إملاء مامن به الرحمن من وجوه الاعراب والقراءات في جميع القرآن الجزء ١
0%
مؤلف: أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 316
مؤلف: أبي البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري
تصنيف: القرءات وفنّ التجويد
الصفحات: 316
( وقد فصل ) الجملة حال ، ويقرأ بالضم على مالم يسم فاعله ، وبالفتح في تسمية الفاعل ، وبتشديد الصاد وتخفيفها ، وكل ذلك ظاهر( إلا مااضطررتم ) " ما " في موضع نصب على الاستثناء من الجنس من طريق المعنى ؛ لانه وبخهم بترك الاكل مما سمى عليه ، وذلك يتضمن إباحة الاكل مطلقا ، وقوله :" وقد فصل لكم ماحرم عليكم " أى في حال الاختيار ، وذلك حلال في حال الاضطرار قوله تعالى :( إنكم لمشركون ) حذف الفاء من جواب الشرط ، وهو حسن إذا كان الشرط بلفظ الماضى ، وهو هنا كذلك وهو قوله :" وإن أطعتموهم " .
قوله تعالى :( أو من كان ) " من " بمعنى الذى في موضع رفع بالابتداء و( يمشى به ) في موضع نصب صفة لنور ، و( كمن ) خبر الابتداء ، و( مثله ) مبتدأ ، و( في الظلمات ) خبره ، و( ليس بخارج ) في موضع الحال من الضمير في الجار ، ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في مثله للفصل بينه وبين الحال بالخبر( كذلك زين ـ وكذلك جعلنا ) قد سبق إعرابهما ، وجعلنا بمعنى صيرنا ، و( أكابر ) المفعول الاول ، وفى كل قرية الثانى ، و( مجرميها ) بدل من أكابر ، ويجوز أن تكون" في " ظرفا ، ومجرميها المفعول الاول ، وأكابر مفعول ثان ، ويجوز أن يكون أكابر مضافا إلى مجرميها ، وفى كل المفعول الثانى ، والمعنى على هذا مكنا ونحو ذلك( ليمكروا ) اللام لام كى أو لام الصيرورة .
قوله تعالى :( حيث يجعل ) حيث هنا مفعول به ، والعامل محذوف ، والتقدير : يعلم موضع رسالاته ، وليس ظرفا ؛ لانه يصير التقدير يعلم في هذا المكان كذا وكذا ، وليس المعنى عليه ، وقد روى" حيث " بفتح الثاء ، وهو بناء عند الاكثرين ، وقيل : هى فتحة إعراب( عند الله ) ظرف ليصيبأو صفة لصغار .
قوله تعالى :( فمن يرد ال له ) هو مثل :" من يشأ الله يضلله " ، وقد ذكر" ضيقا " مفعول ثان ليجعل ، فمن شدد الياء جعله وصفا ، ومن خففها جاز أن يكون وصفا كميت وميت ، وأن يكون مصدرا : أى ذا ضيق( حرجا ) بكسر الراء صفة لضيق ، أو مفعول ثالث كما جاز في المبتدإ أن تخبر عنه بعده أخبارا ، ويكون الجميع في موضع خبر واحد : كحلو حامض ، وعلى كل تقدير هو مؤكد للمعنى ، ويقرأ بفتح الراء على أنه مصدر : أى ذا حرج ، وقيل : هو جمع حرجة مثل قصبة وقصب ، والهاء فيه للمبالغة( كأنما ) في موضع نصب خبر آخر ، أو حال من الضمير في حرج أو ضيق( يصعد ) ويصاعد بتشديد الصاد فيهما أى يتصعد ، ويقرأ" يصعد " بالتخفيف .
قوله تعالى :( مستقيما ) حال من صراط ربك ، والعامل فيها التنبيه أو الاشارة قوله تعالى :( لهم دار السلام ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون في موضع جر صفة لقوم ، وأن يكون نصبا على الحال من الضمير في يذكرون ،( عند ربهم ) حال من دار السلام ، أو ظرف للاستقرار في لهم .
قوله تعالى :( ويوم نحشرهم ) أى واذكر يوم ، أو ونقول يوم نحشرهم( يامعشر الجن ) ، و( من الانس ) حال من( أولياؤهم ) وقرئ( آجالنا ) على الجمع( الذى ) على التذكير والافراد وقال أبوعلي : هو جنس أوقع الذى موقع التى( خالدين فيها ) حال ، وفى العامل فيها وجهان : أحدهما : المثوى على أنه مصدر بمعنى الثواء ، والتقدير : النار ذات ثوائكم والثانى : العامل فيه معنى الاضافة ومثواكم مكان والمكان لا يعمل( إلا ماشاء ال له ) هو استثناء من غير الجنس ، ويجوز أن يكون من الجنس على وجهين : أحدهما : أن يكون استثناء من الزمان ، والمعنى يدل عليه ؛ لان الخلود يدل على الابد ، فكأنه قال : خالدين فيها في كل زمان إلا ماشاء الله إلا زمن مشيئة الله والثانى : أن تكون" من " بمعنى" ما " (١) قوله تعالى :( يقصون ) في موضع رفع صفة لرسل ، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منكم قوله تعالى :( ذلك ) هو خبر مبتدإ محذوف : أى الامر ذلك( أن لم ) أن مصدرية أو مخففة من الثقيلة ، واللام محذوفة : أى ؛ لان لم( يكن ربك ) وموضعه نصب أو جر على الخلاف( بظلم ) في موضع الحال أو مفعول به يتعلق بمهلك قوله تعالى :( ولكل ) أى : ولكل أحد( مما ) في موضع رفع صفة لدرجات قوله تعالى :( كما أنشأكم ) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف : أى استخلافا كما ، و( من ذرية ) لابتداء الغاية ، وقيل : هى بمعنى البدل : أى كما أنشأكم بدلا من ذرية( قوم ) قوله تعالى :( إنما توعدون ) ما بمعنى الذى ، و( لآت ) خبر إن ولا يجوز أن تكون" ما " ها هنا كافة ؛ لان قوله لآت يمنع ذلك .
قوله تعالى :( من تكون ) يجوز أن تكون" من " بمعنى الذى ، وأن تكون استفهاما مثل قوله : أعلم من يضل قوله تعالى :( مما ذرأ ) يجوز أن يتعلق بجعل ، وأن يكون حالا من نصيب ، و( من الحرث ) يجوز أن يكون متعلقا بذرأ ، وأن يكون حالا من" ما " أو من العائد المحذوف .
