• البداية
  • السابق
  • 350 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 19016 / تحميل: 6324
الحجم الحجم الحجم
الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى)

الصحيح من سيرة الإمام عليّ (عليه السلام) (المرتضى من سيرة المرتضى) الجزء 9

مؤلف:
العربية

7 ـ في حديث عن علي (عليه‌السلام ): (وأما السادسة عشرة، فإني أردت أن أجرده، فنوديت: يا وصي محمد! لا تجرده، فغسلته والقميص عليه، فلا والله الذي أكرمه بالنبوة، وخصه بالرسالة، ما رأيت له عورة)(1) . أي حتى ما واراه القميص.

8 ـ عن ابن عباس في حديث: (فغسله علي، يدخل يده تحت القميص)(2) .

9 ـ في نص آخر: (غسله علي، والعباس وابناه: الفضل، وقثم. وغسلوه وعليه قميصه لم ينزع)(3) .

____________

1- بحار الأنوار ج22 ص 543 وج31 ص434 و 375 والخصال ج2 ص573 و 574 والأمالي للطوسي ص547 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) ج3 ص167.

2- مجمع الزوائد ج9 ص36 ونهج السعادة ج1 ص36 والمعجم الأوسط للطبراني ج3 ص196 والمعجم الكبير للطبراني ج1 ص230 و شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص696 وراجع ج18 ص167 وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين للكوفي ج2 ص8 وكنز العمال ج7 ص255 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572.

3- الأنس الجليل (ط القاهرة) ص194 وراجع: فقه الرضا ص20 ومستدرك الوسائل ج2 ص200 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص697.

٤١

10 ـ عن علي (عليه‌السلام ): أوصى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أن لا يغسله أحد غيره، فإنه لا يرى أحد عورتي إلا طمست عيناه.

قال علي (عليه‌السلام ): فكان العباس وأسامة يناولان الماء من وراء الستر.

11 ـ عن محمد بن قيس مرسلاً، وفيه ضعف قال: قال علي: وما كنا نريد أن نرفع منه عضواً لنغسله إلا رفع لنا حتى انتهينا إلى عورته، فسمعنا من جانب البيت صوتاً: لا تكشفوا عن عورة نبيكم(1) .

12 ـ في حديث آخر: أنهم (سمعوا صوتاً في البيت: لا تجردوا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، واغسلوه كما هو في قميصه.

فغسله علي (عليه‌السلام ) يدخل يده تحت القميص، والفضل يمسك الثوب عنه، والأنصاري يدخل الماء، وعلى يد علي (عليه‌السلام ) خرقة، ويدخل يده)(2) .

13 ـ تقدم قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن الفضل بن العباس: (من غير

____________

1- سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن البيهقي، وإمتاع الأسماع ج14 ص574 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص511 والإيضاح لابن شاذان ص58.

2- شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، وحياة الصحابة للكاندهلوي (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 ونهج السعادة ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230.

٤٢

أن ينظر إلى شيء مني).

فاتضح أن المراد من قوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): (لا يرى عـورتي غير علي إلا كافر)(1) . هو ما لم تجر العادة على كشفه، لا العورة بمعناها المعروف.

وكذلك الحال بالنسبة إلى سائر الروايات التي ذكرت أو أشارت إلى هذا المعنى بنحو أو بآخر.

إفتراؤهم على علي (عليه‌السلام ):

ولكننا نجد في مقابل ذلك، أنهم رووا عن علي (عليه‌السلام ) أنه قال: غسلت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فذهبت أنظر ما يكون من الميت، فلم أر شيئاً، فكان طيباً حياً وميتاً(2) ، أو نحو ذلك.

____________

1- عيون أخبار الرضا ص65 و (ط مؤسسة الأعلمي) ج1 ص66 وبحار الأنوار ج40 ص27 ومستدرك سفينة البحار ج7 ص481 ومسند الإمام الرضا (عليه‌السلام ) ج1 ص131.

2- سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن ابن سعد، وأبي داود، والبيهقي، والحاكم وصححه، ودلائل النبوة للبيهقي ج7 ص244 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص214 والمستدرك للحاكم ج1 ص362 وج3 ص59 والسنن الكبرى للبيهقي ج4 ص53 وكنز العمال ج7 ص249 والبداية والنهاية ج5 ص282 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 و 573 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص699 وج18 ص191 وج23 ص511 و 512 والسيرة = = النبوية لابن كثير ج4 ص519 والشفا بتعريف حقوق المصطفى ج1 ص64 وعلل الدارقطني ج3 ص219 وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص116 ونصب الراية ج2 ص356.

