• البداية
  • السابق
  • 347 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 70251 / تحميل: 8315
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

ويؤكد ذلك: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لم يجعل ثواباً دنيوياً لهذا العمل، بل جعل له ثواباً أخروياً، يزهد أهل الدنيا به.. بل قد لا يصدقه الكثيرون منهم، ولا يدخل في جملة طموحاتهم أو رغباتهم..

٩ ـ إن قول النفر الثلاثة لعلي (عليه‌السلام ): سواء علينا: وقعنا عليك، أو على محمد. يدل على ما بلغه أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) من عظيم الأثر في النكاية بأهل الشرك، حتى أصبحوا يعدلونه بالنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نفسه.. وهم إنما يعرفونه من خلال أثره في الحروب، ولا يعرفونه من خلال مقامه عند الله تعالى، ومن خلال ميزاته الإيمانية والإنسانية، فإنهم لا يعترفون أولا يؤمنون بشيء من ذلك.

١٠ ـ إن الملائكة حين ساعدت علياً (عليه‌السلام ) على عدوه لم يؤثروا في أجسادهم بصورة مباشرة، بل هم قد دلوا علياً (عليه‌السلام ) على المواضع التي إن استفيد منها أمكن إلحاق الضرر بذلك العدو..

وهذا يشير: إلى أن الملائكة لا تريد أن تختزل من جهاد وتضحيات علي (عليه‌السلام ) شيئاً.. حتى على صعيد احتفاظ عدوه بقدراته الذاتية.

١١ ـ لقد لفت نظرنا هؤلاء الأعداء الذين يطمعون في أن تشملهم رحمة محمد (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وتشملهم شفقته. مع أنهم ارتكبوا في حقه ما يستحقون به أشد العقوبات.. لأنهم يريدون إطفاء نور الله تعالى بقتل نبيه بدون مبرر، إذ لماذا يريدون أن يمنعوا الناس من اختيار ما يناسبهم؟! ولماذا يريدون فرض الشرك عليهم؟! ولماذا يريدون أن يفرضوا عليهم الإلتزام بأباطيل الجاهلية، وحفظ أضاليلها؟!

٣٤١

١٢ ـ ورغم أن ما فعله أولئك المجرمون يكفي لإنزال أقسى العقوبات بهم، بما في ذلك عقوبة القتل، إلا أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) هيأ لهم فرصة جديدة للخلاص، حين عرض عليهم الإسلام، ولكن استكبارهم وعتوهم خذلهم هذه المرة أيضاً، فاستحقوا القتل بجميع المعايير والمقاييس، حتى الجاهلية منها.

١٣ ـ وكانت المفاجأة الأعظم هي تلك التي تجلت في نزول جبرئيل بالعفو عن الشخص الثالث، بسبب سخائه، وحسن خلقه.. وكان ذلك هو سبب إيمانه، حين لامس هذا العفو فطرته، وأيقظ وجدانه، وأنعش ضميره، لأنه جاء من دون اشتراط إسلامه وإيمانه، بل جاء بعد رفضه الإيمان والإسلام حين عُرِض عليه..

حجات علي (عليه‌السلام ) مع النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

وذكر ابن شهرآشوب: أن علياً (عليه‌السلام ) قد حج مع النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عشر حجج(١) .

ولعل المراد حجاته معه، فكانت قبل الهجرة تسع مرات، ثم حجة الوداع سنة عشر من الهجرة..

ولكن يرد على هذا: أن المفروض أن يكون قد حج مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قبل الهجرة أكثر من تسع حجات. إذ لا مبرر لتفويت

____________

١- مناقب آل أبي طالب ج٢ ص١٢٣ ومستدرك سفينة البحار ج٢ ص١٨٧ وبحار الأنوار ج٤١ ص١٧.

٣٤٢

الحج في أية سنة من السنين. لا سيما وأن النبوة كانت لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) منذ صغره، فتشمل الحجات التي حجها قبل أن يبعث رسولاً في سن الأربعين..

ويحتمل أن يكون (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد منع من الحج في سنوات الحصار في الشعب، وهي ثلاث سنوات على الظاهر.

ويحتمل أن يكون المراد: أنه حج مع النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بعد الهجرة عشر حجات.. وذلك بالطريقة التي تناسب الأوضاع التي كانت سائدة آنذاك، ولو كانت طريقة إعجازية..

والله هو العالم بحقيقة الحال..

لم يفكر بالدنيا، فأخذ الناقة:

عن ابن عباس: أهدي إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ناقتان عظيمتان سمينتان، فقال للصحابة: هل فيكم أحد يصلي ركعتين بقيامهما وركوعهما، وسجودهما، ووضوئهما، وخشوعهما، لا يهتم فيهما من أمر الدنيا بشيء، ولا يحدث قلبه بفكر الدنيا، أهدى إليه إحدى هاتين الناقتين؟!

فقالها مرة، ومرتين، وثلاثة، فلم يجبه أحد من أصحابه، فقام أمير المؤمنين (عليه‌السلام )، فقال: أنا يا رسول الله، أصلي ركعتين، أكبر تكبيرة الأولى، وإلى أن أسلم منهما،لا أحدث نفسي بشيء من أمر الدنيا.

