الصحيح من سيرة الإمام علي(عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٤
0%
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 342
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 342
قال: أنا علي.
قال: ابن عبد مناف؟!
قال: أنا علي بن أبي طالب.
فقال: يا ابن أخي، من أعمامك من هو أسن منك، فإني أكره أن أهريق دمك.
فقال له علي: لكني والله لا أكره أن أهريق دمك.
فغضب، فنزل، وسل سيفه كأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي (عليهالسلام ) مغضباً، واستقبله علي بدرقته، فضربه عمرو في درقته، فقدها، وأثبت فيها السيف، وأصاب رأسه فشجه.
وضربه علي (عليهالسلام ) على حبل عاتقة فسقط، وثار العجاج، فسمع رسول الله التكبير، فعرفنا أن علياً قد قتله، فثم يقول علي:
أعلي تـقـتحم الفوارس هكذا |
عنــي وعنهـم أخروا أصحابي |
الأبيات.
إلى أن قال: وخرجت خيولهم منهزمة، حتى اقتحمت الخندق(1) .
____________
1- راجع المصادر التالية: البداية والنهاية ج4 ص106 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص121 عن البيهقي في دلائل النبوة، عن ابن إسحاق. وراجع: السيرة النبوية لابن كثير ج3 ص204 ومجمع البيان ج8 ص343 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج8 ص131 وبحار الأنوار ج20 ص203 وج25 ص203 و 204 و 239 وج 41= = ص89 مناقب آل أبي طالب ج3 ص135 و 136. وتاريخ الخميس ج1 ص486 و 487 وعيون الأثر ج1 ص61 و 62 و (ط مؤسسة عز الدين ـ بيروت) ج2 ص41 والروض الأنف ج3 ص27 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص438 و 439 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص78 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص104. وراجع أيضاً: السيرة النبوية لدحلان ج2 ص6 و 7 والسيرة الحلبية ج2 ص319 و 320 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص261 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص167 و 168 وديوان أمير المؤمنين علي (عليهالسلام ) ص67 والمستدرك للحاكم ج3 ص32 و 33 والمناقب للخوارزمي ص104 وراجع: ينابيع المودة ص95 و 96 وكنز الفوائد للكراجكي ص137.
الخصال الثلاث وقتل عمرو:
وقد ذكرت بعض النصوص زيادة على ما تقدم: أن علياً (عليهالسلام ) عرض على عمرو خصلتين، وهما: الإسلام، فرفضه، أو النزال، فاعتذر بالخلة بينه وبين أبي طالب، أو بغير ذلك(1) .
____________
1- راجع عرض الخصلتين على عمرو، ثم قتل علي (عليهالسلام ) له في المصادر التالية: الإرشاد للمفيد ص58 و (ط دار المفيد) ج1 ص98 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص198 و 202 والكامل في التاريخ ج2 ص181 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص239 و240 وشرح الأخبار ج1 ص295 و 323 والدر النظيم ص163 والبداية والنهاية ج4 ص105 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص120 وبحار الأنوار ج20 ص253 و 254 والسيرة النبوية لدحلان = = ج2 ص6 و 7 وبهجة المحافل وشرحه ج1 ص266 و 267 ونهاية الأرب ج17 ص173 و 174 وكنز العمال ج10 ص288 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص166 و 167 وعيون الأثر ج2 ص61 و (ط مؤسسة عز الدين) ج2 ص40 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص236 و (مكتبة محمد علي صبيح وأولاده) ج3 ص 709 وتهذيب سيرة ابن هشام ص193 و 194 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص436 و 437 والسيرة الحلبية ج2 ص319 والمستدرك للحاكم ج3 ص32 وتفسير الثعلبي ج8 ص15 وتفسير البغوي ج3 ص513 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص341 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص203 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص78 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص290 ومطالب السؤول ص207 وكشف اليقين ص133 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص372 وج18 ص106 وج32 ص336 و 364.