٤٣

وعن سعيد بن المسيب قال: التمس علي من النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عند غسله ما يلتمس من الميت، فلم يجد شيئاً، فقال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً(1) .

وعن علباء بن أحمر قال: كان علي والفضل يغسلان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فنودي علي: ارفع طرفك إلى السماء(2) .

وعن عبد الله بن ثعلبة بن صعبر قال: غسل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) علي، والفضل، وأسامة بن زيد، وشقران، وولي غسل سفلته علي، والفضل محتضنه، وكان العباس وأسامة بن زيد وشقران يصبون الماء(3) .

____________

1- سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وفي هامشه عن: ابن سعد ج2 ص215 و (ط دار صادر) ج 2 ص 281 وعن ابن ماجة ج1 ص471 (1467) بسند صحيح ورجاله ثقات، وراجع: المصنف لابن أبي شيبة ج3 ص133 وج8 ص576 والتمهيد لابن عبد البر ج2 ص161 وكنز العمال ج7 ص248 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج23 ص509.

2- سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن البيهقي، والبداية والنهاية ج5 ص281 وإمتاع الأسماع ج14 ص574 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص519.

3- سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 عن الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص213= = و (ط دار صادر) ج2 ص279 وراجع: إمتاع الأسماع ج14 ص570.

٤٤

ونقول:

أولاً: إذا كان قد جاءه الأمر لعلي (عليه‌السلام ) بتغسيل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في قميصه أو من وراء الثوب، فما الداعي لهذا الإستقصاء، وماذا يطلب وراء ذلك.

ثانياً: إن علياً (عليه‌السلام ) أعرف الناس بأحوال الأنبياء، فهل يخفى عليه، أو هل يمكن أن يمر في وهمه أن يكون ثمة ما يستكره.

ثالثاً: ذكر شقران وأسامة في جملة من شارك في تغسيله لا يصح، لأن الأمر اقتصر على أهل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ولو عُدَّ هذان الرجلان من أهله للزم عد كثيرين غيرهم من أهله أيضاً، إذا كانت لهم نفس صفتهم، ومنزلتهم.

رابعاً: تقدم: أن العباس لم يشارك في تغسيله، لأنه رأى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يستحي أن يراه حاسراً حال الحياة.. فهل يسمح علي (عليه‌السلام ) لنفسه برؤية ما وراء ذلك، وهو يرى هذا الموقف من العباس؟!

والعباس إنما يتعلم أحكام الدين من علي (عليه‌السلام )، وعلي أشد مراعاة لشأن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) من العباس الذي لم يسلم إلا عام الفتح.

خامساً: تقدم: أنه (عليه‌السلام ) كان يدلكه بقميصه من وراء القميص، ولا يفضي بيده إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )..

٤٥

نصوص أخرى حول تغسيله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

عن عبد الله بن الحارث، وابن عباس: أن علياً (عليه‌السلام ) غسل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، فجعل يقول: طبت حياً وميتاً، قال: وسطعت ريح طيبة لم يجدوا مثلها قط(1) .

وعن علي (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): (إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئر غرس)(2) .

وعن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما‌السلام ) قال: غسل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثلاثاً بالسدر، وغسل وعليه قميص، وغسل من بئر يقال لها: الغرس [لسعد بن خيثمة بقباء]، وكان النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يشرب منها(3) .

____________

1- سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 عن الطبراني، والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص214 و 215 و (ط دار صادر) ج2 ص280 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 ونهج السعادة للمحمودي ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الكبير ج1 ص230 وكنز العمال ج7 ص255 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج8 ص696 وج18 ص187.

2- سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وسنن ابن ماجة ج1 ص471 (1468) والكامل لابن عدي ج2 ص762 وكنز العمال ج15 ص573 (42229)، وفتح الباري ج5 ص270 وتهذيب الكمال ج3 ص112.

3- راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص323 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص214= = و (ط دار صادر) ج2 ص280 وعن دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص245 وراجع: تلخيص الحبير ج5 ص116 ونيل الأوطار ج4 ص66 وعون المعبود ج8 ص288 وإمتاع الأسماع ج14 ص571.

٤٦

ونقول:

لا بأس بملاحظة ما يلي:

إحتضان فضل بن عباس للنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

ذكرت روايات هؤلاء: أن علياً (عليه‌السلام ) كان يغسل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، والفضل بن العباس آخذ بحضنه، يقول: اعجل يا علي، انقطع ظهري أو نحو ذلك.

