• البداية
  • السابق
  • 347 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 68321 / تحميل: 6723
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 7

مؤلف:
العربية

أي تأخير سيكون معناه: أن يخرج أشتات من الناس إلى بلادهم، ولا يتمكن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، من إيصال ما يريد إيصاله إليهم..

أما حين يخرج (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) معهم، فمن الطبيعي أن يتقيدوا في مسيرهم بمسيره (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، والكون في ركابه، إما حياءً، أو طلباً لليسر والأمن، والبركة، والكون إلى جانبه أكبر قدر ممكن من الوقت، والفوز بسماع توجيهاته.

هذا.. وقد قطع (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) المسافة ما بين مكة والجحفة، حيث غدير خم ـ وهي عشرات الأميال ـ في أربعة أيام فقط، مع أنه كان يسير في جمع عظيم تبطئ كثرته حركته..

الصحابة يعاقبون النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

ثم إن ما جرى في منى وعرفات قد أوضح لقريش، ومن تابعها: أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مصرٌّ على تنصيب علي (عليه‌السلام ) إماماً وخليفة من بعده.. فضاقت بذلك صدورهم، وأجمعوا أمرهم على مقاطعته ولم يعودوا يطيقون حضور مجلسه، فاعتزلوه وخلا مجلسه منهم.. وابتعدوا عنه.. مع أنهم كانوا دائمي الدخول عليه عادة، وظهر ما أبطنوه على حركاتهم، وفي وجوههم، وعلى تصرفاتهم، وصاروا يعاملونه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بصورة بعيدة حتى عن روح المجاملة الظاهرية.

فواجههم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بهذه الحقيقة، وصارحهم بها، في تلك اللحظات بالذات. ويتضح ذلك من النص التالي:

عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نزل بخم

١٢١

فتنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشق على النبي تأخر الناس، فأمر علياً، فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم متوسداً (يد) علي بن أبي طالب، فحمد الله، وأثنى عليه.. ثم قال:

(أيها الناس، إنه قد كَرِهْتُ تخلفكم عني، حتى خُيِّلَ إلي: أنه ليس شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني)(1) .

وروى ابن حبان بسند صحيح على شرط البخاري ـ كما رواه آخرون بأسانيد بعضها صحيح أيضاً:

أنه حين رجوع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من مكة، حتى إذا بلغ

____________

1- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص226 و 227 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص25 والعمدة لابن البطريق ص107 وإقبال الأعمال ج2 ص248 والطرائف لابن طاووس ص145 مجمع البيان ج3 ص223 وتفسير العياشي ج1 ص331 وتفسير البرهان ج1 ص489 وشواهد التنزيل ج1 ص192 وكتاب الأربعين للشيرازي ص115 ومكاتيب الرسول ج1 ص597 وكتاب الأربعين للماحوزي ص143 وبحار الأنوار ج37 ص133 و134 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص89 وج6 ص253 وج30 ص408 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص138 و 231 ج9 ص169 وكشف المهم في طريق خبر غدير خم ص75 و 115 والغدير ج1 ص22 و219 و223 و327 عنه، وعن الثعلبي في تفسيره، كما في ضياء العالمين، وعن مجمع البيان وعن روح المعاني ج2 ص348.

١٢٢

الكديد أو (قدير)، جعل ناس من أصحابه يستأذنون، فجعل (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يأذن لهم.

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): (ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله أبغض إليكم من الشق الآخر)؟!.

قال: فلم نر من القوم إلا باكياً.

وهو بكاء لا يعبر عن الحقيقة، فإن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) هو الصادق المصدق. إذ لا معنى لهذا البكاء، بعد ما سبقه ذلك الجفاء، الذي بلغ في الظهور حداً دعا النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إلى مطالبته بالإقلاع عنه.

قال: يقول أبو بكر: (إن الذي يستأذنك بعد هذا لسفيه في نفسي الخ..)(1) .. مع أن المطالب الحقيقي هنا هو أبو بكر بالذات.

____________

1- الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ج1 ص444 ومسند أحمد ج4 ص16 ومسند الطيالسي ص182 ومجمع الزوائد ج1 ص20 وج10 ص408 وقال: رواه الطبراني، والبزار بأسانيد رجال بعضها عند الطبراني والبزار رجال الصحيح، وكشف الأستار عن مسند البزار ج4 ص206 وقال في هامش (الإحسان): إنه في الطبراني برقم: 4556 و 4559 و 4557 و 4558 و 4560. وراجع: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث ص212 والآحاد والمثاني ج5 ص24 وصحيح ابن حبان ج1 ص444 والمعجم الكبير للطبراني ج5 ص50 و 51 وموارد الظمآن للهيثمي ج1 ص103 وكنز العـمال ج10 = = ص477 وتهذيب الكمال للمزي ج9 ص208. وراجع: مسند الحارث ج3 ص103 والمسند الجامع ج12 ص221 وحلية الأولياء ج3 ص93.

