• البداية
  • السابق
  • 356 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 20957 / تحميل: 6955
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 2

مؤلف:
العربية

وأخو رسوله. وليس أنت. لأن من يفعل ذلك سيجد التكذيب الصريح والفاضح له من الصحابة اللذين سمعوا ذلك القول من النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) مباشرة.

بنت حمزة عند من؟!

ومما يتعلق بحديث المؤاخاة حديث الإختصام في بنت حمزة، فقد قالوا:

إن جعفراً، وزيد بن حارثة، وعلياً(عليه‌السلام) تنازعوا في ابنة حمزة ـ واسمها عمارة ـ فاستدل زيد لنفسه: بأن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قد آخى بينه وبين حمزة.

فلما رفعوا ذلك لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، قال لهم: أما أنت يا زيد فمولى لله ولرسوله، وأما أنت يا علي فأخي وصاحبي، وأما أنت يا جعفر فتشبه خلقي وخلقي، وأنت يا جعفر أحق بها(1) .

____________

1- الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص159 والبداية والنهاية ج4 ص267 وإمتاع الأسماع ج1 ص333 ومسند أبي يعلى ج4 ص266 و 344 ومجمع الزوائد ج4 ص324 وراجع ج9 ص156 وتاريخ مدينة دمشق ج19 ص361 وراجع ج41 ص18 وج42 ص170 وكنز العمال ج5 ص580 وراجع ص579 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص174 وج15 ص516 وج31 ص312 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص195 وصحيح البخاري (ط الميمنية) ج3 ص37 و (ط دار الفكر) ج3 ص168 وج5 ص85 والمستدرك للحاكم ج3 ص217 و 120 وتلخيص المستدرك للذهبي (مطبوع مع المستدرك) بهامش نفس الجزء والصفحة، والسنن الكبرى للبيهقي ج8 ص5 وج10 ص226 وعمـدة القـاري ج13 ص276 وج16 ص214 وج17 ص263 = وتحفة الأحوذي ج6 ص26 والمصنف للصنعاني ج11 ص227 ونصب الراية ج3 ص548 وصحيح ابن حبان ج11 ص230 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص127 و 168 وخصائص أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للنسائي ص88 و 151.

٢٤١

ونحن نشك في صحة هذا النقل، لأن جعفراً " رحمه‌الله " لم يكن في المدينة حين استشهد حمزة(عليه‌السلام) ، وهو إنما قدمها في خيبر، وقد حصلت هذه القضية ـ حسب زعمهم ـ في عمرة القضاء، فمن البعيد أن تبقى بنت حمزة هذه السنوات بلا كفيل.

وإن كانت عند علي(عليه‌السلام) وكان هو كافلها في تلك المدة، فلماذا لم ينازعه فيها زيد، وإن كانت عند زيد، فلماذا لم ينازعه فيها علي(عليه‌السلام) ..

على أننا لا نستطيع أن نفهم سبب وجود ابنة حمزة في مكة في عمرة القضاء، إلا إذا قيل: إن أمها أخذتها إليها ورضي المشركون بذلك منها.

ولكن المفروض هو: أن أمها كانت مسلمة، ولم يحدثنا التاريخ أنها ارتدت وذهبت إلى مكة.

وعلى كل حال.. فإن الحديث عن هذه القضية سيأتي في عمرة القضاء،

إن شاء الله تعالى..

٢٤٢

الفصل الثاني : أترابية.. وعصبية؟!

٢٤٣

٢٤٤

٢٤٥

تكنية علي(عليه‌السلام) بأبي تراب:

ويذكر البعض هنا: أن علياً(عليه‌السلام) لما رأى أنه(صلى‌الله‌عليه‌وآله) لم يؤاخ بينه وبين أحد، خرج كئيباً إلى المسجد، فنام على التراب؛ فجاءه( صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، فجعل ينفض التراب عن ظهره، ويقول: قم يا أبا تراب، ثم آخى بينه وبين نفسه(1) .

