• البداية
  • السابق
  • 364 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 21905 / تحميل: 6795
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 3

مؤلف:
العربية

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه‌السلام )

(المرتضى من سيرة المرتضى)

الجزء الثالث

السيد جعفر مرتضى العاملي

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما‌السلام ) للتراث والفكر الإسلامي

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة أخرى قريبة إنشاء الله تعالى.

٢

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه‌السلام )

(المرتضى من سيرة المرتضى)

الجزء الثالث

السيد جعفر مرتضى العاملي

٣

٤

الفصل الخامس:

زواج فـاطـمـة (عليها‌السلام )

٥

٦

زواج علي بفاطمة (عليهما‌السلام ):

وتزوج علي أمير المؤمنين "عليه‌السلام " بفاطمة الزهراء "عليها‌السلام " في شهر رمضان من السنة الثانية، وبنى بها في ذي الحجة من نفس السنة(1) ، وهذا هو المعتمد المشهور.

وقيل: تزوجها في السنة الأولى(2) .

____________

1- تاريخ الخميس ج1 ص411 والجامع لأحكام القرآن ج14 ص241 وبحار الأنوار ج43 ص136 وأعيان الشيعة ج1 ص313 وكشف الغمة ج1 ص374 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص37 وسبل السلام ج3 ص149 وعون المعبود ج6 ص114 وراجع: روضة الطالبين للنووي ج7 ص409 وتاريخ خليفة بن خياط ص37 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص141 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص500 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج25 ص8 وج32 ص45 وج33 ص340 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص177 والكامل في التاريخ ج2 ص140 وعيون الأثر ج2 ص356.

2- الإصابة ج8 ص264 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص349 و 350 وج25 ص9 وج32 ص45 وبـحـار الأنـوار ج19 ص192 وج43 ص9 = = والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص22 وتاريخ مدينة دمشق ج3 ص157 وعن مروج الذهب ج2 ص282 ومقاتل الطالبيين ص30

٧

وقيل: في الثالثة بعد أحد(1) .

وقيل غير ذلك(2) .

وتبعاً لاختلافهم في ذلك، فإنهم يختلفون في تاريخ ولادة الحسنين "عليهما‌السلام ".

وكان عمرها حين زواجها عشر سنين.. وقد تكلمنا حول تاريخ ولادتها في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، فلا بأس بالرجوع إليه..

حديث الزواج:

وخطب أبو بكر وعمر، فاطمة أولاً، فقال رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "

____________

1- شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص45 وج33 ص332 و 333 وذخائر العقبى ص27 وراجع: الإصابة ج8 ص264 والثقات لابن حبان ج1 ص212.

2- راجع: الجامع لأحكام القرآن ج14 ص241 وذخائر العقبى ص27 وبحار الأنوار ج19 ص192 والذرية الطاهرة النبوية للدولابي ص93 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص37 وج12 ص95 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج10 ص349 وج32 ص41 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص124.

٨

لهما: إنها صغيرة. فخطبها علي؛ فزوجها منه(1) .

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه(2) .

وفي نص آخر: أن أشراف قريش خطبوا فاطمة "عليها‌السلام "، فردهم النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، ومنهم عبد الرحمن بن عوف(3) ، بإشارة

____________

1- راجع: المستدرك للحاكـم ج2 ص167 والسنن الكـبرى للنسـائي ج3 ص265 = = وج5 ص143 وخصائص أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للنسائي ص114 وصحيح ابن حبان ج15 ص392 و399 وموارد الظمآن ج7 ص170 و 171 وسنن النسائي ج6 ص62 وفقه السنة لسيد سابق ج2 ص23 والعمدة لابن البطريق ص287 و 389 والطرائف لابن طاووس ص76 وكتاب الأربعين للشيرازي ص486 وبحار الأنوار ج40 ص68 والغدير ج3 ص221 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص228 والعثمانية للجاحظ ص290 ونهج الحق ص222 وغاية المرام ج5 ص114 و 180 وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص205 والمعجم الكبير للطبراني ج22 ص409 وكنز العمال ج13 ص684 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص147 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص39 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص592 وج10 ص326 و 331 وج25 ص90 و 377 و 381 و 384 و 385 و 388 و 391 و 395 وج30 ص637 وج32 ص43.

