بينهما؟! ولماذا هذا الإندفاع الشديد منهم لحربه؟!
ولعل الصحيح في القضية ـ إن لم يكن الأمر على سبيل الكشف والكرامة لعلي (عليهالسلام ) ـ: أن هناك جماعة صغيرة يسكنون في بلد صغير في اليمن، حصل خلاف فيما بين جماعتين منهما، وقد ذهب (عليهالسلام ) إليهم ليصلح بينهم.
وربما يكون بالقرب من بلدهم عقبة اسمها (أفيق) متوافق مع اسم عقبة أخرى في غور الأردن..
خلاصة توضيحية:
ذكر بعض كتَّاب السيرة الأحداث المتقدمة في موضع واحد، وتحت عنوان واحد..
فكأن هذا البعض فهم أنها تتحدث عن أحداث سَفْرة واحدة، وهي في سفرة علي (عليهالسلام ) وخالد إلى اليمن..
وربما يكون ذلك صحيحاً بالنسبة لخالد، فإنه هو الذي بقي ستة أشهر في اليمن دفعة واحدة، أما علي (عليهالسلام ) فربما يكون قد سافر أكثرمن مرة، تارة لأجل بني زبيد كما ذكره في الإشارة، أو لمعالجة أمور خالد، أو لغير ذلك..
ويمكننا أن نعرض فهمنا لما جرى كما يلي:
كان خالد قد سار إلى اليمن، ليدعو أهلها إلى الإسلام، ولعله خاض فيها حرباً مع بعض الفئات، فأصاب منهم سبياً، فطلب من النبي (صلىاللهعليهوآله )
أن يرسل إليه من يقبضه منه، فأرسل علياً (عليهالسلام )، فاصطفى علي (عليهالسلام ) جاريةً من السبي، فأرسل خالد بريدة إلى النبي (صلىاللهعليهوآله ) ليشتكيه.. حسبما تقدم..
أو أنه (عليهالسلام ) اصطفاها بعد أن أوغل في داخل البلاد وأبعد، وافتتح في طريقه حصناً، وأصاب سبياً، وانضم السبي بعضه إلى بعض، فاصطفى (عليهالسلام ) من مجموع السبي تلك الجارية، فشكاه بريدة إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، فأجابه بما تقدم.
وربما يستظهر أن علياًً (عليهالسلام ) قد عاد إلى النبي (صلىاللهعليهوآله ) وبقي خالد في بلاد اليمن، لكي يسعى لأسلمة أهلها، فلم يفلح.
ولعله قد أساء إلى أولئك الناس، فلم يستجيبوا له ـ كما سنرى ـ وبعد ستة أشهر أرسل (صلىاللهعليهوآله ) علياً (عليهالسلام ) إليه، ليقفله، ويمضي هو إلى اليمن ليدعو أهلها، ففعل ذلك، فأسلمت همدان في ساعة واحدة(١) .
____________
١- راجع: السنن الكبرى للبيهقي ج٢ ص٣٦٩ وفتح الباري ج٨ ص٥٢ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٢ ص٦٩٠ والبداية والنهاية ج٥ ص١٢١ وأعيان الشيعة ج١ ص٤١٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج٤ ص٢٠٣ وسبل الهدى والرشاد ج٦ ص٢٣٥ و ٤٢٧ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٣ ص٣١٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٢١ ص٦٢٢ و ٦٢٦.
وثمة تصور آخر:
وربما تكون الأمور قد سارت على نحو آخر، وهو أن يكون علي (عليهالسلام ) قد سار إلى اليمن مرة واحدة، فواجه بني مذحج وهو في طريقه، وجرى بينهم ما جرى. وواجه ايضاً بني زبيد، وعمرو بن معد يكرب في نفس مسيره ذاك وجرى بينه وبينهم ما جرى، ثم التقى بخالد، وحين قسمة الغنائم اصطفى جارية لنفسه من السبي، فكانت قصة بريدة، وبعد ذلك جرى أرجاع خالد من مناطق اليمن حسبما ذكرته الروايات.
وتعيين المتقدم والمتأخر من هذه الأحداث لا يهم هنا في سياق حديثنا هذا..
من تبوك.. إلى مرض النبي (صلىاللهعليهوآله )..
حديث المنزلة في تبوك..
علي (عليهالسلام ) يتولى المدينة في غزوة تبوك:
وفي غزوة تبوك خلف رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) علياً (عليهالسلام ) على المدينة وحينئذٍ قال لعلي (عليهالسلام ) أنت مني بمنزلة هارون من موسى. وقال هذه الكلمة أيضاً في موارد أخرى(١) ، فلاحظ النصوص التالية:
____________
١- الهداية للشيخ الصدوق ص١٥٧ و ١٥٨ و ١٦٠ و ١٦٢ والمقنعة للشيخ المفيد ص١٨ ورسائل الشريف المرتضى ج١ ص٣٣٣ وج٤ ص٧٦ والإقتصاد للشيخ الطوسي ص٢٢٢ و ٢٢٥ والرسائل العشر للشيخ الطوسي ص١١٤ وإشارة السبق لأبي المجد الحلبي ص٥٣ والحدائق الناضرة ج٨ ص ٥١٢ ونخبة الأزهار للسبحاني ص١٦٠ والخلل في الصلاة للسيد مصطفى الخميني ص١٣٠ وكتاب الطهارة للسيد الخميني ج٢ ص١٢٨ والمحاسن للبرقى ج١ ص١٥٩ والكافي ج٨ ص١٠٧ وعلل الشرائع ج١ ص٢٢٢ وج٢ ص٤٧٤ وعيون أخبار الرضا ( عليهالسلام ) ج١ ص٢٠٨ وج٢ ص٢١٠ والخصال ص٢١١ و ٣١١ و ٥٥٤ و ٥٧٢ والأمالي للشيخ الصدوق ص٢٣٨ و ٤٠٢ و ٤٩١ و ٦١٨ وكمال الدين وتمام النعمة ص٢٧٨ ومعاني الأخبار للشيخ الصدوق ص٧٤ و ٧٥ و ٧٧ و ٧٨ و ٧٩ وتحـف العقـول ص٤٣٠ و ٤٥٩ وتهذيب الأحكـام ج١ ص٢٧ = = وج١٠ ص٤١ وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص٨٩ وشرح أصول الكافي