الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ١٠
0%
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 334
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 334
ما كتبه الرسول (صلىاللهعليهوآله ) من القرآن لم يصل إلى الخلفاء:
إن الروايات السابقة، وكذلك حديث جمع زيد للقرآن من العسب واللخاف، وصدور الرجال، يؤكد: على أن زيداً لم يكتب مصحفه، اعتماداً على المصحف الذي كتب بحضرة رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، كما يدَّعي البعض، ويُدَّعى أيضاً: أنه كان في بيت عائشة(1) .
بل هو قد كتب مصحفاً للخليفة وأعوانه، ولم يذكر فيه المحكم والمتشابه، ولا غير ذلك مما هو في مصحف علي (عليهالسلام ) الذي تسلّمه بأمر من النبيّ (صلىاللهعليهوآله ) نفسه، كما أسلفنا.
وتقدم: أنه (عليهالسلام ) قد جاءهم به، فلما رأوا أنه قد كتب فيه، ما لا يروق لهم؛ رفضوه، واكتفوا بجمع مصحف لهم، من عسب، ورقاع أخرى، ومن صدور الرجال، حسبما صرحت به رواياتهم.
____________
1- صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج6 ص98 وج8 ص118 والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص41 وعمدة القاري ج20 ص16 وج24 ص263 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص7 والبيان في تفسير القرآن ص240 والبرهان للزركشي ج1 ص233 و 238 الإتقان في علوم القرآن ج1 ص55 و (ط دار الفكر) ج1 ص161 وإكليل المنهج في تحقيق المطلب للكرباسي ص544 وإمتاع الأسماع ج4 ص244 وفلك النجاة لفتح الدين الحنفي ص180 ومناهل العرفان ج1 ص242 وبحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص133.
المراد بالتنزيل:
وتقدم قول أمير المؤمنين (عليهالسلام ): (..ولقد أحضروا الكتاب كَمَلاً، مشتملاً على التنزيل والتأويل)(1) .
والظاهر: أن المراد بالتنزيل: هو نفس القرآن..
أو: شأن نزول الآيات، كذكر أسماء المنافقين، ونحو ذلك..
أو: التفاسير، التي أنزلها الله تعالى على رسوله؛ شرحاً لبعض الآيات، مما لا سبيل إلى معرفته، إلا بالوحي، والدلالة الإلهية، كما هو الحال في بيان كيفيات الصلاة، ومقادير الزكاة.. ومعاني كثير من الآيات، التي تحتاج إلى توقيف منه تعالى؛ فينزل الله ذلك على النبيّ الأكرم (صلىاللهعليهوآله )؛ ولا يكون ذلك قرآنا، بل هو من قبيل الأحاديث القدسية، التي هي وحي إلهي أيضاً.
ولعل ما ورد في بعض الروايات، التي سُجِّلت فيها بعض الإضافات، وقول الإمام (عليهالسلام ): (هكذا أنزلت). يهدف إلى الإشارة إلى نزول تفسيرها من قبل الله سبحانه.
____________
1- الإحتجاج ج1 ص383 و (ط دار النعمان) ج1 ص383 وبحار الأنوار ج90 ص125 ومجمع البيان ج6 ص54 وكنز الدقائق ج2 ص312 ونور الثقلين ج1 ص421 والصافي ج1 ص47 والبيان في تفسير القرآن ص242 وبحر الفوائد ص99.
ويمكن أن يكون قد مزج هذا التفسير النازل بالآية، على سبيل البيان والتوضيح. باعتماد طريقة يتميز معها ما هو قرآن منزل عما هو تفسير منزل.
وكان التفسير المزجي معروفاً آنئذ، فقد جيء عمر بقرآن كتب على سبيل التفسير المزجي، فدعا بالمقراضين، وصار يفصل به الآية عن تفسيرها(1) .
أما التأويل، فالمراد به ما تنتهي إليه الأمور، من حيث تحقق مداليلها.
قال آية الله الخوئي (رحمهالله ): (ليس كل ما نزل من الله وحياً، يلزم أن يكون من القرآن؛ فالذي يستفاد من الروايات في هذا المقام: أن مصحف عليّ (عليهالسلام )، كان مشتملاً على زيادات: تنزيلاً، أو تأويلاً.