2- مستدرك الحاكم ج2 ص168 وسكت عنه الذهبي في تلخيص المستدرك.

3- مناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج3 ص122 وبحار الأنوار ج43 ص108 و 140 عن ابن بطة في الإبانة وعن غيره، وكفاية الطالب ص302 و 303 وكشف الغمة ج1 ص368 وشجرة طوبى ج2 ص249 ومجمع النورين للمرندي ص52.

٩

من أبي بكر وعمر عليه، وكان قد خطبها أبو بكر فرده "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، ثم خطبها عمر فرده أيضاً(1) .

____________

1- صحيح ابن حبان (مخطوط في مكتبة: >قبوسراي ) في إستانبول)، وسنن النسائي ج6 ص62 ومستدرك الحاكم ج2 ص167 ولم يتعقبه الذهبي، والسيرة الحلبية ج2 ص206 وتاريخ الخميس ج1 ص361 وكفاية الطالب ص304 وفضائل الخمسة ج2 ص133 والرياض النضرة ج3 ص142 و 145 وعن ابن عساكر ص79 عن أبي الحسن بن شاذان، وعن علي بن سلطان في مرقاته ج5 ص574 في الشرح، وليراجع ص142 ـ 145. وبحار الأنوار ج43 ص107 و 108 عن البلاذري في التاريخ، وابن شاهين في فضائل الأئمة ص125 و 136 و 140 وقال في ص108: >قد اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين، وابن عباس، وابن مسعود، وجابر الأنصاري، وأنس بن مالك، والبراء بن عازب، وأم سلمة، بألفاظ مختلفة، ومعاني متفقة: أن أبا بكر، وعمر، خطبا إلى النبي )صلى‌الله‌عليه‌وآله ( فاطمة مرة بعد أخرى، فردهما (

وكذلك فليراجع: ذخائر العقبى ص27 ـ 30 ودلائل الصدق ج2 ص289 ـ292 وأسد الغابة ج5 ص520 واللآلي المصنوعة ج1 ص365 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص11 ومجمع الزوائد ج9 ص204 عن البزار، والطبراني، ورجاله ثقات وص205 عن الطبراني أيضاً، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص228 وليراجع ص227 وقال: ) وقد روى هذا الخبر جماعة من الصحابة، منهم: أسماء بنت عميس، وأم أيمن، وابن عبـاس، وجابـر بن عبد الله ( والصواعـق المحرقـة = = (ط سنة1375 هـ) ص139 و 140 و 161 عن أحمد، وابن أبي حاتم، وأبي الخير القزويني والحاكمي، وأبي داود السجستاني، وكشف الغمة ج1 ص353 و 364 عن علي وأم سلمة وسلمان، ومناقب الخوارزمي ص247 وجلاء العيون ج1 ص158 عن أمالي الشيخ، وكنز العمال ج15 ص199 و 286 و 288 عن ابن جرير، وأبي نعيم، وقال: إن الدولابي صححه في الذرية الطاهرة.

١٠

وقد قيل لعلي ـ وتصرح طائفة من الروايات: بأن أبا بكر وعمر، بعد أن ردهما النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " قصدا علياً "عليه‌السلام " إلى محل عمله، فقالا له(1) ـ : لم لا تخطب فاطمة؟!

فخطبها "عليه‌السلام " إلى النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "؛ فزوجه إياها.

وصرح "صلى‌الله‌عليه‌وآله " غير مرة: بأنه إنما زوجه إياها بأمر من السماء، كما صرحت به المصادر الكثيرة التي ذكرناها وغيرها.

وجاء: أن سعد بن معاذ، أو أم أيمن، أو جماعة من الأنصار، قد طلبوا منه "عليه‌السلام " أيضاً أن يخطب فاطمة(2) .

____________

1- راجع المصادر المتقدمة؛ فإن كثيراً منها قد صرح بذلك.

2- راجع المصادر المتقدمة؛ فإن كثيراً منها قد صرح بذلك.

١١

ولا مانع من أن يكون جميع المذكورين قد طلبوا منه ذلك، لما يرون من مكانته وقرباه من النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، بالإضافة إلى أهليته وفضله في نفسه.

