الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ١

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)0%

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 356

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: الصفحات: 356
المشاهدات: 24938
تحميل: 7532


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 356 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 24938 / تحميل: 7532
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 1

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فليس في الرواية إشارة إلى أنه "عليه‌السلام " قد وطأ تلك الجارية، كما تزعم بعض الروايات.

2 ـ إن بعض النصوص التي رويت لهذه الحادثة تقول:"فتكلم بريدة في علي عند الرسول، فوقع فيه، فلما فرغ رفع رأسه، فرأى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، غضب غضباً لم يره غضب مثله إلا يوم قريظة والنضير، وقال: "يا بريدة، أحب علياً، فإنه يفعل ما آمره". وكذا روي عن غير بريدة(1) .

____________

1- راجع: مجمع الزوائد ج9 ص128 ـ 129 عن الطبراني، وخصائص النسائي ص102 ـ 103 ومشكل الآثار ج4 ص160 ومسند أحمد ج5 ص359 و 350 ـ 351 وسنن البيهقي ج6 ص342 وقال: رواه البخاري في الصحيح، وحلية الأولياء ج6 ص294 وسنن الترمذي ج5 ص632 و 639 وكنز العمال ج15 ص124 ـ 125 و 126 ـ 127 ومناقب الخوارزمي الحنفي ص92 ومستدرك الحاكم ج3 ص110 ـ 111 على شرط مسلم، وتلخيص المستدرك للذهبي (بهـامشـه) وسكت عنـه، والبدايـة والنهايـة ج7 ص344 و 345 عن: أحمـد، = = والترمذي، وأبي يعلى، وغيره بنصوص مختلفة. والغدير ج3 ص216 عن بعض من تقدم، وعن نزل الأبرار للبدخشي ص22 والرياض النضرة ج3 ص129 و 130 وعن مصابيح السنة للبغوي ج2 ص257 والبحر الزخار ج6 ص435 وجواهر الأخبار والآثار المستخرجة من لجة البحر الزخار للصعدي (مطبوع بهامش المصدر السابق) نفس الجلد والصفحة، عن البخاري والترمذي. والمعجم الأوسط ج5 ص117 وبشارة المصطفى ص146 و 147 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص291 و (ط أخرى) ص195 وخصائص أمير المؤمنين للنسائي هامش ص103 والأمالي للطوسي ص250 وبحار الأنوار ج39 ص282 ونهج السعادة ج5 ص279 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج1 ص425 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص87.

٢٦١

وهذا يعني: أن اصطفاء الجارية من قبل علي "عليه‌السلام "، ووطؤه لها إن كان قد حصل، فإنما كان بأمر رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، لمصلحة رآها.

3 ـ ومع غض النظر عن ذلك، وافتراض صحة الروايتين معاً، نقول:

وبذلك يتحقق التوفيق والجمع بين رواية تحريم النساء على أمير المؤمنين "عليه‌السلام " مدة حياة السيدة فاطمة "عليها السلام"، وبين رواية بريدة بأن المقصود برواية تحريم النساء عليه: تحريم الزواج الدائم بالحرائر منهن. فلا تشمل التسري بالإماء.. إذا أذنت الزهراء "عليها السلام"، أو أمر أبوها "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " لمصلحة يراها..

٢٦٢

4 ـ إن ما ذكروه: من أنه "عليه‌السلام " قد أصاب من الجارية، وأنه خرج إليهم ورأسه يقطر، وأخبرهم بما جرى، لم نجده مروياً عن الأئمة "عليهم السلام"، ولعله قد أضيف إلى الرواية من قِبل أولئك الذين أرادوا أن يثيروا المشكلة على أساس إثارة حفيظة السيدة الزهراء "عليها السلام"، لاعتقادهم أن ذكر ذلك لها عنه "عليه‌السلام "، سوف يثير غيرتها، ويحركها ضده.

ولكن فألهم قد خاب؛ لأنهم لم يعرفوا الإمام علياً ولا السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليهما.

وربما تكون هذه التحريكات المغرضة قد حصلت في وقت لاحق، أي بعد أن فشلت محاولاتهم للوقيعة به عند رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "..

