الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام)(المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء ٥

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 330
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 330
نبوية: أن الكتاب بيد علي بن أبي طالب.
وقال الطبراني: قال أبو محمد: وحدثني أبي قال: سمعت يقولون: هو خط علي بن أبي طالب (عليهالسلام )(١) .
علي (عليهالسلام ) وجلد المستحاضة:
عن علي (عليهالسلام ) قال: أرسلني رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) إلى أمة له سوداء، زنت، لأجلدها الحدّ، قال: فوجدتها في دمائها، فأتيت النبي (صلىاللهعليهوآله )، فأخبرته بذلك، فقال لي: إذا تعالت [تعافت] فاجلدها خمسين(٢) .
ونقول:
١ ـ لا يقام الحدّ على المستحاضة حتى ينقطع الدم عنها، لأن الإستحاضة
____________
١- المعجم الكبير للطبراني ج٢ ص٣٠ ومجمع الزوائد ج٨ ص١٧٣ ومكاتيب الرسول ج٣ ص١٣٧.
٢- مسند أحمد ج١ ص١٣٦ وراجع: تفسير القرآن العظيم ج١ ص٤٧٦ وعن نيل الأوطار ج٧ ص٢٧٢ وعن صحيح مسلم ج٣ ص٥٣٧ ح٣٤ كتاب الحدود، والجامع الصحيح للترمذي ج٤ ص٣٧ وعن سنن أبي داود ج١ ص١٦٤ ح٤٤٧٣، وليس في الثلاثة الأخيرة لفظ خمسين.
في معنى المرض، ولذلك قال (صلىاللهعليهوآله ): إذا تعافت، فاجلدها خمسين. أما الحيض فهو يدل على اعتدال المزاج. والحائض صحيحة، فيقام عليها الحدّ مطلقاً.
٢ ـ إن علياً (عليهالسلام ) لم يبادر إلى إقامة الحد على تلك الأمة، بل تحرى عنها، لكي يعرف إن كانت واجدة لشرائط إقامة الحد أم لا.. فلما علم باختلال الشرائط لم يتركها انتظاراً لتوفر تلك الشرائط، واستناداً إلى ما يعرفه هو من الأحكام الخاصة في هذا المورد، بل راجع رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) في أمرها، ليكون التأخير مستنداً إلى قرار الرسول (صلىاللهعليهوآله ) نفسه، لا إلى قرار علي (عليهالسلام ).
٣ ـ قد يعترض بعضهم على علي (عليهالسلام ) بأنّه لم يلتزم بحرفية أمر رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، بل استلبث وتريث، حتى وجد فرصة لتأجيل تنفيذ الأمر الصادر إليه، فهو لم يكن كالسكة المحماة فيه، كما هو المفروض.
ونجيب: بأنّ هناك أموراً تكون في عهدة النبي أو في عهدة وصيه، الحاكم والحافظ لأحكام الشريعة، لا بد أن يتصدى لها الحاكم مثل: أن يصدر أمره بإقامة الحدّ على مستحقه.
وهناك أمور أخرى تكون من حق المحدود، وعلى المنفذ للأمر أن يراعيها فيه.
فالمورد هنا: من قبيل هذا الثاني، لا الأول، أي أنه مورد التأكد من جامعية المحدود لشرائط إقامة الحدّ، وهذا من وظائف علي (عليهالسلام )، فهو من موارد قاعدة: (الشاهد يرى ما لا يراه الغائب)، تماماً كما حصل له
(عليهالسلام ) في حديث الإفك، حيث أمر رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) علياً (عليهالسلام ) بقتل جريج القبطي إن وجده عند مارية، فلما وجده، وتأكد من فاقديته لشرط إقامة الحدّ رجع إلى رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، وقال له: تأمرني بالأمر أكون فيه كالسمكة المحماة، أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟!
فقال (صلىاللهعليهوآله ): بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب.
فهل هذا المورد من الموارد التي يكون فيها كالسكة المحماة؟! تماماً كما حدث حين أمره (صلىاللهعليهوآله ) بالإتيان بالحكم، كالشاة التي تساق لحلبها؟! أم أن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟!
أي أنّه (عليهالسلام ) لم يرفع حكم رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) بالرجم، بل هو سيمضيه، ويكون فيه كالسكة المحماة، حين تتحقق شرائط إجرائه، إذ هو بالنسبة لتوفر شرائط إقامة الحدّ، محكوم بقاعدة: الشاهد يرى ما لا يرى الغائب، لأن اليقين بتوفر الشروط من مسؤولية ذلك الشاهد نفسه.
كأنك في الرقة علينا منا:
نقل عن خط الشهيدرحمهالله ما يلي:
(قيل: كتب النجاشي كتاباً إلى النبي (صلىاللهعليهوآله )، فقال رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) لعلي (عليهالسلام ): اكتب جواباً وأوجز..
فكتب (عليهالسلام ):
(بسم الله الرحمان الرحيم: أما بعد، فكأنك في الرقة علينا منا، وكأنا من الثقة بك منك، لأنا لا نرجو شيئاً منك إلا نلناه، ولا نخاف منك أمراً
إلا أمناه، وبالله التوفيق).
فقال النبي (صلىاللهعليهوآله ): الحمد لله الذي جعل من أهلي مثلي، وشد أزري بك)(١) .
ونقول:
أولاً: قد تم الإستيلاء على هذا الوسام أيضاً، بالإستيلاء على سبب منحه، حيث زعموا: أن عمرو بن أمية قال للنجاشي: كأنك في الرقة علينا منا، وكأننا في الثقة بك منك، لأننا لم نظن بك خيراً قط إلا نلناه، ولم نحفظك على شر قط (ولا نخاف أمراً منك) إلا أمناه إلخ(٢) ..
غير أن من الواضح: أن عمرو بن أمية قد ذهب إلى الحبشة بعنوان رسول، فمتى توطَّن الحبشة، ولمس رقة ملكها عليه، وتنامت ثقته به، حتى
____________
١- بحار الأنوار ج٢٠ ص٣٩٧ و (ط حجرية) ج٦ ص٥٧١ ومستدرك سفينة بحار الأنوار ج٩ ص٥٤١ ومكاتيب الرسول ج٢ ص٤٥٣ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٧ ص٢٨ عن نزهة الجليس (ط المطبعة الحيدرية) ج١ ص٣٥٤ وراجع: ناسخ التواريخ، ترجمة رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) ومدينة البلاغة ج٢ ص٢٤٤.
٢- مكاتيب الرسول ج٢ ص٤٤٧ عن السيرة النبوية لدحلان ج٣ ص٦٨ والسيرة الحلبية ج٣ ص٢٧٩ وزاد المعاد ج٣ ص٦٠ والروض الأنف ج٣ ص٣٠٤ والمصباح المضيء ج٢ ص٣٩ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج١ ص٥٧٢ وج٢ ص٦٥٤ وعيون الأثر ج٢ ص٣٢٩ والطبقات الكبرى لابن سعد ج١ ص٢٥٩.
صار يشعر أنه منه، وحتى صار لا يظن به خيراً إلا ناله إلخ..؟!
على أننا لم نر في طريقة خطاب عمرو بن أمية ما يناسب خطاب مثله لمثله، ولا نرى أن ملك الحبشة وأعوانه يرضى ويرضون بأن يبدأه بعبارة: عليَّ القول، وعليك الإستماع.
وكذا قوله: (وإلا، فأنت في هذا النبي الأمي، واليهود كاليهود في عيسى..)، بل هم سوف يسكتونه فور سماع عبارته هذه.