وقد عاتب أبو بكر وعمر النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " على منعهم، وتزويج علي "عليه‌السلام "، فقال "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": والله، ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوَّجه(1) ..

وورد عنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله " أنه قال: "لو لم يُخْلَقُ علي ما كان لفاطمة كفؤ"(2) .

____________

1- عيون أخبار الرضا ج2 ص203 وبحار الأنوار ج43 ص92 عنه، والإمام علي بن أبي طالب "عليه‌السلام " للهمداني ص126 ومسند الإمام الرضا للعطاردي ج1 ص141 واللمعة البيضاء ص246.

2- الكافي للكليني ج1 ص461 ومن لا يحضره الفقيه للصدوق ج3 ص393 وعيون أخبار الرضا ج2 ص203 و (ط أخرى) ج1 ص225 والخصال ص414 وبشارة المصطفى ص328 وفي (ط أخرى) ص267 وكشف الغمة للإربلي ج2 ص100 وفي (ط أخرى) ص188 عن صاحب كتاب الفردوس، وعن المناقب، ومصباح الأنوار، ومجمع النورين للمرندي ص27 و 43 واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري ص96 وبيت الأحزان ص24 وتفسير القمي ج2 ص338 وحياة الإمام الحسن للقرشي ج1 ص15 وص321 عن تلخيص الشافي ج2 ص277 والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص240 والخصائص الفاطمية للكجوري ج1 ص119 والأنوار القدسية للشيخ محمد حسين الأصفهاني ص36 عن المحجة البيضاء ج4 ص200 وشرح أصول الكافي للمازندراني ج7 ص222 ووسائل الشيعة للحر العاملي (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص74 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص49 ودلائـل الإمـامـة للطبري ص80 وعلل الشـرائـع ج2 ص178 = = وأمالي الصدوق ص474، ونوادر المعجزات ج6 ص84 وتفضيل أمير المؤمنين "عليه‌السلام " للشيخ المفيد ص32 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص290 ومقتل الحسين للخوارزمي ج1 ص66 والفصول المهمة للحر العاملي ج1 ص408 وج3 ص411 وبحار الأنوار ج8 ص6 وج43 ص10 و 92 ـ 93 و 97 و 107 و 141 و 145 وروضة الواعظين ص148 وكنوز الحقائق للمناوي (مطبوع مع الجامع الصغير) ج2 ص75 (وط بولاق مصر ص133)وإعلام الورى ج1 ص290 وتسلية المجالس وزينة المجالس ج1 ص547 والأسرار الفاطمية للمسعودي ص83 وأمالي الطوسي ج1 ص42 ونور البراهين للجزائري ج1 ص315 ومستدرك سفينة البحار ج9 ص126و 288 والإمام علي "عليه‌السلام " للهمداني ص126 و 334 ومستدرك الإمام الرضا للعطاردي ج1 ص241 والحدائق الناضرة ج23 ص108 وتهذيب الأحكام ج7 ص470 ح90 وص475 ح116 وينابيع المودة ج2 ص67 و 80 و 244 و 286 وإحقاق الحق (قسم الملحقات) ج7 ص1 ـ 2 وج17 ص35 ج19 ص117 عن عدد من المصادر التالية: مودة القربى للهمداني (ط لاهور) ص18 و 57 وأهل البيت لتوفيق أبي علم ص139 ومقتل الحسين للخوارزمي (ط الغري) ص95 و (ط أخرى) ج1 ص66 والفردوس ج3 ص373 و 513 و418 والسيدة الزهراء "عليها‌السلام " للحاج حسين الشاكري ص23 والمناقب المرتضوية لمحمد صالح الترمذي. لكن أكثر مصادر أهل السنة قد اقتصرت على عبارة لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ.. ولم تذكر كلمة، آدم فمن دونه.

١٢

وفي كيفية زفافهما "صلوات الله وسلامه عليهما" في اليوم الأول، أو في السادس من شهر ذي الحجة تفصيلات تُظهِر ما لهما "عليهما‌السلام " من الفضل والمزية(1) .

وكذلك هي تعبر عن البساطة التي تميز بها زفاف بنت أعظم إنسان على وجه الأرض، وهي في ذاتها أعظم إنسانة على وجه الأرض بعد أبيها وبعلها، على رجل هو أعظم وأفضل الناس بعد النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، حتى لقد جاء: أن فراشهما كان إهاب كبش، ينامان عليه ليلاً، ويعلف عليه الناضح نهاراً(2) .