سائر نساء علي(عليه‌السلام) :

وبعد استشهاد السيدة الزهراء "عليها السلام" تزوج "عليه‌السلام " بعدة نساءٍ هنَّ:

1 ـ أمامة بنت أبي العاص.

2 ـ أسماء بنت عميس.

3 ـ ليلى بنت مسعود.

4 ـ أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.

5 ـ خولة بنت جعفر بن قيس.

6 ـ الصهباء بنت ربيعة.

٢٦٣

7 ـ محياة بنت امرئ القيس.

8 ـ أم البنين فاطمة بنت حزام الكلابية.

وعن الإمام الباقر "عليه‌السلام ": كان له أيضاً سبع عشرة سُرِّيَّة. بعضهن أمهات ولد(1) .

وسيأتي الحديث عن زواجه "عليه‌السلام " بأمامة بنت أبي العاص، بعد استشهاد الزهراء "عليها السلام".

ولكننا نشير هنا إلى اثنتين من هؤلاء النساء، وهما:

1 ـ أسماء بنت عميس:

فإن جعفر بن أبي طالب كان قدتزوج بأسماء بنت عميس، وهاجرت

____________

1- تاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص652 والصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي ج1 ص163 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص109 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص677 وبناء المقالة الفاطمية للسيد ابن طاووس ص249 وفي ص231 تسع عشرة سرية. وراجع هذا القول في: دعائم الإسلام ج2 ص192 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص208 والعثمانية للجاحظ ص98 وفيض القدير للمناوي ج5 ص538 وفيه: بضع عشرة سرية، والبداية والنهاية ج7 ص368 وفي (ط أخرى) ص333 وتفسير الثوري ص29 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص578 والمحلى لابن حزم ج9 ص218.

٢٦٤

معه إلى الحبشة، وولدت له عبد الله، وعوناً ومحمداً.

ثم تزوجها أبو بكر، فولدت له محمداً.. وبعد وفاة أبي بكر تزوجها علي "عليه‌السلام " فأولدها يحيى(1) .

2 ـ أم البنين بنت حزام:

قالوا: إن علياً "عليه‌السلام " قال لعقيل: "أنظر إلى امرأة قد ولدتها الفحول، لأتزوجها فتلد لي غلاماً فارساً.

فقال له: تزوج أم البنين الكلابية، فإنه ليس في العرب أشجع من آبائها"(2) .

ونلاحظ هنا: أن علياً "عليه‌السلام " لم يكن بحاجة إلى علم عقيل

____________

1- تهذيب الكمال ج35 ص127 وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2 ص282 ـ 287 والإصابة لابن حجر ج8 ص14 ـ 16 والأعلام للزركلي ج1 ص306 والمحبر للبغدادي ص107 وتاريخ الإسلام للذهبي ج4 ص178 والوافي بالوفيات للصفدي ج9 ص33 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص112.

2- عمدة الطالب لابن عنبة ص357 وقاموس الرجال للتستري (ط سنة 1389 هـ) ج10 ص389 و 390 و (ط مركز النشر الإسلامي ـ الطبعة الأولى) ج12 ص196 وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج7 ص429 وج8 ص389 والأنوار العلوية ص442 وعقيل بن أبي طالب للأحمدي الميانجي ص47.

٢٦٥

"رحمه‌الله "، ولا إلى علم غيره بأنساب وأحوال العرب، إلا أن يكون المقصود هو تعريف الناس بمقام تلك الصفوة التي سيكون لها النصيب الأوفر في نصرة الإمام الحسين "عليه‌السلام " في كربلاء.

وأن ذلك بمثابة إخبار غيبي عن ولادة هؤلاء الصفوة، وعن المهمات الجسام التي سوف يضطلعون بها، في نصرة هذا الدين.

وفيه إشارة إلى أن التهيؤ لهذه المواقف والتضحيات قد بدأ قبل ولادة يزيد وابن زياد و.. و..

يضاف إلى ذلك: أنه أراد التنويه بعلم عقيل بالأنساب، ورد ما سوف يكيده به الأمويون وأعوانهم. وتبرئته من الإتهامات الباطلة التي سيوجهونها إليه حين يكشف للناس مخازي أعداء علي "عليه‌السلام "..