ج٥ ص١٩٩ وج٦ ص١١٠ وج٩ ص١٢٢ وج١٢ ص٣٩ و ٤١ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١١ ص٣٢ و (ط دار الإسلامية) ج٨ ص٢١ ومستدرك الوسائل ج١٨ ص٣٦٧ وكتاب سليم بن قيس (تحقيق محمد باقر الأنصاري) ص١٦٧ و ١٩٥ و ٢٠١ و ٢٠٤ و ٢٩٩ و ٣٠٥ و ٣١٤ و ٣٢٢ و ٤٠٠ و ٤٠٨ و ٤١٤ و ٤٢٢ و ٤٥٨ والغارات للثقفي ج١ ص٦٢ وج٢ ص٧٤٥ و ٧٦٧ ومناقب أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) لمحمد بن سليمان الكوفي ج١ ص٢٢٤ و ٣٠١ و ٣١٧ و ٤٥٩ و ٤٩٩ و ٥٠١ و ٥٠٢ و ٥٠٣ و ٥٠٨ و ٥١٠ و ٥١١ و ٥١٢ و ٥١٩ و ٥٢٠ و ٥٢٢ و ٥٢٣ و ٥٢٤ و ٥٢٧ و ٥٢٩ و ٥٣٤ و ٥٣٩ و ٥٤٠ و ٥٤١ وج٢ ص٥١٦ المسترشد للطبري ص٦٧ و ٣٣٥ و ٤٤٠ و ٤٤١ و ٤٤٦ و ٤٥٤ و ٤٥٩ و ٤٦٠ و ٦٢١ ودلائل الإمامة للطبري ص١٢٤ وشرح الأخبار ج١ ص٩٧ و ٣١٩ وج٢ ص١٧٧ و ١٨٦ و ٢٥٠ و ٤٧٧ وج٣ ص٢٠٢ ومائة منقبة لمحمد بن أحمد القمي ص٩٢ و ١٦٠ والفصول المختارة للشيخ المفيد ص٢٨ و ٢٥٢ والإفصاح للشيخ المفيد ص٣٣ والنكت الإعتقادية للشيخ المفيد ص٣٨ و ٤٢ والنكت في مقدمات الأصول للشيخ المفيد ص٤٧ و ٤٧ والإرشاد للشيخ المفيد ج١ ص٨ والأمالي للشيخ المفيد ص١٩ والأمالي للسيد المرتضى ج٤ ص١٨٦ وكنزالفوائد ص٢٧٤ و ٢٧٥ ـ ٢٨٣ والأمالي للشيخ الطوسي ص٢٢٧ و ٢٥٣ و ٣٣٣ و ٣٥١ و ٥٤٨ و ٥٥٥ و ٥٦٠ والإحتجاج للطبرسي ج١ ص١٥٥ و ١٦٢ و ١٦٣ و ١٩٧ = = و ٢١٦ و ٢١٨ و ٢٣٣ و ٢٤٧ و ٢٧٨ وج٢ ص٨ ومناقب آل أبي طالب ج١ ص٣ و ٤ و ١٩٠ وج٢ ص٣٧ و ٢١٩ و ٣٠٢ وج٣ ص٤٤ و ٤٦ و ٦٠ والعمدة لابن البطريق ص١٣ و ٩٧ و ١٢٦ ـ ١٣٧ و ١٤٤ و ١٨٣ و ٢١٤ و ٢٥٨ و ٣٣٧
____________
والمزار لمحمد بن المشهدي ص٥٧٦ والفضائل لشاذان بن جبرئيل القمي ص١٥٢ وسعد السعود لابن طاووس ص٤٣ وإقبال الأعمال ج١ ص٥٠٦ واليقين لابن طاووس ص٢٠٨ و ٤٤٨ والطرائف لابن طاووس ص٥١ ـ ٥٤ و ٦٣ و ١٥١ و ٢٧٧ و ٤١٤ و ٥٢١ والصراط المستقيم ج١ ص٦١ و ١٠١ و ٢٠٧ ـ ٣٢٣ وج٢ ص٤٧ و ٦٤ و ٨٧ وج٣ ص٧٨ والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص٩٦ ووصول الأخيار إلى أصول الأخبار لوالد البهائي العاملي ص٥٤ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٩٨ ـ١٠٣ و ١٩٠ و ٢٢٢ وحلية الأبرار للسيد هاشم البحراني ص٨٠ و ٣٢٧ و ٣٣٨ و ٤٢٤ ومدينة المعاجز ج٢ ص٤٢٠ وبحار الأنوار ج٥ ص٦٩ وج٨ ص١ وج١٦ ص٤١٢ و٤١٣ وج٢١ ص١٤٢ وج٢٥ ص٢٢٤ وج٢٦ ص٣ وج٢٨ ص٤٥ و ٥٥ و ٢٢٢ و ٣٥٠ وج٢٩ ص٨٣ و ٦٠٦ وج٣١ ص٣١٦ و ٣٣٣ و ٣٥١ و ٣٦٢ و ٣٦٨ و ٣٧١ و ٣٧٦ و ٤١٤ و ٤١٧ و ٤٢٩ و ٤٣٣ وج٣٢ ص٤٨٧ و ٦١٧ وج٣٣ و ١٤٩ و ١٥٤ و ١٧٦ و ١٨٣ وج٣٥ و ٥٨ و ٢٧٥ وج٣٦ ص٣٣١ و ٤١٨ وج٣٧ ص٢٥٤ ـ و٣٠٥ وج٣٨ ص١٢٣ و ٢٤٠ و ٢٤٦ و ٢٤٧ و ٣٣١ و ٣٣٤ ـ ٣٣٨ و ٣٤١ و ٣٤٢ وج٣٩ ص٢٠ و ٢١ و ٢٨ و ٥٩ و ٦٢ و ٨٥ وج٤٠ ص٢ و ٩ و ١٠ و ٤٣ و ٧٨ و ٨٨ و ٩٥ = = وج٤٢ ص١٥٥ وج٤٤ ص٢٣ و ٣٥ و ٦٣ وج ٤٩ ص٢٠٠ و ٢٠٩ و ٢٢٩ وج٦٤ ص١٤٨ و ١٩٤ وج٦٨ ص٦٥ وج٦٩ ص١٤٦ و ١٥٥ وج٧٢ و ٤٤٥ وج٨٢ ص٢٦٥ وج٩٧ ص٣٦٢ وج٩٩ ص١٠٦ وج١٠١ ص٤٢٤ وكتاب الأربعين للشيخ الماحوزي ص٧٩ و ٨١ و ٨٢ و ١٣٧ و ١٤٦ و ٢٣٦ و ٢٣٩ و ٣٤٢ و ٤٣٥ و ٤٤٣ ومناقب أهل البيت ( عليهالسلام ) للشيرواني ص١٠٦ و ١٣٣ ـ ١٣٥ و ٢٠١ و ٢١٦ و ٢٢٠ و ٤٤٦ وخلاصة عبقات الأنوار للنقوي ج١ ص٥٢ و ٥٥ و ٦١ و ٧٢ و ٨٥ و ٨٦ و ٩٢ و ٩٧ وج٢ ص٢١٣ وج٧ ص٥٨ و ٧٥ و ٨٧ و ١٢١ و ١٧٩ و ١٨٨ و ٢٣٣ وج٨ ص٢٦٣ وج٩ ص١٠٦ و ٢٦٩ و ٣١٤ ونهاية الدراية للسيد حسن الصدر ص١٣١ و ١٣٣ والنص والإجتهاد ص٤٩١ و ٥٦٤ والمراجعات ص٢٠٠ و ٢٠٤ و ٢٠٩ و ٢١٠ و ٢٨٣ و ٣١٠ و ٣٨٩ وسبيل النجاة في تتمة المراجعات لحسين الراضي ص١١٧ و ٢١٣ و ٢٧٦ ومقام الإمام علي ( عليهالسلام ) لنجم الدين العسكري ص١٣ و ١٨ و ١٩ و ٣٠ و ٣٣ والغدير ج١ ص٣٩ و ١٩٧ و ١٩٨ و ٢٠٨ و ٢١٢ و ٢١٣ و ٢٩٧ و ٣٩٦ وج٢ ص١٠٨ وج٣ ص١١٥ و ٢٠١ و ٢٢٨ وج٤ ص٦٣ و ٦٥ وج٥ ص٢٩٥ وج٦ ص٣٣٣ وج١٠ ص١٠٤ و ٢٥٨ و ٢٥٩ وفدك في التاريخ للسيد محمد باقر الصدر ص٢٧
