الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سرة المرتضى) الجزء ٨

مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 352
مؤلف: السيد جعفر مرتضى العاملي
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 352
قال: « من طعن في مؤمن بشطر كلمة، حرم الله عليه ريح الجنّة، وأن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام ».
١٤٠ -( باب تحريم لعن غير المستحق)
[١٠٤٩٣] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهمالسلام ، أنه كان يقول: « إيّاكم وسقط الكلام، وفصل بني آدم كتب فعليكم بالدعاء ما يعرف، وإيّاكم والدعاء باللعن والخزي، فإنّ الله عزّوجلّ قد أحكم ذلك(١) ، فقال عزّوجلّ:( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ) (٢) فمن تعدى بدعائه بلعن أو خزي فهو من المعتدين ».
[١٠٤٩٤] ٢ - عوالي اللآلي: عن ابن عباس، عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، أنه قال في حديث: « من لعن شيئاً ليس له بأهل، رجعت اللعنة عليه ».
[١٠٤٩٥] ٣ - تفسير الإمامعليهالسلام : قال: « إنّ الاثنين إذا ضجر بعضهما على بعض وتلاعنا، ارتفعت اللعنتان فاستأذنتا ربّهما في الوقوع لمن بعثتا عليه، فقال الله تعالى للملائكة: انظروا فإن كان اللاعن أهلاً للعن، وليس المقصود به [ أهلاً فأنزلوهما جميعاً باللاعن وإن كان المشار
__________________
الباب ١٤٠
١ - الجعفريات ص ٢٢٦.
(١) في المصدر: في كتابه.
(٢) الأعراف ٧: ٥٥.
٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٣ ح ٢٠٣.
٣ - تفسير الإمام العسكريعليهالسلام ص ٢٣٧.
إليه أهلاً وليس اللاعن ](١) أهلاً فوجهوهما إليه، وإن كانا جميعاً لها أهلاً، فوجّهوا لعن هذا إلى ذلك، ووجهوا لعن ذلك إلى هذا، وإن لم يكن واحد(٢) منهما لها أهلاً، لإيمانهما وأن الضجر أحوجهما إلى ذلك، فوجّهوا اللعنتين إلى اليهود، والكاتمين نعت محمّدصلىاللهعليهوآله وصفته، وذكر عليعليهالسلام وحليته، وإلى النواصب الكاتمين لفضل عليعليهالسلام ، والدافعين لفضله ».
١٤١ -( باب تحريم تهمة المؤمن، وسوء الظن به)
[١٠٤٩٦] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد اللهعليهالسلام ، قال: « ما من مؤمنين إلّا وبينهما حجاب، فإن قال له: لست لي بوليّ فقد كفر، فإن اتّهمه فقد انماث الإيمان في قلبه، كما ينماث الملح في الماء ».
[١٠٤٩٧] ٢ - وعنهعليهالسلام ، أنه قال: « لو قال الرجل لأخيه: أفّ لك، انقطع ما بينهما، قال: فإذا قال له: أنت عدوّي، فقد كفر أحدهما، فإن اتّهمه انماث الإيمان في قلبه، كما ينماث الملح في الماء ».
[١٠٤٩٨] ٣ - وعنهعليهالسلام ، أنه قال: « أبى الله أن يظنّ بالمؤمن إلّا خيراً، وكسر عظم المؤمن ميتاً ككسره حيّاً ».
[١٠٤٩٩] ٤ - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة: عن كتاب الرسائل
__________________
(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.
(٢) كذا في المصدر وفي المخطوط: الواحد.
باب ١٤١
١ - كتاب المؤمن ص ٦٧ ح ١٧٤.
٢ - نفس المصدر ص ٦٧ ح ١٧٥.
٣ - نفس المصدر ص ٦٧ ح ١٧٧.
٤ - كشف المحجة ص ١٦٧.
للكليني: بإسناده إلى جعفر بن عنبسة [ عن عباد بن زياد الأسدي ](١) عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفرعليهالسلام ، عن أمير المؤمنينعليهالسلام ، فيما كتبه لولده الحسنعليهالسلام : « ولا يغلبّن عليك سوء الظن، فإنه لا يدع بينك وبين صديق صفحاً ».
وقالعليهالسلام (٢) : « لا يعدمك من شقيق سوء الظن ».
[١٠٥٠٠] ٥ - الإمام أبو محمّد العسكريعليهالسلام في تفسيره، والطبرسي في الاحتجاج: بإسناده عنهعليهالسلام ، قال: « قال رجل من خواص الشيعة لموسى بن جعفرعليهماالسلام ، وهو يرتعد بعد ما خلا به: يا ابن رسول الله، ما أخوفني أن يكون فلان بن فلان ينافقك في إظهاره(١) اعتقاده وصيّتك وإمامتك، فقال موسىعليهالسلام : وكيف ذاك؟ قال لأني حضرت معه اليوم في مجلس فلان(٢) - رجل من كبار أهل بغداد - فقال له صاحب المجلس: أنت تزعم أن موسى بن جعفرعليهماالسلام إمام، دون هذا الخليفة القاعد على سريره، قال له صاحبك هذا: ما أقول هذا: بل أزعم أن موسى بن جعفرعليهالسلام غير إمام، وإن لم أكن اعتقد أنه غير إمام، فعليّ وعلى من لم يعتقد ذلك، لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، قال له صاحب المجلس: جزاك الله خيراً ولعن من وشى بك.
__________________
(١) أثبتناه من المصدر: وهو الصواب راجع (معجم رجال الحديث ٤: ٨٧ وجامع الرواة ٢: ٦١٧).
(٢) نفس المصدر ص ١٦٩.
٥ - تفسير الإمام العسكريعليهالسلام ص ١٤٤، الاحتجاج ص ٣٩٤.
(١) كانت هنا (و) في المخطوط وليست في المصدرين.
(٢) في الاحتجاج زيادة: وكان معه.
فقال له موسى بن جعفرعليهماالسلام : ليس كما ظننت، ولكن صاحبك أفقه منك، إنّما قال: موسى غير إمام، أي أن الذي هو غير إمام فموسى غيره، فهو إذاً إمام، فإنّما أثبت بقوله هذا إمامتي، ونفى إمامة غيري، يا عبد الله متى يزول عنك هذا الذي ظننته(٣) بأخيك؟ هذا من النفاق، تبّ إلى الله، ففهم الرجل ما قاله واغتم، قال: يا ابن رسول الله، مالي مال فأرضيه به، ولكن قد وهبت له شطر عملي كلّه وتعبّدي، من صلواتي علكيم أهل البيت ومن لعنتي لأعدائكم، قال موسىعليهالسلام : الآن خرجت من النار ».
[١٠٥٠١] ٦ - الصدوق في الخصال: في حديث الأربعمائة: عن أمير المؤمنينعليهالسلام ، أنه قال: « اطرحوا سوء الظن بينكم، فإنّ الله عزّوجلّ نهى عن ذلك ».
[١٠٥٠٢] ٧ - وفي الأمالي: عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده، قال: « قال أمير المؤمنينعليهمالسلام : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملاً ».
وفي نهج البلاغة(١) : عنهعليهالسلام ، مثله.
الشيخ المفيد في الإختصاص(٢) : عن محمّد بن الحسين، عن
__________________
(٣) كذا في المصدرين، وفي المخطوط: ظننت.
٦ - الخصال ص ٦٢٤.
٧ - أمالي الصدوق ص ٢٥٠ ح ٨.
(١) نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٣٨ ح ٣٦٠ قطعة منه.
(٢) الاختصاص ص ٢٢٦.
محمّد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود، يرفعه قال: قال أمير المؤمنينعليهالسلام ، وذكر مثله.