ثانياً: إن حامل الرسالة لملك الحبشة هو جعفر بن أبي طالب، وملك الحبشة أسلم على يد جعفر، لا على يد عمرو بن أمية.
من صدقات علي (عليهالسلام ):
وقد أرسل النجاشي لرسول الله (صلىاللهعليهوآله ) بمناسبة زواجه بأم حبيبة (قميصاً وسراويل، وعطافاً، وخفين ساذجين)(١) .
وروى الكليني: أنه أهدى لرسول الله (صلىاللهعليهوآله ) حلة قيمتها ألف دينار، فكساها علياً (عليهالسلام )، فتصدق بها(٢) .
____________
١- مكاتيب الرسول ج٢ ص٤٤٩ وموسوعة التاريخ الإسلامي ج١ ص٥٧٦ وج٢ ص٦٦٠ وتحفة الأحوذي ج٨ ص٧٨ وكتاب المحبر للبغدادي ص٧٦ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٣١١ وإمتاع الأسماع ج٧ ص١٥.
٢- راجع: الكافي ج١ ص٢٨٨ و ٢٨٩ الحديث رقم ٣ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البـيـت) ج٥ ص١٨ وج٩ ص٤٧٧ و (ط دار الإسـلاميـة) ج٣ ص٣٤٩ وج٦ = = ص٣٣٤ وحلية الأبرار ج٢ ص٢٧٩ وكتاب الأربعين للماحوزي ص١٨٤ وجامع أحاديث الشيعة ج٨ ص٤٤١ وج١٦ ص٦٨٥ والتفسير الصافي ج٢ ص٤٤ والتفسير الأصفى ج١ ص٢٨١ ونور الثقلين ج١ ص٦٤٣ وشرح أصول الكافي ج٦ ص١١٦ وتأويل الآيات ج١ ص١٥٣.
ونقول:
١ ـ إن النبي (صلىاللهعليهوآله ) لم يعط علياً إلا ما هو ماله الخاص، وليس للمسلمين فيه نصيب..
٢ ـ إنه (صلىاللهعليهوآله ) لم يشأ أن يلبس حلة بألف دينار، وهو يعلم: أن الكثيرين من المسلمين يحتاجون في كسوتهم إلى شيء، مهما كانت قيمته متواضعة.. فآثر أن يعطيها لمن يستحقها ويحتاجها.. وهو علي (عليهالسلام )..
٣ ـ ولكن علياً (عليهالسلام ) أيضاً لم يشأ أن يلبس حلة بألف دينار، تأسياً برسول الله (صلىاللهعليهوآله ) من جهة، ومن جهة ثانية: ولعل في الحجاز أو اليمامة من لا عهد له باللباس اللائق به، ولا يقدر على تهيئة ما تكون قيمته متواضعة، فآثر بها غيره من أهل الحاجة لينال ثواب ذلك أيضاً.. وليكون المثل الأعلى في القناعة والإيثار، والزهد بالدنيا..
علي (عليهالسلام ) يقتل أصل الخوارج:
ونذكر هنا قضية جرت في حياة رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، ولعلها حدثت في هذه السنة أو في غيرها وهي التاية:
رووا: أن أبا بكر قال للنبي (صلىاللهعليهوآله ): إني مررت بوادي كذا وكذا، فإذ رجل متخشع، حسن الهيئة، يصلي..
فقال له النبي (صلىاللهعليهوآله ): إذهب إليه فاقتله.
فذهب إليه، فلما رآه على تلك الحال كره أن يقتله، فرجع إلى النبي (صلىاللهعليهوآله )..
فقال النبي (صلىاللهعليهوآله ) لعمر: إذهب فاقتله.
فذهب إليه، فرآه على تلك الحال، فكره أن يقتله.
فقال (صلىاللهعليهوآله ) لعلي (عليهالسلام ): اذهب فاقتله.. فذهب إليه فلم يجده.
فقال النبي (صلىاللهعليهوآله ): إن هذا وأصحابه يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم. وذكر حديث الخوارج ومروقهم من الدين، وفي آخره: فاقتلوهم هم شرُّ البرية(١) .
____________
١- مسند أحمد ج٣ ص١٥ والمصنف للصنعاني ج١٠ ص١٥٥ و ١٥٦ ومجمع الزوائد ج٦ ص٢٢٥ و ٢٢٦ و ٢٢٧ والبداية والنهاية ج٧ ص٢٩٩ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج٢ ص٢٦٦ و ٢٦٧ والكامل في الأدب ج٣ ص٢٢٠ و٢٢١ ونيل الأوطار للشوكاني ج٧ ص٣٥١ والمراجعات للسيد شرف الدين ص٣٧٦ و ٣٧٨ والنص والإجتهاد للسيد شرف الدين ص٩٦ والغديرج٧ ص٢١٦ وأهمية الحديث عند الشيعة للشيخ آقا مجتبي العراقى ص٢١٧ وفتح الباري ج١٢ ص٢٦٦ والفصول المهمة للسيد شرف الدين ص١٢١.
وفي نص آخر: فقال علي (عليهالسلام ): أفلا أقتله أنا يا رسول الله؟!
قال: بلى أنت تقتله إن وجدته.. فانطلق علي (عليهالسلام ) فلم يجده.. أو نحو ذلك(١) .
ونقول:
١ ـ لقد عودنا عمر بن الخطاب أن يطلب من النبي (صلىاللهعليهوآله ) أن يسمح له بقتل هذا تارة وذاك أخرى، وذلك ثالثة، ورابعة، وخامسة. ولم ينل مبتغاه في جميع مطالبه تلك، بل كان القرار النبوي دائماً على خلاف هواه..
أما هنا.. فإن النبي (صلىاللهعليهوآله ) هو الذي يطلب من عمر أن يقتل هذا الرجل، ولكن عمر لا يستجيب!!
٢ ـ إن أبا بكر لم يكن في مجمل أحواله يتوافق مع عمر على القتل الذي كان عمر يطلب من النبي (صلىاللهعليهوآله ) أن يسمح له به، فلم يطلب
____________
١- كشف الأستار عن مسند البزار ج٢ ص٣٦٠ و ٣٦١ والعقد الفريد ج٢ ص٤٠٤ وراجع المصنف للصنعاني ج١٠ ص١٥٥ و ١٥٦ ومجمع الزوائد ج٦ ص٢٢٦ و ٢٢٧ ومناقب آل أبي طالب ج٣ ص١٨٧ و ١٨٨ عن مسند أبي يعلى، والإعانة لابن بطة، والعكبري. وزينة أبي حاتم الرازي، وكتاب أبي بكر الشيرازي وغيرهم والطرائف ج٢ ص٤٢٩ والبداية والنهاية ج٧ ص٢٩٨ والغدير ج٧ ص٢١٦ وحلية الأولياء ج٢ ص٣١٧ و ج٣ ص٢٢٧ والإصابة ج١ ص٤٨٤ والنص والإجتهاد ص٩٣ و ٩٤ عن بعض ما تقدم.
ما كان يطلبه عمر من ذلك، ولو مرة واحدة، بل هما قد اختلفا في العديد من الموارد، فقد اختلفا في الموقف من خالد حين قتل مالك بن نويرة، وزنى بامرأته.. واختلفا في الموقف من أسارى بدر.
٣ ـ إن أبا بكر كان قرين عمر، وحبيبه، وصفيه، ونجيه، وكانا معاً يداً واحدة على الدوام.. غير أنهم يزعمون: أن أبا بكر يميل إلى السلم، وعمر يميل إلى القتل والحرب. حتى أصبح ذلك بمثابة القاعدة.