____________

1- حياة الإمام الحسن )عليه‌السلام ( للقرشي ج1 ص15. واللمعة البيضاء ص237 والمناقب للخوارزمي ص351.

2- راجع: ذخائر العقبى ص35 والطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص22 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج7 ص378 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص366 وبحار الأنوار ج40 ص323 ومستدرك سفينة البحار ج4 ص378 وكنز العمال ج13 ص682 والكامـل في التاريخ ج3 ص399 وإمتاع الأسماع ج5 ص352 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص312 و 315 وج10 ص380 و 400 وج17 ص576 وج25 ص274 وج32 ص229 و 271 و 276 و 277 و 287 وج33 ص244.

١٣

أو ننام على ناحيته، وتعجن فاطمة على ناحيته(1) .

وبعد ما تقدم نقول:

إن هناك العديد من الإشارات اللمحات في النصوص المتقدمة، نذكر منها ما يلي:

الزواج المبكر:

إن زواج السيدة الزهراء بأمير المؤمنين "عليهما‌السلام " وهي في سن العاشرة أو أزيد من ذلك بقليل يعتبر تجسيداً عملياً للنظرة الإسلامية الواقعية لموضوع الزواج، الذي ورد الحث عليه في كلمات المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم..

فإذا رأى الناس أن المرأة المعصومة، وسيدة نساء العالمين قد أقدمت على الزواج المبكر، فإن كل التحفظات تتلاشى، ويرى الناس هذا الأمر

____________

1- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص376 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص637 = = والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج7 ص378 وإمتاع الأسماع ج5 ص352 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص41 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص312 وج17 ص576 وج25 ص274 وج32 ص277.

١٤

طبيعياً، وتزول الإحراجات، وتسقط الإعتراضات.

1 ـ وقد ورد في الحث على الزواج المبكر ما روي عن أبي عبد الله "عليه‌السلام "، أنه قال: من سعادة المرء أن لا تطمث (تحيض) ابنته في بيته(1) .

وعنه "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، عن جبرئيل، عن الله تعالى: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر، إذا أدرك ثمره فلم يجتن أفسدته الشمس، ونثرته الرياح. وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء، فليس لهن دواء إلا البعولة، وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر(2) .

____________

1- الكافي ج5 ص336 ومن لا يحضره الفقيه ج3 ص302 و (ط مركز النشر الإسلامي) ج3 ص472 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص61 و 64 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص39 و 41 وجامع أحاديث الشيعة ج20= = ص24 والحدائق الناضرة ج23 ص154 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص219 وبحار الأنوار ج101 ص92 ومستدرك سفينة البحار ج10 ص433 وفقه القرآن للراوندي ج2 ص145.

2- الكافي ج5 ص337 وتهذيب الأحكام للشيخ ج7 ص397 وعلل الشرايع ص578 وعيون أخبار الرضا ج1 ص289 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص260 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص61 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص39 وروضة الواعظين ص374 والجواهر السنية للحر العاملي ص127 و 144 والفصول المهمة للحر العاملي ج2 ص324 وبحار الأنوار ج16 ص223 وج22 ص437 وج100 ص371 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص23 ومسند الإمام الرضا للعطاردي ج2 ص265.

١٥

ولا يقصد بهذا الكلام سيدة نساء العالمين، ومن يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها، وقد طهرها الله تطهيراً، بنص كتابه الكريم.

وأما حث الرجال على الزواج المبكر، فحدث عنه ولا حرج(1) .

فوارق شاسعة في السن:

ونلاحظ من جهة أخرى: الفوارق الكبيرة في السن بين فاطمة "عليها‌السلام "، وبين الذين تجرؤا على خطبها، فإنها تصل إلى عشرات السنين ـ ثلاثين وأربعين سنة ـ وهي لم تزل في مقتبل العمر، في التاسعة أو نحوها من عمرها!!