لكن بعض الروايات ذكرت: أنه عرض عليه ثلاث خصال. وأنه (عليهالسلام ) قال: يا عمرو، إنك كنت تقول في الجاهلية: لا يدعوني أحد إلى واحدة من ثلاث إلا قبلتها.
قال: أجل.
قال علي: فإني أدعوك إلى: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتسلم لرب العالمين.
قال: يا ابن أخي، أخِّر عنى هذه.
قال: وأخرى، ترجع إلى بلادك، فإن يك محمد صادقاً كنت أسعد
الناس به، وإن يك كاذباً كان الذي تريد.
وفي نص آخر: كفتهم ذؤبان العرب أمره.
قال: هذا ما لا تحدث به نساء قريش أبداً، وقد نذرت ما نذرت، وحرمت الدهن(1) .
قال: فالثالثة؟!
قال: البراز.
فضحك عمرو، وقال: إن هذه لخصلة ما كنت أظن أن أحداً من العرب يرومني عليها، فمن أنت؟!
قال: أنا علي بن أبي طالب.
قال: يا ابن أخي، من أعمامك من هو أسن منك، فإني أكره أن أهريق دمك.
فقال علي (عليهالسلام ): لكني ـ والله ـ لا أكره أن أهريق دمك.
فغضب عمرو، فنزل عن فرسه وعقرها، وسل سيفه كأنه شعلة نار،
____________
1- زاد في نص القمي: ولا تنشد الشعراء في أشعارها: أنه جبن ورجع، وخذل قوماً رأَّسوه عليهم. راجع: تفسير القمي ج2 ص184 والصافي ج4 ص176 وج6 ص27 ونور الثقلين ج4 ص252. وعند المعتزلي: إذن تتحدث نساء قريش عني: أن غلاماً خدعني. راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص64 وبحار الأنوار ج39 ص6 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص374.
ثم أقبل نحو علي مغضباً، واستقبله علي بدرقته الخ...
أما المفيد وغيره، فقالوا: إن عمرواً قال لعلي (عليهالسلام ): إني لأكره أن أقتل الرجل الكريم مثلك، وقد كان أبوك لي نديماً.
وعند الواقدي قال: "فأنت غلام حدث، إنما أردت شيخي قريش: أبا بكر وعمر.
فقال علي (عليهالسلام ): لكني أحب أن أقتلك، فانزل إن شئت، فأسف عمرو، ونزل، وضرب وجه فرسه حتى رجع" انتهى.
وعند آخرين: أنه عرقب فرسه، وضرب علياً (عليهالسلام ) بالسيف، فاتقاه بدرقته، فقطها، فثبت السيف على رأسه.
وقال القمي وغيره: فقال له (عليهالسلام ): أما كفاك أني بارزتك، وأنت فارس العرب، حتى استعنت علي بظهر؟!.
فالتفت عمرو إلى خلفه، فضربه على ساقيه، فقطعهما جميعاً.
وعبارة حذيفة هكذا: "وتسيف علي رجليه بالسيف من أسفل، فوقع على قفاه"(1) .
وتستمر رواية القمي فتقول: وارتفعت بينهما عجاجة، فقال المنافقون: قتل علي بن أبي طالب، ثم انكشفت العجاجة، فنظروا، فإذا أمير المؤمنين
____________
1- راجع عبارة حذيفة في: مجمع البيان ج8 ص343 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج8 ص132 وبحار الأنوار ج20 ص204 وج 41 ص90 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص136 و 137 والميزان ج16 ص298.
(عليهالسلام ) على صدره آخذ بلحيته، يريد أن يذبحه.
فذبحه، ثم أخذ رأسه، وأقبل إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، والدماء تسيل على رأسه من ضربة عمرو، وسيفه يقطر منه الدم، وهو يقول والرأس بيده:
أنا علي وأنـا ابـن المـطلب |
الموت خير للفتـى من الهرب |
فقال له (صلىاللهعليهوآله ): يا علي، ماكرته؟!.
قال: نعم يا رسول الله، الحرب خدعة.
وينقل المفيد عن جابر، ونقله غيره من دون تصريح باسم الراوي قوله: فثارت بينهما قترة، فما رأيتهما. فسمعت التكبير تحتها، فعلمت أن علياً (عليهالسلام ) قد قتله.
