرمين جمياً، إنتقاماً مرعباً مخيفاً، ليس له مثيل ولم يكن لهُ نظير بواسطة وليّه وخليفته المنتقم من الظالمين ومصلح الكون ومنقذ المستضعفين ومنقذ المنكوبين وأمل المحرومين، فمن تشرَّفَ برُؤيةِ وجهه المبارك كان كمن رأى وجوه جميع الأنبياء والأوصياء لأنّه وريثهم الشرعي ومكمل بنيانهم الذي أسّسوا، ومن سمعه كان كمن سمع

____________________

(1) للمزيد، انظر: جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)، ص 37-51.

(2) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص 153، وما بعدها في موضوع: (التصادم مع الشريعة الإسلامية والأمة المؤمنة من قبل النظام العالمي).

(3) كما سيمرُّ بنا في الفصل الثالث في موضوع: (دعاء الأنبياء لمنقذ العالم).

(4) للمزيد، انظر: الطُّورُ المهدوي، ص 25 ومابعدها في موضوع: (البعد الكوني للمهدوية)، وص 179، ومابعدها في موضوع: (حتمية الطور المهدوي...الخ).

٨٤

جميع الرسل والمقدّسين فهو لسانهم الصادق في الآخرين، ومن صلىّ خلفَهُ، يكون قد صلى خلف (رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم لأنه خليفتهُ.(1)

ويحكم بحكم داود (ع) ولايحتاجُ الى بيّنةٍٍٍ أو شهود، بل يلهمهُ اللهُ تعالى فيحكم بعلمهِ(2) ...الخ.

ويجدرُ بنا أن نبيِّنَ هنا شيئاً من العقائد التي يؤمنُ بها البشر في هذا الصدد:

اولاً: العقائدُ العامّةُ لجميع البشر بمنقذ العالم وحتميّة مجيء يومه الموعود

إنّ امرَ منقذ العالم المنتَظر، وقوة ظهوره، وشدّة نوره، قد إخترق جميع العوالم عبر الدهور ولم يقف عند حدٍّ وأمدٍ أبداً! لذا نجد ان جميع البشر(3) على وجه الارض سواء كانوا من اهل الديانات السماوية او من اهل المذاهب والفلسفات بما فيها الوثنية والالحادية وغيرهم، يلهجون بذكر المصلح والمنقذ لسكان العالم.(4)

____________________

(1) الهداية، ص 42-45. الغيبة للنعماني: 75 ضمن ح 9 عن سليم بن قيس: 2/707 عن شيخ من نسل حواري عيسى بن مريم (عليه السلام)، والاعتقادات: 95، وكمال الدين: 1/251 ضمن ح 1، وص 280 ح 27 عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وص 331 ضمن ح 16 عن الباقر (عليه السلام)، وص 345 ضمن ج 31 عن الصادق (عليه السلام)، والغيبة للطوسي: 116، وكفاية الأثر: 80، وص 99 عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثله. كمال الدين: 1/284 ح 36 عن رسول صلى الله عليه وآله وسلم، وص 527 ضمن ح 1 عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وص 332 ح 17 عن الباقر (عليه السلام)، وكفاية الأثر: 225 عن الحسن بن علي (عليه السلام) نحوه. البيان في أخبار صاحب الزمان:ص109، ص110، وص112، وص 113، وص 117، وص 124، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي:ص 191، وص292، وص 293، والعرف الوردي في أخبار المهدي: 64، وص 78، وص 81، وص 86. والبرهان في علامات مهدي آخر الزمان (عليه السلام): 158 ح 1، وص 160 ح 7 وح8 و ح 9 نحوه، وص 176 مثله. انظر صحيح مسلم: 1/94، وص 95، وشرح سنن ابن ماجة: 2/514، ومسند ابن حنبل: 3/345، وص 367، وص 384، و ج 4/217.

(2) قال الصادقُ (ع): «إذا قامَ قائمُ آل محمد (ص) حكمَ بين الناسِ بحكم داود، ولايحتاجُ الى بيّنةٍ، يلهمهُ الله تعالى فيحكم بعلمه». روضة الواعظين، ص 266. بصائر الدرجات، ج5، ص 259.

(3) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة،ص 192 وما بعدها في موضوع: (عقائد الأمم في المهدي (ع)). المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص 20، تحت عنوان: (فكرة المخلص المنتظر).