ولا دلالة في شيء من هذه الروايات؛ على أن تلك الزيادات هي من القرآن. وعلى ذلك يحمل ما ورد من ذكر أسماء المنافقين في مصحف أمير المؤمنين (عليهالسلام )؛ فإن ذكر أسمائهم لا بد وأن يكون بعنوان التفسير.
ويدل على ذلك: ما تقدم من الأدلة القاطعة، على عدم سقوط شيء من القرآن.
أضف على ذلك: أن سيرة النبيّ (صلىاللهعليهوآله ) مع المنافقين تأبى ذلك، فإن دأبه تأليف قلوبهم، والإسرار بما يعلمه من نفاقهم. وهذا واضح لمن له أدنى اطلاع على سيرة النبيّ (صلىاللهعليهوآله )، وحسن أخلاقه؛ فكيف يمكن أن يذكر أسماءهم في القرآن، ويأمرهم بلعن أنفسهم، ويأمر سائر المسلمين بذلك، ويحثهم عليه، ليلاً ونهاراً؟! وهل يحتمل ذلك؟! حتى
____________
1- راجع: المصنف لابن أبي شيبة ج7 ص180 وكنز العمال ج2 ص315.
ينظر في صحته وفساده)!!(1) .
ولكن لا يخفى أن السيد الخوئي يحتاج إلى بيان، فإن المنافقين وأهل المعاصي على أقسام:
الأول: اولئك الذين ظهرت منهم القبائح، وآذوا رسول الله، في نفسه وفي عترته من أمثال الحكم بن أبي العاص.. وغيره ممن سعوا في إضلال الناس، وإطفاء نور الله.
وقد لعن الله هذا الصنف، وأمر بلعنهم، ونهى عن قبول صدقاتهم، وعن الاستغفار لهم، وعن الصلاة عليهم، والقيام على قبورهم.. وغير ذلك.. ولا ضير في ذكر اسماء هؤلاء وفضحهم. وقد ذكر النبي (صلىاللهعليهوآله ) أسماء بعض المنافقين لحذيفة بن اليمان.
الثاني: أولئك الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً. ثم تابوا، فأولئك عسى الله أن يتوب عليهم.
الثالث: أولئك الذين هم مرجون إلى أمر الله، إما أن يعذبهم، وإما يتوب عليهم.
والقسمان الثاني والثالث يحسن الستر عليهما، امتثالاً لأمر الله بالرفق بهم. أما القسم الأول فيحسن التبرؤ منه، والتحاشي عنه وسائر ما ذكرناه آنفاً، ولا ينافي ذلك حسن الخلق. بل محبوب ومطلوب لله تعالى.
____________
1- البيان في تفسير القرآن ص244 ـ 245 وراجع: بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص313 و 151.
وهذا بالذات يوضح لنا: كيف أن في سورة الأحزاب فضائح الرجال والنساء، من قريش، وغيرهم، حسبما روي عن الإمام الصادق (صلوات الله وسلامه عليه)، حيث أضاف قوله:
(يا ابن سنان، إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب، وكانت أطول من سورة البقرة، ولكن نقصوها، وحرفوها)(1) .
فإن المراد: أنهم حذفوا منها التفسير النازل، الذي جاء ليبين المراد منها، فهو من قبيل تحريف المعاني، كما تقدم بيانه.
ولكن آية الله السيّد الفاني (رحمهالله )، قد أورد على هذه الرواية: بأنه ليس من اللائق التحدث عن مساوئ النساء في القرآن(2) .
ونقول:
المراد بمساوئ النساء ما هو من قبيل حديث الله سبحانه عن تظاهر بعض نساء النبيّ (صلىاللهعليهوآله )، وعن موضوع الملاعنة في الزنى، وغير ذلك..
____________
1- راجع: ثواب الأعمال ص137 و (منشورات الشريف الرضي ـ قم) ص110 وبحار الأنوار ج35 ص235 وج89 ص50 و 288 وجامع أحاديث الشيعة ج15 ص105 والصافي ج4 ص209 وج6 ص76 ونور الثقلين ج4 ص233 ومقدمة تفسير البرهان ص37 وراجع: بحوث في تاريخ القرآن وعلومه ص315 عن البرهان، ومناهل العرفان ج1 ص273.
2- آراء حول القرآن ص184.
فما ذكره (رحمهالله )، لا يصلح مانعاً.
