الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٥

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 330
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 330
تعالى:( إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ) (١) يعني صلاة الفجر، تشهده ملائكة الليل، وملائكة النهار(٢) .
____________
١- الآية ٧٨ من سورة الإسراء.
٢- راجع: بحار الأنوار ج٥ ص٣٢١ وج٩ ص٢٩٦ وج١١ ص١١٧ و ١١٨ وج٥٣ ص٢١٢ وج٧٣ ص٢٥٤ و ٢٦٣ وج٧٧ ص٣٠ و ٧٢ و ٧٣ و ٩٩ و ١٠٢ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص٣٢٩ وج٨ ص١٣٢ وعن مسند أحمد ج٢ ص٤٧٤ وراجع: فقه الرضا (عليهالسلام ) ص٧٢ والمعتبر للمحقق الحلي ج٢ ص١٧ ومنتهى المطلب (ط ق) ج١ ص١٩٦ و (ط ج) ج٤ ص٢٥ و ٢٧ وتذكرة الفقهاء (ط ق) ج١ ص٧٢ و (ط ج) ج٢ ص٢٧٣ والذكرى ص١١٣ و ١٢٢ ومدارك الأحكام ج٣ ص٢٤ والحبل المتين ص١٢٢ ومفتاح الفلاح ص٤ والحدائق الناضرة ج٦ ص٢٠٧ ومستند الشيعة ج٤ ص٥٣ وجواهر الكلام ج٧ ص١٦٨ ومسند زيد بن علي ص٩٩ والمبسوط للسرخسي ج١ ص١٥٧ وفقه السنة ج١ ص٩٧ و ١٥٧ والمحاسن ج٢ ص٣٢٣ والكافي ج٣ ص٢٨٣ و ٤٨٧ وج٨ ص٣٤١ ومن لا يحضره الفقيه ج١ ص٢٢٢ و ٤٥٥ وعلل الشرايع ج٢ ص٣٢٤ و ٣٣٦ وأمالي الصدوق ص٢٥٤ وثواب الأعمال ص١٣٦ والإستبصار ج١ ص٢٧٥ وتهذيب الأحكام ج٢ ص٣٧ وروضة الواعظين ص٣١٧ ومختصر بصائر الدرجات ص١٣١ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١ ص٢٧٣ و ج٤ ص٥٠ و ٥٢ و ٥٣ و ٢١٢ و ٢١٣ و (ط دار الإسـلاميـة) ج١ ص٢٦١ وج٣ ص٣٥ و ٣٦ و ٣٧ و ٦٠ و ١٥٤ = = و ١٥٥ ومستدرك الوسائل ج٣ ص٥١ و ١٢٠ و ١٢٤ و ١٦٤ وج٤ ص٧٥ والإختصاص ص٣٦ وأمالي الطوسي ص٦٩٥ وعوالي اللآلي ج١ ص٤٢١ وحلية الأبرار ج١ ص١٦٠ وسنن ابن ماجة ج١ ص٢٢٠ وسنن الترمذي ج٤ ص٣٦٤ والمستدرك للحاكم ج١ ص٢١١ والمصنف للصنعاني ج١ ص٥٢٣ وعن السنن الكبرى للنسائي ج٦ ص٣٨١ وصحيح ابن خزيمة ج٢ ص٣٦٥ وصحيح ابن حبان ج٥ ص٤٠٩ وكتاب الدعاء للطبراني ص٥٩ وتفسير أبي حمزة الثمالي ص٢٣٦ وتفسير القمي ج٢ ص٢٥ والتبيان ج٦ ص٥٠٩ ومجمع البيان ج٢ ص١٢٨ وج٦ ص٢٨٣ وتفسير جوامع الجامع ج٢ ص٣٨٢ وفقه القرآن ج١ ص٨٢ و١١٤ وتفسير غريب القرآن ص١٩٧ والتفسير الصافي ج٣ ص٢١٠ والتفسير الأصفى ج١ ص٦٩٢ ونور الثقلين ج٣ ص٢٠١ وجامع البيان ج١٥ ص١٧٣ و ١٧٤ و ١٧٥ و ١٧٦ ومعاني القرآن ج٤ ص١٨٣ وزاد المسير ج٥ ص٥٣ والجامع لأحكام القرآن ج١٠ ص٣٠٦ وتفسير القرآن العظيم ج١ ص١٣ و ٥٣ وتفسير الجلالين ص٣٧٤ وعن الدر المنثور ج٤ ص٣٩٦ وعن فتح القدير ج٣ ص٢٥١ و ٢٥٥ وعن البداية والنهاية ج١ ص٥٦ وسبل الهدى والرشاد ج٩ ص١٥٠ والنهاية في غريب الحديث ج٢ ص٥١٣.