(4) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة،ص 191 وما بعدها في موضوع: (عقائد الأمم في المهدي (ع)).

٨٥

وقد كان للفطرة الإنسانية دورٌ كبيرٌ في ترسيخ هذه العقيدة وغرسها في النفوس، وأنَّ الله تباركَ وتعالى لم يقطع أملَ الإنسانية في كلّ عصرٍ من العصور، وهو نوعٌ من التربية الرَّبّانيَّة لعموم البشر ولطفٌ محضٌ، وقد عبَّر عن هذه الحقيقة أَحدُ أعاظم العلماء يقوله:

(... ليسَ المهدي(1) تجسيداً لعقيدةٍ إسلاميةٍ ذات طابعٍ دينيٍّ فحسب، بل هو عنوانٌ لطموحٍ اتَّجهت اليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغةٍ لإلهامٍ فطري...) الخ.(2)

وعلى سبيل المثال، فإنّ أصحاب الديانة(البرهمية ) يعتقدون بمخلص الانسان(3) ، ويعتقد البوذيّون بـ (المولود الوحيد ومخلّص العالم )(4) ، وهو: المنتظر عندهم وهو (بوذا الخامس)(5) ، واما العقيدة(المانويّة ) فانها ترى ان المسيح اختفى وسيعود في المستقبل(6) ... وما الى ذلك.

وأما الزرادشتية: فانَّهم (يترقبون موعوداً في كتبهم، ككتاب أوستا

____________________

(1) الإمام المهدي (ع): هو منقذ العالم في عقائد المسلمين.

(2) بحثٌ حول المهدي، ص 7، وما بعدها. وانظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص 20، تحت عنوان: فكرة المخلص المنتظر: سادت هذه الفكرة ومازالت لدى كلّ الأديان المعروفة، وبشكلٍ خاص الأديان السماوية نتيجةً لإخبار أَصحاب الرسالات السماوية بها...الخ.

(3) ألأسفار المقدسه: ص128-130.

(4) ألأسفار المقدسه: ص 130.

(5) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص 191، في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع).

(6) الفرق الاسلاميه: ص30.

٨٦

و زند و رسالة جاماسب و دينيك و زرادشت، وهو الموعود الثالث عندهم ويلقّبونهُ بـ (سوشيانت المنتصر) حيث قالوا:

(إن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة، وبوذا الخامس لدى البوذية، والمسيح لدى اليهود، وفارقليط عند العيسوية، وبمنزلة المهدي لدى المسلمين).(1)

وأما الهنود: فقد (ذكروا منقذاً موعوداً في كتبهم، ككتاب (مهابهاراتا) وكتاب (بورانه ها)، وقالوا: (تذهب الأديان جميعاً الى أنه في نهاية كلّ مرحلةٍٍمن مراحل التأريخ يتجهُ البشرُ صوبَ الإنحطاط المعنوي والأخلاقي وحيث يكونون في هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضيَّ الأحجار الهابطة نحو الأسفل، فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهايةً لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذاً فلابدَّ من يومٍ تظهرُ فيه شخصيةٌ معنويةٌ على مستوىً رفيع تستلهمُ مبدأ الوحي وتنتشلُ العالمَ من ظلمات الجهل والضياع والظلم والجور).(2)

ويعتقدُ اليهود بان المصلح المنتظر في آخر الزمان هو «ايليَّا»، واما المسيحيون فيعتقدون بانه «عيسي بن مريم »(3) . وأنّ (إيليَّا) هذا، وكما يعتقد اليهود هو: نبيٌّ يأتي في آخر الزمان فينصره الله تعالى وينتقم من الظالمين،

____________________

(1) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص 191.عن دائرة المعارف الفارسية، الجزء الأول، ص1373. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص52.

(2) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص 191.عن شمس المغرب، للحكيمي، ص53. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص53-54.

(3) انظر اصول الدين: ص367.