١٢٣

١٢٤

الفصل الثالث: حديث الغدير: تاريخ ووقائع..

١٢٥

١٢٦

لا بد من الرجوع لكتاب الصحيح:

إن ما جرى في واقعة الغدير بعد حجة الوداع هام جداً، وحساس، وفيه الكثير من البحوث الهامة التي ذكرنا شطراً منها في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في الجزئين الأخيرين منه، وقد آثرنا أن نأخذ النصوص المرتبطة بالغدير ومصادرها من ذلك الكتاب بالذات، توفيراً للوقت والجهد.. ثم نشير إلى ما نرى ضرورة للإشارة إليه من استدلالات، أو مناقشات، أو استفادات فنقول:

نصوص حديث الغدير:

1 ـ قال الطبرسي: (اشتهرت الروايات عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما‌السلام ): أن الله أوحى إلى نبيه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): أن يستخلف علياً (عليه‌السلام )؛ فكان يخاف أن يشق ذلك على جماعة من أصحابه؛ فأنزل الله هذه الآية تشجيعاً له على القيام بما أمره الله بأدائه..)(1) .

____________

1- مجمع البيان ج3 ص223 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص383 وسعد السعود للسيد ابن طاووس ص69 وبحار الأنوار ج37 ص250 وكتاب الأربعين للماحوزي ص153 والتبيان ج3 ص588 ومجمع البحرين ج1 ص242.

١٢٧

والمراد بـ (هذه الآية) قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ..(1) .

2 ـ عنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): أنه لما أُمر بإبلاغ أمر الإمامة قال: (إن قومي قريبوا عهد بالجاهلية، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليّهم، وإني أخاف، فأنزل الله: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ....)(2) .

3 ـ عن ابن عباس، وجابر الأنصاري، قالا: أمر الله تعالى محمداً (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): أن ينصب علياً للناس، فيخبرهم بولايته، فتخوف النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أن يقولوا: حابى ابن عمه، وأن يطعنوا في ذلك فأوحى الله:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ....) (3) .

____________

1- الآية 67 من سورة المائدة.

2- شواهد التنزيل ج1 ص191 و (بتحقيق المحمودي) ج1 ص254 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص261 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج14 ص39 وراجع: مكاتيب الرسول ج1 ص597 وقال في هامشه: راجع البرهان ج2 ص146 وكنز الدقائق ج3 ص137 و 140 و 158 ومجمع البيان ج3 ص223 والدر المنثور ج2 ص298 و ج3 ص259 و 260.

3- الدر المنثور ج2 ص193 وص298 عن أبي الشيخ، وراجع: البرهان ج2 ص146 وكنز الدقائق ج3 ص137 و 140 و 158 ومجمع البيان ج3 ص344 و (ط مؤسسة الأعلمي) ص382 وتفسير الآلوسي ج6 ص193 ومكاتيب = = الرسول ج1 ص597 وروح المعاني ج2 ص348 وكتاب الأربعين للماحوزي ص152 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص227 والغدير ج1 ص219 و 223 و 377 وبحار الأنوار ج37 ص250.

١٢٨

4 ـ ويقول نص آخر: إنه لما أمر الله نبيه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بنصب علي (عليه‌السلام ): (خشي رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من قومه، وأهل النفاق، والشقاق: أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية، لِما عرف من عداوتهم، ولِما تنطوي عليه أنفسهم لعلي (عليه‌السلام ) من العدواة والبغضاء، وسأل جبرائيل أن يسأل ربّه العصمة من الناس).

ثم تذكر الرواية:

(أنه انتظر ذلك حتى بلغ مسجد الخيف. فجاءه جبرئيل، فأمره بذلك مرة أخرى، ولم يأته بالعصمة.

ثم جاء مرة أخرى في كراع الغميم ـ موضع بين مكة والمدينة ـ وأمره بذلك، ولكنه لم يأته بالعصمة.

ثم لما بلغ غدير خم جاءه بالعصمة).

