رسالة ماجستير الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن والعهدين

رسالة ماجستير الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن والعهدين0%

رسالة ماجستير الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن والعهدين مؤلف:
تصنيف: رسائل وأطاريح جامعية
الصفحات: 164

رسالة ماجستير الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن والعهدين

مؤلف: الشيخ كاظم مزعل جابر الأسدي
تصنيف:

الصفحات: 164
المشاهدات: 88238
تحميل: 9111

توضيحات:

رسالة ماجستير الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن والعهدين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 164 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 88238 / تحميل: 9111
الحجم الحجم الحجم
رسالة ماجستير الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن والعهدين

رسالة ماجستير الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن والعهدين

مؤلف:
العربية

ثانياً: في العهدين

ورغم‌ الازمان‌ المتباعدة‌، وايادي‌ التحريف‌ الا´ثمة‌، وما أُخفيَ‌ من‌ الشريعةِ ‌الموسويَّةِ‌ والعيسويةِ‌ (على صاحبيهما آلافُ التحيَّةِ والسلام‌) طمعاً في‌ الدنيا الدنيئة‌ِ وزخرفها وزبرجها، اخفاءً لأمرِ الله تعالى‌' ونوره‌ِ، وما عَلِموا أنَّهم‌ ( يمكرون‌ ويمكر الله والله خيرالماكرين‌ )(١) ، وأنَّهم (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم‌ نوره‌ ولو كره‌ الكافرون‌)(٢) .رغم‌ ذلك‌ كلِّه‌ِ، فهناك‌ ما يثبت‌ُ الحقيقة‌َ الدامغةَ‌ التّي لامفرَّ منها، واللهُ بالغُ أمرهِ وهوَفعّاَلٌ لما يُريدُ.فلو انّنا نظرنا بإمعان الى‌ بعض‌ النصوص، لرأينا جمال‌الصورة‌ التي‌ يرسمها علاّمُ الغيوبِ سبحانه وتعالى عن‌ الملحمة‌ الالهية‌ الماضية(٣) ( ثورة الحسين الشهيد(ع) والا´تية‌ ( ثورة المصلح والمنجي ) لبدا ذلك رائعاً، ولنبدأ بالفقرات الواردة في‌ (سفرارميا) :« أَعِدّوا المجن‌ والترس‌ وتقدموا للحرب‌ اسرجوا الخيل‌، واصعدوا ايها الفرسان‌ وانتصبوا بالخوذ اصقلوا الرماح‌. البسوا الدروع. ‌».

____________________

(١) سورة الأنفال، آية ٣٠.

(٢) سورة الصف، آية ٨.

(٣) ماضية بالنسبة لعصرنا، وأما لعصر هذه النصوص فهي قادمة ( مستقبلية ).

١٤١

وهي اوامر(١) من‌ الرب المتعال الى‌ جنوده‌ الابطال‌ الذين‌ يأتمرون‌ بامره‌ وينتهون‌ بنهيه ‌لخوض‌ِ الحرب المشروعة الكبرى والأخيرة‌ بحسب‌ ارادةِ‌ ربِّهم‌ واعدادهِ‌ وامداده‌ِ لهم‌ والذي‌ يتم‌ عبر مراحل‌متعددة‌ منها:

١ - الاعداد (اعدوا المجن‌ والترس‌.)

٢ - اعطائهم‌ زمام‌ المبادرة‌ (وتقدموا للحرب.‌).

٣ - التهيؤ للحرب‌ (اسرجوا الخيل‌، واصعدوا.)

٤ - الاستعداد التام‌ والاقتراب‌ من‌ ساعة‌ الصفر وهي ساعة الحسم المبشّر بها ( اصقلوا الرماح. البسوا الدروع‌.).ثم‌ يطرح‌ الرب‌ُّ المتعال ما كان‌ ويكون‌ بسابق‌ علمه‌ الذي‌ احاط‌ بكل‌ شي‌ء، وعلى شكل‌تساؤل‌ واستفسار عن‌ عاقبه‌ المستكبرين‌ والكافرين‌ بقوله‌:«لماذا اراهم‌ مرتعبين‌ ومدبرين‌ الى‌ الوراء، وقد تحطمت‌ ابطالهم‌ وفروا هاربين‌ولم‌ يلتفتوا. الخوف‌ حواليهم‌.»وهي‌ اشارةٌ‌ بليغة‌ الى‌ مسيرةِ‌ الرُّعبِ‌ والخوفِ‌ الذي‌ يسير بين‌ يدي‌ منجي العالم ‌المنتظر(عج‌) مسيرة‌ شهر، وما الى ذلك من الادبارِ، والفرارِ، وعدم‌ِ التفات‌ِ ومواجهة‌ المصلح الإلهيّ ‌(عج‌) وجنودهِ البواسلِ، لانهم‌ مذعورين‌ وأخذهم‌ الخوف‌ من‌ كل‌ جانب‌ ومكان، جرّاء تحطم‌ ابطالهم‌ وفشل‌ خططهم.الخ.ويتحدث‌ الربّ تعالى‌ بعد ذلك‌ عن‌ سبب‌ هذا الانتقام‌ حسب‌ الاوامر والتخطيط‌ الالهي‌المسبق‌ بقوله‌:«في‌ الشمال‌ بجانب‌ نهر الفرات‌ عثروا وسقطوا. من‌ هذا الصاعد كالنيل‌ كانهارتتلاطم‌ امواجها.».

____________________

(١) أوامر تكوينيّة وتشريعيّة، فأمّا كونها تكوينيّة: لأنّها أوامر مستقبليّة ،يخاطب الله بها جنوده الميامين ( جند وأصحاب القائم المنجي ) وهم بعدُ في الأصلاب ليجبلهم على الشجاعة والإقدام المنقطع النظير. وأمّا كونها تشريعيّة: فلأنّ شرع الله واحد قديماً وحاضراً ومستقبلاً، فهو يشرّع لجنده الأبطال تفاصيل تطبيق هذه الأوامر لنيل الإنتصار المحتّم.

١٤٢

وذلك‌ لأنّ‌ أحبّاءَهُ‌ وأولياءَهُ‌ عَثَروا وسَقطوا بجنب‌ نهر الفرات، وكانت‌ عثرتهم ‌وسقوطهم‌ بعينه‌ِ وبمسمع‌ٍ منه وهو عزيزٌ عليهِ تباركَ وتعالى، وهذا بمثابة‌ مجلسِ‌ عزاءٍ من‌ الربّ‌ جلّ وعلا الى‌ كل‌ الاجيال ‌لرثاء اولئك‌ الابطال‌ الذين‌ سطّروا أحرف‌ الملحمة‌ الالهية‌ الخالدة‌ بدمائهم‌ الزكية ‌الطاهرة‌ من أجلِ الربِّ وإنقاذ الشعوبِ والأُمم.وأن‌ّ من‌ المحزن‌ المشجي‌ لكلِ‌ّ غيورِ وشريفِ‌ عبر َ الدُّهور، ان‌ يَعثُرَ الفارسُ‌ الأبي‌ّ الشريف‌ المدافع‌ عن‌ حقّه‌ ومبادئه‌ السامية‌ في‌ الميدان‌ ويكون‌ عثوره‌ مسقطاً له‌!،فكيف‌ اذا عثر وسقط‌ خليفة‌َ الله ووصي‌ خاتمِ رُسُلِهِ، وأحب‌َّ الخلقِ‌ إليه‌ِ، الذي‌ سمّاهُ‌ الجليلُ ‌باجملِ‌ اسماءه‌ِ المباركة‌ (الحسين - ع - )، وهوَ مصغّر حسن‌ ويعني‌ مُنتهى الحسن ‌والجمال‌، وغاية‌ الاحسان‌ واللطف‌ والكرم‌، وأَقوى اضداد القبح‌ والشّح‌ّ. ؟ ؛ ولم‌ يكن‌ آنذاك سالماً، بل‌ كانت‌ جراحهُ‌ لا تعدّ ولا تُحصي‌' من‌ كثرة‌ِ الضربِ ‌والطعن‌، وفي‌ اقصى حالات‌ِ الظمأ والجُهدِ والغربةِ.ويُعطي‌ الرب‌ اوامره‌ الى‌ جنده‌ الابطال‌ بطريقة‌ أُخرى بعد تلك‌ الفقرات‌ بقليل‌ٍ كماجاء في‌ (سفر أرميا):«اصعدي‌ ايتها الخيل‌ وهيجي‌ المركبات‌ ولتخرج‌ الابطال‌.

