الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٣
0%
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 364
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 364
أو لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر(1) .
وفي بعض الروايات أنه قال ذلك في مرضه الذي مات فيه(2) .
____________
1- راجع: صحيح البخاري (ط دار الفكر) ج4 ص254 وصحيح مسلم (ط دار الفكـر) ج7 ص108 والجامـع لأحكام القـرآن ج5 ص208 وتاريخ مدينة = = دمشق ج30 ص246 وج52 ص153 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص435 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص109 والوافي بالوفيات ج17 ص165 والنزاع والتخاصم ص113 وإمتاع الأسماع ج14 ص425 وإحقاق الحق (الأصل) ص211 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص231 والغدير ج3 ص196 وسنن الترمذي ج5 ص270 وفضائل الصحابة للنسائي ص3 وشرح مسلم للنووي ج15 ص151 وفتح الباري ج2 ص417 وعمدة القاري ج17 ص39 وتحفة الأحوذي ج10 ص101 و 112 وتركة النبي "صلىاللهعليهوآله " لابن زيد البغدادي ص51 والسنن الكـبرى للنسائي ج5 ص35 وصحيح ابن حبـان ج14 ص559 وج15 ص277 والمعجم الكبير للطبراني ج11 ص268 والإستيعاب (ط دار الجيل) ج3 ص967 والتمهيد لابن عبد البر ج20 ص112 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج11 ص544.
2- راجع: فتح الباري ج7 ص10 وتحفة الأحوذي ج10 ص100 والغدير ج3 ص196 ومسند أحمد ج1 ص270 ومسند أبي يعلى ج4 ص457 وصحيح ابن حبان ج15 ص275 وتاريخ مدينة دمشق ج30 ص242.
وعند مسلم، عن جندب: قبل أن يموت بخمس ليال(1) .
وعند الطبراني، وأبي يعلى بإسناد حسن عن معاوية وعائشة: أن ذلك بعد أن صب عليه "صلىاللهعليهوآله " من سبع قرب من آبار شتى(2) .
وقد استدلوا بذلك على استحقاق أبي بكر للخلافة، لا سيما وأنه قد ثبت أن ذلك كان في أواخر حياته "صلىاللهعليهوآله "(3) .
ونقول:
1ـ إن قال عمر بن الخطاب في مرض النبي "صلىاللهعليهوآله ": إن النبي ليهجر، لا بد أن يحرج هؤلا، لأنه يسقط أي تصرف له "صلىاللهعليهوآله "عن درجة الصلاحية للإستدلال به.
2ـ بل لو كان النبي "صلىاللهعليهوآله " قد أمر بسد الأبواب إلا باب
____________
1- راجع: فتح الباري ج7 ص10 وتحفة الأحوذي ج10 ص100 وصحيح ابن حبان ج14 ص334 والغدير ج8 ص34 ومجمع الزوائد ج4 ص237 وج9 ص45 وكنز العمال ج12 ص501 وراجع: تاريخ مدينة دمشق ج30 ص248.
2- راجع: سنن الدارمي ج1 ص38 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص437 والبداية والنهاية ج5 ص249 وإمتاع الأسماع ج14 ص442 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص453 وسبل الهدى والرشاد ج12 ص240.
3- وفاء الوفاء ج2 ص472 و 473 وفتح الباري ج7 ص12 وإرشاد الساري ج6 ص84 وراجع: القول المسدد ص24 والبداية والنهاية ج5 ص230.
أو خوخة إبي بكر لما احتاج عمر لأن يقول عن النبي "صلىاللهعليهوآله ": أنه يهجر أو عليه الوجع.
3 ـ بعد أن ثبت صحة حديث: سدوا الأبواب إلا باب علي؛ وبعد أن اتضح: أنه لم يكن حين مرض موته "صلىاللهعليهوآله " أي باب مفتوحاً إلا باب علي، فلا معنى لأن يأمرهم "صلىاللهعليهوآله " بسد هذه الأبواب الشوارع في المسجد إلا باب أبي بكر(1) ، بعد أن لم يسمح النبي "صلىاللهعليهوآله " لذلك الرجل!! بكوة، ولو بقدر ما يخرج رأسه، حتى ولو بقدر رأس الإبرة!!(2) .
وبهذا يتضح عدم صحة قولهم في وجه الجمع: إنهم بعد أن سد النبي "صلىاللهعليهوآله " أبوابهم، استحدثوا خوخاً يستقربون منها الدخول إلى المسجد(3) .