لماذا لا يُقاتل علي (عليهالسلام ) إلا بعد الزوال؟!:
وقد شرح أمير المؤمنين (عليهالسلام ) نفسه أسباب عدم قتاله إلا بعد زوال الشمس.. فركز على الأسباب التالية:
١ ـ إن هذا الوقت أقرب إلى الليل، فإذا ذاق المقاتلون طعم القتال، وعرفوا أن الحرب ليست مجرد نزهة، بل فيها آلام ومصائب، وكوارث ونوائب، فإذا جنهم الليل، فسوف يعيدون النظر في حساباتهم، وسيقيِّمون الأمور وفق تجربة مباشرة وملموسة، لم تعد مجرد تصورات غائمة، تكتنفها الكثير من التخيلات التي تقلل من وضوحها، وتهون من أمرها.
فالألم المتصور والمفترض لا يؤثر في قرار الإنسان بمقدار ما إذا أصبح ماثلاً وحاضراً، والمصاب الذي تسمع به أو تقرأ عنه ليس له تأثير بمقدار المصاب الذي تراه وتعيشه، وتعاني منه ما تعاني..
فقد يدفعك خيال مَّا، أو يهيجك هائج حمية أو عصبية، أو يدعوك داعي طمع، أو جشع، أو تزين لك أحلام وردية، تنطلق من حسابات خاطئة، أن تقتحم أتون الحرب.. فتبادر إلى ذلك.. فإذا مسَّك شيء من بلاياها ورزاياها وآلامها، يرجع إليك صوابك، وتلتمس الخلاص، ولات حين مناص..
ثم تطحنك رحى الحرب فيما تطحن، وتحطم ما صلب منك، وتلتهم ما رقَّ ولان. وتجد نفسك غير قادر على استرجاع ما ذهب، ولا استدراك ما يأتي، وتفرض عليك تلك الحرب كل تبعاتها، وتحملك ما أردته وما لم ترده من جرائمها وموبقاتها، وتلقي عليك بكلاكلها وأثقالها، وتبوء بكل مخزياتها..
٢ ـ إن هذا الوقت القصير، الذي هو بداية القتال، يكون فيه رجال الحرب على درجة عالية من اليقظة، والنشاط والحذر، ويريد كل منهم أن
يختبر قدرات العدو، وأن يكتشف مكامن قوته، ومواضع ضعفه.
فالإقدام فيه محدود، والحذر فيه على أشده.. ولا تتوفر فيه دواع للاستقتال، وطلب الموت، إذ لم يستحر القتل فيه بالأحبة، ولا وقع الأسر بعد على الأبناء والإخوة، ولا السبي أو العدوان على رموز الشرف، ومواضع الغيرة..
فلا موجب إذن لثورة حماس الشجعان. ليلقوا بأنفسهم في المهالك، طلباً للثار، أو لأجل محو العار.
وإذا كانت الأمور لا تزال في حدودها المعقولة، فيمكن للعاقل أن يثوب إليه رشده في الليلة التي تعقب هذه البداية، ويكون ـ في هذه الحال ـ مدركاً بعمق حقيقة ما هو فيه، ونتائج ما يقدم عليه، فيوازن بين الحالين، ويتخذ القرار الرشيد، والموقف السديد..
٣ ـ وإذا كان هناك من يلاحق مهزوماً فسيمنعه حلول الليل من مواصلة سعيه.
٤ ـ ولا ضير في أن ينجو ذلك المهزوم، فإن هزيمته النفسية، تكفيه هو الآخر ليعيد حساباته، ويستأنف حياته، بنمط جديد، وحذر شديد.
كما أن المطلوب المهم هو دفع شره، والتخلص من أذاه.. وقد حصل ذلك فعلاً.. وليس المطلوب قتله، ولا أسره، إلا إذا كان دفع شره يحتاج إلى ذلك.
وهذا هو ما قاله علي (عليهالسلام ): (هو أقرب إلى الليل، وأجدر أن
يقل القتل، ويرجع الطالب، ويفلت المنهزم )(١) .