فخطب (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الناس، فأخبرهم: (أن جبرئيل هبط إليه ثلاث مرات يأمره عن الله تعالى، بنصب علي (عليه‌السلام ) إماماً ووليّاً للناس)..

إلى أن قال: (وسألت جبرائيل: أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم ـ أيها الناس ـ لعلمي بقلة المتقين، وكثرة المنافقين، وإدغال الآثمين، وختل

١٢٩

المستهزئين بالإسلام، الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم:

( يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ) (1) ،( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللهِ عَظِيمٌ ) (2) ،( وكثرة أذاهم لي في غير مرّة، حتى سمّوني أُذناً، وزعموا: أنّي كذلك لكثرة ملازمته إيّاي، وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك قرآناً: وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ ) (3) .

إلى أن قال: ولو شئت أن أسميهم بأسمائهم لسميت، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لفعلت. ولكني والله في أمورهم تكرّمت)(4) .

5 ـ عن مجاهد، قال: (لما نزلت: بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ... قال: (يا رب، إنما أنا واحد كيف أصنع، يجتمع عليّ الناس؟! فنزلت: وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ..)(5) .

____________

1- الآية 11 من سورة الفتح.

2- الآية 15 من سورة النور.

3- الآية 61 من سورة التوبة.

4- راجع: مناقب علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لابن المغازلي ص25 والعمدة لابن البطريق ص107 والإحتجاج ج1 ص73 واليقين ص349 وبحار الأنوار ج37 ص206 ونور الثقلين ج2 ص236 والغدير ج1 ص22 عنه وعن الثعلبي في تفسيره. وراجع: موسوعة أحاديث أهل البيت "عليهم‌السلام " ج8 ص53 والصافي (تفسير) ج2 ص58.

5- الإحتجاج ج1 ص69 و 70 و 73 و 74 وراجع: روضة الواعظين ص90 و = = 92 والبرهان ج1 ص437 ـ 438 والغدير ج1 ص221 وفتح القدير ج2 ص60 والدر المنثور ج2 ص298 عن عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ. وراجع: مناقب أهل البيت "عليهم‌السلام " للشيرواني ص130.

١٣٠

6 ـ قال ابن رستم الطبري: (فلما قضى حجّه، وصار بغدير خم، وذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة، أمره الله عز وجل بإظهار أمر علي؛ فكأنه أمسك لما عرف من كراهة الناس لذلك، إشفاقاً على الدين، وخوفاً من ارتداد القوم؛ فأنزل الله يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ....)(1) .

7 ـ وفي حديث مناشدة علي (عليه‌السلام ) للناس بحديث الغدير، أيّام عثمان، شهد ابن أرقم، والبراء بن عازب، وأبو ذر، والمقداد، أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وسلم قال، وهو قائم على المنبر، وعلي (عليه‌السلام ) إلى جنبه:

(أيها الناس، إن الله عز وجل أمرني أن أنصب لكم إمامكم، والقائم فيكم بعدي، ووصيي، وخليفتي، والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته، فقرب(2) بطاعته طاعتي، وأمركم بولايته، وإني راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق، وتكذيبهم، فأوعدني لأبلغها، أو ليعذبني)(3) .

____________

1- المسترشد في إمامة علي "عليه‌السلام " (ط مؤسسة الثقافة الإسلامية) ص465.

2- لعل الصحيح: فقَرَنَ.

3- الإحتجاج ج1 ص214 وإكمال الدين للصدوق ص277 والغدير ج1 ص166 والتحصـين للسيد ابن طـاووس ص634 وبحـار الأنـوار ج31 ص412 = = وكتاب الأربعين للماحوزي ص442 ومصباح الهداية في إثبات الولاية للسيد علي البهبهاني ص354 والمناشدة والإحتجاج بحديث الغدير للشيخ الأميني ص14 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص79 وج5 ص36 وج13 ص52.

١٣١

وعند سليم بن قيس:

(إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري، وظننت الناس تكذبني، فأوعدني..)(1) .

