• البداية
  • السابق
  • 364 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 23120 / تحميل: 7472
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٣

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

"عليه‌السلام ").

٤ ـ وقال الشيخ المفيد "رحمه‌الله ": وقد ذكر أهل السير قتلى أحد من المشركين، وكان جمهورهم قتلى أمير المؤمنين "عليه‌السلام ".

ثم ذكر أسماء اثني عشر من الأبطال المعروفين ممن قتلهم "عليه‌السلام "(١) .

٥ ـ ولسوف يأتي إن شاء الله: أن قريشاً قد عجلت بالمسير عن حمراء الأسد حينما علمت أن علياً "عليه‌السلام " قادم إليها.

٦ ـ ويقول الحجاج بن علاط في وصف قتله "عليه‌السلام " لكبش الكتيبة، طلحة بن أبي طلحة، وحملاته "عليه‌السلام " في أحد:

لله أي مـذبـب عـن حــزبــه

أعني ابـن فـاطـمـة المعـم المخولا

جـادت يـداك لـه بـعـاجـل طعنة

تركت طـليحـة للجبين مـجـدلا

وشـددت شـدة بـاسل فكشفتهم بالسفح إذ يهوون أسـفـل أسفـلا

وعللت سيفك بـالـدمـاء ولم تكن

لترده حران حـتـى يـنـهـلا(٢)

____________

١- الإرشاد ص٥٤ و (ط دار المفيد) ج١ ص٩٠ والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) ص٦٦ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨٨ و ٨٩ وكشف الغمة ج١ ص١٩٥.

٢- الإرشاد للمفيد ص٥٤ و (ط دار المفيد) ج١ ص٩١ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨٩ وكشف الغمة ج١ ص١٩٦ والفصول المهمة لابن الصباغ ج١ ص٣٣٢ ورسائل المرتضى ج٤ ص١٢٠ ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج٢ ص٣١٦ وتاريخ مدينة دمشق ج١٢ ص١١٠ وج٤٢ ص٧٥ ومعجم البلدان ج٢ ص١٢٥ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٧ ص٣٧٢ وإمتاع الأسماع ج١ ص١٤٢ وأعيان الشيعة ج١ ص٣٩٠ وج٤ ص٥٦٦ والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج٣ ص٦٥٥ والدر النظيم ص٣٩٧ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص١٩٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٣٠ ص٢٢٢.

٢٨١

ومما يدل على مقدار ما فعله أمير المؤمنين "عليه‌السلام " بقريش في أحد: أن النص التأريخي يؤكد على أن قريشاً كانت ـ بعد ذلك ـ وإلى عشرات السنين تحقد على علي "عليه‌السلام "، وعلى أهل بيته لذلك.. وكانوا إذا واجهوه في حرب يوصي بعضهم إلى بعض.

بشير المدينة علي (عليه‌السلام ) :

ذكرنا في الفصول السابقة: أن رعب الناس قد بلغ حداً لم يجد النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " من يأتيه بالماء من المهراس، الذي كان بالقرب منه، ولا من يرسله ليأتيه بخبر المشركين.. فيضطر إلى إرسال علي "عليه‌السلام " إلى هنا وهناك رغم جراحه وآلامه..

فمن الطبيعي بعد هذا أن لا يجد "صلى‌الله‌عليه‌وآله " من يرسله إلى المدينة ليبشر الناس ويطمئنهم، ويزيل قلقهم سوى علي "عليه‌السلام "..

٢٨٢

وكان أهل المدينة قد عرفوا ما صنعه علي "عليه‌السلام " في بدر، وربما يكون قد بلغهم ما فعله "عليه‌السلام " بأصحاب اللواء وغيرهم في أحد..

وهذا من شأنه أن يسهل عليهم التصديق بما يخبرهم به علي "عليه‌السلام "، ويطمئنهم إلى صحته، كما أن رؤية علي "عليه‌السلام " بينهم تزيد في إحساسهم بالأمن، وتدفع عنهم الوساوس والتوهمات، فإذا كان "عليه‌السلام " بينهم، فلا خوف عليهم من المفاجآت، مهما كانت، فهو حامي الذمار، ومبيد الكفار، ومذل الفجار بسيفه البتار، الموسوم بذي الفقار..