( إن الإنسان لربه لكنود ) في من نزلت؟!:
وقد ذكرت الرواية المتقدمة: أن قوله تعالى:( إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ) (٢) قد نزل في الحارث بن مكيدة، إلى أن قال تعالى:( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) (٣) .
قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهالسلام ).
يعني: باتباعه محمداً(٤) .
____________
١- الكافي لأبي الصلاح الحلبي ص٢٥٦ وعن تهذيب الأحكام ج٢ ص٢٥٦ وعن علل الشرايع ج٢ ص٦٠٣ وبحـار الأنـوار ج٣٣ ص٤٥٣ وج١١ ص٤٥٣ وج٩٤ ص٢٢ ومنتهى المطلب (ط ق) ج٢ ص٩٩٧ والتحفة السنية (مخطوط) ص١٩٩ ورياض المسائل (ط ق) ج١ ص٤٨٩ و (ط ج) ج٧ ص٥١١ وجواهر الكلام ج٢١ ص٨١ والكافي (ط دار الكتب الإسلامية) ج٦ ص١٧٣ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١٥ ص٦٣ و (ط دار الإسلامية) ج١١ ص٤٦ و ٤٧.
٢- الآية ٦ من سورة العاديات.
٣- الآية ٨ من سورة العاديات.
٤- بحار الأنوار ج٢١ ص٨٨ و ٨٩ وتفسير فرات ج١ ص١٦ و (ط سنة ١٤١٠هـ ١٩٩٠م) ص٥٩٧ ونفس الرحمن في فضائل سلمان ص٤١٠.
وقيل: المراد عمرو بن العاص(١) .
وقيل: غير ذلك..
ونقول:
إن هذا الإختلاف لا يضر، لإمكان أن تكون السورة قد نزلت أكثر من مرة، ولهذا نظائر كثيرة..
ولكن قول الرواية: إن المقصود بقوله تعالى:( وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ ) (٢) هو علي غير سديد، لأن الآيات في مقام الذم والتوبيخ، حيث يظهر من سياقها: أن حب ذلك الكنود للخير، (أي للنعم الدنيوية، كالمال والجاه، والبقاء على قيد الحياة..) شديد..
وهذا إنما ينطبق على الذين أرسلهم النبي (صلىاللهعليهوآله ) قبل علي (عليهالسلام )، فخافوا على أنفسهم، وحسدوا علياً، وحاولوا إحباط مسعاه..
ثم ذكرت الرواية: أن هؤلاء المحبين للدنيا سيرون يوم القيامة كيف أن الله تعالى خبير بهم، وسيظهر ما أضمروه في صدورهم، ويفضح ما انطوت عليه قلوبهم قال تعالى:( أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ، وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ، إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ) (٣) .
____________
١- الخرائج والجرائح ج١ ص١٦٨ وبحار الأنوار ج٢١ ص٧٧ عنه.
٢- الآية ٨ من سورة العاديات.
٣- الآيات ٩ ـ ١١ من سورة العاديات.
قبل فتح مكة..
العبرة من حنين الجذع:
وذكرت الروايات: أن النبي (صلىاللهعليهوآله ) ـ استند ـ أو كان يستند حين يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة هناك، فلما صنع المنبر لرسول الله (صلىاللهعليهوآله ) وترك الإستناد إلى ذلك الجذع اضطرب، وسُمع له حنين إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله ).
فقال (صلىاللهعليهوآله ):
معاشر المسلمين، هذا الجذع يحن إلى رسول رب العالمين، ويحزن لبعده عنه إلى أن قال: والذي بعثني بالحق نبياً، إن حنين خزَّان الجنان، وحور عينها، وسائر قصورها ومنازلها إلى من يوالى محمداً وعلياً وآلهما الطيبين، ويبرأ من أعدائهما، لأشد من حنين هذا الجذع، الذي رأيتموه إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله ).
وإن الذي يسكِّن حنينهم وأنينهم، ما يرد عليهم من صلاة أحدكم معـاشر شيعتـنا على محمد وآلـه الطيبـين، أو صـلاة نافلـة، أو صـوم، أو صدقة.
وإن من عظيم ما يسكن حنينهم إلى شيعة محمد وعلي، ما يتصل بهم من إحسانهم إلى إخوانهم المؤمنين، ومعونتهم لهم على دهرهم.
