تسليك النفس إلى حظيرة القدس

تسليك النفس إلى حظيرة القدس15%

تسليك النفس إلى حظيرة القدس مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
تصنيف: أصول الدين
الصفحات: 257

تسليك النفس إلى حظيرة القدس
  • البداية
  • السابق
  • 257 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 82073 / تحميل: 5963
الحجم الحجم الحجم
تسليك النفس إلى حظيرة القدس

تسليك النفس إلى حظيرة القدس

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة الإمام الصادق (عليه السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

ثمّ يضيف :( وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ) ،( وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ ) .(١)

في الحقيقة أنّ هذه الأقسام الثلاثة مرتبطة بعضها بالآخر ومكملة للآخر ، وكذلك لأنّنا كما نعلم أنّ القمر يتجلى في الليل ، ويختفي نوره في النهار لتأثير الشمس عليه ، والليل وإن كان باعثا على الهدوء والظلام وعنده سرّ عشاق الليل ، ولكن الليل المظلم يكون جميلا عند ما يدبر ويتجه العالم نحو الصبح المضيء وآخر السحر ، وطلوع الصبح المنهي الليل المظلم أصفى وأجمل من كل شيء حيث يثير في الإنسان إلى النشاط ويجعله غارقا في النور الصفاء.

هذه الأقسام الثلاثة تتناسب ضمنيا مع نور الهداية (القرآن) واستدبار الظلمات (الشرك) وعبادة (الأصنام) وطلوع بياض الصباح (التوحيد) ، ثمّ ينتهي إلى تبيان ما أقسم من أجله فيقول تعالى :( إِنَّها لَإِحْدَى الْكُبَرِ ) .(٢)

إنّ الضمير في (إنّها) إمّا يرجع إلى «سقر» ، وإمّا يرجع إلى الجنود ، أو إلى مجموعة الحوادث في يوم القيامة ، وأيّا كانت فإنّ عظمتها واضحة.

ثمّ يضيف تعالى :( نَذِيراً لِلْبَشَرِ ) .(٣)

لينذر الجميع ويحذرهم من العذاب الموحش الذي ينتظر الكفّار والمذنبين وأعداء الحق.

وفي النهاية يؤكّد مضيفا أنّ هذا العذاب لا يخص جماعة دون جماعة ، بل :( لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ) فهنيئا لمن يتقدم ، وتعسا وترحا لمن يتأخر.

واحتمل البعض كون التقدم إلى الجحيم والتأخر عنه ، وقيل هو تقدم النفس

__________________

(١) «أسفر» من مادة (سفر) على وزن (قفر) ويعني انجلاء الملابس وانكشاف الحجاب ، ولذا يقال للنساء المتبرجات (سافرات) وهذا التعبير يشمل تشبيها جميلا لطلوع الشمس.

(٢) «كبر» : جمع كبرى وهي كبيرة ، وقيل المراد بكون سقر إحدى الطبقات الكبيرة لجهنّم ، هذا المعنى لا يتفق مع ما أشرنا إليه من قبل وكذا مع الآيات.

(٣) «نذيرا» : حال للضمير في «أنّها» الذي يرجع إلى سقر ، وقيل هو تمييز ، ولكنه يصح فيما لو كان النذير مصدرا يأتي بمعنى (الإنذار) ، والمعنى الأوّل أوجه.

١٨١

الإنسانية وتكاملها أو تأخرها وانحطاطها ، والمعنى الأوّل والثّالث هما المناسبان ، دون الثّاني.

* * *

١٨٢

الآيات

( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (٣٨) إِلاَّ أَصْحابَ الْيَمِينِ (٣٩) فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ (٤٠) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (٤١) ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (٤٢) قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (٤٣) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (٤٤) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ (٤٥) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (٤٦) حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ (٤٧) فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨) )

التّفسير

لم صرتم من أصحاب الجحيم؟

إكمالا للبحث الذي ورد حول النّار وأهلها في الآيات السابقة ، يضيف تعالى في هذه الآيات :( كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ) .

«رهينة» : من مادة (رهن) وهي وثيقة تعطى عادة مقابل القرض ، وكأن نفس الإنسان محبوسة حتى تؤدي وظائفها وتكاليفها ، فإن أدت ما عليها فكت وأطلقت ، وإلّا فهي باقية رهينة ومحبوسة دائما ، ونقل عن أهل اللغة أنّ أحد

١٨٣

معانيها الملازمة والمصاحبة(١) ، فيكون المعنى : الكلّ مقترنون بمعية أعمالهم سواء الصالحون أم المسيئون.

لذا يضيف مباشرة :( إِلَّا أَصْحابَ الْيَمِينِ ) .

إنّهم حطموا أغلال وسلاسل الحبس بشعاع الإيمان والعمل الصالح ويدخلون الجنّة بدون حساب.(٢)

وهناك أقوال كثيرة حول المقصود من أصحاب اليمين :

فقيل هم الذين يحملون كتبهم بيمينهم ، وقيل هم المؤمنون الذين لم يرتكبوا ذنبا أبدا ، وقيل هم الملائكة ، وقيل غير ذلك والمعنى الأوّل يطابق ظاهر الآيات القرآنية المختلفة ، وما له شواهد قرآنية ، فهم ذو وإيمان وعمل صالح ، وإذا كانت لهم ذنوب صغيرة فإنّها تمحى بالحسنات وذلك بحكم( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) (٣) .

فحينئذ تغطّي حسناتهم سيئاتهم أو يدخلون الجنّة بلا حساب ، وإذا وقفوا للحساب فسيخفف عليهم ذلك ويسهل ، كما جاء في سورة الإنشقاق آية (٧) :( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً ) .

ونقل المفسّر المشهور «القرطبي» وهو من أهل السنة تفسير هذه الآية عن الإمام الباقرعليه‌السلام فقال : «نحن وشيعتنا أصحاب اليمين وكل من أبغضنا أهل البيت فهم مرتهنون».(٤)

وأورد هذا الحديث مفسّرون آخرون منهم صاحب مجمع البيان ونور

__________________

(١) لسان العرب مادة : رهن.