ولكن الظاهر: هو أن هذه التسمية قد كانت في مناسبة أخرى غير

____________

1- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص18 و 55 ومجمع الزوائد ج9 ص111 و 121 عن الطبراني في الكبير والأوسط، والمناقب للخوارزمي ص7 و (ط مركز النشر الإسلامي) ص39 وكفاية الطالب ص193 عن ابن عساكر، والغدير ج6 ص335 وفتح الباري ج7 ص58 ومسند أبي يعلى ج1 ص402 وكنز العمال ج13 ص159 وكشف الغمة ج1 ص67 وغاية المرام ج5 ص98 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص228 وج6 ص467 و 472 وج15 ص453 و 459 و 480 و 512 وج20 ص426 و 428 وج21 ص535 وج22 ص233 و 268 وج31 ص313 والفصول المهمة لابن الصباغ ص22.

٢٤٦

هذه.. أي في غزوة العشيرة، التي كانت قبل بدر، فقد خرج النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) إلى بني مدلج، فوادعهم ثم رجع إلى المدينة، ولم يلق كيداً(1) ، وملخص القضية برواية عمار بن ياسر "رضوان الله تعالى عليه":

إنه بعد أن نزل رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله) ومن معه في موضع هناك، ذهب علي(عليه‌السلام) وعمار لينظرا إلى عمل بعض بني مدلج، الذين كانوا يعملون في عين لهم ونخل، فغشيهما النوم، فاضطجعا على صور من النخل، وفي دقعاء من التراب..

قال عمار: فوالله، ما أهبنا إلا رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله) يحركنا برجله، وقد تتربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها.

فيومئذ قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، لعلي بن أبي طالب: ما لك

____________

1- راجع: تاريخ الخميس ج1 ص463 والسيرة النبوية لدحلان (مطبوع بهامش الحلبية) ج1 ص361 والسيرة الحلبية ج2 ص126 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص249 و (ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده) ج2 ص433 وراجع: عمدة القاري ج17 ص74 وتاريخ خليفة بن خياط ص30 وكتاب المحبر لابن حبيب ص110 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص66 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص122 والكامل في التاريخ ج2 ص112 والبداية والنهاية ج3 ص302 وإمتاع الأسماع ج1 ص75 وعيون الأثر ج1 ص298 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص362 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص17.

٢٤٧

يا أبا تراب؟! لما يرى عليه من التراب.. الحديث(1) ..

____________

1- البداية والنهاية ج3 ص247 والآحاد والمثاني (مخطوط في كوبرلي) رقم235، = = وصحيح ابن حبان (مخطوط)، وبحار الأنوار ج19 ص188 ومسند أحمد ج4 ص263 و 264 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص549 و 550 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص47 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص123 و 124 والكامل في التاريخ (ط صادر) ج2 ص12 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص249 و250 و(ط مكتبة محمد علي صبيح وأولاده) ج2 ص434 وخصائص أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للنسائي ص129 والمستدرك للحاكم ج3 ص140 وكنز العمال ج15 ص123 و 124 و (ط مؤسسة الرسالة) ج13 ص141 عن المصنف، والبغوي، والطبراني في الكبير، وابن مردويه، وأبي نعيم في معرفة الصحابة، وابن النجار، وغيرهم، وعن ابن عساكر، وشواهد التنزيل ج2 ص342 ومجمع الزوائد ج9 ص136 و 100 عن الطبراني في الأوسط والكبير، والبزار وأحمد، ووثق رجال عدد منهم، وتاريخ الخميس ج1 ص364 وترجمة الإمام علي >عليه‌السلام < من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج3 ص86 وأنساب الأشراف ج2 ص90 والسيرة الحلبية ج2 ص126 والطبقات الكبرى لابن سعد، والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص363 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص303 وعن كتاب الفضائل لأحمد بن حنبل رقم295 والغدير ج6 ص334 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص17 وعيون الأثر ج1 ص226 وإمتاع الأسماع للمقريزي ص55 وإعلام الورى ج1 ص165 ومجمع البيان ج10 ص371 ونور الثقلين ج5 ص587 والجامع لأحكام القرآن ج4 ص192 وعلى كل حال، فإن من يراجع غزوة العشيرة في كتب التاريخ والحديث، يجد هذا الحديث مثبتاً في أكثر المصادر.

