الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٤

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى)0%

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 342

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: الصفحات: 342
المشاهدات: 16844
تحميل: 5173


توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 342 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 16844 / تحميل: 5173
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 4

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وعن أبي ليلى، وابن عباس: بعث أبا بكر فسار بالناس، فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): لأعطين الخ..(1) .

زاد بعضهم قوله: ثم بعث رجلاً من الأنصار فقاتل ورجع، ولم يكن فتح(2) .

____________

1- منتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج5 ص44 ومجمع الزوائد ج9 ص123 وراجع: مناقب آل أبي طالب ج2 ص318 وبحار الأنوار ج3 ص525 والمستدرك للحاكم ج3 ص37 وعن المصنف لابن أبي شيبة ج1 ص497 وج8 ص522 وكنز العمال ج13 ص121.

2- راجع: السيرة الحلبية ج3 ص37 و (ط دار المعرفة) ج2 ص736 والمغازي للواقدي ج2 ص654.

٢٨١

فأخبر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بذلك فقال: "لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح الله عليه، ليس بفرار، يحب الله ورسوله، يأخذها عنوة".

وفي لفظ: "يفتح الله على يديه".

قال بريدة: فبتنا طيبة أنفسنا أن يفتح غداً، وبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها.

فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كلهم يرجو أن يعطاها.

قال أبو هريرة: قال عمر: فما أحببت الإمارة قط حتى كان يومئذ(1) .

قال بريدة: فما منا رجل له من رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) منزلة إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل، حتى تطاولت أنا لها، ورفعت رأسي لمنزلة كانت لي منه، وليس منةً(2) .

وفي حديث سلمة، وجابر: وكان علي تخلف عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لرمد شديد كان به لا يبصر، فلما سار رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: لا، أنا أتخلف عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )!!

فخرج فلحق برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في الطريق، أو بعد

____________

1- ستأتي مصادر كثيرة لهذا الحديث إن شاء الله تعالى.

2- سبل الهدى والرشاد ج5 ص124 ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج4 ص128 والبداية والنهاية ج4 ص212 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص354 وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج10 ص463 ومصادر أخرى كثيرة.

٢٨٢

وصوله إلى خيبر(1) .

ثم ذكر البخاري وغيره، قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): لأعطين الراية غداً..

إلى أن قال: فنحن نرجوها، فقيل: هذا علي، فأعطاه، ففتح عليه(2) .

وفي نص آخر: فإذا نحن بعلي، وما نرجوه، فقالوا: هذا علي الخ..(3) .

____________

1- تاريخ الخميس ج2 ص48 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص124 وراجع: صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح) ج5 ص171 وراجع ص23 و (ط دار الفكر) ج5 ص76.

2- صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 و (ط دار الفكر) ج5 ص76 والعمدة لابن البطريق ص147 وعمدة القاري ج17 ص243 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص211 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص351.

3- صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص23 و (ط دار الفكر) ج4 ص12 و 207 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج7 ص122 والسنن الكبرى للبيهقي ج6 ص362 وعمدة القاري ج14 ص233 وج16 ص215 والثقات لابن حبان ج2 ص267 والبداية والنهاية ج4 ص184 والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252 والعمدة لابن البطريق ص145 و 146 و 147 وبحار الأنوار ج39 ص12 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص89 وإمتاع الأسماع ج11 ص286 ونهج الإيمان لابن جبر ص319 وسبل الهدى والرشاد ج10 ص62.

٢٨٣

قال بريدة: وجاء علي (عليه‌السلام ) حتى أناخ قريباً، وهو رَمِد، قد عصب عينيه بشق برد قطري.

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): ما لك؟!

قال (عليه‌السلام ): رمدت بعدك.

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): ادن مني.

فدنا منه، ثم ذكر أنه أعطاه الراية، فنهض بها معه، وعليه حلة أرجوان حمراء، قد أخرج خملها، فأتى خيبر الخ..(1) .

وفي نص آخر: قال بريدة: فلما أصبح رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) صلى الغداة، ثم دعا باللواء، وقام قائماً.

قال ابن شهاب: فوعظ الناس، ثم قال: "أين علي"؟

قالوا: يشتكي عينيه.

قال: "فأرسلوا إليه".