(٢) قال الشّيخ الطوسي في التبيان أن الاستثناء هنا هو منقطع وقال آخرون كصاحب (روح البيان) أنّه متصل ، وهذا الاختلاف يرتبط كما ذكرنا بالتفسيرات المختلفة لمعنى الرهينة ، وما يطابق ما اخترناه من التّفسير هو أن الاستثناء هنا منقطع وعلى التفسير الثّاني يكون متصلا.

(٣) سورة هود ، الآية ١١٤.

(٤) تفسير القرطبي ، ج ١٠ ، ص ٦٨٧٨.

١٨٤

الثقلين والبعض الآخر أورده تذييلا لهذه الآيات.

ثمّ يضيف مبيّنا جانبا من أصحاب اليمين والجماعة المقابلة لهم :

( فِي جَنَّاتٍ يَتَساءَلُونَ ) (١) ( عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ) .

يستفاد من هذه الآيات أن الرابطة غير منقطعة بين أهل الجنان وأهل النّار ، فيمكنهم مشاهدة أحوال أهل النّار والتحدث معهم ، ولكن ماذا سيجيب المجرمون عن سؤال أصحاب اليمين؟ إنّهم يعترفون بأربع خطايا كبيرة كانوا قد ارتكبوها :

الاولى :( قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) .

لو كنّا مصلّين لذكّرتنا الصلاة بالله تعالى ، ونهتنا عن الفحشاء والمنكر ودعتنا إلى صراط الله المستقيم.

والأخرى :( وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ) .

وهذه الجملة وإن كانت تعطي معنى إطعام المحتاجين ، ولكن الظاهر أنه يراد بها المساعدة والإعانة الضرورية للمحتاجين عموما بما ترتفع بها حوائجهم كالمأكل والملبس والمسكن وغير ذلك.

وصرّح المفسّرون أنّ المراد بها الزكاة المفروضة ، لأنّ ترك الإنفاق المستحب لا يكون سببا في دخول النّار ، وهذه الآية تؤكّد مرّة أخرى على أنّ الزّكاة كانت قد فرضت بمكّة بصورة إجمالية ، وإن كان التشريع بجزئياتها وتعيين خصوصياتها وتمركزها في بيت المال كان في المدينة.

والثّالثة :( وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ ) .

كنّا نؤيد ما يصدر ضدّ الحقّ في مجالس الباطل. نقوم بالترويج لها ، وكنّا معهم

__________________

(١) «يتساءلون» : وهو وإن كان من باب (تفاعل) الذي يأتي عادة في الأعمال المشتركة بين اثنين أو أكثر ، ولكنه فقد هذا المعنى هنا كما في بعض الموارد الأخرى ، ولمعنى يسألون ، وتنكير الجنات هو لتبيان عظمتها و (في جنات) خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هو في جنات.

١٨٥

أين ما كانوا ، وكيف ما كانوا ، وكنّا نصدق أقوالهم ، ونضفي الصحة على ما ينكرون ويكذبون ونلتذ باستهزائهم الحقّ.

«نخوض» : من مادة (خوض) على وزن (حوض) ، وتعني في الأصل الغور والحركة في الماء ، ويطلق على الدخول والتلوث بالأمور ، والقرآن غالبا ما يستعمل هذه اللفظة في الإشتغال بالباطل والغور فيه.

(الخوض في الباطل) له معان واسعة فهو يشمل الدخول في المجالس التي تتعرض فيها آيات الله للاستهزاء أو ما تروج فيها البدع ، أو المزاح الواقح ، أو التحدث عن المحارم المرتكبة بعنوان الافتخار والتلذذ بذكرها ، وكذلك المشاركة في مجالس الغيبة والاتهام واللهو واللعب وأمثال ذلك ، ولكن المعنى الذي انصرفت إليه الآية هو الخوض في مجالس الاستهزاء بالدين والمقدسات وتضعيفها وترويج الكفر والشرك.

وأخيرا يضيف :( وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتانَا الْيَقِينُ ) .

من الواضح أنّ إنكار المعاد ويوم الحساب والجزاء يزلزل جميع القيم الإلهية والأخلاقية ، ويشجع الإنسان على ارتكاب المحارم ، ويرفع كلّ مانع هذا الطريق ، خصوصا إذا استمر إلى آخر العمر ، على كل حال فإنّ ما يستفاد من هذه الآيات أنّ الكفار هم مكلّفون بفروع الدين ، كما هم مكلّفون بالأصول ، وكذلك تشير إلى أن الأركان الاربعة ، أي الصلاة والزّكاة وترك مجالس أهل الباطل ، والإيمان بالقيامة لها الأثر البالغ في تربية وهداية الإنسان ، وبهذا لا يمكن أن يكون الجحيم مكانا للمصلين الواقعيين ، والمؤتين الزّكاة ، والتاركين الباطل والمؤمنين بالقيامة.

بالطبع فإنّ الصلاة هي عبادة الله ، ولكنّها لا تنفع إذا لم يمتلك الإنسان الإيمان به تعالى ، ولهذا فإنّ أداءها رمز للإيمان والإعتقاد بالله والتسليم لأوامره ، ويمكن القول إنّ هذه الأمور الأربعة تبدأ بالتوحيد ينتهي بالمعاد ، وتحقق العلاقة والرابطة بين الإنسان والخالق ، وكذا بين المخلوقين أنفسهم.

١٨٦

والمشهور بين المفسّرين أنّ المراد من (اليقين) هنا هو الموت ، لأنّه يعتبر أمر يقيني للمؤمن والكافر ، وإذا شك الإنسان في شيء ما فلا يستطيع أن يشك بالموت ونقرأ أيضا في الآية (٩٩) من سورة الحجر :( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ) .

ولكن ذهب البعض إلى أنّ اليقين هنا يعني المعرفة الحاصلة بعد موت الإنسان وهي التي تختص بمسائل البرزخ والقيامة ، وهذا ما يتفق نوعا ما مع التّفسير الأوّل.

وفي الآية الأخيرة محل البحث إشارة إلى العاقبة السيئة لهذه الجماعة فيقول تعالى :( فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَةُ الشَّافِعِينَ ) .