____________
1- الغدير ج3 ص213 ودلائل الصدق ج2 ص261.
2- وفاء الوفاء ج2 ص477 وراجع: فرائد السمطين ج1 ص206 عن أبي نعيم، واللآلي المصنوعة ج1 ص349 و 351 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص556 وج16 ص342.
3- فتح الباري ج7 ص13 والقول المسدد ص25 والغدير ج3 ص210 و 213 وتحفة الأحوذي ج10 ص113 وغاية المرام ج6 ص250 ووفاء الوفاء ج2 ص477 عن الطحاوي في مشكل الآثار، والكلاباذي في معاني الأخبار.
4 ـ إن الحديث ذكر أن أبا بكر كان يمنُّ على النبي "صلىاللهعليهوآله " بصحبته له، وقد قلنا في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلىاللهعليهوآله " في حديث الغار: أن ذلك لا يصح إلا على معنى فيه ذم لأبي بكر.
5 ـ كما أنه قد تضمن حديث خلة أبي بكر للنبي "صلىاللهعليهوآله ".
وقلنا في حديث المؤاخاة: أنه لا يمكن أن يصح أيضاً.
6 ـ إن البعض يذكر: أن بيت أبي بكر كان بالسنح، ويشك كثيراً، بل على حد تعبير التوربشتي: لم يصح أن يكون له بيت قرب المسجد(1) .
وأجيب: بأنه لا يلزم من ذلك أن لا يكون له دار مجاورة للمسجد، واستدل على ذلك بأنه قد كان لأبي بكر أزواج متعددة كأسماء بنت عميس، وغيرها، وبأن ابن شبة يذكر: أنه كان له في زقاق البقيع دار قبالة دار عثمان الصغرى، واتخذ منزلاً آخر عند المسجد، في غربيه(2) .
ولكن ذلك لا يثبت ما يريدون إثباته؛ فإن تعدد أزواجه لا يلزم منه أن يكون له بيت ملاصق للمسجد، ثم لماذا لا يسكن أزواجه مع تعددهن في بيت واحد ذي حجر متعددة، كغيره من أهل المدينة، ومنهم النبي "صلىاللهعليهوآله "
____________
1- فتح الباري ج7 ص12 وإرشاد الساري ج6 ص84 ووفاء الوفاء ج2 ص473 وخلاصة عبقات الأنوار ج9 ص232 وعن المرقاة في شرح المشكاة ج5 ص524.
2- راجع المصادر المتقدمة.
نفسه.
ولعل هؤلاء قد اعتمدوا في ذكرهم بيتاً لأبي بكر عند المسجد على هذا الحديث بالذات. أو أنهم أرادوا بذكرهم بيتاً له كذلك أن يمدوا يد العون لهذا الحديث الذي توالت عليه العلل والأسقام، تماماً كما جعلوا ـ إلى يومنا هذا ـ خوخة في المسجد من أجل تصحيح ذلك.
ولكنهم لم يجعلوا باباً لعلي "عليهالسلام "، وهو الذي ثبت أن النبي "صلىاللهعليهوآله " قد أبقى بابه مفتوحاً، وسد كل باب في المسجد سواه.
7 ـ لقد اعترف ابن عمر وأبوه، فقالا: إن علياً "عليهالسلام " قد أوتي ثلاث خصال، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله "صلىاللهعليهوآله " ابنته وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد، وأعطاه الراية يوم خيبر(1) .
____________
1- راجع: مسند أحمد ج2 ص26 والمستدرك للحاكم ج3 ص125 ومجمع الزوائد ج9 ص120 والصواعق المحرقة الفصل3 باب9 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص37 والمصنف لابن أبي شيبة ج7 ص500 ومسند أبي يعلى ج9 ص453 ونظم درر السمطين ص129 والعمدة لابن البطريق ص176 وفتح الباري ج7 ص13 وبحار الأنوار ج39 ص28 و 31 وكتاب الأربعين ص445 والمراجعات ص218 والسقيفة للمظفر ص64.
وراجع: الغدير ج3 ص203 وج10 ص68 وتحفة الأحوذي ج10 ص139 والقول المسدد ص33 وراجع: وذخائر العقبى ص77 وكنز العمال ج13 ص110 وتفسير جوامع الجامع ج3 ص525 وج9 ص417 وخصائص الوحي المبين ص164 وتفسير الثعلبي ج9 ص262 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص121 و 122 والمناقب للخوارزمي ص277 و 332 ومطالب السؤول ص174 وكشف الغمة ج1 ص338 ونهج الإيمان ص442 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص187 وينابيع المودة ج2 ص170.