قال سلمة: فجئت به أقوده، قالوا كلهم: فأُتي به رسول الله "صلى‌الله‌عليه‌وآله "

____________

1- البداية والنهاية ج4 ص185 فما بعدها، وراجع: تاريخ الأمم والملوك ج2 ص301 وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص156 والمناقب للخوارزمي ص168 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص355 والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج2 ص220 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص410 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص125 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص130.

٢٨٤

، فقال له رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): "ما لك"؟

قال: رمدت حتى لا أبصر ما قدامي.

قال: "ادن مني".

وفي حديث علي عند الحاكم: فوضع رأسي عند حجره، ثم بزق في ألية يده، فدلك بها عيني.

قالوا: فبرئ، كأن لم يكن به وجع قط، فما وجعهما علي حتى مضى لسبيله، ودعا له، وأعطاه الراية(1) .

____________

1- راجع هذه الكرامة الجليلة في المصادر التالية: منتخب كنز العمال (مطبوع مع مسند أحمد) ج4 ص127 و 128 والصواعق المحرقة (ط الميمنية) ص74 وحياة الحيوان (مطبعة الشرفية بالقاهرة) ج1 ص237 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص 564 والإصابة ج2 ص502 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص107 ومناقب الإمام علي لابن المغازلي (ط المكتبة الإسلامية) ص176 ومصابيح السنة (ط الخيرية بمصر) ج2 ص201 والإستيعاب (مع الإصابة) ج3 ص366 ومعالم التنزيل ج4 ص156 والشفاء (ط مصر) ج2 ص272 وجامع الأصول ج9 ص469 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص258 وكفاية الطالب ص130 و 116 و 118 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 فما بعدها وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج2 ص188 وج1 ص50 وصحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 وصحيح مسلم ج5 ص195 وج7 ص120 ومسند أحمد ج5 ص333 و 353 و 358 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص638 والخصائص للنسائي (مطبعة التقدم بمصر) ص 4 و 5 و 6 و 7 والسيرة النبوية لابن هشام (المطبعة الخيرية بمصر) ج3 ص175 وطبقات ابن سعد (مطبعة الثقافة الإسلامية) ج3 ص157 والمعجم الصغير ص163 ومستدرك الحاكم ج3 ص38 و 108 و 116 و 437 وراجع ص125= = ولباب التأويل ج4 ص152 و 153 وتاريخ الخميس ج2 ص48 و 49 وبحار الأنوار ج21 ص29 عن الخرايج والجرايح، ومعارج النبوة ص219 والخصائص الكبرى ج1 ص251 فما بعدها وتاريخ الخلفاء (ط مطبعة السعادة) ص168 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص30 وحلية الأولياء ج1 ص62 وتذكرة الخواص ص24 و 25 والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج2 ص219 و 220 وأسد الغابة ج4 ص21 و 25 و 28 ومجمع الزوائد ج9 ص123 و 122 ومصادر كثيرة أخرى.

٢٨٥

وذكروا: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أرسل سلمة بن الأكوع إلى علي (عليه‌السلام )، فجاء يقوده وهو أرمد(1) .

____________

1- صحيح مسلم ج5 ص195 ومسند أحمد ج4 ص54 والطبقات الكبرى لابن سعد (مطبعة الثقافة الإسلامية) ج3 ص157 ومناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي (ط المكتبة الإسلامية) ص176 ومعالم التنزيل ج4 ص156 ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج4 ص130 وحياة الحيوان (مطبعة الشرفية بالقاهرة) ج1 ص237 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص185 ـ 187 ولباب التأويل للخازن ج4 ص152 و 153.

٢٨٦

قال سهل: فقال علي: يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟

فقال: "أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى، وحق رسوله. فوالله، لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم"(1) .

وقال أبو هريرة: إن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال لعلي: "اذهب فقاتلهم حتى يفتح الله عليك، ولا تلتفت".

قال: علام أقاتل الناس؟

قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله".

فخرجوا، فخرج بها ـ والله يأيح ـ يهرول هرولة، وإنَّا لخلفه نتبع أثره.

____________

1- صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 وصحيح مسلم ج7 ص21 ومسند أحمد ج5 ص333 والخصائص للنسائي ص6 وحلية الأولياء ج1 ص62 والسنن الكبرى ج9 ص107 وتذكرة الخواص ص24 وأسد الغابة ج4 ص28 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص564 والبداية والنهاية ج4 ص184 فما بعدها وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 وراجع: الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج2 ص184 و 188.