فانكشف أصحابه، حتى طفرت خيولهم الخندق.
وتبادر أصحاب النبي (صلىاللهعليهوآله ) حين سمعوا التكبير ينظرون ما صنع القوم، فوجدوا نوفل بن عبد الله الخ..(1) .
____________
1- راجع فيما تقدم بتفصيل أو إجمال المصادر التالية: سبل الهدى والرشاد ج4 ص534 والإرشاد للمفيد ص59 و 60 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص204 و 203 وإعلام الورى ص194 و 195 وتفسير القمي ج2 ص181 ـ 185 وبحار الأنوار ج20 ص225 ـ 228 و 203 فما بعدها وص254 ـ 256 وج41 ص90 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص6 و 7 والسيرة الحلبية ج2 ص319 والمغازي للواقدي ج2 ص470 و471 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص63 و46 وبهجة المحافل = = وشرحه ج1 ص266 و 267 وحبيب السير ج1 ص361 وتاريخ ابن الوردي ج1 ص162 والمختصر في أخبار البشر ج1 ص135.
وراجع المصادر التالية: شواهد التنزيل (ط سنة 1411 ه. ق) ج2 ص11 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص239 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص203 وتاريخ الخميس ج1 ص487 والبدء والتاريخ ج4 ص218 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص166 وشرح الأخبار ج1 ص295 و 296 وكنز العمال ج10 ص290 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص139.
وعند المعتزلي: ثارث الغبرة، وسمعوا التكبير من تحتها، فعلموا أن علياً قتل عمرواً، فكبر رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، وكبر المسلمون تكبيرة سمعها من وراء الخندق من عساكر المشركين(1) .
وروي: أن عمرواً جرح رأس علي (عليهالسلام )، فجاء إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، فشده، ونفث فيه، فبرئ وقال: أين أكون إذا خضب هذه من هذه؟!(2) .
وفي القاموس وغيره: كان علي ذا شجتين في قرني رأسه، إحداهما: من
____________
1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص284 والغدير ج7 ص212 والعثمانية للجاحظ ص332 وغاية المرام ج4 ص272 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج20 ص626.
2- مناقب آل أبي طالب ج2 ص220 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص61 وبحار الأنوار ج38 ص299.
عمر بن عبد ود، والثانية: من ابن ملجم، ولذا يقال له: ذو القرنين(1) .
وعنه (عليهالسلام ) أنه قال عن عمرو: "وضربني هذه الضربة. وأومأ بيده إلى هامته"(2) .
نص الحسكاني:
وقد ذكر لنا الحاكم الحسكاني بعض التفصيلات الهامة هنا، فقال:
"ثم ضرب وجه فرسه فأدبرت، ثم أقبل إلى علي (عليهالسلام )، وكان رجلاً طويلاً، يدواى دبرة البعير وهو قائم.
وكان علي في تراب دق، لا يثبت قدماه عليه، فجعل علي ينكص إلى ورائه يطلب جلداً من الأرض يثبت قدمه، ويعلوه عمرو بالسيف. وكان في درع عمرو قصر، فلما تشاك بالضربة، تلقاها علي بالترس، فلحق ذباب السيف في
____________
1- تاريخ الخميس ج1 ص487 وتـاج العروس ج9 ص307 و (ط دار الفكر) ج18 ص447 والنهاية لابن الأثير ج4 ص52 و 51 والقاموس المحيط ج4 ص258 ولسان العرب ج13 ص332 و 333 والغارات للثقفي ج2 ص744 والكنى والألقاب ج2 ص257 وراجع: المستدرك للحاكم ج3 ص123 لتجد حديث: إنك لذو قرنيها. وكذا نوادر الأصول ص307.
2- الخصال ج2 ص368 و 369 وبحار الأنوار ج20 ص244 وج38 ص171 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص126 وشرح الأخبار ج1 ص288 والإختصاص للمفيد ص167 وحلية الأبرار ج2 ص364 وغاية المرام ج4 ص319.