٢٤٨

لا بد من التحفظ:

غير أن لنا تحفظاً مهماً على هذه الرواية لأجل ما تضمنته الرواية من أن النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) قد حرك علياً(عليه‌السلام) وعماراً برجله، فإن هذا لا يمكن أن يصح، لأنه ينافي أخلاق رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله) .. فلا بد من طرح هذه الفقرة من الرواية. أو القول بحصول تصحيف فيها، بأن يكون الصحيح: "حركنا برجلنا" بدل "برجله".. ويبقى ما عداها على ما هو عليه من الإعتبار لتواتر روايته اذ لا ريب في ثبوت هذه الكنية التي منحها النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) لعلي(عليه‌السلام) .. وهي مجمع عليها من قبل أهل التاريخ والرواية.

إذا غاضب فاطمة(عليها‌السلام) وضع التراب على رأسه:

كما لا ريب في بطلان ما يزعمه أهل الباطل، من أنه( عليه‌السلام ) سمي بأبي تراب، لأنه كان إذا غاضب فاطمة وضع التراب على رأسه، فإذا رآه النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) عرف ذلك، وخاطبه بهذا الخطاب(1) .

____________

1- السيرة الحلبية ج2 ص127 و (ط دار المعرفة) ج2 ص351 وأنساب الأشراف ج2 ص90 والغدير ج6 ص336 وفتح الباري ج10 ص486 وعمدة القاري ج16 ص214 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص434.

٢٤٩

ومثله قولهم: إنه(عليه‌السلام) غاضب فاطمة(عليها‌السلام) مرة، وخرج إلى المسجد ونام على التراب، فعرف النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) بالأمر، فبحث عنه فوجده، فخاطبه بهذا الخطاب(1) .

ويزيدون على ذلك قولهم: كان في علي على فاطمة شدة فقالت: والله لأشكونك إلى رسول الله، فانطلقت، وانطلق علي بأثرها، فشكت إلى رسول الله غلظ علي، وشدته عليها.

فقال: يا بنية، اسمعي واستمعي، واعقلي: إنه لا إمرة لامرأة لا تأتي هوى زوجها. وهو ساكت.

____________

1- البداية والنهاية ج3 ص347 و (ط دار إحياء التراث العربي ـ بيروت) ج7 ص371 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج7 ص119 والأدب المفرد ص183 والمعجم الكبير للطبراني ج6 ص149 والجامع لأحكام القرآن ج19 ص33 وتفسير أبي السعود ج9 ص49 وتفسير الآلوسي ج29 ص101 وسبل الهدى والرشاد ج9 ص362 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص351 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج20 ص424 و 427 وج23 ص624 والغدير ج6 ص336 عن السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص237 وعمدة القاري ج7 ص630 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص363 عن صحيح البخاري، والمناقب للخوارزمي ص7 وأنساب الأشراف ج2 ص90 ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص211.

٢٥٠

قال علي(عليه‌السلام) : فكففت عما كنت أصنع وقلت: والله، لا آتي شيئاً تكرهينه أبداً(1) .

وقصة أخرى، تقول: كان بين علي وفاطمة كلام، فدخل رسول الله، فألقى له مثالاً فاضطجع عليه، فجاءت فاطمة؛ فاضطجعت من جانب، وجاء علي واضطجع من جانب، فأخذ رسول الله بيد علي فوضعها على سرته، وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته، ولم يزل حتى أصلح بينهما(2) .

