الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سرة المرتضى) الجزء ٨
0%
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 352
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 352
الحالات وأهونها، فإنها ليست فقط لا تثير شعوراً قوياً بالرغبة في مساعدته، بل ربما تكون المثبطات والموانع عن إعطاء هذا السائل، أكبر وأظهر..
ولا نريد أن نتحدث عن الحالات، ولا عن الخصوصيات التي كانت في جانب الباذلين، فقد ظهر جانب منها في البيانات السابقة، بل نريد فقط أن نُلْمِحَ إلى ما كان منها في ناحية السائل.. فنقول:
إنه عدا عن جميع ما لاحظناه من خصوصيات في جانب اليتيم والمسكين.. فإن الأسير رجل مكتمل قوي البنية، قادر على مواجهة الآخرين، حتى بالقتال، وله قدرة على تحمل الصعاب، ومكابدة المشاق..
والزهراء (عليهاالسلام ) في هذا الجانب امرأة، والحسنان (عليهماالسلام ) أيضاً لم يكونا قد بلغا سن الأقوياء، فيما يعرفه الناس من ذلك..
ومشكلة الأسير تبقى محصورة في مدة أسره، المانع له من بعض ضروب السعي.. وهي مشكلة لها أمد، ولها مخرج. وسينتهي الأمر به إلى الخروج من هذه الحالة، والعودة إلى أهله، وأملاكه، وإلى الذين لديهم أكثر من دافع لمد يد العون له.. بخلاف المسكين الذي ليس لديه ما ينعش به، وبخلاف اليتيم الذي لن يجد مثل كفيله الذي فقده كفيلاً، وحامياً، وراعياً، وحبيباً..
ثم إنه ليس في الأسير أية جهة أخرى ـ سوى ما يدَّعيه من الحاجة ـ تدعو إلى العطف عليه، كما كان الحال بالنسبة ليتم اليتيم..
بل هناك ما يدعو إلى النفور منه، وإلى حرمانه، فإنه مجرد أسير، والأسير في واقع الأمر محارب للإسلام وللمسلمين.. وربما لا يكون قد
تخلى عن عدائه لهم، ولا ذهب حقده عليهم.. بل ربما لا يكون قد تخلى عن كفره، أو شركه، أو انحرافه.
وإذا كان قد أسر في ساحة الحرب، فلعله قد قتل بعض الأحبة، والأصفياء، أو شارك في قتلهم..
ولعل اليتيم الذي جاءهم بالأمس قد فقد كافله، وحاميه في الحرب التي شارك فيها هذا الأسير نفسه، أو شارك هو في قتله، أو في الأجواء التي تمكن القتلة من القيام بجريمتهم..
أضف إلى جميع ذلك: أن نهاية هذا الأسير ستكون هي الرجوع إلى قومه، ولعله يعود معهم إلى حرب الإسلام والمسلمين من جديد..
وكل هذا الذي ذكرناه، قد يكوّن معذراً مقبولاً أمام الوجدان، وتبريراً معقولاً لرد طلبه عند العرف والعقلاء..
ثم إنه لم يظهر من حال هذا الأسير ما يشي بصدقه فيما يدَّعيه من الحاجة.. وحتى لو كان صادقاً، فإن حاجته ليست بمستوى حاجة من طوى ثلاثة أيام بدون طعام، فكيف إذا كان هذا الطاوي هو طفلان صغيران. ثم كانا هما الحسن والحسين، ومعهما الزهراء، وعلي أمير المؤمنين (عليهمالسلام ).
ثم إنه قد كان يمكنهم (عليهمالسلام ) أن يعطوه بعضاً من ذلك الطعام، ويحتفظوا لأنفسهم بالباقي، أو يحتفظوا بطعام الحسنين (عليهماالسلام ) على الأقل..
فكل هذه العوامل التي ذكرناها تدعو إلى الإحتفاظ بالطعام..
تضاف إليها العوامل المضادة والمانعة من العطاء، ومن بينها ما هو قوي، ومتناغم مع العواطف والمشاعر الإنسانية، ومع كثير من النقاط التي سجلناها من ابتداء الحديث إلى هنا..