_________________
(١) قوله : " أن تكون بمعنى ما " كذا بالنسخ التى بأيدينا ، وصوابه : أن يقول : " أن تكون مابمعنى من " كما لايخفى ليكون استثناء من الجنس تأمل اه (*)
قوله تعالى :( وكذلك زين ) يقرأ بفتح الزاى ، والياء على تسمية الفاعل ، وهو( شركاؤهم ) والمفعول قتل ، وهو مصدر مضاف إلى المفعول ، ويقرأ بضم الزاى وكسر الياء على مالم يسم فاعله ، وقتل بالرفع على أنه القائم مقام الفاعل ، وأولادهم بالنصب على أنه مفعول القتل ، شركائهم بالجر على الاضافة ، وقد فصل بينهما بالمفعول وهو بعيد ، وإنما يجئ في ضرورة الشعر ، ويقرأ كذلك إلا أنه بجر أولادهم على الاضافة وشركائهم بالجر أيضا على البدل من الاولاد ؛ لان أولادهم شركاؤهم في دينهم وعيشهم وغيرهما ، ويقرأ كذلك إلا أنه برفع الشركاء وفيه وجهان : أحدهما : أنه مرفوع بفعل محذوف كأنه قال : من زينه؟ فقال شركاءهم : أى زينه شركاؤهم ، والقتل في هذا كله مضاف إلى المفعول والثانى : أن يرتفع شركاؤهم بالقتل ؛ لان الشركاء تثير بينهم القتل قبله ، ويمكن أن يكون القتل يقع منهم حقيقة( وليلبسوا ) بكسر الباء من لبست الامر بفتح الباء في الماضى إذا شبهته ، ويقرأ في الشاذ بفتح الباء ، قيل : إنها لغة ، وقيل : جعل الدين لهم كاللباس عليهم .
قوله تعالى :( لايطعمها ) في موضع رفع كالذى قبله ، والجمهور على كسرالحاء في" حجر " وسكون الجيم ويقرأ بضمهما ، وضم الحاء وسكون الجيم ، ومعناه محرم ، والقراءات لغات فيها ، ويقرأ " حرج " بكسر الحاء وتقديم الراء على الجيم ، وأصله حرج بفتح الحاء وكسر الراء ، ولكنه خفف ونقل مثل فخذ وفخذ ، وقيل : هو من المقلوب مثل عميق ومعيق( بزعمهم ) متعلق بقالوا ، ويجوز فتح الزاى وكسرها وضمها وهى لغات( افتراء ) منصوب على المصدر ؛ لان قولهم المحكى بمعنى افتروا ، وقيل : هو مفعول من أجله ، فإن نصبته على المصدر كان قوله :( عليه ) متعلقا بقالوا لا بنفس المصدر ، وإن جعلته مفعولا من أجله علقته بنفس المصدر ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لافتراء .
قوله تعالى :( ما في بطون ) " ما " بمعنى الذى في موضع رفع بالابتداء ، و ( خالصة ) خبره وأنث على المعنى ؛ لان ما في البطون أنعام ، وقيل : التأنيث على المبالغة كعلامة ونسابة ، و ( لذكورنا ) متعلق بخالصة أو بمحذوف على أن يكون صفة لخالصة ( ومحرم ) جاء على التذكير حملا على لفظ " ما " ويقرأ " خالص " بغير تاء
على الاصل ، ويقرأ " خالصة " بالتأنيث والنصب على الحال ، والعامل فيها مافي بطونها من معنى الاستقرار ، والخبر لذكورنا ، ولا يعمل في الحال ؛ لانه لا يتصرف ، وأجازه الاخفش ، ويقرأ " خالصة " بالرفع والاضافة إلى هاء الضمير وهو مبتدأ ، وللذكور خبره ، والجملة خبر" ما " ( تكن ميتة ) يقرأ بالتاء ونصب ميتة : أى إن تكن الانعام ميتة ، ويقرأ بالياء حملا على لفظ" ما " ويقرأ بالياء ورفع ميتة على أن كان هى التامة( فهم فيه ) ذكر الضمير حملا على" ما " .
قوله تعالى :( قتلوا أولادهم ) يقرأ بالتخفيف والتشديد على التكثير و( سفها ) مفعول له أو على المصدر لفعل محذوف دل عليه الكلام( بغير علم ) في موضع الحال ، و( افتراء ) مثل الاول قوله تعالى :( مختلفا أكله ) مختلفا حال مقدرة ؛ لان النخل والزرع وقت خروجه لاأكل فيه حتى يكون مختلفا أو متفقا ، وهو مثل قولهم : مررت برجل معه صقر صائدا به غدا ، ويجوز أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره : ثمر النخل وحب الزرع فعلى هذا تكون الحال مقارنة ، و( متشابها ) حال أيضا ، و( حصاده ) يقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان .
قوله تعالى :( حمولة وفرشا ) هو معطوف على جنات : أى وأنشأ من الانعام حمولة قوله تعالى :( ثمانية أزواج ) في نصبه خمسة أوجه : أحدها : هو معطوف على جنات : أى وأنشأ ثمانية أزواج ، وحذف الفعل وحرف العطف وهو ضعيف والثانى : أن تقديره: كلوا ثمانية أزواج .
والثالث : هو منصوب بكلوا تقديره : كلوا مما رزقكم ثمانية أزواج ، ولا تسرفوا معترض بينهما والرابع : هو بدل من حمولة وفرشا والخامس : أنه حال تقديره : مختلفة أو متعددة( من الضأن ) يقرأ بسكون الهمزة وفتحها وهما لغتان ، و( اثنين ) بدل من ثمانية، وقد عطف عليه بقية الثمانية، و( المعز ) بفتح العين وسكونها لغتان قد قرئ بهما( آلذكرين ) هو منصوب ب( حرم ) وكذلك( أم الانثيين ) أى أم حرم الانثيين( أم ما اشتملت ) أى أم حرم ما اشتملت .
قوله تعالى :( أم كنتم شهداء ) أم منقطعة : أى بل أكنتم ، و ( إذ ) معمول شهداء قوله تعالى : ( يطعمه ) في موضع جر صفة لطاعم ، ويقرأ " يطعمه " بالتشديد وكسر العين ، والاصل يتطعمه ، فأبدلت التاء طاء وأدغمت فيها الاولى ( إلا أن تكون ) استثناء من الجنس وموضعه نصب : أى لا أجد محرما إلا الميتة ، ويقرأ يكون بالياء و ( ميتة ) بالنصب : أى إلا أن يكون المأكول ميتة أو ذلك ، ويقرأ بالتاء إلا أن تكون المأكولة ميتة ، ويقرأ برفع الميتة على أن تكون تامة ، إلا أنه ضعيف ؛ لان المعطوف منصوب( أو فسقا ) عطف على لحم الخنزير ، وقيل : هو معطوف على موضع إلا أن يكون ، وقد فصل بينهما بقوله :" فإنه رجس " قوله تعالى :( كل ذى ظفر ) الجمهور على ضم الظاء والفاء ، ويقرأ بإسكان الفاء ، ويقرأ بكسر الظاء والاسكان( ومن البقر ) معطوف على كل ، وجعل( حرمنا عليهم شحومهما ) تبيينا للمحرم من البقر ، ويجوز أن يكون من البقر ، متعلقا بحرمنا الثانية( إلا ما حملت ) في موضع نصب استثناء من الشحوم( أو الحوايا ) في موضع نصب عطفا على" ما " وقيل : هو معطوف على الشحوم فتكون محرمة أيضا ، وواحدة الحوايا حوية أو حاوية أو حاويا ، وأوهنا بمعنى الواو لتفصيل مذاهبهم لاختلاف أماكنها ، وقد ذكرناه في قوله :" كونوا هودا أو نصارى " ( ذلك ) في موضع نصب ب( جزيناهم ) وقيل : مبتدأ ، والتقدير : جزيناهموه ، وقيل : هو خبر المحذوف : أى الامر ذلك قوله تعالى :( فإن كذبوك ) شرط وجوابه( فقل ربكم ذو رحمة ) والتقدير : فقل يصفح عنكم بتأخير العقوبة قوله تعالى :( ولاآباؤنا ) عطف على الضمير في أشركنا ، وأغنت زيادة" لا " عن تأكيد الضمير ، وقيل ذلك لا يغنى ؛ لان المؤكد يجب أن يكون قبل حرف العطف ولابعد حرف العطف( من شئ ) من زائدة .