٢٨٧

حتى ركزها تحت الحصن.

فاطلع يهودي من رأس الحصن فقال: من أنت؟

قال: عليّ.

أو قال: أنا علي بن أبي طالب.

فقال اليهودي: غلبتهم (أو علوتم)، والذي أنزل التوراة على موسى. فما رجع حتى فتح الله تعالى على يديه(1) .

وعن حذيفة: "لما تهيأ علي (عليه‌السلام ) للحملة، قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

"يا علي، والذي نفسي بيده، إن معك من لا يخذلك. هذا جبريل (عليه‌السلام ) عن يمينك، بيده سيف لو ضرب الجبال لقطعها، فاستبشر بالرضوان والجنة.

يا علي: إنك سيد العرب، وأنا سيد ولد آدم".

____________

1- سبل الهدى والرشاد ج5 ص124 و 125 والأنس الجليل (ط الوهبية) ص179 وراجع: السيرة الحلبية ج3 ص35 و 36 و 37 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص175 وحلية الأولياء ج1 ص62 والإكتفاء للكلاعي (ط مكتبة الخانجي) ج2 ص258 والكامل (ط دار صادر) ج2 ص220 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 فما بعدها، وذخائر العقبى ص184 ـ 188 والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252 وتاريخ الخميس ج2 ص49 وبحار الأنوار ج21 ص16.

٢٨٨

وفي رواية: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ألبسه درعه الحديد(1) ، وشد ذا الفقار في وسطه، وأعطاه الراية، ووجّهه إلى الحصن.

فقال علي (عليه‌السلام ): يا رسول الله، أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟! الخ..(2) .

____________

1- تاريخ الخميس ج2 ص49 وراجع: تحف العقول ص346 وعن عون المعبود ج8 ص172 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص737 وأعيان الشيعة ج1 ص271.

2- السيرة الحلبية ج3 ص37 وتاريخ الخميس ج2 ص49 وراجع: شرح اللمعة للشهيد الثاني ج7 ص152 وزبدة البيان للأردبيلي ص12 وشرح أصول الكافي ج6 ص136 وج12 ص494 ومناقب أمير المؤمنين للكوفي ج2 ص507 و 508 وعن الإحتجاج ج1 ص167 والعمدة ص142 و 146 و 148 و 149 و 157 والطرائف لابن طاووس ص56 وعن ذخائر العقبى ص73 وبحار الأنوار ج21 ص3 و ج39 ص8 و 12 وكتاب الأربعين للماحوزي ص287 و 288 ومناقب أهل البيت ص137 والغدير ج2 ص41 ومستدرك سفينة البحار ج3 ص10 وأضواء على الصحيحين للنجمي ص341 وفضائل الصحابة ص166 وعن مسند أحمد ج5 ص333 وعن صحيح البخاري ج4 ص20 و 207 وج5 ص77.

وراجع: عن صحيح مسلم ج7 ص122 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص107 وعن فتح الباري لابن حجر ج7 ص366 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص46 و 110 و 137 وعن الخصائص للنسائي ص56 وشرح معاني الآثار ج3 ص207 وصحيح ابن حبان ج15 ص378 والمعجم الكبير ج6 ص152 و 198 ورياض الصالحين ص145 ونظم درر السمطين ص99 وفيض القدير ج6 ص465 ومجمع البيان للطبرسي ج9 ص201 وتفسير الميزان ج18 ص295 وتاريخ مدينـة دمشق ج42 ص86 و 88 وأسد الغابـة ج4 ص28 = = وعن الإصابة لابن حجر ج1 ص38 والبدايـة والنهايـة لابن كثير ج4 ص211 وبشارة المصطفى ص297 ونهج الإيمان لابن جبر ص320 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص351 وجواهر المطالب ج1 ص177 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص125 وينابيع المودة ج1 ص153 ومجمع النورين للمرندي ص242.

٢٨٩

فخرج علي بها، وهو يهرول"(1) .