نعم.. إن كل ذلك لا يصح لما يلي:

1ـ إننا لم نفهم سر هذا التصرف الذي انتهجه(صلى‌الله‌عليه‌وآله) فيما يزعمون للصلح بين الزوجين، حيث اضطجع، ووضع يديهما على سرته!!

2ـ لم نفهم السبب في أنه(صلى‌الله‌عليه‌وآله) حسب زعمهم قد أنحى باللائمة على إبنته، بدلاً من أن يدافع عنها أمام من يظلمها!!

3 ـ إن فاطمة(عليها‌السلام) أجلّ وأتقى لله وأبرّ وأطهر وانقى، من أن تغضب علياً(عليه‌السلام) ، وهي الصديقة الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً، بنص الكتاب العزيز.

____________

1- الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج8 ص16 و (ط دار صادر) ج8 ص26 والإصابة ج8 ص268.

2- علل الشرائع ج1 ص156 وبحار الأنوار ج43 ص146 والطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج8 ص16 و (ط دار صادر) ج8 ص26 وكشف الغمة ج2 ص95 وغاية المرام ج1 ص61.

٢٥١

كما أن علياً(عليه‌السلام) أجلّ، وأرفع، وأتقى، واورع، من أن يغضب فاطمة(عليها‌السلام) وسيرته وتطهير الله له من الرجس، ومن كل مشين، بنص كتابه العزيز أدل دليل على ذلك.

4 ـ لقد قال علي(عليه‌السلام) وكأنه يتنبأ بما سوف يفتريه عليه الحاقدون: "فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر، حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها؛ فتنكشف عني الهموم والأحزان"(1) .

5 ـ إن وضعه التراب على رأسه كلما غاضبها لا يصدر من رجل عاقل، حكيم لبيب، له علم ودراية أمير المؤمنين(عليه‌السلام) ، لأنه أشبه بلعب الأطفال.

6 ـ إن أمير المؤمنين(عليه‌السلام) الذي هو قسيم الجنة والنار، لم يكن ليؤذي الله تعالى والنبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله) ؛ لأن جزاء من يؤذي الله ورسوله ليس هو الجنة قطعاً.

وقد قال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله) : إن من آذى فاطمة(عليها‌السلام)

____________

1- المناقب للخوارزمي ص256 و (ط مركز النشر الإسلامي) 353 وكشف الغمة ج1 ص363 و (ط دار الأضواء) ج1 ص373 وبحار الأنوار ج43 ص134 وبيت الأحزان ص53.

٢٥٢

فقد آذاه، أو من أغضبها فقد أغضبه(1) .

____________

1- صحيح البخاري (ط مشكول) ج5 ص36 و (ط دار المعرفة) ج4 ص210 و 219 والآحاد والمثاني ج5 ص362 و 361 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص156 وبحار الأنوار ج28 ص76 وج29 ص157 و 158 وج43 ص54 وإعلام الورى ج1 ص294 وكشف الغمة ج2 ص95 ونهج الإيمان ص620 واللمعة البيضاء ص136 و 775 و 777 والمعجـم الكبـير للطـبراني ج22 ص403 و405 = = وفضائل سيدة النساء لابن شاهين ص30 ـ 33 و 36 وأمالي الحافظ الأصبهاني ص45 و 47 وراجع: شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص190 وحلية الأولياء ج2 ص40 وينابيع المودة ص360 و 171 و 173 والسنن الكبرى للبيهقي ج10 ص201 و 64 والمستدرك للحاكم ج3 ص159 وتلخيصه بهامشه، وأعلام النساء ج4 ص125 وكنز العمال ج13 ص93 ج12 ص106 و 107 و 111 و 112 وخلاصة تذهيب تهذيب الكمال ص494 والسنن الكبرى ج5 ص97 و 147 والإصابة ج4 ص378 وتهذيب التهذيب ج12 ص441 و392 وشرح مسلم للنووي ج16 ص2 وفضائل الصحابة للنسائي ص78 وصحيح مسلم ج7 ص141 وسنن الترمذي ج5 ص360 و698 وأحكام القرآن لابن العربي ج1 ص638 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص267 وتهذيب الكمال ج35 ص250 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص44 والدر النظيم ص462.