عودة رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إلى المدينة:

قالوا: "ورحل رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، والراية مع علي "عليه‌السلام " وهو بين يديه نحو المدينة، فلما أن أشرف بالراية من العقبة ورآه الناس نادى علي "عليه‌السلام ": أيها الناس، هذا محمد لم يمت ولم يقتل.

فقال صاحب الكلام الذي قال: "الآن يسخر بنا وقد هزمنا"؟!: هذا علي، والراية بيده..

فبينما هم كذلك إذ هجم عليهم النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، ونساء الأنصار في أفنيتهم على أبواب دورهم، وخرج الرجال إليه يلوذون به"(١) .

____________

١- الكـافي ج٨ ص٣٢١ الحـديث رقم٥٠٢ وبحار الأنوار ج٢٠ ص١٠٩ وشرح = = أصول الكافي ج١٢ ص٤٤٨ والصافي ج١ ص٣٨٨ ونور الثقلين ج١ ص٣٩٨ وكنز الدقائق ج٢ ص٢٤٦.

٢٨٣

فترى: أن علياً "عليه‌السلام "، وإن كان قد جاء أهل المدينة بالبشارة بسلامة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، لكنهم ـ فيما يظهر ـ لم يصدقه بعضهم، بل قال بعضهم: الآن يسخر بنا وقدهزمنا؟!.

ثم لما جاء حاملاً لراية النبي، وأشرف بالراية على العقبة ونادى في الناس بسلامة النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، لم يصدقه ذلك البعض أيضاً.. ولعل ذلك لأنهم يفكرون وفق الحسابات المادية، التي كانت تشير كلها إلى أن من غير المعقول أن ينتصر الرسول بعد أن فر عنه أصحابه، رجع قسم منهم إلى بيوتهم في المدينة، وبقوا فيها.. وكان قسم منهم لا يزال متخفياً عن الأنظار، وعلم الناس أن سائر أصحابه قد هربوا إلى الجبل أيضاً، ولم يبق معه سوى علي "عليه‌السلام "، ليواجه هو وإياه آلافاً من العساكر الحاقدة، والمدججة بالسلاح.

ولعلهم حين طلع علي "عليه‌السلام " من العقبة وبشرهم بحياة النبي ظنوا: أن علياً فقط الذي بقي حياً، أما النبي فلا..

واللافت هنا: أن علياً "عليه‌السلام " قال لهم: هذا محمد لم يمت ولم يقتل مستعملاً ألفاظ الآية الكريمة( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (١) التي نزلت للتعريض بهم حيث صاروا يقولون: مات محمد أو قتل محمد. فإستعمل علي "عليه‌السلام "

____________

١- الآية ١٤٤ من سورة آل عمران.

٢٨٤

نفس تلك الكلمات، ولم يقل هذا النبي أو الرسول إذ قد يتوهم متوهم أنه يتحدث عن مقام النبوة والرسالة، لا عن النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ". فذكر النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " باسمه، ليزيل أي ريب وشبهة في ذلك ولكن ذلك لم ينفع حتى طلع عليهم النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " نفسه.

علي (عليه‌السلام ) يناول فاطمة (عليها‌السلام ) سيفه:

ويقولون: إنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " ناول فاطمة "عليها‌السلام " سيفه، وقال: اغسلي عن هذا دمه يا بنية، فوالله، لقد صدقني اليوم. فجاء علي "عليه‌السلام " فناولها سيفه، وقال مثل ذلك.

فقال "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": لئن كنت صدقت القتال، لقد صدق معك سهل بن حنيف، وأبو دجانة(١) .

____________

١- تاريخ الأمم والملوك (ط مؤسسة الأعلمي) ج٢ ص٢١٠ وأسد الغابة ج٢ ص٣٥٢ وتاريخ الخميس ج١ ص٤٤٤ عن ابن إسحاق، والسيرة الحلبية ج٢ ص٢٥٥ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٤٧ وعيون الأثر ج١ ص٤٣١ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٩٤ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص٢٢٩ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٥٤ والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد عـلي صبيح) ج٣ ص٦١٤ وراجع: الثقـات لابن حبـان ج١ ص٢٣٥ والمعجم الكبير للطبراني ج١١ ص٢٠٠ ووفاء الوفاء ج١ ص٢٩٣ عن الطـبراني، ورجـالـه رجـال الصحيح، والمستـدرك للحاكم ج٣ ص٢٤ = = وتلخيصه للذهبي بهامشه، وصححاه على شرط البخاري، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٥ ص٣٥ ومجمع الزوائد ج٦ ص١٢٣ وكنز العمال ج٤ ص٤٤١.