____________

1- السيرة الحلبية ج3 ص37 وراجع: الأربعون حديثاً لابن بابويه ص56 ومناقب آل أبي طالب ج2 ص128 والعمدة ص153 والطرائف لابن طاووس ص57 وبحار الأنوار ج39 ص9 وج72 ص33 وبغية الباحث ص218 والمعجم الكبير ج7 ص35 والثقات لابن حبان ج2 ص13 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص89 و 90 والجوهرة في نسب علي وآله للبري ص70 والبداية النهاية ج4 ص112 وج7 ص373 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج3 ص798 والجمل للمفيد ص196 ومصادر كثيرة أخرى.

٢٩٠

وفي نص آخر: أركبه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يوم خيبر، وعممه بيده، وألبسه ثيابه، وأركبه بغلته، ثم قال له: "امض يا علي، وجبرئيل عن يمينك، وميكائيل عن يسارك، وعزرائيل أمامك، وإسرافيل وراءك، ونصر الله فوقك، ودعائي خلفك"(1) .

رايتان أم ثلاث؟!:

وقد ذُكِرَ في بعض النصوص: أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أرسل أبا بكر، فرجع منهزماً، ثم أرسل عمر، فرجع منهزماً أيضاً..

وبعضها اقتصر على عمر..

وبعضها ذكر: أنه أرسل عمر مرتين، مرة قبل أبي بكر، ومرة بعده.

لكن الذي لفت نظرنا هو: إضافة راية ثالثة لرجل من الأنصار، وأنه رجع منهزماً أيضاً(2) .

والظاهر: أن المقصود بذلك هو: سعد بن عبادة، بل لقد صرح الواقدي باسمه، وبأنه قد رجع مجروحاً(3) .

____________

1- راجع: بحار الأنوار ج21 ص18 و 19 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص78 ومدينة المعاجز ج2 ص307.

2- السيرة الحلبية ج3 ص37 و (ط أخرى) ج2 ص736 والمغازي للواقدي ج2 ص653.

3- المغازي للواقدي ج2 ص653 وإمتاع الأسماع ج13 ص333.

٢٩١

مع أن الذي ذكرته الروايات الكثيرة، هو: هزيمة أبي بكر وعمر، وربما اقتصرت بعض الروايات على ذكر عمر أيضاً.

فهل السبب في هذه الإضافة لسعد، وربما لابن مسلمة وغيره، هو إخراج هذا الأمر عن دائرة قريش، وعن دائرة الذين استأثروا بالأمر بعد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، لتشمل الهزيمة زعيم الأنصار، الذي نافسهم في السقيفة، فأرادوا أن ينيلوه شرف (!!) الهزيمة وإثم الفرار الذي باؤوا به؟!

وفي نص المقريزي: "ثم خرج مرحب، فحمل على علي، وضربه، فاتقاه بالترس، فأطن ترس علي (عليه‌السلام )، فتناول باباً كان عند الحصن، فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده حتى فتح الله عليه الحصن.

وبعث رجلاً يبشر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بفتح حصن مرحب.

ويقال: إن باب الحصن جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً.

وروي من وجه ضعيف عن جابر: ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً، فكان جهدهم أن أعادوا الباب الخ.."(1) .

____________

1- الإمتاع ص314 و 315 والثاقب في المناقب ص257 والإرشاد للمفيد ج1 ص333 وقال في الهامش: انظر حديث فتح خيبر في تاريخ مدينة دمشق ج1 ص174 و 248 والمستجاد من الإرشاد (المجموعة) للعلامة الحلي ص128 وبحار الأنوار ج21 ص1 وج41 ص279 والإمام علي للهمداني ص613 وكشف الخفاء ج1 ص232 و 366 ومجمع البيان ج9 ص202 والميزان ج18 ص296 وعن البداية والنهاية ج4 ص216 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج4 ص212 ونهج الإيمان لابن جبر ص323 عن مناقب آل أبي طالب ج2 ص329 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص125 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص359 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص129.

٢٩٢

أقوال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في المصادر والمراجع:

وفي جميع الأحوال نقول:

ذكرت الروايات: أن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال في خيبر بعد فرار المهاجرين والأنصار: لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله(1) .