الى‌ ان‌ يقول‌:

« فهذا اليوم‌ للسيد رب‌ّ الجنود يوم‌ نقمة‌ٍ للانتقام‌ من‌ مبغضيه‌ فيأكل‌ السيف‌ ويشبع ‌ويرتوي‌ من‌ دمهم ‌».

فأن‌ (مبغضيه‌) هم‌ مبغضي‌ احباءَه‌ُ واولياءَهُ، فببغضهم‌ لهم‌ أبغضوا المولى تعالى‌'،وبحربهم‌ لهم‌ حاربوه‌ُ ووبإنتهاكِ حرمتهم إنتهكوا حرمته، والامر واضح‌ٌ.

ثم‌ تذكر التوراة‌ كما اسلفنا أن‌ سبب‌ هذا الانتقام‌ العجيب‌ من‌ الاعداء هو:

« لان‌ّ للسيد رب‌ّ الجنود ذبيحة‌ في‌ ارضِ‌ الشمالِ‌ عند نهر الفرات‌ ».(١) بلي‌' والله ذبيحة‌ وأيّة‌ ذبيحة‌! في‌ كربلاء، وما ادراك‌ ما كربلاء! ان‌ لهذه‌ الارض‌ ولهذه‌ الذبيحة ‌عند الله وأنبياءه واولياءه‌ الف‌ قصّة‌ٍ وقصّة ‌!.

____________________

(١) هذه الفقره والفقرات التى سبقتها فى: سفر أرميا ٤٦ :٣ - ١٠، الكتاب المقدس تحت المجهر: ص١٥٥.

١٤٣

وبعده‌ الفقرة‌ التي‌ تحمل‌ في‌ طيّاتها رثاءَ الاحبّةِ‌ والاولياءِ، جاءت‌ مباشرة‌ً فقرة‌ٌ تقول:

(من‌ هذا الصاعد كالنيل‌ كانهار تتلاطم‌ امواجها.)ولعمري إنّ هذا لمن‌ ابلغ‌ التعابير التي‌ وجدناها وأدقّها، ويحمل‌ اسراراً مهمّة‌ ولا نستطيعُ ‌الإلمام‌ إلاّ ببعضها :فبعد سقوطهم‌ المؤلم‌ مباشرة‌ً عَرَجت‌ ارواحُهُم‌ إليه‌ تبارك‌ وتعالى‌' يقدمهم‌ امامهم ‌الحسين(ع)‌ بروحه‌ الجبارة‌ العظيمة‌، حيث‌ يزرع‌ الرب‌ّ في‌ نفوسنا وعلى مدى العصور تساؤلاً وتعجباً ودهشة‌ً تفوق‌ الخيال، من‌ هذا الامام‌ الذي‌ تعجّبت‌ من‌صبره‌ ملائكة‌ السماء، ولطمت‌ عليه‌ الحور العين‌، واقرح‌ قلوب‌ الانبياء والاوصياء ،وبكت‌ له‌ الارض‌ والسماء.فها هو يصعد الى‌ السماء بكل‌ّ ثبات‌ وفي‌ أعلى درجات‌ الانتصار، بشوق‌ كبير ومرأى ومسمع‌ من‌ ربّه‌ الحنان‌ المنان‌، وبحشود ذلك‌ العالم‌ العلوي ،ليتم إستقباله في عالم الملكوت إستقبالاً يليق بمقامه المقدّس. وتشبيه الإمام الحسين ( ع ) بنهر النيل، كان تشبيها غيبيّاً عجيباً ،لأنّ من خواص هذا النهر:

١: انّه‌ أطول‌ نهر في‌ العالم(١) ، وكلّما كان‌ النهر طويلاً زادت‌ بركته‌ وعم‌ّ كرمُه‌ُ وفيضه، لانه‌ سوف‌ يسقي‌ ويروي‌ كل‌ ما يمرّ به‌ من‌ حجرٍ وشجرٍ ومدرٍ، ويغسل‌درن‌ الاعداد الكبيرة‌ من‌ البشر وغير البشر، فتنموا الحياة‌ وتزدهر ببركة‌ جريانه‌، ثم‌ان‌ فيه‌ علاجاً نفسيّاً لكل‌ البشر بلونه‌ الأخّاذ وخرير مياهه‌ العذبة. الخ‌.

____________________

(١) لايخفى ؛ أن النيل كان مشهوراً ومعروفاً فى كل البلدان منذ الحظارات الموغله فى القدم، ولطالما قدمت له النذور والقرابين.، وكان يحمل نوعاً من القدسيّة الكبيرة لدى المصريين القدماء خاصّة، وعدد كبير من شعوب العالم عامة.الخ. وكان معروفاً بأنه الأطول فى العالم الى العصر الحديث، حيث تم اكتشاف نهر الأمازون في البرازيل، فكان ألأخير يفوقه بالطول قليلاً. فجاء التشبيه بالأول لشهرته منذ القدم، ولمعرفته بين الشعوب والأمم، بخلاف الأمازون حيث لم يكن معروفاً، فتأمّل !!

١٤٤

وهذا كلّه‌ ثابت‌ لسيد الشهداء (ع)، بل‌ واكثر من‌ ذلك‌ بكثير، مما لا نستطيع‌ الوقوف ‌عليه‌ بحال‌ من‌ الاحوال‌، فتأمّل‌!

٢: وان‌ هذا النهر هو النهر الوحيد في‌ العالم‌ الذي‌ ينبع‌ من‌ الجنوب‌ ويصب‌ُّ في‌الشمال‌! حيث‌ يخترق‌ الاراضي‌ السودانية‌ والمصريّة‌ ويصب‌ُّ في‌ البحر الابيض‌المتوسط‌. ولعمري‌ فان‌ّ الامام‌ الحسين (ع)‌ كذلك‌، فانّه‌ نبع‌ من‌ مكة‌ والمدينة‌،وجرى باتجاه‌ الشمال‌، حتى‌ صب‌ّ جوده‌ وكرمه‌ الاعظم‌ في‌ كربلاء، هذا وقد عبّرت‌ الكتب‌السماوية‌ السابقة‌ وصحف‌ الانبياء (ع) عن‌ كربلاء بأنّها (أرض‌ الشمال)‌، وقد مرتّ علينا بعض النصوص بهذا الشأن.

٣: وبعدُ فانَّ‌ هذا النهر على كبره‌ وعظمته‌، ليس‌ بمقدوره‌ تحمّل‌ جود وكرم‌الحسين(ع)‌، لذا فان‌ّ هذا التشبيه‌ يكون‌ ناقصاً وغير تام‌ إن بقي كما هو فقال‌ الرب‌ُّ :

(.كانهارٍ تتلاطم‌ امواجها.)

أجل‌، فان‌ صعوده‌ كان‌ كصعود النيل‌، ولكن‌ كالانهار المتلاطمة‌ الامواج‌ بقوته‌واقتداره‌، فان‌ّ النيل‌ وفي‌ مسافات‌ شاسعة‌ يكون‌ ماءه‌ُ فاتراً، والحسين‌ ليس‌ كذلك‌،فتأمّل‌!