[١٠٥٠٣] ٨ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليهالسلام : « حسن الظن أصله من حسن إيمان المرء وسلامة صدره، وعلامته أن يرى كلما نظر إليه بعين الطهارة والفضل، من حيث ركب فيه، وقذف في قلبه، من الحياء، والأمانة، والصيانة والصدق، قال النبيصلىاللهعليهوآله : أحسنوا ظنونكم بإخوانكم، تغتنموا بها صفاء القلب، ونماء(١) الطبع.
وقال أبي بن كعب: إذا رأيتم أحد إخوانكم في خصلة تستنكرونها منه، فتأوّلوها سبعين تأويلاً، فإن اطمأنت قلوبكم على أحدها، وإلّا فلوموا أنفسكم حيث لم تعذروه في خصلة يسترها عليه سبعون تأويلاً، فأنتم أولى بالإنكار على أنفسكم منه ».
[١٠٥٠٤] ٩ - الشهيد في الدرة الباهرة: عن أبي الحسن الثالثعليهالسلام ، قال: « إذا كان زمان العدل فيه أغلب من الجور، فحرام أن تظن(١) بأحد سوء حتى تعلم(٢) ذلك منه، وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل، فليس لأحد أن يظنّ بأحد خيراً حتى يبدو ذلك منه ».
__________________
٨ - مصباح الشريعة ص ٤٦٣.
(١) في المصدر: نقاء.
٩ - الدرة الباهرة ص ٤٢.
(١) في المصدر: يظن.
(٢) وفيه: يعلم.
[١٠٥٠٥] ١٠ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليهالسلام : « إذا استولى الصلاح على الزمان وأهله، ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم، وإذا استولى الفساد على الزمان وأهله، فأحسن الرجل الظن برجل فقد غرر ».
[١٠٥٠٦] ١١ - مجموعة الشهيد: نقلاً عن خط السيد تاج الدين محمّد بن القاسم بن معيّة، عن والده القاسم بن الحسين بن معيّة، عن المعمر بن غوث السنبسي، عن الإمام الحسن بن علي العسكريعليهماالسلام ، أنه قال: « أحسن ظنّك ولو بحجر، يطرح الله سرّه(١) فيه، فتناول حظّك منه ». فقلت: أيدك الله حتى بحجر؟! قال: « أفلا نرى الحجر الأسود »؟.
[١٠٥٠٧] ١٢ - عوالي اللآلي: حدثني المولى العالم الواعظ عبد الله بن علاء الدين بن فتح الله بن عبد الملك القمّي، عن جدّه عبد الملك، عن أحمد بن فهد، عن المولى السيد العلامة جلال الدين بن عبد الله بن شرف شاه، عن الإمام العلامة نصير الدين علي بن محمّد القاشي، عن السيد جلال الدين بن دار الصخر قال: حدثني الشيخ الفقيه نجم الدين أبو القاسم بن سعيد، قال: حدثني الشيخ الفقيه مفيد الدين [ محمّد ] بن الجهيم(١) قال: حدثني المعمر السنبسي قال: سمعت مولاي أبا محمّد العسكريعليهماالسلام ، يقول: أحسن ظنّك
__________________
١٠ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧٧ ح ١١٤.
١١ - مجموعة الشهيد:
(١) في المخطوط: شرّه، والظاهر تصحيف.
١٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٤ ح ٧.
(١) كان في المخطوط: مفيد الدين بن الجهم، والصحيح أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال « راجع معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ١٨٢ ».
ولو بحجر يطرح الله فيه سرّه(٢) ، فتناول نصيبك منه، فقلت: يا ابن رسول الله ولو بحجر؟ فقال: « الا تنظر إلى الحجر الأسود؟ ».
قلت: ومعمّر هذا من المعمرين، وقد شرحت حاله في رسالة جنّة المأوى، وكتاب النجم الثاقب، وهو من غلمان العسكريعليهالسلام ، وكان إلى حدود السبعمائة.
[١٠٥٠٨] ١٣ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلىاللهعليهوآله قال: « إيّاكم والظن، فإنه أكذب الحديث ».
[١٠٥٠٩] ١٤ - وقالصلىاللهعليهوآله : « إن في المؤمن ثلاث خصال، ليس منها خصلة إلّا وله منها مخرج: الظن، والطيرة، والحسد، فمن سلم من الظن سلم من الغيبة، ومن سلم من الغيبة سلم من الزور، ومن سلم من الزور سلم من البهتان ».
[١٠٥١٠] ١٥ - وقالصلىاللهعليهوآله : « شرّ الناس الظانون، وشرّ الظانين المتجسسون، وشرّ المتجسسين القوّالون، وشرّ القوالين الهتاكون ».
١٤٢ -( باب تحريم إخافة المؤمن ولو بالنظر)
[١٥٠١١] ١ - جامع الأخبار: عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، أنه قال: « من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها، أخافه الله تعالى يوم لا ظلّ إلّا ظله، وحشره في صورة الذرّ بلحمه، وجسمه، وجميع أعضائه
__________________
(٢) أثبتناه من المصدر، وفي المخطوط: شرّه.
١٣ - ١٥ - لبّ اللباب: مخطوط.
باب ١٤٢
١ - جامع الأخبار ص ١٧٢.
وروحه حتى يورده مورده ».
[١٠٥١٢] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهمالسلام ، قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : من أشار إلى أخيه المسلم بسلاحه، لعنته الملائكة حتى ينحيه عنه »
[١٠٥١٣] ٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الصادقعليهالسلام ، قال: « من روّع مؤمناً بسلطان ليصيبه [ منه ](١) مكروهاً فلم يصبه فهو في النار، ومن روّع مؤمناً بسلطان ليصيبه منه مكروهاً فأصابه، فهو مع فرعون وآل فرعون في النار ».
١٤٣ -( باب تحريم المعونة على قتل المؤمن وأذاه، ولو بشطر كلمة)
[١٠٥١٤] ١ - دعائم الإسلام: عن أمير المؤمنينعليهالسلام أنه قال: « الرجل يأتي يوم القيامة معه قدر محجمة من دم فيقول: والله ما قتلت، ولا شركت في دم، فيقال: بل ذكرت فلاناً فترقى ذلك حتى قتل، فأصابك هذا من دمه ».
[١٠٥١٥] ٢ - وعنهعليهالسلام ، أنه قال: « من ضرب رجلاً سوطاً
__________________
٢ - الجعفريات ص ٨٣.
٣ - الاختصاص ص ٢٣٨.
(١) أثبتناه من المصدر.
باب ١٤٣
١ - دعائم الإسلام ج ٢ ص ٤٠٣ ح ١٤١٣ عن أبي محمّد بن عليعليهالسلام .
٢ - نفس المصدر ج ٢ ص ٥٤١ ح ١٩٢٧ (عن عليعليهالسلام ).
ظلماً، ضربه الله سوطاً من النار(١) ».
[١٠٥١٦] ٣ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: حدثني الشيخ الفقيه أبو الحسن محمّد بن أحمد بن شاذان القمّي، قال: حدثني الفقيه محمّد بن علي بن بابويه (ره)، قال: أخبرني أبي، قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال: حدثني أيوب بن نوح، قال: حدثني الرضا، عن آبائهعليهمالسلام ، قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : خمسة لا تطفأ نيرانهم، ولا تموت أبدانهم: رجل أشرك بالله، ورجل عقّ والديه، ورجل سعى بأخيه إلى سلطان فقتله، ورجل قتل نفساً بغير نفس، ورجل أذنب ذنباً فحمل ذنبه على الله عزّوجلّ ».