ولكن هذه القاعدة قد انخرمت مرتين:
إحداهما: في قتال مانعي الزكاة، حيث كان عمر يرى مسالمتهم، وأبو بكر يرى حربهم، وذلك على خلاف ما عهدناه منهما من ميل أبي بكر للسلم، وميل عمر للحرب.. فما هو السبب في ذلك؟!
ويزيد هذا الأمر غرابة حين نرى أن الأمور عادت بينهما إلى التوافق، ولكن لا برجوع أبي بكر إلى رأي عمر، بل برجوع عمر إلى رأي أبي بكر!
الثانية: في قتل أصل الخوارج، فإن عمر قد مال إلى طبع أبي بكر، ورأيه، فآثرا معاً عصيان رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، ولم ينفذا أمره بقتله..
٤ ـ إن الرجل الذي طلب النبي (صلىاللهعليهوآله ) قتله من أبي بكر وعمر، كان يتظاهر بالتخشع والعبادة والصلاح. ولكن ذلك لم يمنع النبي (صلىاللهعليهوآله ) من الأمر بقتله، فإن العبرة عنده بالجوهر لا بالمظهر.. وأفهمنا أن على المؤمن أن لا ينخدع بالمظاهر.
٥-وقد جاءت هذه الحادثة لتكون التطبيق العملي لنهيه (صلىاللهعليهوآله )
الناس عن النظر إلى صلاة الرجل وصومه، وطنطنته بالليل، بل عليهم أن ينظروا إلى صدقه في الحديث، وأدائه الأمانة(١) .
٥ ـ إن النبي (صلىاللهعليهوآله ) لم يرسل أبا بكر إلا بعد أن أخبره أبو بكر نفسه عنه بأنه رآه بمكان كذا متخشعاً، حسن الهيئة يصلي، أي أن النبي أمره بقتله بناء على ما سمعه من أوصاف أغدقها عليه، وحالات نسبها إليه، فما معنى أن يذهب أبو بكر إليه، ثم يرجع فيقول: إنه رآه يصلي فترك قتله؟! فإنه لم يأت للنبي (صلىاللهعليهوآله ) بشيء جديد يبرر إحجامه عن تنفيذ أمره.
٦ ـ إنه (صلىاللهعليهوآله ) حين أمر أبا بكر وعمر وعلياً بقتل ذلك الرجل، لم يذكر لهم سبب إصداره لهذا الأمر ـ رغم إخبارهم إياه بصلاة ذلك الرجل وتخشعه ـ وهذا يدل على ضرورة أن يكون التعامل مع
____________
١- راجع: الأمـالي للصدوق ص٣٧٩ وعيون أخبـار الرضـا ج١ ص٥٥ و ٥٦ وروضة الواعظين ص٣٧٣ ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج١٩ ص٦٩ و (ط دار الإسلامية) ج١٣ ص٢٢٠ ومستدرك الوسائل ج١٤ ص٦ والإختصاص ص٢٢٩ ومشكاة الأنوار ص١٠٩ و ١٦٤ وبحار الأنوار ج٦٨ ص٩ وج٧٢ ص١١٤ و ١١٥ وشجرة طوبى ج٢ ص٤٤٣ وجامع أحاديث الشيعة ج١٨ ص٥٢٦ ومستدرك سفينة البحار ج١ ص٢٢٣ ومسند الإمام الرضا للعطاردي ج١ ص٢٧٤ وموسوعة أحاديث أهل البيت للنجفي ج٦ ص٥٦ والرسائل الرجالية للكلباسي ج١ ص٢٢٩.
المعصوم بمنطق الطاعة والإنقياد المطلق والتسليم، تطبيقاً لقوله تعالى:( ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) (١) .
تماماً كما سلم إسماعيل نفسه لأبيه إبراهيم ليذبحه قائلاً:( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ) (٢) .
٧ ـ إن امتناع أبي بكر وعمر عن تنفيذ الأمر يدلنا على أنهما لم يتعاملا مع النبي (صلىاللهعليهوآله ) على أساس أنه مسدد بالوحي الإلهي، ولا ينطق عن الهوى.. ولا على أساس أنه عالم علم اليقين، بالمبررات الشرعية لحكمه عليه بالقتل.. أي أنهما رأيا أن النبي لم يكن مستجمعاً للشرائط المسوغة لحكمه على الرجل، ومعنى ذلك أنه مخطئ في قراره هذا، وأن ذلك الرجل مظلوم..
وهذا ما لا يمكن قبوله، لا من أبي بكر وعمر، ولا من غيرهما.
٨ ـ إن قوله (صلىاللهعليهوآله ) لعلي (عليهالسلام ): (بلى أنت تقتله إن وجدته) يدل على أنه كان يعرف علياً حق المعرفة، حتى لقد أخبر عن فعل علي (عليهالسلام ) ـ الذي كان سيحصل ـ لو وجد ذلك الرجل.
٩ ـ إن هذا الإختبار العملي، قد أظهر فضل ذي الفضل.. وبيّن ميزته (عليهالسلام ) على من سواه، وسجل معياراً ومقياساً تسقط به الكثير من الدعاوى التي يسوقها محبوا مناوئي علي (عليهالسلام )..
____________
١- الآية ٦٥ من سورة النساء.
٢- الآية ١٠٢ من سورة الصافات.
١٠ ـ إن قول النبي (صلىاللهعليهوآله ) عن الذين هم على شاكلة ذلك الرجل الذي أمر (صلىاللهعليهوآله ) بقتله: (فاقتلوهم هم شر البرية) قد أسقط الحصانة عن هذه الفئة من الناس، بإعطائه الأمر بقتلهم، لأنهم تجسيد للشر الذي يصيب البشرية، وتستُّرهم بالمظاهر الخادعة وإظهارهم التخشع، وممارسة العبادات إن كان يراد به حفظ الجحود والطغيان، لا ينفع في دفع العقوبة التي يستحقونها.
١١ ـ وإنما كان هؤلاء شر البرية، لأنهم يتسترون بالدين للقضاء على الدين، وإشاعة رذيلة الظلم والطغيان، والعمل بالهوى، وأحكام الجاهلية..
١٢ ـ وقد أخبر (صلىاللهعليهوآله ): أن علياً (عليهالسلام ) لن يجد ذلك الرجل، ولو وجده لقتله، وأخبر أيضاً عن المارقين، مع بيان بعض حالاتهم، وما يكون منهم.. مبيناً التكليف الإلهي للأمة تجاههم.
١٣ ـ ويكون صدق ما أخبر به (صلىاللهعليهوآله ) عن أن علياً (عليهالسلام ) لن يجد ذلك الرجل بمثابة شاهد حسي على أنه (صلىاللهعليهوآله ) يخبر عن الله تعالى، وعلى أن ما يخبر به عن ظهور المارقين لا بد أن يتحقق أيضاً.
١٤ ـ إن النبي (صلىاللهعليهوآله ) لا يقدم على قتل رجل إلا إذا توفرت الأدلة له على استحقاقه للقتل..
ومن الذي قال: إن البينة لم تقم لدى رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) على استحقاق ذلك الرجل للقتل..
أو من الذي قال: إن رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) لم يطلع على حال
ذلك الرجل بصورة مباشرة، وبنحو يجيز له قتله.. فرأى أن إظهاره التخشع، واعتصامه بالتظاهر بالدين لا يجديه، فقد قلنا: إن العبرة إنما هي بالجوهر لا بالمظهر..
من فتح مكة.. إلى فتح الطائف..
نقض العهد.. ومقدمات الفتح..