قوله تعالى :( قل هلم ) للعرب فيها لغتان : إحداهما : تكون بلفظ واحد في الواحد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث ، فعلى هذا هى اسم للفعل ، وبنيت لوقوعها موقع الامر المبنى ، ومعناها أحضروا شهداءكم واللغة الثانية تختلف فتقول : هلما وهلموا وهلمى وهلممن ، فعلى هذا هى فعل واختلفوا في أصلها فقال البصريون : أصلها ها ألمم : أى
أقصد ، فأدغمت الميم في الميم وتحركت اللام فاستغنى عن همزة الوصل فبقى لم ، ثم حذفت ألف ها التى هى للتنبيه ؛ لان اللام في لم في تقدير الساكنة إذ كانت حركتها عارضة ، ولحق حرف التنبيه مثال الامر كما يلحق غيره من المثل فأما فتحة الميم ففيها وجهان : أحدهما أنها حركت بها لالتقاء الساكنين ، ولم يجز الضم ولا الكسر كما جاز في رد ورد ورد لطول الكلمة بوصل " ها " بها ، وأنها لاتستعمل إلا معها ، والثانى : أنها فتحت من أجل التركيب كما فتحت خمسة عشر وبابها .
وقال الفراء أصلها هل أم ، فألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت ، وهذا بعيد ؛ لان لفظه أمر ، وهل إن كانت استفهاما فلا معنى لدخوله على الامر ، وإن كانت بمعنى قد فلا تدخل على الامر ، وإن كانت هل اسما للزجر فتلك مبنية على الفتح ، ثم لامعنى لها هاهنا .
قوله تعالى :( ماحرم ) في" ما " وجهان : أحدهما : هى بمعنى الذى والعائد محذوف : أى حرمه ، والثانى : هى مصدرية( أن لا تشركوا ) في أن وجهان : أحدهما : هى بمعنى أى ، فتكون لا على هذا نهيا ، والثانى : هى مصدرية وفي موضعها وجهان : أحدهما : هى بدل(١) من الهاء المحذوفة أو من" ما " ولا زائدة : أى حرم ربكم أن تشركوا ، والثانى : أنها منصوبة على الاغراء ، والعامل فيها عليكم ، والوقف على ما قبل على : أى ألزموا ترك الشرك والوجه الثانى : أنها مرفوعة .
والتقدير المتلو : أن لا تشركوا أو المحرم أن تشركوا ، ولا زائدة على هذا التقدير ، و( شيئا ) مفعول تشركوا ، وقد ذكرناه في موضع آخر ويجوز أن يكون شيئا في موضع المصدر : أى إشراكا و ( وبالوالدين إحسانا ) قد ذكر في البقرة ( من إملاق ) أى من أجل الفقر ( ما ظهر منها وما بطن ) بدلان من الفواحش ، بدل الاشتمال ، ومنها في موضع الحال من ضمير الفاعل ، و ( بالحق ) في موضع الحال ( ذلكم ) مبتدأ ، و ( وصاكم به ) الخبر ، ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير : ألزمكم ذلكم ، ووصاكم تفسير له قوله تعالى : ( إلا بالتى هى أحسن ) أى إلا بالخصلة ، و ( بالقسط ) في موضع الحال : أى مقسطين ، ويجوز أن يكون حالا من المفعول : أى
أوفوا الكيل تاما ، والكيل هاهنا مصدر في معنى المكيل والميزان كذلك ، ويجوز أن يكون فيه حذف مضاف تقديره : مكيل الكيل وموزون الميزان ( لا نكلف ) مستأنف ( ولو كان ذا قربى ) أى ولو كان المقول له أو فيه قوله تعالى : ( وأن هذا ) يقرأ بفتح الهمزة والتشديد ، وفيه ثلاثة أوجه : أحدها تقديره : ولان هذا ، واللام متعلقة بقوله : ( فاتبعوه ) أى ولاجل استقامته اتبعوه ، وقد ذكرنا نحو هذا في قوله : " كما أرسلنا " والثانى : أنه معطوف على ماحرم : أى وأتلو عليكم أن هذا صراطى والثالث : هو معطوف على الهاء في وصاكم به ، وهذا فاسد لوجهين : أحدهما أنه عطف على الضمير من غير إعادة الجار ، والثانى : أنه يصير المعنى وصاكم باستقامة الصراط ، وهو فاسد ، ويقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهى كالمشددة ، ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف ومستقيما حال ، والعامل فيه هذا
____________________
(١) قوله : " أحدهما هى بدل الخ " كذا بالنسخ ، وكان المناسب أن يقول أحدهما أنها منصوبة وفيه وجهان : أحدهما. . الخ لتستقيم بقية الاقسام بعد اه . (*)
( فتفرق ) جواب النهى ، والاصل فتتفرق ، و( بكم ) في موضع المفعول : أى فتفرقكم ، ويجوز أن يكون حالا أى فتتفرق وأنتم معها قوله تعالى :( تماما ) مفعول له أو مصدر : أى اتممناه إتماما ، ويجوز أن يكون في موضع الحال من الكتاب( على الذى أحسن ) يقرأ بفتح النون وعلى أنه فعل ماض ، وفى فاعله وجهان : أحدهما : ضمير اسم الله والهاء محذوفة : أى على الذى أحسنه الله : أى أحسن إليه وهو موسى ، والثانى : هو ضمير موسى ؛ لانه أحسن في فعله ويقرأ بضم النون على أنه اسم ، والمبتدأ محذوف ، وهو العائد على الذى أى على الذى هو أحسن ، وهو ضعيف وقال قوم : أحسن بفتح النون في موضع جر صفة للذى ، وليس بشئ ؛ لان الموصول لابد له من صلة ، وقيل تقديره : على الذين أحسنوا قوله تعالى :( وهذا ) مبتدأ ، و( كتاب ) خبره ، و( أنزلناه ) صفة أو خبر ثان و( مبارك ) صفة ثانية أو خبر ثالث ، ولو كان قرئ مباركا بالنصب على الحال جاز قوله تعالى :( أن تقولوا ) أي أنزلناه كراهة أن تقولوا( أو تقولوا ) معطوف عليه ، وإن كنا إن مخففة من الثقيلة ، واللام في لغافلين عوض أو فارقة بين إن وما .