____________

1- تاريخ بغداد ج8 ص5 ومسند أحمد ج1 ص99 و 185 وج5 ص333 و 353 و 358 وصحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 وتاريخ البخاري ج1 ق2 ص115 وج4 ص115 والبداية والنهاية ج4 ص184 فما بعدها، وصحيح مسلم ج7 ص121 و 120 وج5 ص195 وتذكرة الخواص ص24 و 25 والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج2 ص219 و 220 وأسد الغابة ج4 ص25 و 28 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 وسنن ابن ماجة (ط مكتبة التازية بمصر) ج1 ص56 والجامع الصحيح للترمذي ج5 ص638 والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص4 و 5 و 32 و 6 و 7 و 8 ومنتخب كنز العمال ج5 ص44 و 48 وج4 ص130 و 127 و 128 والصواعق المحرقة (ط المكتبة الميمنية بمصر) ص74 والمناقب المرتضوية (ط بمبي) ص158 ومدارج النبوة للدهلوي ص323 ومجمع الزوائد ج9 ص123 وحياة الحيوان (مطبعة الشرفية) ج1 ص237 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص564 والإصابة ج2 ص502 والفصول المهمة لابن الصباغ ص19 والخصائص الكبرى ج1 ص251 وتاريخ الخلفاء (مطبعة السعادة بمصر) ص168 ونور الأبصار ص81 وإسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) ص169 وتاج العروس ج7 ص133 وينابيع المودة (ط بمبي) ص41 والطبقات الكبرى لابن سعد (مطبعة الثقافة الإسلامية) ج3 ص156 و 157= = ومشارق الأنوار للصغائي (ط مكتبـة الأستانة) ج2 ص292 وكفاية الطالب (ط الغري) ص130 وحلية الأولياء ج1 ص62 والعقد الفريد (ط مكتبة الجمالية بمصر) ج3 ص94 وتاريخ الأمم والملوك ج3 ص30 ومناقب الإمام علي لابن المغازلي (ط المكتبة الإسلامية) ص176 ومستدرك الحاكم ج3 ص38 و 132 و 437 والشفاء (ط مصر) ج1 ص272 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188 وج2 ص188 و 190 ولباب التأويل ج4 ص152 و 153 والمعجم الصغير (ط دهلي) ص163 والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج3 ص366 ومصابيح السنة (ط المكتبة الخيرية بمصر) ج2 ص201 ومعالم التنزيل ج4 ص156 وجامع الأصول ج9 ص469 و 471 و 472 وتاريخ الخميس ج2 ص48 وبحار الأنوار ج21 ص28 و 21 و 20 عن الخرايج والجرايح وعن إعلام الورى ص107 و 108 وعن الخصال ج2 ص120 و 124.

٢٩٣

ليس بفرار(1) .

أو: كرار غير فرار(2) .

أو: لا يرجع حتى يفتح الله عليه(3) .

أو: يفتح الله على يديه(4) .

____________

1- مسند أحمد ج1 ص133 والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص5 والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة الخيرية بمصر) ج3 ص175 وحلية الأولياء ج1 ص62 والإستيعاب (مع الإصابة) ج3 ص366 وكفاية الطالب (ط الغري) ص130 ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج5 ص48 وج4 ص127 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 فما بعدها، والمغازي للواقدي ج2 ص653 ومجمع الزوائد ج9 ص123 وبحار الأنوار ج21 ص20 عن الخصال ج2 ص120 و 124.

2- مسند أحمد ج5 ص353 وتاريخ الخميس ج2 ص48 وبحار الأنوار ج21 ص 28 و 21 عن الخرايج والجرايح وعن إعلام الورى ص107 ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج5 ص48 والمناقب المرتضوية (ط بمبي) ص158 ومعارج النبوة ص219 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص185 و 187.

3- المعجم الصغير (ط دهلي) ص163 ومستدرك الحاكم ج3 ص38 والمغازي ج2 ص653 وبحار الأنوار ج21 ص28 و 21 و 20 عن الخرايج والجرايح وعن إعلام الورى ص107 وعن الخصال ج2 ص120.

4- تاريخ الخميس ج2 ص48 ومصادر أخرى.

٢٩٤

أو قال: لا يولي الدبر، يفتح الله عليه(1) .

فاستشرف لها الناس، فبعث علياً(2) .