وبعد هذا كله.. فقد جاءت المفاجأة وأعطى هؤلاء الصفوة ذلك الأسير كل ما لديهم، وعرَّضوا أنفسهم للأخطار الجسام. مع أنه قد كان يكفيه بعض ما أعطوه، غير أنهم أرادوا له أن يجد لنفسه قوتاً في أطول زمن يمكنهم أن يمدوه بالقوت فيه..
والبذل في مثل هذه الحالات، وبملاحظة كل تلكم الخصوصيات، هو منتهى الكمال الإنساني، والإيماني، والروحي، وهو الحد الذي لا يصل إليه بشر. إلا إذا كان ذلك البشر هو الرسول الأعظم (صلىاللهعليهوآله ) رغم أن عطاءهم في ظاهر الأمر، كان بضعة أقراصٍ من شعير.. لكن الحقيقة هي أن في هذه الأقراص، كل حياتهم، وكل وجودهم، وكل الطهر، والإيمان والإخلاص..
7 ـ السائلون.. هل هم مسلمون؟!:
وقد يحاول البعض أن يدعي: أن المسكين، واليتيم، والأسير، كانوا من المسلمين.
ونقول:
إنه لا مبرر لهذا التخصيص، ولا دليل يثبته، بل إن الأمور التي ركزت الآيات عليها ترجع إلى شعور إنساني فياض، ونبيل، لا يفرق بين مسلم وغيره، فإن لكل كبد حرّى أجر، ومن خلال هذا الشعور الإنساني يتحرك
الإنسان في الإتجاه الصحيح، يرفده بالدفقات الروحية وبالمشاعر الإنسانية حتى يبلغ به إلى الهدف الأقصى، وهو أن يصبح عمله كله لله سبحانه..
هذا كله فضلاً عن أن بعض الروايات قد أشارت إلى أن الأسير الذي سأل هؤلاء الصفوة فأعطوه.. قد أسره المسلمون أنفسهم، ولم نجد في تاريخ الإسلام أن أحد المسلمين قد أسره الرسول (صلىاللهعليهوآله ) مع المشركين حتى احتاج إلى زيارة بيوت الناس للإستجداء..
8 ـ الترتيب هنا عكسه في آيات أخرى:
وبعد.. فإن هذه الآية قد ذكرت المسكين أولاً، ثم اليتيم، ثم الأسير.. ولكننا نجد أنه تعالى حين يعدد أصناف المستحقين للزكاة والخمس.. رتبهم بطريقة مختلفة، فهو يقدم الفقراء، أو اليتامى مثلاً على المساكين.. فما هو السبب يا ترى؟!
وقد يمكن الجواب عن هذا: بأن النظر في تلك الآيات المباركة يحتاج إلى إثبات أن هذا الصنف مستحق لهذا القسط من الخمس.. أو الزكاة، أو الصدقات. وليس ثمة أي اختلاف في ناحية المقدار فيما بين جميع الأصناف. وقد جيء بالعناوين لمجرد أن تكون مشيرة إلى موضوعاتها، ليتعلق الحكم بها.
ولكن الأمر هنا ليس كذلك، إذ إن لنفس هذه العناوين دوراً في إفهام الخصوصيات المطلوبة في المعنى الذي هو بصدد بيانه والتأكيد عليه، وهو ذلك المعنى الإنساني الإلهي العظيم، الذي ألمحنا إلى بعض جوانبه..
9 ـ الإكرام أم الإطعام؟!:
وقد ركزت هذه الآيات على إطعام اليتيم، ولكنه تعالى في آيات أخرى قد تحدث عن إكرامه..
ثم إنه تعالى حين تحدث عن إطعامه أخَّره بالذكر عن المسكين. ولكنه حين تحدث عن إكرامه قدمه بالذكر على المسكين، فقال:( كَلاَ بَل لاَ تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلاَ تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) (1) .
وقال تعالى:( فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) (2) .
فالدعُّ هو الدفع.. وعدم التقبُّل.. وهذا يعتبر عدواناً على من يفترض في الإنسان المتوازن أن يبادر إلى الترحيب به وإكرامه..
وعدم الحض على طعام المسكين يأتي في المرتبة التالية.. لأن الحالة الظاهرة في المسكين هي حاجته لما يزيل حالة السكون الناشئة عن شدة حاجته..