وثمة مصادر أخرى ذكرت ذلك تعقيباً على قصة مكذوبة هي قصة خطبة علي >عليه‌السلام < لبنت أبي جهل فراجع: ذخائر العقبى ص37 و 38 وكفاية الطالب ص365 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص53 ونظم درر السمطين ص176 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج16 ص272 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص10 وخصائص أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للنسائي ص120 و 121 وصحيح ابن حبان ج15 ص405 وصفة الصفوة ج2 ص13 ومسند أحمد ج4 ص5 و 328 والبداية والنهاية ج6 ص333 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج6 ص366 والصواعق المحرقة ص188.

٢٥٣

وقال: إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها(1) .

____________

1- راجع: فرائد السمطين ج2 ص46 ومجمع الزوائد ج9 ص203 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص52 وكفاية الطالب ص364 وذخائر العقبى ص39 وأسد الغابة ج5 ص522 وتهذيب التهذيب ج12 ص442 وينابيع المودة ص173 و 174 و 179 و 198 و (ط دار الأسوة) ج2 ص56 و 72 ونظم درر السمطين ص177 ومستدرك الحاكم ج3 ص154 و 158 وتلخيصه للذهبي مطبوع بهامشه، وكنز العمال ج13 ص96 وج6 ص219 وج7 ص111 و (ط مؤسسة الرسالة) ج12 ص111 والغدير ج7 ص231 ـ 236 وإحقاق الحق ج10 ص116 ومسند زيد بن علي ص459 والأمالي للصدوق ص467 وعيون أخبار الرضا "عليه‌السلام " ج1 ص29 و 51 ومعاني الأخبار ص303 وروضة الواعظين ص149 والأمالي للمفيد ص95 والأمالي للطوسي ص427 واللمعة البيضاء ص132 ـ 134 و 892 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص106 وبحار الأنوار ج21 ص279 وج27 ص62 وج29 ص336 وج43 ص19 و 22 و 26 و 44 و 54 و 220 وراجع: السنن الكبرى ج7 ص64 والصواعق المحرقة ص186 وسير أعلام النبلاء ج2 ص132.

٢٥٤

7 ـ لقد قالت فاطمة لعلي(عليه‌السلام) : ما عهدتني كاذبة، ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني، "فصدقها"(عليه‌السلام) ، في ذلك(1) .

8 ـ إن علياً(عليه‌السلام) لم يكن ليغضب من النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، ويعتب عليه، وهو يعلم أنه لا يأتي بعمل من عند نفسه، كما أن سيرته(عليه‌السلام) مع النبي تؤكد على أنه كان يلتزم حرفياً بكل ما يصدر عنه، حتى إنه حينما أمره(صلى‌الله‌عليه‌وآله) أن يسير لفتح خيبر ولا يلتفت، مشى(عليه‌السلام) ما شاء الله، ثم وقف، فلم يلتفت وقال: يا رسول الله الخ..(2) .

____________

1- روضة الواعظين ص151 وبحار الأنوار ج43 ص191 والأنوار البهية ص59 وأعيان الشيعة ج1 ص321 واللمعة البيضاء ص868 وبيت الأحزان ص176.

2- أنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص93 والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج15 ص380 وإسناده صحيح، ومسند أحمد ج2 ص384 ـ 385 وصحيح مسلم ج7 ص121 وسنن سعيد بن منصور ج2 ص179 وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص58 و 59 و 57 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج1 ص159 والغدير ج10 ص202 وج4 ص278 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج1 ص200 ومسند الطيالسي ص320 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص110 وشرح أصول الكافي ج6 ص136 وج12 ص494 ومناقب أمير المؤمنين ج2 ص503 والأمالي للطوسي ص381 والعمدة لابن البطريق ص143 و 144 و 149 والطرائف لابن طاووس ص59 وبحار الأنوار ج21 ص27 وج39 ص10 و 12 والنص والإجتهاد ص111 وعن فتح الباري ج7 ص366 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص111 ورياض الصالحين ص108 وكنز العمال ج1 ص86 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص82 و 83 و 84 و 85 والبداية والنهاية ج4 ص211= = والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص352 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه‌السلام " ج1 ص178 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص125 وينابيع المودة ج1 ص154.

٢٥٥

9 ـ أضف إلى ذلك: أن النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) حينما كان يستشير أصحابه في الموارد المختلفة، في بدر وأحد وغيرهما، كان أصحابه يتكلمون بما شاؤوا، ولم يكن علي(عليه‌السلام) يبدي رأياً، ولا يقدم بين يدي الله ورسوله بشيء أصلاً، إلا ما روي في شأن الإفك على مارية، حيث طلب منه النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) أن يبدي رأيه فأشار(عليه‌السلام) بطلاق عائشة ليكون ذلك بمثابة إنذار لها؛ لترتدع عن مواقفها وأعمالها، وتكف عن أذى رسول الله وأزواجه.

10 ـ وأخيراً.. بالنسبة لما يذكرونه من عتب علي(عليه‌السلام) أو كآبته

٢٥٦

حين آخى النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) بين أصحابه، فهو غير دقيق، إذ لماذا يغضب(عليه‌السلام) ويعتب؟! أليس قد آخاه(صلى‌الله‌عليه‌وآله) قبل الهجرة؟!. ثم هو لم يزل يؤكد على أخوته له، كلما اقتضت المناسبة ذلك؟!

وعلى كل حال، فنحن لن نكذب النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله) ، والقرآن، ونصدق هؤلاء، فنحن نذر هذه الترهات لهم، تدغدغ أحلامهم، وترضي حقدهم على علي وأهل البيت "صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين". وان ربك لبالمرصاد.

وقد ذكرت القصة في بعض المصادر من دون إشارة إلى المغاضبة، فراجع(1) .

____________

1- راجع على سبيل المثال: جواهر المطالب في مناقب الإمام علي "عليه‌السلام " لابن الدمشقي ج1 ص30 وعمدة القاري ج16 ص214 و 216 وتحفة الأحوذي للمباركفوري ج10 ص144 وذخائر العقبى لأحمد بن عبد الله الطبري ص57 والآحاد والمثاني للضحاك ج1 ص150 والعمدة لابن البطريق ص26 والطرائف في معرفة مذاهب الطوائف لابن طاووس ص78 عن البخاري، وصحيح البخاري ج5 ص88 ح199 و (ط دار الفكر ـ 1401هـ ـ 1981م) ج4 ص208 وصحيح ابن حبان ج15 ص368 ونظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص107 والفصول المهمة في معرفة الأئمة لابن الصباغ ج1 ص226 وينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي ج1 ص163 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص82 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص538.

٢٥٧

الشيخ الصدوق (رحمة الله) ورواية المغاضبة:

وقد قال الشيخ الصدوق "قدس‌سره " عن الخبر المتضمن لذكر الخلاف بين علي وفاطمة (عليهما‌السلام )، ما يلي:

"ليس هذا الخبر عندي بمعتمد، ولا هو لي بمعتقد في هذه العلة، لأن علياً(عليه‌السلام) وفاطمة(عليها‌السلام) ما كان ليقع بينهما كلام يحتاج رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله) إلى الإصلاح بينهما، لأنه(عليه‌السلام) سيد الوصيين، وهي سيدة نساء العالمين، مقتديان بنبي الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله) في حسن الخلق، لكني أعتمد في ذلك على ما حدثني به.."(1) .