مع يقيننا بأن علياً "عليه‌السلام " كان أعرف من عقيل في كل شيء.. ولم يكن بحاجة إليه في اختيار من يشاء من النساء.. ولكنه أراد أن يعطي كل ذي حق حقه.. وأن يعلم الناس: أن لا غضاضة في الرجوع إلى أهل الخبرة، لإظهار فضلهم، والإعلان بالتكريم لهم.

3 ـ علي(عليه‌السلام) يتزوج أمامة:

في سنة اثنتي عشرة للهجرة مات أبو العاصي بن الربيع، وأوصى إلى الزبير، وتزوج علي "عليه‌السلام " ابنته(1) .

____________

1- تاريـخ الأمم والملـوك ج2 ص385 و (ط مؤسسـة الأعلمـي) ج2 ص584 = = ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص254 والمعجم الكبير للطبراني ج22 ص443 والإكمال في أسماء الرجال ص150 والثقات لابن حبان ج2 ص182 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص191 وج18 ص398 وتهذيب الكمال ج9 ص324 والكامل في التاريخ ج2 ص400 وعيون الأثر ج2 ص364 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص32.

٢٦٦

زوجها منه الزبير، لأن أباها قد أوصاه بها(1) .

وقيل: إن علياً "عليه‌السلام " تزوج أمامة بنت أبي العاص، بوصية الزهراء "عليها السلام"، فقد أوصته بذلك، وقالت: إنها تكون لولدي مثلي(2) .

أو قالت: بنت أختي، وتتحنن على ولديّ(3) .

____________

1- أسد الغابة ج5 ترجمة أمامة، والإصابة ج8 ص24 والإستيعاب ج4 ص1788. وراجع الهامش السابق.

2- راجع: روضة الواعظين ص168 ومستدرك الوسائل ج2 ص360 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص870 وعلل الشرايع ج1 ص188 وراجع: بحار الأنوار ج28 ص304 وج43 ص181 و 191 و 199 وج78 ص253 و 256 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص362 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص369 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص317 واللمعة البيضاء ص868 و 872 و 875 والأنوار العلوية ص303 ومجمع النورين ص150 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص332.

3- بحار الأنوار ج43 ص217 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص317 واللمعة البيضاء ص890 عن مصباح الأنوار ص259. وراجع: مجمع النورين للمرندي ص148.

٢٦٧

ويروي ابن عباس عن علي "عليه‌السلام " قوله: أشياء لم أجد إلى تركهن سبيلاً.

إلى أن قال: وتزويج أمامة بنت زينب، أوصتني بها فاطمة "عليها السلام"(1) .

وفي بعض الروايات: أنها ولدت لعلي "عليه‌السلام " محمد الأوسط(2) .

قالوا: ولما جرح علي "عليه‌السلام " خاف أن يتزوجها معاوية، فأمر المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أن يتزوجها بعده.

فلما استشهد علي "عليه‌السلام "، وانقضت عدتها أرسل إليها معاوية يخطبها، فأرسلت إلى المغيرة تعلمه بذلك، فتزوجها المغيرة، فولدت له يحيى، وهلكت عنده(3) .

____________

1- كتاب سليم بن قيس ج2 ص870 وبحار الأنوار ج28 ص304.

2- راجع: مناقب آل أبي طالب ج3 ص89 وبحار الأنوار ج42 ص92 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص317 وإمتاع الأسماع ج6 ص292 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج2 ص122 والأنوار العلوية ص433 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص675.

3- الطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص20 والسيرة الحلبية ج2 ص452 ومجمع البحرين ج1 ص109 والإصابة (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص25 وعيون الأثر ج2 ص364 والإستيعاب ج4 ص1789 وأسد الغابة ج5 ص400 وراجع: ذخائر العقبى ص161 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص32 وعن تاريخ الأمم والملوك ج5 ص145 وأنساب الأشراف (تحقيق المحمودي) ج2 ص414.

٢٦٨

ونقول:

إن لنا مع هذه النصوص وقفات عديدة، نذكر منها.

أمامة بنت أخت فاطمة(عليهما‌السلام):

تصف بعض الروايات أمامة بنت أبي العاص بأنها بنت أخت فاطمة "عليها السلام"، ويعلل النص المنسوب للزهراء "عليها السلام" طلبها من علي الزواج من أمامة بأنها بنت أختها، وتحن على ولديها.