١٤٤ -( باب تحريم النميمة والمحاكاة)
[١٠٥١٧] ١ - الشيخ الطوسي في مجالسه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمّد العلوي، عن (علي بن الحسين بن علي بن عمر)(١) بن علي بن الحسينعليهماالسلام ، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائهعليهمالسلام قال: « سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، يقول: شرار الناس من يبغض المؤمنين وتبغضه قلوبهم، المشاؤون(٢) بالنميمة، المفرّقون بين الأحبّة، الباغون
__________________
(١) في المصدر: بسوط من نار.
٣ - كنز الفوائد ص ٢٠٣.
باب ١٤٤
١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٧٧.
(١) في المخطوط: علي بن الحسن بن علي بن عمرو، والصحيح أثبتناه من المصدر وكتب الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٣٦٥.
(٢) في المصدر: وسحقاً وبعدا للمشائين.
للبراء(٣) العيب، أولئك لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكّيهم ».
[١٠٥١٨] ٢ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، أنه قال: « شراركم المشاؤون بالنميمة - إلى قوله - العيب ».
[١٠٥١٩] ٣ - وفي كتاب الأعمال المانعة من الجنّة: عنهصلىاللهعليهوآله قال: « لا يدخل الجنّة قتّات ».
[١٠٥٢٠] ٤ - وعن حذيفة: أنه بلغه أن رجلاً ينمّ الحديث، فقال حذيفة: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، يقول: « لا يدخل الجنّة نمام ».
[١٠٥٢١] ٥ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن أبي هريرة، عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، أنه قال: « أحبّكم إلى الله أحسنكم أخلاقاً، الموطئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون، وأبغضكم إلى الله المشاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبّة الملتمسون للبراء العثرات ».
[١٠٥٢٢] ٦ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهمالسلام ، قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله :
__________________
(٣) وفيه: للناس.
٢ - كتاب الغايات ص ٩٠.
٣ - كتاب الأعمال المانعة من الجنّة ص ٦١. ٤ نفس المصدر ص ٦٢.
٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ٥ ص ٣٧٥.
٦ - نوادر الراوندي ص ١٧.
لمّا خلق الله جنّة عدن خلق لبنها من ذهب يتلألأ، ومسك مدوف(١) ثم أمرها فاهتزت ونطقت فقالت: أنت الله لا إله إلّا أنت الحيّ القيوم، فطوبى لمن قدّر له دخولي، قال الله تعالى: وعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني، لا يدخلك مدمن خمر، ولا مصرّ على ربا، ولا فتّان » وهو النمام، الخبر.
[١٠٥٢٣] ٧ - الطبرسي في الاحتجاج: عن الصادقعليهالسلام ، في حديث الزنديق قال: « وإنّ من أكبر السحر النميمة يفرق بها بين المتحابين، ويجلب العداوة على المتصافيين، ويسفك بها الدماء، ويهدم بها الدوّر، ويكشف بها الستور، والنمام أشرّ من وطئ الأرض بقدم » الخبر.
[١٠٥٢٤] ٨ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلىاللهعليهوآله ، قال: « أربعة يزيد عذابهم على عذاب أهل النار - إلى أن قال - ورجل اغتاب الناس، ومشى بالنميمة، فهو يأكل في النار لحمه ».
[١٠٥٢٥] ٩ - عوالي اللآلي: عن النبيصلىاللهعليهوآله ، قال: « رأيت ليلة الإسراء قوماً يقطع اللحم من جنوبهم ثم يلقمونه، ويقال: كلوا ما كنتم تأكلون من لحم أخيكم، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الهمّازون من أمتك اللمازون ».
__________________
(١) داف الشئ خلطه، وأكثر ذلك في الدواء والطب ومسك مدوف وداف الطيب وغيره في الماء (لسان العرب ج ٩ ص ١٠٨).
٧ - الاحتجاج ص ٣٤٠.
٨ - لبّ اللباب: مخطوط.
٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٤ ح ٥٥.
وقال(١) : « لا يدخل الجنّة قتات، ولا نمّام ».
١٤٥ -( باب استحباب النظر إلى الوالدين، وإلى المصحف، وإلى وجه العالم)
[١٠٥٢٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهمالسلام ، قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : نظر الولد إلى والديه حبّاً لهما عبادة ».
[١٠٥٢٧] ٢ - وبهذا الإسناد، قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن حبّاً له عبادة ».
[١٠٥٢٨] ٣ - وبهذا الإسناد، قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : النظر في وجه العالم حبّاً له عبادة ».
وروى الأخبار الثلاثة الراوندي(١) في نوادره: عنهصلىاللهعليهوآله ، مثله.
[١٠٥٢٩] ٤ - جامع الأخبار: عن أبي ذر قال: « قال النبيصلىاللهعليهوآله : » يا أبا ذر، الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة
__________________
(١) نفس المصدر ج ١ ص ٢٦٦ ح ٥٨.
باب ١٤٥
١ - الجعفريات ص ١٨٧.
٢ - نفس المصدر ص ١٩٤.
٣ - نفس المصدر ص ١٩٤.
(١) نوادر الراوندي ص ٥، ١١.
٤ - جامع الأخبار ص ٤٤.
سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، والنظر إلى وجه العالم خير لك من عتق الف رقبة ».
[١٠٥٣٠] ٥ - أحمد بن محمّد بن فهد في عدة الداعي: عن عليعليهالسلام : أنه قال: « جلوس ساعة عند العلماء، أحبّ إلى الله من عبادة الف سنة، والنظر إلى العالم، أحبّ إلى الله من اعتكاف سنة في البيت الحرام ».
[١٠٥٣١] ٦ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن كتاب شرف النبيصلىاللهعليهوآله : أنه كان الناس يصلّون وأبو ذر ينظر إلى أمير المؤمنينعليهالسلام ، فقيل له في ذلك، فقال: سمعت رسول اللهصلىاللهعليهوآله يقول: « النظر إلى علي بن أبي طالبعليهالسلام عبادة، والنظر إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر في المصحف عبادة، والنظر إلى الكعبة عبادة ».
١٤٦ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب أحكام العشرة في السفر والحضر)
[١٠٥٣٢] ١ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهماالسلام ، أنه قال: « الإخوان أربعة: فأخ لك وله، وأخ لك، وأخ عليك، وأخ لا لك ولا له، فسئل عن معنى ذلك، فقال: الأخ الذي هو لك وله، فهو الأخ الذي يطلب بإخائه بقاء الإخاء، ولا يطلب بإخائه موت الاخاء، فهذا لك وله، لأنه إذا
__________________
٥ - عدة الداعي ص ٦٦.
٦ - المناقب لابن شهر أشوب ج ٣ ص ٢٠٢.
باب ١٤٦
١ - تحف العقول ص ١٧٦.
تمّ الأخاء طابت حياتهما جميعاً، وإذا دخل الأخاء في حال التناقض بطلا جميعاً.
والأخ الذي هو لك، فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال الطمع إلى حال الرغبة، فلم يطمع في الدنيا إذا رغب في الأخاء، فهذا موفّر عليك بكلّيته.
والأخ الذي هو عليك، فهو الأخ الذي يتربص بك الدوائر، ويفشي السرائر، ويكذب عليك بين العشائر، وينظر في وجهك نظر الحاسد، فعليه لعنة الواحد.
والأخ الذي لا لك ولا له، فهو الذي قد ملاه الله حمقاً، فأبعده الله سحقاً، فتراه يؤثر نفسه عليك، ويطلب شحّاً ما لديك ».
[١٠٥٣٣] ٢ - وعن الكاظمعليهالسلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « يا هشام، إن أميرالمؤمنينعليهالسلام كان يقول: لا يجلس في صدر المجلس إلّا رجل فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سئل، وينطق إذا عجز القوم عن الكلام، ويشير بالرأي الذي فيه صلاح أهله، فمن لم يكن فيه شئ منهن فجلس فهو أحمق ».