رأس علي، حتى قطعت تسعة أكوار، حتى خط السيف في رأس علي.
وتسيف علي رجليه بالسيف من أسفل، فوقع على قفاه.
وثارث بينهما عجاجة، فسمع علي يكبر.
فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ): قتله والذي نفسي بيده.
فكان أول من ابتدر العجاج عمر بن الخطاب، فإذا علي يمسح سيفه بدرع عمرو.
فكبر عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، قتله.
فحز علي رأسه، ثم أقبل يخطر في مشيته، فقال له رسول الله: يا علي، إن هذه مشية يكرهها الله عز وجل إلا في هذا الموضع الخ..(1) .
وفي نص آخر عند الحسكاني عن علي (عليهالسلام ): أنه لما برز لعمرو دعا بدعاء علمه إياه رسول الله (صلىاللهعليهوآله ): اللهم بك أصول، وبك أجول، وبك أدرأ في نحره(2) .
لكن البعض يقول: "أتى برأسه وهو يتبختر في مشيته، فقال عمر: إلا ترى يا رسول الله إلى علي كيف يتيه في مشيته؟!
____________
1- شواهد التنزيل (ط سنة 1411 هـ. ق) ج2 ص11 و 12 ومجمع البيان ج8 ص243 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج8 ص132 وبحار الأنوار ج20 ص204.
2- شواهد التنزيل (ط سنة 1411 هـ. ق) ج2 ص13 وفضائل أمير المؤمنين (عليهالسلام ) لابن عقدة ص208.
فقال (صلىاللهعليهوآله ): إنها مشية لا يمقتها الله في هذا المقام"(1) .
نصوص أخرى:
وذكر نص آخر: أنه (عليهالسلام ) احتز رأسه، وحمله، وألقاه بين يدي النبي (صلىاللهعليهوآله )، فقام أبو بكر وعمر فقبلا رأس علي، ووجه رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) يتهلل، فقال: هذا النصر، أو قال: هذا أول النصر(2) .
وقال له أبو بكر: المهاجرون والأنصار رهين شكرك ما بقوا(3) .
وقالوا: إن علياً (عليهالسلام ) ضرب عمرواً على حبل العاتق فسقط
____________
1- كنز الفوائد (ط دار الأضواء) ج1 ص297 و (ط مكتبة المصطفوي ـ قم) ص137 وبحار الأنوار ج20 ص216 وشجرة طوبى ج2 ص289.
2- راجع: شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص62 والإرشاد للمفيد ص61 و (ط دار المفيد) ج1 ص104 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص205 ومجمع البيان ج8 ص344 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج8 ص133 وبحار الأنوار ج20 ص206 و 258 وج39 ص4 وج41 ص91 وحبيب السير ج1 ص362 وأعيان الشيعة ج1 ص264 و 396 والدر النظيم ص165 ورسائل المرتضى ج4 ص119 و 123.
3- مناقب آل طالب ج3 ص138 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص326 وبحار الأنوار ج41 ص91.
وثار العجاج.
وقيل: طعنه في ترقوته حتى أخرجها من مراقه، فسقط وسمع رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) التكبير، فعرف أن علياً قتله(1) .
وحكى البيهقي عن ابن إسحاق: أن علياً طعنه في ترقوته(2) .
وقالوا أيضاً: أنه حين قتل علي عمرواً ومن معه "انصرف إلى مقامه الأول، وقد كادت نفوس القوم الذين خرجوا معه إلى الخندق تطير جزعاً"(3) .
وقال علي (عليهالسلام ) في المناسبة أبياتاً نذكرها، ونضم ما ذكروه بعضه إلى بعض، وهي:
____________
1- راجع: سبل الهدى والرشاد ج4 ص378 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص79 والمناقب للخوارزمي ص169 وعيون الأثر ج2 ص41 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص366 وخاتم النبيين ج2 ص937.
2- البداية والنهاية ج4 ص107 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص122 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص7 وبحار الأنوار ج20 ص205 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص575 ومجمع البيان (ط مؤسسة الأعلمي) ج8 ص133 والميزان ج16 ص298 وتفسير الآلوسي ج21 ص156 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص205.