٨٧

هذا وتضجُّ أسفارُ توراتهم وآثارهم بانتظار موعود مخلّصٍ، كما في كتاب: (نبوءة هيلد) و (بشارات العهدين: 7 وما بعدها)، و (دانيال النبيّ) و (النبيّ حجّي) و (النبيّ صفينا) و (النبيّ إشعيا)، وكلّها مطبوعةٌ ضمن الكتاب المقدّس (التوراة).(1)

فأمّا قولهم بأنّه نبيٌّ فهو باطلٌ بسبب ختم النبوّات والرسالات بالنبيّ والرسول الخاتم محمد (ص) ولانبيّ بعده قطعاً؛ ومادامت هذه البشارة صحيحةٌ وثابةٌ فيبقى لها وجهٌ واحدٌ للحقّ والصدق بعد دراسة هذه العبارة والتمعّن فيها.

فلو قارنّا بين اسمي (ايليَّا) و (عليّا) لفُتحَ لنا عالمٌ آخر، فلعلَّ المراد هو البشارة بمجيء عليّ (ع) سواءٌ بمجيئه الأوّل مع النبيّ محمد (ص) أوالثاني وذلك في زمن الرجعة فقد جاءت بذلك الأخبارالشريفة وليس هنا مجال بحثه، ولكن لو رجعنا الى الإنجيل لسهل الأمر أكثر، حيث جاء في الانجيل قوله:

(وهذه شهادةُ يوحنا، حينَ أرسَلَ اليهودُ من أورشليم كهنةً ولاويّينَ؛ ليسألوه: من انت؟ فاعترف، ولم ينكر، وأقرَّ: أني لستُ أنا المسيح. فسألوه: إذن ماذا؟ إيليَّا؟ فقال: لستُ أنا. النبيُّ أنت؟ فأجاب: لا).(2)

فانَّ المراد بايليَّا ليسَ الياساً - كما ربّما يُدّعى - وذلك لانه قد كان قبل

____________________

(1) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص 191. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص55-57.

(2) انجيل يوحنا:الاصحاح الأول، الفقرات (19-21) الأصل العبري.سفر يوحنا، 1: 19-21، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص 125.العهد الجديد، سفر يوحنا، الإصحاح 1، الفقرات 19-21، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر.

٨٨

عيسى بقرون، فلا بد أن يكون المقصود به رجلاً يأتي بعد عيسى. وكذلك الحال بالنسبة الى النبي الذي سألوه عنه.

ومن المعلوم انه لم يأت بعد عيسى غير نبينا محمد (صلّي الله عليه وآله وسلم )،واوصيائه (عليهم السلام) فلعل المقصود بالنبي هو محمد (صلي الله عليه وآله وسلم )وبايليَّا وصيّهُ عليّ (عليه السلام).(1)

ويعتقد النصاري: أن المسيح (ع) قُتلَ وصُلبَ ودٌفنَ ثم قام في اليوم الثالث وصعد الى السماء وجلس عن يمين ابيه وهو مستعد للمجيء تارة اخرى للقضاء بين الاموات والاحياء...)(2) .

وأما بشأن عقيدة المسيحيين بكون المنقذ هو عيسى (ع):فمن المعلوم عند جميع فرق المسلمين وهو حقٌّ لاريبَ فيه: اقتران ظهور المهدي المنتظر(عج ) مع نزول عيسى(ع) من السماء، وقد تواترت(3) روايات المسلمين في ذلك، ومن مضامينها:

(ان عيسى ينزل وقد صلى الامام وهو المهدىُّ بالناس، العصر، وقيل: الصبح، فيتأخر فيقدمه عيسى، ويصلى عيسى خلفه. وما نزل عيسى على

____________________

(1) الصحيح من سيرة النبى ألأعظم (ص):ج2 ص220.

(2) الملل والنحل: ج1 ص227 باختصار شديد من ملخص عقيدة النصارى. و أُنظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص 158 في موضوع عودة المسيح (ع)، وكذلك تواتر الأحاديث في نزوله، ص 206، والرجاء المبارك لدى النصارى بنزول عيسى (ع) في ص 250، وأنَّ رجوعهُ ونزولهُ حقٌّ يقينٌ حتميٌّ لاشبهةَ فيه كما في: دانيال: 7/ 13، وإنجيل يوحنا: 4/28، وسفر ألأعمال: 1/10-11، ورؤيا يوحنا: 1/7، ورؤيا يوحنا: 22/ 7، ورؤيا يوحنا: 22/12.