فلا تنفعهم شفاعة الأنبياء ورسل الله والائمّة ، ولا الملائكة والصديقين والشهداء والصالحين ، ولأنّها تحتاج إلى عوامل مساعدة وهؤلاء أبادوا كل هذه العوامل ، فالشفاعة كالماء الزلال الذي تسقى به النبتة الفتية ، وبديهي إذا ماتت النبتة الفتية ، لا يكن للماء الزلال أن يحييها ، وبعبارة أخرى كما قلنا في بحث الشفاعة ، فإنّ الشفاعة من (الشفع) وتعني ضم الشيء إلى آخر ، ومعنى هذا الحديث هو أنّ المشفّع له يكون قد قطع قسطا من الطريق وهو متأخر عن الركب في مآزق المسير ، فتضم إليه شفاعة الشافع لتعينه على قطع بقية الطريق(١) .

وهذه الآية تؤكّد مرّة أخرى مسألة الشفاعة وتنوع وتعدد الشفعاء عند الله ، وهي جواب قاطع لمن ينكر الشفاعة ، وكذلك توكّد على أنّ للشفاعة شروطا وأنّها لا تعني إعطاء الضوء الأخضر لارتكاب الذنوب ، بل هي عامل مساعد لتربية الإنسان وإيصاله على الأقل إلى مرحلة تكون له القابلية على التشفع ، بحيث لا تنقطع وشائج العلاقة بينه وبين الله تعالى والأولياء.

* * *

__________________

(١) التّفسير الأمثل ، المجلد الأوّل ، ذيل الآية (٤٨) من سورة البقرة.

١٨٧

ملاحظة :

شفعاء يوم القيامة :

نستفيد من هذه الآيات والآيات القرآنية الأخرى أنّ الشفعاء كثيرون في يوم القيامة (مع اختلاف دائرة شفاعتهم) ويستفاد من مجموع الرّوايات الكثيرة والمنقولة من الخاصّة والعامّة أنّ الشفعاء يشفعون للمذنبين لمن فيه مؤهلات الشفاعة :

١ ـ الشفيع الأوّل هو النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كما نقرأ في حديث حيث قال : «أنا أوّل شافع في الجنّة»(١) .

٢ ـ الأنبياء من شفعاء يوم القيامة ، كما ورد في حديث آخر عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال : «يشفع الأنبياء في كلّ من يشهد أن لا إله إلّا الله مخلصا فيخرجونهم منها»(٢) .

٣ ـ الملائكة من شفعاء يوم المحشر ، كما نقل عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال : «يؤذن للملائكة والنّبيين والشّهداء أن يشفعوا»(٣) .

٤ ، ٥ ـ الأئمّة المعصومين وشيعتهم كما قال في ذلك أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال : «لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة»(٤)

٦ ، ٧ ـ العلماء والشّهداء كما ورد في حديث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال : «يشفع يوم القيامة الأنبياء ثمّ العلماء ثمّ الشّهداء»(٥) .

وورد في حديث آخر عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «يشفع الشّهيد في سبعين إنسانا

__________________

(١) صحيح مسلم ، ج ٢ ، ص ١٣٠.

(٢) مسند أحمد ، ج ٣ ، ص ١٢.

(٣) مسند أحمد ، ج ٥ ، ص ٤٣.

(٤) الخصال للصدوقرحمه‌الله ، ص ٦٢٤.

(٥) سنن ابن ماجة ، ج ٢ ، ص ١٤٤٣.

١٨٨

من أهل بيته»(١) .

وفي حديث آخر نقله المجلسي في بحار الأنوار : «إنّ شفاعتهم تقبل في سبعين ألف نفر»(٢) .

ولا منافاة بين الرّوايتين إذ أنّ عدد السبعين والسبعين ألف هي من أعداد الكثرة.

٨ ـ القرآن كذلك من الشفعاء في يوم القيامة كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : «واعلموا أنّه (القرآن) شافع مشفع»(٣) .

٩ ـ من مات على الإسلام فقد ورد عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «إذا بلغ الرجل التسعين غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر وشفّع في أهله»(٤) .

١٠ ـ العبادة : كما جاء في حديث عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة»(٥) .

١١ ـ ورد في بعض الرّوايات أنّ العمل الصالح كأداء الأمانة يكون شافعا في يوم القيامة.(٦)

١٢ ـ والطريف هو ما يستفاد من بعض الرّوايات من أنّ الله تعالى أيضا يكون شافعا للمذنبين في يوم القيامة ، كما ورد في الحديث عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «يشفع النّبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار بقيت شفاعتي»(٧) .

والرّوايات كثيرة في هذه الباب وما ذكرناه هو جانب منها.(٨)

__________________

(١) سنن أبي داود ، ج ٢ ، ص ١٥.

(٢) بحار الأنوار ، ج ١٠٠ ، ص ١٤.

(٣) نهج البلاغة الخطبة ، ١٧٦.

(٤) مسند أحمد ، ج ٢ ، ص ٨٩.

(٥) مسند أحمد ، ج ٢ ، ص ١٧٤.

(٦) مناقب ابن شهر آشوب ، ج ٢ ، ص ١٤.

(٧) صحيح البخاري ، ج ٩ ، ص ١٤٩.

(٨) للاستيضاح يمكن مراجعة كتاب مفاهيم القرآن ، ج ٤ ، ص ٢٨٨ ـ ٣١١.

١٨٩

ونكرر أنّ للشفاعة شروطا لا يمكن بدونها التشفع وهذا ما جاء في الآيات التي بحثناها والتي تشير بصراحة الى عدم تأثير شفاعة الشفعاء في المجرمين ، فالمهم أن تكون هناك قابلية للتشفع ، لأنّ فاعلية الفاعل لوحدها ليست كافية (أوردنا شرحا مفصلا في هذا الباب في المجلد الأوّل في بحث الشفاعة)

* * *

١٩٠

الآيات

( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (٤٩) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (٥٠) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (٥١) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً (٥٢) كَلاَّ بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ (٥٣)كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (٥٤) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (٥٥) وَما يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَشاءَ اللهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (٥٦) )

التّفسير

يفرّون من الحق كما تفرّ الحمر من الأسد :

تتابع هذه الآيات ما ورد في الآيات السابقة من البحث حول مصير المجرمين وأهل النّار ، وتعكس أوضح تصوير في خوف هذه الجماعة المعاندة ورعبها من سماع حديث الحقّ والحقيقة.