3- راجع: الإرشاد للمفيد ص60 و (ط دار المفيد) ج1 ص99 وبحار الأنوار ج20 ص254 وأعيان الشيعة ج1 ص264 و 394 و 396 وكشف الغمة ج1 ص203.
أعلي تـقـتـحـم الـفـوارس هكـذا |
عـنـي وعـنـهم أخرجوا أصحابي |
|
الـيـوم تمـنـعـنـي الفرار حفيظتـي |
ومـصـمـم فـي الرأس ليس بناب |
|
آلى ابن ود حيــن شد ألــيـــة |
وحـلـفـت فاستمعوا إلى الكذاب |
|
أن لا أصد ولا يـولي والتقـــى |
رجلان يضطربان كـل ضراب |
|
عـرف ابن عبد حين أبصر صارماً |
يـهـتـز أن الأمـر غــيـر لـعاب |
|
أرديـت عـمـرواً إذ طغى بمهنـد |
صـافي الحـديـد مجـرب قضـاب |
|
نـصـر الحـجـارة مـن سفاهة رأيه |
ونـصـرت رب محـمـد بـصـواب |
|
فـصـدرت حـيـن تركته متجدلاً |
كـالجـذع بـين دكــادك وروابي |
|
وعففت عـن أثـوابـه ولـو أنني |
كـنـت المـقـطـر بـزني أثــوابي |
|
لا تحـسـبـن الله خــاذل ديـنـه |
ونـبـيـه يـا مـعـشـر الأحزاب(1) |
____________
1- هذه الأبيات توجد موزعة ومجتمة في مصادر كثيرة، لكن رواية السهيلي لها تختلف جزئياً عما ذكرناه هنا، ومهما يكن من أمر، فإن ما ذكرناه مذكور كله أو بعضه في المصادر التالية وغيرها: سبل الهدى والرشاد ج4 ص534 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص236 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص199 والمستدرك للحاكم ج3 ص33 والبداية والنهاية ج4 ص105 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص122 والإرشاد للمفيد ص59 و 61 و و (ط دار المفيد) ج1 ص104 وإعلام الورى (ط دار المعرفة) ص100 و 101 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص203 و 205 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص239 وراجع: مجمع = = البيان ج8 ص343 و 344 وبحار الأنوار ج41 ص91 وج20 ص205 و 206 و 254 و 257 و 264 و 65 وعن الديوان المنسوب لأمير المؤمنين (عليهالسلام ) ص23 وعيون الأثر ج2 ص61 والبدء والتاريخ ج4 ص218 وحبيب السير ج1 ص362 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص168 و 169 ومناقب آل أبي طالب ج3 ص137 و 138 و (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص326 وشرح الأخبار ج1 ص296 و (ط مركز النشر الإسلامي) ج1 ص324 وكنز الفوائد للكراجكي 137 و 138 ومكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا ص68 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص79 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج32 ص366.
قال ابن هشام: وأكثر أهل العلم بالشعر يشك فيها لعلي (عليهالسلام )(1) .
وستأتي لنا: وقفة مع ابن هشام فيما يرتبط بكلامه هذا.
وخرجت خيولهم منهزمة حتى اقتحمت الخندق.
قال ابن هشام وغيره: وألقى عكرمة بن أبي جهل رمحه يومئذٍ، وهو منهزم عن عمرو، فقال حسان بن ثابت في ذلك:
فــرَّ وألــقــى لـنـا رمحــه |
لـعـلـك عـكــرم لم تـفـعــل |
|
وولـيـت تـعـدو كعدو الظليم |
مـا إن تجــور عــن المـعــدل |
____________
1- سبل الهدى والرشاد ج4 ص379 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص236 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج3 ص709 والبداية والنهاية ج4 ص105 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص121 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص203.