٢٨٥

ولكن ذلك غير صحيح، لما يلي:

١ ـ إن الذي قتل معظم المشركين، وقتل أصحاب الألوية، وثبت في أحد، ونادى جبرئيل باسمه، وقتل أبناء سفيان بن عويف الأربعة إلى تمام العشرة، هو علي "عليه‌السلام " وليس أبا دجانة، ولا سهل بن حنيف، ولا غيرهما.

٢ ـ هذه الرواية متناقضة النصوص؛ فعن ابن عقبة لما رأى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " سيف علي "عليه‌السلام " مخضباً دماً قال: إن تكن أحسنت القتال، فقد أحسنه عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، والحرث بن الصمة، وسهل بن حنيف(١) . فأي الروايتين هو الصحيح؟!

٣ ـ لقد رد ابن تيمية قولهم: بأنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " قد أعطى فاطمة "عليها‌السلام " سيفه، بأنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " لم يقاتل في أُحد بسيف(٢) .

____________

١- السيرة الحلبية ج٢ ص٢٥٥ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٤٧ والمستدرك للحاكم ج٣ ص٤١٠ ومجمع الزوائد ج٦ ص١٢٣ والمعجم الكبير للطبراني ج٦ ص٧٦ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٥ ص٣٥ و البداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٥٤ وإمتاع الأسماع ج١ ص١٥٣ وكشف الغمة ج١ ص١٨٨ وعيون الأثر ج١ ص٤٣١ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٩٤.

٢- السيرة الحلبية ج٢ ص٢٥٥ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٤٧.

٢٨٦

والذي يبدو لنا هو:

أن الصحيح في القضية هو ما ذكره المفيد "رحمه‌الله ": من أنه بعد أن ناول علي فاطمة "عليهما‌السلام " سيفه وقال لها: خذي هذا السيف؛ فلقد صدقني اليوم، وأنشد:

أفاطم هـاك السـيـف غير ذميم

فلـست برعديد، ولا بلئـيـم

لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد

وطــاعـة رب بالعباد عليـم

أميطي دمـاء الــقـوم عـنـه فـإنه

سـقـى آل عبد الدار كأس حميم

قال "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": خذيه يا فاطمة؛ فقد أدى بعلك ما عليه، وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش(١) .

فهذه الرواية هي الأنسب والأوفق بمسار الأحداث، وبأخلاق وسجايا النبي الأكرم "صلى‌الله‌عليه‌وآله ".

____________

١- الإرشاد للشيخ المفيد ص٥٤ و (ط دار المفيد) ج١ ص٩٠ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٨٨ وراجع ص٧٢ وإعلام الورى ج١ ص٣٧٩ والدر النظيم ص١٦١ وكشف الغمة ج١ ص١٩٥ وحلية الأبرار ج٢ ص٤٣٢ وأعيان الشيعة ج١ ص٢٥٩.

٢٨٧

الفصل السادس :

بعد أحد.. وحمراء الأسد..

٢٨٨

٢٨٩

٢٩٠

المجروحون دون سواهم:

وبمجرد أن رجع "صلى‌الله‌عليه‌وآله " إلى المدينة من أحد، وقد قتل من المسلمين من قتل، وجرح من جرح، ولم ينله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " ـ حسب الرواية عن أمير المؤمنين "عليه‌السلام "ـ القتل والجرح، أوحى الله تعالى إلى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، أن اخرج في وقتك هذا لطلب قريش، ولا تخرج معك من أصحابك إلا من كانت به جراحة.

فأعلمهم بذلك، فخرجوا معه على ما كان بهم من الجراح، حتى نزلوا منزلاً يقال له: حمراء الأسد(١) وهو موضع على ثمانية أميال من المدينة(٢) ،

____________

١- تفسير القمي ج١ ص١٢٥ وبحار الأنوار ج٢٠ ص١١٠ و ١١١ و ٦٤ وج٩٠ ص٢٤ عن تفسير النعماني، وأعيان الشيعة ج١ ص٩٣ وراجع: مستدرك سفينة البحار ج٢ ص٤١٤ وج٧ ص٥٧٣ ومجمع البيان ج٢ ص٤٤٧ والصافي ج١ ص٤٠٠ ونور الثقلين ج١ ص٤١٠ وكنز الدقائق ج٢ ص٢٨٣.