(3) وكونها متواترةٌ تواتراً معنويّاً في نزول المسيح (ع)، أُنظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص206.

٨٩

مقتضى هذه الأخبار الا بعد نفوذ دعوة الامام واجتماع الناس عليه فيكون مصدقا لدعوة الامام في دعواه، وقوة له وعونا...).(1)

من هنا فقد وقع أتباع معظم الديانات التي سبقت الإسلام،وخاصةً المسيحية منها، في إرباكٍ كبير وخلط واسع بين البشارات الخاصة بـ (منقذ العالم) والبشارات الخاصة بـ (نزول عيسى -ع - من السماء ورجوعه الى الأرض مرةً ثانية)،وذلك لكون مجيئهما وحضورهما في عصر واحد، وبسبب التشابه الكبير بين نصوص البشارات الخاصة بكلّ واحدٍ منهما، وعدم إطّلاعهم على بشارات القرآن والنبيّ الأكرم محمد(ص) وأتباعه الصالحين (رض) بخصوص هذا الأمر، وإعتمادهم كليّاً ووقوفهم على ماقاله السلف والآباء حول تفسير هذه البشارات الواردة في كتبهم المقدسة - وهذا موضوعٌ خصبٌ يطول بحثه وليس هنا محلّه - لذا فقد غابت عنهم حقيقةٌ إلهيّةٌمهمةٌ لطالما نادى بها الدين الإسلاميّ الحنيف عبرَ القرآن الكريم والرسول محمد (ص) والأئمَّة الأطهار من أهل بيته (ع) وصحبه أجمعين؛ إذ يملكُ الأسلامُ في هذا الموضوع صورةً ربّانيّةً مشرقةً وواضحةً لها عمقُها وبعدُها التأريخيّ والعقيديّ، فقد قال الله تباركَ وتعالى في كتابه العزيز:( إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَ‌افِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُ‌كَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ

____________________

(1) العمدة، ص438.

٩٠

ثُمَّ إِلَيَّ مَرْ‌جِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) .(1)

____________________

(1) سورة آل عمران: آية 55، و(متوفيك) هنا: ليس بمعنى، توفّى الله فلاناً: قبض روحه، انظر القاموس الفقهي، د. سعدي أبو حبيب، ص 384، حرف الواو. ولكن هنا بمعنى إني آخذك إليَّ تاماً وافياً لابعيب ولانقص ورافعك الى سمائي أو الى كرامتي...، أو كما قيل بالتقديم والتأخير وأن المعنى: رافعك ومتوفيك... الخ، وسمى رفعه إلى السماء رفعا إليه: تفخيما لأمر السماء يعني: رافعك لموضع لا يكون عليك إلا أمري... كما قال حكاية عن إبراهيم عليه السلام: (اني ذاهب إلى ربي سيهدين) أي إلى حيث أمرني ربي، سمى ذهابه إلى الشام ذهابا إلى ربه... الخ.وللمزيد انظر: كمال الدين، الصدوق، ص225. بحار الأنوار، المجلسي، ج14 ص 250،و ص 335، و ص 336، و ص 338،و ص 344، و ص 516...الخ. تفسير القمي، ج1 ص 103. الكشاف، الزمخشري، ج1 ص342. تفسير جوامع الجامع، الطبرسي، ج1 ص291. ففي بحار الأنوار، العلامة المجلسي:ج 14، ص 343-344:

(إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي) قيل في معناه أقوال: أحدها أن المراد به أني قابضك برفعك من الأرض إلى السماء من غير وفاة بموت عن الحسن وكعب وابن جريح وابن زيد والكلبي وغيرهم، وعلى هذا القول يكون للمتوفي تأويلان: أحدهما: إني رافعك إلي وافياً لم ينالوا منك شيئاً، من قولهم: توفيت كذا واستوفيته، أي أخذته تاماً. والآخر: إني متسلمك، من قولهم: توفيت منك كذا أي تسلمته. وثانيها: إني متوفيك وفاة نوم، ورافعك إليَّ في النوم، عن الربيع، قال: رفعه نائماً، ويدل عليه قوله: (وهو الذي يتوفاكم بالليل) أي ينيمكم، إن النوم أخو الموت، وقوله: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها). وثالثها: إني متوفيك وفاة موت، عن ابن عباس ووهب، قالا: أماته الله ثلاث ساعات. وأما النحويون فيقولون: هو على التقديم والتأخير، أي إني رافعك ومتوفيك، لان الواو لا توجب الترتيب بدلالة قوله: (فكيف كان عذابي ونذر) والنذر قبل العذاب وهذا مروي عن الضحاك. ويدل عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: عيسى عليه السلام لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة. وقد صح عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟ رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، فعلى هذا يكون تقديره: إني قابضك بالموت بعد نزولك من السماء. وقوله: (ورافعك إلي) فيه قولان: أحدهما: أني رافعك إلى سمائي. =