ولـم تـلـق ظـهـرك مستأنساً |
كـأن قـفـاك قــفــا فرعل(1) |
وحول مبارزة علي لعمرو، وقتله على يده، راجع المصادر الموجودة في الهامش(2) ، وبعضها قد صرح: بأن النبي (صلىاللهعليهوآله ) قد رد علياً
____________
1- سبل الهدى والرشاد ج4 ص379 وراجع: خاتم النبيين ج2 ص938 ونهاية الأرب ج17 ص174 والسيرة النبوية لابن هشام ج3 ص237 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج3 ص709 وتهذيب سيرة ابن هشام ص194 وراجع: البداية والنهاية ج4 ص106 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص121 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص7 وبهجة المحافل ج1 ص266. والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص203 و 205 وشرح الأخبار ج1 ص296 والجامع لأحكام القرآن ج14 ص134.
2- راجع فيما عدا المصادر التي تقدمت في الهوامش السابقة ما يلي: مرآة الجنان ج1 ص10 وزاد المعاد ج2 ص118 وراجع: جوامع السيرة النبوية ص150 والوفاء ج2 ص693 وإمتاع الأسماع ج1 ص232 وأنساب الأشراف ج1 ص345 والمواهب اللدنية ج1 ص113 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص50 وبهجة المحافل ج1 ص266 و 267 وراجع: إعلام الورى (ط دار المعرفة) ص100 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق 2 ص30 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص239 وتجارب الأمم ج2 ص153 والأوائل للعسكري ج2 ص223 والطرائف ص60 وبحار الأنوار ج39 ص1 عنه.
(عليهالسلام ) مرتين، وأجازه في الثالثة(1) .
وقد ذكر رجز عمرو في طلب البراز، وجواب علي له برجز على نفس الوزن والقافية في كثير من المصادر أيضاً(2) .
____________
1- خاتم النبيين ج2 ص937 وينابع المودة ص94 و 136 وشواهد التنزيل (ط سنة 1411 هـ.ق) ج2 ص10 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج2 ص641 وبحار الأنوار ج20 ص203 ومجمع البيان (ط مؤسسة الأعلمي) ج8 ص131 والميزان ج16 ص297 وأعيان الشيعة ج1 ص264 و 230 و 395 وعيون الأثر ج2 ص41 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج2 ص118 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص104 و 107 وج30 ص148.
2- راجع بالإضافة المصادر المتقدمة ما يلي: كشف الغمة ج1 ص197 و 198 وتفسير القمي ج2 ص183 وعن ديوان أمير المؤمنين ص67 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص291 وج19 ص63 وسبل الهدى والرشاد ج4 ص533 والإكتفاء للكلاعي ج2 ص167 و 168 والسيرة الحلبية ج2 ص318 و 319 ورسائل المرتضى ج4 ص118 وشرح الأخبار ج1 ص323 والإرشاد (ط دارالمفيد) ج1 ص100 وكنز الفوائد ص137 ومناقب آل أبي طالب (ط المكتبة الحيدرية) ج2 ص324 وبحار الأنوار ج20 ص203 و 215 و 225 و 255 وج39 ص5 وج41 ص89 وشجرة طوبى ج2 ص288 ومستدرك سفينة البحار ج5 ص452 والصافي ج4 ص175 وج6 ص26 ونور الثقلين ج4 ص250 وتاريخ مدينـة دمشق ج42 ص79 والبـدايـة والنهايـة ج4 ص106 = = و(ط دار إحياء التراث العربي) ج4 ص121 ومطالب السؤول ص206 وعيون الأثر ج2 ص41 والفصول المهمة لابن الصباغ ج1 ص339.
يقول أهلكت مالاً لبداً:
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر في قوله:( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً ) (1) ، قال:
هو عمرو بن عبد ود، حين عرض عليه علي بن أبي طالب الإسلام يوم الخندق، وقال: فأين ما أنفقت فيكم مالاً لبداً؟! وكان قد أنفق مالاً في الصد عن سبيل الله، فقتله علي(2) .
ولم نجد هذه الرواية إلا في تفسير القمي، فليلاحظ ذلك.
ونقول:
هنا وقفات عديدة، نذكر منها ما يلي:
____________
1- الآية 6 من سورة البلد.