____________
ومستدرك سفينة البحار ج٧ ص٢٢٩ وج٨ ص٢٣١ وج١٠ ص٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٥٥ ونهج السعادة ج١ ص١٢٤ و ١٦٠ و ٣٦٣ وج٧ ص٤٧١ والإمام علي (عليهالسلام ) لحمد الرحماني الهمداني ص٢٥٣ و ٢٨٢ و ٣٠٧ و ٥٨٦ = = وكلمات الإمام الحسين (عليهالسلام ) للشيخ الشريفي ص٢٧٢ ومسند الإمام الرضا (عليهالسلام ) للعطاردي ج١ ص١٢٨ وج٢ ص١١٦ وأضواء على الصحيحين للنجمي ص٣٢٩ و ٣٤٤ ومعالم المدرستين للعسكري ج١ ص٢٩٦ و ٣١٦ وأحاديث أم المؤمنين عائشة للعسكري ج١ ص٢٤٥ ومكاتيب الرسول ج١ ص٤٣ و ٥٦٤ ومواقف الشيعة ج١ ص١٠٢ و ٣٠٥ و ٣١٥ و ٤٤٠ و ٤٥٤ وج٢ ص٤٠٢ وج٣ ص٢٦٩ و ٣٠٢ والمناظرات في الإمامة للشيخ عبدالله الحسن ص٥ و ١٠١ و ١٠٩ و ١١٢ و ١١٦ و ١٦٥ و ١٦٦ و ١٦٩ و ٢١٣ و ٢١٥ و ٢٣٧ و ٢٣٨ و ٢٥٩ و ٣٣٢ و ٤٧٥. وفضائل الصحابة ص١٣ و ١٤ وصحيح مسلم ج٧ ص١٢٠ وسنن الترمذي ج٥ ص٣٠٤ وشرح مسلم للنووي ج١٥ ص١٧٤ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠٩ ـ ١١١ والديباج على مسلم للسيوطي ج٥ ص٣٨٦ وتحفة الأحوذي ج١٠ ص١٦١ ومسند أبي داود ص٢٩ والمعيار والموازنة للإسكافي ص٢١٩ و ٢٢٠ والمصنف لابن أبي شيبة ج٧ ص٤٩٦ ومسند سعد بن أبي وقاص للدورقي ص١٧٦ وتأويل مختلف الحديث لابن قتيبة ص١٣ والآحاد والمثاني ج٥ ص١٧٢ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص٥٥١ و ٥٨٦ ـ ٥٨٨ و ٥٩٥ و ٥٩٦ ومجلسان من إملاء النسائي ص٨٣ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص٤٤ و ٤٥ و ١٢٠ ـ ١٢٥ وخصائص أمير المؤمنين (عليهالسلام ) للنسائي ص٧٧ ـ ٧٩ و ٨٤ و ٨٥ و ٨٩ ومسند أبي يعلى ج٢ ص٨٧ و ٩٩ وجزء الحميري ص٢٨ و ٣٤ وأمالي المحاملي ص٢٠٩ وحديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي ص١٩٩ = = وصحيح ابن حبان ج١٥ ص٣٦٩ والمعجم الصغير ج٢ ص٢٢ و ٥٤ والمعجم الأوسط ج٣ ص١٣٩ وج٥ ص٢٨٧ وج٦ ص٧٧ و ٨٣ وج٧ ص٣١١ والمعجم الكبير ج١ ص١٤٦ و ١٤٨ وج٢ ص٢٤٧ وج٤ ص١٧ و ١٨٤ وج١١ ص٦١ وج٢٤ ص١٤٦ و ١٤٧ ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص٢٥٢ وفوائد العراقيين للنقاش ص٩٤ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج٢ ص٥٩ و ٢٦٤ وج٥ ص٢٤٨ وج٦ ص١٦٩ وج٩ ص٣٠٥ وج١٠ ص٢٢٢ وج١٣ ص٢١١ وج١٧ ص١٧٤ وج١٨ ص٢٤ ودرر السمط في خبر السبط ص٧٩ ونظم درر السمطين ص٢٤ و ١٣٤ وكنز العمال وج٥ ص٧٢٤ وج٩ ص١٦٧ و ١٧٠ وج١١ ص٥٩٩ و ٦٠٧ وج١٣ ص١٠٦ و ١٢٣ و ١٢٤ و ١٥١ و ١٦٣ و ١٩٢ وج١٦ ص١٨٦ وتذكرة الموضوعات للفتني ص٨ وكشف الخفاء للعجلوني ج٢ ص٣٨٤ و ٤٢٠ ونظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني ص١٩٥ وفتح الملك العلى لأحمد بن الصديق المغربي ص١٠٩ و ١٥٤ وإرغام المبتدع الغبي لحسن بن علي للسقاف ص٥٩ وقاموس شتائم للسقاف ص١٩٨ ودفع الإرتياب عن حديث الباب للعلوي ص٣٣ وتفسير الإمام العسكري (عليهالسلام ) ص٢٥٠
____________
وخصائص الوحى المبين لابن البطريق ص١٨٦ و ٢٤٣ و ٢٤٥ ونور الثقلين ج٢ ص٣١٤ والجامع لأحكام القرآن ج١ ص٢٦٦ و ٢٦٧ وعدة الأصول (ط.ق) ج١ ص١٧٠ ورجال النجاشي ص٩٤ و ٢٣٣ و ٤٠١ والفهرست للطوسي ص٧٤ ونقد الرجال للتفرشي ج٣ ص١٧٦ والفوائـد الرجالية لبحـر العلـوم ج٤ ص١١٣ وطـرائـف المقـال = = للبروجردي ج٢ ص٤٨٧ و ٥٦٩ ومعجم رجال الحديث للسيد الخوئي ج٣ ص٦٤ و ٦٥ وج١١ ص٩٦ وج١٨ ص٢١٥ وتهذيب المقال للأبطحى ج٣ ص٤٨٩ وج٥ ص٤٣٢ والتاريخ الكبير للبخاري ج١ ص١١٥ ومعرفة الثقات للعجلي ج٢ ص١٨٤ و ٤٥٧ وضعفاء العقيلي ج٢ ص٤٧ والكامل لابن عدي ج٢ ص١٤٢ و ٣١٥ وج٣ ص٢٠٧ وج٦ ص٦٨ و ٢١٦ وج٧ ص٣٩ وطبقات المحدثين بأصبهان لابن حبان ج٤ ص٢٦٤ وعلل الدارقطني ج٤ ص٣١٣ و ٣٨١ وتاريخ بغداد ج١ ص٣٤٢ وج٤ ص١٧٦ و ٢٩١ وج٥ ص١٤٧ وج٨ ص٥٢ و ٢٦٢ وج٩ ص٣٧٠ وج١٠ ص٤٥ وج١٢ ص٣٢٠ وتاريخ مدينة دمشق ج١٢ ص٣٤٩ وج١٣ ص١٥٠ و ١٥١ وج١٨ ص١٣٨ وج٢٠ ص٣٦٠ وج٢١ ص٤١٥ وج٣٠ ص٣٥٩ وج٣٨ ص٧ وج٣٩ ص٢٠١ وج٤١ ص١٨ وج٤٢ ص٥٣ و ١١٦ و ١٤٣ و ١٤٦ ـ ١٤٨ و ١٥٠ و ١٥٣ ـ و١٥٧ و ١٦٢ ـ ١٧٥ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٠ و ١٨٢ ـ ١٨٥ وج٥٤ ص٢٢٦ وج٥٩ ص٧٤ وج٧٠ ص٣٥ و ٣٦ وأسد الغابة ج٤ ص٢٧ وج٥ ص٨ وذيل تاريخ بغداد لابن النجار البغدادي ج٤ ص٢٠٩ وتهذيب الكمال للمزي ج٥ ص٥٧٧ وج٨ ص٤٤٣ وج١٤ ص٤٠٧ وج٢٠ ص٤٨٣ وج٣٢ ص٤٨٢ وج٣٥ ص٢٦٣ وتذكرة الحفاظ ج١ ص١٠ و ٢١٧ وج٢ ص٥٢٣ وسير أعلام النبلاء ج٧ ص٣٦٢ وج١٣ ص٣٤١ وج١٤ ص٢١٠ وتهذيب التهذيب ج٢ ص٢٠٩ وج٥ ص١٦٠ ج٧ ص٢٩٦ ولسان الميزان ج٢ ص٤١٤ والإصابة ج٤ ص٤٦٧ وأنساب الاشراف ص٩٦ و١٠٦ والجوهرة = = في نسب الإمام علي وآله (عليهمالسلام ) للبري ص١٤ و ١٥ وذكر أخبار إصبهان ج١ ص٨٠ وج٢ ص٢٨١ و ٣٢٨ والبداية والنهاية ج٧ ص٣٧٦ و ٣٧٨ وج٨ ص٨٤ وصفين للمنقري ص٣١٥ وبشارة المصطفى للطبري ص٣٥٢ و ٣٧٤ و ٤٠٩ وإعلام الورى للطبرسي ج١ ص٣٢٦ و ٣٣١ والمناقب للخوارزمي ص٥٥ و ٦١ و ١٢٩ و ١٣٣ و ١٤٠ و ١٥٨ و ٣٠١ وكشف الغمة ج١ ص٦٣ و ٧٩ و ١٢٣ و ٢٩٢ و ٣٤٢ وج٢ ص٢٤ ونهج الإيمان لابن جبر ص٦٨ و ١١٩ و ٣٧٩ ـ ٤٠٥ و ٥٣١ و ٦١٦ و ٦٥٨ والعدد القوية ص٥١ و ٢٤٧.