أبو سفيان في المدينة:
وبعد أن عقدت قريش في الحديبية مع رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) عهداً تضمن دخول خزاعة في عقد وعهد رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) نقضت قريش العهد، وأوقعت ببني نفاثة الخزاعيين، ثم بعثت أبا سفيان إلى المدينة، فطلب أن يشد العهد، ويزيد في المدة، وهو يظن أن خبر بني نفاثة لم يصل إلى النبي (صلىاللهعليهوآله )..
فسأله النبي (صلىاللهعليهوآله ) إن كان قد حدث حدث اقتضى هذا الطلب.
فقال: معاذ الله، نحن على عهدنا وصلحنا يوم الحديبية، لا نغير ولا نبدل.
فقال (صلىاللهعليهوآله ): فنحن على مدتنا وصلحنا يوم الحديبية، لا نغير ولا نبدل.
فطلب أبو سفيان من أبي بكر أن يجير بين الناس، ويشفع له عند رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، وطلب ذلك ايضاً من عمر، ومن عثمان، وسعد بن عبادة، وعلي (عليهالسلام ) وأشراف المهاجرين، والأنصار وكان يسمع منهم رفضاً لطلبه أكيداً وشديداً.
فتوسل بالزهراء (عليهاالسلام )، ثم بالسبطين، الحسن والحسين (عليهماالسلام )، ربما بهدف الإستفادة من الأثر العاطفي بزعمه، ولكن قد خاب فأله، فقد كان الجواب هو الجواب يقول النص: فأتى علياً (عليهالسلام )، فقال: يا علي، إنك أمس القوم بي رحماً، وإني جئت في حاجة، فلا أرجع كما جئت خائباً، فاشفع لي إلى محمد.
فقال: ويحك يا أبا سفيان، والله، لقد عزم رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه..
إلى أن يقول النص:
فلما أيس مما عندهم، دخل على فاطمة الزهراء (عليهاالسلام ) والحسن (عليهالسلام ) غلام يدب بين يديها، فقال: يا بنت محمد، هل لك أن تجيري بين الناس؟!
فقالت: إنما أنا امرأة، وأبت عليه(١) .
(وفي نص آخر: قالت: إنما أنا امرأة.
قال: قد أجارت أختك ـ يعني: زينب ـ أبا العاص بن الربيع، وأجاز ذلك محمد.
____________
١- سبل الهدى والرشاد ج٥ ص٢٠٧ والسيرة الحلبية ج٣ ص٧٣ و (ط دار المعرفة) ص٣ والمغازي للواقدي ج٢ ص٧٩٤ والبداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج٤ ص٣٢١ و (ط مكتبة المعارف) ج٢ ص٢٧٨ والسيرة النبوية لابن كثير ج٣ ص٥٣٣ وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج١٧ ص٢٦٣.
البصري، فقال: يا ابا عبدالله تلبس مثل هذه الثياب، في مثل هذا الموضع، وانت من على عليهالسلام بالمكان الذي انت منه (١)، وقد علمت كيف كان لباسه، فقال له أبوعبدالله عليهالسلام: « ويحك يا عبّاد كان علي عليهالسلام في زمان يستقيم له فيه ما لبس (٢)، ولو لبست انا اليوم مثل لباسه لقال الناس هذا مرائي، مثل عباد » فافحم عبّاد، وتغامز به الناس من حوله، وكان يوصف بالرياء.
٣٤٨٢ / ٦ - ثقة الإسلام في الكافي: عن علي بن محمّد، عن أبي احمد بن راشد، عن بعض اهل المدائن، قال: كنت حاجا مع رفيق لي فوافينا الموقف، فإذا شاب قاعد عليه ازار ورداء، وفي رجليه نعل صفراء، قوّمت الازار والرداء بمائة وخمسين ديناراً، الخبر، (وفيه انه كان الإمام المنتظر عليهالسلام) (١).
٣٤٨٣ / ٧ -محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن يوسف بن ابراهيم، عن أبي عبدالله عليهالسلام، في خبر انه قال: « ان عبدالله بن عباس لمّا بعثه امير المؤمنين عليهالسلام إلى الخوارج لبس افضل ثيابه، وتطيّب بأطيب طيبه، وركب افضل مراكبه، فخرج إليهم فوافقهم، فقالوا: يابن عباس بينا انت خير الناس، إذ أتيتنا في
____________________________
(١) في المصدر: فيه.
(٢) في المصدر: ما يلبس.
٦ - الكافي ج ١ ص ٢٦٨ ح ١٥.
(١) استفاد الشيخ المصنف (قدس سره) من قول الراوي في تمام الخبر (مولانا عندنا ونحن لا ندري) والّا فالرواية خاليه من هذه العبارة.
٧ - تفسير العيّاشي ج ٢ ص ١٥ ح ٣٢، وعنه في البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ١٣ والبحار ٧٩ ص ٣٠٤ ح ١٨.
لباس من لباس الجبابرة ومراكبهم! فتلا هذه الآية: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١)، البس وتجمّل (٢) فإنّ الله جميل يحب الجمال، وليكن من حلال ».
٣٤٨٤ / ٨ - وعن العباس بن هلال الشامي، عن أبي الحسن الرضا عليهالسلام قال: قلت جعلت فداك وما اعجب إلى الناس من يأكل الجشب ويلبس الخشن ويتخشع، قال: « اما علمت ان يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي، كان يلبس أقبية الديباج مزرورة بالذهب، ويجلس في مجالس آل فرعون يحكم، فلم يحتج الناس إلى لباسه، وانّما احتاجوا إلى قسطه، وانّما يحتاج من الامام إلى ان إذا قال صدق، وإذا وعد انجز، وإذا حكم عدل، ان الله لم يحرم طعاما ولا شرابا من حلال، وانّما حرّم الحرام قلّ أو كثر، وقد قال: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) ».
٣٤٨٥ / ٩ - وعن احمد بن محمّد عن ابي الحسن عليهالسلام قال: « كان عليّ بن الحسين عليهماالسلام، يلبس الثوب بخمسمائة ديناراً والمطرف بخمسين ديناراً يشتو فيه، فإذا ذهب الشتاء، باعه وتصدّق بثمنه ».
٣٤٨٦ / ١٠ - وفي خبر عمر بن علي، عن أبيه، (عن الحسين
____________________________
(١) الاعراف ٧: ٣٢.
(٢) في المصدر: أتجمل.
٨ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٥ ح ٣٣، وعنه في البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ١٤ والبحار ج ٧٩ ص ٣٠٥ ح ١٩.
(١) الاعراف ٧: ٣٢.
٩ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٦ ح ٣٤، وعنه في البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ١٥ والبحار ج ٧٩ ص ٣٠٥ ح ٢٠.
١٠ - المصدر السابق ج ٢ ص ١٦ ح ٣٥، وعنه في البرهان ج ٢ ص ١٣ ح ١٦ =
عليهالسلام (١) انه كان يشتري الكساء الخزّ بخمسين دينارا، فإذا صاف تصدّق به، لا يرى بذلك باسا، ويقرأ (٢): ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٣).
٣٤٨٧ / ١١ - فقه الرضا عليهالسلام: « واروي انه لو كان شئ يزيد في البدن، لكان الغمز يزيد، واللين من الثياب ».
٥ - ( باب استحباب لبس الثوب الحسن من خارج، والخشن من داخل،
وكراهة العكس )
٣٤٨٨ / ١ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: عن جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدثني محمّد بن جعفر بن عبدالله، عن أبي نعيم محمّد بن احمد الانصاري، قال: وجّه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن ابراهيم المدنى، إلى أبي محمّد عليهالسلام، ليناظره في امرهم، قال كامل: فقلت في نفسي: اسأله (١) لا يدخل الجنّة الّا من عرف معرفتي وقال بمقالتي، فلمّا دخلت عليه، نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: وليّ الله وحجّته، يلبس الناعم من الثياب، ويأمرنا نحن (٢) بمواساة الاخوان، وينهانا عن لبس
____________________________
= والبحار ج ٧٩ ص ٣٠٥ ح ٢٠.