أما اليتيم فإنه بحاجة إلى المعالجة الروحية، وإلى أن يخرج من دائرة الصدمة، والخوف من المستقبل، وأن يشعر بأنه ليس وحده في هذه الحياة، بل الجميع معه، وإلى جانبه..
فلا بد من ذكره أولاً، لأن سلامة الحالة النفسية، هي الأهم.. وبها
____________
1- الآية 18 من سورة الفجر.
2- الآية 2 من سورة الماعون.
يكون قوام وسلامة شخصيته.. فكيف إذا كان هناك دعٌّ له، وممارسة درجة من العدوان عليه.
أما حين تكون القضية مجرد قضية الحاجة إلى المال.. فإن الأولوية إنما تكون لمن تشتد حاجته للمال.. والمسكين هو الحالة الأصعب بالنسبة لليتيم، والأسير..
10 ـ قصة الإطعام.. وهدف السورة:
هذه السورة تتحدث عن النشأة الإنسانية، ومسيرتها إلى غاياتها في ظل الهداية الإلهية، لتتجلى من ثم أنوار أشرف المخلوقات، من سماء الكرامة والمجد، لتضيء هذه الحياة بأنواع الهدايات إلى صراط الله العزيز الحميد..
وقد ذكر الله سبحانه ذلك، تارة بطريقة البيان لمنازل كرامتهم، وتارة أخرى بأسلوب التجسيد الحي، الذي تتجلى فيه كمالاتهم، وإنسانيتهم، موقفاً وسلوكاً، وطريقة حياة..
فجاءت قصة إطعامهم اليتيم والمسكين والأسير، لتجسد أمام عين الإنسان تلك المضامين. لكي يحس بها، ويتلمسها، ويتمازج لديه المحسوس بالمعقول، ليكون ذلك أوقع في النفس، وأشد في الإقناع، وأرسخ في اليقين(1) .
____________
1- تفسير سورة هل أتى 214 ـ 226.
آية التطهير.. وحديث الكساء..
حديث الكساء:
ويذكر هنا حديث الكساء، ونزول آية التطهير، وقد حصل ذلك قبل شهر، أو قبل أربعين صباحاً، أو قبل ستة، أو سبعة، أو ثمانية، أو تسعة، أو عشرة أشهر، أو سبعة عشر، أو تسعة عشر شهراً من وفاة الرسول (صلىاللهعليهوآله ).. حيث بقي (صلىاللهعليهوآله ) يمر في كل يوم ببيت علي وفاطمة (عليهماالسلام )، ويقول:
الصلاة يا أهل البيت،( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1) .
وذلك ليؤكد: أنهم المقصودون بالآية الشريفة دون سواهم. وأن المراد هو: أهل بيت النبوة، لا بيت السكنى.
ولينتشر ذلك في الناس، ولا سيما في تلك الفترة التي تكثر الوفود فيها إلى المدينة، ليعلنوا إسلامهم، ثم يعودون إلى بلادهم.
فراجع في تفصيل الكلام حول هذه القضية، ودلالة الآية، كتابنا: أهل البيت في آية التطهير.
____________
1- الآية 33 من سورة الأحزاب.
وملخص ما جرى:
أن النبي (صلىاللهعليهوآله ) جمع علياً، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهمالسلام ) معه تحت كساء خيبري فدكي، في حجرة أم سلمة وفي يومها، وقال:
اللهم هؤلاء أهل بيتي، وهؤلاء أهلي وعترتي، فأذهب عنهم الرجس، وطهرهم تطهيراً.
فقالت أم سلمة: أدخل معهم يا رسول الله؟!
قال لها رسول الله (صلىاللهعليهوآله ): يرحمك الله، أنت على خير، وإلى خير، وما أرضاني عنك، ولكنها خاصة لي ولهم.
ثم مكث رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) بعد ذلك بقية عمره، حتى قبضه الله إليه، يأتينا في كل يوم عند طلوع الفجر، فيقول: الصلاة يرحمكم الله،( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1) الحديث(2) .
____________
1- الآية 33 من سورة الأحزاب.