ونقول:
إن هذا يعطينا: أن علينا أن نتوقع لمحمد وآله وشيعتهم علاقة وأثراً في كل شيء، ولو كان بمستوى الإستناد إلى جذع نخلة مرة أو مرات.
وهذا يشير إلى أن ثمة أسراراً لا يحيط بها إلا عالم الغيب والشهادة.. وأن علينا أن لا نستهين ولو ببسمة أو لمسة أو لمحة من إنسان مؤمن.. فقد يكون لها من الآثار ما لا يخطر على قلب بشر.
رب لا تذرني فرداً، بعد مؤتة:
قال المسعودي: (..وكان رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) بعد أن قتل جعفر بن أبي طالب الطيار بمؤتة من أرض الشام، لا يبعث بعلي في وجه من الوجوه إلا ويقول:( رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) (١)(٢) .
ونقول:
إن هذه الكلمة تعني: أن جميع من كان حول رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، ممن تُدَّعى لهم المقامات والكرامات، لا يفيد، ولا يؤثر في رفع الوحدة عن رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، وليس فيهم من يصلح أن يكون استمراراً له (صلىاللهعليهوآله ).
وعلي وحده هو الذي يصلح لوراثته (صلىاللهعليهوآله )، لأنه هو الذي يحمل ميزاته وصفاته، وسائر مكنوناته، ويعكس صورته الحقيقية،
____________
١- الآية ٨٩ من سورة الأنبياء.
٢- مروج الذهب ج٢ ص٤٣٤.
ويذكر الناس به، بكل ما لهذه الكلمة من معنى.. تماماً كما كان يحيى يمثل زكريا في حقيقته وفي إنسانيته، وهو استمرار له في كل وجوده.
ابنة حمزة في عمرة القضاء:
ويذكرون أيضاً: ان النبي (صلىاللهعليهوآله ) اعتمر عمرة القضاء، فلماذا انتهى منها لحقته عمارة، أو أمامة، أو أم أبيها ـ على الخلاف في اسمها ـ بنت الشهيد حمزة بن عبد المطلب، وأمها سلمى بنت عميس، وكانت بمكة. تطلب منهم أن يأخذوها معهم..
فكلم علي (عليهالسلام ) النبي (صلىاللهعليهوآله )، فقال: علام نترك بنت عمنا يتيمة بين أظهر المشركين؟!
فلم ينهه النبي (صلىاللهعليهوآله ) عن إخراجها، فخرج بها(١) .
وفي نص آخر: أنها حين خرج النبي (صلىاللهعليهوآله ) من مكة تبعته وهي تنادي: يا عم، يا عم.
وقيل: إن أبا رافع خرج بها، فتناولها علي (عليهالسلام )، وأخذ بيدها،
____________
١- سبل الهدى والرشاد ج٥ ص١٢٤ و١٢٥ عن البخاري، ومسلم، وأحمد، والواقدي، وراجع: تاريخ الخميس ج٢ ص٦٣.
وراجع أيضاً: بحار الأنوار ج٢٠ هامش ص٣٧٢ وعن الإمتاع، وعن تاريخ مدينة دمشق ج١٩ ص٣٦١ وعن أسد الغابة ج٥ ص٥٠٨ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٧٧٩.
وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك(١) .
المشاجرة:
قالوا: وفي المدينة تكلم زيد بن حارثة في أمرها، وأراد أن يكون هو المتكفل لها، استناداً إلى كونه وصي أبيها؛ ولأن النبي (صلىاللهعليهوآله ) كان قد آخى بينه وبين حمزة.
وطالب بها جعفر، باعتبار أن خالتها أسماء بنت عميس زوجته، والخالة أم.
أما علي (عليهالسلام ) فقال: ألا أراكم في ابنة عمي(٢) ، وأنا أخرجتها من بين أظهر المشركين، وليس لكم إليها نسب دوني، وأنا أحق بها منكم.
____________
١- السيرة الحلبية ج٣ ص٦٥ وسبل الهدى والرشاد ج٥ ص١٩٥ وراجع: تاريخ الخميس ج٢ ص٦٣ وراجع: العمدة ص٢٠١ و ٢٢٦ وعن مسند أحمد ج١ ص٩٨ و ١١٥ وعن صحيح البخاري ج٣ ص١٦٨ وج٥ ص٨٥ والمستدرك للحاكم ج٣ ص١٢٠ والسنن الكبرى للبيهقي ج٨ ص٦ وعن فتح الباري ج٧ ص٢٨٨ وتحفة الأحوذي ج٨ ص١١٣ والسنن الكبرى للنسائي ج٥ ص١٢٧ و ١٦٨ وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص٨٨ و ١٥١ وصحيح ابن حبان ص٢٢٩ ونصب الراية ج٣ ص٥٤٩ وكنز العمال ج٥ ص٥٧٨ وعن تفسير القرآن العظيم ج٣ ص٤٧٥ وج٤ ص٢١٨ وعن البداية النهاية ج٤ ص٢٦٧ وج٣ ص٤٤٢.