(١) هكذا في الأصل المخطوط والبرهان ولم يرد ذكره في المصدر والبحار.
(٢) في المصدر: ويقول
(٣) الأعراف ٧: ٣٢
١١ - فقه الرضا عليهالسلام ص ٤٧
الباب - ٥
١ - اثبات الوصيه ص ٢٢٢.
(١) في المصدر زيادة: وأنا اعتقد أنّه ...
(٢) ليس في المصدر.
مثله، فقال متبسّما: « يا كامل وحسر عن ذراعيه، فإذا مسح اسود خشن رقيق على جلده، فقال: هذا لله عز وجل وهذا لكم » فخجلت، الخبر.
ورواه الحضيني في كتابه عن جعفر، مثله (٣).
٦ - ( باب جواز اتخاذ الثياب الكثيرة وعدم كونه اسرافاً )
٣٤٨٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام، انّ رجلا سأله فقال: يابن رسول الله، هل يعدّ من السرف ان يتخذ الرجل لباسا (١) كثيرة، فيتجمّل بها، ويصون بعضها ببعض (٢)؟ فقال: « لا، ليس هذا من سرف (٣)، ان الله عزّوجلّ يقول ( لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ) (٤) » من سعته.
٧ - ( باب استحباب اتخاذ السراويل وما أشبهه )
٣٤٩٠ / ١ - ورام بن ابي فراس في تنبيه الخواطر: عن أميرالمؤمنين عليهالسلام، قال: « كنت قاعدا في البقيع، مع رسول الله
____________________________
(٣) الهداية ص ٨٧.
الباب - ٦
١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٥ ح ٥٤٩.
(١) في المصدر: ثياباً.
(٢) في المصدر: من بعض.
(٣) في المصدر: السرف.
(٤) الطلاق ٦٥: ٧.
الباب - ٧
١ - تنبيه الخواطر ج ٢ ص ٧٨.
صلىاللهعليهوآله في يوم دجن (١) ومطر، إذ مرّت امرأة على حمار، فوقع (٢) يد الحمار في وهدة (٣) فسقطت المرأة، فاعرض النبيّ صلىاللهعليهوآله (٤)، فقالوا: يا رسول الله انّها متسرولة، قال: اللهم اغفر للمتسرولات، ثلاثا، ايّها (٥) الناس اتخذوا السراويلات، فانّها من استر ثيابكم، وحصّنوا بها نساءكم إذا خرجن ».
٨ - ( باب كراهة الشهرة في الملابس وغيرها )
٣٤٩١ / ١ - عوالي اللآلي: عن النبيّ صلىاللهعليهوآله، قال: « من لبس ثوب شهرة في الدنيا، البسه الله ثوب مذلة في الآخرة ».
٣٤٩٢ / ٢ - سبط الشيخ الطبرسي في مشكاة الانوار: نقلاً عن المحاسن، عن أبى عبدالله عليهالسلام، قال: « إنّ الله يبغض الشهرتين: شهرة اللباس، وشهرة الصلاة ».
٣٤٩٣ / ٣ - وعنه عليهالسلام قال: « الشهرة، خيرها وشرّها في النار ».
٣٤٩٤ / ٤ - وعن الحسن بن علي عليهماالسلام قال: « من لبس ثوب شهرة، كساه الله يوم القيامة ثوباً من النار ».
____________________________
(١) الدَّجنُ: ظلّ الغيم في اليوم المطير (لسان العرب ج ١٣ ص ١٤٧).
(٢) في المصدر: فهوت.
(٣) الوهدة: المكان المنخفض كأنّه حفرة (لسان العرب ج ٣ ص ٤٧٠).
(٤) في المصدر زيادة: بوجهة.
(٥) في المصدر: يا أيّها.
الباب - ٨
١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٥٦ ص ١٣٤.
٢ و ٣ و ٤ - مشكاة الانوار ص ٣٢٠.
٩ - ( باب عدم جواز تشبّه النساء بالرجال، والرجال بالنساء، والكهول بالشباب )
٣٤٩٥ / ١ - الصدوق في الخصال: عن احمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن أبي عبدالله محمّد بن زكريا البصري، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت أبا جعفر محمّد بن علي الباقر عليهماالسلام يقول: « لا يجوز للمرأة (١) ان تتشبّه بالرجال، لان رسول الله صلىاللهعليهوآله لعن المتشبّهين من الرجال بالنساء، ولعن المتشبّهات من النساء بالرجال ».
٣٤٩٦ / ٢ - فقه الرضا عليهالسلام: « قد لعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهسبعة: الواصل شعره، بغير شعره والمتشبّه من النساء بالرجال، والرجال بالنساء ».
٣٤٩٧ / ٣ - المفيد في مجالسه: عن أبي عبدالله (١) محمّد بن عمران المرزباني، عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن عيسى المكي، عن الشيخ الصالح أبي عبدالله عبدالرحمن (٢) بن محمّد بن حنبل، قال: أخبرت عن
____________________________
الباب - ٩
١ - الخصال ص ٥٨٥ ح ١٢.
(١) في المصدر: لها.
٢ - فقه الرضا عليهالسلام ص ٣٣.
٣ - امالي المفيد ص ٩٤ ح ٣.
(١) في المصدر: عبيد الله وهو الصواب « راجع تاريخ بغداد ج ٣ ص ١٣٥ ».
(٢) في المصدر: أبي عبدالرحمن عبدالله، وهو الصواب « راجع تاريخ بغداد ج ٩ ص ٣٧٥ وتهذيب التهذيب ج ٥ ص ١٤١ ».
عبد الرحمن بن شريك، عن أبيه قال: حدثنا عروة بن عبيد الله بن بشير الجعفي (٣) قال: دخلت على فاطمة بنت علي بن أبي طالب عليهالسلام، وهي عجوزة كبيرة وفي عنقها خرز، وفي يدها مسكتان (٤)، فقالت: يكره للنساء ان يتشبّهن بالرجال، الخبر.
٣٤٩٨ / ٤ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام: « ان رسول الله صلىاللهعليهوآله، نهى النساء ان يكن متعطلات (١) من الحلي، أو (٢) يتشبهن بالرجال، ولعن من فعل ذلك منهن ».
١٠ - ( باب استحباب لبس البياض، وكراهة ملابس العجم، واطعمتهم، والسواد إلّا ما استثني، وعدم جواز لبس ملابس اعداء الله، وسلوك مسالكهم )
٣٤٩٩ / ١ - احمد بن محمّد الصفواني في كتاب التعريف: عن النبيّ صلىاللهعليهوآله: « البسوا البياض، فإنّه (١) أطيب واطهر، وكفّنوا
____________________________
(٣) هكذا في الأصل المخطوط، والصحيح: عروة بن عبدالله بن قشير، كما في المصدر، راجع تقريب التهذيب ج ٢ ص ١٩ ح ١٦١، وفي نسخة: عروة بن عبدالله بن بشير، كما في جامع الرواة ج ٢ ص ٥٣٧، تنقيح المقال ج ٢ ص ٢٥١، معجم رجال الحديث ج ١١ ص ١٣٩ رقم ٧٦٦٧.
(٤) المسك، بالتحريك: الاسورة والخلاخيل من الذيل والقرون والعاج، واحدته مَسَكَة. (لسان العرب - مسك - ج ١٠ ص ٤٨٦).
٤ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦٣ ح ٥٨٠.
(١) في المصدر: معطلات.