2- بحار الأنوار ج10 ص138 وراجع هذه الأحاديث الكثيرة جداً على اختلاف ألفاظها في المصادر التالية: جامع البيان ج22 ص5 و 7 والدر المنثور ج5 ص198 و 199 عنه، وعن ابن المنذر، وابن أبي حاتم، والطبراني، وابن مردويه، والخطيب، والترمذي، والحاكم، وصححاه، والبيهقي في سننه، وابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وفتح القدير ج4 ص279 و 280 وجوامع الجامع ص372
____________
والتسهيل لعلوم التنزيل ج3 ص137 وتأويل الآيات الظاهرة ج2 ص457 ـ 459 والطرائف ص122 ـ 130 والمناقب لابن المغازلي ص301 ـ 307 وشواهد التنزيل ج2 ص11 ـ 92 ومسند الطيالسي ص274 والعمدة لابن بطريق ص31 ـ 46 ومجمع الزوائد ج7 ص91 وج9 ص121 و 119 و 146 و 167ـ 169 و 172 وأسد الغابة ج4 ص49 وج2 ص9 و 12 و 20 وج3 ص413 وج5 ص66 و 174 و 521 و 589 وآية التطهير في أحاديث الفريقين، المجلد الأول كله. وأسباب النزول ص203 ومجمع البيان ج9 ص138 وج8 ص356 و 357 وبحار الأنوار ج35 ص206 ـ 223 وج45 ص199 وج37 ص35 و 36 ونهج الحق ص173 ـ 175 والجامع لأحكام القرآن ج14 ص182 وصحيح مسلم ج7 ص130 وسعد السعود ص204 و 106 و 107 وذخائر العقبى ص21 ـ 25 و 87 وكشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ص405 والإيضاح لابن شاذان ص170 ومسند أحمد ج4 ص107 وج3 ص259 و 285 وج6 ص292 و 298 و 304 وج1 ص331 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص483 ـ 486 وكفاية الطالب ص54 و 242 و 371 و 377 وترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ج1 ص184 و 183 والمعجم الصغير ج1 ص65 و 135 والجامع الصحيح ج5 ص663 و 699 و 351 و 352 وخصائص الإمام علي للنسائي ص49 و 63 والمستدرك على الصحيحين ج2 ص416 وج3 ص172 و 146 و 147 و158 و133 وتلخصيـه للـذهـبي (مطبوع بهـامشـه)، وتفسير القمي ج2
____________
ص193 والتبيان ج8 ص307 ـ 309 والتفسير الحديث ج8 ص261 و 262 ومختصر تاريخ دمشق ج7 ص13 والبرهان (تفسير) ج3 ص309 ـ 325 وتفسير فرات ص332 ـ 340 ووفاء الوفاء ج1 ص450 وراجع: نزهة المجالس ج2 ص222 ومنتخب ذيل المذيل للطبري ص83 وحبيب السير ج1 ص407 وج2 ص11 والشفاء لعياض ج2 ص48 وسير أعلام النبلاء ج10 ص346 و 347 وج3 ص270 و 315 و 385 و 254 والغدير ج1 ص50 وج3 ص196 وإحقاق الحق (الملحقات) ج9 ص1 ـ 69 وج3 ص513 ـ 531 وج2 ص502 ـ 573 وج14 ص40 ـ 105 وج18 ص359 ـ 383 عن مصادر كثيرة جداً، وسليم بن قيس ص 105 و 52 و 53 وراجع ص100 ونزل الأبرار ص102 ـ 104 و 108 وكنز العمال ج13 ص646 ونوادر الأصول ص69 و 265 والصراط المستقيم ج1 ص184 ـ 188 وقال في جملة ما قال: (أسند نزولها فيهم صاحب كتاب الآيات المنتزعة. وقد وقفه المستنصر بمدرسته، وشرط أن لا يخرج من خزانته. وهو بخط ابن البواب. وفيه سماع لعلي بن هلال الكاتب. وخطه لا يمكن أحد أن يزوره عليه" ومرقاة الوصول ص105 ـ 107 وذكر أخبار أصبهان ج2 ص253 وج1 ص108 وتهذيب التهذيب ج2 ص297 والرياض النضرة ج3 ص152 و 153 ونهج الحق (مطبوع ضمن إحقاق الحق) ج2 ص502 و 563 ومصابيح السنة ج4 ص183 والكشاف ج1 ص369 والإتقان ج2 ص199 و 200 وتذكرة الخواص ص233 وأحكام القرآن لابن عربي ج3 ص1538 والفصول المهمة