وراجع: كشف اليقين ص٢٧٩ و ٤٢٥ و ٤٥٩ و ٤٦٦ والنزاع والتخاصم للمقريزي ص١٠١ وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي ( عليهالسلام ) لابن الدمشقي ج١ ص٣٧ و ١٩٧ و ٢٩٦ وسبل الهدى والرشاد ج١١ ص٢٩٢ وينابيع المودة ج١ ص١٣٧ و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٥٨ و ١٦٢ و ٢٤٠ و ٣٠٩ و ٤٠٤ و ٤٣١ و ٤٣٤ وج٢ ص٨٦ و ١٤٦ و ١٥٣ و ٣٠٢ و ٣٠٣ و ٣٨٦ وج٣ ص٢٠٨ و ٢١١ و ٢٧٨ و ٣٦٩ و ٤٠٣ واللمعة البيضاء للتبريزي ص٦٧ والنصائح الكافية لمحمد بن عقيل ص٩٦ و ١١٧ و ١٨٣ والأنوار العلوية للشيخ جعفر النقدي ص٢٣ و ٣٢٨ و ٣٣٦ ولمحات للشيخ لطف الله الصافى ص٤٣ ومجموعة الرسائل للشيخ لطف الله الصافي ج١ ص١٧٤ وج٢ ص٣٢٩ وحياة الإمام الحسين ( عليهالسلام ) للقرشي ج١ ص٢٥٥ وحياة الإمام الرضا ( عليهالسلام ) للقرشي ج١ ص١٦٩ وج٢ ص٢٦٦ و ٣١٨.
ما جرى في غزوة تبوك:
ورد في النصوص أن هذا الحديث الشريف قاله (صلىاللهعليهوآله ) في غزوة تبوك، ونحن نشير ـ على سبيل المثال ـ هنا إلى ما يلي:
١ ـ خرج الناس في غزوة تبوك، فقال علي (عليهالسلام ) للنبي (صلىاللهعليهوآله ): أخرج معك؟!
فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله ): لا.
فبكى علي (عليهالسلام )، فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله ): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي؟!.
إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي(١) .
٢ ـ وقالوا: لما خرج رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) في غزوة تبوك، استخلف علي بن أبي طالب (عليهالسلام ) على المدينة، فماج المنافقون في
____________
١- المعجم الكبير (مطبعة الأمة في بغداد) ج١١ ص٩٨ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج١٢ ص٧٨ وراجع: مختصر تاريخ دمشق ج١٧ ص٣٢٩ والعمدة لابن البطريق ص٨٦ و ٢٣٩ وذخائر العقبى ص٨٧ وبحار الأنوار ج٣٨ ص٢٤٢ وج٤٠ ص٥١ والمراجعات للسيد شرف الدين ص١٩٧ و ١٩٨ و ٣٩٦ ومسند أحمد ج١ ص٣٣١ والمستدرك للحاكم ج٣ ص١٣٣ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٢٠ وكتاب السنة لابن أبي عاصم ص٥٥٢ وخصائص أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للنسائي ص٦٤ وخصائص الوحي المبين لابن البطريق ص١١.
المدينة، وفي عسكر رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) وقالوا: كره قربه، وساء فيه رأيه. فاشتد ذلك على علي (عليهالسلام )، فقال: يا رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) تخلفني مع النساء والصبيان؟! أنا عائذ بالله من سخط الله وسخط رسوله.
فقال: رضي الله برضائي عنك، فإن الله عنك راض، إنما منزلك مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي.
فقال علي (عليهالسلام ): رضيت، رضيت(١) .
٣ ـ وفي رواية سعد بن أبي وقاص: خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي (عليهالسلام ): أتخلفني مع النساء والصبيان؟!
فقال له (صلىاللهعليهوآله ): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!(٢) .
____________
١- مختصر تاريخ دمشق ج١٧ ص٣٤٧ وراجع: مسند أبي يعلى ج٢ ص٦٦ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١٨١ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٦ ص٥١ وج٣٠ ص٤٩٧.
٢- مختصر تاريخ دمشق ج١٧ ص٣٣٢ والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن الحسين البيهقي ص٢٠٥ ومسند أبي يعلى ج١ ص٢٨٦ ومعارج القبول ج٢ ص٤٧١ ومسند فاطمة للسيوطي ص٦٢ والمعجم لابن المثنى التميمي ص٢٣٠ وتحفة الأحوذي ج١٠ ص٢٢٩ وتلخيص المتشابه في الرسم ج٢ ص٦٤٤ وتاريخ الإسلام للذهبي ج٢ ص٦٣٢ وج٣ ص٦٢٧ وتاريخ الأحمدي ص٩٩ وفضائل = = الصحابة للنسائي ص١٤ والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ط بيروت) ج٩ ص٤١ والحدائق لابن الجوزي ج١ ص٣٨٧ عن البخاري، ومسلم، والسيرة النبوية لابن كثير ج٤ ص١٢ والبداية والنهاية ج٥ ص٧ و (ط دار إحياء التراث العربي) ج٥ ص١١ وج٧ ص٣٧٥ وإمتاع الأسماع ج٣ ص٣٣٦ و ٣٣٧ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص١٢٣ وتغليق التعليق ج٤ ص١٦١ وخصائص أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للنسائي ص٤٨ ومسند أحمد ج١ ص١٧٣ ومسند أبي داود الطيالسي ص٢٩ وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للكوفي ج١ ص٥١٣ والعمدة لابن البطريق ص١٢٩ والطرائف لابن طاووس ص٥١ وكتاب الأربعين للشيرازي ص١٠١ وبحار الأنوار ج٣٧ ص٢٦٣ وكتاب الأربعين للماحوزي ص٨٠ وشواهد التنزيل ج٢ ص٣٥ والإكمال في أسماء الرجال ص١٣٠ وتاريخ بغداد ج١١ ص٤٣٠ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١١٢ و ١٦٠ وكشف اليقين ص٢٨١ وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج١ ص١٧١.
زاد في نص آخر قوله: قال: بلى يا رسول الله.
قال: فأدبر علي (عليهالسلام ) فكأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع(١) .