(٢) في المصدر: ولا.
الباب - ١٠
١ - تعريف ص ٢.
(١) في المصدر: فإنّها.
منها موتاكم ».
٣٥٠٠ / ٢ - دعائم الإسلام: عنه صلىاللهعليهوآله انه قال: « ليس من لباسكم شئ احسن من البياض فالبسوه ».
٣٥٠١ / ٣ - محمّد بن علي بن شهر آشوب في المناقب: حدثني ابن كادش في تكذيب العصابة العلوية في ادعائهم الامامة النبوية، ان النبيّ صلىاللهعليهوآله رأى العباس في ثوبين ابيضين، فقال: « إنّه لأبيض الثوبين، وهذا جبرئيل يخبرني: أن ولده يلبسون السواد ».
٣٥٠٢ / ٤ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: اوحى الله إلى نبي، ان قل لقومك: لا تطعموا مطاعم اعدائي، ولا تشربوا مشارب اعدائي، ولا تركبوا مراكب اعدائي، ولا تلبسوا ملابس اعدائي، ولا تسكنوا مساكن اعدائي، فتكونوا اعدائي، كما كان اولئك اعدائي
١١ - ( باب استحباب لباس القطن )
٣٥٠٣ / ١ - الصفواني في كتاب التعريف: روي افضل اللباس القطن، ومنه كان لباس رسول الله صلىاللهعليهوآله.
٣٥٠٤ / ٢ - دعائم الإسلام: عن ابي عبدالله عليهالسلام انه قال: « رأى عليّ (صلوات الله عليه)، قوما يلبسون الصوف والشعر،
____________________________
٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦١ ح ٥٧٣.
٣ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ٣٠٠.
٤ - لب اللباب: مخطوط.
الباب - ١١
١ - التعريف ص ٢
٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٥ ح ٥٥١.
فقال: البسوا القطن فانّه [ كان ] (١) لباس رسول الله صلىاللهعليهوآله، وكان افضل ما نجده (٢)، وهو لباسنا »، الخبر.
٣٥٠٥ / ٣ - الصدوق في المقنع: وعليك بلبس ثياب القطن، فإنّها (١) لباس (٢) رسول الله صلىاللهعليهوآله، ولباس الأئمة عليهمالسلام
١٢ - ( باب استحباب لبس الكتان، والصفيق من الثياب، وكراهة لبس ثوب يشفّ )
٣٥٠٦ / ١ -احمد بن محمّد الصفواني في كتاب التعريف: روي من رقّ ثوبه رق دينه، فليكن صفيقا.
٣٥٠٧ / ٢ - الجعفريات: اخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن ابيه، عن جده علي بن الحسين، عن ابيه، عن علي عليهمالسلام قال: « من رقّ ثوبه، رقّ دينه ».
٣٥٠٨ / ٣ - الشيخ الطوسي في اماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن
____________________________
(١) أثبتناه من المصدر.
(٢) في المصدر: ما يجده.
٣ - المقنع ص ١٩٥.
(١) في المصدر: فإنّه.
(٢) في نسخة: ثياب (منه قدّه).
الباب - ١٢
١ - التعريف ص ٢.
٢ - الجعفريات ص ٢٤٢.
٣ - امالي الطوسي ج ٢ ص ١٥٢.
رجاء بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن الفضيل، عن وهب، عن أبي الحرب بن أبي الاسود، عن أبيه، عن أبي ذر قال: قال النبيّ صلىاللهعليهوآله: « يا ابا ذر البس الخشن من اللباس، والصفيق من الثياب، لئلا يجد الفخر فيك مسلكا ».
« يا ابا ذر انّي البس الغليظ، واجلس على الارض »، الخبر (١).
١٣ - ( باب كراهة لبس الأحمر، المشبع، والمزعفر، والمعصفر، إلّا للعرس والجلوس مع الأهل، وعدم تحريم الألوان مطلقاً )
٣٥٠٩ / ١ - دعائم الإسلام: عن ابي عبدالله، عن آبائه عليهمالسلام، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله انه كره الحمرة (في اللباس) (١).
وقال على عليهالسلام: « الزعفران لنا، والعصفر لبني اميّة ».
وعن جعفر بن محمّد عليهماالسلام (٢)، انه كان يكره اللباس الصبيغ بالعصفر، ويقول: « لا تلبسوا الحمرة، فانّها زي قارون، وهي صبغ بنى امية ».
وعن علي عليهالسلام (٣)، انه خرج على الناس في الرحبة،
____________________________
(١) أمالي الطوسي ٢ ص ١٤٤.
الباب - ١٣
١ - دعائم الإسلام ج ص ١٦٠ ح ٥٧١.
(١) في المصدر: يعني من اللباس.
(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ١٦١ ح ٥٧٢.
(٣) نفس المصدر ج ٢ ص ١٦١ ح ٥٧٤.
وعليه ازار اصفر.
وعن محمّد بن علي عليهماالسلام (٤) انه قال: « كان ابي ربّما (اشترى المطرف من الخزّ) (٥) بخمسين ديناراً - إلى ان قال عليهالسلام - وربّما امر ان يشترى اشمونيان (٦) من ثياب مصر، فيمشقان (٧) له فيلبسهما، ويلبس ما بين ذلك، يعني ما بين الرفيع والدون، ويقول: ( مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (٨) ».
٣٥١٠ / ٢ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن الحكم بن عيينة، قال: رأيت أبا جعفر عليهالسلام وعليه ازار احمر قال: فاحددت النظر إليه، فقال: « يا ابا محمّد ان هذا ليس به بأس، ثم تلا: ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّـهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ) (١) ».
٣٥١١ / ٣ - الصدوق في الامالي عن الحسين بن احمد بن ادريس، عن
____________________________
(٤) دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٨ ج ٥٦٣.
(٥) في المصدر: يشتري مطرف الخزّ.
(٦) نسبة إلى أشمون بانون، واهل مصر يقولون الاشمونين، وهي مدينة قديمة أزليّة عامرة آهلة غرب النيل، ذات بساتين ونخل كثير (معجم البلدان ج ١ ص ٢٠٠).
(٧) المشق والمِشق: وهو الاحمر، والثوب الممشوق والممشق: مصبوغ بامشق.. (لسان العرب - مشق - ج ١٠ ص ٣٤٥، ومجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣٦).
(٨) الاعراف ٧: ٣٢.
٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٤ ح ٣٠.
(١) الاعراف ٧: ٣٢.
٣ - امالي الصدوق ص ١٦٧ ح ١٠. ومعاني الاخبار ص ١١٩، عنهما في البحار =
ابيه، عن محمّد بن الحسين ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن أبي الصهبان جميعا، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن الصادق، عن آبائه عليهمالسلام قال: « ان اعرابيا اتى النبي صلىاللهعليهوآله، فخرج إليه في رداء ممشق، فقال: يا محمّد لقد خرجت اليّ كأنك فتى، فقال: نعم يا اعرابي انا الفتى، ابن الفتى، اخو الفتى »، الخبر.
ورواه ابن شهر آشوب في المناقب مرسلا (١).