2- تفسير القمي ج2 ص422 وبحار الأنوار ج9 ص251 وج20 ص242 والأصفى ج2 ص1444 والصافي ج5 ص330 وج7 ص483 ونور الثقلين ج5 ص580.
الفصل الثالث :
قتل عمرو..
أخذ الثغرة على الفرسان:
إن أمر النبي (صلىاللهعليهوآله ) علياً بأن يأخذ الثغرة على الفرسان يشير إلى عدة أمور:
أحدها: أنه (صلىاللهعليهوآله ) قد أمر علياً (عليهالسلام ) بأن يأخذ الثغرة، رغم الخطر الذي يمثله وجود فارس العرب، وفرسان آخرين معه، يرون أن هذا الإجراء يعنيهم،
فدلنا ذلك على ثقة النبي (صلىاللهعليهوآله ) بقدرة علي (عليهالسلام ) على تحقيق المطلوب، وعلى أن الذين كانوا مع علي (عليهالسلام ) لم يكن لهم دور يذكر في أخذ تلك الثغرة، بل دورهم كان في حفظها، بعد أن يأخذها علي (عليهالسلام ) لهم، ويمكنهم منها..
الثاني: لعله (صلىاللهعليهوآله ) كان يخشى أن يوجه الخطاب للمجموعة كلها، فيظهر بعضها التردد، فيكون ذلك سبباً في زيادة رعب المسلمين، وظهور الفشل فيهم، وطمع عدوهم بهم.
الثالث: إن أخذ الثغرة من شأنه أن يجعل الفرسان الذين عبروا إلى جهة المسلمين محاصرين وغير آمنين، لا من جهة المسلمين، ولا من الجهة الأخرى التي عبروا منها..
الرابع: إن ذلك يمنع من وصول المدد إليهم، أو يؤخره، فلا يصلهم إلا بعد فوات الأوان، أو أنه يعرقل تقهقرهم لو احتاجوا إلى ذلك، فيتمكن المسلمون منهم.. وذلك من موجبات قلقهم، وإرباك حركتهم، وتحديد وتضييق مجال عملهم..
الخامس: إن المسلمين الذين يحرسون الثغرة، بعضهم ما كان يجرؤ على الوصول إلى ذلك الموقع، والوقوف فيه لولا شعوره بقدر من الطمأنينة بسبب وجود علي (عليهالسلام ) معهم، وعلمهم بأنه سوف ينجدهم لو تعرضوا لأي خطر، فإلى علي (عليهالسلام ) استندوا، وعلى مبادرته لحمايتهم ونجدتهم اعتمدوا.
السادس: إنه لا محل للسؤال عن دور الذين أخذوا الثغرة في منع من هرب من الهرب، فإن الهرب خفيف المؤنة، فإنه يخيفه بسيفه، ثم يزيغ عنه. ولا مجال للحاق به، لأن ذلك معناه: التصادم المباشر مع جيش الأحزاب كله..
عمرو شيخ كبير!!:
زعموا: أن عمرواً بن عبد ود كان قد بلغ تسعين سنة، وقد حرم الدهن حتى يثأر بمحمد وأصحابه، وذلك أنه في بدر قد أثبتته الجراحة، وارتث فلم يشهد أحداً(1) .
____________
1- راجع المصادر التالية، فقد تعرضت لذلك كله أو بعضه: إمتاع الأسماع ج1 ص232 والسيرة الحلبية ج2 ص218 و (ط دار المعرفة) ج2 ص641 وسبل الهـدى والرشـاد ج4 ص378 والكامـل في التـاريخ ج2 ص181 والمغـازي = = للواقدي ج2 ص470 وتاريخ الخميس ج1 ص486 وعيون الأثر ج2 ص61 ودلائل النبوة للبيهقي ج3 ص437 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص6 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج19 ص62 و63 وج15 ص85 و86 والسيرة النبوية لابن كثير ج3 ص202 و 203 وتاريخ الإسلام للذهبي (المغازي) ص239 ووفاء الوفاء ص693 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق 2 ص30 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص370.