قوله تعالى :( ممن كذب ) الجمهور على التشديد ، وقرئ بالتخفيف وهو في معنى المشدد ، فيكون( بآيات الله ) مفعولا ، ويجوز أن يكون حالا ، أى كذب ومعه آيات الله( يصدقون ) يقرأ بالصاد الخالصة على الاصل ، وبإشمام الصاد زايا وبإخلاصها زايا لتقرب من الدال ، وسوغ ذلك فيها سكونها .
قوله تعالى :( يوم يأتى ) الجمهور على النصب ، والعامل في الظرف ( لاينفع ) وقرئ بالرفع ، والخبر لا ينفع ، والعائد محذوف : أى لاينفع ( نفسا إيمانها ) فيه والجمهور على الياء في ينفع ، وقرئ بالتاء وفيه وجهان : أحدهما : أنه أنث المصدر على المعنى ؛ لان الايمان والعقيدة بمعنى ، فهو مثل قولهم : جاءته كتابى فاحتقرها : أى صحيفتى أو رسالتى ، والثانى : أنه حسن التأنيث لاجل الاضافة إلى المؤنث ( لم تكن ) فيه وجهان : أحدهما : هى مستأنفة ، والثانى : هى في موضع الحال من الضمير المجرور ، أو على الصفة لنفس وهو ضعيف .
قوله تعالى :( فرقوا دينهم ) يقرأ بالتشديد من غير ألف ، وبالتخفيف وهو في معنى المشدد ، ويجوز أن يكون المعنى : فصلوه عن الدين الحق ، ويقرأ فارقوا أى تركوا( لست منهم في شئ ) أى لست في شئ كائن منه قوله تعالى :( عشر أمثالها ) يقرأ بالاضافة : أى فله عشر حسنات أمثالها ، فاكتفى بالصفة ، ويقرأ بالرفع والتنوين على تقدير : فله حسنات عشر أمثالها ، وحذف التاء من عشر ؛ لان الامثال في المعنى مؤنثة ؛ لان مثل الحسنة حسنة ، وقيل : أنث ؛ لانه أضافة إلى المؤنث .
قوله تعالى :( دينا ) في نصبه ثلاثة أوجه : هو بدل من الصراط على الموضع ؛ لان معنى هدانى وعرفنى واحد ، وقيل : منصوب بفعل مضمر : أى عرفنى دينا ، والثالث : أنه مفعول هدانى ، وهدى يتعدى إلى مفعولين ، و( قيما ) بالتشديد صفة لدين ، ويقرأ بالتخفيف ، وقد ذكر في النساء والمائدة ، و( ملة ) بدل من دين ، أو على إضمار أعنى ، و( حنيفا ) حال ، أو على إضمار أعنى .
قوله تعالى :( ومحياى ) الجمهور على فتح الياء ، وأصلها الفتح ؛ لانها حرف مضمر فهى كالكاف في رأيتك والتاء في قمت ، وقرئ بإسكانها كما تسكن في أنى ونحوه ، وجاز ذلك وإن كان قبلها ساكن ؛ لان المدة تفصل بينهما ، وقد قرئ في الشاذ بكسر الياء على أنه اسم مضمر كسر لالتقاء الساكنين( لله ) أى ذلك كله لله قوله تعالى :( قل أغير الله ) هومثل قوله :" ومن يبتغ غير الاسلام " وقد ذكر .
قوله تعالى :( درجات ) قد ذكر في قوله تعالى :" نرفع درجات من نشاء " .
سورة الاعراف
بسم اللّه الرحمن الرحيم
( المص ) قد ذكرنا في أول البقرة مايصلح أن يكون هاهنا ويجوز أن تكون هذه الحروف في موضع مبتدأ ، و( كتاب ) خبره ، وأن تكون خبر مبتدإ محذوف : أى المدعو به المص وكتاب خبر مبتدإ محذوف : أى هذا أو هو ، و( أنزل ) صفة له( فلا يكن ) النهى في اللفظ للحرج ، وفي المعنى المخاطب : أى لا تحرج به ، و( منه ) نعت للحرج ، وهى لابتداء الغاية ، أى لا تحرج من أجله و( لتنذر ) يجوز أن يتعلق اللام بأنزل ، وأن يتعلق بقوله :" فلا يكن " أى لا تحرج به لتتمكن من
الانزال ، فالهاء في منه للكتاب أو للانزال ، والهاء في( به ) للكتاب( وذكرى ) فيه ثلاثة أوجه : أحدها : منصوب ، وفيه وجهان : أحدهما : هو حال من الضمير في أنزل وما بينهما معترض ، والثانى : أن يكون معطوفا على موضع لتنذر : أى لتنذر وتذكر : أى ولذكرى والثانى : أن يكون في موضع رفع ، وفيه وجهان : أحدهما : هو معطوف على كتاب ، والثانى : خبر ابتداء محذوف : أى وهو ذكرى والوجه الثالث : أن يكون في موضع جر عطفا على موضع تنذر وأجاز قوم أن يعطف على الهاء به ، وهذا ضعيف ؛ لان الجار لم يعد .
قوله تعالى : ( من ربكم ) بجوز أن يتعلق بأنزل ، ويكون لابتداء الغاية ، وأن يتعلق بمحذوف ، ويكون حالا : أى أنزل إليكم كائنا من ربكم ، و ( من دونه ) حال من أولياء ، و ( قليلا ما تذكرون ) مثل : " فقليلا ما يؤمنون " وقد ذكر في البقرة ، وتذكرون بالتخفيف على حذف إحدى التاءين ، وبالتشديد على الادغام قوله تعالى : ( وكم من قرية ) في كم وجهان : أحدهما : هى مبتدأ ، ومن قرية تبيين ، ومن زائدة ، والخبر ( أهلكناها ) وجاز تأنيث الضمير العائد على " كم " لان كم في المعنى قرى ، وذكر بعضهم أن أهلكناها صفة لقرية ، والخبر ( فجاءها بأسنا ) وهو سهو ؛ لان الفاء تمنع ذلك، والثانى : أن " كم " في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه أهلكناها ، والتقدير : كثيرا من القرى أهلكنا ، ولا يجوز تقديم الفعل على " كم " إن كانت خبرا ؛ لان لها صدر الكلام إذ أشبهت رب ، والمعنى : وكم من قرية أردنا إهلاكها ، كقوله : " فإذا قرأت القرآن " أى أردت قراءته ، وقال قوم : هو على القلب : أى وكم من قرية جاءها بأسنا فأهلكناها ، والقلب هنا لا حاجة إليه فيبقى محض ضرورة ، والتقدير : أهلكنا أهلها فجاء أهلها " بياتا " البيات اسم للمصدر ، وهو في موضع الحال ، ويجوز أن يكون مفعولا له ويجوز أن يكون في حكم الظرف ( أو هم قائلون ) الجملة حال ، وأو لتفصيل الجمل : أى جاء بعضهم بأسنا ليلا وبعضهم نهارا ، والواو هنا واو أو ، وليست حرف العطف سكنت تخفيفا وقد ذكرنا ذلك في قوله : " أو كلما عاهدوا عهدا " قوله تعالى : ( دعواهم ) يجوز أن يكون اسم كان ، و ( إلا أن قالوا ) الخبر ، ويجوز العكس قوله تعالى : ( بعلم ) هو في موضع الحال : أى عالمين .