ونقول:

1 ـ إن تغسيل الميت لا يحتاج إلى أن يأخذه أحد الناس بحضنه!! أو أن يأخذ بحضنه أحد من الناس!!

2 ـ إن الملائكة هي التي كانت تساعد علياً (عليه‌السلام ) على تقليب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كما ورد في الروايات.

وفي بعضها قال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي (عليه‌السلام ): جبرئيل معك يعاونك. فراجع ما قدمناه حين الحديث عن انفراد علي (عليه‌السلام ) بغسل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وقد أخبره النبي بأنه سيعان.

وروى ابن سعد، عن عبد الواحد بن أبي عون قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعلي: (اغسلني إذا مت).

٤٧

فقال: يا رسول الله، ما غسلت ميتاً قط!

قال: إنك ستهيأ أو تيسر.

قال علي (عليه‌السلام ): فغسلته، فما آخذ عضواً إلا تبعني، والفضل آخذ بحضنه يقول: أعجل يا علي انقطع ظهري(1) .

فليلاحظ: أن هذه الرواية عادت لتناقض نفسها وتقول: إن الفضل كان آخذاً بحضن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

فالصحيح: هو الرواية التي رواها الصدوق (رحمه‌الله )، وهي لم تذكر الفضل أصلاً، بل قالت: (فوالله، ما أردت أن أقلب عضواً من أعضائه إلا قلب لي)(2) . ولم تزد على ذلك.

____________

1- راجع: سبل الهدى والرشاد ج12 ص322 و 323 وفي هامشه عن ابن سعد ج2 ص215 و (ط دار صادر) ج2 ص281 وكنز العمال ج7 ص256 وإمتاع الأسماع ج14 ص572 وشرح إحقاق الحق ج7 ص35 وج23 ص507.

2- الخصال ج2 ص573 و 574 وبحار الأنوار ج31 ص434 وراجع ج22 ص506 ومصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة) للميرجهاني ج3 ص167 وذخائر العقبى ص71 وكنز العمال ج7 ص249 وتاريخ مدينة دمشق ج13 ص129 وجواهر المطالب في مناقب الإمام علي (عليه‌السلام ) لابن الدمشقي ج1 ص108 وشرح إحقاق الحق (الملحقات) ج7 ص36 وج18 ص193 وج23 ص505 وراجع: مناقب الإمام أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) للكوفي ج1 ص337.

٤٨

3 ـ ذكرت الروايات المتقدمة حين ذكر انفراد علي (عليه‌السلام ) بغسله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): أنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) حدد مهمة الفضل بن العباس بمناولة الماء.

4 ـ صرحت بعض النصوص: بأن علياً (عليه‌السلام ) أسند النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) على صدره، وعليه قميصه يدلكه به(1) . ولم تذكر الفضل.

5 ـ ثمة رواية تقول: إن علياً (عليه‌السلام ) كان يغسل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، وكان الفضل يمسك الثوب عنه(2) .

فكأن هؤلاء القوم متحيرون في الدور الذي يريدون إسناده للفضل بن العباس في قضية تغسيل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )..

علي (عليه‌السلام ) يمسح عين النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بلسانه:

وذكروا: أن علياً (عليه‌السلام ) لما غسل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ،

____________

1- قد ذكرنا هذه الرواية ومصادرها حين الحديث عن انفراد علي (عليه‌السلام ) بغسل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

2- شرح إحقاق الحق (الملحقات) ج18 ص187 و 188 عن المعجم الكبير، وحياة الصحابة للكاندهلوي (ط دار القلم بدمشق) ج2 ص603 ونهج السعادة ج1 ص36 ومجمع الزوائد ج9 ص36 والمعجم الأوسط ج3 ص196 والمعجم الكبير ج1 ص230.

٤٩

وفرغ من غسله، نظر في عينيه، فرأى فيهما شيئاً، فانكب عليه، فأدخل لسانه، فمسح ما كان فيهما، فقال: بأبي وأمي يا رسول الله صلى الله عليك، طبت حياً، وطبت ميتاً. قاله العالم (عليه‌السلام )(1) .

وهذا هو الإيمان الخالص الذي يقدم للناس الأسوة والقدوة في التبرك برسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ويسوقهم إلى حقائق الإيمان، من خلال تجسيدها ممارسة وعملاً، ولا يبقيها في دائرة النظرية والتوجيه والإرشاد..