فلعل المراد بكونها فضحت نساء قريش: أنه قد نزل في تفسير سورة الأحزاب بعض ما فعلته بعض نساء قريش تماماً، كما تحدث تعالى عن امرأة أبي لهب، حمالة الحطب، وعن امرأة نوح، وامرأة لوط، وغيرهن، وذكر بعض ما فعلن..
لو قرئ القرآن كما نزل:
وأخيراً.. فقد روي عن الإمام الصادق (عليهالسلام )، قوله: لو قرئ القرآن كما أُنزل، لأُلفينا (لألفيتمونا) فيه مسمّين(1) .
أي أن أسماءهم (عليهمالسلام )، قد أنزلها الله سبحانه، تفسيراً لبعض الآيات.. كما هو الظاهر..
ويلاحظ: أن علياً (عليهالسلام )، قد كتب القرآن كما أُنزل، وعرضه عليهم، ورفضوه..
والرواية الآنفة الذكر تقول: لو قرئ القرآن كما أُنزل، أُلفينا فيه مسمين..
وعن رسول الله (صلىاللهعليهوآله ): (لو أن الناس قرؤوا القرآن كما
____________
1- تفسير البرهان ج1 ص22 وعدة رسائل للمفيد ص225 والمسائل السروية ص80 وبحار الأنوار ج89 ص74 ونور الثقلين ج4 ص12 والبيان في تفسير القرآن ص230 وتفسير العياشي ج1 ص13 وراجع هامشه.
أُنزل، ما اختلف اثنان)(1) .
فنستفيد من ذلك:
أولاً: إن معرفة الناس بالتفسيرات التي أنزلها الله سبحانه، وفيمن نزلت الآية، ومتى نزلت و.. و.. إلخ.. من شأنه أن يعرّف الناس على المخلص، والمزيف، وعلى الصحيح والسقيم، ويقطع الطريق على المستغلين، وأصحاب الأهواء، من النفوذ إلى المراكز الحساسة، ثم التلاعب بالإسلام، وبمفاهيمه، وقيمه.
وثانياً: إننا نجد الكثير من الروايات، التي زخرت بها المجاميع الحديثية والتاريخية لأهل السنة، تشير إلى حدوث بعض الاختلافات في قراءة القرآن. مع أن القرآن ـ كما روي عن أبي جعفر وسيأتي ـ واحد، من عند الواحد، ولكن الإختلاف يجيء من قبل الرواة.
فلو أن القرآن قرئ كما أنزل، لما اختلف اثنان حقاً، وإنما نشأ الإختلاف؛ لأن كل راو أراد أن يقرأ بلهجته، ويدخل تفسيراته، وتأويلاته، أو نحو ذلك..
____________
1- الوافي ج5 ص274 وبحار الأنوار ج89 ص48 وتفسير القمي ج2 ص451 ونور الثقلين ج5 ص726.
الفصل الثاني: يقتلونها.. ويسترضونها..
علي (عليهالسلام ) يتوسط لأبي بكر وعمر:
ومرضت السيدة الزهراء (عليهاالسلام ) فجاءا أبو بكر وعمر يعودانها، فلم تأذن لهما.
فجاءا ثانية من الغد، فأقسم عليها أمير المؤمنين (عليهالسلام )، فأذنت لهما.
فدخلا عليها، فسلما.
فردت رداً ضعيفاً، (وفي غير هذه الرواية: أنها لم ترد عليهما) ثم قالت لهما: سألتكما بالله الذي لا إله إلا هو، أسمعتما قول رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) في حقي: من آذى فاطمة فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله.
قالا: اللهم نعم.
قالت: فأشهد أنكما آذيتماني(1) .
____________
1- بحار الأنوار ج29 ص157 وفي هامشه عن: مصابيح الأنوار ص246 و 247 و 255 والغدير ج7 ص229 وعن إحقاق الحق ج10 ص217 وغيرهما.
وراجع: دلائل الإمامة ص134 و 135 وبحار الأنوار ج43 ص170 و 181 و 157 والإمامة والسياسة ج1 ص20 والدر النظيم ص484 واللمعة البيضاء ص775 و 852 و 861 و 862 وعوالم العلـوم ج11 ص411 و 504 والمناقـب لابن = = شهرآشوب ج3 ص362 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص281 وأعلام النساء ج4 ص123 و 124.