قوله تعالى :( والوزن ) فيه وجهان : أحدهما : هو مبتدأ ، و( يومئذ ) خبره والعامل في الظرف محذوف : أى والوزن كائن يومئذ ، و( الحق ) صفة للوزن أو خبر مبتدإ محذوف ، والثانى : أن يكون الوزن خبر مبتدإ محذوف : أى هذا الوزن ، ويومئذ ظرف ، ولا يجوز على هذا أن يكون الحق صفة لئلا يفصل بين الموصول وصلته(١) قوله تعالى :( بما كانوا ) " ما " مصدرية : أى بظلمهم ، والباء متعلقة بخسروا .
قوله تعالى :( معايش ) الصحيح أن الياء لا تهمز هنا ؛ لانها أصلية ، وحركت ؛ لانها في الاصل محركة ، ووزنها معيشة كمحبسة ، وأجاز قوم أن يكون أصلها الفتح ، وأعلت بالتسكين في الواحد كما أعلت في يعيش ، وهمزها قوم وهو بعيد جدا ووجهه أنه شبه الاصلية بالزائدة نحو : سفينة وسفائن( قليلا ماتشكرون ) مثل الذى تقدم .
قوله تعالى :( ولقد خلقناكم ) أى إياكم ، وقيل : الكاف للجنس المخاطب وهنا مواضع كثيرة قد تقدمت( لم يكن ) في موضع الحال قوله تعالى :( أن لا ) في موضع الحال ، و( إذ ) ظرف لتسجد قوله تعالى :( خلقتنى من نار ) الجار في موضع الحال : أى خلقتنى كائنا من نار ، ويجوز أن يكون لابتداء الغاية فيتعلق بخلقتنى ، ولازائدة. أى ومامنعك أن تسجد قوله تعالى :( فيها ) يجوزأن يكون حالا ، ويجوز أن يكون ظرفا قوله تعالى :( فبما ) الباء تتعلق ب( لاقعدن ) وقيل : الباء بمعنى اللام( صراطك ) ظرف ، وقيل التقدير : على صراطك قوله تعالى :( وعن شمائلهم ) هو جمع شمال ، ولو جمع أشملة وشملاء جاز .
قوله تعالى :( مذءوما ) يقرأ بالهمز ، وهو من ذأمته إذا عبته ويقرأ" مذوما " بالواو من غير همز فيه وجهان : أحدهما : أنه ألقى حركة الهمزة على الذال وحذفها والثانى : أن يكون أصله مذيما ؛ لان الفعل منه ذامه يذيمه ذيما ، فأبدلت الياء واوا كما قالوا في مكيل مكول وفى مشيب مشوب ، وهو ومابعده حالان ويجوز أن يكون( مدحورا ) حالا من الضمير في مذءوما( لمن ) في موضع رفع بالابتداء ، وسد القسم المقدر ، وجوابه مسد الخبر ، وهو قوله :( لاملان ) ، و( منكم ) خطاب
___________________
(١) قوله : ( لئلا يفصل بين الموصول وصلته ) قال السفاقسى : قلت : ولا أدرى أين الصلة والموصول هنا ، لعله بين الصفة والموصوف وصحفه الناسخ ، وهو على هذا غير مستقيم اه . (*)
لجماعة ، ولم يتقدم إلا خطاب واحد ، ولكن نزلة منزلة الجماعة ؛ لانه رئيسهم ، أو لانه رجع من الغيبة إلى الخطاب ، والمعنى واحد .
قوله تعالى :( هذه الشجرة ) يقرأ هذى بغير هاء ، والاصل في" ذا " أذيى لقولهم في التصغير" ذيا " فحذفت الياء الثانية تخفيفا ، وقلبت الياء الاولى ألفا لئلا تبقى مثل كى ، فإذا خاطبت المؤنث رددت الياء وكسرت الذال لئلا يجتمع عليه التأنيث والتغيير ، وأما الهاء فجعلت عوضا من المحذوف حين رد إلى الاصل ، ووصلت بياء ؛ لانها مثل هاء الضمير في اللفظ .
قوله تعالى :( من سوآتهما ) الجمهور على تحقيق الهمزة ، ويقرأ بواو مفتوحة وحذف الهمزة ، ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الواو ، ويقرأ بتشديد الواو من غير همز ، وذلك على إبدال الهمزة واوا ، ويقرأ" سوأتهما " على التوحيد وهو جنس( إلا أن تكونا ) أى إلا مخافة أن تكونا فهو مفعول من أجله( ملكين ) بفتح اللام وكسرها ، والمعنى مفهوم قوله تعالى :( لكما لمن الناصحين ) هو مثل قوله :" وإنه في الآخرة لمن الصالحين " وقد ذكر في البقرة( فدلاهما بغرور ) الالف بدل من ياء مبدلة من لام ، والاصل دللهما من الدلالة لا من الدلال ، وجاز إبدال اللام لما صار في الكلمة ثلاث لامات بغرور يجوز أن تتعلق الباء بهذا الفعل ، ويجوز أن تكون في موضع الحال من الضمير المنصوب : أى وهما مغترين .
قوله تعالى :( وطفقا ) في حكم كاد ، ومعناها الاخذ في الفعل ، و ( يخصفان ) ماضيه خصف ، وهو متعد إلى مفعول واحد ، والتقدير : شيئا ( من ورق الجنة ) وقرئ بضم الياء وكسر الصاد مخففا ، وماضيه أخصف ، وبالهمزة يتعدى إلى اثنين ، والتقدير : يخصفان أنفسهما ، ويقرأ بفتح الياء وتشديد الصاد وكسرها مع فتح الخاء ، وكسرها مع فتح الياء وكسرها ، وقد ذكر تعليل ذلك في قوله : " يخطف أبصارهم " ( عن تلكما ) وقد ذكرنا أصل تلك ، والاشارة إلى الشجرة ، وهى واحدة والمخاطب اثنان ، فلذلك ثنى حرف الخطاب قوله تعالى : ( ومنها تخرجون ) الواو في الاصل تعطف هذه الافعال بعضها على بعض ، ولكن فصل بينهما بالظرف ؛ لانه عطف جملة على جملة ، وتخرجون بضم التاء وفتحها ، والمعنى فيها مفهوم .