____________
لابن الصباغ ص7 و 8 والإصابة ج2 ص509 وج4 ص378 وترجمة الإمام الحسن لابن عساكر (بتحقيق المحموي) ص63 ـ 70 والصواعق المحرقة ص141 ـ 143 و 137 ومتشابه القرآن ومختلفه ج2 ص52 وتفسير نور الثقلين ج4 ص270 ـ 277 وإسعاف الراغبين (مطبوع بهامش نور الأبصار) ص106 و 107 ونور الأبصار ص110 ـ 112 وفضائل الخمسة من الصحاح الستة ج1 ص224 ـ 243 والإستيعاب (مطبوع بهامش الإصابة) ج4 ص46 وج3 ص37 وفرائد السمطين ج1 ص316 و 368 وج2 ص10 و 19 و 22 ـ 23 وينابيع المودة ص107 و 167 و 108 و 228 و 229 و 230 و 260 و 15 و 8 و 174 و 294 و 193 والعقد الفريد ج4 ص313 ومقتل الحسين للخوارزمي ج2 ص61 ـ 62 وراجع: التاريخ الكبير للبخاري ج1 قسم2 ص69 ـ 70 و 110 وراجع ص197 وكتاب الكنى للبخاري ص25 ـ 26 ونظم درر السمطين ص 133 و 238 و 239 وتهذيب تاريخ دمشق ج4 ص207 ـ 209 والنهاية في اللغة ج1 ص446 ولباب التأويل ج3 ص466 والكلمة الغراء (مطبوع مع الفصول المهمة" ص203، 217 وأنساب الأشراف (بتحقيق المحمودي) ج2 ص104 و 106 وترجمة الإمام الحسين (عليهالسلام ) من تاريخ دمشق (بتحقيق المحمودي) ص60 ـ 76 والمعتصر من المختصر ج2 ص226 و 267 وراجع أيضاً: المواهب اللدنية ج2 ص122 والمحاسن والمساوئ ج1 ص481 ونفحات اللآهوت ص84 و 85 وتيسير الوصول ج2 ص161 والكافي ج1 ص287 ومنتخب كنز العمال (مطبـوع بهامش مسنـد = = أحمد) ج5 ص96 عن ابن أبي شيبة، وكنز العمال (ط الهند) ج16 ص257 والإتحاف ص18 وتاريخ الإسلام للذهبي (عهد الخلفاء الراشدين) ص44 وأحكام القرآن للجصاص ج5 ص230 وتاريخ بغداد ج10 ص278 وج9 ص26 ـ 27 والمناقب للخوارزمي ص23 و 224 والسيرة النبوية لدحلان ج2 ص300 ومشكل الآثار ج1 ص332 ـ 339 والسنن الكبرى ج2 ص149 ـ 152 وج7 ص63 والبداية والنهاية ج5 ص321 وج8 ص35 و 205 ومنهاج السنة ج3 ص4 وج4 ص20 وعن ذخائر المواريث ج4 ص293 وعن ميزان الإعتدال ج2 ص17.
وقد احتج علي (عليهالسلام ) بهذه القضية، وبنزول الآية فيها في يوم الشورى، ثم استدل بها في مسجد المدينة في خلافة عثمان على جماعة من المهاجرين والأنصار، كما سيأتي..
بل واحتج (عليهالسلام ) بهذه الآية على أبي بكر أيضاً.
فقد روى حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليهالسلام ) في حديث قال: قال أمير المؤمنين (عليهالسلام ) لأبي بكر: يا أبا بكر تقرأ الكتاب؟!
قال: نعم.
قال: فأخبرني عن قول الله تعالى:( إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (1) في من نزلت؟! فينا؟! أم في غيرنا؟!
____________
1- الآية 33 من سورة الأحزاب.
قال أبو بكر: بل فيكم(1) .
وراجع في تفصيل الكلام حول هذه القضية، وفي دلالة الآية كتابنا: أهل البيت في آية التطهير..