فقال: يا علي، صلِّ، صلى الله عليك.

٣٤٣

فكبر أمير المؤمنين (عليه‌السلام )، ودخل في الصلاة، فلما سلم من الركعتين هبط جبرئيل على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فقال: يا محمد، إن الله يقرئك السلام ويقول لك: أعطه إحدى الناقتين.

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): إني شارطته أن يصلي ركعتين، لا يحدث فيهما بشيء من الدنيا، أعطيه إحدى الناقتين إن صلاهما، وإنه جلس في التشهد، فتفكر في نفسه أيهما يأخذ.

فقال جبرئيل: يا محمد، إن الله يقرئك السلام ويقول لك: تفكر أيهما يأخذها، أسمنهما وأعظمهما، فينحرها ويتصدق بها لوجه الله. فكان تفكره لله عز وجل، لا لنفسه ولا للدنيا.

فبكى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وأعطاه كليهما. وأنزل الله فيه:( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى ) (١) . لعظة لمن كان له قلب وعقل أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ، يعني يستمع أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) بإذنيه إلى من تلاه بلسانه من كلام( الله وَهُوَ شَهِيدٌ ) (٢) ، يعني وأمير المؤمنين شاهد القلب لله في صلاته، لا يتفكر فيها بشيء من أمر الدنيا(٣) .

____________

١- الآية ٢١ من سورة الزمر.

٢- الآية ٣٧ من سورة ق.

٣- مناقب آل أبي طالب ج٢ ص٢٠ عن تفسير وكيع، والسدي، وعطاء. وراجع: بحار الأنوار ج٣٦ ص١٦١ وتأويل الآيات ج٢ ص٦١٢.

٣٤٤

سؤال يحتاج إلى جواب:

ونقول:

إن هنا سؤالاً هاماً يحتاج إلى جواب، وهو التالي:

كيف صح أن يتعلل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن إعطاء الناقة لعلي (عليه‌السلام ) مع أن جبرئيل أبلغه أمر الله تعالى الصريح بأن يعطي علياً (عليه‌السلام ) إحدى الناقتين؟! ألا ينافي في ذلك عصمته؟! وألا يدل ذلك على عدم صحة هذه الرواية؟!

ونجيب:

إنه إنما ينافي العصمة، ويسقط الرواية عن الإعتبار لو لم يكن له وجه صحيح ومقبول.

والوجه هنا هو: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أراد أن يدفع التوهمات التي قد تراود أذهان البعض الذين لم يطيقوا فوز علي (عليه‌السلام ) بهذه الفضيلة، فيحاولون لأغراض مختلفة أن يقرروه (عليه‌السلام )، إن كانت الناقة قد خطرت بباله أثناء صلاته، فإذا أجاب بالإيجاب، فسيطيرون بها في الشرق والغرب، وسيحدث الخلل الإيماني من خلال انتشار الشك في النبوة، أو في صفات النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في كل اتجاه.

فأوضح النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لهم، من خلال جبرئيل، الذي لا يمكنهم أن ينسبوا إليه المحاباة لعلي (عليه‌السلام )، لأنه ليس صهره ولا ابن عمه ـ أوضح ـ أن خطور الناقة على باله (عليه‌السلام ) علي يتصور على نحوين:

٣٤٥

أحدهما: خطورها له بما لها من قيمة في الدنيا وحسب.. وهذا لو حصل لنقض الشرط الذي شرطه عليه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ولزالت عنه صفة استحقاقها..

الثاني: أن يفكر كيف يستفيد منها في بلوغ مرضات الله سبحانه، وهذا ليس تفكيراً بالدنيا وليس لنفسه، بل هو لله وفي الله عز اسمه.. كما قال جبرئيل (عليه‌السلام )..

ويلاحظ: أن جبرئيل هنا لم يورد هذا التفسير من عند نفسه، بل أسنده إلى الله تبارك وتعالى علام الغيوب، والمطلع على القلوب.. ليتوهم متوهم: أن جبرئيل (عليه‌السلام ) قد لا يبلغ كنه أمثال هذه الأمور، ليكون ذلك أولى بالإقناع، والإتباع.

يضاف إلى ذلك: أن جبرئيل يذكر تفاصيل ما فكر به علي (عليه‌السلام )، ولولا أنه تلقى ذلك عن الله تبارك وتعالى، وأذن له في بيانه، لم يكن له هو الآخر سبيل إلى معرفة ما في الضمائر، وما تكنه السرائر.. كما أنه لا يحق له البيان، لا الإعلان..

٣٤٦

الفهرس

الصحيح من سيرة الإمام عليّ ( عليه‌السلام ) ١

الفصل الرابع: ٥

الفصل الخامس: ٣٧

الباب الحادي عشر: ٥٩

الفصل الأول: ٦١

الفصل الثاني: ٨٣

الفصل الثالث: ١٢٥

الفصل الرابع: ١٥٤

الفصل الخامس: ١٧٧

الفصل السادس: ١٩٥

الفصل السابع: ٢٢٩

الفصل الثامن: ٢٥٥

الفصل التاسع: ٢٨١

الباب الثاني عشر: ٣١٣

الفصل الأول: ٣١٥

الفهرس ٣٤٧

٣٤٧