والانهار المتلاطمة‌ ديدنها الجريان‌ والفيضان‌ والسقي‌ المتواصل‌ بمائها العذب‌الدّفاق‌، بخلاف‌ البحار فهي‌ شديدة‌ الملوحة‌ شرسة‌ الطباع‌.فكان‌ الوصف‌ بالانهارأبلغ‌.

وكما أنّ الديانة‌ اليهودية‌ بشرت بالمصلح‌ المنقذ للبشرية‌ ،حيث نجد الاشارة‌ في‌ (سفر أشعيا) الى‌ كون‌ المبشّر به‌ هو صنيعة‌ الغيرة‌ والشرف‌والثأر الالهي‌، فقد تضمنت‌ احدى الفقرات‌ هذا المعنى بقولها:

(ستخرج‌ من‌ القدس‌، بقية‌ من‌ «جبل‌ صهيون‌»، غيرةُ‌ ربِّ‌ الجنودِ ستصنع‌ هذا).(١)

____________________

(١) سفر اشعيا ٣٧: ٣٢، الأصل العبرى، العهد القديم، ص٦١٢. انظر: العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ٣٧، الفقرة، ٣٢، الكتاب المقدّس باللغة العربية٧٣ سفراً، مصر. وربما اكتفى المترجمون بوضع ( سين المستقبل ) في بداية الفقرة في كلمة( ستخرج ) ورفعت من كلمة (ستصنع) كما في المصدر الذي نحن بصدده ولاضير في ذلك فكلّ الترجمات تفيد المعنى المستقبلي. وانظر النص العبري والعربي في: (أهل البيت فى الكتاب المقدس)، ص١٢٢ - ١٢٣.سفر اشعيا ٣٧: ٣٢،العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٩٥٤. مع فرقٍ يسير في عبارات الترجمة.

١٤٥

وفي سفر إشعياء (ع) أيضاً :(٦ لانَّهُ يُولَدُ لنا ولدٌ، و نُعطى إبناً(١) ، و تكون الرياسةُ على كتفهِ و يدعى اسمه عجيباً مشيراً الهاً قديراً أَباً أَبدياً رئيس السلام ٧ لنمو رياسته و للسلام لا نهاية على كرسي داود و على مملكته ليثبتها و يعضدها بالحقِّ و البِّر من الان الى الابد، غيرة رب الجنود تصنع هذا ).(٢)

أجل‌! فهو غيرة‌ الله، وفي هذا وردت أحاديثٌ جليلةٌ عن أهل بيت النبوة (ع) نتركها للإختصار، هذا وقد تحدَّثَ‌ شاعرُ اهل البيت بمنطقِ التوراة حينما كان يندبُ منجي العالم بقوله :

يا غيرةَ اللهِ اهتفي‌

بحميّة‌ الدين‌ المنيعة(٣)

‌وضُبا انتقامكِ جرِّدي

لطلا ذوي البغي التليعة

ودعي جنود الله تملأُ

هذه الأرض الوسيعة

____________________

(١) لماذا تفسَّر هذه العبارات ببني إسرائيل دوماً! ماذا لو فُسِّرَ مراد إشعياء النبي (ع) وغيره من الأنبياء بأنَّهُ نحنُ معاشرَ الأنبياء سيولدُ لنا ولدٌ من صُلبنا في آخر الزمان.، وأنهُ يحكمُ بحكم داود(ع) كما جاء ذلك متواتراً عند المسلمين ؟.

(٢) العهد القديم، سفر إشعياء، الإصحاح ٩، الفقرة، ٦ - ٧، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر. سفر اشعيا ٩: ٥ - ٧، العهد القديم، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٩٢١. مع فرقٍ لايخفى في عبارات الترجمة.

(٣) أعيان الشيعة، ج ٦، ص ٢٦٨. عصر الظهور، ص ٣٨١. رياض المدح والرثاء، ص ٣٢. ديوان السيد حيدر الحلى، ج ١، ص ٣٧: من قصيدته المعروفه فى ندبة الامام منقذ العالم (عج) والتي مطلعها :

الله يا حامي الشريعة

أتقرّ وهي كذا مروعة

١٤٦

وورد في‌ (سفر يوحنا)، انه‌ (عجل‌ الله فرجه)‌ في‌ ظهوره‌ يُنادى بصوتٍ‌ عظيم‌ٍ يسمعُهُ‌كلُّ‌ البشر:

« خافوا الله واعطوه مجداً، لانه‌ قد جاءت‌ ساعة‌ حكمه»‌(١)

والاشارة‌ واضحة‌ في‌ كون‌ حكم‌ الرب‌ بواسطة‌ دولة‌ منجي العالم (عج‌)، باعتباره‌ الخليفة‌الاعظم‌ المنتظر المؤمّل‌ لتجديد الفرائض‌ والسنن‌ وما ضيع‌ من‌ حقٍّ.

والفقرة‌ تشير الى‌ مسألة‌ مهمة‌ٍ أيضاً وهي‌: كأن‌ الرب‌ تبارك‌ وتعالى‌' لم‌ يحكم‌ قبل ‌ظهور المهدي‌ (عج‌) بل‌ يبدأ حكمه‌ بمجيئه‌ وبسط‌ يده‌ على الارض‌! وهذا حقٌّ وصدق‌ لان‌ الله تبارك‌ وتعالى‌' بري‌ءٌ من‌ جميع‌ الاحكام‌ الوضعية‌ والقوانين‌ المادية ‌التي‌ حكمت‌ ولا زالت‌ تحكم‌ الامم‌ بايدي‌ الجبابرة‌ والظالمين‌ وتجّار الدنيا الذين‌ملؤا الدنيا رجساً وفساداً، قال‌ تعالى‌':

«ظهرَ الفسادُ في‌ البرِّ والبحرِ بما كسبت‌ ايدي‌ الناس ليُذيقهم بعضَ الذي عمِلوا لعلَّهم يرجعون‌».(٢)

وفي‌ مستدرك‌ الصحيحين‌ ومسند احمد وغيرهما، عن‌ ابي‌ سعيد الخدري‌ قال‌:قال‌ رسول‌ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

«لا تقوم‌ الساعة‌ حتى‌ تملا الارض‌ ظلماً وجوراً وعدواناً، ثم‌ يخرج‌ من‌ اهل‌ بيتي‌من‌ يملاها قسطاً وعدلاً كما ملئت‌ ظلماً وعدواناً».(٣)

وعن‌ النبي‌صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال‌:

«ويح‌ هذه‌ الامة‌ من‌ ملوك‌ جبابرة‌، كيف‌ يقتلون‌ ويخيفون‌ المطيعين‌ الاّ من‌ اظهرطاعتهم‌، فالمؤمن‌ المتقي‌ يصانعهم‌ بلسانه‌ ويفر منهم‌ بقلبه‌، فاذا اراد الله عزوجل‌ان‌ يعيد الاسلام‌ عزيزاً قصم‌ كل‌ جبار، وهو القادر على ما يشاء ان‌ يصلح‌ امة‌ بعدفسادها».

فقال‌عليه‌السلام : «يا حذيفة‌ لو لم‌ يبق‌ من‌ الدنيا إلا يوم‌ واحد لطوّل‌ الله ذلك‌ اليوم‌ حتى‌يملك‌ رجل‌ٌ من‌ اهل‌ بيتي‌ يجري‌ الملاحم‌ على يديه‌، ويظهر الاسلام‌، لا يخلف‌وعده‌ وهو سريع‌ الحساب‌».(٤)

____________________

(١) سفر يوحنا ١٤: ٦ - ٧ ألأصل العبرى ،ص٤٧٤. أهل البيت فى الكتاب المقدس: ص١٢٩- ١٣٠. رؤيا يوحنا، ١٤: ٦ - ٧ ،العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ٤٠٩.

(٢) سورة الروم: آية ٤١.