فهذه الرواية صريحة في أنه "عليهالسلام " قد اختص بذلك، كما اختص بالراية يوم خيبر، وبتزوجه فاطمة "عليهاالسلام "، وولادتها له.
ويا ليت عمر أشار إلى أن النبي "صلىاللهعليهوآله " كان قد أعطى الراية لعمر، ولكنه عاد مهزوماً يجبِّن أصحابه ويجبِّنونه!! وفي جميع الأحوال نقول:
لو كان لأبي بكر فضل هنا وامتياز، لم يسمح عمر ولا ولده لنفسيهما بالتصريح باختصاصه "عليهالسلام " بهذا الوسام.
وامتيازه "عليهالسلام " في قضية سد الأبواب كامتيازه في قضية الراية يوم خيبر، حيث إن أخذ أبي بكر وعمر لها ليس فقط لم يكن امتيازاً لهما، بل كان وبالاً عليهما، كما هو معلوم.
8 ـ لو أنه "صلىاللهعليهوآله " قد أمر بسد الأبواب إلا باب إبي بكر، لاحتج أبو بكر بذلك على أهل السقيفة أو احتج به عمر فيها لمصالح إبي
بكر.
9 ـ وأخيراً، فقد قال المعتزلي عن البكرية التي أرادت مقابلة الأحاديث في فضل علي: إنها "وضعت لصاحبها أحاديث في مقابلة هذه الأحاديث، نحو: "لو كنت متخذاً خليلاً"، فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء، ونحو سد الأبواب، فإنه كان لعلي "عليهالسلام "؛ فقلبته البكرية إلى أبي بكر"(1) .
وقد ذكر اللمعاني: أن قضية سد باب أبي بكر، وفتح باب علي "عليهالسلام " كانت من أسباب حقد عائشة على أمير المؤمنين "عليهالسلام "، فراجع(2) .
وما أجمل ما قاله الكميت في هذه المناسبة:
عـلـي أمـيـر المـؤمـنـين وحـقـه |
من الله مفـروض عـلى كـل مسلم |
|
وزوجـه صـديـقـة لـم يكـن لهـا |
معـادلـة غـيـر الـبـتـولـة مـريم |
|
وردم أبـواب الـذيـن بـنـى لهـم |
بـيـوتـاً سـوى أبـوابـه لـم يـردم |
وقال السيد الحميري:
وخـبـر الـمـسـجـد إذ خـصـه |
مـجـلـلاً مـن عـرصـة الـدار |
____________
1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج11 ص49 وراجع: سفينة النجاة للتنكابني ص296.
2- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج9 ص195 وكتاب الأربعين للشيرازي ص619.
إن جـنـبـاً كـان وإن طـاهـراً(1) |
فـي كـل إعــلان وإســرار |
|
وأخـرج الـبـاقـيـن منـه معـاً |
بـالـوحـي مـن إنـزال جـبـار |
وقال الصاحب بن عباد:
ولم يـك محتـاجـاً إلى عـلـم غـيره |
إذا احتـاج قـوم في قضـايـا تبلدوا |
ولا سـد عـن خـير المسـاجد بابه وأبـوابـهـم إذ ذاك عـنــه تسـدد
ابن البطريق وحديث سد الأبواب:
ولابن بطريق كلام هنا نلخصه على النحو التالي:
إن الله تعالى قد أظهر الفرق بين أمير المؤمنين "عليهالسلام "، وبين غيره. وإذا كان الحرام على غيره قد حل له، فإن ذلك يعني: أنه يمتاز على ذلك الغير. والنبي "صلىاللهعليهوآله " قد فتح أبواب الجميع على ظاهر الحال من الصلاح والخير، والنبي "صلىاللهعليهوآله " لا يعلم إلا هذا الظاهر إلا أن يطلعه الله على الباطن.
وعليه، فإن كان تعالى قد سد أبوابهم على ظاهر الحال، فقد بينا: أنها كانت صالحة عند الكل؛ ولذلك فتح أبوابهم أولاً، فلم يبق إلا أنه قد سد أبوابهم، من أجل شيء يرجع إلى الباطن، وفتح بابه لأنه قد انفرد بصلاح الباطن دونهم، (أو فقل: انفرد في كونه القمة في الصلاح الباطني) بالإضافة
____________
1- هو "عليهالسلام " طاهر على كل حال.