قوله تعالى :( وريشا ) هو جمع ريشة ، ويقرأ" رياشا " وفيه وجهان : أحدهما : هو جمع واحده ريش مثل ريح ورياح ، والثانى : أنه اسم للجمع مثل اللباس( ولباس التقوى ) يقرأ بالنصب عطفا على ريشا فإن قيل : كيف ينزل اللباس والريش ؟ قيل : لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر والمطر ينزل ، جعل ما هو المسبب بمنزلة السبب ، ويقرأ بالرفع على الابتداء ، و( ذلك ) مبتدأ ، و( خير ) خبره ، والجملة خبر لباس ، ويجوز أن يكون ذلك نعتا للباس : أى المذكور والمشار إليه ، وأن يكون بدلا منه أو عطف بيان ، وخير الخبر ، وقيل : لباس التقوى خبر مبتدإ محذوف تقديره : وساتر عوراتكم لباس التقوى ، أو على العكس : أى ولباس التقوى ساتر عوراتكم ، وفي الكلام حذف مضاف : أى ولباس أهل التقوى ، وقيل المعنى : ولباس الاتقاء الذى يتقى به النظر ، فلا حذف إذا .
قوله تعالى :( لا يفتننكم ) النهى في اللفظ للشيطان ، والمعنى : لا تتبعوا الشيطان فيفتنكم( كما أخرج ) أى فتنة كفتنة أبويكم بالاخراج( ينزع عنهما ) الجملة في موضع الحال إن شئت من ضمير الفاعل في أخرج ، وإن شئت من الابوين ؛ لان فيه ضميرين لهما ، وينزع حكاية أمر قد وقع ؛ لان نزع اللباس عنهما كان قبل الاخراج فإن قيل الشيطان لم ينزع عنهما اللباس قيل : لكنه تسبب فنسب الاخراج والنزع إليه( هو وقبيله ) هو توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه قوله تعالى :( وأقيموا ) في تقدير الكلام وجهان : أحدهما : هو معطوف على موضع القسط على المعنى : أى أمر ربى فقال اقسطوا وأقيموا ، والثانى : في الكلام حذف تقديره : فأقبلوا وأقيموا ، و( الدين ) منصوب بمخلصين ، ولايجوز هنا فتح اللام في مخلصين ؛ لان ذكر المفعول يمنع من أن لايسمى الفاعل( كما ) الكاف نعت لمصدر محذوف : أى( تعودون ) عودا كبدئكم( فريقا هدى ) فيه وجهان : أحدهما : هو منصوب بهدى( وفريقا ) الثانى : منصوب بفعل محذوف تقديره : وأضل فريقا ، ومابعده تفسير للمحذوف ، والكلام كله حال من الضمير في تعودون ، وقد مع الفعل مرادة تقديره : تعودون قد هدى فريقا وأضل فريقا والوجه الثانى : أن فريقا في الموضعين حال وهدى وصف للاول ، و( حق عليهم ) وصف للثانى ، والتقدير : تعودون فريقين ، وقرأ به أبى ، ولم تلحق تاء التأنيث لحق للفصل ، أو لان التأنيث غير حقيقى .
قوله تعالى :( عند كل مسجد ) ظرف لخذوا ، وليس بحال للزينة ؛ لان أحدها يكون قبل ذلك ، وفى الكلام حذف تقديره : عند قصد كل مسجد .
قوله تعالى :( قل هى ) هى مبتدأ ، وفى الخبر ستة أوجه : أحدها :( خالصة ) على قراءة من رفع ، فعلى هذا تكون اللام متعلقة بخالصة : أى هى خالصة لمن آمن في الدنيا ، و( يوم القيامة ) ظرف لخالصة ، ولم يمتنع تعلق الظرفين بها ؛ لان اللام للتبيين ، والثانى ، ظرف محض ، وفى متعلقة بآمنوا ، والثانى : أن يكون الخبر للذين ، وخالصة خبر ثان ، وفى متعلقة بآمنوا ، والثالث : أن يكون الخبر للذين ، وفى الحياة الدنيا معمول الظرف الذى هو اللام : أى يستقر للذين آمنوا في الحياة الدنيا وخالصة خبر ثان ، والرابع : أن يكون الخبر في الحياة الدنيا ، وللذين متعلقة بخالصة ، والخامس : أن تكون اللام حالا من الظرف الذى بعدها على قول الاخفش ، والسادس : أن تكون خالصة نصبا على الحال على قراءة من نصب ، والعامل فيها للذين ، أو في الحياة الدنيا إذا جعلته خبرا ، أو حالا ، والتقدير : هى للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم القيامة : أى إن الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الآخرة ، ولايجوز أن تعمل في خالصة زينة الله ؛ لانه قد وصفها بقوله التى ، والمصدر إذا وصف لايعمل ، ولاقوله أخرج لاجل الفصل الذى بينهما وهو قوله قل ، وأجاز أبوعلي أن يعمل فيها حرم وهو بعيد لاجل الفصل أيضا( كذلك نفصل ) قد ذكرنا إعراب نظيره في البقرة والانعام .
قوله تعالى :( ماظهر منها ومابطن ) بدلان من الفواحش و( بغير الحق ) متعلق بالبغى ، وقيل : هو من الضمير الذى في المصدر إذ التقدير : وإن تبغوا بغير الحق ، وعند هؤلاء يكون في المصدر ضمير قوله تعالى :( جاء أجلهم ) هو مفرد في موضع الجمع ، وقرأ ابن سيرين آجالهم على الاصل ؛ لان لكل واحد منهم أجلا قوله تعالى :( يقصون عليكم ) يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لرسل ، وأن يكون حالا من رسل أو من الضمير في الظرف قوله تعالى :( من الكتاب ) حال من نصيبهم قوله تعالى :( من قبلكم ) يجوز أن يكون ظرفا لخلت ، وأن يكون صفة لامم ، و( من الجن ) حال من الضمير في خلت ، أو صفة أخرى لامم( في النار ) متعلق بادخلوا ، ويجوز أن يكون صفة لامم أو ظرفا لخلت( اداركوا ) يقرأ بتشديد الدال وألف بعدها ، وأصلها تداركوا فأبدلت التاء دالا وأسكنت ليصح إدغامها ،
ثم أجلبت لها همزة الوصل ليصح النطق بالساكن ، ويقرأ كذلك إلا أنه بغير ألف بعد الدال ، ووزنه على هذا افتعلوا ، فالتاء هنا بعد الدال مثل اقتتلوا ، وقرئ في الشاذ" تداركوا " على الاصل : أى أدرك بعضهم بعضا ، وقرئ" إذا إداركوا " بقطع الهمزة عما قبلها ، وكسرها على نية الوقف على ماقبلها والابتداء بها ، وقرئ" إذا داركوا " بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة ، وهو جمع بين ساكنين ، وجاز ذلك لما كان الثانى مدغما كما قالوا دابة وشابة ، وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل ، وقد قال بعضهم اثنا عشر بإثبات الالف وسكون العين ، وسترى في موضعه إن شاء الله تعالى ، و( جميعا ) حال( ضعفا ) صفة لعذاب ، وهو بمعنى مضعف أو مضاعف ، و( من النار ) صفة أخرى ، ويجوز أن يكون حالا .