(٣) مستدرك الصحيحين ٤: ٥٥٧ ورواه ابونعيم فى حليته ٣ :١٠١ باختلاف يسير فى اللفظ، وأحمد بن حنبل في مسنده ٣: ٣٦ وغيرهم، والسيوطى فى تفسير الآيه (فهل ينظرون الا الساعه.) من سورة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ٦: ٥٨.

(٤) غاية المرام: ص٧٠٠، ب ١٤١، ح ٩٩. ينابيع الموده: ص٤٤٨، ب ٧٨. برهان المتقى :ص٩٢، ب٢، ح١٢. عقد الدرر: ص٦٢، ب ٤، ف ١.

١٤٧

نتيجةُ البحث :في ختام هذا البحث، نشير بعون الله تعالى إلى أهم النتتائج التي توصَّلنا إليها من خلال هذه الدراسة، وبضمنها أهمُّ المشتركات بين القرآن الكريم والكتاب المقدس (العهدين ) حول عقيدة منجي العالمعليه‌السلام ، ونجملُ النتائج بما يلي :١: لابُدَّ من إنصافِ العهدين والنظر اليهما بعينِ العدلِ والدقّةِ، لكونهما إرثاً دينيَّاً وأخلاقيَّاً وتأريخيّاً وحضاريّاً كبيراً ؛ وأنَّ القول بأنّها أسفارٌ محرّفةٌ ولايمكنُ الإعتماد عليها سلاحُ العاجِزِ، وأنَّ بعضَ ما وردَ فيهما هو بلا شكٍّ ولاريبٍ ترجمةٌ أو نقلٌ شفاهيٌّ أو تواترٌ لوحيٍ موحى، نعم وصلت اليها يدُ التحريف و.الخ، ولكنّ التمعّن في بعض النصوص يورث الإطمئنان بأنّها ترجمةٌ لنصٍّ مُوحى وإن سَقَطَ منه شيء أو أ’ضيف اليه شيءٌ أو حُذفَ منهُ شيءٌ، وذلك لأنّ فيها نفحةٌ من الغيب واضحةٌ، وسُمُوٌّ في نقل الصورة المستقبلية للحدث المنتظر، يصعب جدّاً، بل يستحيلُ على أيّ إنسانٍ مهما كانت درجتُهُ العلميّة الإلمامُ بها والإحاطة بجزئيّاتها.

وهذا ما أُطلقَ عليه عندَ العلماء والباحثين ب- ( من بقايا الوحي في العهدين ) وهو وإن كان قليلٌ كما يُعبَّر عنهُ، لكنَّهُ كثيرٌ وكثيرٌ جدَّاً، ولايتوهمُ أحدٌ أنَّ هذا القليل من بقايا الوحي يستطيعُ انسانٌ مثلنا الوقوف عليه وإحصائه والتمكُّن منهُ، كلاّ وألف كلاّ، لأنّه علمٌ شاسعٌ واسعٌ، دقيقٌ عميقٌ، ورُبما حيَّرت العلماء والباحثين فقرةٌ واحدةٌ من بقايا الوحي في العهدين فجعلتهم في بالغ الحيرة والدهشة، وأُسقطَ ما في أيديهم، وذلك من خلال ربطِ أو إضافةِ أو مقارنةِ هذه الفقرة بغيرها، وعدم التمكن من تفسيرها على الوجه الصحيح كما في الفقرات الدالة على ( يوم الله العظيم ) في آخر الزمان، وخلطها خطئاً بالفقرات الدالة على يوم القيامة والفقرات والدالة على نزول عيسى بن مريم (ع)، وهذه مشكلةٌ لم يواجهها أصحاب الكتاب المقدس فحسب، بل انما وقعت عند العلماء والمفسرين والباحثين المسلمين، فقد خلط الكثير منهم بين يوم القيامة وبين يوم الله الأعظم ( يوم منجي العالم ) وذلك واضحٌ في تفاسيرهم وكتبهم الأُخرى.٢: أنَّ للترجمة آفاتٌ خطيرةٌ قد صبَّتها وطَلَت بها الكتاب المقدّس ( العهدين ) ؛ يجبُ الإلتفات اليها والوقوف عليها قبل كيل الشتائم الى ( العهدين ) بغير علمٍ. فقد لعبت الترجمات دوراً مهماً في التشويش وإخفاءِ الحقائقِ والأعم الأغلب منها جاءت عن غير قصدٍ ولا عمدٍ، بل قصورٌ عند المترجمين أنفسهم ؛ وسواء كان هذا الأمر في نطاقه السلبي أوالإيجابي فهو لاينطلي ولا يخفى على الباحثين المنصفين والمدقّقين والعلماء في كُلّ العالم.

هذا وقد شمَّر علماءٌ ربّانيّون عن سواعدهم الشريفة لمحاولة ترجمة العهدين الترجمة المنصفةَ الحقَّةَ، وقد برعوا في ذلك الى حدٍّ كبيرٍ، ولكنهُ جهدٌ فرديٌّ يشكرون عليه، ولكنا نطمحُ الى جهدٍ جماعيٍّ لذلك رسميّاً أو غير رسميٍّ، ومن ثم محاولة عرض تلك الجهود الكبيرةِ على ذوي الشأنِ من الديانات، والتوصُّلِ الى حلٍّ عالميٍّ لذلك، نصرةً لبقايا الوحي في الكتاب المقدَّس، وتتويجاً للعقائد الربانيَّةِ الحقّةِ والمباركةِ في القرآن الكريم من حيث وجود أُصولها وروحها ومعانيها في الكتب السماوية الأُخرى.

١٤٨

٣: أنَّ القرآن الكريم والعهدين ( الكتاب المقدّس ) كلاهما يصدّقُ الآخرَ في موضوع الإعتقاد بمنجي العالم، وهذه حقيقةٌ ثابةٌ لاغبارَ عليها، وهي واحدة من الحقائق التي قد بيَّنها الله تبارك َوتعالى وأشارَ اليها في القرآن الكريم في آياتٍ عديدةٍ ومنها قوله تَقَدَّست أَسماؤهُ :

- (الله لا إلهَ إلاّ هو الحيُّ القيُّومُ. نَ-زَّلَ عليكَ الكتبَ بالحقّ مصدّقاَ لما بينَ يديه وأَنزلَ التوراةَ والإنجيلَ.من قبلُ هُدىً للنّاس وأنزلَ الفرقانَ إنَّ الَّذينَ كفروا بآيت الله لهم عذابٌ شديدُ واللهُ عزيزٌ ذو إنتقامٍ )(١) .

- ( يا أيها الذين أُوتوا الكتابَ آمنوا بما نزَّلنا مصدقاً لما معكم من قبل أن نَطمسَ وجوهاً فنَرُدُّها على أدبارها أو نَلعَنَهم كما لَعنّا أصحابَ السبتِ وكانَ أمرُ اللهِ مفعولاً)(٢) .

____________________

(١) سورة آل عمران :الآيات ٢ - ٤.

(٢) سورة النساء: آية ٤٧.

١٤٩

وأنَّ القرآن الكريم هو: كن-زُ اللهِ الذي لايُقدَّرُ بثمنٍ في هذا العالم أبداً، وسرُّهُ المكنون، وقولهُ الحقّ، ووعدهُ الصدق، وهو يرتكزُ على قواعدَ صُلبَةٍ ومتينةٍ وغايةٍ في الأهميَّة في هذا المجال(١) ، ألا وهي الكتب الإلهيةِ المقدسةِ: التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياءعليهم‌السلام ، وإن وَصَلَنا الن-زرُ اليسير منها، الاّ أنَّهُ ذا قيمةٍ دينيَّةٍ وعلميَّةٍ وعقائديةٍ وأخلاقيَّةٍ وتأريخيَّةٍ. عاليةٍ جدّاً، لايمكن تجاهلها بحالٍ من الأحوالِ أبداً.٤: أنَّ الكتب السماوية قد أجمعت على مجيء منجي العالم، وإن إختلفت في بعض الشكليّات، وليس هذا بدليلٍ سلبيٍّ بل إيجابي لإثبات هذه الحقيقة الدامغة، وإنّا لنعطي العذرَ للقدماء في بعض التشويش الحاصل حول هذه العقيدة، بسبب عدم وجود مثل ما نمتلكهُ اليوم نحنُ من أجهزة ألإتصال والكتابة والإعلام وغيرها لتثبيت تلك الحقائق كما هي. وأنَّ المنجي قد ذكرهُ جميعُ الأنبياء والرسل بما هو أهلُهُ وحلموا بيومه الموعود وذابوا اليه شوقاً.