٣٥١٢ / ٤ - الشيخ الجليل حسين بن عبدالوهاب الشعراني في عيون المعجزات: وربّما ينسب إلى السيد المرتضى، عن ابى خالد كنكر الكابلي (ره) انه قال: لقيني يحيى بن ام الطويل رفع الله درجته، وهو ابن داية زين العابدين عليهالسلام، فاخذ بيدي وصرت معه إليه، فرأيته جالسا في بيت مفروش بالمعصفر، مكلّس الحيطان، عليه ثياب مصبغة، فلم اطل عليه الجلوس، فلمّا نهضت قال لي: « صر اليّ في غد ان شاء الله تعالى » فخرجت من عنده، وقلت ليحيى: ادخلتني إلى رجل يلبس المصبغات، وعزمت على ان لا ارجع إليه، ثم انّي فكرت في ان رجوعي إليه غير ضائر، فصرت إليه في غد، فوجدت الباب مفتوحا ولم ار احدا، فهممت الرجوع، فناداني من داخل الدار، فظننت انه يريد غيري، حتى صاح بي: « يا كنكر ادخل » وهذا اسم كانت امي سمتني به، ولا علم احد به غيري، فدخلت إليه فوجدته جالسا في بيت مطين، على حصير من البردي، وعليه قميص كرابيس، وعنده يحيى فقال لي: « يا ابا خالد انّى قريب العهد
____________________________
= ج ٤٢ ص ٦٤ ح ٦.
(١) مناقب ابن شهر آشوب ج ٣ ص ٨٨.
٤ - عيون المعجزات ص ٧٢.
بعروس، وان الذى رأيت بالامس من رأي المرأه، ولم ارد مخالفتها »، الخبر.
٣٥١٣ / ٥ - الشيخ الكشي في رجاله: عن حمدويه، عن محمّد بن عيسى، قال: حدثني حفص أبومحمّد - مؤذّن علي بن يقطين -، عن على بن يقطين قال: رأيت أبا عبدالله عليهالسلام في الروضة وعليه جبّة خزّ سفرجليّة.
٣٥١٤ / ٦ - عوالي اللآلي: روى زياد بن يحيى قال: حدثني بشر بن المفضل، حدثنا يونس، عن الحسن، قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: « انّ الحمرة من زينة الشيطان، والشيطان يحبّ الحمرة، ولهذا كره رسول الله صلىاللهعليهوآله المعصفر للرجال ».
١٤ - ( باب جواز لبس الأزرق )
٣٥١٥ / ١ - دعائم الإسلام: عن علي بن الحسين عليهماالسلام، انه رئي وعليه دُرّاعة (١) سوداء، وطيلسان ازرق.
____________________________
٥ - رجال الكشي ج ٢ ص ٧٣١ رقم ٨١٤، ورواه في البحار ج ٨٣ ص ٢٣١ ح ٢٦ عن قرب الاسناد ص ٨.
٦ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٧٥ ح ١٤٥.
الباب - ١٤
١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٦١ ح ٥٧٦.
(١) الدراعة: جبّة مشقوقة المقدّم (لسان العرب - درع - ج ٨ ص ٨٢).
١٥ - ( باب كراهة لبس الصوف والشعر، إلّا من علّة )
٣٥١٦ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي عبدالله عليهالسلام انه قال: « رأى عليّ عليهالسلام قوما يلبسون الصوف والشعر، فقال البسوا القطن، فانه لباس رسول الله صلىاللهعليهوآله، وكان افضل ما نجده (١)، وهو لباسنا، ولم يكن يلبس الصوف ولا الشعر، فلا تلبسوه الّا من علّة، فان الله جميل يحب الجمال، وان يرى اثر نعمته على عبده ».
٣٥١٧ / ٢ - الطبرسي في مكارم الاخلاق: عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: « وان شئت نبّأتك بامر داود خليفة الله في الأرض، كان لباسه الشعر، وطعامه الشعير - إلى ان قال -: وان شئت نبّأتك بامر ابراهيم خليل الرحمن، كان لباسه الصوف، وطعامه الشعير، وان شئت نبّأتك بامر عيسى بن مريم فهو العجب، كان يقول: ادامي الجوع، وشعاري الخوف، ولباسي الصوف »، الخبر.
٣٥١٨ / ٣ - جعفر بن احمد القمي في كتاب المانعات: عن جابر، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله انه قال: « الا انبئكم بخمس من كنّ فيه فليس بمتكبر: اعتقال (١) الشاة، ولبس الصوف، ومجالسة
____________________________
الباب - ١٥
١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٥ ح ٥٥١.
(١) في المصدر: يجده.
٢ - مكارم الأخلاق ص ٤٤٨.
٣ - المانعات ص ٦١.
(١) اعتقل شاته: وضع رجلها بين ساقه وفخذه فحلبها (لسان العرب - عقل - ج ١١ ص ٤٦٢).
الفقراء، وان يركب الحمار، وان يأكل الرجل مع عياله ».
٣٥١٩ / ٤ - فقه الرضا عليهالسلام: روى ان المسيح عليهالسلام انه قال للحواريين: « اكلي ما تنبته الأرض للبهائم - إلى ان قال - ولبسي الشعر ».
٣٥٢٠ / ٥ - الديلمي في ارشاد القلوب: قال عيسى عليهالسلام: « خادمي يداي، - إلى ان قال ولباسي الصوف »، الخبر.
٣٥٢١ / ٦ - ابن شهر آشوب في المناقب، وغيره في غيره، عن شقيق البلخي قال: خرجت حاجا في سنة تسع واربعين ومائة، فنزلت القادسية، فبينا انا انظر إلى الناس في زينتهم وكثرتهم، فنظرت إلى فتى حسن الوجه، شديد السمرة، ضعيف، فوق ثيابه ثوب من صوف، مشتمل بشملة (١)، وذكر في آخر الخبر، انه كان الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام.
١٦ - ( باب استحباب التواضع في الملابس )
٣٥٢٢ / ١ - الصدوق في الامالي: عن أبيه، عن علي بن ابراهيم، عن
____________________________
٤ - فقه الرضا عليهالسلام ص ٥٠.
٥ - أرشاد القلوب ص ١٥٦
٦ - مناقب ابن شهر آشوب ج ٤ ص ٣٠٢، والبحار ج ٤٨ ص ٨٠ ح ١٠٢ عن كشف الغمّة ج ٢ ص ٢١٣.
(١) الشملة: كساء دون القطيفة يشتمل به، وجمعها شمال. (لسان العرب - شمل - ج ١١ ص ٣٦٨).
الباب - ١٦
١ - امالي الصدوق ص ١٩٧ ح ٥.
أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابان الاحمر، عن الصادق جعفر بن محمّد عليهماالسلام قال: « جاء رجل إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله، وقد بلى ثوبه، فحمل إليه اثنى عشر درهما فقال: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا البسه.
قال علي عليهالسلام: فجئت إلى السوق، فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما، وجئت به إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله، فنظر إليه، فقال: يا علي غير هذا احبّ الي، اترى صاحبه يقيلنا؟ فقلت: لا ادري، فقال: انظر.
فجئت إلى صاحبه فقلت: ان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد كره هذا، يريد ثوبا دونه فاقلنا فيه، فردّ على الدراهم، فجئت بها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله، فمشى معي إلى السوق إلى ان قال: فاشترى قميصا باربعة دراهم!، ولبسه، وحمد الله »، الخبر.
٣٥٢٣ / ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّد عليهماالسلام: « إذا لبس الجسد الثوب اللين طغى » ورأى بعض أصحابه عليه ثوبا خلقا مرقوعا، فقيل له في ذلك، فقال: « لا جديد لمن لا خلق له ».
٣٥٢٤ / ٣ - ابن شهر آشوب في المناقب: عن فضائل احمد، قال: رئي على عليّ عليهالسلام ازار غليظ اشتراه بخمسة دراهم.
٣٥٢٥ / ٤ - وعن الاصبغ، وابي مسعدة، والباقر عليهالسلام: ان امير المؤمنين عليهالسلام اتى البزّازين فقال لرجل: « بعني ثوبين »
____________________________
٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٩ ح ٥٦٥.