والحال أننا قد أثبتنا في كتبنا: "القول الصائب"، وكتاب "بنات النبي أم ربائبه" وكتاب "ربائب النبي: قل هاتوا برهانكم"، وفي كتب أخرى: أن زينب زوجة أبي العاص بن الربيع لم تكن بنتاً للنبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " على الحقيقة، وإنما نسبت إليه، لأنها تربت في بيته "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ".

فلعلها "عليها السلام" أطلقت عليها وصف الأخت بهذا الإعتبار..

علي (عليه‌السلام ) لم يجد للتخلص سبيلاً:

وقد لفت نظرنا: ما نسب إلى علي "عليه‌السلام "، من أنه لم يجد للتخلص من التـزويـج بأمامـة سبيلاً.. بسبب وصيـة الزهراء "عليها السلام"..

ونقول:

لا ندري لماذا يريد علي "عليه‌السلام " التخلص من هذا الأمر، ويلتمس السبل إلى ذلك، فلا يجدها؟! هل كان يرى أن الزهراء "عليها السلام" قد أخطأت في اختيارها لهذه الفتاة؟! أم أنه لم يكن بحاجة للزواج

٢٦٩

لكن وصية فاطمة "عليها السلام" قد أجبرته عليه؟! وهل يمكن أن تخطئ الزهراء المعصومة؟!

أو أنها هل تتدخل فيما لا يعنيها، وتلزم الناس بما لم يكن المطلوب إلزامهم به؟!

الزبير يزوج أمامة:

وقد ذكر النص المتقدم: أن الزبير هو الذي زوّج علياً "عليه‌السلام " أمامة، لأن أباها كان قد أوصاه بها:

ونقول:

أولاً: إذا كان أبو العاص بن الربيع قد مات في السنة الثانية عشرة، والزهراء "عليها السلام" قد استشهدت قبل ذلك بسنة أو أكثر، فلماذا لا يخطب علي أمامة من أبيها مباشرة؟!.. ولماذا صبر إلى ما بعد وفاته حتى خطبها من الزبير، والحال أن الزهراء "عليها السلام" قد أوصته بالزواج منها، لحفظ أبنائها؟!

ومن الذي كان يهتم بأبناء الزهراء "عليها السلام" طيلة هذه المدة؟!

ثانياً: لنفترض: أنها كانت صغيرة في ذلك الوقت، فانتظرها إلى أن كبرت.. فبعد أن كبرت هل صارت عاقلة راشدة، أم لم تكن كذلك، فإن كانت عاقلة راشدة فلا حاجة لها إلى الزبير ليزوجها؛ لأنها تصبح مالكة لأمرها، ولا تحتاج في زواجها إلى إذن أحد، ولا ولاية لأحد عليها، بعد موت أبيها.

٢٧٠

وإن لم تكن راشدة، فما حاجة أبناء الزهراء "عليها السلام" إليها، وإلى حنانها، بل يكونون هم قد كبروا، واستغنوا عنها وعن غيرها في نفس الوقت الذي تطويه هي للحصول على الرشد..

بل لقد كان لزينب العقيلة "عليها السلام"، فضلاً عن الحسنين "عليهما‌السلام " من العقل والرشد، ما يستغنون به عن جميع أهل الأرض، إن لم نقل: إن الناس يحتاجون إليهم في ذلك وسواه.

ولعل مقصود الراوي: أن الزبير كان وكيلاً عنها في إجراء صيغة النكاح الشرعي مع الإمام "عليه‌السلام ". ثم طور ذلك وحوره لكي يبدو أن علياً "عليه‌السلام " بحاجة إلى الزبير، وأن للزبير شيئاً من الفضل على أمير المؤمنين "عليه‌السلام ".

هل ولدت أمامة لعلي(عليه‌السلام) :

تقدم: أن بعض الروايات تقول: إن أمامة ولدت لعلي "عليه‌السلام " محمداً الأوسط..

غير أن ذلك غير مسلّم، فقد قيل: "إنها لم تلد لعلي، ولا للمغيرة"(1) .

أمامة تزوجت بعد علي(عليه‌السلام):

وكون زواج أمامة بالمغيرة بن نوفل بن عبد المطلب بأمر علي "عليه‌السلام " هو الآخر موضع شك وريب.

____________

1- الإصابة ج4 ص237.