[١٠٥٣٤] ٣ - مجموعة الشهيد: نقلاً عن كتاب معاوية بن حكيم، بن أبي شعيب المحاملي، عن رجل، عن أبي عبد اللهعليهالسلام ، قال: قلت له: يجئ الرجل فيجلس معنا، قال: فقال: « خذ سبع حصيات فاقرأ على كلّ واحدة آية الكرسي، ثم القها على ثيابه، فإن ثبت فلا مؤونة عليك، وإن قام فهو شيطان ».
__________________
٢ - تحف العقول ص ٢٩٠.
٣ - مجموعة الشهيد.
[١٠٥٣٥] ٤ - وعن النبيصلىاللهعليهوآله ، أنه قال: « من قال لأخيه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ الثناء ».
[١٠٥٣٦] ٥ - وعن الصادق جعفر بن محمّدعليهماالسلام : « أثقل إخواني عليّ من يتكلّف لي وأتحفّظ منه، وأخفهم على قلبي من أكون معهم كما أكون وحدي ».
[١٠٥٣٧] ٦ - كتاب العلاء بن رزين: عن أبي حمزة: أنه - أي أبا جعفرعليهالسلام - قال: « إنّا أهل بيت إذا ثقل علينا جليسنا قذفناه بحصاة، فإن قام وإلّا فبثلاث، فإن قام وإلّا فبسبع، لا يتمالك عند السابعة ».
[١٠٥٣٨] ٧ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمّد، أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهمالسلام ، قال: « أقبل رجلان إلى النبيصلىاللهعليهوآله ، فقال أحدهما لصاحبه: اجلس على اسم الله والبركة، فقال له رسول اللهصلىاللهعليهوآله : بل اجلس على استك(١) فأقبل يضرب الأرض بعصاه، فقال له رسول اللهصلىاللهعليهوآله : لا تضربها فإنّها أمّك، وهي بكم برّة ».
[١٠٥٣٩] ٨ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله :
__________________
٤ - ٥ - مجموعة الشهيد.
٦ - كتاب العلاء بن رزين ص ١٥٤.
٧ - الجعفريات ص ١٩٢.
(١) في المصدر: اسمك.
٨ - الجعفريات ص ١٩٤.
من سعادة المرء الخطاء الصالحون، والولد البار » الخبر.
[١٠٥٤٠] ٩ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : أن لله تعالى أبنية في الأرض، فأحبّها إلى الله تعالى ما صفا منها ورقّ وصلب، وهي القلوب، فأمّا ما رقّ منها فرقّة على الإخوان، وأمّا ما صلب(١) منها فقول الرجل في الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وأمّا ما صفا منها فصفت من الذنوب ».
[١٠٥٤١] ١٠ - وبهذا الإسناد: قال: « قال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن، كما يسكن قلب الظمآن إلى الماء البارد ».
[١٠٥٤٢] ١١ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليهالسلام : « أن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، دعا أبا أيوب الأنصاري، فقال: لبيك وسعديك يا رسول الله، فقال رسول اللهصلىاللهعليهوآله : أجابك الله بالمغفرة، يا أبا أيّوب ».
[١٠٥٤٣] ١٢ - وبهذا الإسناد: عن عليعليهالسلام ، أنه قال: « للحاسد ثلاث علامات: يتملّق إذا شهد، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة ».
[١٠٥٤٤] ١٣ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن حميد بن
__________________
٩ - الجعفريات ص ١٩٦.
(١) في المصدر: ما صفت.
١٠ - الجعفريات ص ١٩٧.
١١ - الجعفريات ص ٢١٨.
١٢ - الجعفريات ص ٢٣٢.
١٣ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح ص ٧٠.
شعيب، عن جابر قال: سمعتهعليهالسلام يقول: « أُنظر قلبك، فإذا أنكر صاحبك، فإنّ أحدكما قد أحدث ».
[١٠٥٤٥] ١٤ - أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد: ومن عجيب ما رأيت وأتفق لي، إنّي توجّهت يوماً لبعض أشغالي، وذلك بالقاهرة في شهر ربيع الآخر سنة ست وعشرين وأربعمائة، فصحبني في طريقي رجل كنت أعرفه بطلب العلم وكتب الحديث، فمررنا في بعض الأسواق بغلام حدث، فنظر إليه صاحبي نظراً استربت منه، ثم انقطع عنّي ومال إليه وحادثه، فالتفت انتظاراً له فرأيته يضاحكه، فلمّا لحق بي عذلته على ذلك، وقلت له: لا يليق هذا بك، فما كان بأسرع من أن وجدنا بين أرجلنا في الأرض ورقة مرميّة، فرفعتها لئلا يكون فيها اسم الله تعالى، فوجدتها قديمة فيها خطّ رقيق قد اندرس بعضه، وكأنّها مقطوعة من كتاب، فتأمّلتها فإذا فيها حديث ذهب أوّله وهذه نسخته:
قال: إنّي أنا أخوك في الإسلام، ووزيرك في الإيمان، وقد رأيتك على أمر لم يسعني أن اسكت فيه عنك، ولست اقبل فيه العذر منك، قال: وما هو حتى أرجع عنه وأتوب إلى الله تعالى منه؟ قال: رأيتك تضاحك حدثاً غراً جاهلاً بأمور الله، وما يجب من حدود الله، وأنت رجل قد رفع الله قدرك بما تطلب من العلم، وإنّما أنت بمنزلة رجل من الصديقين، لأنك تقول: حدّثنا فلان، عن فلان، عن رسول اللهصلىاللهعليهوآله ، عن جبرئيل، عن الله، فيسمعه الناس منك، ويكتبونه عنك، ويتخذونه ديناً يعولون عليه، وحكماً ينتهون إليه، وإنّما أنهاك أن تعود لمثل الذي كنت عليه، فإنّي أخاف عليك غضب من يأخذ العارفين قبل الجاهلين، ويعذّب فسّاق حملة القرآن
__________________
١٤ - كنز الفوائد ص ١٦٤.
قبل الكافرين، فما رأيت حالاً أعجب من حالنا، ولا عظة أبلغ ممّا اتفق لنا، ولمّا وقف صاحبي اضطرب لها اضطراباً بان فيها أثر لطف الله تعالى، وحدثني بعد ذلك أنّه انزجر عن تفريطات تنبع(١) منه في الدين والدنيا، والحمد لله.
[١٠٥٤٦] ١٥ - جامع الأخبار: عن الرضاعليهالسلام ، أنه قال: « من لقي فقيراً مسلماً، فسلّم عليه خلاف سلامه على الغني، لقي الله يوم القيامة وهو عليه غضبان ».
[١٠٥٤٧] ١٦ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن النبيصلىاللهعليهوآله ، قال: « من أكل بأخيه المسلم(١) ، أو شرب، أو لبس به ثوباً، أطعمه الله بها آكلة من نار جهنّم، وسقاه سقية من حميم جهنّم، وكساه ثوباً من سرابيل جهنم، ومن قام بأخيه المسلم مقاماً شانئاً، أقامه الله مقام السمعة والرياء ».
[١٠٥٤٨] ١٧ - وعن أبي عبد الله الصادقعليهالسلام ، قال: « إن الذين تراهم لك أصدقاء، إذا بلوتهم وجدتهم على طبقات شتّى، فمنهم كالأسد في عظم الأكل وشدّة الصولة، ومنهم كالذئب في المصرّة، ومنهم كالكلب في البصبصة، ومنهم كالثعلب في الروغان والسرقة، صورهم مختلفة والحرفة واحدة، ما تصنع غداً إذا تركت فرداً وحيداً، لا أهل لك ولا ولد، إلّا الله ربّ العالمين ».