٢- معجم البلدان ج٢ ص٣٠١ ومستدرك سفينة البحار ج٢ ص٤١٤ والدرر لابن عبد البر ص١٥٨ والتبيان للطوسي ج٣ ص٥١ وجوامع الجامع ج١ ص٣٥٠ وجـامـع البيـان ج٤ ص٢٣٤ ومعـاني القـرآن للنحـاس ج١ ص٥١٠ وتفسير = = السمعاني ج١ ص٣٨٠ والمحرر الوجيز ج١ ص٥٤٢ والجامع لأحكام القرآن ج٤ ص٢٧٧ وتفسير البيضاوي ج٢ ص١١٦ والتسهيل لعلوم التنزيل ج١ ص١٢٤ والبحر المحيط ج٣ ص١٢٢ وتفسير الآلوسي ج٤ ص١٢٥ والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج٢ ق٢ ص٢٧ وأعيان الشيعة ج١ ص٢٥٩ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٩٧ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص٣١٣.

٢٩١

وكانوا ستين(١) ، أو سبعين راكباً(٢) .

علي (عليه‌السلام ) في حمراء الأسد:

وكان علي "عليه‌السلام " حامل لواء النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " إلى

____________

١- البدء والتاريخ ج٤ ص٢٠٥.

٢- مجمع البيان ج٢ ص٥٣٩ و (ط مؤسسة الأعلمي) ج٢ ص٤٤٧ ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج١ ص١٦٧ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٣٩ ومستدرك سفينة البحار ج٢ ص٤١٤ وتفسير الثعلبي ج٣ ص٢٠٨ وتفسير البغوي ج١ ص٣٧٣ وتفسير النسفي ج١ ص١٩٢ والتفسير الكبير للرازي ج٩ ص٩٧ وغاية المرام ج٤ ص٢٢٦ والبداية والنهاية ج٤ ص٥٠ و ٥١ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٥٨ والسيرة الحلبية ج٢ ص٢٥٧ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٥١ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص١٠١ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص٣١٣ وراجع: تفسير السمعاني ج١ ص٣٨٠ والجامع لأحكام القرآن ج٤ ص٢٧٧.

٢٩٢

حمراء الأسد(١) ومر معبد الخزاعي ـ وهو مشرك ـ بالمسلمين، وهو في طريقه إلى مكة، فلما بلغ أبا سفيان وأصحابه أخبرهم أن محمداً يطلبهم في جمع لم ير مثله، وأنه قد اجتمع معه من تخلف عنه، وأن هذا علي بن أبي طالب قد أقبل على مقدمته في الناس(٢) .

____________

١- راجع: إمتاع الأسماع ج٧ ص١٦٧ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٥ ص٥٧ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٢ ص٤٩ والسيرة الحلبية ج٢ ص٢٥٧ و (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٥١ وعيون الأثر ج٢ ص٦ وأعيان الشيعة ج١ ص٢٥٩ و ٣٣٨ وتفسير فرات ص١٧٤.

٢- بحار الأنوار ج٢٠ ص٤٠ و ٩٩ وإعلام الورى ج١ ص١٨٣ و ١٨٤ وشرح الأخبار ج١ ص٢٨٣ وفتح الباري ج٧ ص٢٨٧ وج٨ ص١٧٢ والإستيعاب (ط دار الجيل) ج٣ ص١٤٢٨ ومجمع البيان ج٢ ص٤٤٧ وجامع البيان ج٤ ص٢٣٨ وتفسير الثعلبي ج٣ ص٢٠٨ والمحرر الوجيز ج١ ص٥٢٣ والبحر المحيط ج٣ ص٨٣ وتفسير القرآن العظيم ج١ ص٤٣٩ والعجاب في بيان الأسباب ج٢ ص٧٩٢ وتفسير الثعالبي ج٢ ص١٢١ وتفسير الآلوسي ج٤ ص١٢٥ وتاريخ خليفة بن خياط ص٤٢ والثقات لابن حبان ج١ ص٢٣٥ وأسد الغابة ج٤ ص٣٩٠ وتاريخ الأمم والملوك ج٢ ص٢١٢ والكامل في التاريخ ج٢ ص١٦٤ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٥٧ والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج٣ ص٦١٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٩٩ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٥٣.