فيقول الله تعالى أوّلا :( فَما لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ) (١) لم يفرّون من دواء

__________________

(١) «ما» مبتدأ و (لهم) خبر و (معرضين) حال الضمير لهم (وعن التذكرة) جار ومجرور ومتعلق بالمعرضين ، وقيل تقديم (عن التذكرة) على (معرضين) دلالة على الحصر أي أنّهم أعرضوا عن التذكرة المفيدة فقط ، على كل حال فإنّ المراد من التذكرة هنا كلّ ما هو نافع ومفيد وعلى رأسها القرآن المجيد.

١٩١

القرآن الشافي؟ لم يطعنون في صدر الطبيب الحريص عليهم؟ حقّا إنّه مثير( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ) .

«حمر» : جمع (حمار) والمراد هنا الحمار الوحشي ، بقرينة فرارهم من قبضة الأسد والصياد ، وبعبارة أخرى أنّ هذه الكلمة ذات مفهوم عام يشمل الحمار الوحشي والأهلي.

«قسورة» : من مادة (قسر) أي القهر والغلبة ، وهي أحد أسماء الأسد ، وقيل هو السهم ، وقيل الصيد ، ولكن المعنى الأوّل أنسب.

والمشهور أنّ الحمار الوحشي يخاف جدّا من الأسد ، حتى أنّه عند ما يسمع صوته يستولي عليه الرعب فيركض إلى كلّ الجهات كالمجنون ، خصوصا إذا ما حمل الأسد على فصيل منها ، فإنّها تتفرق في كل الجهات بحيث يعجب الناظر من رؤيتها.

وهذا الحيوان وحشي ويخاف من كل شيء ، فكيف به إذا رأى الأسد المفترس؟!

على كل حال فإنّ هذه الآية تعبير بالغ عن خوف المشركين وفرارهم من الآيات القرآنية المربية للروح ، فشبههم بالحمار الوحشي لأنّهم عديمو العقل والشعور ، وكذلك لتوحشّهم من كل شيء ، في حين أنّه ليس مقابلهم سوى التذكرة.

( بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً ) (١) ، وذلك لتكبّرهم وغرورهم الفارغ بحيث يتوقعون من الله تعالى أن ينزل على كلّ واحد منهم كتابا.

وهذا نظير ما جاء في الآية (٩٣) من سورة الإسراء :( وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى

__________________

(١) «صحف» : جمع صحيفة ، وهي الورقة التي لها وجهان ، وتطلق كذلك على الرسالة والكتاب.

١٩٢

تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ ) .

وكذا في الآية (١٢٤) من سورة الأنعام حيث يقول :( قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللهِ ) .

وعلى هذا فإنّ كلّا منهم يتنظر أن يكون نبيّا من اولي العزم! وينزل عليه كتابا خاصّا من الله بأسمائهم ، ومع كل هذا فليس هناك من ضمان في أن يؤمنوا بعد كل ذلك.

وجاء في بعض الرّوايات أنّ أبا جهل وجماعة من قريش قالوا للنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لا نؤمن بك حتى تأتينا بصحف من السماء عليها فلان ابن فلان من ربّ العالمين ، ويأتي الأمر علنا باتباعك والإيمان بك.(١)

ولذا يضيف في الآية الأخرى :( كَلَّا ) ليس كما يقولون ويزعمون ، فإنّ طلب نزول مثل لهذا الكتاب وغيره هي من الحجج الواهية ، والحقيقة( بَلْ لا يَخافُونَ الْآخِرَةَ ) .

إذا كانوا يخافون الآخرة فما كانوا يتذرعون بكل هذه الذرائع ، ما كانوا ليكذبوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وما كانوا ليستهزئوا بآيات الله تعالى ، ولا بعدد ملائكته ، ومن هنا يتّضح أثر الإيمان بالمعاد في التقوى والطهارة من المعاصي والذنوب الكبيرة ، والحقّ يقال إن الإيمان بعالم البعث والجزاء وعذاب القيامة يهب للإنسان شخصية جديدة يمكنه أن يغير إنسانا متكبرا ومغرورا وظالما إلى إنسان مؤمن متواضع ومتق عادل.

ثمّ يؤكّد القرآن على أنّ ما يفكرون به فيما يخصّ القرآن هو تفكّر خاطئ :( كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ) .

إنّ القرآن الكريم قد أوضح الطريق ، ودعانا إلى التبصر فيه ، وأنار لنا السبيل

__________________

(١) تفسير القرطبي ، والمراغي ، وتفاسير اخرى.

١٩٣

ليرى الإنسان موضع أقدامه ، وفي الوقت نفسه لا يمكن ذلك إلّا بتوفيق من الله وبمشيئته تعالى ، وما يذكرون إلّا ما يشاء الله.

ولهذا الآية عدّة تفاسير :

إحداها : كما ذكرناه سابقا ، وهو أن الإنسان لا يمكنه الحصول على طريق الهداية إلّا بالتوسل بالله تعالى وطلب الموفقية منه.

وطبيعي أن هذا الإمداد والتوفيق الإلهي لا يتمّ إلّا بوجود أرضية مساعدة لنزوله.

والتّفسير الآخر : ما جاء في الآية السابقة :( فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ) يمكن أن يوجد وهما وأنّ كل شيء مرتبط بإرادة الإنسان نفسه ، وأنّ إرادته مستقلة في كل الأحوال ، وتقول هذه الآية رافعة بذلك هذا الاشتباه ، إنّ الإنسان مرتبط بالمشيئة الإلهية ، وإن هذه الآية مختارا حرّا وهذه المشيئة هي الحاكمة على كل هذا العالم الموجود ، وبعبارة اخرى : إنّ هذا الاختبار والحرية والمعطاة للإنسان في بمشيئته تعالى وإرادته ، ويمكن سلبها أنّى شاء.

وأمّا التّفسير الثّالث فإنّه يقول : إنّهم لا يمكنهم الإيمان إلّا أن يشاء الله ذلك ويجبرهم ، ونعلم أنّ الله لا يجبر أحدا على الإيمان أو الكفر ، والتّفسير الأوّل والثّاني أنسب وأفضل.