____________
١- مسند سعد بن أبي وقاص للدورقي ص١٧٧ ومسند أبي يعلى ج٢ ص٥٧ ومناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للكوفي ج١ ص٥١٣ و ٥٢٣ و ٥٣٣ وراجع: مسند أحمد ج١ ص١٧٣ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٣ ص٢٤ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٥ ص١٧٦ وج٢٣ ص٧٢ وج٣٠ ص٥٠٤ و ٥٠٨ والعمدة لابن البطريق ص١٢٨ وبحار الأنوار ج٣٧ ص٢٦٢.
٤ ـ وفي نص آخر: عندما خلف علياً (عليهالسلام ) في المدينة، قال الناس: ملَّه، وكره صحبته.
فتبع علي النبي (صلىاللهعليهوآله )، حتى لحقه في بعض الطريق، فقال: يا رسول الله، خلفتني في المدينة مع النساء والذراري، حتى قال الناس ملَّه وكره صحبته؟!.
فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله ): يا علي، إني خلَّفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟!(١) .
٥ ـ وفي نص آخر: أنه تبعه إلى ثنية الوداع وهو يبكي ويقول: يا رسول الله، تخلفني مع الخوالف؟!.
فقال: أوما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا
____________
١- مناقب أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للكوفي ج١ ص٥٣١ و ٥٣٢ وفضائل الصحابة ص١٣ ومسند سعد بن أبي وقاص ص١٧٤ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص٤٤ و ١١٩ و ٢٤٠ وخصائص أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للنسائي ص٧٦ ومسند أبي يعلى ج٢ ص٨٦ والكامل ج٢ ص٤١٧ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص١٥١ و ١٥٢ ومختصر تاريخ دمشق ج١٧ ص٣٤٤ وأعيان الشيعة ج١ ص٣٧١ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٥ ص١٥٩ وج١٦ ص٧٥ وج٢١ ص١٧٦ و ٢٠٠ وج٢٢ ص٣٩٠ و ٤٠٠ وج٣٠ ص٤٧٧ و ٤٨٢ و ٥٠١ و ٥٠٢.
النبوة؟!(1) .
6 ـ عن زيد بن أرقم قال: لما عهد رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) لجيش العسرة، قال لعلي (عليهالسلام ): إنه لا بد من أن تقيم أو أقيم.
قال: فخلَّف علياً وسار. فقال ناس: ما خلفه إلا لشيء يكرهه منه.
فبلغ ذلك علياً (عليهالسلام )، فاتبع رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، حتى انتهى إليه، فقال: ما جاء بك يا علي؟!.
فقال: يا رسول الله، إني سمعت ناساً يزعمون أنك خلَّفتني لشيء كرهته مني.
قال: فتضاحك إليه وقال: ألا ترضى أن تكون مني كهارون من موسى، غير أنك لست بنبي؟!.
قال: بلى يا رسول الله.
____________
1- راجع: تاريخ مدينة دمشق ج42 ص162 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص344 وتهذيب خصائص الإمام علي ( عليهالسلام ) ص58 والدر المنثور ج3 ص266 والعمدة لابن البطريق ص127.
وراجع: بحار الأنوار ج37 ص262 ومسند أحمد ج1 ص170 ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص112 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج7 ص377 وغاية المرام ج2 ص24 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص139 وج16 ص77 و 79 وج21 ص188 وج23 ص72 وج30 ص478.
قال: فإنه كذلك(1) .
7 ـ وعن أبي سعيد: أنه (صلىاللهعليهوآله ) قال لعلي (عليهالسلام ) في غزوة تبوك: اخلفني في أهلي.
فقال علي (عليهالسلام ): يا رسول الله، إني أكره أن يقول العرب، خذل ابن عمه، وتخلف عنه.
فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟!.
قال: بلى.
قال: فاخلفني(2) .
____________
1- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص186 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص24 وتثبيت الإمامة ص53 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص191 و 199 وج16 ص19 و 25 وج30 ص469 و 470 وراجع: مجمع الزوائد ج9 ص111 والمعجم الكبير ج5 ص203.
2- مختصر تاريخ دمشق ج17 ص347 ومجمع الزوائد ج9 ص109 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص172 وفضائل أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) لابن عقدة ص57 والأمالي للطوسي ص261 والعمدة لابن البطريق ص133 وبحار الأنوار ج21 ص232 وج37 ص255 و 265 وموسوعة أحاديث أهل البيت ( عليهمالسلام ) للنجفي ج3 ص278 ونور الثقلين ج2 ص61 وغاية المرام ج1 ص239 وج2 ص28 و 82 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص171 و 174 و 197 وج16 ص7 و 12 و 46 وج21 ص168 وج30 ص471.
ونقول:
إن توضيح ما جرى يحتاج إلى وقفات عديدة.. وقد ذكرنا بعضها في مكان آخر فمن أراد التوسع فعليه المراجعة(1) .
ونقتصر هنا على خصوص ما يرتبط بأمير المؤمنين (عليهالسلام )، فنقول:
ولاه على أهله أو على المدينة:
وأول ما يطالعنا هنا محاولات بذلت للتشويش على حقيقة ما جرى بإدعاء أنه (صلىاللهعليهوآله ) خلف علياً على أهله، لا على المدينة، كما في الرواية الأخيرة المذكورة آنفاً.. ويشاركها في ذلك قولهم:
وخلف رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) علي بن أبي طالب (عليهالسلام ) على أهله، وأمره بالإقامة فيهم، فأرجف به المنافقون وقالوا: ما خلفه إلا استثقالاً له، وتخففاً منه.
فلما قالوا ذلك أخذ علي (عليهالسلام ) سلاحه، وخرج حتى لحق برسول الله (صلىاللهعليهوآله )، وهو نازل بالجرف، فأخبره بما قالوا.
فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ): (كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، أفلا ترضى يا علي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟! إلا أنه لا نبي بعدي)؟!
____________
1- راجع كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم ( صلىاللهعليهوآله ) ج29 وج23.
فرجع علي (عليهالسلام ) إلى المدينة.
وهذا الحديث رواه الشيخان، وله طرق(1) .
وإمعاناً منهم في حَبْك أكذوبتهم المتمثلة في نفي استخلاف علي (عليهالسلام ) على المدينة، زعموا: أنه (صلىاللهعليهوآله ) استخلف على المدينة محمد بن مسلمة(2) ، وهذا هو الثابت عند الواقدي، وقال: لم يتخلف عنه في
____________
1- سبل الهدى والرشاد ج5 ص441 عن ابن إسحاق، والبخاري، ومسلم. وقال في الهامش: أخرجه البخاري ج7 ص71 (3706) ومسلم ج4 ص1870 (30/2404). وراجع: بحار الأنوار ج21 ص213 وج37 ص267 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص31 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص368 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 وذخائر العقبى ص63 والبداية والنهاية ج5 ص7 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص11 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز الأدبية) ج2 ص519 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص104 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 والثقات لابن حبان (ط الهند) ج2 ص93 فما بعدها، والرحيق المختوم للمباركفوري ص398. وراجع: مدينة المعاجز ج2 ص9 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص631 وعيون الأثر ج2 ص255 وغاية المرام ج2 ص37 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص212 وج21 ص181 و 185 و 200 و 215 وج22 ص388 وج30 ص509 وأعيان الشيعة ج1 ص282 و 415.
2- سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 عن ابن إسحـاق، والـواقـدي، والـرحيـق = = المختوم للمباركفوري ص398 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن الدمياطي، والبداية والنهاية ج5 ص7 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص11 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 والدرر لابن عبد البر ص239 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص165 وإمتاع الأسماع ج2 ص50 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص391 وج9 ص227 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص31 و 35 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص631 والعثمانية للجاحظ ص153 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص102 والتنبيه والإشراف ص235 وعيون الأثر ج2 ص254 وعمدة القاري ج18 ص45 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص49 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج22 ص404.
غزوة غيرها(1) .