لمحات ضرورية:
غير أن ذلك لا يمنع من تسجيل بعض اللمحات التي ترتبط بهذه الحادثة الهامة جداً هنا أيضاً، وبيان مفاد الآية التي نزلت بهذه المناسبة، وسوف نستلُّها، أو نلخصها من كتابنا: أهل البيت في آية التطهير، وذلك على النحو التالي:
أهل البيت:
قد يراد بالبيت:
1 ـ بيت السكنى. وتكون الألف واللام عهدية، فأهل البيت هم: الناس الساكنون فيه. ولعله هو المقصود بقول الملائكة لزوجة إبراهيم (عليهالسلام ):
( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ
____________
1- البرهان (تفسير) ج3 ص312 وتفسير القمي ج2 ص156 و 274 وتفسير نور الثقلين ج4 ص187 وغاية المرام ج3 ص199 وبحار الأنوار ج29 ص129 والإحتجاج للطبرسي ج1 ص122 وجامع أحاديث الشيعة ج25 ص117
حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) (1) .
وزوجة إبراهيم من جملة أهل البيت هنا، لأنها وقعت في الآية مورداً للخطاب المباشر. وهذا الخطاب هو القرينة على ذلك.
وليس هذا المعنى هو المقصود في آية التطهير، إذ قد كان لعلي وفاطمة (عليهماالسلام )، ومعهما الحسنان (عليهماالسلام ) أيضاً بيت مستقل عن بيت النبي (صلىاللهعليهوآله ). والدليل على ذلك حديث سد الأبواب.
2 ـ وقد يراد بالبيت: العشيرة والأقارب، كقولك: البيت الأموي، والبيت العلوي أو الهاشمي.. وهذا ما نفاه زيد بن أرقم عن الأزواج، فقد قيل له: أليس نساؤه من أهل بيته؟!
فقال: نساؤه من أهل بيته؟! لكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده..(2) . فإنه قرر: أن نساء النبي (صلىاللهعليهوآله ) لسن من أهل بيته،
____________
1- الآية 73 من سورة هود.
2- راجع: الدر المنثور ج5 ص199 وصحيح مسلم ج7 ص130 وتفسير القرآن العظيم ج3 ص486 وفتح القدير ج4 ص280 وكنز العمال ج13 ص641 والمواهب اللدنية ج2 ص122 والتفسير الحديث ج8 ص261 والبرهان في تفسير القرآن ج3 ص324 والصواعق المحرقة ص226 وراجع ص227 و 228 والسنن الكبرى للبيهقي ج2 ص148 وتهذيب الأسماء واللغات ج1 ص347 وكتاب سليم بن قيس ص104 ونور الأبصار ص110 وإسعاف الراغبين ص108 والإتحاف بحب الأشراف ص22 والسيرة النبوية لدحلان = = ج2 ص300 وراجع: بحار الأنوار ج35 ص229 وكفاية الطالب ص53 (وليس فيه عبارة: نساؤه من أهل بيته؟!) عن مسلم، وأبي داود، وابن ماجة. وفي هامشه عن: مسند أحمد ج4 ص336 وعن كنز العمال ج1 ص45 وعن مشكل الآثار ج4 ص368 وعن أسد الغابة ج2 ص12 وعن المستدرك على الصحيحين ج3 ص109.
لأنهن لم يحرمن الصدقة، وأهل بيت النبي (صلىاللهعليهوآله ) قد حرموا منها.
وذلك، لأن قول زيد: نساؤه من أهل بيته؟! إستفهام إنكاري، حذفت منه أداة الإستفهام للتخفيف. والقرينة على ذلك: تعقيبه بعبارة: لكن أهل بيته من حرموا الصدقة بعده.. إذ لو لم يكن إستدراكاً لأجل التصحيح لكان ينبغي أن يقول: نساؤه من أهل بيته وكذا من حرموا الصدقة بعده..
وأصرح من ذلك: ما روي، من أن الحصين سأل زيد بن أرقم: من أهل بيته؟! نساؤوه؟!
قال: لا، وأيم الله، إن المرأة لتكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أبيها وقومها.
أهل بيته: أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده(1) .
____________
1- صحيح مسلم ج7 ص123 والصراط المستقيم ج1 ص185 وتيسير الوصول ج2 ص161 والبرهان في تفسير القرآن ج3 ص324 وتفسير القرآن العظيم ج4 ص486 والطـرائـف ص122 وبحـار الأنـوار ج35 ص230 وج23 = = ص117 والعمدة لابن البطريق ص35 والتفسير الحديث ج8 ص261 عن التاج الجامع للأصول ج3 ص308 و 309 وخلاصة عبقات الأنوار ج2 ص64 عن دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب ص227 ـ 231 وإحقاق الحق (الملحقات) ج9 ص323 عن الجمع بين الصحيحين، والصواعق المحرقة ص148 ونقل أيضاً عن جامع الأصول ج10 ص103.