ونقول: هنا أمور تحتاج إلى ايضاح:
لماذا يتوسط لهما علي (عليهالسلام )؟!:
1 ـ لقد كان من الحق أن تمتنع الزهراء (عليهاالسلام ) عن قبول هذين الرجلين، لكي يعرف الناس كلهم: أنهما لم يفعلا شيئاً لتلافي ما بدر منهما..
وأن ما يصدر عنهما من كلام طيب، وودود إنما هو على سبيل المجاملة، وذر الرماد في العيون، دون أن يكون وراءه أي فعل يؤكده أو يؤيده.. بل هم يريدون به الحصول على البراءة أمام أعين الناس ليتخلصا بذلك من سلبيات ما فعلوه.
2 ـ ثم كان من اللازم: أن يتوسط لهما علي (عليهالسلام )، لكي يسمعا، ويسمع الناس كلمات الزهراء (عليهاالسلام ) لهم، وموقفها منهم.
3 ـ ثم يأتي دفن الزهراء (عليهالسلام ) ليلاً، تنفيذاً لوصيتها، ليكون الدليل القاطع على استمرار هذا الغيظ منهما؛ وليكون إرغاماً لمعاطس المحرفين والمزورين، حين لا بد لهم من الإعتراف بأنها (عليهاالسلام ) ماتت وهي واجدة على أبي بكر، ومهاجرة له.
هل أذنت الزهراء (عليهاالسلام ) لهما؟!:
وقد ذكرت الرواية السابقة: أن الزهراء (عليهالسلام ) أذنت للشيخين
بعيادتها بعد أن أقسم عليها أمير المؤمنين (عليهالسلام ).
ونقول:
إن ذلك موضع ريب كبير، فقد ذكرت الروايات: أن الزهراء (عليهاالسلام ) بعد إصرار أمير المؤمنين (عليهالسلام )، قالت له: البيت بيتك، والحرة زوجتك، إفعل ما تشاء(1) .
وفي نص آخر: أن عمر توسط لدى علي ليدخل أبا بكر على الزهراء (عليهاالسلام )، بعد أن أتياها مراراً، فكانت تأبى أن تأذن لهما، فكلمها، فلم تأذن.
فقال: فإني ضمنت لهما ذلك.
قالت: إن كنت قد ضمنت لهما شيئاً، فالبيت بيتك، والنساء تتبع الرجال، ولا أخالف عليك، فأذن لمن أحببت.
ثم ذكر أنها (عليهاالسلام ) لم ترد السلام عليهما. فراجع(2) .
وهذا معناه: أنها لم تأذن، لأن البيت بيت علي (عليهالسلام )، وهو حر
____________
1- بحار الأنوار ج28 ص303 وج43 ص198 وكتاب سليم بن قيس ج2 ص869 واللمعة البيضاء ص871 والخصائص الفاطمية للكجوري ج1 ص191 والأنوار العلوية ص301.
2- بحار الأنوار ج43 ص203 واللمعة البيضاء ص874 وعلل الشرايع ج1 ص221 و (ط المكتبة الحيدرية سنة 1385هـ) ج1 ص178 والدر النظيم ص484 ومجمع النورين للمرندي ص143 وبيت الأحزان ص172.
في أن يأذن لمن يشاء.
وقد حاولت بعض نصوص الرواية تلطيف الموضوع، فبعد أن ذكرت أن الزهراء (عليهاالسلام ) لم تأذن لهما، قالت: فأتيا علياً، فكلماه، فأدخلهما عليها(1) .
هل رضيت الزهراء (عليهاالسلام ) عن الشيخين؟!:
صرحت بعض روايات هذه الحادثة: بأنه بعد أن هدأت تلك الفورة مشى أبو بكر إلى فاطمة (عليهاالسلام ) فشفع لعمر، وطلب إليها، فرضيت عنه(2) .
ونقول:
أولاً: قال المعتزلي: (الصحيح عندي: أنها ماتت وهي واجدة على أبي
____________
1- الإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص20 و (تحقيق الشيري) ج1 ص31 والغدير ج7 ص229 وبحار الأنوار ج28 ص357 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص328 ومصباح الهداية ص218 وبيت الأحزان ص84 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص217 وج25 ص541 وج33 ص275 و 359.
2- راجع: بحار الأنوار ج28 ص322 وتشييد المطاعن ج1 ص436 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص49 والرياض النضرة ج1 ص152 والبداية والنهاية ج5 ص289. والسقيفة وفدك للجوهري ص74 وكتاب الأربعين للشيرازي ص157 و 158 وغاية المرام ج5 ص326 وبيت الأحزان ص113.