٥: أنَّ الأملَ الربّانيَّ موجودٌ ومحققٌ لجميع الإنسانية وعلى مدى جميعِ العصور، والمخطّطَ الإلهيَّ الذي رَسَمَهُ عالمُ الغيب والشهادة سارٍ ومُثبَتٍ، ويجري بدقَّةٍ فائقةٍ واللهُ بالغُ أمرهِ، وأنَّ ذلكَ واقعٌ لامحالةَ، لأنَّهُ وعدٌ وعهدٌ الهيّ حتميّ، ويلكُ من الأدلّة والبراهين العقليةِ والنقليةِ(٢) ما لايحصى.٦: أنَّ منجي العالم ليسَ مُلكاً لطائفةٍ من المسلمين أو طائفةٍ من المسيحيين أو طائفةٍ من اليهود.، وليسَ ملكاً لشعبٍ من الشعوب أو أُمَّةٍ من الأُمم.، بل هو أملُ الإنسانيّة جمعاء، ومنقذُ البشريّة، وهو الذي يصلُ بها الى أعلى مقامِ كمالٍ بمقدورها الوصول اليه في هذه النشأة. وأنَّ كُلَّ الشعوب والأُمم تنتظرهُ ك- ( منقذٍ ومخلّصٍ ولكونهِ رجل الله المقدَّس.)، وإن اختلفوا في بعض الشكليّات والإشارات اليه.

____________________

(١) أي في موضوع الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن والعهدين.

(٢) الواردة في الكتب السماوية المقدسة وصحف الأنبياء والروايات الشريفة.

١٥٠

٧: أنَّ منجي العالم سيأتي بالتوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء والقرآن الكريم بخطّ الأنبياء وأوصيائهم المعصومين وتواقيعهم وتفاسيرهم لكلام الله تعالى فيها، وأن ليسَ هناك إختلاف ولو يسير بين الأنبياء عموماً وبين كتبهم، وأنَّكَ لو أجمعتَ مائة وأربعة وعشرين ألفَ نبيٍّ في مكانٍ واحدٍ لما اختلفوا على مسألةٍ واحدةٍ أبداً !، ويأتي بما اختصَّ بهِ الأنبياءِ (ع) من آياتٍ وعلاماتٍ، مثل درعِ وسيفِ وعمامة النبيّ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعصا موسى وخاتم سليمان عليه الصلاةُ والسلام،.الخ.

٨: أنَّ عالمَ الإنسان سينتصرُ إنتصاراً إلهيّاً ساحقاً لاهزيمةَ بعدَهُ أبداً بمجيء المصلح الأعظم في يوم الله الموعود وهو: ( المنجي والمخلّص والأملُ والرجاء )، وحلول المعاجز الكبيرةَ في عهده، وذلك عندما يرى ألإنسان رأيَ العين أنَّ الله تعالى يقفُ معهُ وفي صفّه وفي خندقه، ويأخذ بيده الى عالم الحقّ والحقيقة والملكوت ويلمسُ ذلك لمسَ اليد. ولعلَّ القرآن الكريم يشيرُ الى ذلك النصر، بحسب مجرى الآيات في وقائع كثيرة فضلاً عن واقعةٍ معيَّنةٍ أو سببٍ للنزول، وكذلك التأويل وبطون التفسير، ومن ذلك قول الله عزَّ وجلَّ:

- ( وكان حقّاً علينا نصرُ المؤمنين).(١) .

- ( يُريدونَ ليُطفؤا نورَ الله بأفوههم واللهُ مُتمُّ نوره ولو كرهَ الكفرون. هو الذي أرسلَ رسولَهُ بالهدى ودين الحقّ ليُظهرَهُ على الدين كله ولو كَرهَ المشركون)(٢) .

- ( هو الذي أرسلَ رسولَهُ بالهدى ودين الحقّ ليُظهرَهُ على الدين كله وكفى بالله شهيداً )(٣) .

____________________

(١) سورة الروم: آية ٤٧.

(٢) سورة الصف: ٨ - ٩. سورة التوبة :٣٣.

(٣) سورة الفتح: آية ٢٨.

١٥١

- ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنَّ الأرضَ يرثها عباديَ الصالحون. إنَّ في هذا لَبَل-غاً لقومٍ ع-بدين. وما أرسلن-كَ إلاّ رحمةً للع-لمين ).(١)

- ( ونريدُ أن نَمُنَّ على الذين استُضِعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين ).(٢)

- (وعد الله الذين‌ آمنوا منكم‌ وعملوا الصالحات‌ ليستخلفنّهم‌ في‌ الارض‌ كما استخلف‌ الذين‌ من‌ قبلهم‌ وليمكنّن‌ّ لهم‌ دينهم‌ الذي‌ ارتضى لهم‌ وليبدّلنّهم‌ من‌ بعدخوفهم‌ أمناً يعبدونني‌ لا يشركون‌ بي‌ شيئاً.).(٣)

- ( كتبَ اللهُ لأغلبَنَّ أنا ورُسُلي انَّ اللهَ قويٌّ عزيزٌ)(٤) .

٩: وأنّ منجي العالم يملكُ قواعدَ ومتبنياتٍ عظيمةٍ، ويستندُ الى أُسُسٍ شرعيّةٍ وقانونيَّةٍ وتأريخيةٍ وأخلاقيَّةٍ مقدَّسةٍ لثورته الإلهيّة العظمى، وأنّهُ صنيعةُ ربّ العالمين الذي ادّخَرَهُ الى مرحلةٍ رائعةٍ من تأريخ الحياة البشرية ؛ أَرانا اللهُ وإيّاكم وجميع البشريةِ يومهُ المبارك ووجههُ الشريف، انهُ سميعٌ مجيبٌ.١٠: انَّ التَّتبع العلمي التحقيقي في موضوع الإعتقاد بمنجي العالم في القرآن الكريم والروايات الشريفة وفي الكتب السماوية المقدَّسة ( العهدين) يقودنا الى حقيقةٍ مهمَّةٍ ناصعة لاغبارَ عليها ولابُدَّ من تثبيتها، وإن قد يعتبرها البعض قاسيةً وليس بمقدوره استساغتها أويصعُبُ عليه الأَخذ بها لضيق أُفقهِ الدّيني والعلمي والنفسي. ولكنَّ الواجب الديني والعلمي والأخلاقي يفرضُ علينا جميعاً تثبيتها سواء كنّا مسلمين أو مسيحيين أو يهود.الخ؛ وهي كون أقرب الناس أو قل الطوائف والمذاهب الدينيَّة الى منجي العالم وأكثرهم معرفةً بهِ هم أتباع أهل البيت (ع) الذين يسمَّونَ ب- ( الشيعة) لأنهم رَوَوا عن منجي العالم نفسه - أي الإمام المهدي (ع) عند المسلمين - حيث روى عنهُ (٥٢) راوياً ، ومعنى ذلك أنَّ رواتهُ (ع) أكثر من روات الإمام الثاني لأتباع أهل البيت(ع) وهو الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) حيث بلغ عدد الروات عنه (٤١) راوياً فقط(٥) ؛ فضلاً عمّا رووهُ عن أئمَّتهم الباقين (ع) عن رسول الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . والعجيبُ في أمرهم أن ليسَ هناك سؤالٌ في هذا الموضوع يوقفهم او لايجدوا لهُ جواباً على عكس الآخرين، بل كلّ ما يخصُّ هذا الموضوع جوابهُ حاضرٌ ومسندٌ الى رسول الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله الطاهرين(ع) ومفسَّرٌ بآيات القرآن الكريم.ويأتي من بعهدهم في الدرجة الثانيه اخوانهم (السنَّة) لأنّهم رووا في صحاحهم وكتبهم الأُخرى بأسانيدهم عن رسول الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكثير الكثير مما جعل علمائهم يقطعون باليقين الغير قابل للشك بظهور منجي العالم في آخر الزمان وهو المهدي (ع)، وكذلك مافسّروا به الكثير من آيات القرآن الكريم بهِعليه‌السلام وبعلائم ظهوره المبارك، وما اتصلَ به من بشاراتٍ وأوصافٍ.الخ.