٢٩٣

فزاد الرعب في قلوب المشركين، وأسرعوا السير إلى مكة.

قتل أبي عزة الجمحي:

وكان أبو عزة قد أُسِر يوم بدر، ثم منَّ عليه النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " لأجل بناته الخمس، على أن لا يعود لحرب المسلمين، ولا يظاهر عليه أحداً. فنقض العهد، وألب القبائل، وشارك في معركة أحد.

فلما سارت قريش من حمراء الأسد إلى مكة تركوه نائماً، فأدركه المسلمون هناك، وأخذوه، فطلب الإقالة مرة أخرى، فلم يقبل "صلى‌الله‌عليه‌وآله " ذلك منه، حتى لا يمسح عارضيه بمكة، ويقول: سخرت من محمد مرتين، ثم أمر علياً "عليه‌السلام " ـ وقيل غيره ـ فضرب عنقه(١) .

____________

١- راجع: الخرائج والجرائح ج١ ص١٤٩ وبحار الأنوار ج٢٠ ص٧٩ والفايق في غريب الحديث ج٣ ص٢٠٠ وكتاب الأم للشافعي ج٤ ص٢٥٢ والسنن الكبرى للبيهقي ج٩ ص٦٥ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٥ ص٤٥ وتخريج الأحاديث والآثار ج٣ ص٢٩٥ و ٢٩٦ ونصب الراية ج٤ ص٢٦١ وكشف الخفاء ج٢ ص٣٧٥ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٢ ص٤٣ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٢ ص٢٠٦ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٣ ص٣٨٠ ـ ٣٨١ وج٤ ص٥٣ و ٥٩ وإمتاع الأسماع ج١ ص١٧٢ وج١٠ ص٦ والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج٣ ص٦١٧ وعيون الأثر ج١ ص٤٠٦ والسيرة النبوية لابن كثير ج٢ ص٤٨٥ وج٣ ص٩٢ و ١٠٢ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص٢٤٢ و ٣١٢.

٢٩٤

قتل معاوية بن المغيرة:

وكان معاوية بن المغيرة قد انهزم يوم أحد، ودخل المدينة، فأتى منزل ابن عمه عثمان بن عفان..

وكان "صلى‌الله‌عليه‌وآله " قد علم به من طريق الوحي، فأرسل علياً "عليه‌السلام " ليأتي به من دار عثمان، - فزعموا - أن أم كلثوم زوجة عثمان أشارت إلى الموضع الذي صيره عثمان فيه، فاستخرجوه من تحت حمّارة لهم، وانطلقوا به إلى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، فشفع فيه عثمان، فقبل منه "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وأجله ثلاثاً، وأقسم إن وجده بعدها في أرض المدينة وما حولها ليقتلنه، فجهزه عثمان، واشترى له بعيراً.

وسار "صلى‌الله‌عليه‌وآله " إلى حمراء الأسد، وأقام معاوية هذا إلى اليوم الثالث، ليعرف أخبار النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، ويأتي بها قريشاً، فلما كان في اليوم الرابع أخبرهم "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": أن معاوية بات قريباً، وأرسل زيداً وعماراً، فقتلاه(١) .

____________

١- راجع: بحار الأنوار ج٢٠ ص١٤٥ والمغازي للواقدي ج١ ص٣٣٣ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٥ ص٤٦ و ٤٧ عن البلاذري، والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٥٥ والغدير ج٩ ص٣٢٨ والنزاع والتخاصم ص٦٠ وسبل الهدى والرشاد ج٤ ص٣١١ والكامل في التاريخ (ط صادر) ج٢ ص١٦٥ وقاموس الرجال ج١٠ ص٤٠٧ و ٤٠٨ وبحار الأنوار ج٢٠ ص١٤٥ والبداية والنهاية ج٤ ص٥١ والسيرة النبوية لابن هشام (ط محمد علي صبيح) ج٣ ص٦١٨ وعيون الأثر ج٢ ص٦.

٢٩٥

والصحيح: أرسل علياً وعماراً(١) .

وقال البلاذري، عن ابن الكلبي: ويقال: إن علياً "عليه‌السلام " هو الذي قتل معاوية بن المغيرة(٢) .