بكر وعمر، وأنها أوصت أن لا يصليا عليها..)(1) .
ثانياً: راوي هذا الحديث هو عامر الشعبي.. وقد روى العشرات من الحفاظ والرواة: أنها ماتت وهي واجدة على أبي بكر وعمر على حد سواء(2) .
____________
1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص50. وراجع: كتاب الأربعين للشيرازي ص157 وبحار الأنوار ج28 ص322 وبيت الأحزان ص113.
2- راجع: صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص42 وج5 ص82 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج5 ص154 ومسند أحمد ج1 ص6 و 9 ومشكل الآثار ج1 ص41 والسنن الكـبرى للبيهقي ج6 ص300 و 301 وعمـدة الـقـاري ج15 ص19 وج17 ص258 وصحيح ابن حبان ج11 ص153 و 573 ومسند الشاميين للطبراني ج4 ص198 ونصب الراية للزيلعي ج2 ص360 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص28 و (ط دار صادر) ج2 ص315 ووفاء الوفاء ج30 ص995 والبداية والنهاية ج5 ص306 و285 وكنز العمال ج7 ص242 و (ط مؤسسة الرسالة) ج5 ص604 وتاريخ المدينة لابن شبة النميري ج1 ص196 وإمتاع الأسماع للمقريزي ج13 ص159 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص567 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص369 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج6 ص46 والسيرة الحلبية ج3 ص361 وتاريخ الخميس ج2 ص174 وبحار الأنوار ج29 ص112 وج30 ص386 وفتح الباري ج6 ص197 وج7 ص493 و (ط دار المعرفة) ج6 ص139 والجامـع الصحيح = = للترمذي ج4 ص185 والإمامة والسياسة (تحقيق الزيني) ج1 ص20 و (تحقيق الشيري) ج1 ص31 وسير أعلام النبلاء ج2 ص120 و 121 وشرح النووي لصحيح مسلم ج12 ص77. والإكمال في أسماء الرجال ص168 وأبو هريرة لشرف الدين ص138 وشرح أصول الكافي ج7 ص218 و 405 والعمدة لابن البطريق ص390 و 391 والطرائف لابن طاووس ص258 ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار ص69 وكتاب الأربعين للشيرازي ص522 ومناقب أهل البيت (عليهمالسلام ) للشيرواني ص412 والنص والإجتهاد ص51 و 59 والغدير ج7 ص227 والإمام علي بن أبي طالب (عليهالسلام ) للهمداني ص740 وموسوعة أحاديث أهل البيت (عليهمالسلام ) للنجفي ج8 ص255 و 256 واللمعـة البيضاء ص758 ومجمع النورين للمرندي ص238 وفلك النجاة في الإمامة والصلاة لعلي محمد فتح الدين الحنفي ص157 ونهج الحق للعلامة الحلي ص359 وإحقاق الحق (الأصل) للتستري ص298 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص478 وج25 ص535 و 536 و 538 وج33 ص356.
ثالثاً: إن ثمة نصاً آخر لهذه القضية يقول: (فلما وقع بصرهما على فاطمة (عليهاالسلام )، فلم تردّ عليهما، وحولت وجهها عنهما، فتحولا، واستقبلا وجهها حتى فعلت ذلك مراراً.
وقالت: يا علي، جاف الثوب.
وقالت للنسوة حولها: حولن وجهي، فلما حولن وجهها حوّلا إليها
الخ..).
إلى أن تقول الرواية: (ثم قالت: اللهم أشهدك ـ فاشهدوا يا من حضرني ـ أنهما قد آذياني في حياتي وعند موتي. والله لا أكلمكما من رأسي حتى ألقى ربي).
وهي تقول: والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها(1) .
عدم رد السلام:
قد صرحت هذه الرواية: بأنها (عليهاالسلام ) لم ترد السلام على أبي بكر وعمر.
ومن الواضح: أن رد السلام على المسلم واجب.. والزهراء (عليهاالسلام ) أتقى وأبر من أن تخالف حكماً شرعياً في أي من الظروف والأحوال، كما دلت عليه آية التطهير.
فلا بد أن تكون قد رأت في الجرأة التي أظهراها على رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، ورميه بالهجر ونحوه.