٢- أي ألا أراكم تختلفون في أمر ابنة عمي الخ..
فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ): أنا أحكم بينكم.
أما أنت يا زيد، فمولى لله ولرسوله.
وأما أنت يا علي، فأخي وصاحبي.
وأما أنت ياجعفر، فتشبه خَلقي وخُلقي. وأنت يا جعفر أحق بها، تحتك خالتها، ولا تنكح المرأة على خالتها، ولا عمتها.
فقضى بها لجعفر.
فقام جعفر فحجل حول رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ): ما هذا يا جعفر؟!
قال: يا رسول الله، كان النجاشي إذا أرضى أحداً قام فحجل حوله.
فقيل للنبي (صلىاللهعليهوآله ): تزوجها.
فقال (صلىاللهعليهوآله ): ابنة أخي من الرضاعة، فزوَّجها سلمة بن أبي سلمة(١) .
____________
١- المغازي للواقدي ج٢ ص٧٣٨ و ٧٣٩ والسيرة الحلبية ج٣ ص٦٥ و ٦٦ وسبل الهدى والرشاد ج٥ ص١٩٥ وفي هامشه عن: صحيح مسلم ج٣ ص١٤٠٩ وعن سنن أبي داود رقم (٢٢٨٠) والجامع الصحيح ج٤ ص٣٣٨ ودلائل النبوة للبيهقي ج٤ ص٣٣٨ والسنن الكبرى للبيهقي ج٨ ص٦ وتاريخ الخميس ج٢ ص٦٣ والأمالي للطوسي ص٥٦١ و ٥٦٢ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٤ ص٣٥ و ٣٦ وج٨ ص١٥٩ و ١٦٠ وج٣ ص٨ و ٩ ومستدرك الحاكم ج٤ = = ص٨٧ و ٢٢٠ والبداية والنهاية ج٤ ص٢٣٤ وعن تفسير القرآن العظيم ج٧ ص٣٣١ وصحيح البخاري (ط دار إحياء التراث) ج٨ ص٢٨٤ وعن مسند أحمد ج١ ص١٥٨ و ١٨٥ وجامع الأحاديث والمراسيل ج١٢ ص٥٣ وج١٨ ص٢٥٣ وج٢٠ ص١٢٤ وكنز العمال ج١ ص٩٨٦ وج٥ ص٥٨٠ و ٥٨١ وعن فتح الباري ج٨ ص٢٨٤ وج٩ ص١٣٠ وعمدة القاري ج١٧ ص٢٦٢ والبيان والتعريف ج١ ص١٠٣ ونصب الراية ج٥ ص١١٥ وبحار الأنوار ج٢٠ هامش ص٣٧٢ عن ابن إسحاق، وعن تاريخ مدينة دمشق ج١٩ ص٢٦١ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٤٤٣.
ونقول:
لا بد من ملاحظة ما يلي:
١ـ ذكرت الرواية أن ابنة حمزة خرجت تنادي النبي (صلىاللهعليهوآله ): يا عم، يا عم(١) ، مع أن النبي (صلىاللهعليهوآله ) ليس عمها، وإنما هو ابن عمها. إلا إن كان قد قالت ذلك انسياقاً مع منطق الطفولة.
ويجاب: بأن طفولتها غير ظاهرة، فإنها كانت في سن الزواج.. وقد زوجها النبي (صلىاللهعليهوآله ) سلمة بن أبي سلمة. وذلك بعد أن سئل
____________
١- راجع: تاريخ الخميس ج٢ ص٦٣ و ٦٤ والعمدة ص٢٠١ و ٣٢٦ وبحار الأنوار ج٢٨ ص٣٢٨ وصحيح البخاري (ط دار الفكر) ج٥ ص٨٥ وتحفة الأحوذي ج٨ ص١١٣ وعن تفسير القرآن العظيم ج٤ ص٢١٧ وتهذيب الكمال ج٥ ص٥٤ وعن البداية والنهاية ج٤ ص٢٦٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٤٤٢.