٩١

وجاء في الخبر أيضاً:(... قال تعالى لعيسى: أَرفعُكَ إليَّ ثمَّ أُهبطكَ في آخر الزمان لترى من أُمَّة ذلك النبيّ العجائب، ولتعينهم على اللعين الدَّجال، أُهبطُكَ في وقت الصلاة لتصلّي معهم، إنَّهم أُمَّةٌ مرحومةٌ) .(1)

هذا وقد صرَّحَ عيسى (ع) بأنّه ليسَ هو المنقذ للعالم في آخر الزمان، بل هناك من يأتي ويطلبُ بحقّ الجميع بما فيهم عيسى (ع) نفسه، كما في قوله: (أنا لا أطلُبُ مجداً لي. هناكَ من يطلُبُهُ لي ويحكم).(2) وأمثالُ هذا كثيرٌ لمن تمعَّنَ وتدبَّرَ في الكتب المقدَّسة.

ثمّ (أنَّ المفسّرينَ الإنجيليّينَيقولون: المبشَّر به في هذه الآيات(3) ، لم يولد حتى الآن، ولانعرفُ لها تفسيراً واضحاً، حتى يُولد فنعرف كيف هو وأنّى).(4) بل إنَّ الكثير من سنخ هذه الآيات كما عبَّروا تعتبرُ ألغازاً بالنسبة لهم، ولم يستطيعوا الوقوفَ على تفسيرها لما بيَّنّا ومرَّ آنفاً.

واعتقاد اهل السنة: انه سيظهر في آخر الزمان مهدي يقوم بالسيف وانه: (قد تواترت الاخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى(ص).

____________________

= والآخر أن معناه: رافعك إلى كرامتي، ومطهرك من الذين كفروا، بإخراجك من بينهم فإنهم أرجاس، وقيل: تطهيره منعه من كفر يفعلونه بالقتل الذي كانوا هموا به لان ذلك رجس طهره الله منه... الخ.

(1) كمال الدين وتمام النعمة، ص 160. الجواهر السنية، ص 113. حلية الأبرار، ج 1 ص 169. أمالي الصدوق، ص 160. بحار الأنوار، ج 14 ص 286، وج 16،ص 145 ب 8 ح1، وج 52 ص 181 ب 25 ح 1 آخره. الزام الناصبب، ج 1، ص 160، عن العوالم. اعلام الورى، ج1 ص 60. الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، ص 300. الإيمان والكفر، ص 137.

(2) انجيل يوحنا 8: 50، العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص 169. المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص 60-68. انجيل يوحنا 8: 50، الكتاب المقدّس باللغة العربية 73 سفراً، مصر.

(3) والآيات التي عَنَوها هي في: رؤيا يوحنا 2: 26-29. رؤيا يوحنا 12: 1-17. إنجيل متى: 24. انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص103-107.

(4) نفس المصدر: 103-108.

٩٢

بخروجه، وانه من اهل بيته، وانه يملك سبع سنين، وانه يملا الارض عدلاً، وانه يخرج مع عيسى علي نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام... وانه يؤمُّ هذه الامة ويصلي عيسى خلفه ).(1)

ويعتقدون أيضاً:

ان المهدي: (من اشراط الساعة وانه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من اهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الاسلامية، ويسمى - المهدي -).(2)

وانهم ليرون في ذلك ما يراه الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس الجامعة الاسلامية في المدينة المنورة اذ يقول: ان (امر المهدي امر معلوم والاحاديث فيه مستفيضة بل متواترة متعاضدة... فهي بحق تدل على ان هذا الشخص الموعود؛ امره ثابت وخروجه حق ).(3)

ولقد لخَّص هذه الحقيقة العالم العراقي السني الشيخ صفاء الدين آل شيخ الحلقة فقال: (واما المهدي المنتظر فقد بلغت الاحاديث الواردة فيه حداً من الكثرة يورث الطمأنينة بان هذا كائن في آخر الزمان، فيعيد للاسلام سلامته وللايمان قوته وللدين نضارته... وهي متواترة بلا شك ولا شبهه، بل يصدق وصف التواتر على ما دونها، على جميع الاصطلاحات المحررة في الاصول ).(4)

____________________

(1) الصواعق المحرقه:99. أصول الدين: ص383-384.