فهل السبب في هذا التهافت على خطبة سيدة النساء من قبل أبي بكر، وعمر، وابن عوف وغيرهم من أشراف قريش ـ هو اقتناعهم بمزاياها، ورغبتهم في تلك المزايا، أم أنهم يريدون أن تكون لهم صلة برسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " تمكنهم من الحصول على مآرب دنيوية، تتصل بالنفوذ والإستطالة على الآخرين، والوصول إلى مواقع ربما لم تؤهلهم لها مزاياهم الشخصية، ولا مسيرتهم الجهادية ؟! لا سيما وهم يرون انطلاقة هذا الدين الجديد، واتساع دائرته، وصيرورته خارج دائرة النفوذ القريشي، والسيطرة المكية..

____________

1- راجع: وسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 و (ط دار الإسلامية) ج14 في الأبواب المختلفة.

١٦

أم أنهم يرغبون بنيل شرف القرب من رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، والحصول على البركة منه، والتقرب إلى الله بالتماس رضا رسوله، ومحبته!

قد يرى البعض في الوقائع التي حدثت بعد وفاة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " والمصائب التي صبت على رأس بضعة رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، وسيدة نساء العالمين بالذات ما يبرر القول بأن هؤلاء الخاطبين كانوا لا يريدون بخطبتهم نيل البركات، ولا الفوز بأسمى الخصال والميزات، ولا التقرب إلى الله والتماس رضا رسوله، بل كان همهم الوصول إلى أهداف وغايات كبيرة وخطيرة عبرت عنها ممارساتهم الكثيرة في حياة الرسول وبعده.. وقد بلغت ذروتها باتهامهم النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله " في مرض موته بأنه يهجر، ثم بالهجوم على بيت الزهراء وضربها، وإسقاط جنينها، ثم في اغتصاب إرثها، ونحلتها وسوى ذلك من احداث..

تحريض علي (عليه‌السلام ) على خطبة فاطمة (عليها‌السلام ):

ولا بد أن نتساءل عن سبب طلب أبي بكر وعمر من علي "عليه‌السلام " أن يخطب فاطمة، وذلك بعد أن ردهم رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "!!! وأي شأن لهما في تزويج فاطمة من هذا أو ذاك، أو عدم تزويجها؟! أم أنهما أرادا بذلك أن يرده رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " كما ردّهما؟! وبذلك تتساوى الأقدام، ويرد النقص الجميع؟!

أم أن الهدف هو تسجيل الإعتراض على رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، لأنه منعهم وزوّج علياً "عليه‌السلام "؟!

حتى جاءهم الجواب: "ما أنا منعتكم وزوجته، بل الله منعكم وزوجه".

١٧

وقد تضمنت هذه الإجابة:

أولاً: إن هذا التصرف النبوي لم يكن نابعاً من شخص النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، بحيث يجعله رأياً شخصياً له، لا ارتباط له بالوحي، ليمكن أن يتوهم أحد أن هذا الرأي قد لا يكون مستجمعاً لسائر الشرائط التي تجعله يعبر عن أمور واقعية، لها مساس بأهلية ومزايا الخاطبين.

ثانياً: هل يدل التدخل الإلهي في هذا الأمر، لمنع هذا أو ذاك، ورفض الطلب المطروح من قبلهم على وجود ما يقتضي هذا المنع في واقع أولئك الخاطبين، بسبب منافرته لواقع وحقيقة العصمة القائمة في تلك الذات الطاهرة.

أو يدل على أنه لا يصح الجمع بين هذا القاصر الناقص مع تلك الذات المعصومة التي بلغت الغاية في الكمال لأنه يوجب إخلالاً بل إعاقة لمسيرة الكمال الإنساني نحو الله، وإرهاقها بما يدخل هذا التصرف في دائرة الظلم غير المستساغ، أو التصرف غير المقبول من المدبر الحكيم والعليم..

أو لا هذا ولا ذاك! إن كان ثمة من يجرؤ على التسويق لهذا الاحتمال الأخير.

ثالثاً: هل لنا أن نقول: إن التزويج الإلهي لعلي بفاطمة

"عليهما‌السلام " يمثل شهادة له بأن لديه من المزايا ما يجعله في موقع النقيض لأولئك الخاطبين الذين منعهم الله تبارك وتعالى؟!