__________________
(١) في المصدر: تقع.
١٥ - جامع الأخبار ص ١٣٠.
١٦ - الاختصاص ص ٢٧٧.
(١) في المصدر: المؤمن.
١٧ - الاختصاص ص ٢٥٢.
[١٠٥٤٩] ١٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلىاللهعليهوآله ، قال: « لا يقيّمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ».
[١٠٥٥٠] ١٩ - وعنهصلىاللهعليهوآله ، قال: « من نظر في كتاب أخيه بغير إذنه، فكأنما ينظر في النار ».
[١٠٥٥١] ٢٠ - وعنهصلىاللهعليهوآله ، أنه كان يقوم لابنته فاطمةعليهاالسلام ، إذا دخلت عليه تعظيماً لها، وأنهصلىاللهعليهوآله قال لجعفر بن أبي طالب لمّا قدم من الحبشة فرحاً بقدومه، وتعظيماً له، وقام للأنصار لمّا وفدوا عليهصلىاللهعليهوآله ، و [ نقل أنه ](١) قام إلى عكرمة بن أبي جهل لمّا قدم من اليمن [ فرحاً بقدومه ](٢) .
[١٠٥٥٢] ٢١ - ونقل عنهصلىاللهعليهوآله : أنه كان يكره أن يقام له، فكانوا إذا قدم لا يقومون له، لعلمهم كراهته ذلك، فإذا قام قاموا معه حتى يدخل منزله.
[١٠٥٥٣] ٢٢ - مجموعة الشهيد (ره): قال: قال جعفر الصادقعليهالسلام : « أعظموا اقداركم بالتغافل، فقد قال الله عزّوجلّ:( عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ ) (١) ».
__________________
١٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٣ ح ٦٣.
١٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٨١ ح ٢٤١.
٢٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣٤ ح ١٣٩.
(١) أثبتناه من المصدر.
(٢) أثبتناه من المصدر.
٢١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣٥ ح ١٤١.
٢٢ - مجموعة الشهيد:
(١) التحريم ٦٦: ٣.
أبواب الإحرام
١ -( باب استحباب توفير الشعر واللحية لمن أراد الحج، من أوّل ذي القعدة بل من عشر من شوّال)
[١٠٥٥٤] ١ - فقه الرضاعليهالسلام : « إذا أردت الخروج إلى الحج فوفّر(١) شعرك شهر ذي القعدة وعشراً من شهر ذي الحجة ».
[١٠٥٥٥] ٢ - كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي: عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد اللهعليهالسلام ، قال: « خذ من شعرك إذا أردت الحج، ما بينك وبين ثلاثين يوماً إلى النحر ».
٢ -( باب حكم الحلق في مدّة التوفير)
[١٠٥٥٦] ١ - فقه الرضاعليهالسلام : « وإذا حلق المتمتع رأسه بمكة، فليس عليه شئ إن كان جاهلاً، وإن تعمّد في ذلك في أوّل شهور
__________________
أبواب الإحرام
الباب ١
١ - فقه الرضاعليهالسلام ص ٢٦.
(١) في المخطوط « توفر »، وما أثبتناه من المصدر.
٢ - كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي ص ١١٥.
الباب ٢
١ - فقه الرضاعليهالسلام ص ٢٩.
ويحزنون لحزننا(١) . فهل يمكن أن نتصور علياً (عليهالسلام ) لا يفرح لفرح رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، وهما قد خلقا من نور واحد، ومن شجرة واحدة، وسائر الناس من شجر شتى؟!(٢) .
____________
١- شجرة طوبى ج١ ص٣ و ٦ وراجع: الخصال ص٦٣٥ وبحار الأنوار ج١٠ ص١١٤ وج٤٤ ص٢٨٧ والعوالم، الإمام الحسين (عليهالسلام " ص٥٢٥ وعيون الحكم والمواعظ للواسطي ص١٥٢ ولواعج الأشجان ص٥ ومستدرك سفينة البحار ج٦ ص١١٧ وتأويل الآيات ج٢ ص٦٦٧ وغاية المرام ج٤ ص٢٦٦ ومكيال المكارم ج٢ ص١٥٦ والمجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة ص٧٣ و ١٦٢.
٢- المستدرك للحاكم ج٢ ص٢٤١ ومجمع الزوائد ج٩ ص١٠٠ والمعجم الأوسط ج٤ ص٢٦٣ ونظم درر السمطين ص٧٩ وكنز العمال (ط مؤسسة الرسالة) ج١١ ص٦٠٨ وتاريخ مدينة دمشق ج٤٢ ص٦٤ وميزان الإعتدال ج٢ ص٣٠٦ وسبل الهدى والرشاد ج١١ ص٢٩٦ ومناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص٢٦٥ وشواهد التنزيل ج١ ص٣٧٥ و ٥٥٤ والجامع لأحكام القرآن ج٩ ص٢٨٣ والدر المنثور ج٤ ص٤٤ وتفسير الثعلبي ج٥ ص٢٧٠ ومجمع البيان ج٢ ص٣١١ وج٦ ص١١ وخصائص الوحي المبين ص٢٤٢ و ٢٤٦ والخصال للصدوق ص٢١ وعيون أخبار الرضا ج١ ص٧٨ ومناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج١ ص٤٧٦ و ٤٨٠ وشرح الأخبار ج٢ ص٥٧٨ وإقبال الأعمال لابن طاووس ج١ ص٥٠٦ والصراط المستقيم ج١ ص٢٢٨ وبحار = = الأنوار ج٢١ ص٢٧٩ وج٢٢ ص٢٧٨ وج٣٥ ص٢٥ و ٣٠١ وج٣٦ ص١٨٠ وج٣٧ ص٣٨ وج٤٠ ص٧٨ وج٩٩ ص١٠٦ ومسند الإمام الرضا للعطاردي ج١ ص١٣٥ وكشف الغمة ج١ ص٣٢٣ وراجع: إحقاق الحق (الملحقات) ج٥ ص٢٥٥ ـ ٢٦٦ وج٧ ص١٨٠ ـ ١٨٤ وج٩ ص١٥٠ ـ ١٥٩ وكتاب فضائل الخمسة ج١ ص١٧١.
ضغائن تبدو بعد وفاة الرسول (صلىاللهعليهوآله ):
وعن الضغائن التي أشار إليها رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) نقول:
إنه (صلىاللهعليهوآله ) يخبر عن أمر غيبي، تلقاه من جبرئيل، وحدد له من تفاصيله، ما تقشعر له الأبدان، وتنبو عنه وتأباه النفوس.
ولا شيء يوجب نشوء هذه الضغائن إلا أنه (عليهالسلام ) قد وترهم، وأبار كيدهم، وأسقط عنفوان الباطل فيهم..
أو أنهم حسدوه لفضائله وميزاته، وما حباه الله به.
أو أنهم وجدوا فيه ما يمنعهم من بلوغ أهدافهم، وتحقيق مآربهم، وطموحاتهم الباطلة..
أو أنهم أبغضوا فيه التزامه بالحق، وحمايته له، وسحقه مناوئيه..
ما يهمُّ علياً (عليهالسلام ):
وقد بين علي (عليهالسلام ): أن ما يهمه ليس هو ما يتعرض له من ظلم، ومنع حق، وقتال، وقتل للأولاد والذرية، وسائر أنواع الأذى، بل ما
يهمه هو: حفظ الدين والحق، ولذلك قال: (أتخاف فيها هلاك ديني)؟!(١) .