3 ـ وقد يراد به معنى آخر، يصطلح عليه من يُقْبَلُ منه ذلك، لغرض بعينه، وهذا هوما حصل هنا، فإن المراد بالبيت: بيت النبوة. وأهل هذا البيت: من لهم موقعية، ودور أساس في تحقيق أهداف النبوة، ونشرها وحفظها.
ولأجل ذلك نجد هذا التعبير قد شاع وذاع، ويكفي أن نذكر هنا قول الإمام الحسين (عليهالسلام ): إنَّا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة(1) .
أهل الرجل:
وقد دلت روايات حديث الكساء على أن النبي (صلىاللهعليهوآله ) لم
____________
1- بحار الأنوار ج44 ص325 والعوالم، الإمام الحسين ص174 ومثير الأحزان لابن نما الحلي ص14 ولواعج الأشجان ص25 واللهوف في قتلى الطفوف ص17 وحياة الإمام الحسين للقرشي ج1 ص120 وج2 ص209 و 255 والمجالس الفاخرة للسيد شرف الدين ص182 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج33 ص615 و 674.
يرض بدخول كل من أم سلمة ولا عائشة، ولا زينب بن جحش في جملة أهل البيت، ومنعهن من دخول أي منهم تحت الكساء، بل قال لأم سلمة: إنك من أهلي، وإنك على خير.
أو قال: إنك من أهلي، وهؤلاء أهل بيتي، أو نحو ذلك. أي أنه أخبرها أنها من أهله، أما من هم تحت الكساء، فهم أهل بيته (أي بما هو نبي ورسول).
لا بما هم من سكان البيت، لأن الأزواج كن يسكن البيت أيضاً، في حين أن علياً وفاطمة والحسنين (عليهمالسلام ) لم يكونوا كذلك، بل كان لهم بيت سكنى خاص بهم..
ولا بما أنهم عصبته وعشيرته، فإن العباس كان عم الرسول، وأبناء العباس كانوا أبناء عمه (صلىاللهعليهوآله )، وكذلك عقيل رضوان الله تعالى عليه، ولم يدخلهم في هذا الأمر..
أهل البيت في اللغة:
بل في كتب اللغة ما يدل على أن إطلاق كلمة الأهل على الزوجة ليس على نحو الحقيقة. مما يعني: أن قوله (صلىاللهعليهوآله ) لأم سلمة: إنك من أهلي قد جاء على سبيل المجاز، والتوسع في الإطلاق أيضاً.
قال الزبيدي: (ومن المجاز: الأهل للرجل: زوجته، ويدخل فيه الأولاد)(1) .
____________
1- تاج العروس ج1 ص217.
ويفهم من كلام ابن منظور: أن دلالة كلمة: (الأهل) على الزوجة إنما تكون مع القرينة، لا بدونها(1) .
وقال الراغب: (وعبر بأهل الرجل عن امرأته)(2) ، فدل على أن إرادة الزوجة من هذه الكلمة من باب الإطلاق والإستعمال.
آيات سورة الأحزاب:
وحيث إن آية التطهير قد وردت كجزء من آية ترتبط بنساء النبي (صلىاللهعليهوآله )، فقد وقعت الشبهة في شمولها للنساء وعدمه، رغم إصرار النبي (صلىاللهعليهوآله ) على بيان اختصاصها بفاطمة وبعلها وبنيها (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)، فاقتضى الأمر بيان المراد بالآية، وسبب ورود هذه الفقرة في هذا الموضع من الآية فنقول:
إننا نذكر هنا بعض ما أوردنا في كتابنا: أهل البيت في آية التطهير بعين لفظه، فنقول:
قال تعالى:( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْراً عَظِيماً.
يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً.
____________
1- راجع: لسان العرب ج11 ص38 وراجع: الغدير ج 6 ص170.
2- راجع: مفردات غريب القرآن للراغب ص29 وبحار الأنوار ج70 ص66