(2) المهدى والمهدويه:ص110. أصول الدين: ص368

(3) مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد 3 ص 161ـ 162، أصول الدين: ص368.

(4) أصول الدين: ص371.

٩٣

وهكذا فان نور الامام المنتظر (عج) قد إخترق افهام العلماء واستقرّ في جوانحهم منذ احقاب بعيدة جداً، فجعلهم يسارعون في تأليف الكتب والرسائل الخاصة به (عج)،انطلاقاً من ايمانهم به وتصحيحاً للاخبار الواردة فيه، لتعرف الاجيال من بعدهم جلية الامر وواقعه كما ورد في التشريع على لسان النبي الاعظم (ص)، وكان من جملة اولئك على سبيل التمثيل لا الحصر:

1 - عباد بن يعقوب الرواجني المتوفي سنة 250 هـ: له كتاب «اخبار المهدي ».

2 - ابو نعيم الاصبهاني المتوفي سنة 430 هـ: له كتاب (اربعين حديثاً في امرالمهدي »(1) ، وكتاب «مناقب المهدي »، وكتاب «نعت المهدي ».(2)

3 - محمد بن يوسف الكنجي الشافعي المتوفي سنة 658 هـ: له كتاب «البيان في اخبار صاحب الزمان » - مطبوع.

4 - يوسف بن يحيي السلمي الشافعي المتوفي سنة 658 هـ: له كتاب «عقد الدررفي اخبار المهدي المنتظر».(3)

5 - ابن قيم الجوزية المتوفي سنة 751 هـ: له كتاب (المهدي )

6 - ابن حجر الهيتمي الشافعي المتوفي سنة 852 هـ: له كتاب «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر».(4)

____________________

(1) روى عنه ابن الصباغ المالكى فى الفصول المهمه:275.

(2) روى عنه الحافظ الكنجى الشافعى كثيرا فى كتابه (البيان).

(3) توجد منه نسخه مصوّره بمعهد المخطوطات العربيه بالقاهره.

(4) وردت نصوص منه فى اسعاف الراغبين: 139، وتوجد نسخ مخطوطه منه فى حلب واستانبول... الخ

(5) توجد منه نسخ خطيه فى استانبول.

(6) ذكره مؤلفه فى كتابه (ألأئمه ألأثنى عشر): ص118

(7) من الكتابين نسخ مخطوطه فى استانبول،... وغيرها.

(8) من ألأول نسخه مخطوطه فى الهند، ومن الثاني باستانبول.

٩٤

7 - جلال الدين السيوطي المتوفي سنة 911 هـ: له كتاب «العرف الوردي في اخبار المهدي» - مبطوع - وكتاب «علامات المهدي».

8 - ابن كمال باشا الحنفي المتوفي سنة 940 هـ: له كتاب «تلخيص البيان في علامات مهدي آخر الزمان».(1)

9 - محمد بن طولون الدمشقي المتوفي سنة 953 هـ: له كتاب «المهدي الى ما ورد في المهدي».(2)

10 - علي بن حسام الدين المتقي الهندي المتوفي سنة 975 هـ: له كتاب «البرهان في علامات مهدي آخر الزمان »، وكتاب «تلخيص البيان في اخبار مهدي آخرالزمان ».(3)

11 - علي القاري الحنفي المتوفي سنة 1014 هـ: له كتاب: «الرد على من حكم وقضى ان المهدي جاء ومضى»، وكتاب: «المشرب الوردي في اخبار المهدي ».(4)

12 - القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفي سنة 1250 هـ: له كتاب «التوضيح من تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح ».(5)

13 - مرعي بن يوسف الكرمي الحنبلي المتوفي سنة 1031 هـ: له

____________________

(1) توجد منه نسخ خطيه فى استانبول.