إلى مشاركته لهم في صلاح الظاهر.
وبذلك امتاز "صلوات الله وسلامه عليه" عليهم.
ثم إن منعهم من الجواز في المسجد وإباحته له، إما أن يكون بلا سبب، وهو عبث لا يصدر من حكيم، وإما أن يكون له سبب، وذلك يدل على انفراده "عليهالسلام " بما لا يشركه فيه غيره.
وأقواله "صلىاللهعليهوآله " تعضد هذا التخصص، وتدل على صلاح باطنه، كقوله "صلىاللهعليهوآله ": "علي مني، وأنا منه".
وقوله: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى".
وقوله: "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
وقوله: "صلت الملائكة عليَّ وعلى علي سبع سنين قبل الناس".
وقوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
وقوله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1) .
وغير ذلك من مناقبه ومآثره ومزاياه؛ فلولا ثبوت هذه المزايا له على غيره، لما أنزله من نفسه بهذه المنازل، ولما أقامه من نفسه في شيء من ذلك، ولا
____________
1- الآية 33 من سورة الأحزاب.
أذن الله له بتخصيصه وتمييزه عن أمثاله وأضرابه الخ..(1) . إنتهى ملخصاً.
كلام العلامة المظفر:
ويقول العلامة الشيخ محمد حسن المظفر "رحمهالله " ما ملخصه:
إن هذه القضية تكشف عن طهارة علي، وأنه في المحل الأعلى منها، فلا تنتقض هذه الطهارة بأي حدث حتى لو كان من موجبات الغسل، فيحل له البقاء في المسجد في جميع الأحوال، ولا يكره له النوم فيه، تماماً كما كان ذلك لرسول الله "صلىاللهعليهوآله ". فإن عمدة الغرض من سد الأبواب هو تنزيه المسجد عن الأدناس، وإبعاده عن المكروهات. وكان علي "عليهالسلام " كالنبي "صلىاللهعليهوآله " طاهراً مطهراً، ولا تؤثر فيه الجنابة دنساً معنوياً، وكان بيت الله كبيته بكونه حبيبه القريب منه.
وأبو بكر لم يكن ممن أذهب الله عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً؛ ليحسن دخوله للمسجد جنباً، ولا هو منه بمنزلة هارون من موسى؛ ليمكن إلحاقه به.
هذا كله، عدا عن ضعف خبر باب أو خوخة أبي بكر بفليح بن سليمان(2) ، وبإسماعيل بن عبد الله الكذاب الوضاع(3) .
____________
1- راجع: العمدة لابن البطريق ص180 ـ 185 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص333 و 334 و (ط دار الأضواء) ج1 ص241 ـ 243.
2- راجع كتابنا: الصحيح من سـيرة النبي الأعظم "صلىاللهعليهوآله " (الطبعة الرابعة) ج12 ص61 و (الطبعة الخامسة) ج13 ص63 وكتاب حديث الإفك ص60 و 61.
3- راجع من دلائل الصدق ج1 ص21 و 22.
إشـارة:
قلنا: إنه "عليهالسلام " مطهر من كل رجس، فلا تعرض الجنابة، ولكن اطلاق هذا النوع من التعابير على سبيل التساهل وجرياً على ما هو المتعارف منها في مرحلة الظاهر، وكانت لا تتحقق في واقع الأمر.
أبواب المهاجرين فقط:
ثم إن البيوت التي كانت أبوابها شارعة في المسجد إنما هي بيوت المهاجرين؛ ويؤيد ذلك ما روي في حديث مناشدة علي "عليهالسلام " لأهل الشورى، حيث يقول: "أكان أحد مطهراً في كتاب الله غيري، حين سد النبي "صلىاللهعليهوآله " أبواب المهاجرين، وفتح بابي؟!(1) .
بيت علي (عليهالسلام ) أم النبي (صلىاللهعليهوآله )؟! :
وقد حاول فضل بن روزبهان الإيهام بأن البيت كان للنبي "صلىاللهعليهوآله "، وكان علي "عليهالسلام " ساكناً في بيت النبي "صلىاللهعليهوآله "،
____________
1- اللآلي المصنوعة ج1 ص362 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج5 ص725 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج31 ص324 وضعفاء العقيلي ج1 ص211.