قوله تعالى :( لكل ضعف ) أى لكل عذاب ضعف من النار ، فحذف لدلالة الاول عليه ،( ولكن لاتعلمون ) بالتاء على الخطاب ، وبالياء على الغيبة قوله تعالى :( لاتفتح ) يقرأ بالتاء ، ويجوز في التاء الثانية التخفيف والتشديد التكثير ، ويقرأ بالياء ؛ لان تأنيث الابواب غير حقيقى ، وللفصل أيضا( الجمل ) يقرأ بفتح الجيم وهو الجمل المعروف ، ويقرأ في الشاذ بسكون الميم ، والاحسن أن يكون لغة ؛ لان تخفيف المفتوح ضعيف ، ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها ، وهو الحبل الغليظ ، وهو جمع مثل صوم وقوم ، ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد وأسد ، ويقرأ كذلك إلا أن الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم( سم الخياط ) بفتح السين ، وضمها لغتان( وكذلك ) في موضع نصب( نجزى ) على أنه وصف لمصدر محذوف .
قوله تعالى :( غواش ) هو جمع غاشية ، وفى التنوين هنا ثلاثة أوجه : أحدها : أنه تنوين الصرف ، وذلك أنهم حذفوا الياء من غواشى فنقص بناؤها عن بناء مساجد وصارت مثل سلام ، فلذلك صرفت والثانى : أنه عوض من الياء المحذوفة والثالث : أنه عوض من حركة الياء المستحقة ، ولما حذفت الحركة وعوض عنها التنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين ، وفى هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه قوله تعالى : ( والذين آمنوا ) مبتدأ ، وفى الخبر وجهان : أحدهما : ( لانكلف نفسا إلا وسعها ) والتقدير : منهم ، فحذف العائد كما حذف في قوله : " ولمن صبر
وغفر إن ذلك لمن عزم الامور " والثانى : أن الخبر( أولئك أصحاب الجنة ) ولا مكلف معترض بينهما قوله تعالى :( من غل ) هو حال من" ما " ( تجرى من تحتهم ) الجملة في موضع الحال من الضمير المجرور بالاضافة ، والعامل فيها معنى الاضافة قوله تعالى :( هدانا لهذا ) قد ذكرناه في الفاتحة( وماكنا ) الواو للحال ، ويجوز أن تكون مستأنفة ، ويقرأ بحذف الواو على الاستئناف ، و( لنهتدى ) قد ذكرنا إعراب مثله في قوله تعالى :" ماكان الله ليذر المؤمنين " ( أن هدانا ) هما في تأويل المصدر ، وموضعه رفع بالابتداء ؛ لان الاسم الواقع بعد" لولا " هذه كذلك وجواب" لولا " محذوف دل عليه ما قبله تقديره : لولا أن هدانا الله ماكنا لنهتدى وبهذا حسنت القراءة بحذف الواو( أن تلكم ) في أن وجهان : أحدهما : هى بمعنى أى ولا موضع لها ، وهى تفسير للنداء والثانى : أنها مخففة من الثقيلة واسمها محذوف والجملة بعدها خبرها أى : ونودوا أنه تلكم الجنة ، والهاء ضمير الشأن ، وموضع الكلام كله نصب بنودوا ، وجر على تقديره بأنه( أورثتموها ) يقرأ بالاظهار على الاصل ، وبالادغام لمشاركة التاء في الهمس ، وقربها منها في المخرج وموضع الجملة نصب على الحال من الجنة ، والعامل فيها ما في تلك من معنى الاشارة ، ولا يجوز أن يكون حالا من تلك لوجهين : أحدهما : أنه فصل بينهما بالخبر والثانى : أن تلك مبتدأ والابتداء لايعمل في الحال ، ويجوز أن تكون الجنة نعتا لتلكم أو بدلا ، وأورثتموها الخبر ، ولايجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم ؛ لان الكاف حرف للخطاب ، وصاحب الحال لا يكون حرفا ؛ ولان الحال تكون بعد تمام الكلام ، والكلام لا يتم بتلكم .
قوله تعالى :( أن قد وجدنا ) أن يجوز أن تكون بمعنى أى ، وأن تكون مخففة ( حقا ) يجوز أن تكون حالا ، وأن تكون مفعولا ثانيا ، ويكون وجدنا بمعنى علمنا ( ماوعد ربكم ) حذف المفعول من وعد الثانية ، فيجوز أن يكون التقدير : وعدكم ، وحذفه لدلالة الاول عليه ، ويجوز أن يكون التقدير : ماوعد الفريقين ، يعنى نعيمنا وعذابكم ، ويجوز أن يكون التقدير : ماوعدنا ، ويقوى ذلك أن ماعليه أصحاب النار شر ، والمستعمل فيه أوعد ، ووعد يستعمل في الخير أكثر ( نعم ) حرف يجاب به عن الاستفهام في إثبات المستفهم عنه ، ونونها وعينها مفتوحتان ، ويقرأ بكسر العين وهى لغة ، ويجوز كسرهما جميعا على الاتباع ( بينهم ) يجوز
أن يكون ظرفا لاذن ، وأن يكون صفة لمؤذن( أن لعنة الله ) يقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهى مخففة : أى بأنه لعنة الله ، ويجوز أن تكون بمعنى أى ؛ لان الاذان قول ، ويقرأ بتشديد النون ونصب اللعنة وهو ظاهر ، وقرئ في الشاذ بكسر الهمزة : أى فقال أن لعنة الله .
قوله تعالى :( الذين يصدون ) يجوز أن يكون جرا ونصبا ورفعا قوله تعالى :( ونادوا ) الضمير يعود على رجال( أن سلام ) أى أنه سلام ، ويجوز أن تكون بمعنى أى( لم يدخلوها ) أى لم يدخل أصحاب الجنة الجنة بعد( وهم يطمعون ) في دخولها : أى نادوهم في هذه الحال ، ولا موضع لقوله : وهم يطمعون على هذا ، وقيل المعنى : إنهم نادوهم بعد أن دخلوا ، ولكنهم دخلوها وهم لا يطمعون فيها ، فتكون الجملة على هذا حالا .
قوله تعالى :( تلقاء ) هو في الاصل مصدر ، وليس في المصادر تفعال بكسر التاء إلا تلقاء وتبيان ، وإنما يجئ ذلك في الاسماء نحو التمثال والتمساح والتقصار ، وانتصاب تلقاء هاهنا على الظرف : أى ناحية أصحاب النار قوله تعالى : ( ماأغنى ) ويجوز أن تكون " ما " نافية ، وأن تكون استفهاما قوله تعالى : ( لا ينالهم ) تقديره : أقسمتم عليه بأن لا ينالهم ، فلا ينالهم هو المحلوف عيه ( ادخلوا ) تقديره : فالتفتوا إلى أصحاب الجنة فقالوا ادخلوا ، ويقرأ في الشاذ " وادخلوا " على الاستيئناف ، وذلك يقال بعد دخولهم ( لاخوف عليكم ) إذا قرئ " ادخلوا " على الامر كانت الجملة حالا : أى ادخلوا آمنين ، وإذا قرئ على الخبر كان رجوعا من الغيبة إلى الخطاب قوله تعالى : ( أن أفيضوا ) يجوز أن تكون أن مصدرية وتفسيرية ، و ( من الماء ) تقديره شيئا من الماء ( أو مما ) قيل : أو بمعنى الواو ، واحتج لذلك بقوله : ( حرمهما ) وقيل : هى على بابها ، وحرمهما على المعنى فيكون فيه حذف : أى كلا منهما أو كليهما قوله تعالى : ( الذين اتخذوا دينهم ) يجوز أن يكون جرا ونصبا ، ورفعا و ( لهوا ) مفعول ثان ، والتفسير ملهوا به وملعوبا به ، ويجوز أن يكون صيروا عادتهم ؛ لان الدين قد جاء بمعنى العادة .