وفي النهاية يقول :( هُوَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ) .

فهو أهل لأن يخافوا من عقابه وأن يتقوا في اتّخاذهم شريكا له تعالى شأنه ، وأن يأملوا مغفرته ، وفي الحقيقة ، أنّ هذه الآية إشارة إلى الخوف والرجاء والعذاب والمغفرة الإلهية ، وهي تعليل لما جاء في الآية السابقة ، لذا نقرأ

في حديث ورد عن الإمام الصّادقعليه‌السلام في تفسير هذه الآية أنّه قال : «قال الله : أنا أهل

١٩٤

أن اتقى ولا يشرك بي عبدي شيئا وأنا أهل إن لم يشرك بي شيئا أن ادخله الجنّة»(١) .

وبالرغم من أنّ المفسّرين ـ كما رأينا ـ قد أخذوا التقوى هنا بمعناها المفعولي ، وقالوا إنّ الله تعالى أهل لأن يتّقى من الشرك والمعصية ، ولكن هناك احتمالا آخر ، وهو أنّ تؤخذ بمعناها الفاعلي ، أي أن الله أهل للتقوى من كلّ أنواع الظلم والقبح ومن كل ما يخاف الحكمة ، وما عند العباد من التقوى هو قبس ضعيف من ما عند الله ، وإنّ كان التعبير بالتقوى بمعناه الفاعلي والذي يقصد به الله تعالى قليل الاستعمال ، على كل حال فإنّ الآية قد بدأت بالإنذار والتكليف ، وانتهت بالدعوة إلى التقوى والوعد بالمغفرة.

ونتعرض هنا بالدعاء إليه خاضعين متضرعين تعالى :

ربّنا! اجعلنا من أهل التقوى والمغفرة.

اللهم! إن لم تشملنا ألطافك فإنّنا لا نصل إلى مرادنا ، فامنن علينا بعنايتك.

اللهم! أعنّا على طريق مليء بالمنعطفات والهموم والمصائد الشيطانية الصعبة ، وأعنا على الشيطان المتهيئ لإغوائنا ، فبغير عونك لا يمكننا المسير في هذا الطريق.

آمين يا ربّ العالمين.

نهاية سورة المدّثّر

* * *

__________________

(١) تفسير البرهان ، ج ٤ ، ص ٤٠٥.

١٩٥
١٩٦

سورة

القيامة

مكيّة

وعدد آياتها أربعون آية

١٩٧
١٩٨

«سورة القيامة»

محتوى السورة :

كما هو واضح من اسم السورة فإنّ مباحثها تدور حول مسائل ترتبط بالمعاد ويوم القيامة إلّا بعض الآيات التي تتحدث حول القرآن والمكذبين ، وأمّا الآيات المرتبطة بيوم القيامة فإنّها تجتمع في أربعة محاور :

١ ـ المسائل المرتبطة بأشراط الساعة.

٢ ـ المسائل المتعلقة بأحوال الصالحين والطالحين في ذلك اليوم.

٣ ـ المسائل المتعلقة باللحظات العسيرة للموت والانتقال إلى العالم الآخر.

٤ ـ الأبحاث المتعلقة بالهدف من خلق الإنسان ورابطة ذلك بمسألة المعاد.

فضيلة السورة :

في حديث روي عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من قرأ سورة القيامة شهدت أنا وجبرائيل له يوم القيامة أنّه كا مؤمنا بيوم القيامة ، وجاء ووجهه مسفر على وجوه الخلائق يوم القيامة»(١) .

ونقرأ في حديث ورد عن الإمام الصّادقعليه‌السلام قال : «من أدمن قراءة( لا أُقْسِمُ ) وكان يعمل بها ، بعثها الله يوم القيامة معه في قبره ، في أحسن صورة

__________________

(١) مجمع البيان ، ١٠ ـ ، ص ٣٩٣.

١٩٩

تبشّره وتضحك في وجهه ، حتى يجوز الصراط والميزان»(١) .

والجدير بالملاحظة أنّ ما كنّا نستفيد منه في القرائن التي في فضائل تلاوة السور القرآنية قد صرّح بها الإمام هنا في هذه الرّواية حيث يقول : «من أدمن قراءة لا اقسم وكان يعمل بها» ولذا فإنّ كل ذلك هو مقدمة لتطبيق المضمون.

* * *

__________________

(١) المصدر السّابق.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

فهرس الأعلام والرواة

آدم (عليه السلام)، ١٩٥، ٢٠٥

آصف، ١٩٣

إبراهيم (عليه السلام)، ٢٠٥

إبراهيم النّظّام، ٥٤، ٩٦، ١١٢

ابن الإخشيد، ٩٩

ابن زكريّا، ٩٢

ابن فورك، ١٩٢

الأصمّ، ١٩٢، ١٩٩

أبو إسحاق، ٨٠

أبو بكر، ٢٠٦

أبو الحسن الأشعريّ، ٢٩

أبو الحسين البصريّ، ٢٩، ٩٣، ١٢٩، ١٤٠، ١٤٤، ١٦٧، ١٩٩، ٢٠٠، ٢١٤، ٢١٥.

أبو الهذيل العلاّف، ٩٩

أبو عبد الله، ٨٠

أبو عليّ، ٥٦، ٥٧، ٦١، ٦٤، ٦٥، ٦٨، ٧٢، ٧٣، ٧٦، ٧٧، ٧٩، ٨٠، ٨٢، ٨٩، ٩٠، ٩٣، ٩٦، ٩٩، ١٠٠، ١٠١، ٢٢٤.