غسل مس الميت:

روى محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن القاسم الصيقل قال: كتبت إليه: جعلت فداك، هل اغتسل أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) حين غسل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عند موته؟!

فأجابه: النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) طاهر مطهر، ولكن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) فعل، و جرت به السنة(2) .

____________

1- بحار الأنوار ج22 ص517 وج78 ص318 وفقه الرضا ص20 و 21 و (تحقيق مؤسسة آل البيت) ص183 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص155 والأنوار البهية ص46.

2- بحار الأنوار ج22 ص540 وتهذيب الأحكام ج1 ص30 و (ط دار الكتب الإسلامية ـ طهران) ج1 ص108 وذكرى الشيعة في أحكام الشريعة ج2 ص97 والحدائق الناضرة ج3 ص331 والإستبصار للشيخ الطوسي ج1 ص100 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص1.

٥٠

الفصل الرابع:

التكفين.. والصلاة.. والدفن..

٥١

٥٢

حنوط النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ):

ورووا: أن جبرئيل (عليه‌السلام ) نزل على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) بحنوط، وكان وزنه أربعين درهماً، فقسمه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثلاثة أجزاء: جزء له، وجزء لعلي، وجزء لفاطمة صلوات الله عليهم(1) .

وعن هارون بن سعد قال: كان عند علي مسك فأوصى أن يحنط به، وكان علي يقول: هو فضل حنوط رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )(2) .

____________

1- بحار الأنوار ج22 ص544 و 545 و 504 وج78 ص312 وعلل الشرائع ص109 و (منشورات المكتبة الحيدرية) ج1 ص302 وتهذيب الأحكام ج1 ص290 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص13 و 14 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص730 و 731 والكافي ج1 ص42 و (ط دار الكتب الإسلامية) ج3 ص151 وعن أمالي الشيخ ج2 ص4 و 6 وعن الإحتجاج ص72 ـ 75 ومختلف الشيعة ج1 ص390 والحدائق الناضرة ج4 ص24 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص218 وسنن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) للطباطبائي ص251.

2- سبل الهدى والرشاد ج12 ص324 عن ابن سعد، والحاكم في الإكليـل، وفي = = هامشه عن: دلائل النبوة للبيهقي ج7 ص249، وفقه السنة ج1 ص515 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص406 وتحفة الأحوذي ج4 ص60 ومعرفة السنن والآثار ج3 ص138 ونصب الراية ج2 ص307 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص230 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص288 وإمتاع الأسماع ج14 ص580.

٥٣

تكفين رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :

عن ابن عباس: إن مما أوصى به النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) علياً (عليه‌السلام ) قوله: وكفني في طمريَّ هذين، أو في بياض مصر وبرد اليمان. ولا تغال في كفني(1) .

وروي: أن علياً (عليه‌السلام ) غسل النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في قميص. وكفنه في ثلاثة أثواب: ثوبين صحاريين، وثوب حبرة يمنية(2) .

____________

1- بحار الأنوار ج22 ص507 والأمالي للصدوق ص732 وروضة الواعظين للفتال النيسابوري ص72 ومستدرك الوسائل ج2 ص206 و 222 وجامع أحاديث الشيعة ج3 ص231 و 236 و 240.

2- بحار الأنوار ج22 ص516 وج22 ص538 وج47 ص368 وج78 ص318 و 333 وفقه الرضا ص20 و (بتحقيق مؤسسة آل البيت) ص183 ومستدرك الوسائل ج2 ص205 و 206 و 207 وذكرى الشيعة في أحكام الشريعة للشهيد الأول ج1 ص361 وراجع: التحفة السنية (مخطوط) للسيد عبد الله الجزائري ص352 ورياض المسائل للطباطبائي ج2 ص168 ومستند الشيعة = = للمحقق النراقي ج3 ص180 وجواهر الكلام للشيخ الجواهري ج4 ص196 والكافي ج1 ص400 ودعائم الإسلام ج1 ص231 وتهذيب الأحكام ج1 ص291 و 291 ووسائل الشيعة (ط مؤسسة آل البيت) ج3 ص7 و 8 و 9 و 11 و (ط دار الإسلامية) ج2 ص726 و 727 و 728 و 729 والمصنف للصنعاني ج3 ص421 والفايق في غريب الحديث ج2 ص237.

٥٤

وعن زيد الشحام، قال: سئل أبو عبد الله (عليه‌السلام ) عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ): بما كفن؟

قال: في ثلاثة أثواب: ثوبين صحاريين وبرد حبرة(1) .