آية اللعن:
والذي يدعو للتأمل قول النبي(صلىاللهعليهوآله ):( أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ) (٢) ، مع أن هؤلاء الملعونين يعدون أنفسهم، ويعدهم كثير من جملة المسلمين، والآية ترشد إلى مطلوبية لعن الناس لهم، ومحبوبيته. فدعوى مرجوحية اللعن بصورة مطلقة تصبح في غير محلها. ولهذا البحث مجال آخر..
مبغض علي (عليهالسلام ) رديء الولادة:
عن زيد بن يثيع قال: سمعت أبا بكر الصديق يقول: رأيت رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) قال ـ وقد خيَّم خيمة، وهو متكئ على قوس عربية، وفي الخيمة علي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهمالسلام ) ـ: أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة، وحرب لمن حاربهم، وولي لمن والاهم، لا يحبهم إلا سعيد الجد، طيب المولد، ولا يبغضهم إلا شقي الجد، رديء الولادة
فقال رجل: يا زيد، أنت سمعت من أبي بكر هذا؟!
____________
١- بحار الأنوار ج٤١ ص٥ ومناقب آل أبي طالب (ط دار الأضواء) ج٢ ص١٢١ و (ط المكتبة الحيدرية) ج١ ص٣٨٦.
٢- الآية ١٥٩ من سورة البقرة.
قال: إي ورب الكعبة(١) .
ونقول:
١ ـ إن الروايات المصرحة بأن مبغض علي(عليهالسلام ) رديء الولادة أو ابن زنا كثيرة، رواها أهل السنة والشيعة على حد سواء.. وهذا الخبر واحد منها. وكذلك الخبر الآتي.
٢ ـ إن زيد بن يثيع يقسم على أنه قد سمع ذلك من أبي بكر بعد أن سأله سائل: إن كان قد سمع ذلك منه حقيقة.. حيث يبدو أن السائل لم يتعقل صدور هذا الأمر من أبي بكر، الذي نازع علياً (عليهالسلام ) في الخلافة، وجرت الأمور على النحو المعروف. وحصل ما حصل..
٣ ـ إنه (صلىاللهعليهوآله ) قد جعل رداءة الولادة وطيبها مرتبطة بحب ثلاثة آخرين غير علي (عليهالسلام )، وهم فاطمة والحسنان (عليهمالسلام ).. وهذا لا ينافي إقتصار سائر الروايات على ذكر علي (عليهالسلام ) ،
____________
١- الفصول المئة ج٣ ص٢٨٨ عن فرائد السمطين ج٢ ص٣٧٣ والأربعون حديثاً لمنتجب الدين بن بابويه ص١٩ والمناقب للخوارزمي ص٢٩٦ وجواهر المطالب لابن الدمشقي ج١ ص١٧٤ وشرح إحقاق الحق ج٩ ص١٦٥ وج١٨ ص٤١٥ وج٢٥ ص٢٣٨ وج٢٦ ص٢٥٩ وج٢٧ ص٩٥ وج٣٣ ص٨٩ وشرح الأخبار ج٣ ص٥١٥ والغدير ج١ ص٣٣٦ وج٤ ص٣٢٣ والنص والإجتهاد ص٩٠ عن سمط النجوم ج٢ ص٤٨٨ والرياض النضرة (ط مكتبة الخانجي بمصر) ج٢ ص١٨٩.
فإن إثبات شيء لشيء لا يعني الإنحصار به، بل قد يشاركه غيره فيه..
النبي (صلىاللهعليهوآله ) يشهر علياً (عليهالسلام ):
عن أنس بن مالك قال: كان النبي (صلىاللهعليهوآله ) إذا أراد أن يشهر علياً في موطن أو مشهد علا على راحلته، وأمر الناس أن ينخفضوا دونه.
وإن رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) شهر علياً يوم خيبر، فقال:
يا أيها الناس، من أحب أن ينظر إلى آدم في خلقه ـ وأنا في خلقي ـ وإلى إبراهيم في خلته، وإلى موسى في مناجاته، وإلى يحيى في زهده، وإلى عيسى في سنه، فلينظر إلى علي بن أبي طالب، إذا خطر بين الصفين كأنما يتقلع من صخر، أو يتحدر من دهر.
يا أيها الناس، امتحنوا أولادكم بحبه، فإن علياً لا يدعو إلى ضلالة، ولا يبعد عن هدى، فمن أحبه فهو منكم، ومن أبغضه فليس منكم.
قال أنس بن مالك: وكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه، ثم يقف على طريق علي، وإذا نظر إليه يوجِّهه بوجهه تلقاءه، وأومأ بإصبعه: أي بني تحب هذا الرجل المقبل؟!
فإن قال الغلام: نعم، قبله.
وإن قال: لا، حرف (لعل الصحيح: ضرب) به الأرض، وقال له: الحق بأمك، ولا تلحق أبيك بأهلها [كذا]، فلا حاجة لي فيمن لا يحب علي
بن أبي طالب (عليهالسلام )(١) .
ونقول:
نستفيد من هذا النص أموراً، نذكر منها:
١ ـ إنه قد تكرر إشهار النبي (صلىاللهعليهوآله ) علياً (عليهالسلام ) في المواطن والمشاهد حتى أصبح مألوفاً للناس..
٢ ـ إنه (صلىاللهعليهوآله ) كان يتخذ وضعاً خاصاً للقيام بعمله هذا، صار الناس يعرفون طريقته، وحالاته، فإذا رأوا تلك الحالات عرفوا أن ثمة أمراً يرتبط بعلي، وأنه يريد إشهاره وإعلانه، وهو أنه (صلىاللهعليهوآله ) يعلو على راحلته، ويأمر الناس بالإنخفاض دونه، وهذا الذي جرى في خيبر كان أحد تلك المشاهد.
٣ ـ ودلت الصفات التي أطلقها (صلىاللهعليهوآله ) على أمير المؤمنين (عليهالسلام ) على أنه قد حوى من صفات الكمال والجمال أتمها وأفضلها، فقد حوى من صفات آدم (عليهالسلام ) صفات كماله في خلقته، ومن صفات النبي (صلىاللهعليهوآله ) أخلاقه الفاضلة، وأخذ أيضاً خلة إبراهيم، ومناجاة موسى، وزهد يحيى، وسن (أو سنة) عيسى.
أي أنه (عليهالسلام ) قد حاز الصفات التي امتاز بها الأنبياء، وجاراهم
____________
١- ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (ط بيروت) ج٢ ص٢٢٤ وتاريخ مدينة دمشق (ط دار الفكر) ج٤٢ ص٢٨٨ و (ط مكتبة المرعشي) ج١٥ ص٦١١ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٥ ص٦١١ وج٢١ ص٣٦٤.
بها، حتى إن النظر إليه يكفي عن النظر إلى جميع الأنبياء، لأن الناظر إلى كل شخص لا بد أن ينجذب إلى الصفة التي كملت فيه حتى امتاز بها. ولكنه حين ينظر إلى علي (عليهالسلام )، فإنه ينجذب إلى جميع الصفات، لأنها امتازت كلها فيه..
٤ ـ ويلاحظ: أنه (صلىاللهعليهوآله ) قد وقف هذا الموقف في خيبر بالذات، ليدل على أن ما جرى على يد علي (عليهالسلام ) لا ينبغي أن يتعامل معه بنظرة ضيقة ومحدودة، تجعل من علي (عليهالسلام ) مجرد رجل شجاع وقوي. بل لا بد أن ينظر إلى علي (عليهالسلام ) كله في صفاته الخلقية، والخلقية، والنفسية، والإيمانية، ومقاماته الروحية، وفضائله، وفي نهجه، وفي هداه وكمالاته كلها.