وقيل: استخلف سباع بن عرفطة(2) .
____________
1- سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 عن الواقدي، وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص36.
2- سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والبداية والنهاية ج5 ص7 و (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص11 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 والثقات لابن حبان (ط الهند) ج2 ص93 فما بعدهـا، = = والرحيق المختوم للمباركفوري ص398 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص102 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن المنتقى، وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص35 وإمتاع الأسماع ج2 ص50 و (ط دار الكتب العلمية) ج8 ص391 وج9 ص227 والدرر لابن عبد البر ص239 وعيون الأثر ج2 ص254 وتاريخ خليفة بن خياط ص60 والتنبيه والإشراف ص235 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص49.
وقيل: ابن أم مكتوم(1) .
وقيل: علي بن أبي طالب (عليهالسلام ).
قال أبو عمر، وتبعه ابن دحية: وهو الأثبت.
ورواه عبد الرزاق في المصنف بسند صحيح عن سعد بن أبي وقاص، ولفظه: إن رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) لما خرج إلى تبوك استخلف على
____________
1- سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والسيرة النبوية لابن هشام (ط دار الكنوز) المجلد الثاني ص519 و (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص102 والمصنف للصنعاني ج2 ص395 والثقات لابن حبان (ط الهند) ج2 ص93 فما بعدها، والرحيق المختوم للمباركفوري ص398 وراجع: تاريخ الخميس ج2 ص125 عن المنتقى، وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص35 والعثمانية للجاحظ ص153 والتنبيه والإشراف ص235 وإمتاع الأسماع (ط دار الكتب العلمية) ج9 ص227 وراجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج4 ص205 وسير أعلام النبلاء ج1 ص361.
المدينة علي بن أبي طالب، وذكر الحديث(1) .
لا بد من تولية علي (عليهالسلام ):
إن السبب في إبقاء النبي (صلىاللهعليهوآله ) علياً (عليهالسلام ) والياً على المدينة هو تخلف طائفة كبيرة من المنافقين كانت تدبر لأمر عظيم.. غير أن اللافت هنا: أن ثمة محاولات حثيثة بذلت لتقليل عدد وشأن هؤلاء، وبادعاء أنهم كانوا قلة قليلة، فادعى بعضهم أنهم كانوا ما بين السبعين إلى الثمانين(2) .
____________
1- المصنف للصنعاني ج5 ص405 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص442 والفصول في سيرة الرسول لابن كثير ص92 وتاريخ الخميس ج2 ص125. وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للكوفي ج1 ص527 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص428 وج16 ص51 و 58 وج21 ص176 وج30 ص497 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص181.
2- سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 و 438 و 474 وج9 ص377 وراجع: السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص142.
وراجع: مسند أحمد ج3 ص457 وج6 ص387 وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج5 ص131 وصحيح مسلم (ط دار الفكر) ج8 ص107 وسنن النسائي ج2 ص54 والسنن الكبرى للبيهقي ج9 ص34 وفتح الباري ج8 ص89 وعمدة القاري ج18 ص49 والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص266 والدرر لابن عبد البر ص244 والديباج على مسلم ج6 ص111 ورياض الصـالحين للنـووي = = ص68 وجامع البيان ج11 ص5 و 79 و 81 والجامع لأحكام القرآن ج8 ص284 والدر المنثور ج3 ص287 وتفسير القرآن العظيم ج2 ص412 وتفسير ابن أبي حاتم ج6 ص1900 وتفسير البغوي ج2 ص335 وتاريخ مدينة دمشق ج50 ص198 و 202 وسير أعلام النبلاء ج2 ص528 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص654 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص30 والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص959 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص11 والمصنف للصنعاني ج5 ص399 وصحيح ابن حبان ج8 ص157 والمعجم الكبير للطبراني ج19 ص43 و 48 وإمتاع الأسماع ج2 ص80 وكتاب التوابين لابن قدامة ص96 وعيون الأثر ج2 ص254 وتفسير أبي السعود ج4 ص93 وتفسير الآلوسي ج11 ص43 والثقات لابن حبان ج2 ص100.
مع أن المنافقين الذين تخلفوا كانوا من الكثرة إلى حد أن بعضهم يقول: (عسكر عبد الله بن أبي معه (أي مع رسول اللهصلىاللهعليهوآله) على حدة، وكان عسكره أسفل منه نحو ذباب، وكان فيما يزعمون ليس بأقل العسكرين(1) .
____________
1- سبل الهدى والرشاد ج5 ص442 وجامع البيان للطبري ج10 ص190 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص368 وتاريخ الإسلام للذهبي ج2 ص631 والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج5 ص10 والسيرة النبوية لابن هشام (ط مكتبة محمد علي صبيح) ج4 ص946 وشـرح إحقـاق الحـق (الملحقات) = = ج22 ص388 وتفسير الثعلبي ج5 ص51 وأسباب نزول الآيات ص166 وتفسير البغوي ج2 ص298 وتفسير البحر المحيط ج5 ص50 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص165 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص31 وإمتاع الأسماع ج2 ص50 وعيون الأثر ج2 ص254.
فلما سار رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) نحو تبوك رجع ابن أبي في من تخلف معه إلى المدينة(1) .
وواضح: أن أكثر الناس كانوا قد أظهروا الإسلام بعد فتح مكة، أي قبل مدة يسيرة من غزوة تبوك، وكثير منهم لم يكونوا صحيحي الإيمان، فاقتضى ذلك نزول الآيات التي تؤنبهم على نفاقهم، لكي لا يتمادوا في الفساد والإفساد، حين يتأكد لهم أن أمرهم غير خاف على رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) كما يظنون..
وأمكن للنبي (صلىاللهعليهوآله ) أن يستعيد قسماً منهم، وبقيت طائفة كبيرة أخرى مصرة على التخلف، وكانت بتخلفها تضمر شراً للإسلام وأهله.. ولم يكن يمكن السيطرة عليها إلا للنبي (صلىاللهعليهوآله )، أو علي (عليهالسلام )، ولذلك خلفه بالمدينة.
وقد حكى الله تعالى ما جرى، فقال:( وَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آَمِنُوا بِاللهِ
____________
1- السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص102 وإمتاع الأسماع ج2 ص50 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص36 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص442 و443 عن ابن إسحاق والواقدي، وابن سعد، وراجع الهوامش السابقة.
وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُنْ مَعَ الْقَاعِدِينَ، رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لـَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ، أَعَدَّ اللهُ لـَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَـهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى المَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ، إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) (1)(2) .
ولو كان المخلفون بضعة وثمانين رجلاً، أو نحو ذلك، فلماذا ينزل القرآن بتقريعهم بهذه الحدة والشدة في حين أن الذين تخلفوا في أحد كانوا ثلاث مئة، أي نحو ثلث جيش المسلمين.. ولم تنزل آيات نظيرها في ذلك.. ألا يدلنا ذلك على أن المطلوب هو:
____________
1- الآيات 86 ـ 93 من سورة التوبة.
2- سبل الهدى والرشاد ج5 ص440 و 441 عن الواقدي وابن سعد، وإمتاع الأسماع ج2 ص50 وأعيان الشيعة ج1 ص282 وعيون الأثر ج2 ص254.
أولاً: إلقاء التهمة على فريق بعينه لعله هو الأضعف سياسياً، من حيث أنه لم يكن فيهم أحد يهمهم أمره، والهدف من اتهام هؤلاء هو حفظ آخرين، وإبعادهم عن موضع التهمة والشبهة..
ثانياً: التقليل من أهمية بقاء علي (عليهالسلام ) في المدينة، للإيحاء بصحة ما ادعاه المنافقون من أنه (صلىاللهعليهوآله ) خلفه استثقالاً له، أو لأي سبب آخر يوجب الطعن فيه؟!