8 ـ وعن ابن عباس: لما أمر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أن يقوم بعلي بن أبي طالب المقام الذي قام به؛ فانطلق النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إلى مكة، فقال:

(رأيت الناس حديثي عهد بكفر (بجاهلية) ومتى أفعل هذا به،

____________

1- فرائد السمطين ج1 ص315 و 316 والغدير ج1 ص165 ـ 166 و 196 و 377 عنه، وإكمال الدين ج1 ص277 وراجع البرهان ج1 ص445 و 444 وبحار الأنوار ج31 ص411 وج33 ص147 وكتاب الولاية لابن عقدة الكوفي ص198 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص347 وكتاب الأربعين للماحوزي ص441 وجامع أحاديث الشيعة ج1 ص28 وسليم بن قيس ص149 و (بتحقيق الأنصاري) ص199 والإحتجاج ج1 ص213 وكتاب الغيبة للنعماني ص75 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص35 وج20 ص96 و 361 وج21 ص78 وج22 ص285 وثمة بعض الإختلاف في التعبير.

١٣٢

يقولوا، صنع هذا بابن عمّه. ثم مضى حتى قضى حجة الوداع)(1) .

وعن زيد بن علي، قال: لما جاء جبرائيل بأمر الولاية ضاق النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بذلك ذرعاً، وقال: (قومي حديثو عهد بجاهليّة، فنزلت الآية)(2) .

9 ـ وروي: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لما انتهى إلى غدير خم: (نزل عليه جبرائيل، وأمره أن يقيم علياً، وينصبه إماماً للناس.

فقال: إن أمتي حديثوا عهد بالجاهلية.

فنزل عليه: إنها عزيمة لا رخصة فيها، ونزلت الآية: وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ....)(3) .

10 ـ عن ابن عباس إنّه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال في غدير خم: (إن

____________

1- كتاب سليم بن قيس ص148 والبرهان ج1 ص444 و 445 والغدير ج1 ص52 و 377 عن سليم بن قيس، وراجع ص217 عن ابن مردويه. وراجع: خلاصة عبقات الأنوار ج7 ص198 وج8 ص262.

2- الغدير ج1 ص51 ـ 52 و 217 و 378 عن كنز العمال ج6 ص153 عن المحاملي في أماليه، وعن شمس الأخبار ص38 عن أمالي المسترشد بالله، وبحار الأنوار ج37 ص177 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص269 و 308 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص349 ومناقب علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " لابن مردويه ص240 وكشف الغمة ج1 ص318 و 324 و 325.

3- إعلام الورى ص132 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص261.

١٣٣

الله أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعاً، مخافة أن تتهموني، وتكذبوني، حتى عاتبني ربي بوعيد أنزله علي بعد وعيد..)(1) .

11 ـ عن الحسن قال في غدير خم أيضاً: (إن الله بعثني برسالة؛ فضقت بها ذرعاً، وعرفت: أن الناس مكذبي، فوعدني لأبلغنّ أوليعذبني، فأنزل الله: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ....)(2) .

12 ـ وجاء في رواية عن الإمام الباقر (عليه‌السلام ): أنه حين نزلت

____________

1- شواهد التنزيل ج1 ص193 و (بتحقيق المحمودي) ج1 ص258 والأمالي للصدوق ص436 والتحصين لابن طاووس ص633 وبحار الأنوار ج37 ص111 ونور الثقلين ج1 ص654 وتأويل الآيات ج1 ص159 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج14 ص34.

2- شواهد التنزيل ج1 ص193 والدر المنثور ج2 ص298 عن ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد، وابن جرير، وأبي الشيخ. وراجع: إكمال الدين ص276 والإحتجاج ج1 ص213 وفتح القدير ج2 ص60 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص351 والتحصين لابن طاووس ص633 وبحار الأنوار ج33 ص147 ومناقب أهل البيت "عليهم‌السلام " للشيرواني ص129 وخلاصة عبقات الأنوار ج8 ص255 و 270 ولباب النقول (دار إحياء العلوم) للسيوطي ص94 و (دار الكتب العلمية) ص82 والغدير ج1 ص165 و 196 و 221 ومسند ابن راهويه ج1 ص402 ومسند الشاميين ج3 ص314 وتخريج الأحاديث والآثار ج1 ص413 والدر المنثور ج2 ص298.

١٣٤

آية إكمال الدين بولاية علي (عليه‌السلام ):

(قال عند ذلك رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية، ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي، يقول قائل، ويقول قائل. فقلت في نفسي من غير أن ينطلق لساني، فأتتني عزيمة من الله بتلةً، أوعدني: إن لم أبلغِّ أن يعذبني. فنزلت: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ..)(1) .

وفي بعض الروايات: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إنما أخر نصبه (عليه‌السلام ) فَرَقاً من الناس، أو لمكان الناس(2) .

ولما انتهى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من نصب علي (عليه‌السلام ) لقي عمر علياً فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة(3) .