أبو هاشم، ٥٦، ٦٤، ٦٥، ٦٨، ٧٥، ٧٧، ٨٠، ٨١، ٨٦، ٨٩، ٩٣، ٩٤، ٩٦، ٩٩، ١٠٠، ١٤٠، ١٧٧

أبو القاسم، ٨٠

٢٤١

البلخيّ، ٥٢، ١٧٧، ١٤٧، ١٩٠

الجُبّائيّان، ١٤١، ١٤٧، ١٩٠، ٢٠٠

الجوينيّ، ١٩٠

الحسن البصريّ، ٢٢٨

الخليل، ١٣٥

الخوارزمي، ١٤١، ٢٢٣

الرّئيس، ١٥٣، ٢٠١

الشّيخان، ٥٣، ٥٥، ٥٦، ٥٧، ٦١، ٧٥، ٨٠، ٩٣

الصّيمري، ٩٩

العبّاس، ٢٠٦

الغزالي، ١٥٦

الفوطي، ١٩٩

القاضي = (القاضي عبد الجبار) ١٤٩، ١٩٤، ٢٢٧

القاضي أبو بكر، ٨١

الكعبي، ٩٦، ١٤٠، ١٤١

المرتضى، ٥٣، ١٤١، ١٧٧، ١٩٠

المسيح، ١٥٢، ١٥٤، ١٩٥

النّجار، ١٤٠، ١٤٥

بشر بن المعتمر، ٩٣

جهم بنُ صفوان، ١٦٧

حفص الفرد، ١١٢

ضرار، ١٥٦

ضرار بن عمرو، ١١٢

عَبّاد، ١٤٧

عبد الله بن سعيد (الأشعري)، ٣٩

علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ٢٠٣، ٢٠٤، ٢٠٥، ٢٠٦، ٢٠٧

عمر، ٢٠٥

عيسى (عليه السلام)، ٢٠٦

فاطمة (عليها السلام)، ١٩١

فرفوريوس، ١٥٣

قاضي القضاة، ٨٠

محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم)، ١٨٨، ٢١٤

مريم (عليها السلام)، ١٩١، ١٩٣

٢٤٢

معمّر، ١٢٩

موسى (عليه السلام)، ١٥٧، ١٥٨، ١٨٨، ١٨٩، ٢٠٤

نوح (عليه السلام)، ١٨٩

هارون (عليه السلام)، ٢٠٤

يوسف (عليه السلام)، ١٩٢

يوشع (عليه السلام)، ٢٠٥

٢٤٣

فهرس أسماء الكتب الواردة في المتن

١. التّوراة، ١٨٩

٢. القرآن، ٨٧

٣. نهاية المرام، ٤٩، ١٢١، ١٣٠، ٢٠٦

٢٤٤

فهرس الفرق والمذاهب والديانات

الأزارقة، ٢٢٨

الإسماعيليّةُ، ٢٠١

الأشاعرة، ٥٢، ٥٦، ٧٣، ٧٤، ٧٧، ٨٤، ٩٤، ٩٨، ١٠٧، ١٤٠، ١٤٣، ١٤٤، ١٤٥، ١٤٦، ١٥٦، ١٥٧، ١٦٤، ١٦٦، ١٦٧، ١٧٢، ١٧٦، ١٧٩، ١٨٧، ١٩٢، ١٩٣، ١٩٤، ٢٠٠، ٢٢٧

الأشعريّة، ٣٩، ١٤٥، ٢٢١، ٢٢٨

أصحاب الإكسير، ١٢٢

الإماميّة، ١٦٧، ١٨٧، ١٩٢، ١٩٩، ٢٠١، ٢١٨، ٢١٩، ٢٢١، ٢٢٨

أهل العدل، ١٦٧، ١٧٦، ٢١٨

الأوائل، ٣٣، ٤١، ٥٢، ٥٣، ٦٠، ٦١، ٦٣، ٦٨، ٧٠، ٧٢، ٨٦، ٩٢، ٩٣، ٩٥، ٩٦، ٩٧، ١٠٥، ١٠٦، ١٠٧، ١٠٨، ١١١، ١١٢، ١١٣، ١١٤، ١١٦، ١٢٥، ١٢٦، ١٢٧، ١٢٨، ١٢٩، ١٣١، ١٤٠، ١٤١، ١٤٤، ١٤٥، ١٤٦، ١٤٧، ١٥٥، ١٥٦، ٢١٦.

البراهمةَ، ١٨٤

البصريّون، ٢٢٥

البغداديّون، ٥٣، ٢٠٠، ٢٢٥

٢٤٥

البكريّة، ١٧٦

البهشميّة، ٦٨، ٢٢٣

التّناسخيّة، ١٧٦

الثّنويّةُ، ١٤٦، ١٥٩

الحشويّة، ١٨٧، ١٩٢

الحكماء، ٤٠، ٤٧، ٥٠، ٦٢، ١٥٣

حكماء الهند، ١١٩

الحنفيّة، ١٤٩

الخوارج، ١٩٢، ٢٢٨

الدّيصانيّة، ١٤٦

الشّيعة، ٢٠٣

الصّابئةَ، ١٨٤

الصّوفيّةُ، ١٥٢، ١٥٤

العدليّة، ١٧٠، ١٧٦، ١٧٨، ١٨٥

العقلاء،٨٥، ٨٦، ١٣٩، ١٤٠، ١٥١، ١٥٣، ١٥٤، ١٥٧، ١٦٥، ١٧٠، ١٨٤، ١٩٩، ٢٠٠

العلماء، ١٤٠، ٢٠٥

فصحاء العرب، ١٨٨

الفضليّةُ، ١٩٢

الفلاسفة، ١٣٩، ١٥٧، ١٩٤، ٢١٥

الكرّاميّة، ٣٩، ١١٩، ١٥٤، ٢١٢، ٢١٥، ٢٢٧

الكلابيّة، ٥٦، ١١٢

المانويّة، ١٤٦

المتكلّمون، ٤٧، ٦١، ٦٣، ١١٢

المجسّمة، ١٥٤، ١٥٧

المجوس، ١٤٦، ١٦٠

المحقّقون، ٣٠، ٦٩، ٩٨، ١٩٢

المُرجئة، ٢١٨، ٢١٩، ٢٢١، ٢٢٤، ٢٢٨

المسلمون، ١٤١، ١٤٣، ١٥٤، ٢١٦، ٢١٧، ٢٢٦

المعتزلة، ٣٠، ٥٢، ٥٨، ٦٠، ٦٤، ٦٩، ٧٦، ٨١، ٨٢، ٨٤، ٨٦، ٩٠، ٩٧، ٩٨، ١٠٧، ١٠٨، ١١١، ١١٢، ١١٤، ١٢٨، ١٤٠، ١٤٣, ١٤٤، ١٤٥، ١٥٦، ١٥٧، ١٦٣،

٢٤٦

١٦٧، ١٧٢، ١٨٧، ١٩٣، ١٩٤، ٢١٨، ٢١٩، ٢٢١، ٢٢٤، ٢٢٥، ٢٢٧، ٢٢٨.