____________________

(١) سورةُ الأنبياء: ١٠٥ - ١٠٧.

(٢) سورةُ القصص: ٥.

(٣) سورة النور: آية ٥٥.

(٤) سورة المجادلة: آية ٢١.

(٥) انظر: مقدمة موسوعة الفقه الاسلامية ص ٤٣. الشيعة في مسارهم التاريخي،ص٤٢٢.وسائل الشيعة،ج٣٠ص١٦٥.

١٥٢

ثمَّ يأتي المسيحيُّون من بعدهم بالدرجةِ الثالثةِعلى التوالي، وذلك لأنَّ عقيدتهم ثابتَةٌ قطعيَّةٌ في الإنجيل لغزارة ماورد فيه من نزول عيسى بن مريمعليهما‌السلام في آخر الزمان وحلول ملكوت الله - أي حكمهُ تبارك وتعالى وتطهير الأرض من الظلمِ والفساد - كما نادى وبشَّر بهِ المسيح(ع) نفسهُ، وكلُّ ذلك حقٌّ وصدقٌ؛ الاّ أنَّهُ ليس هو القائم المنجي للعالم كما جاء في الإنجيل وصرَّح به المسيحُ (ع) جهاراً وعلانيةً، بل وزيرهُ ومساعدهُ وهو الحقُّ اليقينُ المتواترُ عند المسلمين.

ثمَّ يأتي اليهودُ من بعدهم بالدرجة الرابعةِ، لكثرةِ ماورد في أسفارهم المقدَّسة (التوراة) بحتميَّةِ مجيء يوم المنجي والمخلِّص وانتصاره الكبير في يوم الله الأعظم وتطهيرهِ للأرضِ من الرجسِ والفساد.

وهكذا على التوالي تأتي بقيَّةُ الأديان والفلسفات الأُخرى تباعاً وعلى التوالي من حيث الرصيد الديني والعلمي والتأريخي والأخلاقي.وليس معنى كلُّ ما تقدَّم وجودُ عيبٍ او نقصٍ في الأديان السماوية، او تفاوتٍ وخللٍ في ثبوت هذه العقيدةِ الربانيَّة الجليلة - عقيدة منجي العالم- وانما هي حالةٌ طبيعيَّةٌ وترجعُ الى أسبابٍ موضوعيَّةٍ منها:أ: البعدُ الزمني الكبير ومؤثّراتهِ السلبيّةِ وما طرأَ على الكتبِ المقدّسةِ، وضياعِ كتبِ الأديان الأصليَّة، وعدم وصول الكثير من تراث الرسلِ والأنبياءِعليهم‌السلام الينا.ب: كما لايخفى على الجميع حالة التكامل التدريجي للأديان - والمقصود على المستوى البشري وليس التشريعي لأنَّ المشرَّع واحدٌ فردٌ صمدٌ تقدَّست أسماؤهُ - وذلك بتطوّر الإنسان ومدى قربهِ من حلول يوم الله الأعظم وحكمهِ الأتمّ؛ وذلك واضحٌ بيّنٌ اذ أنَّ ما جاءَ به المسيحُ (ع) أشمل وأعظم مما جاء به الكليمُ موسى(ع)، والشريعة الخاتمة التي جاءَ بها الرسول الأكرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشمل وأكمل وأعظم من الجميع، وهذه سنَّةٌ الهيَّةٌ ثابتةٌ منذُ فجر الإنسانيةِ الأول والى ظهور منجي العالم حيث يعطيعه الله تبارك وتعالى ما لم يُعطهِ أيَّ أحدٍ قبلهُ من الخلقِ أبداً :من حيث تمام العلم، وتمامُ السلطةِ الربانيّةِ على الكون، ومظهر الخلافةِ الإلهية الأعظم، وحكمهُ اللدُنيّ المباشر من غير بيّنةٍ يحتاجها، وتجلّي حكمُ الله وملكوتُهُ وجمالهُ وجلالُه بخليفته ووليّه في الأرض (منجي العالم).

وفي الختام :

أُقدّمُ اعتذاراً قلبيّاً وروحيّاً عميقاً وحارّاً الى مولانا منجي العالم عليه الصلاةُ والسلام، لأنَّ ما بذلتُهُ كانَ قليلاً بحقِّهِ، ولايليقُ الاّ بشيءٍ يسيرٍ من مقامهِ الربانيِّ الشامخِ المنيف، ولكنّهُ كانَ بمثابةِ لَبِناتٍ أعتقدُ أني وضعتها في مكانها المناسبِ والصحيح، لكي يستفيد منها من يُحسِنُ البناء ؛ والله وليُّ التوفيق.

وآخرُ دعوانا أَنِ الحمدُ للهِ ربّ العالمين، والصلآةُ والسلامُ على محمدٍ وآلهِ الطيبيين الطاهرين وصحبهِ المنتجبين، وعلى معاشرِ الأنبياءِ والمرسلين وأوصيائهم أجمعين والشهداء والصالحين، ورحمةُ الله وبركاته.

١٥٣

فَهْرَسُ مَصادِرِ البَحْثِ

مصادر البحث

١ - القرآن الكريم، كتاب الله تبارك وتعالى.

٢ - الأبطحي، السيد حسن، المصلح الغيبي والحكومة العالمية الواحدة، ترجمة السيد هادي السليماني، مؤسسة البلاغ، ط ١، ١٤١٤ هق - ١٩٩٤ م، بيروت، لبنان.٣ - الخليلي، جعفر الخليلي، موسوعة العتبات المقدَّسة ،الجزء الثاني عشر، الطبعة الثانية، ١٤٠٧ هق - الأعلمي، بيروت، لبنان.

٤ - إبن كثير، اسماعيل، البداية والنهاية، ط ١، بيروت، دار احياء التراث العربي، ١٩٩٧ م.

٥ - آل ياسين، الشيخ محمد حسن، أصول الدين، ط ١، مؤسسة قائم آل محمد (عج).

٦ - الآلوسي، محمود، تفسير روح المعاني، ط ١،بيروت،دار الكتب العلمية،

١٩٩٤ م.

٧ - آملي، جوادي، التوحيد في القرآن، ط ١، بيروت، دار الصفوة، ١٩٩٤ م.

٨ - أمين، د: أحمد، المهدى والمهدويه

٩ - الأميني، الشيخ عبد الحسين أحمد، الغدير في الكتاب والسنة والأدب، دار الكتاب العربي، بيروت - لبنان، الطبعة الرابعة ١٣٩٧ ه‍ - ١٩٧٧ م.

١١ - ابن الاثير، لأبى الحسن على بن أبى الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الاثير، اسد الغابة في معرفة الصحابة، انتشارات اسماعيليان طهران، ايران.