____________

1- البرهان في تفسير القرآن ج1 ص488 والكافي ج1 ص290 والتفسير الأصفى ج1 ص285 ونور الثقلين ج1 ص588 والصافي (تفسير) ج2 ص52 وشرح أصول الكافي ج6 ص122 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص287.

2- تفسير العياشي ج1 ص332 والبرهان (تفسير) ج1 ص489 وبحار الأنوار ج37 ص139 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص262 وتفسير الميزان ج6 ص53 وغاية المرام ج3 ص325.

3- مسند أحمد ج4 ص281 والمصنف لابن أبي شيبـة ج7 ص503 وكنز العـمال = = ج13 ص134 والتفسير الكبير للرازي (ط الثالثة) ج12 ص2 و 49 وتفسير الآلوسي ج6 ص194 وتفسير الثعلبي ج4 ص92 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص220 و 221 و 222 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص632 والبداية والنهاية ج5 ص229 وج7 ص386 والمناقب للخوارزمي ص156 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص417 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص84 ونهج الإيمان لابن جبر ص113 و 116 و 120 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص64 و 65 وبشارة المصطفى ص284 وذخائر العقبى للطبري ص67 ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص109 وينابيع المودة للقندوزي ج1 ص98 و 101 و 158 وج2 ص285 ومودة القربى (المودة الخامسة)، وبناء المقالة الفاطمية لابن طاووس ص294 و 297 وتفسير غرائب القرآن للنيسابوري ج6 ص170 وخصائص الوحي المبين ص90 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص236 و 237 والعمدة لابن البطريق ص92 و 96 و 100 والمراجعات ص263 وشرح أصول الكافي ج5 ص196وج6 ص120 والعدد القوية للحلي ص185 والطرائف ص146 و 150 وبحار الأنوار ج37 ص149 و 159 و 179 و 198 و 249 وكتاب الأربعين للماحوزي ص144 و 148 والإكمال في أسماء الرجال ص25 وخلاصة عبقات الأنوار ج1 ص305 وج7 ص29 و 54 و 61 و 69 و 86 و 92 و 115 و 119 و 122 و 124 و 127 و 146 و 148 و 149 و 167 و 170 و 180 و 182 و 192 و 196 و 208 و 218 و 253 و 285 و 295 و 301 و 321 و 326 وج8 = = ص218 و 234 و 241 و 247 و 259 و 272 وج9 ص93 والغدير ج1 ص19 و 143 و 144 و 219 و 220 و 221 و 271 و 272 و 273 و 274 و 275 و 277 و 279 و 280 و 281 و 306 و 355 وج2 ص37 وج6 ص56 وكتاب الأربعين للشيرازي ص116 و 118 و 120 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج2 ص264 و 272 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص231 و 235 و 236 و 238 و 239 و 240 و 290 و 362 و 363 و 364 و 366 وج14 ص34 و 561 و 569 و 583 وج20 ص173 و 174 و 358 و 603 وج21 ص31 و 32 و 34 و 35 و 37 و 38 و 39 و 40 و 66 و 86 و 88 وج22 ص113 و 115 و 121 وج23 ص4 و 9 و 325 و 554 و 635 و 637 وج30 ص23 و 418 و 419 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج2 ص368 و 370.

١٣٥

١٣٦

أو قال له: بخ بخ يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة(1) .

____________

1- ما نزل من القرآن في علي "عليه‌السلام " لأبي نعيم ص86 وثمار القلوب للثعالبي ص636 وراجع: تاريخ بغداد ج8 ص290 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص284 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص233 و 234 وسير أعلام النبلاء ج19 ص328 والبداية والنهاية ج7 ص386 والمناقب للخوارزمي ص156 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج2 ص430 و 516 وينابيع المودة = = ج2 ص249 وكشف الغمة ج1 ص238 و 335 وكشف اليقين ص208 و 250 ونهج الإيمان لابن جبر ص427 والإرشاد ج1 ص177 وكنز الفوائد ص232 والعمدة لابن البطريق ص106 و 170 و 195 و 344 والطرائف ص147 والمحتضر للحلي ص114 وبشارة المصطفى ص158 و402 وإعلام الورى ج1 ص262 و 329 وتنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين لابن كرامة ص64 وبحار الأنوار ج21 ص388 وج37 ص108 و 142 و 251 وج38 ص344 وج94 ص110 وج95 ص321 ومسار الشيعة للمفيد ص39 والأمالي للصدوق ص50 ورسائل المرتضى للشريف المرتضى ج4 ص131 وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري) ص356 وروضة الواعظين للنيسابوري ص350 وشرح أصول الكافي ج5 ص196 وج6 ص120 وخلاصة عبقات الأنوار ج7 ص134 و 246 و 277 و 344 و 354 وج8 ص261 و 278 و 279 و 302 و 303 وج9 ص186 والغدير ج1 ص11 و 222 و 233 و 272 و 275 و 276 و 392 و 402 والمعيار والموازنة ص212 والتفسير المنسوب للإمام العسكري "عليه‌السلام " ص112 وتفسير فرات ص516 وخصائص الوحي المبين ص97 و 153 وكنز الدقائق ج1 ص114 وشواهد التنزيل ج1 ص203 وج2 ص391.