ويذكر هنا: أن عثمان قد انتقم من أم كلثوم، لاتهامه إياها بدلالتها على ابن عمه.

بل يقال: إن ما فعله بها كان سبباً في موتها في اليوم الرابع، وحيث تلك الليلة بات ملتحفاً بجاريتها(٣) .

ويذكرون هنا: أنه لما ضرب عثمان زوجته متهماً إياها بأنها هي التي دلت على مكان معاوية بن المغيرة، بعثت إلى النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " بشكواها ثلاث مرات، فأرسل في الرابعة علياً "عليه‌السلام " ليأتي بها، فإن

____________

١- راجع: أنساب الأشراف ج٥ ص١٦٤ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٥ ص١٩٩ و ٢٣٩.

٢- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٥ ص٤٧ وراجع ص٥٤ وراجع: تاريخ اليعقوبي ج٢ ص٧٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٥٥ وأعيان الشيعة ج١ ص٣٩١ والنزاع والتخاصم ص٦٠.

٣- الكافي ج٣ ص٢٥١ و ٢٥٣ وبحار الأنوار ج٢٢ ص١٦٠ ـ ١٦١ وقاموس الرجال ج١٠ ص٤٠٨ و (ط مركز النشر الإسلامي) ج١٢ ص٢١٩.

٢٩٦

حال بينه وبينها أحد، فليحطمه بالسيف.

وأقبل النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " كالواله إلى دار عثمان، فأخرجها علي "عليه‌السلام "، فلما نظرت إلى النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " رفعت صوتها بالبكاء، وبكى النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وأخذها إلى منزله، وأرتهم ما بظهرها.

وبات عثمان ملتحفاً بجاريتها، وماتت في اليوم الرابع..

وقد منعه النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " من حضور جنازتها(١) .

ونقول:

قد تحدثنا عن بعض ما يرتبط بغزوة حمراء الأسد، في كتابنا،: الصحيح من سيرة النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وليس من نيتنا أن نكرر هنا ما ذكرناه هناك، غير أننا نشير بإيجاز إلى بضعة نقاط، هي التالية:

١ـ بالنسبة لمعاوية بن المغيرة نقول:

إن الرواية وإن قالت: إنه قتل على يد علي "عليه‌السلام " وعمار، وزيد، أو على يد علي "عليه‌السلام " وعمار، كما تقدم، ولكننا نجد في المقابل: أن البلاذري وغيره قد جزموا بأن علياً "عليه‌السلام " هو الذي قتله(٢) .

____________

١- راجع: الكافي ج٣ ص٢٥١ و ٢٥٣ وقاموس الرجال ج١٠ ص٤٠٨ و ٤٠٩ و والخرائج والجرائح ج١ ص٩٤ ـ ٩٦ وبحار الأنوار ج٢٢ ص١٥٨ ـ ١٥٩ و ١٦٠ ـ ١٦٢ وج٣٠ ص١٩٩ ـ ٢٠١ وج٧٨ ص٣٩١ ـ ٣٩٢ وشجرة طوبى ج٢ ص٢٤٢ ـ ٢٤٤ وراجع: الإستيعاب ج٤ ص٣٠١ والإصابة ج٤ ص٣٠٤.

٢- أنساب الأشراف ج٥ ص١٦٤ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٥ ص٤٧ و ٢٣٩ و ١٩٩ عن الجاحظ، وراجع: تاريخ اليعقوبي ج٢ ص٧٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٥٥٥ وأعيان الشيعة ج١ ص٣٩١ والنزاع والتخاصم ص٦٠.

٢٩٧

٢ ـ لقد ألفنا أربعة كتب لإثبات أنه لم يكن للنبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " بنات غير الزهراء "عليها‌السلام "، وقلنا: إن نسبة غيرها إليه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " يمكن أن تكون بسبب أنهن تربين في بيته، فراجع كتابنا: بنات النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " أم ربائبه، وكتابنا: البنات ربائب، وكتابنا: القول الصائب، وغير ذلك..

٣ ـ إن قصة قتل معاوية بن المغيرة، وقتل أم كلثوم يدل على أن ام كلثوم لم تعش إلى أواخر حياة النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، بل قتلت على يد زوجها في وقت مبكر أي بعد غزوة أحد مباشرة.

ولعل تأخير الرواة وفاتها عدة سنوات يهدف إلى تضييع هذه الحقيقة، والتشكيك بها.