الملاحدة، ١٣٧.

المليّون، ٢١١، ٢١٢

النّجّاريّة، ١٦٧

النّصارى، ١٥٢، ١٥٤، ١٦٠، ١٩٥

الوعيديّة، ٢٢٦

اليهود، ١٨٨، ١٨٩

٢٤٧

٢٤٨

فهرس مصادر التحقيق

آذرنوش، آذرتاش

- فرهنگ معاصر عربي به فارسي، الطبعة ١، نشر (ني)، طهران ١٣٧٩هـ. ش.

آقا بزرگ الطهراني، محمد محسن

- الذريعة إلى تصانيف الشيعة، طهران، ١٣٥٥هـ. ش (١٤٠٥هـ)

- طبقات أعلام الشيعة، بيروت، دار الكتاب العربي، ١٩٧١ـ١٩٧٥م.

ابن أبي الحديد

- شرح نهج البلاغة، المطبعة الميمينة، مصر.

الأفندي، عبد الله بن عيسى

- رياض العلماء، باهتمام احمد الحسيني من مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي العامة، رقم٥، قم، خيام ١٤٠١/ ١٩٨١.

الشافعي الطبري، محب الدين أحمد بن عبد الله

- ذخائر العقبى، مكتبة القدسي بالقاهرة - ١٣٥٦ق.

الطبري، محمد بن جرير

- دلائل الإمامة، تحقيق مؤسسة البعثة، الطبعة الأُولى، قم، ١٤١٣ق.

٢٤٩

الفتّال النيسابوري، محمد (ف ٥٠٨هـ)

- روضة الواعظين، منشورات الرضي، قم.

الأميني - عبد الحسين

- الغدير في الكتاب والسنّة والأدب، الطبعة الخامسة، بيروت، ١٤٠٣هـ.

الأنوار، سيد عبد الله

- فهرست نسخ خطى، كتابخانه ملى (جمهوري إسلامي)، طهران، ١٣٦٥هـ. ش.

الحائري، عبد الحسين، وآخرون

- فهرست كتابخانه مجلس شوراي ملي، طهران ١٣٥٠ - ١٣٥٧هـ. ش.

الحجتي، السيد محمد باقر

- فهرست نسخه هاي خطى كتابخانه، كلية الإلهيات، جامعة طهران، ١٣٤٥هـ. ش.

الحسيني الأشكوري

- فهرست نسخه هاي خطى، مركز إحياء التراث الإسلامي - قم.

الحسيني، السيد أحمد

- فهرست نسخه هاي خطى كتابخانه عمومي - مرعشي، قم، ١٣٩٥هـ.

الحلّي، العلاّمة حسن بن يوسف بن المطهّر

- استقصاء النظر في القضاء والقدر، باهتمام علي الخاقاني النجفي،

٢٥٠

النجف الأشرف ١٣٤٥هـ / ١٩٣٥م.

- أنوار الملكوت في شرح الياقوت، باهتمام محمد الزنجاني، منشورات جامعة طهران، رقم ٥٤٣، ط، طهران ١٣٣٨هـ. ش.

- الباب الحادي عشر، مع النافع يوم الحشر، المقداد السيوري ومفتاح الباب، أبو الفتح بن مخدوم الحسيني، باهتمام مهدي محقق، سلسلة دانش إيراني رقم ٣٨، ط، جامعة طهران ١٣٦٥هـ. ش.

- (خلاصة الأقوال)، رجال العلاقة، باهتمام محمد صادق بحر العلوم، مكتبة الخيام، قم، ١٤٠٢هـ.

- (رسالة في سؤالين سأل عنهما الخواجة رشيد الدين) باهتمام عزيز الله العطاردي القوچاني، مجلة (فرهنگ إيران زمين)، ١٩، ١٣٥٢.

- كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، تصحيح حسن زادة الآملي، الطبعة السابعة، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، ١٤١٧هـ.

- نهج الحق وكشف الصدق، تصحيح: عين الله الحسني الارموي، الطبعة الرابعة، دار الهجرة، قم، ١٤١٤هـ.

- نهج المسترشدين، باهتمام مهدي الرجائي، من مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي، رقم ١٠، قم، مكتبة سيد الشهداء، ١٤٠٥هـ.

الخوانساري، محمد باقر

- روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، إعداد أسد الله اسماعيليان، قم، ١٣٩٠هـ.

٢٥١

دانش پژوه، م. ت و ع. ن. المنزوي

- فهرست نسخه هاي خطي كتابخانه مركزي دانشگاه تهران، ١٣٣٠ - ١٣٥٦هـ. ش.

زابينه اشميتگه

- انديشه هاي كلامي علامه حلي، ترجمة احمد القاسمي، مؤسسة القدس الرضوي، مشهد، ١٣٧٨ش.

الشريف المرتضى، ابو القاسم علي بن الحسين علم الهدى (ف ٤٣٦هـ)

- رسائل المرتضى، انتشارات دار القرآن، قم، ١٤٠٥هـ.

الشهرستاني، أبو الفتح محمد بن عبد الكريم

- الملل والنحل، دار المعرفة بيروت، لبنان ١٤٢١هـ.

الشيخ الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن

- الاقتصاد الهادي الى طريق الرشاد، باهتمام حسن سعيد الطهراني، قم، خيام، ١٤٠٠هـ.

الشيخ الصدوق (ف ٣٨١هـ)

- من لا يحضره الفقيه، ج٣، الطبعة الثانية، مؤسسة النشر الإسلامي، ١٤٠٤هـ.

- عيون أخبار الرضا، ج٢، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت ١٤٠٤هـ.

٢٥٢

العاملي، السيد محسن

- أعيان الشيعة، إعداد سيد حسن الأمين، طهران، ١٣٧٤هـ. ش.

عبد الباقي، محمد فؤاد

- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، دار الكتب المصرية، القاهرة، ١٣٦٤هـ. ش.

عبد الصاحب الحكيم

- منتقى الأصول، منشورات الهادي، الطبعة الثانية، قم، ١٤١٦هـ.