ثم ذكر رواية سليمان بن مهران عن عباية بن ربعي الآتية.

وفي رواية أخرى، عن ابن عمر قال: بينا أنا مع النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) في نخيل المدينة وهو يطلب علياً(عليه‌السلام) إذا انتهى إلى حايط، فاطلع فيه فنظر إلى علي(عليه‌السلام) وهو يعمل في الأرض وقد اغبارّ، فقال ما ألوم الناس أن يكنوك أبا تراب.

فلقد رأيت علياً تمعر وجهه، وتغير لونه، واشتد ذلك عليه.

____________

1- راجع: علل الشرايع ج1 ص187 و (منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها ـ النجف الأشرف) ج1 ص156 وراجع: بحار الأنوار ج43 ص147 وغاية المرام ج1 ص61.

٢٥٨

فقال النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله) : ألا أرضيك يا علي؟!

قال: نعم يا رسول الله.

فأخذ بيده، فقال: أنت أخي، ووزيري، وخليفتي في أهلي، تقضى ديني الخ.."(1) .

والظاهر: أن اشتداد ذلك على أمير المؤمنين(عليه‌السلام) ، إنما هو لعلمه: بأن الذين سيقولون عنه ذلك إنما يريدون تنقصه وتصغير شأنه بكلامهم هذا، وتحريفاً منهم لمقصد رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله) من إطلاق هذا اللقب عليه(2) . لأنه(صلى‌الله‌عليه‌وآله) قال ذلك له على غير المعنى الذي أرادوه. والله أعلم بحقيقة الحال!

____________

1- راجع: علل الشرايع ج1 ص188 و (منشورات المكتبة الحيدرية ـ النجف الأشرف) ج1 ص157 ومناقب الإمام أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للكوفي ج1 ص320 والعقد النضيد والدر الفريد للقمي ص53 وبحار الأنوار ج35 ص50 ومجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص121 والمعجم الكبير للطبراني ج12 ص321 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة= = والتاريخ ج11 ص198 وغاية المرام ج1 ص60 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج4 ص229 وج23 ص143 و 144 و 270 و 342 و 350 و 601 وج31 ص292.

2- راجع: تذكرة الخواص ج1 ص129.

٢٥٩

سبب تكنية علي(عليه‌السلام) بأبي تراب:

وسبب تسمية النبي(صلى‌الله‌عليه‌وآله) علياً(عليه‌السلام) بأبي تراب، هو أنه(صلى‌الله‌عليه‌وآله) جاء وعلي(عليه‌السلام) نائم في التراب، فقال: أحق أسمائك أبو تراب، أنت أبو تراب(1) .

وقد علل ابن عباس هذه التكنية بوجه دقيق وعميق، فقد روى سليمان بن مهران، عن عباية بن ربعي، قال: قلت لعبد الله بن عباس: لم كنى رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله) علياً(عليه‌السلام) أبا تراب؟!

قال: لأنه صاحب الأرض، وحجة الله على أهلها بعده، وبه بقاؤها، وإليه سكونها. ولقد سمعت رسول الله(صلى‌الله‌عليه‌وآله) يقول:

إنه إذا كان يوم القيامة، ورأى الكافر ما أعد الله تبارك وتعالى لشيعة علي(عليه‌السلام) من الثواب والزلفى والكرامة، قال: "يا ليتني كنت تراباً. يعني: (يا ليتني) من شيعة علي(عليه‌السلام) .

____________

1- راجع: مجمع الزوائد للهيثمي ج9 ص101 والمعجم الأوسط للطبراني ج1 ص237 وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج42 ص18 والغدير للشيخ الأميني ج6 ص334 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص82 وكنز العمال ج11 ص627 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص543 و 545 وج15 ص592 وج20 ص423 و 429 و 431.

٢٦٠