النبي (صلىاللهعليهوآله ) عن سبب عدم زواجه منها.. إلا إن هذا التزويج قد جرى من قبل وليها رغم صغرها.. مع تأييد صغر سنها بتعبير الإمام عنها بأنها يتيمة..
٢ ـ ذكرت الرواية: أن جعفراً حجل حينئذٍ سروراً بقضاء النبي (صلىاللهعليهوآله )، فسأله (صلىاللهعليهوآله ) عن ذلك، فأخبر أن هذا ما يفعله النجاشي في هذه الحالات.
ونلاحظ على هذا: أن جعفراًَ قد حجل قبل ذلك في خيبر، حين قدومه من الحبشة، فسأله (صلىاللهعليهوآله ) عن ذلك، وأجابه.. فيبقى السؤال.
وما قيل من أجوبة على ذلك لا يصح، كما بيناه في موضع آخر في كتابنا: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلىاللهعليهوآله )(١) .
٣ ـ قولهم: إن النبي (صلىاللهعليهوآله ) رفض الزواج من ابنة حمزة، لأنها بنت أخيه من الرضاعة، لا يصح، لما يلي:
ألف: لتناقض الروايات في كثير من الأمور المرتبطة بهذا الأمر.
ب: إن حمزة كان أكبر من النبي بأكثر من عشر سنوات، لأن نذر عبد المطلب وما جرى على أساسه يعطي أن حمزة كان قد ولد وكبر قبل زواج عبد الله بآمنة بنت وهب، وحمزة أكبر سناً من عبد الله والد النبي (صلىاللهعليهوآله )(٢) .
____________
١- راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم (صلىاللهعليهوآله ) ج١٩ ص٢١٩ و ٢٢٠.
٢- راجع: البداية والنهاية ج٢ ص٢٤٨ والسيرة النبوية لابن كثـير ج١ ص١٧٤ = = والسيرة النبوية لابن هشام ج١ ص١٦٠ وراجع: السيرة الحلبية ج١ ص٣٦ وفي السيرة النبوية لدحلان ج١ ص١٥ وإن كان لم يذكر: أن عبد الله كان أصغر ولده، لكنه ذكر حمزة والعباس في جملة أولاد عبد المطلب حين قضية الذبح.. وذكر في الكامل لابن الأثير ج٢ ص٦ وتاريخ الأمم والملوك (ط مطبعة الإستقامة) ج٢ ص٤: أن عبد الله كان أصغر ولده، وأحبهم، لكنه لم يسم أولاد عبد المطلب وراجع: المصنف للصنعاني ج٥ ص٣١٥ و ٣١٦ وعن الدر المنثور ج٣ ص٢٢٠ وعن تاريخ مدينة دمشق ج٥٧ ص٢٤٠ وتاريخ اليعقوبي ج١ ص٢٥٠ و ٢٥١.
ج: حتى بناء على ما زعموه من أن حمزة كان أكبر من النبي (صلىاللهعليهوآله ) بسنتين، أو بأربع، نقول:
إن حدوث هذا الرضاع يصبح بعيداً، أيضاً بناءً على الأول، لأن قلة قليلة جداً تبلغ في رضاعها السنتيت، فضلاً عن أن تزيد عليه، وغير صحيح بناء على الثاني.
٤ ـ لماذا لم يأخذ النبي نفسه بنت حمزة، فإن ميمونة بنت الحارث كانت أخت سلمى بنت عميس لأمها، فهي خالة بنت حمزة، فكان يمكن أن يأخذها (صلىاللهعليهوآله )، لكون خالتها عنده؟! ولكونه أخاً لأبيها من الرضاعة، فلديه سببان لأخذها دون غيره..
٥ ـ إن صفية بنت عبد المطلب كانت عمة لبنت حمزة، فلماذا لم تُعْطَ لها، وهل طالبت بها كما طالبوا؟! فإن كانت لم تطالب فما هو السبب؟! هل هو
دم قدرتها على القيام بشؤونها؟!
أم أنهم حسموا الأمر من دون علمها، ثم علمت فرضيت؟!
وكيف يقدم النبي (صلىاللهعليهوآله ) على حسم الأمر، دون أن يستكمل استكشاف آراء من لهم ارتباط بالمشكلة.. ولماذا؟! ولماذا؟!