٢٧١

فأولاً: قد روى ابن سعد، عن ابن أبي فديك؛ عن ابن أبي ذئب: أن أمامة بنت أبي العاص قالت للمغيرة بن نوفل:

إن معاوية خطبني.

فقال لها: أتتزوجين ابن آكلة الأكباد؟! فلو جعلت ذلك إليَّ!

قالت: نعم.

قال ابن أبي ذئب: فجاز نكاحه(1) .

ثانياً: إننا لا نرى أن علياً "عليه‌السلام " يتحدث مع أمامه في موضوع كهذا، ولا نظنه يحدد لها زوجاً بعده. لا سيما إذا كان ذلك يستبطن بعض الإحراج لذلك الرجل، الذي عينه لها، والذي قد لا يكون راغباً في زواج كهذا..

ثالثاً: صرح ابن شهرآشوب: بأن النسوة اللواتي توفي علي "عليه‌السلام " عنهن لم يتزوجن بعده، وهن: أُمامة، وأسماء بنت عميس، وأم البنين الكلابية، وليلى التميمية(2) .

____________

1- الإصابة ج4 ص237 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص26 ونيل الأوطار ج6 ص267 وفتح الباري ج9 ص162 وعمدة القاري ج20 ص124 وتغليق التعليق ج4 ص416 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص40 و 233 و 472.

2- مناقب آل أبي طالب ج3 ص305 و (ط المطبعة الحيدرية) ج3 ص90 وراجع: تفسير نور الثقلين ج4 ص299 و مطالب السؤول ص314 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكـوفي ج2 ص48 وتاريخ الأئمة (المجموعة) = = للكاتب البغدادي ص17والهداية الكبرى للخصيبي ص95 وبحار الأنوار ج42 ص92 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص336 والدر النظيم ص411 وكشف الغمة ج2 ص69 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص647 والأنوار العلوية ص450.

٢٧٢

رابعاً: والأمر الأوضح والأصرح: قول ابن شهرآشوب عن أمامة نفسها: "وخطب المغيرة بن نوفل أمامة، ثم أبو الهياج بن سفيان بن الحارث، فروت عن علي "عليه‌السلام ": أنه لا يجوز لأزواج النبي والوصي أن يتزوجن بغيره بعده، فلم يتزوج امرأة ولا أم ولد بهذه الرواية"(1) .

فما يدعى من تزويج الإمام السجاد "عليه‌السلام " إحدى زوجات أبيه لبعض الناس، لا مجال لقبوله..

لماذا هذا العدد من النساء؟!:

وقد يتساءل البعض عن سبب كثرة النساء اللاتي تزوجهن علي أمير المؤمنين "عليه‌السلام ".

ونجيب بما يلي:

ألف: إن علياً "عليه‌السلام " قد عاش عدة سنوات مع الزهراء "عليها السلام"، ولم يتزوج غيرها إلا بعد أن استشهدت، تماماً كما عاش رسول الله

____________

1- مناقب آل أبي طالب ج3 ص305 و (ط المطبعة الحيدرية) ج3 ص90 وبحار الأنوار ج42 ص92 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص336 ونور الثقلين ج4 ص299 والأنوار العلوية ص450.

٢٧٣

"صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " سنوات كثيرة مع خديجة "عليها السلام"، ولم يتزوج غيرها إلا بعد وفاتها. وهذا الزواج فرضته ظروف، ولم يكن استجابة لداعي الشهوة، ولذلك لم يتخير "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم " من النساء الفتيات الأبكار أو الجميلات، بل كن ثيبات أو عجائز لكل واحدة منهن قصة وظرف خاص بها.

ب: إن الزواج بعدد من النساء لا ينحصر بعلي "عليه‌السلام "، ولا بالنبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم "، فإن عمر قد تزوج بالعديد من النساء، ومنهن كما قيل:

1 ـ زينب بنت مظعون.

2 ـ أم كلثوم بنت علي (عقد عليها ولم يدخل بها، وكان ذلك آخر عمره في ظروف ذكرناها في كتاب لنا باسم "ظلامة أم كلثوم".. فراجع).

3 ـ أم كلثوم بنت جرول.

4 ـ جميلة بنت ثابت.

5 ـ لهية (أم ولد) امرأة من اليمن(1) .