(2) ذكره مؤلفه فى كتابه (ألأئمه ألأثنى عشر): ص118

(3) من الكتابين نسخ مخطوطه فى استانبول،... وغيرها.

(4) من ألأول نسخه مخطوطه فى الهند، ومن الثاني باستانبول.

(5) مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد 3 ص131.

٩٥

كتاب «فرائد فوائد الفكر في الامام المهدي المنتظر».(1)

14 - رشيد الراشد التاذفي الحلبي المعاصر: له «تنوير الرجال في ظهور المهدي والدجال »(2) مطبوع.(3)

وما يعتقده أتباع أهل البيت (ع):

أنّ الأرضَ لم تخلو من حجة لله تعالى وهو إمامٌ معصومٌ(4) مفروضُ الطاعةِ، وانه الآن غائبٌ مستور(5) وسيظهَرُ بإذن الله في آخر الزمان ليقيم الحقَّ والعدل واسمه المهدي (عج)(6) .

وهو التاسعُ من وُلد الحسين (ع)المقتول بكربلاء ويرجعُ نَسَبُهُ الى النبيّ محمد (ص) عن طريق ابنته فاطمة الزهراء (ع)(7) .

____________________

(1) توجد منه نسخه خطيّه باستانبول.

(2) انظر: أصول الدين: 372-375.

(3) وذكر الشيخ يوسف محمد عمرو،في كتابه: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص 140-158، ثمانية وستين عالماً من أهل السنة: وافقوا الشيعة على تطهير الأرض بواسطة المهدي (ع) ويذكر أسمائهم، ص152-158.

(4) انظر: الهداية، ص 45، 38، وفي قول الله تعالى:( إِنَّا أَرْ‌سَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرً‌ا وَنَذِيرً‌ا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ‌ ) فاطر: 24.

(5) مستورأو مغمور. انظر النهاية: 3/384.

(6) الهداية، ص 38 -45:وأنه هو الذي أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم به عن الله عز وجل باسمه ونسبه، وأنه هو الذي يملأ الأض قسطا وعدلا كما ملئت (جورا وظلما).

(7) الغيبة للطوسي: 164 وفي كفاية الأثر: 261 عن أبي عبد الله عليه السلام: «... إن قائمنا يخرج من صلب الحسن والحسن يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد =

٩٦

وأنه هو الذي يظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون(1) .

وأنه هو الذي يفتح الله عز وجل على يديه(2) مشارق الأرض ومغاربها حتى لا يبقى في الأرض مكانٌ إلا ينُادى فيه بالأذان، ويكون الدين كلُّهُ لله.

وأنه هو المهدي الذي (أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه) إذا خرج نزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فصلى خلفه(3) .

ويكون إذا صلى خلفه مصلياً خلفَ (رسول الله) صلى الله عليه وآله وسلم لأنهُ خليفته.(4)

وأنّه قد وُلد بالفعل، ووافقهم على ذلك عدد غير قليل من المسلمين وعلمائهم الكبار؛ وبذلك جاءت الأخبار عن النبيّ وأئمّة أهل البيت (ع) وسنمرُّ على شيء منها بعد ذكر الآيات الكريمة الآتية في هذا المبحث.

وان الامام المهدي (عج ): وُلدَ في سامراء عند الفجر من يوم الخامس

____________________

= يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى بن جعفر عليه السلام - وهذا خرج من صلبي نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون».

(1) قال الله تبارك وتعالى:( هُوَ الَّذِي أَرْ‌سَلَ رَ‌سُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَ‌هُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِ‌هَ الْمُشْرِ‌كُونَ ) التوبة: 33، انظر الكافي 1/432 ح 91.

(2) (يَدَهُ) ب. قال الله تبارك وتعالى( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّـهِ ) الأنفال: 39. الغيبة للطوسي: 283 نحوه.

(3) قال الله تبارك وتعالى:( وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ... ) النساء: 159. البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي: 113.

(4) الهداية: ص 42 - 45.