وصحار: قرية باليمن.

____________

1- بحار الأنوار ج22 ص538 عن الكافي (الفروع) ج1 ص40 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص400 والمصنف للصنعاني ج3 ص474 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص145 والإستذكار لابن عبد البر ج3 ص3 و 53 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج13 ص38 وتفسير نور الثقلين ج3 ص329 وقاموس الرجال ج9 ص104 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص285 والكامل لابن عدي ج2 ص35 وتاريخ اليعقوبي ج2 ص114 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص451 والتنبيه والإشراف ص244 والبداية والنهاية لابن كثير ج5 ص284 والعبر وديوان المبتدأ والخبر ج2 ق2 ص63 والسيرة النبوية لابن هشام ج4 ص1077 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص524.

٥٥

وقيل: هو من الصحرة. وهي حمرة خفية كالغبرة. يقال: ثوب أصحر، وصحاري.

علي (عليه‌السلام ) كفن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وحده:

وقد تولى علي (عليه‌السلام ) وحده تكفين رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) أيضاً، فقد ورد في حديث المناشدة يوم الشورى قوله (عليه‌السلام ):

فهل فيكم من كفن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، ووضعه في حفرته غيري؟!(1) .

ونقول:

هناك العديد من الملاحظات، التي ترتبط بما تقدم، ونود الإشارة إليها فيما يلي:

____________

1- بحار الأنوار ج22 ص543 والأمالي للشيخ ج2 ص4 و 6 و (ط دار الثقافة) ص547 والمناقب للخوارزمي ص315 والروضة في فضائل أمير المؤمنين ص118 والطرائف لابن طاووس ص413 وكتاب الأربعين للشيرازي ص221 وحلية الأبرار ج2 ص326 ونهج الإيمان ص530 وكتاب الأربعين للماحوزي ص434 وموسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم‌السلام ) للنجفي ج5 ص454 ونهج السعادة ج1 ص133 و 140 وكنز العمال ج5 ص726 وضعفاء العقيلي ج1 ص212 وتاريخ مدينة دمشق ج42 ص433 و 435 والموضوعات لابن الجوزي ج1 ص380.

٥٦

أولاً: إن علياً وأهل بيته (عليهم‌السلام ) يقولون: إنه (عليه‌السلام ) كفَّن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ببردين صحاريين، وببردة حبرة يمانية.. وقد روى أبو داود عن جابر هذا المعنى أيضاً(1) . فلا يلتفت لما رووه خلاف ذلك..

ثانياً: إن الروايات المخالفة لما روي عن علي (عليه‌السلام ) وأهل بيته، وعن جابر، قد جاءت متناقضة، بل التناقض قد ظهر في روايات الراوي الواحد أيضاً، كروايات عائشة وابن عباس.

ونحن نكتفي هنا بما أورده الصالحي الشامي من ذلك، وهو ما يلي:

روى الشيخان والبيهقي عن عائشة: أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية من كرسف، ليس فيها قميص ولا عمامة(2) .

____________

1- سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 عن أبي داود بإسناد حسن، وقال في هامشه: أخرجه أبو داود (315). ونيل الأوطار ج4 ص71 وتحفة الأحوذي ج4 ص65 وراجع: المصنف للصنعاني ج3 ص421 والإستذكار لابن عبد البر ج3 ص3 والكامل لابن عدي ج2 ص351.

2- سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: أخرجه البخاري ج3 ص135 (1264) و (ط دار الفكر) ج2 ص77 و 106 ومسلم ج2 ص649 (45/941) ومالك في الموطأ ج1 ص223(5) وأبو داود (3151 و 3152) وابن سعـد ج2 ص215 وأحمـد ج6 ص40 و 93 و 118 و 123 و 165 = = والبيهقي في الدلائل ج7 ص246 وسنن النسائي ج4 ص35 و 36. وراجع: المعتبر للمحقق الحلي ج1 ص279 وكتاب الأم للشافعي ج1 ص303 والمبسوط للسرخسي ج2 ص60 و 73 وبدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني ج1 ص306 والشرح الكبير لابن قدامة ج2 ص339 والمحلى لابن حزم ج5 ص118 وبداية المجتهد ونهاية المقتصد لابن رشد الحفيد ج1 ص186 ونيل الأوطار ج4 ص70 والمغني لابن قدامة ج2 ص329 وكتاب المسند للشافعي ص356 بالإضافة إلى مصادر كثيرة أخرى.