لماذا خلَّف علياً (عليهالسلام ) ؟!:
قال الشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه، ونعم ما قال:
(وقال: يا علي، إن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك.
وذلك أنه (صلىاللهعليهوآله ) علم خبث نيات الأعراب، وكثير من أهل مكة ومن حولها، ممن غزاهم، وسفك دماءهم، فأشفق أن يطلبوا المدينة عند نأيه عنها، وحصوله ببلاد الروم، فمتى لم يكن فيها من يقوم مقامه لم يؤمن من معرَّتهم، وإيقاع الفساد في دار هجرته، والتخطي إلى ما يشين أهله، ومخلفيه..
وعلم أنه لا يقوم مقامه في إرهاب العدو، وحراسة دار الهجرة، وحياطة من فيها إلا أمير المؤمنين (عليهالسلام )، فاستخلفه استخلافاً ظاهراً، ونص عليه بالإمامة من بعده نصاً جلياً، وذلك فيما تظاهرت به الرواية أن أهل النفاق لما علموا باستخلاف رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) على المدينة حسدوه لذلك، وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروجه، وعلموا أنها تتحرس به، ولا يكون فيها للعدو مطمع، فساءهم ذلك..
وكانوا يؤثرون خروجه معه، لما يرجونه من وقوع الفساد والإختلاط عند نأي رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) عن المدينة، وخُلُوُّها من مرهوب مخوف يحرسها..
وغبطوه (عليهالسلام ) على الرفاهية والدعة بمقامه في أهله، وتكلف من خرج منهم المشاق بالسفر والخطر، فأرجفوا وقالوا: لم يستخلفه رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) إكراماً له، وإجلالاً ومودة، وإنما خلفه استثقالاً له).
إلى أن قال: (فلما بلغ أمير المؤمنين (عليهالسلام ) إرجاف المنافقين به أراد تكذيبهم، وإظهار فضيحتهم، فلحق بالنبي (صلىاللهعليهوآله ) فقال: يا رسول الله، إن المنافقين يزعمون: أنك خلفتني استثقالاً ومقتاً؟!.
فقال النبي (صلىاللهعليهوآله ): إرجع يا أخي إلى مكانك، فإن المدينة لا تصلح إلا بي أو بك. فأنت خليفتي في أهل بيتي، ودار هجرتي وقومي، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟! الخ..)(1) . وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الإرجاف كان كبيراً في امتداداته، أو في آثاره إلى الحد الذي احتاج معه إلى المواجهة بالتكذيب والإبطال.
قريش وراء الشائعات:
وقد صرحت بعض روايات غزوة تبوك: أن علياً (عليهالسلام ) قال
____________
1- بحار الأنوار ج21 ص207 و 208 والإرشاد ج1 ص156 إضافة إلى مصادر كثيرة ذكرناها في موارد سبقت.
للنبي (صلىاللهعليهوآله ): (زعمت قريش أنك خلفتني استثقالاً لي)(1) .
ومن الواضح: أن قريشاً كانت تتقصد أمير المؤمنين (عليهالسلام ) بالأذى، حتى شكاها علي (عليهالسلام ) مرات ومرات، ودعا عليها أيضاً فقال: (اللهم عليك بقريش، فإنهم قطعوا رحمي، وأكفأوا إنائي، وصغروا عظيم منزلتي)(2) .
____________
1- المسترشد ص129 و 444 والإرشاد ج1 ص156 وذخائر العقبى ص63 والمستجاد من كتاب الإرشاد ص95 و 96 والصراط المستقيم ج1 ص316 وبحار الأنوار ج21 ص208 و 245 وج37 ص267 والغدير ج3 ص198 والمناظرات في الإمامة ص214 والثقات ج2 ص93 وتاريخ مدينة دمشق ج2 ص31 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص368 وعن البداية والنهاية ج5 ص11 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص946 وكشف الغمة ج1 ص227 وعن عيون الأثر ج2 ص254 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص441 ونشأة التشيع والشيعة ص109 وكتاب السنة ص586 وإعلام الورى ج1 ص244 وقصص الأنبياء للراوندي ص349 وشرح الأخبار ج2 ص195 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص183 ونور الثقلين ج3 ص378 والثقات ج2 ص93 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص145.
2- راجع: راجع: نهج البلاغة (بشرح عبده) الرسالة رقم (36) وقسم الخطب رقم (212) و (32) و (137) وشرح نهج البـلاغـة للمعتزلي ج6 ص96 وج2 = = ص119 والغارات ج1 ص309 وج2 ص454 و429 و430 وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص74 فما بعدها، وبحار الأنوار (ط قديم) ج8 ص621 والإمامة والسياسة ج1 ص155. وراجع كتابنا: دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام ج1 ص175 و176 للإطلاع على مصادر أخرى.
وكانت قريش كلها على خلافه، وكان جمهور الخلق مع بنى أمية عليه(1) .
وقد أجمعت قريش على حربه بعد النبي (صلىاللهعليهوآله )، كما أجمعت على حرب رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، كما قاله (عليهالسلام ) في رسالته لأخيه عقيل.
وإن كانت بعض المصادر بدلت كلمة (قريش) بكلمة (العرب)(2) .
____________
1- شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج4 ص103 وكتاب الأربعين للشيرازي ص298 وبحار الأنوار ج34 ص297 وراجع: الغارات للثقفي ج2 ص569 وراجع ص454.
2- راجع النص المذكور، سواء أكان فيه كلمة (قريش) أو كلمة (العرب) في المصادر التالية: المعيار والموازنة ص180 والغارات للثقفي ج2 ص429 ـ 430 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج2 ص118 ـ 119 وأنساب الأشراف (ط مؤسسة الأعلمي) ج2 ص74 ـ 75 والأغاني (ط ساسي) ج15 ص46 وبحار الأنوار ج34 ص23 ـ 24 و (ط حجري) ج8 ص621 و 673 وجمهرة رسائل العرب ج1 ص595 وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج1 ص364 ـ 366 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج4 ص128 ـ 131 وراجع: مكاتيب الرسول = = ج1 ص580 ونهج السعادة ج5 ص300 ـ 302 وسفينة البحار ج2 ص215 وأعيان الشيعة ج1 ص519 ـ 520 وأشار إليه في العقد الفريد (ط دار الكتاب) ج2 ص356 وج3 ص504، وذكره أيضاً في الدرجات الرفيعة ص155 ـ 157.
وفي الإمامة والسياسة (ط سنة 1967م) ج1 ص53 ـ 54 و (تحقيق الزيني) ج1 ص53 و (تحقيق الشيري) ج1 ص74 وقاموس الرجال ج6 ص323 عنه: أن عقيلاً قد التقى بعائشة، وطلحة، والزبير، أيضاً..
وهذا كذب صراح لأن طلحة والزبير كانا قد قتلا قبل غارة الضحاك بسنوات! ولا يخفى سر زيادة ذلك في رسالة عقيل..
ولكنه قال: إن العرب أجمعت على حربه الخ..
وعن الشائعات التي أطلقتها قريش في مناسبة تبوك نقول:
إن إبقاء علي (عليهالسلام ) أميراً على المدينة قد ضايقها، وأفسد خططها، فسعت إلى إطلاق هذه الشائعات، علَّها تؤثر في إعادة النظر في ابقائه، وقد اختارت أن تكون تلك الشائعات تمس الكرامة، وتؤذي العنفوان، من قبيل قولهم: إنه (صلىاللهعليهوآله ) خلَّف علياً (عليهالسلام ) استثقالاً له(1) .