ولتكن هذه الشهادة الإلهية من أدلة انحصار الأهلية للإمامة والخلافة بعد رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " به "عليه‌السلام "، إذا كان هذا الكمال هو السمة الظاهرة التي تفرض الفطرة والعقل السليم تلمسها، والإطمئنان لتوفرها في الإمام والراعي والخليفة بعد رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ".

رابعاً: قد عرفنا أن هذا التزويج الإلهي: أنه لم يكن استجابة لداعي النسب، أو التعصب للعشيرة، أو الرحم، أو لأجل الإلفة والمحبة، والإندفاع العاطفي.. وإنما كان سياسة الهية لخصها رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله " بقوله: "إنما أنا بشر مثلكم، أتزوج فيكم، وأزوجكم، إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء"(1) .

علي (عليه‌السلام ) كفؤ فاطمة (عليها‌السلام ):

ولعلك تقول:

صحيح أن دين الإسلام قد قرر الكفاءة في النكاح، ودلت الروايات على أن المؤمن كفؤ المؤمنة.. وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة، وأتم به الناقصة، وأكرم به من اللؤم، فلا لؤم على مسلم، إنما اللؤم لؤم الجاهلية..

ولكن روي في مقابل ذلك عن أبي جعفر "عليه‌السلام ": لولا أن الله

____________

1- الكـافي ج5 ص568 ومن لا يحضره الفقيـه ج3 ص249 و (ط مركـز النشر = = الإسلامي) ج3 ص393 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج20 ص74 و (ط دار الإسلامية) ج14 ص49 ومكارم الأخلاق للطبرسي ص204 وبحار الأنوار ج43 ص144 وجامع أحاديث الشيعة ج20 ص82 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج6 ص614.

١٨

خلق فاطمة لعلي، ما كان لها على وجه الأرض كفؤ، آدم فمن دونه(1) .

فكيف يمكن أن نوفق بين هذا وذاك؟!

فإن كان المعيار هو الإسلام والإيمان.. فكل مسلم كفؤ لفاطمة "عليها‌السلام "؟!

ونجيب:

بأن فاطمة "عليها‌السلام " هي العالمة الزكية، والمحدثة الرضية، وهي حوراء انسية، يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، وهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي الطاهرة المعصومة بنص القرآن.

وقد بلغت في كمالاتها وأحوالها، حداً لا يصح تزويجها إلا من معصوم، يكون كفؤاً لها بخصوصياتها هذه، وليس هو غير علي "عليه‌السلام "، الذي ليس له بعد رسول الله نظير، آدم فمن دونه.

لست بدجال:

روى غير واحد: أن علياً "عليه‌السلام " خطب فاطمة إلى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "، فقال "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": هي لك يا علي، لست بدجال.

وفي نص آخر: خطب أبو بكر فاطمة إلى رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله ".

____________

1- تقدمت مصادر الحديث.

١٩

فقال النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ": "هي لك يا علي لست بدجال"(1) .

وبما أن في هذه الكلمة تعريضاً صريحاً بمن خطبها قبل أمير المؤمنين، فقد حاول ابن سعد، والبزار جعل التاء في كلمة: "لست" للمتكلم، فقال: "وذلك أنه كان قد وعد علياً بها قبل أن يخطب إليه أبو بكر وعمر"(2) .

وقال البزار: "معنى قوله: لست بدجال يدل على أنه كان وعده، فقال: إني لا أخلف الوعد"(3) .

وقال الهيثمي: "رجاله ثقات، إلا أن حجراً (ابن عنبس) لم يسمع من النبي "صلى‌الله‌عليه‌وآله ".."(4) .

ونقول:

____________

1- الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص19 ومجمع الزوائد ج9 ص204 عن البزار، واللآلي المصنوعة ج1 ص365 عن العقيلي، والطبراني. وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج25 ص399 وج33 ص325 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص382 وضعفاء العقيلي ج4 ص165 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص38 والإصابة ج1 ص374 و (ط دار الكتب العلمية) ج2 ص134 والمعجم الكبير للطبراني ج4 ص34.

2- الطبقات الكبرى لابن سعد ج8 ص12.

3- مجمع الزوائد ج9 ص204 وراجع: وسبل الهدى والرشاد ج11 ص38.

4- مجمع الزوائد ج9 ص204 وسبل الهدى والرشاد ج11 ص38.

٢٠