٥ ـ وأقوى تحذير يمكن أن نتصوره لمن يختار مناوأة أمير المؤمنين (عليهالسلام ) ومعاداته هو هذا البيان الصريح والقاطع الذي يضع من يعاديه من أهل الهوى والعصبية الجاهلية أمام أصعب الخيارات، حيث يطعن في شرفه، ويضع علامة استفهام على طهارة مولده.
٦ ـ وقد أصبح هذا البيان النبوي معياراً، يكشف الناس به الخفايا، ويظهرون به الخبايا، لأنهم على يقين من صدق نبيهم، ومن أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى
وقد كان جابر (رحمهالله ) يقول: كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي
طالب(١) ، وعن عبادة بن الصامت مثله. والروايات حول ذلك كثيرة.
وقد اضطر كثير من الناس من أعداء علي (عليهالسلام ) إلى التظاهر بحب علي (عليهالسلام ) لإثبات براءتهم مما يرميهم به الناس، مع أن قرائن الأحوال لا تؤيد هذه البراءة..
إمتحان الأولاد بحب علي (عليهالسلام ):
روى الصفوري الشافعي: أن النبي (صلىاللهعليهوآله ) أمر أصحابه يوم خيبر بأن يمتحنوا أولادهم بحب علي بن أبي طالب، فإنه لا يدعو إلى ضلالة ولا يبعد عن هدى، فمن أحبه فهو منكم، ومن أبغضه فليس منكم.
قال أنس: فكان الرجل بعد ذلك يقف بولده على طريق علي، فيقول: يا بني أتحب هذا؟!
فإن قال: نعم، قبله.
____________
١- شرح الأخبار ج١ ص٤٤٦ وتفسير نور الثقلين ج٥ ص٤٥ وشواهد التنزيل ج١ ص٤٤٩ وراجع: الرواشح السماوية للأسترآبادي ص١٣٧والغدير ج٣ ص٢٦ وج٤ ص٣٢٢ وتفسير مجمع البيان ج٩ ص١٧٧ وراجع: الإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص١٥٨ و ١٦٠ وتفسير جوامع الجامع ج٣ ص٣٧٢ والتفسير الصافي ج٥ ص٣٠ وج٦ ص٤٨٢ ونهج الإيمان ص٤٥٦ والنهاية في غريب الحديث ج١ ص١٦١ وشرح إحقاق الحق ج٧ ص٢٦٦ وج١٤ ص٦٥٦ وج١٧ ص٢٥٠ وج٢١ ص٣٦٥ ـ ٣٦٧.
وإن قال: لا، طلق أمه وتركه معها(١) .
عن عبادة الصامت قال: كنا نبور أولادنا بحب علي بن أبي طالب (عليهالسلام )، فإذا رأينا أحدهم لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا، وأنه لغير رشدة.
ثم قال الجزري: لغير رشدة: ولد زنا. وهذا مشهور من قديم وإلى اليوم، أنه ما يبغض علياً إلا ولد زنا(٢) .
عن أبي سعيد الخدري: كنا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبهم علياً (عليهالسلام )، فإذا ولد فينا مولود فلم يحبه، عرفنا أنه ليس منا.
قوله: نبور: نختبر ونمتحن(٣) .
ونقول:
إن هذه الأحاديث قد تضمنت أموراً تحتاج إلى بسط في البيان، ربما لا نستطيع أن نوفره في الوقت الحاضر، غير أننا نشير إلى ما يلي:
____________
١- نزهة المجالس ج٢ ص٢٠٨ والمحاسن المجتمعة (مخطوط) ص١٦١ عن الزهر الفاتح، وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج١٧ ص٢٤٩ وج٣٠ ص٣٠١.
٢- أسنى المطالب ص٥٧ والغدير ج٣ ص٢٦ وج٤ ص٣٢٢.
٣- أسنى المطالب ص٥٨ والغدير ج٤ ص٣٢٢ والإمام علي بن أبي طالب للهمداني ص١٥٩ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٢١ ص٣٦٧ و ٣٦٨.
اختبار المولود:
إن موضوع الحب والبغض أمر قلبي جوانحي، لا بد من الإحساس به وإدراكه قبل التعبير عنه بالكلمة، أو بالإشارة ونحوها. والمولود لا يكون مؤهلاً عادة لمثل هذا الإمتحان..
وإذا كان الحب والبغض يحتاج إلى محفزات، ولنفترض أن ذلك الطفل قد كبر حتى صار عمره عدة سنوات، فإن أجواءه قد لا تسمح له بالتعرف على محاسن علي (عليهالسلام )، حيث يكون له عالمه الخاص به، واهتماماته المناسبة لسنه، فما معنى أن يمتحن المولود بحب علي (عليهالسلام )..
وهل يمكن الإعتماد على ما يظهره المولود إذا كان لا يتعقل ما يقول، ويتابع غيره فيما يقول وفيما يفعل؟! فلعله ابتلى بمن كان يعلمه بغض علي (عليهالسلام )، ويوحي إليه بما ينفره منه.. فكيف تؤاخذ أمه على أمر من هذا القبيل، ثم تتهم به، وتطلق، وتمزق العائلة؟!
ويمكن أن يجاب: بأن الله تعالى يقول:( لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا مَا آَتَاهَا ) (١) . فلو لم يؤته الله سبحانه حب علي (عليهالسلام ) وإمكان التعبير عنه، وإلهامه الصواب والصدق فيه، لم يعرِّض الله كرامة أمه للخطر، وحياتها للإنتكاس.
ومن الذي قال: إنه تعالى لم يوجد بين القلوب والأرواح علاقات وروابط لا تنالها إدراكاتنا، تجعلها تتواصل، وتتحابب وتتنافر بصورة
____________
١- الآية ٧ من سورة الطلاق.
طبيعية، وحتى من دون أن يتم لقاء وتعارف مباشر بين الأشخاص. فقد روي: أن الأرواح جند مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف(١) .
وقيل: من القلب إلى القلب سبيل(٢) .
هذا المعيار حساس:
وقد لوحظ: أن هذا المعيار الذي جعله الله، قد جاء في غاية الحساسية والأهمية، بالنسبة للناس الغيورين على نسائهم، والمهتمين بسلامة شرفهم، وطهارة ذيلهم.
____________
١- راجع: روضة الواعظين ص٤٩٢ والأمالي للصدوق ص٢٠٩ وعلل الشرائع ج١ ص٨٤ ومن لا يحضره الفقيه ج٤ ص٣٨٠ ومختصر بصائر الدرجات ص٢١٤ وراجع: المسائل السروية ص٣٧ والتحفة السنية (مخطوط) ص٨٤ ونهج السعادة ج٨ ص٢٥٤ وعون المعبود ج١٣ ص١٢٤ وراجع: بصائر الدرجات ص١٠٩ و ٤١١ وكتاب المؤمن للحسين بن سعيد ص٣٩ والإعتقادات في دين الإمامية للصدوق ص٤٨ والإختصاص للمفيد ص٣١١ وعوالي اللآلي ج١ ص٢٨٨ ومدينة المعاجز ج٢ ص١٩٧ وبحار الأنوار ج٢ ص٢٦٥ وج٥ ص٢٤١ و ٢٦١ وج٦ ص٢٩٤ وج٢٥ ص١٤ وج٤٥ ص٤٠٤ وج٥٨ ص٣١ و ٦٣ و ٦٤ و ٧٩ و ٨٠ و ١٠٦ و ١٣٤ و ١٣٩ و ١٤٤ وج٦٥ ص٢٠٥ و ٢٠٦.
٢- راجع: تفسير الآلوسي ج٢٣ ص٢١٤.