٥٧

ورواه ابن ماجة: وزاد: فقيل لعائشة: إنهم كانوا يزعمون أنه قد كان كفن في حبرة.

فقالت: قد جاؤا ببرد حبرة، فلم يكفنوه فيها(1) .

وفي رواية للشيخين وأبي داود: وأدرج رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في حلة يمانية كانت لعبد الرحمن بن أبي بكر، ثم نزعت عنه، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية، ليس فيها قميص ولا عمامة.

وفي رواية أخرى لهما: أما الحلة فاشتبه على الناس فيها أنها اشتريت ليكفن فيها، فتركت الحلة، وكفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية، فأخذها عبد الله بن أبي بكر، فقال: احبسها حتى أكفن فيها.

____________

1- سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: عن الدلائل للبيهقي ج7 ص248 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص399 و (ط دار الفكر) ج3 ص401 وأبو داود (3149)، وسنن ابن ماجة ج1 ص472.

٥٨

ثم قال: لو رضيها الله تعالى لنبيه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لكفنه فيها، فباعها وتصدق بثمنها(1) .

إلى أن قال:

وروى ابن أبي شيبة، بسند فيه عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي عن أبيه: أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كفن في سبعة أثواب.

وروى أبو يعلى، عن الفضل بن عباس قال: كفن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في ثوبين أبيضين سحوليين(2) .

وروى الإمام أحمد والبزار، بسند حسن عن علي قال: كفن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في سبعة أثواب(3) .

____________

1- سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: عن ابن ماجة ج1 ص472 (1469). وكنز العمال ج7 ص257 والطبقات الكبرى ج2 ص281 وراجع: صحيح مسلم ج3 ص49 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص400 والبداية والنهاية ج5 ص284 وإمتاع الأسماع ج14 ص576 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص523.

2- سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 وقال في هامشه: أخرجه أبو يعلي ج12 ص88 (5/6720) وفيه سليمان الشاذكوني وضّاع، وراجع: المعجم الكبير ج18 ص275 والكامل لابن عدي ج7 ص143 و البداية والنهاية ج5 ص284 و 285 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص525.

3- سبل الهدى والرشاد ج12 ص326 والمحلى لابن حزم ج5 ص119 وتلخيص= = الحبير ج5 ص132 وسبل السلام ج2 ص95 ونيل الأوطار ج4 ص71 ومسند أحمد ج1 ص94 و 102 ومجمع الزوائد ج3 ص23 و 26 وتحفة الأحوذي ج4 ص65 والمصنف لابن أبي شيبة ج3 ص148 ونصب الراية ج2 ص310 والدراية في تخريج أحاديث الهداية ج1 ص231 وكنز العمال ج7 ص256 و 260 والطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص287 وكتاب المجروحين ج2 ص3 والكامل لابن عدي ج4 ص129 وتاريخ بغداد ج3 ص278 وإمتاع الأسماع ج14 ص580.

٥٩

وروى البزار برجال الصحيح، عن أبي هريرة قال: كفن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في ريطتين وبرد نجراني(1) .

وروى الطبراني بسند حسن، عن أنس: أن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) كفن في ثلاثة أثواب، أحدها قميص.

وروى ابن سعد عن ابن عمر قال: كفن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في ثلاثة أثواب بيض يمانية(2) .

____________

1- سبل الهدى والرشاد ج12 ص327 وقال في هامشه: انظر المجمع ج3 ص26 وابن سعد ج2 ص217 و (ط دار صادر) ج2 ص284. وراجع: عمدة القاري ج8 ص49 والتمهيد لابن عبد البر ج22 ص140 والبداية والنهاية ج5 ص285 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص526.

2- سبل الهدى والرشاد ج12 ص327 وقال في هامشه: عن ابن سعد في الطبقات ج2 ص216 و (ط دار صادر) ج2 ص282. وكنز العمال ج7 ص257 وراجـع: = = سنن ابن ماجة ج1 ص472 وسنن الترمذي ج2 ص233 وسنن النسائي ج4 ص36 والسنن الكبرى للبيهقي ج3 ص400 وعمدة القاري ج8 ص49 وعون المعبود ج8 ص297 والسيرة النبوية لابن كثير ج4 ص522 والسيرة الحلبية (ط دار المعرفة) ج3 ص477 وإمتاع الأسماع ج14 ص579 والسنن الكبرى للنسائي ج1 ص621 وج4 ص262 والبداية والنهاية ج5 ص283 وكتاب الوفاة للنسائي ص70 والمنتقى من السنن المسندة ص137.

٦٠