فيه معنا غيرنا من فرق المسلمين، وحتّى أمير المؤمنين سلام الله عليه له جانبان، جانب أقرّ به غيرنا من فرق المسلمين، وخاصة الفرق التي لها جانب رواية للسنّة وعناية بالحديث.
فلا أتكلم هنا عن المهدي والمهدوية عند المعتزلة، لان المعتزلة أطّروا مذهبهم باطار عقلي لا أقول بأنه صادق كلّه أو لا، مائل عن الحق أو لا، هذا خارج عن بحثي هنا، أما فِرق المسلمين التي جعلت من السنّة أساساً لعقائدها فلا تشترك معنا في الايمان بإمامة أمير المؤمنين (عليه السلام)، ولكنها تشترك معنا في القول بالمهدي وأنه يخرج في آخر الزمان.
وأنا أملك نصوصاً كثيرة تدلّ بوضوح على أنّ علماءهم في الحديث والمعنيين بالدراسات الحديثية قالوا بأن أحاديث المهدي متواترة، فقد رواها أكثر من ثلاثين صحابي وصحابية، بل وبعض الحديث الذي جاء عن بعض الصحابة كعبد الله بن مسعود، السند إلى عبد الله عندهم متواترة لكثرة مَن يرويه من رواتهم عن عبد الله.
ولكنهم حينما يجمعون أحاديثهم ويفسّرون بعضها ببعض قد يكون منهج التفسير عندهم يختلف عن منهج التفسير عندنا نحن الامامية، وقد تكون النتيجة عندهم تنتهي إلى ما لا تنتهي إليه بحوثنا العقائدية.
مثلاً نجدهم يقولون بأن الاصح أنّ المهدي سلام الله عليه من ولد الحسن (عليه السلام)، وهذا عندنا غير وارد.
أو أنّ المهدي الذي بشّر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)كيف عرّفه؟ يقولون بأنه