6 ـ أم ولد هي أم عبد الرحمن بن الأصغر بن عمر.

7 ـ أم حكيم بنت الحارث.

8 ـ فكيهة (أم ولد).

9 ـ عاتكة بنت زيد.

10 ـ عاصية (أو جميلة) أم عاصم بن عمر(2) .

____________

1- راجع: الكامل في التاريخ ج3 ص54.

2- تاريخ المدينة لابن شبة ج2 ص654 و 655 والكامل في التاريخ ج3 ص53 و 54 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص265 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص274 والوافي بالوفيات للصفدي ج22 ص285 والبداية والنهاية ج7 ص156 و 157 وإمتاع الأسماع ج6 ص213 و 214.

٢٧٤

11 ـ مليكة بنت جرول. وربما تكون هي أم كلثوم بنت جرول..

12 ـ قرينة بنت أبي أمية.

والنساء اللاتي تزوجهن عثمان:

1 ـ رقية (ربيبة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ").

2 ـ أم كلثوم (ربيبة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ").

3 ـ فاختة بنت غزوان.

4 ـ أم عمرو بنت جندب.

5 ـ فاطمة بنت الوليد.

6 ـ أم البنين بنت عيينة.

7 ـ رملة بنت شيبة.

8 ـ نائلة بنت الفرافصة.

9 ـ أم ولد ولدت لعثمان بنتاً اسمها أم البنين(1) .

____________

1- تاريخ المدينة لابن شبة ج3 ص952 و 953 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص54 والكامل في التاريخ لابن الأثير ج3 ص185.

٢٧٥

والنساء اللائي ولدن لأبي بكر هن كما عند ابن الأثير:

1 ـ قتيلة بنت عبد العزى.

2 ـ أم رومان.

3 ـ أسماء بنت عميس.

4 ـ حبيبة بنت خارجة(1) .

ج: إن للإقدام على الزواج من هذه المرأة أو تلك أسباباً مختلفة، قد يكون من بينها السعي للبر بتلك المرأة، وحفظها من أن يعضها الدهر بأنياب الحاجة، و صونها من أن تقع في قبضة رجل فاجر، لا يراعي فيها أحكام الله وشرائعه.

وقد يكون السبب هو حفظ أنفس، ورعاية حقوق لا بد له من حفظها ورعايتها، وقد يكون هو موافاة الأجل لزوج هذه أو تلك، ولا بد من الجليس والأنيس.. وقد يكون السبب هو انجاب ذرية صالحة.. وقد يكون السبب غير ذلك..

د: لكن المهم هو مراعاة أحكام الله فيهن، وحفظ حدوده، والإلتزام بشرائعه، ومعاملتهن بما يقتضيه الخلق الرضي، والواجب الإنساني. ولا يتوهم في حق أمير المؤمنين "عليه‌السلام " سوى هذا..

____________

1- الكامل في التاريخ ج2 ص420 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص169 والمعارف لابن قتيبة ص172 و 173 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص616 ووفيات الأعيان ج3 ص69 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص251.

٢٧٦

٢٧٧

الفصل الثامن:

أولاد أمير المؤمنين (عليه‌السلام )..

٢٧٨

٢٧٩

هؤلاء أولاد أمير المؤمنين(عليه‌السلام):

وقد اختلفوا في عدد أولاد أمير المؤمنين "عليه‌السلام "، فقيل: سبعة وعشرون(1) .

وقيل: ثمانية وعشرون(2) .

وقيل: ثلاثة وثلاثون(3) .

____________

1- الإرشاد للمفيد ج1 ص354 وبحار الأنـوار ج42 ص89 والمستجـاد من الإرشـاد (المجموعة) ص138 والعمدة لابن البطريق ص29 وإعلام الورى ج1 ص395 وكشف الغمة للإربلي ج2 ص67.

وراجع: الفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص641 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص115.

2- تاج المواليد (المجموعة) للطبرسي ص18 والإرشاد للمفيد ج1 ص355 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص140 وبحار الأنوار ج42 ص90 وإعلام الورى ج1 ص396 وكشف الغمة للإربلي ج2 ص67.

3- تاج المواليد (المجموعة) للطبرسي ص18 وتذكرة الخواص ص57.

٢٨٠