١٢ - ابن حجر، أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، الإصابة في تميز الصحابة، دراسة وتحقيق وتعليق الشيخ عادل أحمد عبدالموجود و الشيخ علي محمد معوض، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان، الطبعة الاولى ١٤١٥ ه‍ - ١٩٩٥ م.

١٣ - ابن طاووس، رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد، التشريف بالمنن في التعريف بالفتن المعروف (بالملاحم والفتن )، ط الأولى، ١٥ شعبان ١٤١٦، نشاط، اصفهان، مؤسسة صاحب الأمر عجل الله فرجه.

١٥٤

١٤ - ابن طاووس، رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد، سعد السعود، منشورات الرضي، طبعة أمير، قم.

١٥ - ابن عربي ،الشيخ محيي الدين ،شرح فصوص الحكم ل- ( داوود القيصري)، تحقيق آية الله حسن زادة آملي، بوستان كتاب قم، ط ١، ١٤٢٤ ق - ١٣٨٢ ش، قم، ايران.

١٦ - ابن ماجة - الحافظ ابي عبد الله محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجة، تحقيق وتعليق محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.

١٧ - اسكندر، عماد كامل عبده، الكتاب المقدّس باللغة العربية، ٧٣ سفراً، الإصدار الثاني، ٢٦ فبراير ٢٠٠٢ م، مصر.

١٨ - البحراني، السيد هاشم، غاية المرام.

١٩ - برنيري،ماريا لويزا برنيري، Jourmey theough Utopi ،ترجمة عطيات أبو السعود في عالم المعرفة، رقم ٢٢٥ عدد أيلول / سبتمبر ١٩٩٧ م.

٢٠ - البلاغي، محمد جواد، الرحلة المدرسية، نشر توحيد، ١٩٩٣ م.

١. ابن كثير، اسماعيل، قصص الانبياء، ط ١، بيروت، دار ابن كثير، ١٩٩٢ م.

٢١ - بنتلي، جيمس اكتشاف الكتاب المقدس، ترجمة آسيا محمد الطريحي، ط ١، مصر، سينا للنشر، ١٩٩٥ م.

٢٢ - الترمذي، الامام الحافظ أبى عيسى محمد بن سورة الترمذي، سنن الترمذي وهو الجامع الصحيح ،حققه وصححه عبد الوهاب عبد اللطيف، دار الفكر للطباعة والنشر.

٢٣ - الصدوق، أبى جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمى، الخصال، تصحيح وتعليق على اكبر الغفاري، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية قم المقدسة، ١٨ ذى القعدة الحرام ١٤٠٣، ٥ شهريور ١٣٦٢.

٢٤ - تفسير العهد الجديد، ط ٢، القاهرة، دار الثقافة، ١٩٨٨ م.

١٥٥

٢٥ - تفسير العياشي، محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي، كتاب التفسير،تصحيح وتحقيق وتعليق الفاضل السيد هاشم الرسولي المحلاتي ،المكتبة العلمية الاسلامية ،تهران.

٢٦ - الحداد، يوسف درّة، الانجيل في القرآن، ط٣، بيروت، المكتبة البوليسية، ١٩٩٣ م.

٢٧ - الحر العاملي , المحدث الشيخ محمد بن الحسن، تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، تحقيق مؤسسة آل بيت (ع) لإحياء التراث ١٤١٤ ق- ١٣٧. قم، ايران.

٢٨ - الحرانى، أبو محمد الحسن بن على بن الحسين بن شعبة الحرانى، تحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليهم، تصحيح وتعليق على اكبر الغفاري، الطبعة الثانية ١٣٦٣ - ش ١٤٠٤ - ق مؤسسة النشر الاسلامي ( التابعه ) لجماعة المدرسين بقم المشرفة (ايران).

٢٩ - الحسكاني، الحافظ الكبير عبيد الله بن احمد المعروف بالحاكم الحسكاني الحنفي النسابوري، شواهد التن-زيل، تحقيق وتعليق الشيخ محمد باقر المحمودي، مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والارشاد الاسلامي مجمع أحياء الثقافة الاسلامية، الطبعة الاولى ١٤١١ ه‍ - ١٩٩٠ م طهران، ايران.

٣٠ - حكيمي، محمد رضا، الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، الدار الإسلامية، ط ١، ١٤٢٣ هق - ٢٠٠٣ م، لبنان.

٣١ - الحيدري، كمال، التوحيد بحوث في مراتبه ومعطياته، ط ٢، دار فراقد، ٢٠٠٢ م.

٣٢ - خرازي، محسن، بداية المعارف الإلهية، ط ١، قم، الحوزة العلمية، ١٤١١ ه-.

٣٣ - الخزاز، ابى القاسم على بن محمد بن على الخزاز القمى الرازي، كفاية الأثر في النص على الائمة الاثني عشر، تحقيق السيد عبد اللطيف الحسينى الكوه كمرى الخوئى، انتشارات بيدار، مطعة الخيام - قم ( ١٤٠١ ه‍ ).

٣٤ - الخضري، د. حنّا، تأريخ الفكر المسيحي، ط ١، القاهرة، دار الثقافة، ١٩٨١ م.

٣٥ - الخوئي، السيد أبو القاسم الموسوي، فقه السيد الخوئي، كتاب الطهارة.

٣٦ - الخوئي، السيد أبو القاسم الموسوي، البيان في تفسير القرآن ،دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، الطبعة الرابعة، ١٣٩٥ - ١٩٧٥ م.

٣٧ - خوّام الأب، د.منير، المسيح في الفكر الإسلامي الحديث وفي المسيحية، ط١، بيروت، ١٩٨٣ م.

١٥٦

٣٨ - الخونساري، أحمد، العقائد الحقة، ط ١، قم، منشورات الدليل، ١٤٢١ ه-.

٣٩ - الراغب الاصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، ط ١، بيروت، دار الكتب العلمية، ١٩٩٧ م.

٤٠ - الزين، محمد فاروق، المسيحية والإسلام والاستشراق، ط ٢، دمشق، دار الفكر، ٢٠٠٢ م.

٤١ - السبحاني، جعفر،مفاهيم القرآن،ط٢،قم،انتشارات توحيد،١٤٠٢ ه-.

٤٢ - السيوطي، أبي الفضل جلال الدين عبد الرحمن أبي بكر السيوطي الشافعي، لباب النقول في أسباب الن-زول ،ضبط وتصحيح الأستاذ احمد عبد الشافي، دار الكتب العلمية بيروت - لبنان.

٤٣ - السيوطي، الامامين الجليلين العلامة جلال الدين محمد بن أحمد المحلي والعلامة جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تفسير الجلالين- المحلي، دار المعرفة، بيروت. لبنان.

٤٤ - السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن ابن أبى بكر، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، دار الفكر بيروت - لبنان.

٤٥ - الشهرستاني، أبي الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد ،الملل والنحل، تحقيق محمد سيد گيلاني ماچستر من كلية آداب جامعة القاهرة، دار المعرفة ،بيروت - لبنان.

٤٦ - الشيخ، علي الشيخ، هبة السماء ( رحلتي من المسيحية الى الإسلام )، دار الصادقين، المركز الدولي في ايران، ط ١، ٢٠٠٠ م.

٤٧ - الشيخ الطبرسي، تفسير جوامع الجامع، ط الأولى ،١٤٢٠هق، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة، ايران.

٤٨ - الصادقي، العلامة الدكتور محمد، الإسلام في الكتب السماوية.

٤٩ - الصادقي، د.محمد، عقائدنا، ط ٢، بيروت، مؤسسة النور للمطبوعات، ١٩٩٤ م.