٤ ـ قد يقال: إن بعض التهافت يظهر في السياقات التقريرية لهذه الغزوة، من حيث إن معبد الخزاعي أخبر قريشاً بأن النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " قد لحقهم بجموع كبيرة، وأنه قد انضوى إليه من لم يكن معه.

فإذا تبين للمشركين أن ذلك غير صحيح، وأن المجروحين فقط هم الذين خرجوا في أثرهم، فإن ذلك سيظهر معبداً على أنه يتعمد الكذب عليهم، وأن قريشاً كانت قادرة على ضرب هؤلاء والتخلص منهم وهذا

٢٩٨

يشكل خطراً على معبد نفسه أيضاً.

ونجيب: بأن ما أخبر به معبد الخزاعي قريشاً قد تحمله على أنه حدس وتخمين منه، وأنه قد رأى طليعة الجيش، فقدَّر أن الجيش آت في أثرها، ولا يكو ن ذلك إلا بمزيد من الحشد والإستعداد.

يضاف إلى ذلك: أن قريشاً سوف تنساق إلى نفس ما كان يرمي إليه النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، فإنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " كان يريد أن يظهر لهم أن الجرحى هم الذين يريدون الإنتقام منهم.. بأشد ما يكون، مع علم قريش بأن هؤلاء هم الذين قاتلوها، وأنهم أصبحوا أشد حرصاً على كيل الصاع صاعين لها.. ولا بد أن يرعب هذا قريشاً، فقد رأت من خصوص واحد من هؤلاء الأعاجيب، التي اضطرتها للهرب.. فكيف إذا اجتمعوا عليها!!

ولم تعد تأمل بأن يكون وجود غيرهم معهم، سوف يكرر المشهد الأول الذي استفادت منه في أحد، حيث إن فرار أولئك أدى إلى فرار غيرهم، حتى وصلت النوبة إلى فرار حتى هؤلاء المجروحين أنفسهم، باستثناء واحد منهم فقط، كان النصر على يديه، وهو الذي أفسح المجال لبعض الآخرين أن يعودوا إلى القتال، فلحقت بهم بعض الجراحات قبل فرارهم وبعده..

فإذا لم يكن هناك من يتوقع منه الفرار، فالحرب ستكون أشد وأصعب على جموع قريش..

يضاف إلى ذلك: أنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " يريد أن يعطي درساً قاسياً لأولئك الفارين، الذين لم يجرؤا حتى على الإتيان له بالماء ليغسل وجهه، ولم

٢٩٩

يجرؤا على رفع رؤوسهم لمراقبة حركة العدو من بعيد.

يريد أن يقول لهم: إن في هؤلاء القلة القليلة غنى عنهم ـ حتى لو كانوا في غاية الضعف بسبب جراحهم، وحتى لو كانوا قد هزموا قبل ذلك..

كما أنه يريد أن يعرفهم حجم رعب عدوهم، حتى لا تستحكم عقدة الخوف فيهم.. من جهة، وأن يؤكد هذه العقدة نفسها في قلوب أعدائهم، حتى لا يظنوا بأنفسهم أنه كان يمكنهم أن يفعلوا شيئاً ذا بال، وليتأكد لديهم أن ما جرى من نكسة للمسلمين لن يتكرر بعد الآن، وإنما كان أمراً عارضاً لا يصح أن يقاس عليه..

٥ ـ إن التعبير الذي أوردناه عن بحار الأنوار عن تفسير النعماني، قد دل على: أن النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " خرج من حرب أحد سليماً معافى، لم ينله قتل ولا جرح، وهذا يؤكد ما روي عن الإمام الصادق "عليه‌السلام " أنه قال: إنه لا صحة لما يقال من أن رباعيته "صلى‌الله‌عليه‌وآله " قد كسرت يوم أحد(١) .

٦ ـ إن علياً "عليه‌السلام " هو الذي ضرب عنق أبي عزة الجمحي بأمر من رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ".. ثم كان هو الذي قتل معاوية بن المغيرة بن أبي العاص.

____________

١- راجع: بحار الأنوار ج٢٠ ص٧٣ و ٩٦ وإعلام الورى ص٨٣ و (ط مؤسسة آل البيت) ج١ ص١٧٩ ومعاني الأخبار ص٤٠٦

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364