٦ ـ ما السبب في وجود سلمى زوجة حمزة مع ابنتها في مكة، هل هي لم تهاجر مع زوجها حمزة إلى المدينة؟!.. أم أنها عادت إلى مكة بعد استشهاده (عليهالسلام )؟! وما الذي جعل أهل مكة يرضون بعودتها إلى بلدهم؟!
٧ ـ لماذا لم يطلب زيد، وجعفر ابنة حمزة في مكة، قبل أن تلحق هي بالنبي (صلىاللهعليهوآله )، وتتوسل إليه أن يأخذها معه..
٨ ـ لماذا لم يجبها النبي (صلىاللهعليهوآله )، وهي تناديه أن يأخذها معه؟! بل هو لم يبد رأياً في ذلك حتى كلمه علي (عليهالسلام ) في شأنها؟!
ولعل الصحيح: هو أن علياً (عليهالسلام ) قد أخرج فاطمة بنت الحمزة ـ كما قيل: بنت سلمى بنت عميس(١) ، وقيل: أن اسمها عمارة(٢) ،
____________
١- الإصابة ج٤ ص٣٨١ والجوهر النقي ج٦ ص٢٤١ ومقاتل الطالبيين ص١١ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٤ ص٣٥ و ٣٦ وتهذيب الكمال ج١٥ ص٨٢ وسير أعلام النبلاء ج١ ص٢١٣ و ٢١٤ و ١٥١ وعن فتح الباري ج٧ ص٣٨٨ و ٣٨٩.
٢- بحار الأنوار ج٢٠ هامش ص٣٧٢ عن الإمتاع، وعن فتح الباري ج٧ ص٣٨٨ و ٣٨٩ وكنز العمال ج٥ ص٥٨٠ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٢ ص١٢٢ = = وج٨ ص١٥٩ وعن تاريخ مدينة دمشق ج١٩ ص٣٦١ وعن أسد الغابة ج٥ ص٥٠٨ وج٨ ص١٨٥ و ٢٤٢ والمنتخب من ذيل المذيل ص١١٤ وعن البداية والنهاية ج٤ ص٢٦٧ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٤٤٣ وعمدة القاري ص١٧ ص٢٦٢ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٧٧٩.
وقيل: أمامة(١) ـ من مكة حين هجرة رسول الله (صلىاللهعليهوآله )(٢) ، لا في عمرة القضاء.. فإن صح هذا، فلماذا عادت إلى مكة؟! وكيف؟!
وحين يذكرون هجرة الفواطم مع علي (عليهالسلام )، ونزولهم ضجنان لا يذكرون فاطمة بنت الحمزة مع الفواطم الثلاث، ولعل ذلك لأنها كانت طفلاً تابعاً.
وحين يتحدثون عن غير الهجرة يقولون: إن الفواطم أربعة، أو ثلاث
____________
١- الطبقات الكبرى لابن سعد ج٨ ص٤٨ و ٥٨ وكتاب المحبر ص١٠٧ وعن أسد الغابة ج٥ ص٣٩٩ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص٧٧٩ وسبل الهدى والرشاد ج٥ ص١٩٥ و ١٩٦.
٢- السيرة الحلبية ج٢ ص٢٠٤ و ٢٠٥ وتفسير الميزان ج٤ ص٩١ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج١ ص٧٤٨ والأمالي للطوسي ص٤٧١ ومناقب آل أبي طالب ج١ ص١٥٩ وحلية الأبرار ج١ ص١٥١ و ١٥٢ وبحار الأنوار ج١٩ ص٦٦ وج٦٣ ص٣٥٠ ومستدرك سفينة البحار ج١٠ ص٤٦٨ والتفسير الصافي ج١ ص٤١٠ ونور الثقلين ج١ ص٤٢٣ وتفسير كنز الدقائق ج٢ ص٣٢٦ وكشف الغمة ص٣٣ وسيرة المصطفى ص٢٥٩.
ويذكرونها بينهن(١) . فما هو السبب أيضاً في ذلك؟!
كتاب النبي (صلىاللهعليهوآله ) لخزاعة بخط علي (عليهالسلام ):
وفي جمادى الآخرة سنة ثمان كتب النبي (صلىاللهعليهوآله ) بعد الحديبية كتاباً لخزاعة، يبدأ كما يلي:
بسم الله الرحمان الرحيم:
من محمد رسول الله إلى بديل وبشر، وسروات بني عمرو، سلام عليكم إلخ(٢) ..