٣ - المناقب لابن شهر آشوب ج ٢ ص ٩٦ وعنه في البحار ج ٤٠ ص ٣٢٣ ح ٦.
٤ - المصدر السابق ج ٢ ص ٩٧، وعنه في البحار ٤٠ ص ٣٢٤.
فقال الرجل: يا امير المؤمنين عندي حاجتك، فلمّا عرفه (١) مضى، عنه فوقف على غلام فأخذ ثوبين، احدهما بثلاثة دراهم، والآخر بدرهمين، فقال: « يا قنبر خذ الذي بثلاثة » فقال: انت اولى به، تصعد المنبر وتخطب الناس، فقال: « وانت شاب ولك شره الشباب، وانا استحي من ربي ان اتفضّل عليك، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول: البسوهم مما تلبسون، واطعموهم مما تأكلون » فلما لبس القميص مدّ كمّ القميص فأمر بقطعه واتخاذه قلانس للفقراء، فقال الغلام: هلّم اكفه قال: « دعه كما هو فان الامر اسرع من ذلك »، الخبر.
٣٥٢٦ / ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: قال علي عليهالسلام: « ان خمسة اشياء تقع بخمسة، ولا بدّ لتلك الخمسة من النار - إلى ان قال عليهالسلام ومن لبس المرتفع من الثياب فلا بد له من التكبّر، ولا بدّ للمتكبر من النار »، الخبر.
٣٥٢٧ / ٦ - الشيخ ورّام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر مرسلا: ان رسول الله صلىاللهعليهوآله لما اقبل عليه مصعب بن عمير وعليه اهاب كبش، قال: انظروا إلى رجل قد نوّر الله قلبه، ولقد رأيته وهو بين ابوين يغذيانه بأطيب الطعام، وألين اللباس، فدعاه حبّ الله ورسوله إلى ما ترون.
٣٥٢٨ / ٧ - ابراهيم بن محمّد الثقفي في كتاب الغارات: عن عبدالله بن
____________________________
(١) اي عرف الرجل انه امير المؤمنين عليهالسلام.
٥ - لبّ اللباب: مخطوط.
٦ - تنبيه الخواطر ج ١ ص ١٥٤.
٧ - الغارات ج ١ ص ١٠٦، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٩٣ ح ٩.
بلج البصري، عن أبي بكر بن عياش، عن ابي حصين، عن مختار التمّار، [ عن أبي مطر ] (١)، عن عليّ عليهالسلام في حديث، أنه أتى سوق الكرابيس فإذا هو برجل وسيم، فقال: « يا هذا عندك ثوبان (٢) بخمسة دراهم » فوثب الرجل فقال: نعم يا أميرالمؤمنين، فلمّا عرفه مضى عنه وتركه، فوقف على غلام فقال له: يا غلام عندك ثوبان (٣) بخمسة دراهم »، قال: نعم عندي ثوبان (٤) احدهما خير من الآخر، واحد بثلاثة والآخر بدرهمين، قال: « هلمّهما » فقال: يا قنبر خذ الذي بثلاثة، وساق نحو ما مرّ عن المناقب.
٣٥٢٩ / ٨ - وعن يوسف بن بهلول السعدي، عن شريك بن عبدالله، عن عثمان الأعشى، عن زيد بن وهب، قال: قدم على عليّ عليهالسلام وفد من أهل البصرة، فيهم رجل من رؤساء الخوارج يقال له: الجعدة بن نعجة، فقال له في لباسه ما يمنعك (١) ان تلبس؟ فقال: « هذا ابعد لي من الكبر، واجدر ان يقتدي بي المسلم »، الخبر.
____________________________
(١) اثبتناه من المناقب للخوارزمي ص ٧٠، والتهذيب ج ٦ ص ٣٣ ح ٦٦، وكشف الغمّة ج ١ ص ١٦٣ عن المناقب للخوارزمي، وهو الصواب، لأن مختار التمّار من الطبقة السادسة على ما ذكره أرباب التراجم، وليس له روايه عن اميرالمؤمنين عليهالسلام إلّا بواسطة (راجع هامش الحديث في الغارات). والحديث المذكور اعلاه قطعة من حديث طويل قطّعة المصنّف رحمه الله، وتأتي بقية الحديث في البابين ١٧ و ١٩ الحديثين ٦ و ٤، فلاحظ.
(٢، ٣، ٤) هذا هو الصحيح كما في المصدر والبحار، وكان في الأصل المخطوط والطبعة الحجريه: ثوبين، وهو غقط ظاهر.
٨ - الغارات ج ١ ص ١٠٧.
(١) في المخطوط: يمسك.
[ كذا في النسخة، والعلّامة المجلسي نقل الخبر في البحار (٢) هكذا: (في لباسه فقال هذا ابعد) وأسقط ما بينهما.
والظاهر أنّه كان في نسخته كذلك فأسقطه من البين.
ثم إنّى وجدت الخبر في مسند ابن حنبل (٣) ونقله ابن بطريق في العمدة (٤) هكذا: حدّثنا عبدالله، حدّثني عليّ بن حكيم الأودي، أنبأنا شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن زيد بن وهب قال: قدم على عليّ عليهالسلام قوم من أهل البصرة من الخوارج، فيهم رجل يقال له الجعدة بن نعجة فقال له:
اتّق الله يا عليّ، فإنّك ميّت، فقال عليّ عليهالسلام: « بل مقتول، ضربة على هذا - يخضب هذه يعني لحيته من رأسه - عهد معهود، وقضاء مقضيّ، وقد خاب من افترى ».
وعاتبه في لباسه، فقال: « ما لك واللباس؟! هو أبعد من الكبر وأجدر أن يقتدي به المسلم ».
وفي العمدة: وعاتبه قوم في لباسه فقالوا: ما يمنعك أن تلبس.. إلى آخره ] (٥).
____________________________
(٢) البحار (المجلد الثامن الحجري) ص ٦٢٢.
(٣) مسند ابن حنبل ج ١ ص ٩١ ح ٥.
(٤) العمدة لابن بطريق ص ٢٣٣.
(٥) ما بين المعقوفين استدراك من المحدث النوري (قدس سره) جاء في هامش الطبعة الحجريه.
١٧ - ( باب استحباب تقصير الثوب، وحدّ طول القميص وعرضه،
واستحباب تنظيف الثياب )
٣٥٣٠ / ١ - دعائم الإسلام: عن أبي جعفر عليهالسلام انه سئل عن قول الله عزّوجلّ: ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) (١) قال: « يعني فشمّر »، وكان اميرالمؤمنين عليهالسلام يشمّر الإزار والقميص.
٣٥٣١ / ٢ - وعن أبي عبدالله عليهالسلام، انه اخرج يوما إلى اصحابه، قميص أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام الذي اصيب فيه، وفيه من (١) دمه، (فنشروه وشبروه) (٢)، فأصابوا دور اسفله اثني عشر شبرا، وعرض بدنه ثلاثة اشبار، وطول كمّيه ثلاثة اشبار.
٣٥٣٢ / ٣ - الجعفريات: اخبرنا عبدالله، اخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهمالسلام، قال: « قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: من اتخذ ثوبا فلينظّفه ».
ورواه في دعائم الإسلام عنه صلىاللهعليهوآله، مثله (١)
____________________________
الباب - ١٧
١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٧ ح ٥٥٧.
(١) المدثر ٧٤: ٤.
٢ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٧ ح ٥٥٨.
(١) ليس في المصدر.
(٢) في المصدر: فنشره فشبروه.
٣ - الجعفريات ص ١٥٧.
(١) دعائم الإسلام ج ٢ ص ١٥٨ ح ٥٦٠.