١٥٧

٥٠ - الصدوق، أبى جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمى، الخصال،

٥١ - الصدوق، أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن بابويه القمى ،كمال الدين وتمام النعمة، تصحيح وتعليق على اكبر الغفاري، مؤسسة النشر الاسلامي ( التابعة ) لجماعة المدرسين بقم المشرفة ( ايران )، محرم الحرام ١٤٠٥ - الموافق ل‍: مهر ١٣٦٣.

٥٢ - الصدوق، أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، معاني الأخبار ،تصحيح علي أكبر الغفاري، انتشارات اسلامي، جامعة المدرسين، قم ١٣٦١ ه- ش.

٥٣ - الطباطبائي، العلامة السيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة.

٥٤ - طباطبائي، محمد حسين، بداية الحكمة، ط ١٩، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ١٤٢٣ ه-.

٥٥ - الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، ط ١، بيروت، دار احياء التراث العربي، ١٩٨٢ م.

٥٦ - الطبري، محمدبن جرير، تاريخ الطبري، ط١، بيروت، مؤسسة الاعلمي، ١٩٩٨م.

٥٧ - الطبسي، الشيخ محمد جواد، الإمام المهدي المصلح العالمي المنتظر، دار الهدى ،ط ١، ١٤٢٦ هق - ١٣٨٤ هش، نقله الى العربية عبد السلام الترابي، قم، ايران.

٥٨ - الطبسي، الشيخ نجم الدين، جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)،ط ١، ١٤٢٥هق - ٢٠٠٤م، دار اللواء، بيروت، لبنان.

٥٩ - الطهطاوي، محمد عزت، النصرانية في الميزان، ط ١، دمشق، دار القلم، ١٩٩٥ م.

٦٠ - طويله، عبد الوهاب عبد السلام، المسيح المنتظر ونهاية العالم، دار السلام، ط ١ ،١٩٩٩ م - ١٤١٩ ه-، القاهرة، مصر.

٦١ - طَي، د. محمد، المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، الغدير للدراسات والنشر، ط ١، ١٤٢٠ هق - ١٩٩٩م، بيروت، لبنان.

٦٢ - العاملي، الشيخ محمد بن الحسن الحر، وسائل الشيعة الى تحصيل مسائل الشريعة ،تحقيق مؤسسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث، قم المشرفة ،١٤١٤ ق = ١٣٧٢ه- ش، الطبعة الثانية، المطبعة: مهر.

٦٣ - عبد الواحد، د. علي عبد الواحد، الأسفار المقدسة في الأديان السابقة، دار الكتب، القاهرة، مصر.

١٥٨

٦٤ - عتريسي، الشيخ جعفر، ماقبل نهاية التأريخ، دار المحجة البيضاء - دار الرسول الأكرم، ط ١، ١٤٢٣ هش - ٢٠٠٣ م، بيروت لبنان.

٦٥ - عرب ،الأستاذ أمير، المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، دار الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، دار المجة البيضاء، ط ١، ١٤١٨ هق - ١٩٩٨ م، بيروت، لبنان.

٦٦ - العلمي، عبد الله، سلاسل المناظرة الإسلامية النصرانية، ط ١، ١٩٧٠ م.

٦٧ - عمرو، الشيخ يوسف محمد ،المسيح الموعود والمهدي النتظر، دار المؤرّخ العربي، بيروت - لبنان، ط ١، ١٤٢٣ ه- - ٢٠٠٢ م.

٦٨ - الغزالي، أبي حامد، الرد الجميل لالهية عيسى بصريح الانجيل، تركيا، دار الشفقة، ١٩٩٤ م.

٦٩ - الفخر الرازي، التفسير الكبير، ط ١، بيروت، دار احياء التراث العربي، ١٩٩٥ م.

٧٠ - فرانس، ر.ت، التفسير الحديث للكتاب المقدس، ط ١، القاهرة، دار الثقافة، ١٩٩٠ م.

٧١ - الفغالي، الخوري بولس، المدخل إلى الكتاب المقدس، ط ١، بيروت، المكتبة البوليسية، ١٩٩٤ م.

٧٢ - القرطبي، لابي عبد الله محمد بن أحمد الانصاري القرطبي، الجامع لاحكام القرآن،طبعه دار احياء التراث العربي بيروت - لبنان ١٤٠٥ ه‍ - ١٩٨٥ م.

٧٣ - الكتاب المقدس، ط ١، بيروت ،دار الكتاب المقدس في الشرق الأوسط، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، العهد القديم، الإصدار الثاني ١٩٩٥.العهد الجديد، ط ١، الإصدار الرابع ١٩٩٣ م.

٧٤ - الكليني، ثقة الاسلام الشيخ أبى جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الكليني الرازيرحمه‌الله المتوفى سنة ٣٢٨ / ٣٢٩ ه‍ ،الكافي، تعليق: على اكبر الغفاري، دار الكتب الاسلامية، طهران، الطبعة الثالثة.

٧٥ - الكليني، محمد بن يعقوب، الاصول في الكافي، ط ٣، طهران، دار الكتب الاسلامية، ١٣٧٥ ه- ش.

٧٦ - الكوراني، الشيخ علي العاملي، معجم أحاديث الأمام المهدي.

٧٧ - الكوفي، فرات بن إبراهيم الكوفي، تفسير فرات الكوفي، الطبعة الاولى ١٤١٠ ه‍ - ١٩٩٠ م طهران.

٧٨ - الأصفهاني، ميرزا محمد تقي، مكيال المكارم، قم، ايران.

٧٩ - لوقا، ابراهيم، المسيحية في الإسلام، ط ٥، ١٩٩٥ م.

٨٠ - ماكدويل، جوش، نجار وأعظم، ترجمة سمير الشوملي، حياة المحبة في الشرق الاوسط.

١٥٩

٨١ - المالكي، أحمد بن ادريس، الاجوبة الفاخرة، ط ١، بيروت، دار الكتب العلمية، ١٩٨٦ م.

٨٢ - مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد ٣.

٨٣ - المجلسي، محمد باقر المجلسيى، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت - لبنان، الطبعة الثانية المصححة ١٤٠٣ ه‍ - ١٩٨٣ م.

٨٤ - المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ط ٣، بيروت، دار إحياء التراث العربي،١٩٨٣م.

٨٥ - مجموعة علماء، معجم اللاهوت الكتابي، ترجمة المطران انطونيوس نجيب، بيروت، لبنان.

٨٦ - مجموعة علماء، التفسير التطبيقي للكتاب المقدس، القاهرة، ١٩٩٧ م.

٨٧ - مجموعة علماء، قاموس الكتاب المقدس، ط١٠، القاهرة، دار الثقافة، ١٩٩٥م.

٨٨ - مدن، يوسف مدن، سيكلوجية الأنتظار،دار الهادي،ط ١، ١٤٢٢ ه- - ٢٠٠٢ م، بيروت - لبنان.

٨٩ - مصباح، محمد تقي، معارف القرآن، تعريب عبد المنعم الخاقاني، ط ٢، بيروت، ١٩٩٠ م.

٩٠ - المظفر، محمد رضا، عقائد الإمامية، ط ١، قم، مؤسسة الإمام علي، ١٤١٧ ه-.

٩١ - مفرج، طوني، موسوعة المجتمعات الدينية في الشرق الاوسط، ط ١، بيروت، ١٩٩٥ م.

٩٢ - المفيد، ألشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي محمد بن النعمان، الإرشاد، ط ٣، ١٣٩٩ه- - ١٩٧٩م، ونفس الطبعة لسنة ١٤١٠ه- - ١٩٨٩م، مؤسسة الأعلمي، بيروت، لبنان.

٩٣ - مكدونالد، وليم، تفسير الكتاب المقدس، بيروت، ١٩٩٨ م.

٩٤ - المندلاوي ،محمد محمود، نهاية صراع الأديان بظهور المهدي في آخر الزمان، دار المحجة البيضاء - دار الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ط ١، ١٤٢٢ ه- ٢٠٠١ م.

١٦٠