____________
١- راجع: نيل الأوطار ج٢ ص٧٧ وشرح أصول الكافي ج٦ ص١٦٧ وشرح مسلم للنووي ج١٤ ص٥٠ وفتح الباري (المقدمة) ص٢٨٢ وج١١ ص٤٧٧ والديباج على مسلم ج٥ ص١٢٦ والفايق في غريب الحديـث ج٢ ص١٧٤ وعيون الأثر ج٢ ص٣٧١ واللمعة البيضاء ص٢٠٧ ولسان العرب ج١٢ ص٤٥٥ وتارج العروس ج٩ ص١٣ وكنز العمال ج١ ص٣١٠٢ وسبل السلام ج٢ ص٨٦ وعون المعبود ج١١ ص١٠١ وعمدة القاري ج٢١ ص٢٣ وج٢٢ ص١٧ والتمهيد ج١٤ ص٢٣٩ وشرح معاني الآثار ج٤ ص٢٤٣ ومرقاة المفاتيح ج٨ ص١٧٧ وعن الإصابة ج٤ ص٣٨١ وعن أسد الغابة ج٥ ص٣٦٢ والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٢ ص١٥٣ وتعريف الأحياء بفضائل الإحياء للعيدروسي ج١ ص١١٦.
٢- المغازي للواقدي ج٢ ص٧٤٩ و ٧٥٠. ونقله في مكاتيب الرسول ج٣ ص١٢٦ عن: الأموال لأبي عبيد ص٢٠١ وفي (ط أخرى) ص٢٨٨ والطبقات الكبرى = = لابن سعد (ط ليدن) ج٢ ق١ ص٢٥ وفي (ط دار صادر) ج١ ص٢٧٢ وأسد الغابة ج١ ص١٧٠ في ترجمة بديل، ورسالات نبوية ص٩٦ (عن ابن حجر والطبراني) وابن أبي شيبة ج١٤ ص٤٨٦ وكنز العمال ج٤ ص٢٧٦ (عن ابن سعد، والباوردي، والفاكهي في أخبار مكة، والطبراني، وأبي نعيم وص٣١٠ عن ابن أبي شيبة. والمعجم الكبير للطبراني ج٢ ص١٥ بسندين، ومدينة البلاغة ج٢ ص٣١٥ والأموال لابن زنجويه ج٢ ص٤٦٤ وأعيان الشيعة ج٣ ص٥٥٠ ومجمع الزوائد ج٨ ص١٧٢ و ١٧٣ ومجموعة الوثائق السياسة ٢٧٥ و ٢٧٦/١٧٢ (عن جمع ممن تقدم وعن) وسيلة المتعبدين ج٨ ص ٢٨/ألف، ثم قال: قابل ابن عبد ربه ج٢ ص٧٦ والإستيعاب، وانظر: كايتاني ج٨ ص٢١ واشبرنكر ج٣ ص٤٠٤ واشبربر ص٢٠.
ثم قال العلامة الأحمدي: وأوعز إليه كنز العمال ج١ ص٢٧٣ وجمهرة النسب لهشام الكلبي ص٣٦٥ والإصابة ج١ ص١٤٩ و ٦٤٦ في ترجمة بسر عن ابن أبي شيبة، والطبراني، والفاكهي وص١٤١/٦٤١ وص٣٢١ في حرملة، وج٢ ص٥٠٤ والإستيعاب ج١ ص١٦٦ في بديل، وص٤١١ في خالد بن هوذة، ورسالات نبوية ص١٧ وأسد الغابة ج١ ص٣٩٨ وج٢ ص٩٧ وراجع: ثقات ابن حبان ج٢ ص٣٦ والإشتقاق ص٤٧٦ والمفصل ج٦ ص٤٢٣ وج٤ ص١٥ و ٣٦٧.
ويلاحظ: أن أكثر المصادر لم تذكر اسم كاتب الكتاب، لكن ابن الأثير قال: كان الكتاب بخط علي بن أبي طالب، أخرجه الثلاثة(١) ، وفي رسالات
____________
١- مكاتيب الرسول ج٣ ص١٣٧ عن المعجم الكبير ج٢ ص١٥ ومدينة البلاغة ج٢ = = ص٣١٥ وراجع: مجمع الزوائد ج٨ ص١٧٣ وعن أسد الغابة ج١ ص١٩٧ وعن الإصابة ج١ ص٤١٠.