لويس معلوف

- المنجد في اللغة والأعلام، الطبعة العاشرة، دار المشرق، بيروت، ١٩٧٣م.

مادلونگ، ويلفرد

- مكتبها وفرقه هاي إسلامي در سده هاي ميانه، ترجمة جواد القاسمي، مؤسسة القدس الرضوي،الطبعة الأُولى، ١٣٧٥هـ. ش.

المجلسي، محمد باقر

- بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية، بيروت، ١٤٠٣هـ.

المدرسي التبريزي، ميرزا محمد علي

- ريحانة الأدب، انتشارات شفق، الطبعة الثانية، تبريز.

٢٥٣

المطهري، مرتضى

- آشنايي با علوم إسلامي، كلام إسلامي، انتشارات صدرا، الطبعة الثامنة عشرة، ١٣٧٥هـ. ش.

المفيد، محمد بن محمد (ف ٤١٣هـ)

- الإرشاد، الطبعة الحجرية.

- النكت الاعتقادية، دار المفيد، الطبعة الثانية، بيروت ١٤١٤هـ.

٢٥٤

الفهرس

العباقرة في مرآة التاريخ .٥

المقدّمة: ٥

كلمات في حق المؤلف ..٦

النسخ المعتمدة ١٣

منهج التحقيق .١٥

ختامه مسك ..١٦

المرصدُ الأوّل: في الأُمور العامّة ٢١

الفصل الأوّل: في المقدمات ..٢٣

الفصل الثّاني: في مباحث الوجود والعدم ٢٨

الفصل الثالث: في مباحث الوجوب وقسيميه ٣٣

المرصد الثّاني: في تقسيم الموجودات ..٣٧

المقصد الأوّل: في التّقسيم على رأي المتكلّمين .٣٩

المقصد الثّاني: في التّقسيم على رأي الأوائل .٤٢

المرصد الثالث: في البحث عن أقسام الموجودات   ٤٥

البحث الأوّل: في ماهيّة الجسم .٤٧

البحث الثّاني: في إبطال حجّة الحكماء في المادّة ٥٠

البحث الثالث: في الأعراض ..٥١

المرصد الرّابع: في أحكام الموجودات ..١٠٣

المقصد الأوّل: في الأحكام العامّة ١٠٥

المقصد الثّاني: في الأحكام الخاصّة ١١١

الفصل الأوّل: في أحكام الجواهر ١١١

الفصل الثّاني: في أحكام الأجسام ١١٨

الفصل الثالث: في أحكام الجواهر المجرّدة ١٢٣

الفصل الرّابع: في أحكام الأعراض ..١٢٩

٢٥٥

المرصد الخامس: في إثبات واجب الوجود تعالى وصفاته ١٣٣

المقصد الأوّل: في إثبات واجب الوجود تعالى .١٣٥

المقصد الثّاني: في صفاته تعالى .١٣٧

الفصل الأوّل: في الصّفات الثّبوتيّة ١٣٧

الفصل الثّاني: في الصّفات السّلبيّة ١٥١

المرصد السّادس: في العدل .١٦١

المطلب الأوّل: في الحسن والقبح العقليّين .١٦٣

المطلب الثاني: في أنّه - تعالى - لا يفعل القبيح ولا يُخلّ بالواجب ..١٦٦

المطلب الثّالث: في خلق الأعمال .١٦٧

المطلب الرّابع: في أنّه - تعالى - يريدُ الطاعات ويكره المعاصي .١٧٠

المطلب الخامس: في التكليف ..١٧٢

المطلب السّادس: في اللّطف ..١٧٤

المطلب السّابع: في الآلام والأعواض ..١٧٦

المطلب الثّامن: في الآجال والأرزاق والأسعار ١٧٨

المرصد السابع: في النبوة ١٨١

مقدمة: من هو النّبيّ .١٨٣

المطلب الأوّل: في إمكان البعثة ١٨٤

المطلب الثّاني: في وجوب البعثة ١٨٥

المطلب الثّالث: في وجوب العصمة ١٨٧

المطلب الرّابع: في نبوّة محمّد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ١٨٨

المطلب الخامس: في وجه إعجاز القرآن .١٩٠

المطلب السّادس: في تحقيق العصمة ١٩١

المطلب السّابع: في وقت العصمة ١٩٢

المطلب الثّامن: في الكرامات ..١٩٣

المطلب التّاسعُ: في أنّ الأنبياء أفضلُ من الملائكة ١٩٤

٢٥٦

المرصد الثّامن: في الإمامة ١٩٧

المطلب الأوّل: في وجوبها ١٩٩

المطلب الثّاني: في وجوب عصمة الإمام ٢٠١

المطلب الثالث: في أنّه يجبُ أن يكونَ أفضلَ ومنصوصاً ٢٠٢

المطلب الرّابع: في أنّ الإمام بعدَ النبيّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) هو عليٌّ (عليه السلام) ٢٠٣

المطلب الخامس: في إمامة باقي الأئمّة الاثني عشر (عليهم السلام) ٢٠٧

المرصدُ التّاسعُ: في المعاد ٢٠٩

المطلب الأوّل: في إمكان خلق عالم آخر ٢١١

المطلب الثّاني: في إمكان عدم العالم .٢١٢

المطلبُ الثّالث: في إمكان إعادة المعدوم ٢١٥

المطلب الرّابع: في ثبوت المعاد ٢١٦

المطلب الخامس: في الوعد والوعيد .٢١٨

المطلب السّادس: في الإحباط والتفكير .٢٢١

المطلب السّابع: في التّوبة ٢٢٣

المطلب الثّامن: في جواز العفو ٢٢٥

المطلب التّاسع: في أنّ عذابَ الفاسق منقطعٌ .٢٢٦

المطلب العاشر: في الأسماء والأحكام ٢٢٧

الفهارس .٢٣١

فهرس الآيات ..٢٣٣

فهرس الأحاديث والروايات ..٢٣٧

فهرس الأعلام والرواة ٢٤١

فهرس أسماء الكتب الواردة في المتن .٢٤٤

فهرس الفرق والمذاهب والديانات ..٢٤٥

فهرس مصادر التحقيق .٢٤٩

٢٥٧