١٣٧

ماذا جرى يوم الغدير؟!:

قال العلامة الأميني (رحمه‌الله ):

(فلما قضى مناسكه، وانصرف راجعاً إلى المدينة، ومعه من كان من

١٣٨

الجموع المذكورات، وصل إلى غدير خم من الجحفة، التي تتشعب فيها طرق المدنيين والمصريين والعراقيين، وذلك يوم الخميس الثامن عشر من ذي الحجة، نزل إليه جبرئيل الأمين عن الله بقوله:( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) (1) . وأمره أن يقيم علياً علماً للناس، ويبلغهم ما نزل فيه من الولاية، وفرض الطاعة على كل أحد.

وكان أوائل القوم قريباً من الجحفة، فأمر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أن يرد من تقدم منهم، ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان، ونهى عن سمرات خمس متقاربات، دوحات عظام، أن لا ينزل تحتهن أحد، حتى إذا أخذ القوم منازلهم، فَقُمَّ ما تحتهن.

حتى إذا نودي بالصلاة ـ صلاة الظهر ـ عمد إليهن فصلى بالناس تحتهن، وكان يوماً هاجراً يضع الرجل بعض رداءه على رأسه، وبعضه تحت قدميه، من شدة الرمضاء، وظلّل لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس.

فلما انصرف (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من صلاته، قام خطيباً وسط القوم(2)

____________

1- الآية 67 من سورة المائدة.

2- راجع: الغدير ج1 ص210 ـ 223 وقد صرح بنزول الآية في هذه المناسبة كثيرون، فراجع ما عن المصادر التالية: ابن جرير الطبري في كتاب الولاية في طرق حديث الغدير كما في ضياء العالمـين، والـدر المنثـور ج2 ص298 وفتح = = القدير ج2 ص57 و 60 عن ابن أبي حاتم، وكنز العمال ج11 ص603 وعن أبي بكر الشيرازي وابن مردويه، وكشف الغمة للأربلي ص324 و 325 وعن تفسير الثعلبي، والعمدة لابن البطريق ص100 والطرائف لابن طاووس ج1 ص152 و 121 ومجمع البيان ج3 ص344 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص29 وأبي نعيم في كتابه ما نزل من القرآن في علي "عليه‌السلام " ص86 وخصائص الوحي المبين ص53 وأسباب النزول ص135 وشواهد التنزيل ج1 ص255 وتاريخ مدينة دمشق ج12 ص237 والتفسير الكبير للرازي ج12 ص49 ومفتاح النجا في مناقب آل العبا ص34 ومودة القربى (المودة الخامسة) وفرائد السمطين ج1 ص158 والفصول المهمة لابن الصباغ ص42 وعمدة القاري ج18 ص206 وغرائب القرآن للنيسابوري ج6 ص170 وشرح ديوان أمير المؤمنين للميبذي ص406 وعن أبي الشيخ، وابن أبي حاتم، وعبد بن حميد، وابن مردويه، وثمار القلوب للثعالبي ص636 وراجع: روح المعاني ج6 ص192 وينابيع المودة ج1 ص119 وراجع: تفسير المنار ج6 ص463 وبحار الأنوار ج37 ص115 ونور الثقلين ج1 ص657 وإعلام الورى ج1 ص261 وقصص الأنبياء للراوندي ص353 وكشف اليقين ص240 وتفسير القمي ج1 ص173 والصافي (تفسير) ج2 ص69.

١٣٩

على أقتاب الإبل، وأسمع الجميع رافعاً عقيرته(1) ، فقال:

____________

1- راجع: الغدير ج1 ص10 وراجع: بحار الأنوار ج37 ص166 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص544.

١٤٠