وهو بنفسه يثير الحماس لممارسة هذا الإختبار، ويثير الخوف والرهبة منه أيضاً.. ويدعو للحذر من مخالفته مقتضياته. والتحفظ من تبعات الفشل في الإمتحان فيه.
كما أنه معيار لمدى ثقة الإنسان المؤمن، بربه ونبيه.
الحادثة في خيبر:
وبما أن العنايات الإلهية، والألطاف الربانية، والكرامة الظاهرة لكل ذي عينين قد تجلت في معركة خيبر، بنحو يوجب اليقين، وزوال أدنى شك أو ريب بها، فمن الطبيعي أن يطلق النبي (صلىاللهعليهوآله ) هذا المعيار البالغ في دقته وحساسيته، وآثاره على المشاعر، وخطورته على البنية العائلية ـ من الطبيعي أن يطلقه (صلىاللهعليهوآله ) ـ في خصوص هذه المناسبة، ليمكن للناس أن يفهموه وأن يستوعبوه، وأن يتقبلوه بنفوس أبية، وبأريحية وحمية، وهكذا كان..
المرض.. والوفاة..
وصايا النبي (صلىاللهعليهوآله ) في مرض الوفاة..
إبعثي بها إلى علي (عليهالسلام ):
عن سهل بن سعد قال: كان عند رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) سبعة دنانير وضعها عند عائشة، فلما كان في مرضه قال: يا عائشة، ابعثي الذهب إلى علي، ثم أغمي عليه، وشغل عائشة ما به، حتى قال ذلك مراراً، كل ذلك يغمى على رسول الله (صلىاللهعليهوآله )، ويشغل عائشة ما به، فبعث به إلى علي فتصدق به(١) .
ونقول:
١ ـ لا نرى مبرراً لتواني عائشة عن امتثال أمر النبي (صلىاللهعليهوآله )، ولا سيما بعد أن كرره عليها مراراً، إلا أنها لم تشأ أن ترسلها إلى علي (عليهالسلام )، الذي كانت لا تطيق ذكره بخير أبداً..
____________
١- سبل الهدى والرشاد ج١٢ ص٢٥٠ عن ابن سعد والطبراني برجال الصحيح، وراجع: مجمع الزوائد ج٣ ص١٢٤ والعهود المحمدية للشعراني ص١٥٨ والطبقات الكبرى لابن سعد ج٢ ص٢٣٩ وإمتاع الأسماع ج١٤ ص٥١٥ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٨ ص٦٢٧ والمعجم الكبير ج٦ ص١٩٨ و السيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج٣ ص٤٧٢.
٢ ـ ألا يعتبر ما فعلته عائشة من موجبات الأذى لرسول الله (صلىاللهعليهوآله )..
٣ ـ لا نستطيع أن نصدق أن الناس قد تركوا النبي (صلىاللهعليهوآله ) وحده في مرض موته، بحيث تنشغل به زوجته بمفردها، وهل يمكن أن تتركه فاطمة، وسائر زوجاته، والحسنان، وزينب، وغيرهن؟!..
بل إن نفس الرواية قد صرحت بوجود أشخاص آخرين كان يمكنها أن تبعث الدنانير مع واحد منهم.. وهو نفس الشخص الذي بعث النبي (صلىاللهعليهوآله ) الدنانير معه، بعد أن استنقذها من عائشة..
بل إن نفس قوله (صلىاللهعليهوآله ): ابعثي الذهب إلى علي، يدل على تمكنها من فعل ذلك، وأن الأشخاص الذين يمكن أن يطلب منهم ذلك كانوا في متناول يدها.
وصية رسول الله (صلىاللهعليهوآله ):
عن إبراهيم بن شيبة الأنصاري، قال: جلست إلى الأصبغ بن نباته، قال: ألا أقرئك ما أملاه علي بن أبي طالب (عليهالسلام ).
فأخرج إلي صحيفة، فإذا مكتوب فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم
(هذا ما أوصى به محمد رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) أهل بيته وأمته. وأوصى أهل بيته بتقوى الله ولزوم طاعته.
وأوصى أمته بلزوم أهل بيته.
وأهل بيته يأخذون بحجزة نبيهم (صلىاللهعليهوآله )، وإن شيعتهم يأخذون بحجزهم يوم القيامة.
وإنهم لن يدخلوكم باب ضلالة، ولن يخرجوكم من باب هدى)(١) .
ونقول:
١ ـ إن هذه الرواية ذكرت: أن علياً (عليهالسلام ) أملى وصية رسول الله (صلىاللهعليهوآله ) على الأصبغ، ولم تذكر: أن هذه الوصية كانت مكتوبة عند علي (عليهالسلام )، فيحتمل أن يكون (عليهالسلام ) قد أملاها على الأصبغ من حفظه.
٢ ـ لا يشترط في الوصية أن تكون مكتوبة، بل تكفي الوصية بالقول.
٣ ـ ويؤكد هذه الوصية شهرة علي (عليهالسلام ) باسم الوصي.. وقد ذكرنا في موضع آخر من هذا الكتاب طائفة من الأشعار المتضمنة لإطلاق لفظ (الوصي) عليه.. وهذه النصوص بالقياس إلى سائر ما تضمن هذا الوصف له، نقطة من بحر، لا مجال للإحاطة به..
٤ ـ إن علياً (عليهالسلام ) لا يكتفي بمجرد نقل الوصية إلى الأصبغ بالقول. بل هو يمليها عليه ليكتبها، لتكون وثيقة يمكن أن تتداولها
____________
١- راجع: نظم درر السمطين ص٢٤٠ وينابيع المودة ص٢٧٣ و(ط دار الأسوة) ج٢ ص٣٦٥ ومناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج٢ ص١٦٦ وكتاب الأربعين للشيرازي ص٣٧٦ وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج٩ ص٤٧٧ وج١٨ ص٥٠٤.
الأيدي، وليثبت مضمونها، كنص ثابت المضمون، في منأى عن النسيان، وعن النقيصة والزيادة، أو النقل بالمعنى.
٥ ـ والوصية صرحت بأنها معنية بفريقين من الناس هما: أهل بيت النبي (صلىاللهعليهوآله ) أولاً. والأمة ثانياً.
وقد أوصى أهل بيته (عليهمالسلام ) بأمرين:
أولهما: تقوى الله سبحانه..
والثاني: لزوم الطاعة له تبارك وتعالى..
ولو اقتصر على الأمر بتقوى الله، فقد يفسَّر ذلك بمجرد الخوف، الذي لا يستتبع عملاً. ولكنه حين ذكر لزوم الطاعة والإستقامة عليها، فإنه يكون قد قرن الشعور القلبي بالحركة العملية، التي أرادها حائزة لوصف الدوام والمثابرة الدؤوب، لأنه يريدهم أسوة، وقدوة للأمة، أي أن المطلوب هو الكون معهم، وعدم الإستقلال، أو الإستبداد بشيء دونهم.
وهذه هي حقيقة اتخاذهم أئمة وقادة في كل الأمور. إذ لا يكفي مجرد الخضوع لسلطتهم، إن تسلموا زمام السلطة.
٦ ـ قد أكد ذلك (صلىاللهعليهوآله ) حين بين أن المطلوب هو أن يكون التعامل معهم على حدّ تعاملهم هم مع نبيهم، حيث قال عن أهل البيت (عليهمالسلام ): (وأهل بيته يأخذون بحجزة نبيهم).
٧ ـ إن المراد بأهل بيته، أهل بيت النبوة، وليس المراد الساكنين معه في البيت، ولا مطلق الذرية.
وهم ـ أعني أهل بيت النبوة ـ أناس مخصوصون، بينهم (صلىاللهعليهوآله )