ثم في عدم الاكتراث بنص القرآن الكريم في موضوع الإرث، وما
____________
1- راجع: علل الشرائع الباب 148 ص222 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص186 والغدير ج7 ص229 وبحار الأنوار ج43 ص203 واللمعة البيضاء ص874 وبيت الأحزان ص172. وراجع: الإمامة والسياسة ص20 وأعلام النساء ج4 ص123 و 124 ورسائل الجاحظ ص301.
أفاءه الله على رسوله من دون أن يوجف عليه بخيل ولا ركاب. رغم تذكيرها لهم به.
ثم في نسبة أحكام إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، لم يقلها جزماً.
ثم في قتل النفس المحرمة، بإسقاط جنينها المحسن وسواه.
إنها رأت في ذلك كله ـ ما يجعل رد السلام على من فعل ذلك غير ذي موضوع..
الإستدراج للإعتراف:
ويلاحظ القارئ هنا: الأسلوب البديع الذي انتهجته لاستدراجهما إلى الإعتراف بصدقها(1) . ثم الإعتراف بما ترويه لهما عن رسول الله (صلىاللهعليهوآله )؛ لتسجيل موقفها المستند إلى ذلك الإعتراف، لكي يبقى نوراً يهدي إلى الحق على مرِّ الدهور وكرِّ العصور.
____________
1- راجع على سبيل المثال: اللمعة البيضاء ص836 و 871 و 872 و 874 و875 وكتاب سليم بن قيس جص869 وبحار الأنوار ج28 ص203 و 303 و 204 وج29 ص390 وج43 198 و 199 وعلل الشرايع ج1 ص221 و 222 و (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص186 و 187 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص281 والأنوار العلوية ص301 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص324 والشافي في الإمامة ج4 ص115 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص467.
رواية دلائل الإمامة صحيحة:
روى محمد بن جرير بن رستم الطبري، عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، عن أبيه، عن محمد بن همام، عن أحمد البرقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليهالسلام )، قال:
قبضت فاطمة (عليهاالسلام )، في جمادى الآخرة، يوم الثلاثاء، لثلاث خلون منه، سنة إحدى عشرة من الهجرة. وكان سبب وفاتها: أن قنفذاً ـ مولى عمر ـ لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسناً، ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها.
وكان الرَّجلان من أصحاب النبي (صلىاللهعليهوآله ) سألا أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ أن يشفع لهما إليها، فسألها أمير المؤمنين (عليهالسلام )، فلمَّا دخلا عليها قالا لها: كيف أنتِ يا بنتَ رسول الله؟!
قالت: بخير بحمد الله، ثمَّ قالت لهما: ما سمعتما النبي يقول:
(فاطمة بضعةٌ منِّي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله؟).
قالا: بلى.
قالت: فوالله لقد آذيتماني..
قال: فخرجا من عندها (عليهاالسلام )، وهي ساخطة عليهما [انتهى].
وسند هذه الرواية صحيح كما ترى..
ولكن بعضهم اعترض بقوله:
ذكرتم في السند (عبد الله بن سنان)، وليس (ابن سنان) كما هو موجود في البحار.
والغريب في الأمر أن عبد الله بن مسكان يروي عن عبد الله بن سنان، وليس العكس، كما هو مذكور في كتب الرجال.
والذي يروي عن عبد الله بن مسكان، هو محمد بن سنان، وليس عبد الله بن سنان.. وروايات محمد بن سنان عن ابن مسكان كثيرة في الكتب الأربعة..
فهل ترون أن عبد الله بن سنان يروي أيضاً عن ابن مسكان؟!
وهل عثرتم على روايات أخرى؟! أم أن هذه الرواية هي الوحيدة التي يرويها عبد الله بن سنان عن ابن مسكان؟!
وأجبنا بما يلي:
لا بد من ملاحظة الأمور التالية:
1 ـ إنهم يقولون: إن ابن سنان يروي عن الإمام الصادق (عليهالسلام )..
وقيل: إنه يروي عن أبي الحسن موسى (عليهالسلام )، ولم يثبت..(1) .
مع أنهم يذكرون أنه كان خازناً للمنصور، والمهدي، والهادي،
____________
1- راجع: بهجة الآمال ج5 ص238 عن النجاشي، والخلاصة، وابن داود. وجامع الرواة للأردبيلي ج1 ص487 وراجع: رجال الخاقاني ص347