٩٧

عشر من شهر شعبان سنة 255 هـ(1) وسماه ابوه محمداً، فكان ذلك مصداقاً للحديث النبوي المعروف:«يواطيء اسمه اسمي» (2) وكنّاهُ ابو القاسم .(3) وقد تسالم على هذه الحقيقة رواةُ الشيعة الامامية وكثيرون غيرهم من طوائف الاسلام الاخرى.(4)

والمسلمون - جيلاً بعد جيل - يروون ذلك ويشهدون بصحته، وكان ممن روى خبر هذه الولادة، بالاضافة الى اجماع الشيعة الامامية عليها - من علماء المسلمين عدد غير قليل من المؤرخين والمؤلفين، ومنهم على سبيل التمثيل:

1 - محمد بن طلحة الشافعي المتوفي سنة 652 هـ(5)

2 - سبط ابن الجوزي المتوفي سنة 554 هـ.(6)

3 - الكنجي الشافعي المتوفي سنة 658 هـ.(7)

4 - ابن خلكان الشافعي المتوفي سنة 681 هـ.(8)

____________________

(1) الارشاد: ج2 ص323.

(2) صحيح الترمذى:2 /270.

(3) تذكرة الخواص:377.

(4) اصول الدين: 399.

(5) مطالب السؤول 2: 79.

(6) تذكرة الخواص: 377.

(7) البيان: 102 - 112.

(8) وفياة الأعيان: 3/316.

٩٨

5 - صلاح الدين الصفدي المتوفي سنة 764 هـ.(1)

6 - ابن حجر الهيتمي الشافعي: المتوفي سنه2 85 هـ.(2)

7 - ابن الصباغ المالكي المتوفي سنة 855 هـ.(3)

8 - ابن طولون الدمشقي المتوفي سنة 953 هـ.(4)

9 - الحسين بن عبد الله السمرقندي المتوفي سنة 1043 هـ تقريبا.(5)

10 - محمد الصبان الشافعي المتوفي سنة 1206 هـ.(6)

11 - سليمان القندوزي الحنفي المتوفي سنة 1294 هـ.(7)

12 - محمد أمين السويدي المتوفي 1246 هـ.(8)

13 - مؤمن الشبلنجي الشافعي المتوفي ق 14 هـ.(9)

14- محيي الدين ابي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عربي، في الفتوحات المكية، وذكر نسب الامام المهدي (عج ) من والده الى رسول الله(ص) في الباب السادس والستين وثلثمائة واطال في ذكره وذكر وقائعه.

____________________

(1) الوفى بالوفيات: 2/336.

(2) الصواعق المحرقه:124.

(3) الفصول المهمه:274

(4) ألأئمه الأثنى عشر:117.

(5) تحفة الطالب: 17/أ (مخطوط بمكتبة الحرم المكى تحت رقم 33/تاريخ /الدهلوى). الصواعق المحرقه:124

(6) اسعاف الراغبين: 140.

(7) ينابيع الموده: 450 - 451.

(8) سبائك الذهب: 78.

(9) نور الأبصار:154.

٩٩

15 - نور الدين عبد الرحمن بن احمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي وقيل الشافعي، صاحب شرح كافية ابن الحاجب المشهور. روى في كتابه (شواهدالنّبوة ) اخباراً جليلة في ولادة المهدي (ع) وبعض معجزاته.

16 - عبد الوهاب بن احمد بن علي الشعراني المصري العارف المشهور في:اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الاكابر في الجزء الثاني، المبحث الخامس والستون...

17 - السيد جمال الدين عطاء الله بن السيد غياث الدين فضل الله ابن السيد عبدالرحمن المحدّث المعروف في روضة الاحباب في سيرة النبي (ص) والآل والاصحاب.

18 - الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف بخواجه بارسا الحنفي في فصل الخطاب.

19 - العارف عبد الرحمن من مشايخ الصوفيّة في: مرآة الاسرار.

20 - ابو محمد احمد بن ابراهيم البلاذري في الحديث المسلسل.

21 - ابو محمد عبد الله بن احمد محمد بن الخشاب، المعروف بابن الخشاب في:كتاب تواريخ مواليد الائمة ووفياتهم... وغيرهم.(1)

ثانياً: في القرآن الكريم والروايات الشريفة

أ: في القرآن الكريم

يمكن أن نقسم آيات القرآن الكريم في هذا الموضوع الى أربعةِ أقسام:

____________________

راجع المجالس السنيه: ج5 ص713-742.

١٠٠