أي أن الباب الذي أبقاه النبي "صلىاللهعليهوآله " مفتوحاً ليس باب بيت علي "عليهالسلام "، بل هو بيت النبي "صلىاللهعليهوآله " نفسه، فنسبته إلى علي أتت على سبيل التوسع والمجاز، فلا يبقى لعلي فضل.
قال ابن روزبهان: "كان المسجد في عهد رسول الله "صلىاللهعليهوآله "، وكان علي ساكناً بيت رسول الله "صلىاللهعليهوآله "، لمكان ابنته الخ..".
ونقول له:
إن الأخبار قد صرحت: بأن الباب لعلي، حتى تكلم الناس في استثناء بابه. ولو كان الباب للنبي "صلىاللهعليهوآله " لما كان ثمة مجال لكلامهم، واعتراضهم، وحسدهم(1) .
بل لا مجال لاستثناء هذا الباب أصلاً، لأن النبي "صلىاللهعليهوآله " أمرهم بسد أبوابهم، أما الباب الذي له فهو يعرف وظيفته، وتكليفه فيه.
أضف إلى ما تقدم: أن علياً "عليهالسلام " قد بنى بفاطمة في بيت حارثة بن النعمان(2) ، وحارثة هذا كان قد أعطى للرسول "صلىاللهعليهوآله "
____________
1- راجع: دلائل الصدق ج2 ص261 ـ 267.
2- بحار الأنوار ج19 ص113 وإعلام الورى ص71 و (ط مؤسسة آل البيت) = = ج1 ص161 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج25 ص449 عن أخبار الموفقيات (ط بغداد) ص375.
بيوتاً أخرى ليسكن بها أزواجه(1) .
خصوصية علي (عليهالسلام ) عند الجصاص:
وقال الجصاص: "ما ذكر من خصوصية علي "عليهالسلام " فهو صحيح، وقول الراوي: لأنه كان بيته في المسجد، ظن منه؛ لأن النبي "صلىاللهعليهوآله " أمر في الحديث الأول بتوجيه البيوت الشارعة إلى غيره، ولم يبح لهم المرور لأجل كون بيوتهم في المسجد؛ وإنما كانت الخصوصية فيه لعلي "عليهالسلام " دون غيره، كما خص جعفر بأن له جناحين في الجنة، دون سائر الشهداء الخ.."(2) .
____________
1- بحار الأنوار ج19 ص113 وإعلام الورى ص71 و (ط مؤسسة آل البيت) ج1 ص161 والطبقات الكبرى ج3 ص488 وسير أعلام النبلاء ج2 ص380 وراجع: الوفاء لابن الجوزي ج1 ص257 وتاريخ الخميس ج1 ص366 ودلائل النبوة ج5 ص131 ووفاء الوفاء ج2 ص462 والسيرة الحلبية ج1 ص336.
2- أحكام القرآن للجصاص ج2 ص204 و (ط دار الكتب العلمية) ج2 ص256 والغدير ج3 ص213.
الباب الرابع :
حرب أحد.. وحتى الخندق..
الفصل الأول :
الألوية.. والرايات..
بـدايـة:
تلقت قريش في بدر ضربة هائلة لم تكن تتوقعها، وكان من المفترض: أن تعي أن ما حصل لم يكن ليحصل لو لم تكن ثمة رعاية إلهية لهذا الدين وأهله.. وأن يدفعها ذلك إلى التخلي عن عنادها، وجحودها، وأن تعترف بما تستيقنه في قرارة نفسها.
ولكن ذلك لم يحصل، بل سول لها الشيطان أنها سوف تنتصر، وجمعت جموعها، واتصلت باليهود والمنافقين، واتصلوا بها، وجاءت إلى حرب أحد تقود الألوف من المقاتلين، فخورة بعدتها وعددها، وبلغ النبي "صلىاللهعليهوآله " ذلك، فخرج بالمسلمين لملاقاتها، وكانت المعركة عند جبل أحد، وقد كان لعلي "عليهالسلام " في هذه الحرب القدح المعلى الخ..
علي (عليهالسلام ) يطيع ولا يقترح:
وقد آثر النبي "صلىاللهعليهوآله " في حرب أُحد أن يشاور أصحابه في أمر الحرب، لأنهم هم المكلفون بمواجهة الأعداء. وجهاد أهل البغي والباطل، وعلى صحة نواياهم يتوقف صحة جهادهم، ونيلهم لمقام الكرامة والشهادة، حين يتعرض أي واحد منهم لها..