____________

1- المستدرك للحاكم ج3 ص38 والمعجم الصغير (ط دهلي) ص163 وتاريخ بغداد ج8 ص5 والسنن الكبرى ج9 ص107 والإستيعاب (مع الإصابة) ج3 ص366 وكفاية الطالب (ط الغري) ص130 وتذكرة الخواص ص24 ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج5 ص48 وج4 ص130 والصواعق المحرقة (ط المكتبة الميمنية بمصر) ص74 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص564 والإصابـة ج2 ص502 والبدايـة والنهايـة ج4 ص184 و 185 فـما بعدهـا = = وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص4 ولباب التأويل ج4 ص182 و 183 ومجمع الزوائد ج9 ص123 ومعارج النبوة ص219 والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252 وتاريخ الخلفاء (ط مكتبة السعادة بمصر) ص168 ونور الأبصار ص81 وإسعاف الراغبين بهامشه ص169 وتاج العروس ج7 ص133 وينابيع المودة (ط بمبي) ص41.

2- مسند أحمد ج1 ص133 وراجع: تاريخ البخاري (ط حيدر آباد الدكن) ج1 ق2 ص115 وصحيح مسلم ج7 ص120 وسنن ابن ماجة (ط المكتبة التازية بمصر) ج1 ص56 والجامع الصحيح ج5 ص638 والخصائص للنسائي (ط مكتبة التقدم بمصر) ص4 والمستدرك للحاكم ج3 ص437 ومنتخب كنز العمال (بهامش المسند) ج4 ص127 والبداية والنهاية ج4 ص184 و 185 فما بعدها وراجع: الرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188 ومجمع الزوائد ج9 ص123.

٢٩٥

أو: فبات الناس يدركون ليلتهم أيهم يعطاها(1) .

وفي اليوم التالي غدا الناس على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كلهم يرجو أن يعطاها(2) .

____________

1- صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 وصحيح مسلم ج7 ص121 ومسند أحمد ج5 ص333 وتاج العروس ج7 ص133 وينابيع المودة (ط بمبي) ص41 فما بعدها ودلائل النبوة للبيهقي ج4 ص205 وحلية الأولياء ج1 ص62 والسنن الكبرى ج9 ص107 وجامع الأصول ج9 ص472 وتذكـرة الخواص ص24 وأسد الغابـة ج4 ص22 والصواعـق المحرقـة (ط = = الميمنية بمصر) ص74 والفصول المهمة لابن الصباغ ص19 والبداية والنهاية ج4 ص184 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص124 ومسند الطيالسي ص320 والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188 وتاريخ الخلفاء (ط مكتبة السعادة بمصر) ص168 وإسعاف الراغبين (بهامش نور الأبصار) 169 ونور الأبصار ص81.

2- صحيح البخاري (ط محمد علي صبيح بمصر) ج5 ص171 وصحيح مسلم ج7 ص121 ومسند أحمد ج5 ص333 ومشكاة المصابيح (ط دهلي) ص564 والإصابة ج2 ص502 وذخائر العقبى (ط مكتبة القدسي) ص74 والخصائص للنسائي ص6 ومصابيح السنة (ط مكتبة الخيرية بمصر) ج2 ص201 وتذكرة الخواص ص24 والصواعق المحرقة (ط المكتبة الميمنية بمصر) ص74.

٢٩٦

وعند الراوندي: فتطاول جميع المهاجرين والأنصار، فقالوا: أما علي فهو لا يبصر شيئاً، لا سهلاً ولا جبلاً(1) .

وعند الطبري: فتطاولت لها قريش ورجال، كل واحد منهم يرجو أن يكون هو صاحب ذلك(2) .

وفي نص آخر: تطاول لها أبو بكر وعمر(3) .

____________

1- بحار الأنوار ج21 عن الخرايج والجرايح.

2- تـاريـخ الأمـم والملـوك ج3 ص30 والسنن الكـبرى للبـيـهقي ج9 ص107 = = والكامل في التاريخ (ط دار صادر) ج2 ص219 وراجع: منتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج4 ص128 والبداية والنهاية ج4 ص185 فما بعدها والرياض النضرة (ط محمد أمين بمصر) ج1 ص184 ـ 188 والخصائص الكبرى ج1 ص251 و 252 وتاريخ الخميس ج2 ص48.

3- راجع: كنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج10 ص463 وخصائص الوحي المبين ص156 وتفسير الثعلبي ج9 ص50 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص300 وغاية المرام ج5 ص58 ومنتخب كنز العمال (بهامش مسند أحمد) ج4 ص128 وتاريخ الخميس ج2 ص48 والعمدة لابن البطريق ص150 والدرر لابن عبد البر ص199.

٢٩٧

٢٩٨

الفصل الثالث :

وقفات مع النصوص..

٢٩٩

٣٠٠