قوله تعالى :( على علم ) يجوز أن يكون فصلناه مشتملا على علم ، فيكون حالا من الهاء ، ويجوز أن يكون حالا من الفاعل : أى فصلناه عالمين : أى على علم منا( هدى ورحمة ) حالان : أى ذا هدى وذا رحمة ، وقرئ بالرفع على أنه خبر مبتدإ محذوف قوله تعالى :( يوم يأتى ) هو ظرف ل( يقول ) ،( فيشفعوا لنا ) هو منصوب على جواب الاستفهام( أو نرد ) المشهور الرفع ، وهو معطوف على موضع من شفعاء تقديره : أو هل نرد( فنعمل ) على جواب الاستفهام أيضا ، ويقرأ برفعهما أى : فهل نعمل ، وهو داخل في الاستفهام ، ويقرآن بالنصب على جواب الاستفهام .
قوله تعالى :( يغشى الليل ) في موضعه وجهان : أحدهما : هو حال من الضمير في خلق ، وخبر إن على هذا" الله الذى خلق " والثانى : أنه مستأنف ويغشى بالتخفيف وضم الياء ، وهو من أغشى ويتعدى إلى مفعولين : أى يغشى الله الليل النهار ، ويقرأ" يغشى " بالتشديد ، والمعنى واحد ، ويقرأ" يغشى " بفتح الياء والتخفيف ، والليل فاعله( يطلبه ) حال من الليل أو من النهار ، و( حثيثا ) حال من الليل ؛ لانه الفاعل ، ويجوز أن يكون من النهار فيكون التقدير : يطلب الليل النهار محثوثا ، وأن يكون صفة لمصدر محذوف : أى طلبا حثيثا( والشمس ) يقرأ بالنصب ، والتقدير وخلق الشمس ، ومن رفع استأنف قوله تعالى :( وخفية ) يقرأ بضم الخاء وكسرها وهما لغتان ، والمصدران حالان ، ويجوز أن يكون مفعولا له ، ومثله خوفا وطمعا .
قوله تعالى :( قريب ) إنما لم تؤنث ؛ لانه أراد المطر ، وقيل إن الرحمة والترحم بمعنى ، وقيل : هو على النسب : أى ذات قرب كما يقال امرأة طالق ، وقيل : هو فعيل بمعنى مفعول كما قالوا لحية دهين وكف خضيب ، وقيل : أرادوا المكان : أى أن مكان رحمة الله قريب ، وقيل : فرق بالحذف بين القريب من النسب وبين القريب من غيره .
قوله تعالى :( نشرا ) يقرأ بالنون والشين مضمومتين وهو جمع وفي واحده وجهان : أحدهما : نشور مثل صبور وصبر ، فعلى هذا يجوز أن يكون فعول بمعنى فاعل : أى ينشر الارض ، ويجوز أن يكون بمعنى مفعول كركوب بمعنى مركوب أى منشورة بعد الطى ، أو منشرة : أى محياة من قولك : أنشر الله الميت فهو منشر ويجوزأن يكون جمع ناشر مثل نازل ونزل ، ويقرأ بضم النون وإسكان الشين على
تخفيف المضموم ، ويقرأ" نشرا " بفتح النون وإسكان الشين ، وهو مصدر نشر بعد الطى ، أو من قولك : أنشر الله الميت فنشر : أى عاش ، ونصبه على الحال : أى ناشرة أو ذات نشر ، كما تقول جاء ركضا : أى راكضا ، ويقرأ" بشرا " بالباء وضمتين وهو جمع بشير مثل قليب وقلب ، ويقرأ كذلك إلا أنه بسكون الشين على التخفيف ، ومثله في المعنى :" أرسل الرياح مبشرات " ويقرأ" بشرى " مثل حبلى أى ذات بشارة ، ويقرأ" بشرا " بفتح الباء وسكون الشين ، وهو مصدر بشرته إذا بشرته( سحابا ) جمع سحابة ، وكذلك وصفها بالجمع( لبلد ) أى لاحياء بلد( به الماء ) الهاء ضمير الباء أو ضمير السحاب أو ضمير الريح ، وكذلك الهاء في( به ) الثانية .
قوله تعالى :( يخرج نباته ) يقرأ بفتح الياء وضم الراء ورفع النبات ، ويقرأ كذلك إلا أنه يضم الياء على مالم يسم فاعله ، ويقرأ بضم الياء وكسر الراء ونصب النبات : أى فيخرج الله أو الماء( بإذن ربه ) متعلق بيخرج( إلا نكدا ) بفتح النون وكسر الكاف وهو حال ، ويقرأ بفتحهما على أنه مصدر : أى ذا نكد ، ويقرأ بفتح النون وسكون الكاف ، وهو مصدر أيضا وهو لغة ، ويقرأ" يخرج " بضم الياء وكسر الراء ، ونكدا مفعوله .
قوله تعالى :( من إله غيره ) من زائدة ، وإله مبتدأ ، ولكم الخبر ، وقيل الخبر محذوف : أى مالكم من إله في الوجود ، ولكم تخصيص ، وتبيين وغيره بالرفع فيه وجهان : أحدهما : هو صفة" لاله " على الموضع ، والثانى : هو بدل من الموضع مثل : لا إله إلا الله ، ويقرأ بالنصب على الاستثناء ، وبالجر صفة على اللفظ( عذاب يوم عظيم ) وصف اليوم بالعظم ، والمراد عظم ما فيه .
قوله تعالى :( من قومه ) حال من الملا ، و( نراك ) من رؤية العين ، فيكون( في ضلال ) حالا ، ويجوز أن تكون من رؤية القلب فيكون مفعولا ثانيا قوله تعالى :( أبلغكم ) يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون صفة لرسول على المعنى ؛ لان الرسول هو الضمير في" لكنى " ولو كان يبلغكم لجاز ؛ لانه يعود على لفظ رسول ، ويجوز أن يكون حالا ، والعامل فيه الجار من قوله من رب( وأعلم من الله ) بمعنى أعرف ، فيتعدى إلى مفعول واحد ، وهو" ما " وهى بمعنى الذى أو نكرة موصوفة ومن الله فيه وجهان : أحدهما : هو متعلق بأعلم أى : ابتداء علمى من عند الله والثانى : أن يكون حالا من" ما " أو من العائد المحذوف .