____________
1- المسترشد ص129 و 444 والإرشاد ج1 ص156 وذخائر العقبى ص63 والمستجاد من كتاب الإرشاد ص95 و 96 والصراط المستقيم ج1 ص316 وبحار الأنوار ج21 ص208 و 245 وج37 ص267 والغدير ج3 ص198 والمناظرات في الإمامة ص214 والثقات ج2 ص93 وتاريخ مدينة دمشق ج2= = ص31 وعن تاريخ الأمم والملوك ج2 ص368 وعن البداية والنهاية ج5 ص11 وعن السيرة النبوية لابن هشام ج4 ص946 وكشف الغمة ج1 ص227 وعن عيون الأثر ج2 ص254 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص12 وسبل الهدى والرشاد ج5 ص441 ونشأة التشيع والشيعة ص109 وكتاب السنة ص586 وإعلام الورى ج1 ص244 وقصص الأنبياء للراوندي ص349 وشرح الأخبار ج2 ص195 ومناقب آل أبي طالب ج1 ص183 ونور الثقلين ج3 ص378 والثقات ج2 ص93 وكشف اليقين للعلامة الحلي ص145.
وما هذا الذي جرى في تبوك إلا حلقة من حلقات سياسية قرشية للنيل من هيبة النبي (صلىاللهعليهوآله ) وعلي (عليهالسلام ) وإسقاط قدسيتهما.
أو قولهم: خلفه في النساء والصبيان(1) .
____________
1- مختصر تاريخ دمشق ج17 ص332 والإعتقاد على مذهب السلف لأحمد بن الحسين البيهقي ص205 ومسند أبي يعلى ج1 ص286 ومعارج القبول ج2 ص471 ومسند فاطمة للسيوطي ص62 والمعجم لابن المثنى التميمي ص230 وتحفة الأحوذي ج10 ص229 وتلخيص المتشابه في الرسم ج2 ص644 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص627 وتاريخ الأحمدي ص99 وفضائل الصحابة للنسائي ص14 والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (ط بيروت) ج9 ص41 والحدائق لابن الجوزي ج1 ص387 عن البخاري، ومسلم، والبداية والنهاية ج5 ص7 وراجع المصادر المتقدمة.
أو: كره صحبته(1) .
أو: مله وكره صحبته(2) .
أو: استثقله وكره صحبته(3) .
____________
1- شرح الأخبار ج1 ص97 ومسند ابن الجعد ص301 والطبقات الكبرى لابن سعد ج3 ص24 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص175 وأنساب الأشراف ص94 والمسترشد هامش ص445 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص172 وج16 ص49 وج23 ص72 وج30 ص471 و 472.
2- مناقب أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للكوفي ج1 ص531 و 532 وفضائل الصحابة للنسائي ص13 ومسند سعد بن أبي وقاص ص174 والسنن الكبرى للنسائي ج5 ص44 و 119 و 240 وخصائص أمير المؤمنين ( عليهالسلام ) للنسائي ص76 ومسند أبي يعلى ج2 ص86 والكامل لابن عدي ج2 ص417 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص151 و 152 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص344 وأعيان الشيعة ج1 ص371 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج5 ص159 وج21 ص176 و 177 و 200 وج22 ص390 و 400 وج30 ص477 و 482 و 501 و 502.
3- تاريخ مدينة دمشق ج42 ص117 وبشارة المصطفى ص316 ومقام الإمام علي ( عليهالسلام ) ص36 ومكاتيب الرسول هامش ج1 ص595 وشرح إحقاق الحق (المحقات) ج15 ص662 وج22 ص364 وج4 ص445 و 446 عن كفاية الطالب (ط الغري) ص151.
أو: سئمه وكره صحبته(1) .
وجاء الرد الإلهي الحاسم والحازم في قول رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) لعلي (عليهالسلام ): أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
على أن من الواضح: أن ما فعلته قريش، وأعوانها في غزوة تبوك ما هو إلا حلقة من حلقات سياسة قرشية تهدف للنيل من هيبة وقداسة النبي وعلي (صلى الله عليهما وعلى آلهما).. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره أعداء الله، وأعداء نبيه ووليه..
رواة حديث المنزلة:
هذا.. وقد روى حديث: أنت مني بمنزلة هارون من موسى جماعة كثيرة، منهم:
1 ـ أمير المؤمنين (عليهالسلام ).
2 ـ وزيد بن أرقم.
3 ـ وأم سلمة.
4 ـ وأسماء بنت عميس.
5 ـ وابن عباس.
____________
1- الإحتجاج ج1 ص59 ومدينة المعاجز ج1 ص288 وبحار الأنوار ج21 ص223 والتفسير المنسوب للإمام العسكري ( عليهالسلام ) ص380 وغاية المرام ج2 ص140.
6 ـ وجابر بن عبد الله.
7 ـ وأبو سعيد الخدري.
8 ـ وعمرو بن ميمون.
9 ـ وحذيفة.
10 ـ ومحدوج الذهلي.
11 ـ وأنس.
12 ـ وجشي بن جنادة.
13 ـ وعمر.
14 ـ وجابر بن سمرة.
15 ـ وسعد بن أبي وقاص.
16 ـ وأبو الطفيل.
17 ـ وقيس.
18 ـ وسعيد بن المسيب.
19 ـ وعلي بن زيد بن جدعان.
20 ـ وسعد بن مالك.
21 ـ وإبراهيم.
22 ـ والحارث بن مالك.
23 ـ وخالد بن عرفطة.
وآخرون كثر، فراجع ما ذكره آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين
(رحمهالله ) حول رواة هذا الحديث الشريف وأسمائهم(1) .
____________
1- راجع على سبيل المثال: مسند فاطمة للسيوطي (ط سنة 1406) ص34 و 43 والحلي بتخريج فضائل علي ص62 عن البزار 185 ـ 186/3 وتهذيب خصائص الإمام علي للنسائي ص64 و 61 وموضح أوهام الجمع والتفريق ج2 ص583 وج1 ص297 وج3 ص72 وكتاب المعجم لابن المثنى التميمي ص94 و 91 ومختصر تاريخ دمشق ج17 ص 344 و 346 و 347 و 345 و 334 و 335 وتهذيب الكمال ج35 ص263 وج25 ص422 وج16 ص346 والفرائد المنتقاة، والغرائب الحسان لابن الصوري ص14 و 22 و 54 والعلل المتناهية ج1 ص228 وتاريخ الإسلام للذهبي ج3 ص626 وحلية الأولياء ج3 ص345 والتنكيت والإفادة ص46 و 44 وتثبيت الإمامة ص57 وأعلام الحديث ج3 ص1637 والمعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي ج16 ص50 ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي ج240 والمغازي النبوية للزهري ص111 والأسرار المرفوعة ص272 والسيرة النبوية لأبي حاتم البستي ص367 ورياض النفوس ج1 ص58 ومعتقد أبي إسحاق الشيرازي ص106 والدر الملتقط ص49 وسلوك المالك ص193 وعلم الحديث لابن تيمية ص266 والثقات ج1 ص141 واللآلي ليموت بن المزرع (مطبوع في نوادر الرسائل) ص100 ومختصر سيرة الرسول لمحمد بن عبد الوهاب ص154 وفضائل الصحابة للنسائي ص14 و13 والفصول في سيرة الرسول لابن كثير ص92 والمعجم الكبير للطبراني ج19 ص291 والوسيلة للموصلي ص161 والمسند للحميدي ج1 ص38 والجوهر = = الثمين ج1 ص59 والإحسان بترتيب صحيح ابن حبان ج8 ص221 وج9 ص41 والتبر المذاب ص39 والزبرجد على مسند أحمد ج2 ص167 والمجالسة ص474 والحدائق لابن الجوزي ج1 ص408.